أحدث الأخبار مع #إسماعيلهنية

المدن
منذ 14 ساعات
- سياسة
- المدن
إعادة تكوين المشهد السياسي في المشرق العربي: التوازن المفقود!
"إن توازن القوى هو أساس السلام" تسبّب هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 بتراجع النفوذ الإيراني في المشرق العربي: بشكل تام في سوريا، ونسبيًا في لبنان، وإلى حدّ أقل في العراق البلد المشرقي الذي يقع على حدود إيران ويشكل البوابة الشرقية للعالم العربي عليها. دول ثلاث عاشت عقودًا من الهشاشة السياسية والاقتصادية كما الأمنية وفي بُناها الاجتماعية منذ مطلع الألفية الثالثة، هشاشة أصابت نسيج العراق الاجتماعي واقتصاده وأمنه ووحدة أهله عند اجتياح الأميركيين له عام 2003، حيث توزع النفوذ عمليًا هناك بين الأميركي والإيراني، تبعه لبنان منذ وبعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وانسحاب الجيش السوري منه ما عزّز من نفوذ "حزب الله" المرتبط أيديولوجيًا في إيران، فسوريا بعد انطلاق الثورة فيها عام 2011 واستعانة النظام بـ"حزب الله" أولًا لقمع الثورة فيها فالحرس الثوري وإيران ثانيًا، حتى طلب التدخل الروسي من قبل إيران ما عزّز من نفوذ وحضور طهران في ذاك البلد بشكل مؤثر جدًا. خط الأحداث منذ السابع من أكتوبر 2023 ضَرَبَ المعادلة الآنفة منذ قرر الحشد الشعبي العراقي مبكرًا فك الاشتباك مع الولايات المتحدة الأميركية وتاليًا إسرائيل، بعد اغتيالات جرت لقيادات فيه ما نأى بالعراق عن أحداث غزة وما يجري فيها، إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحكة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران يوم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وضرب القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، ثمّ عملية "البايجر" في لبنان واغتيال السيّدَيْن حسن نصر الله وهاشم صفي الدين إلى سقوط نظام الأسد في سوريا ووقف النار في لبنان الذي توقف من جانب واحد عمليًا هو جانب "حزب الله" في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بعمليات الضرب والقصف والقتل دون رادع. لقد اختلّ التوازن منذ ما بعد تلك الأحداث لغير مصلحة ايران ونفوذها، ومالت الكفة بشكل كبير إلى مصلحة إسرائيل التي لم تكن يومًا منذ تأسيسها عامل استقرار في المشرق العربي، ولم تستطع يومًا فرض استقرار ما، إلا مع سوريا في ظل حكم آل الأسد منذ اتفاق فك الاشتباك عام 1974، غير أن حافظ الأسد، ورغم عدم حصول أي خرق لوقف النار بين بلاده وإسرائيل انطلاقًا من الأراضي السورية ظلّ يستخدم ساحات أخرى لمشاغلتها سواء في الجولان المحتل أو فلسطين وإلى حد أكبر بكثير في لبنان منذ اندلاع الحروب المتعددة فيه منذ العام 1976. التنافس الإقليمي حول المشرق في المشرق، وبعد السابع من أكتوبر 2023، تتنافس قوّتان إقليميتان حسب الظاهر على ترسيخ مكاسبهما: إسرائيل وتركيا. فيما تسعى إيران لتخفيف خسائرها من جهة وتحصين جبهتها الداخلية تخوفًا من عدم وصول المفاوضات الأميركية - الإيرانية إلى مخرجات مريحة، واستعدادًا للتصدي لضربات محتملة للمرافق النووية الإيرانية ما يدفع المنطقة إلى حافة نزاعات دموية، على الأرجح بالغة الخطورة على دول الخليج أولًا، وعلى المشرق العربي ثانيًا، وعلى أمن العالم كله ثالثًا، صراعات قد تحيي تدفقات الهجرة، أو إعادة تفعيل الإرهاب، أو ضرب طرق التجارة البحرية والبرية في آن. فإيران ولو أنها وهنت، لكنّها لم تفقد قدراتها بعد على استخدام العديد من الوسائل لإعادة تحريك مجاميع قوى موزعة في دول المنطقة كلها، تحركٌ قد يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف سياسية وطائفية داخلية في الدول المشرقية الثلاث نتيجة فشل المفاوضات أو نتيجة ضربة عسكرية لإيران بشكل أو بآخر. وفي حال نجاح تلك المفاوضات قد تعمد إيران على استعادة المبادرة وتحين الفرصة لاستعادة الحضور والنفوذ بطريقة ما. توصيف المشهد في العراق، بعد القمة العربية التي عقدت هناك يوم السبت الواقع فيه 17 أيار/مايو يبدو أن خيار العرب بالانخراط بات أكثر وضوحًا هناك، وكذلك انخراط العراق في محيطه العربي بات أصرح، لكن الواضح أيضًا أن نفوذ إيران لا زال على قدر عالٍ من القوة ولا زال الحكم هناك يقيم لها وزنًا كبيرًا في آلية اتخاذ القرارات وفي مراعاة مزاج القوى الموالية لها في العراق. وفي سوريا يبدو أن قرار دعم أحمد الشرع ونظامه بات خيارًا وحيداً حاليًا لأسباب عديدة أولها أن هذا النظام بات واقعًا، وأحد لا يريد عودة هذا البلد إلى الفوضى، وأحد لا يريد تقسيم سوريا، وثانيها أن نجاح الشرع في إبعاد النفوذ الايراني يعتبر نقطة حُسْن سلوك له عربيًا وغربيًا، وثالثها أنّ إسرائيل، حليفة أميركا، بعد سقوط الأسد، شنت ضربات على مخازن الأسلحة وأهداف أخرى داخل سوريا، وسعت إلى توسيع سيطرتها الإقليمية على أجزاء من البلاد، معارضةً التوغلات التركية هناك، في محاولة لإظهار امتلاكها اليد العليا هناك ما دفع الشرع لاجراء مفاوضات مرحب بها أميركيًا و"إبراهيميًا" معها بواسطة تركيا في أذربيجان وبواسطة الإمارات في أبو ظبي. وفي لبنان وبعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وتأليف الرئيس نواف سلام حكومته، اتضح أنّ التفويض الدولي الذي يحوزان عليه يختص بتجريد "حزب الله" والفصائل الفلسطينية من سلاحهم كما وضرورة الدخول في إصلاحات سياسية، ومالية، وقضائية، واضحة. في الوقت الذي تحتفظ إسرائيل فيه بموقع مهيمن وتواصل قصف البلاد، في انتهاك صريح لكن مسنود لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. من يملأ فراغ المشهد ويعيد التوازن؟ شهدت كلّ من سوريا ولبنان موجة من الانخراط العربي، تقودها المملكة العربية السعودية، بعد انفتاح مماثل وسابق على العراق الذي لعب دورًا اساسيًا في الوساطة بين المملكة وإيران وأمّن منصة حوار خلال أعوام 2022 و2023 إلى جانب عُمان، وصولًا لعقد اجتماع بكّين في آذار/ مارس 2023 بين إيران والمملكة واتفاقهما على إعادة العلاقات السياسية والديبلوماسية بين البلدين، إلى سعيهما لتبريد النزاعات الإقليمية وأبرزها وأهمها بالنسبة للمملكة نزاع اليمن. وقد تكون السعودية إحدى أبرز الدول القادرة على صياغة توازن ما بالتعاون الأكيد مع تركيا كما حصل في سوريا، ومن خلال التواصل المباشر مع إيران كما حصل حول العراق خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ومن خلال إيجاد سبل للتعاون والتنافس في آنٍ واحد مع القوى الإقليمية تلك ومن خلال بناء شراكات شاملة. ويُعد العمل المشترك بين تركيا والسعودية، وهما الأكثر التزامًا باستقرار المشرق من غيرهما من القوى الإقليمية، عنصرًا أساسيًا في هذا المسعى كما ويعتبر تحييد إيران وعقد شراكات معها عاملًا مهمًا لصياغة توازن مع إسرائيل الدولة الـمحتلة لأرض والفاتكة باهلها والعاملة على تعزيز الفصل العنصري فيها والتي تعتقد أنها حققت انتصارًا نهائيًا في صراع ليس لنهايته أفق مهما تعدّدت الجولات أو النهايات الافتراضية.


ساحة التحرير
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
عمّ يتساءلون.. عن اليمن العظيم!صفاء السلطان
عمّ يتساءلون.. عن اليمن العظيم! صفاء السلطان* اليمن هو ذاك البلد الذي لم يعتد على الانكسار طوال التاريخ، سواء في الماضي بحضاراته العظيمة كسبأ وحمير ويمنات، او في هزيمته للمحتلين السابقين كالعثمانيين والبريطانيين الذين مرغ اليمني أنوفهم في التراب حتى باتت تسمى عندهم ب«مقبرة الغزاة» ، وحتى في حاضرنا المعاصر حيث هزم اليمني أذرع الأمريكان في المنطقة الذين سمّوا أنفسهم حين ذاك ب «التحالف العربي» حيث عانىٰ اليمني حينها من الحصار الجائر والظالم،أيضا من قصف معظم البنية التحتية للبلد والتآمر على هذا الشعب حتى في لقمة عيشة بقطع مرتبات الموظفين ونقل البنك المركزي إلى عدن، حتى أن السفير الأمريكي حينها توعد بأن يجعل العملة لاتساوي قيمة الحبر عليها،إلا أن اليمن برجالها العظماء والثابتين والأقوياء بقوة الله وبقيادة القائد العلم خرجوا من كل هذه المؤامرات منتصرين وقد رضخ العدو لهم. أما عن اليمن في طوفان الأقصى فقد كان النموذج الأرقى في السند والمدد لأخوة الدين والعروبة ثابتين كثبات جبال اليمن الثابتة على الأرض المعانقة لعنان السماء، موقف قل نظيره وبشهادة أعظم قادة المحور كالشهيد إسماعيل هنية والشهيد السنوار والشهيد أبو حمزة رحمة الله عليهم الذين كانوا يؤكدون في معظم كلماتهم على عظمة هذا القائد وشعبه الحر المجاهد حيث اجتمعوا جميعهم على تسمية اليمانيين ب (إخوان الصدق)، ولا ننسى في هذا السياق شهيد الاسلام والإنسانية سماحة السيد 'حسن نصرالله' رحمه الله حيث وجه في عدة خطاباته شكره وامتنانه للموقف اليمني العظيم وعبر في أكثر من كلمة عن اعجابه وانبهاره بشموخ الشعب اليمني وعظمة القائد. أثناء الإسناد كان لابد لهذا الموقف من أن يكون لديه أعداء يقفون في وجهه سواء من الداخل (مرتزقة، خلايا، منافقون) أو على المستوى الخارجي والدولي فقد تحالفت كل قوى الشر على اليمن لصده عن الموقف المساند لغزة بداية ب «حارس الازدهار» الذي خرج خاسئاً مذءوماً مدحوراً يجر أذيال الخيبة والهزيمة، بعدها تحركوا بفخر صناعاتهم العسكرية التي كانوا يخوفون بها الدول العظمى المسماه عندهم بحاملات الطائرات وقد أخذ اليمني الذكريات معها وجعلوها أضحوكة الزمان ومن هذه الحاملات «أبراهام، أيزنهاور، ترومان، روزفلت» وكلها بفضل الله ذاقت الويل من حرارة الضربات اليمنية المنكلة بها والتي تعلمت منها كيفية الهروب شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً فأينما تولت فثم مسيرة وصاروخ كسر كبرياءها وحطم غرورها فغادرت البحر الأحمر على استحياء متعللة بالصيانة الضرورية لها. وأما عن طائرات الإم كيو ناين فقد أصبحت من نكات العصر اليماني فبينما تسير مغرورة في الأجواء فإذا بصاروخ مضاد يسقط هيبتها وغرورها حتى أصبحت لاهيبة ولا كبرياء لها، ولعل آخر ما أصبح عند اليمني أضحوكة طائرات الإف 18 التي تقدر بملايين الدولارات فأحدها تسقط متعللة بالطقس وأخرى بإنعطاف الحاملة وثالثتها بالسرعة المفرطة التي أسقطتها من الحاملة. أمام كل ماحدث ويحدث من مساندة وإرهاب للعدو الصهيوني في موانئه ومطاراته، يقف العالم مذهولاً متعجباً امام هذا الثبات الراسخ والعقيدة الجهادية القرآنية يتساءلون مرة وثانية وألفاً: ماسر هذا الثبات العظيم؟! من أين لكم ياشعب الإيمان كل هذا الشرف والعزة والكرامة في زمنٍ أصبح كل العالم تحكمه المصالح المادية؟! يتساءلون ويقولون: كيف لنا أن نصبح مثلكم بهذه الروحية الإيمانية؟! يسألون ويسألون والجواب الذي يعرفونه ويحاولون مغالطة أنفسهم هو «الله» فينقلب إليهم البصر خاسئاً وهو حسير. فعلاً هو الله الذي أعطى القوة وأعطى المعنويات الثابته وأيد بنصره وبجنوده، فنحن بالله كل شيء وبدونه لا شيء. #اتحاد_كاتبات_اليمن 2025-05-13


اليوم الثامن
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- اليوم الثامن
من فعلها وفجر ميناء رجائي في إيران
في أحد أحاديثه العلنية السابقة كشف محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية الملالي الأسبق عن سوء الأوضاع الأمنية في إيران وأن استخبارات النظام مخترقة من قبل الأعداء وأن شخصيات استخباراتية رفيعة المستوى مكلفة حماية البلاد من التجسس تم كشفها تعمل جواسيس لصالح الموساد، وأنه عندما يكون التجنيد بهذا المستوى فإن شبكة عريضة من الجواسيس رفيعي المنصب يديرون إيران لصالح الأعداء، ومن هنا كان من السهل جدا التأكد مِن أن مَن وضع الملالي على رأس السلطة في إيران هو النظام العالمي، وأن نظام الملالي نظام مكلف بهدم المنطقة وترويضها وجعلها تحت التصرف، وتكتمل المخططات بتسليم العراق لملالي إيران لنزع قدراته تماماً ثم التوجه من بعد ذلك إلى سوريا لهدمها بعد أن هدموا لبنان، ثم القضاء على الحق الفلسطيني وإبادة غزة والقضاء على قدرات حماس وحزب الله وقتل قادتهما. لم تكن عملية تفجير البيجرات في لبنان بعيدة عن أيدي الملالي والسماسرة والجواسيس المزدوجين التابعين لهم ولغيرهم أو حتى عن مرتزقتهم المتنفذين الساعين لكسب المال بأية طريقة ومع كائنٍ من يكون، وعقلية الأوروبي الشرقي ليست ببعيدة أيضاً عن الملالي وسلوكياتهم هم ومرتزقتهم.. اكتملت الأدوات وتوافرت الظروف بعد احتلال العراق وتسليمه لملالي السوء وجنودهم حيث تحسنت الفرص.. سيول أموال وممتلكات ونفوذ وأرصدة واستثمارات وأوراق وسندات وأمور كثيرة تسخرت بيد الملالي لينجزوا المهمة ويحققون مكاسب للرأسمالية العالمية لم تكن رموزها لتحلم بها... الإلمام بالتاريخ وحُسن قراءة الأحداث وتحليل ما يجري لحظة بلحظة وبدقة يدفعنا نحو طرح العديدة من الأسئلة ليس لرغبة في الحصول على جواب فالجواب حاصل ومعلوم؛ لكن لإيصال الحقائق إلى من يهمه الأمر سواء كان إنسان يهمه حال أخيه الإنسان أو كان مسؤول وطني تنقصه المعرفة ومعرفة الحقائق أو عضو ضمن أفراد القطيع الهائم على وجهه وراء عمائم الشر القابعة في قم إيران والنجف بالعراق عل هذه القطعان تفيق ولا الأمل يراودني بأنها قد تفيق على الرغم من استحباب لهذه الغفوة القبيحة طويلة الأمد.. من بين الأسئلة التي لابد من طرحها هي: هل كان التفجير تفجير ميناء رجائي في بندر عباس نتيجة خلل أمني ونجاح استخباري لسلطات الاحتلال في فلسطين بمساعدة جواسيس الحرس الذين سرقوا ملفات المشروع الإيراني وقتلوا العلماء والقادة والشباب الثائر في العراق، وقتلوا العلماء في إيران، وقتلوا ضيفهم إسماعيل هنية ولم يستحوا من العار، وقتلوا حليفهم وسيدهم نصرالله، وقتلوا السنوار وقتلوا وقتلوا؟ أم كان هذا التفجير ضمن سيناريو متفقٌ عليه كسابقاته من السيناريوهات التي تحدث عنها ترامب فيما مضى وهو خارج البيت الأبيض؟ حفرة التفجير في ميناء رجائي بعمق 40 مترا وقطر دائرة التفجير مئات الأمتار ودمار التفجير بمساحة الميناء بالكامل مساحةً تتوسع تدريجياً مع الوقت، ثم تأتي صواريخ الحوثي على فلسطين المحتلة في هذا التوقيت لتقول شيئاً آخر، لتقول أن الحفرة ذات الـ 40 متر عمق قد تمت فعلا بمقذوف مرجح أن يكون صاروخيا يستند على معلومات استخبارية دقيقة كتلك التي قتلوا من خلالها إسماعيل هنية وحسن نصرالله وغيرهم، وكما تم التكتم على تفجيرات ميناء بيروت وهو نفس التفجير ذاته ولكن بأضرار كبيرة وكبيرة جدا على دولة في ظروف وحجم لبنان؛ تم التكتم بنفس الطريقة ونفس التوجيه على ملابسات تفجير ميناء رجائي.. والمستفيد هنا هو نظام الملالي خاصة في ظل التصعيد الجاري والمفاوضات الشكلية بينه وبين الإدارة الأمريكية.. وهنا خسران ميناء رجائي لا يعد بالأمر الكبير أمام استمرار الملالي في السلطة وبقدرات تُفرض على المنطقة كأمر واقع، وكسب المزيد من عنصر الوقت أهم وأثمن بكثير من أية مقدرات أو خسائر مادية، أما وقود الصواريخ فيمكن الأتيان به من نفس المصدر الآن أو بعد حين. رسائل الصواريخ الكونكريتية التي أرسلها الملالي إلى سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة تم توضيحها أكثر وبشكل أدق من خلال صواريخ الحوثي.. الحوثي الذي لن يكون أغلى ولا أهم من حسن نصرالله لكنه يتمترس محصننا داخل اليمن ومحمياً بإرادة عربية لا تريد تصعيداً بالمنطقة حتى لا تسقط شظايا المهاترات على رؤوسهم، وخشية تفاقم الأزمة بالمنطقة إلى حرب فعلية تسحق العروش وتفرض ضرورة إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة كما قالها أحد الحمقى في أثناء إبادة غزة وأهلها وأطفالها. من فجر ميناء بيروت فجر ميناء رجائي والفعل في بيروت وبندر عباس كان بمقذوف حربي رد عليه الحوثي بالنيابة. د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي


الرأي
١١-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الرأي
إيران والحسبة الإستراتيجية
بدأت معاناة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الغرب منذ الثورة الايرانية عام 1979م، ورغم الحصار المتعدد إلا أن إيران استطاعت تنفيذ أعمال التنمية وتحقيق التطور في مجال الطب والصناعات العسكرية والعلمية، بل ان إيران تمتلك إرثاً ثقافياً عميقاً يعود إلى آلاف السنين، كما أننا شهدنا بعض الإنجازات الثقافية كالسينما الإيرانية حصدت بعض الجوائز العالمية، إضافة إلى أن الحركة التشكيلية الإيرانية في حال إبداع لا نظير له. ولكن المواطن الإيراني بات يعاني اقتصادياً من الحصار رغم الإنتاج الإيراني للنفط، إلا أن تبعات ذلك لم يكن كافياً كون إيران لديها مصروفات خارج إيران وشعبها، وكان لانهيار العملة الإيرانية «التومان» الأثر البالغ على الدولة والشعب بالوقت ذاته، الأمر الذي يدفع بصاحب القرار الإيراني إما التفاوض مع الغرب أو التعرض للمواجهة التي قد تؤدي إلى زعزعة الأوضاع في إيران وإن كان هذا الأمر ليس سهلاً نظراً لطبيعة القوى والتركيبة العسكرية في الجمهورية الإيرانية الإسلامية. ورغم الحصار فإنّ إيران لديها أوراق اقتصادية مهمة أهمها السوق العراقي الذي بات ملاذاً لها من أجل الاستيراد والتصدير رغم القيود الدولية، الأمر الذي دفع بأميركا الى تقييد سطوة مؤيدي إيران من الساسة العراقيين، الأمر الذي يؤثر سلباً على الاستقرار في المنطقة، كما أن هناك علاقات اقتصادية مع تركيا والصين والهند وروسيا وبعض الدول العربية. ولان إيران لديها أجندة تجاه المنطقة فقد استخدمت كل الأوراق الممكنة لتحقيق تلك الأجندة، وهي صاحبة الحرب بالوكالة على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن، بيد أنها دفعت الثمن غالياً هذا العام بعد انهيار محور المقاومة من خلال مقتل رئيس حماس إسماعيل هنية في ايران، واغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والإطاحة بـ طاغية دمشق بشار الأسد، الذي ظل جاثماً هو وأسرته على الشعب السوري لعقود زادت على عقود الثورة الإيرانية التي ما زالت تحمل نظرية دعم القضية الفلسطينية دون التراجع البتة، وما زالت المعلومات غائبة ان كانت إسرائيل نجحت باغتيال رموز محور المقاومة بسبب التقنية المتطورة للتنصت أم بسبب عناصر قدمت معلومات تقنية وهي عناصر ناشطة داخل محور المقاومة. وجاء الملف النووي الإيراني وسلسلة المفاوضات انتهت بتوقيع اتفاق مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عام 2015م في عهد أوباما، فكانت فرحة كبرى للنظام الإيراني الذي فرض سيطرته بصورة تفوق ما كان الوضع قبل توقيع الاتفاق، وكأن من بين البنود السرية فسح المجال للنفوذ الإيراني في المنطقة، إضافة إلى حصول إيران على الأموال المجمدة في أميركا فكانت حقبة ذهبية لقطاعات المجتمع الإيراني كافة، الذي لمس بعض مشاريع التنمية، بيد أن الأمر لم يدم طويلاً إذ قام الرئيس دونالد ترامب برفض تلك الاتفاقية في عام 2018م. وبعد ذلك بدأت عملية الشد والجذب والتصريحات عن الردع العسكري عبر السنوات السابقة، بل وصل الأمر إلى بعض العمليات الفردية البسيطة منها قيام إيران بإسقاط طائرة دون طيار، وتعرض بعض السفن الأميركية إلى هجوم مسلح في المياه الإقليمية. ولا تزال عملية الشد والجذب بين إيران وأميركا التي تتوعد بالحرب، خاصة بعهد ترامب بتحفيز من نتنياهو واللوبي اليهودي وبعض من فريق ترامب في البيت الأبيض، بيد أن الحسبة الإستراتيجية ما زالت حاضرة للبدء بتلك الحرب حيث إن هناك قواعد أميركية مليئة بالجنود الأميركيين على مرمى نظر السلاح الإيراني المتمثل بأنواع شتى من الصواريخ المتطورة، بل ان أميركا والغرب يخشون من بعض أنواع الأسلحة التي تمتلكها إيران ولم تعلن عنها قط، ولا يمكن الامتثال إلى الضغط الإسرائيلي بشن حرب خاطفة ضد بعض الأهداف الإيرانية لأنها قد تتحول إلى حرب شاملة تؤدي إلى ارتفاع جنوني بأسعار النفط، إضافة إلى تبعات ذلك على استقرار منطقة الخليج العربي والخوف من إغلاق مضيق هرمز. ان إيران غير مستعدة بتاتاً لخسارة ما بدأته في تنفيذ مشروع نووي ضخم وطموح في «بوشهر»، والمخاوف كبيرة في المنطقة فإن حصل أي تسرب فقد يكون أقرب إلى الكويت وبعض دول الخليج من بقية مناطق إيران، خصوصاً أن هناك محاولات غربية ناجحة في إدخال «فيروس الكتروني» إلى المنظومة الخاصة بالمفاعل النووي المزمع تشييده، وما زال الغرب لا يعرف إلى أي مدى وصلت إيران إلى القدرة على استخدام السلاح النووي، الأمر الذي نفته إيران عبر سلسلة من التصريحات لمسؤولين عدة، إلا أن حالة عدم الثقة بتلك التصريحات من قبل أهل السياسة في الغرب. لقد تعرضت إيران الى صدمات قوية متمثلة بمقتل قيادات من «حماس» ومن «حزب الله» وفقدها لأي تأثير على سورية مع الامتعاض الكبير لدى الشارع العراقي من التأثير الإيراني. ورغم التصريحات التي تتوعد بإيران فان المفاوضات بدأت بين إيران وأميركا في سلطنة عمان. ولا تشعر إسرائيل بالرضا وهي تشاهد وتتابع عن كثب تفاصيل المفاوضات الأميركية - الإيرانية لأنها تؤمن بأن الحل الأمثل هو قصف إيران ومفاعلها النووي رغم أن إيران تصر على أن وكالة الطاقة الذرية الدولية التابعة للأمم المتحدة تتابع تفاصيل مشروعها السلمي الذي ترى أن من حقها الحصول عليه. وترى إسرائيل أن أي هدنة بين إيران والغرب إنما هي فرصة لالتقاط النفس السياسي والتقني لإعادة البناء لمواجهة إسرائيل التي لطالما كان شعاراً مستمراً في العقيدة الإيرانية سياسياً ودينياً وعسكرياً، لذا فإن الكيان الصهيوني لا يرى أي حل مرض لها إلا بتغيير النظام الإيراني، وبالتالي فإنّ المشكلة بين إيران والغرب ليس تفاصيل القضية بينما رؤية نتنياهو هي المشكلة التي تمنع استقرار المنطقة. ولعل إيران تسعى إلى هدف إستراتيجي وهو المضي قدماً في المماطلة في عملية التفاوض المباشر وغير المباشر مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والوكالة الدولية إلى أن تنقضي السنوات الأربع الكفيلة بانتهاء حقبة ترامب، الذي يفكر بتمديد فترة حكمه عبر ترشح أحد مؤيديه ليكون ترامب، هو النائب وبعد النجاح في الانتخابات الأميركية المقبلة يستقيل الرئيس ليصبح النائب ترامب، هو الرئيس لفترة رئاسة جديدة! همسة: الصراع بين إيران والغرب لن يتوقف.


كواليس اليوم
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- كواليس اليوم
من فعلها وفجر ميناء رجائي في إيران …
في أحد أحاديثه العلنية السابقة كشف محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية الملالي الأسبق عن سوء الأوضاع الأمنية في إيران وأن استخبارات النظام مخترقة من قبل الأعداء وأن شخصيات استخباراتية رفيعة المستوى مكلفة حماية البلاد من التجسس تم كشفها تعمل جواسيس لصالح الموساد، وأنه عندما يكون التجنيد بهذا المستوى فإن شبكة عريضة من الجواسيس رفيعي المنصب يديرون إيران لصالح الأعداء، ومن هنا كان من السهل جدا التأكد مِن أن مَن وضع الملالي على رأس السلطة في إيران هو النظام العالمي، وأن نظام الملالي نظام مكلف بهدم المنطقة وترويضها وجعلها تحت التصرف، وتكتمل المخططات بتسليم العراق لملالي إيران لنزع قدراته تماماً ثم التوجه من بعد ذلك إلى سوريا لهدمها بعد أن هدموا لبنان، ثم القضاء على الحق الفلسطيني وإبادة غزة والقضاء على قدرات حماس وحزب الله وقتل قادتهما. لم تكن عملية تفجير البيجرات في لبنان بعيدة عن أيدي الملالي والسماسرة والجواسيس المزدوجين التابعين لهم ولغيرهم أو حتى عن مرتزقتهم المتنفذين الساعين لكسب المال بأية طريقة ومع كائنٍ من يكون، وعقلية الأوروبي الشرقي ليست ببعيدة أيضاً عن الملالي وسلوكياتهم هم ومرتزقتهم.. اكتملت الأدوات وتوافرت الظروف بعد احتلال العراق وتسليمه لملالي السوء وجنودهم حيث تحسنت الفرص.. سيول أموال وممتلكات ونفوذ وأرصدة واستثمارات وأوراق وسندات وأمور كثيرة تسخرت بيد الملالي لينجزوا المهمة ويحققون مكاسب للرأسمالية العالمية لم تكن رموزها لتحلم بها… الإلمام بالتاريخ وحُسن قراءة الأحداث وتحليل ما يجري لحظة بلحظة وبدقة يدفعنا نحو طرح العديدة من الأسئلة ليس لرغبة في الحصول على جواب فالجواب حاصل ومعلوم؛ لكن لإيصال الحقائق إلى من يهمه الأمر سواء كان إنسان يهمه حال أخيه الإنسان أو كان مسؤول وطني تنقصه المعرفة ومعرفة الحقائق أو عضو ضمن أفراد القطيع الهائم على وجهه وراء عمائم الشر القابعة في قم إيران والنجف بالعراق عل هذه القطعان تفيق ولا الأمل يراودني بأنها قد تفيق على الرغم من استحباب لهذه الغفوة القبيحة طويلة الأمد.. من بين الأسئلة التي لابد من طرحها هي: هل كان التفجير تفجير ميناء رجائي في بندر عباس نتيجة خلل أمني ونجاح استخباري لسلطات الاحتلال في فلسطين بمساعدة جواسيس الحرس الذين سرقوا ملفات المشروع الإيراني وقتلوا العلماء والقادة والشباب الثائر في العراق، وقتلوا العلماء في إيران، وقتلوا ضيفهم إسماعيل هنية ولم يستحوا من العار، وقتلوا حليفهم وسيدهم نصرالله، وقتلوا السنوار وقتلوا وقتلوا؟ أم كان هذا التفجير ضمن سيناريو متفقٌ عليه كسابقاته من السيناريوهات التي تحدث عنها ترامب فيما مضى وهو خارج البيت الأبيض؟ حفرة التفجير في ميناء رجائي بعمق 40 مترا وقطر دائرة التفجير مئات الأمتار ودمار التفجير بمساحة الميناء بالكامل مساحةً تتوسع تدريجياً مع الوقت، ثم تأتي صواريخ الحوثي على فلسطين المحتلة في هذا التوقيت لتقول شيئاً آخر، لتقول أن الحفرة ذات الـ 40 متر عمق قد تمت فعلا بمقذوف مرجح أن يكون صاروخيا يستند على معلومات استخبارية دقيقة كتلك التي قتلوا من خلالها إسماعيل هنية وحسن نصرالله وغيرهم، وكما تم التكتم على تفجيرات ميناء بيروت وهو نفس التفجير ذاته ولكن بأضرار كبيرة وكبيرة جدا على دولة في ظروف وحجم لبنان؛ تم التكتم بنفس الطريقة ونفس التوجيه على ملابسات تفجير ميناء رجائي.. والمستفيد هنا هو نظام الملالي خاصة في ظل التصعيد الجاري والمفاوضات الشكلية بينه وبين الإدارة الأمريكية.. وهنا خسران ميناء رجائي لا يعد بالأمر الكبير أمام استمرار الملالي في السلطة وبقدرات تُفرض على المنطقة كأمر واقع، وكسب المزيد من عنصر الوقت أهم وأثمن بكثير من أية مقدرات أو خسائر مادية، أما وقود الصواريخ فيمكن الأتيان به من نفس المصدر الآن أو بعد حين. رسائل الصواريخ الكونكريتية التي أرسلها الملالي إلى سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة تم توضيحها أكثر وبشكل أدق من خلال صواريخ الحوثي.. الحوثي الذي لن يكون أغلى ولا أهم من حسن نصرالله لكنه يتمترس محصننا داخل اليمن ومحمياً بإرادة عربية لا تريد تصعيداً بالمنطقة حتى لا تسقط شظايا المهاترات على رؤوسهم، وخشية تفاقم الأزمة بالمنطقة إلى حرب فعلية تسحق العروش وتفرض ضرورة إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة كما قالها أحد الحمقى في أثناء إبادة غزة وأهلها وأطفالها. من فجر ميناء بيروت فجر ميناء رجائي والفعل في بيروت وبندر عباس كان بمقذوف حربي رد عليه الحوثي بالنيابة. د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي