أحدث الأخبار مع #إسماعيلبنشهابالبلوشي


جريدة الرؤية
منذ 7 أيام
- سياسة
- جريدة الرؤية
جندي على كرسي الطبيب
إسماعيل بن شهاب البلوشي هذا المقال بمثابة قراءة في القيادة من سيرة العقيد الركن المتقاعد محمد بن علي الكلباني وكتابه "عسكري على كرسي الطبيب". في زمنٍ تتداخل فيه حدود الاختصاصات وتتجاذب فيه الأدوار ما بين الفني والإداري، يبرز كتاب "عسكري على كرسي الطبيب" للعقيد الركن المتقاعد محمد بن علي الكلباني، كوثيقة تتجاوز حدود السيرة الذاتية، لتقدم نموذجًا حيًّا لقيادة وُلدت من رحم التجربة، لا من قاعات المحاضرات من اختلاط الدم بتراب الوطن لا بحديث الراحة. الكاتب، الذي بدأ حياته المهنية كممرض في الخدمات الطبية لقوات السلطان المسلحة، وجد نفسه لاحقًا على رأس إدارة المنظومة الصحية العسكرية، ليس بوصفه طبيبًا يتغنى بالشهادات، بل قائدًا تمرّس في إدارة الرجال والمؤسسات والموارد. وهنا تكمن المُفارقة التي يستند إليها هذا الكتاب ويُبنى عليها عنوانه. الكتاب ليس فقط سردًا لمسيرة شخصية، بل هو خريطة لوجدان عُماني أصيل. تنقل بين أماكن تحمل في طيّاتها رمزية المكان والحدث؛ من أرض القرنفل إلى مسكن، ومن بيت الفلج إلى ظفار، مرورًا بمفاصل تاريخية وعسكرية كان الكاتب فيها شاهدًا ومشاركًا. ولعل من أبرز ما أثار اهتمامي في هذا العمل هو الإشارات الدقيقة للرموز الوطنية، ومنها الفريق سعيد بن راشد الكلباني طيب الله ثراه والذي خصَّه الكاتب وفاءًا واخلاصًا بإهداء الكتاب إلى روحه حاملا وسام التكريم من الدرجة الأولى وكذلك اللواء الركن علي بن راشد بن محمد الكلباني وسام البسالة والذي يعد أرفع وسام ميداني للشجاعة والإقدام والفداء، والذي لا أخفي شخصيًا أنه قدوتي الشخصية في الحياة العسكرية، وهو واحد ممن تركوا بصمة صادقة في ذاكرة الخدمة لوطني الغالي عُمان، ليس فقط من خلال الرتب، بل من خلال ثبات المواقف وعمق الرؤية كان مهيبًا بكاريزما خاصة حللتها أنها كانت من قوة وفراسة معرفته وخبرته وشجاعته لأنَّ إجابته لا يمكن أن يكون هنالك أصوب منها. ومن خلال سرد الوقائع، وبعيدًا عن الكتاب نذهب إلى سؤال مهم: هل التخصص الفني شرط لقيادة ناجحة؟ تجربة محمد بن علي الكلباني تجيب بـ"لا" واضحة وموثقة. لقد أثبت الرجل أن القيادة لا تُكتسب بالشهادة فقط، بل تُبنى بالحنكة والخبرة والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت الصعب. وعلى الرغم من كونه لم يحمل لقب "طبيب"، إلا أن بصمته في الخدمات الطبية العسكرية كانت واضحة، وباعتراف المحيطين به بحسن إدارته وتميّز رؤيته، يجعل من سيرته نموذجًا يستحق التوقف عنده. الكتاب يربط بين الجندية بمعناها الواسع: الانضباط، الالتزام، التفاني، وبين العمل الإداري الطبي، الذي يحتاج إلى حسّ إنساني وقدرة على التنظيم والتوجيه. وفي هذا التمازج، نجد أن الكاتب استطاع أن يقدّم صورة متكاملة لما يجب أن تكون عليه الإدارة الناجحة في أي مرفق حيوي، بعيدًا عن التصنيف الأكاديمي الضيق. إنَّ كتاب "عسكري على كرسي الطبيب" ليس مجرد مذكرات؛ بل هو شهادة حية عن مرحلة من تاريخ عُمان العسكري والاجتماعي. وهو دعوة لأن نعيد النظر في كثير من تصوراتنا حول من يجب أن يقود، ومن يستحق أن يكون في الواجهة. لقد قرأتُ في هذا العمل ليس فقط تاريخ رجل، بل صوت وطنٍ يمضي إلى الأمام، بأبنائه الذين يجمعون بين الإخلاص لجلالة السلطان حفظه الله والبصيرة الوطنية وأنهم جبلوا كقادة مخلصين وكان الأجمل في قراءتي أنه مخلص لرفقة السلاح محبًا ومفتخرًا برفاق وشركاء التضحية والدم والعرق والجوع والعطش ولست أشك أبدًا في أنه لم يترك صورة توثق فخره بهم إلا كانت واجهة كتابه وهذا دليل قوي على السيرة العطرة التي تستحق التقدير والاحترام. وعندما كنت بعد قراءة للكتاب أتبادل أطراف الحديث مع الرائد متقاعد عبد الرحيم البلوشي والذي لم يخفِ فخره به أن قصة طريفة للغاية في مجال اللغة حدثت لهما في واحد من شوارع لندن وهم في بداية الشباب كنت أتمنى أنها ضمن التوثيق لجمالها وذكرى الرفقة الرائعة ففضلت ذكرها عسى أن تكون في الطبعة الثانية. ولذلك أقدِّم نُصحي لمُحبي تاريخ عُمان المشرف، بقراءة هذا الكتاب المُهم "عسكري على كرسي الطبيب".


جريدة الرؤية
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
مسابقة مليونية وطنية لحل ملف الباحثين عن عمل
إسماعيل بن شهاب البلوشي في ظل التحديات المتزايدة في ملف الباحثين عن عمل وليس فقط في سلطنة عُمان إنما حول العالم، أقدم هذا المقترح إلى صناع القرار والجهات المختصة للدول، مؤمنًا أن الحلول الاستثنائية تحتاج إلى أفكار غير تقليدية إنما حلول بفكر خارق للمنظور المعتاد. إن ما أقترحه اليوم هو إطلاق مسابقة وطنية وعالمية بمكافأة تصل إلى الملايين أو أكثر، تُمنح لأي جهة أو فرد يُقدِّم حلًا عمليًا ناجحًا يُسهم بشكل مُباشر وفعّال في تقليص عدد الباحثين عن عمل في العالم. الفكرة تقوم على إشراك العقول المحلية والعالمية في التفكير بعمق وجدية حول هذا الملف، وخلق حافز اقتصادي وفكري ضخم يدفع المبدعين والمفكرين والخبراء من مختلف أنحاء العالم لتقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق، تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الشباب الباحث عن فرصة. تقوم المسابقة على مبدأ بسيط وواضح: من يقدم فكرة قابلة للتطبيق وتُحدث أثرًا ملموسًا في تقليل عدد الباحثين عن عمل خلال فترة زمنية محددة- بعد تنفيذها بنجاح- يتسلم الجائزة. ولا يُشترط أن تكون الفكرة كبيرة أو باهظة التكاليف، بل المهم أن تكون فعَّالة، مستدامة، ومدروسة، وقابلة للتوسع. هذا الاقتراح ينطلق من إيمان بأنَّ الحلول الناجحة لا تأتي دومًا من داخل المؤسسات الرسمية فقط، بل من تلاقح الأفكار بين الأفراد، المبدعين، والمختصين من مختلف القطاعات والمجتمعات. فلِمَ لا نفتح الباب أمام الجميع ونُحفز التنافس من أجل خدمة الأوطان؟ شروط المسابقة المقترحة: أدعو أن تكون شروط المسابقة واضحة ومنضبطة، ومنها: 1- أن تكون الفكرة مبتكرة لم يسبق حتى التفكير فيها أو تطويرًا نوعيًا صريحًا لفكرة قائمة. 2- أن تكون قابلة للتطبيق العملي داخل البيئة العُمانية. 3- أن تُظهر نتائج قابلة للقياس والتقييم خلال فترة تجريبية. 4- أن تعتمد على آليات تشغيل حقيقية، لا على الدعم الحكومي المباشر فقط. 5- أن تُسهم في خلق وظائف دائمة أو مصادر دخل مستدامة . وبعد تقديم الأفكار، تقترح اللجنة المنظمة تجربة أفضلها على أرض الواقع، وإذا نجح الحل في تحقيق نتائج ملموسة وموثقة، يُمنح المشارك الجائزة؛ سواء كان فردًا، أو شركة، أو باحثًا، أو مؤسسة دولية. ومن المجالات التي يمكن أن تطرح فيها الأفكار: تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة بطرق مبتكرة. تطوير التعليم المهني والتقني بالتكامل مع حاجات السوق. إدخال تقنيات جديدة في الزراعة، الصيد، السياحة، والخدمات. توسيع فرص العمل الحر من خلال التجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية. ربط الشباب مباشرة بفرص العمل في القطاع الخاص عبر أدوات ذكية وشفافة. إنَّنا بحاجة اليوم إلى نقلة نوعية في التفكير، لا إلى حلول مُؤقتة. هذا المقترح يدعو الجهات المسؤولة في الدولة، من وزارات ومؤسسات وصناديق، إلى تبني هذه الفكرة وتحويلها إلى مبادرة وطنية. إنَّ المجتمع مليء بالطاقات، وهناك ملايين العقول التي تتطلع للمشاركة في مشاريع ذات أثر إنساني وتنموي. لماذا لا نجعل من قضية الباحثين عن عمل فرصة لإشراك الجميع، ونكافئ من ينجح بمكافأة تليق بقيمة التأثير الذي يُحدثه؟! قد تكون هذه المسابقة- إن تم إطلاقها- واحدة من أهم المبادرات التنموية في تاريخ في العصر الحديث. إنها دعوة مفتوحة لنتحرك من الشكوى إلى التغيير. وإذا وردت افكار تحث الشباب على تغيير سلوك وواقع العمل والسهر وسلوكيات الحياة عليهم أن يكونوا على مستوى المسؤولية وأن يشاركوا في الحل من خلال أصالتهم وإبداعهم. وعلى من يريد أن يشارك في هذه المسابقة أن يضع الإمكانات والإمكانيات والاقتصاد المتوفر حاليًا وليس بحلول توزيع المال والهبات لأنَّ ذلك حلًا معروفًا وقصير الأمد ولا توجد به استدامة وطنية قابلة للاستمرار.


جريدة الرؤية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- جريدة الرؤية
السيدة الجليلة.. نور عُمان
إسماعيل بن شهاب البلوشي ليست الكلمات وحدها التي تُعبِّر عن الامتنان، وليست الأحرف هي التي تصوغ المقام الرفيع، وليس محرك قلمي المواقف التي تُولد في لحظات، وإني وعندما أرى الفخر بالرموز، فإني أقرأه على مسار الحضارات اقتسامًا للفخر والمجد والعزة بين الشعوب المتحضرة ورموزها، وإن التاريخ وحده يشهد، ويُعيد رواية المجد، حين تُشرق شخصية استثنائية في وجدان الوطن، وتُصبح المرأة عنوانًا للنور، وامتدادًا للحكمة، ورفيقةً في مسيرة النهضة. "السيدة الجليلة" ليست مجرد لقب يُطلق على من حظيت بمكانة إلى جوار القائد؛ بل هي رمزٌ للرصانة، وللثقة، وللأثر المُمتد في تفاصيل الحياة اليومية، وهي الوجه النبيل الذي تمشي خلفه الكلمات بكل إجلال، وتنعكس منه صورة المرأة العُمانية التي كانت منذ فجر التاريخ صانعةً للحضارة، لا مُتفرجة عليها. عُمان، تلك الأرض التي احترفت الكرامة، وعاشت على نهج العدل، لم تكن يومًا بعيدةً عن تمكين المرأة، بل سبقت زمنها في منحها المكانة التي تستحق. من السيدة موزة بنت أحمد بن سعيد البوسعيدية، إلى السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السُّلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- في يومنا هذا، سارت المرأة في درب المجد بثباتٍ وبصيرة، دون ضجيجٍ أو مطالبات، فقط بالإيمان الراسخ بأنها قادرة، مؤثرة، ومشعة كالنور. وما السيدة الجليلة- حفظها الله ورعاه- إلا امتداد لهذا الإرث المجيد؛ فحضورها البهيّ، وسمتها الوقور، لا يحتاج إلى كثير من التعريف؛ فهي التي لامس أثرها قلوب العُمانيين، دون أن تنطق كثيرًا، لأنها تحدثت بلغة الرقي، وعبّرت عن حبها لهذا الوطن بصمتٍ مهيب، وفعلٍ راقٍ، وابتسامةٍ تسكن الذاكرة. لقد رسمت السيدة الجليلة صورةً حديثة للمرأة العُمانية، تلك التي تحمل في قلبها حب الأرض، وفي ملامحها وفاءً للشعب، وفي سكونها عمقًا يُفهم بلا كلمات؛ هي النور الذي أضاء البيت العُماني الأول، وامتد ليشعل قناديل المحبة والفخر في كل بيت عُماني. نراها حاضرة في تفاصيل الحياة، في المناسبات، في المبادرات، في دعمها لقضايا المرأة والأسرة والتعليم، في رعايتها للفنون والثقافة، وفي تلك النظرة التي تُشعر كل عُمانية أن لها ظلاً تستظل به، وأن لها قدوة تسير على خطاها، بثقة واعتزاز. إنَّ الحديث عن السيدة الجليلة، هو حديث عن شخصية مُلهِمة تُمثِّل القيم الأصيلة لعُمان: الحياء في موضعه، والقوة في موضعها، والوفاء في كل موضع؛ هي النعمة التي مَنَّ الله بها على هذه الأرض الطيبة، لتُكمل الصورة البهية لنهضة مُتجددة يقودها بحكمة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه. وفي قلوب العُمانيين، ستبقى السيدة الجليلة نور عُمان، سيدةً أولى ليس فقط بالمكانة؛ بل بالفعل، بالحضور، وبما زرعته من محبةٍ وإجلالٍ في نفوس هذا الشعب الوفي، وإني اليوم أُبارك لكل عُمانية؛ ذلك التكريم بأوسمة الشرف من ملك هولندا إلى السيدة الجليلة، ولست أراه إلّا وسامًا لكل عُمانية؛ فبارك الله في أمهات عُمان جميعًا.