logo
#

أحدث الأخبار مع #إمام

عندما غنت الحواري.. عصمت النمر يتذكر الشيخ إمام (خاص)
عندما غنت الحواري.. عصمت النمر يتذكر الشيخ إمام (خاص)

الدستور

timeمنذ 20 ساعات

  • ترفيه
  • الدستور

عندما غنت الحواري.. عصمت النمر يتذكر الشيخ إمام (خاص)

في ذاكرة الباحثين الحقيقيين، تظل التفاصيل الصغيرة حية، تقاوم النسيان وتضيء الماضي بألفة حاضره. ولأن الفن الشعبي لا يروى من الكتب فقط، بل من أفواه عشاقه ومريديه، كان لابد أن نصغي إلى أحد أولئك الذين التقوا بالشيخ إمام، وساروا معه في دروب القاهرة، بين الجامعة والحارة، بين الغنائية والوجع. ويروي الدكتور عصمت النمر، الباحث في التراث، في حوار حصري لـ الدستور، شهادته الشخصية عن لقائه الأول بالشيخ إمام، وتأثير هذا الصوت المختلف على وعيه الموسيقي والإنساني. كيف بدأت علاقتك بالشيخ إمام؟ ومتى استمعت إليه لأول مرة؟ أنا عاشق للسماع، أجد فيه ما يغني الروح وينعش القلب. كانت معرفتي الأولى بالشيخ إمام مفاجأة حقيقية. كنت حينها في السنة الثانية بكلية الطب، حين أهداني أحد زملائي شريطًا صوتيًا. استمعت إليه دون أن أعرف من صاحب هذا الصوت المتوهج: أهو سيد درويش؟ أم فنان آخر؟ سألت صديقي عنه، لكنه اكتفى بابتسامة غامضة وقال: "سأخبرك لاحقًا". كان في ألحان الشيخ إمام شيء مختلف، لا يشبه كمال الطويل، ولا أحمد صدقي، ولا محمود الشريف. كان يحمل في نغمه روح سيد مكاوي، وعرفت لاحقًا أن كليهما تربى وتعلم الموسيقى في حضرة الشيخ درويش الحريري. منذ أول استماع، أصبحت أسيرًا لسحر الشيخ إمام وأشعاره، وطلبت من زميلي أن يدلني على المزيد من أعماله. أخبرني بوجود حفل في كلية الآداب بجامعة القاهرة، بمناسبة التضامن مع القضية الفلسطينية. حضرت الحفل، وشعرت وكأنني في أوبرا شعبية، المدرج مسرح والطلاب كورال يتغنون، وكانت الأجواء مشحونة بالشجن والانفعال. انتهى الحفل، وصعدت إلى خشبة المسرح. لم أجد أحدًا هناك سوى الشيخ إمام. مد يده نحوي وسألني: "إنت عترة؟" أجبته بابتسامة وتبادلنا السلام، فقال لي: "تعالى نتدقلج سوا" وسرنا معًا من جامعة القاهرة، مرورًا ببيت الرئيس السادات، ثم إلى كوبري بديعة. وهناك، اعترفت له بتعب قد تسلل إلى قدمي، فضحك ضحكته المميزة. استقللنا تاكسي من ميدان التحرير حتى الغورية، حيث كان يسكن في حوش آدم داخل حارة متفرعة من حارة، وكان هذا العالم جديدًا علي، فأنا اسكن في العباسية الشرقية، وأسكن بجوار ميدان الجيش، قرب ميدان الجناين حيث يقيم نجيب محفوظ. وتكررت زياراتي له، وصرت أقطع الطريق من الحسينية إلى باب الفتوح، ثم شارع المعز لدين الله الفاطمي، حتى أصل إلى الغورية حيث نلتقي. كان يحب المشي كثيرًا، وكان يمشي كمن يحفظ الطريق بعيني قلبه. وحدثني عن شيخه درويش الحريري، وعن بداياته في تعلم الموسيقى، وعن أشياء كثيرة، عن الفن والحياة. ورغم أنه كان ضريرًا، إلا أنه لم يعرف الخوف. كنت أندهش من جرأته، وهو يتنقل بمفرده في حواري ضيقة لا تعرف الرحمة، ومع ذلك كان يسير وكأن العتمة طريقه. كان غريبًا في تلحينه، يجلس ويتمتم، فكنت أظنه يقرأ وردًا دينيًا، لكنني أدركت لاحقًا أنه يلحن. كان يلحن وهو يمشي، فالموسيقى عنده علم معقد له أوزان وتفعيلات، كأنها قصيدة طويلة يحكيها، لا مجرد نغمة تعزف.

قبل أن يصبح الزعيم.. محطات مبكرة شكّلت مسيرة عادل إمام
قبل أن يصبح الزعيم.. محطات مبكرة شكّلت مسيرة عادل إمام

أخبارك

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • أخبارك

قبل أن يصبح الزعيم.. محطات مبكرة شكّلت مسيرة عادل إمام

في مثل هذا اليوم، 17 مايو، تحل ذكرى ميلاد عادل إمام، أحد أبرز نجوم الفن في مصر والعالم العربي. مسيرة طويلة تجاوزت نصف قرن، جعلت منه أكثر من مجرد ممثل؛ أصبح ظاهرة فنية وشعبية ارتبطت بذاكرة أجيال. لكن قبل أن يصبح "الزعيم"، كانت هناك محطات مبكرة ومجهودات صامتة صنعت ملامح النجاح الكبير. من المسرح الجامعي إلى أول بطولة، ومن الأدوار الصغيرة إلى اعتلاء خشبة المسرح، بدأت الرحلة التي استمرت لعقود. في السطور التالية، نستعرض أبرز لحظات تلك البداية، التي شكلت قاعدة صلبة لنجم ظل حاضرًا رغم تغيّر الزمن والأذواق. نشأ عادل إمام وسط أسرة بسيطة، وبدأ خطواته الأولى في عالم الفن أثناء دراسته بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، حيث شارك في المسرح الجامعي. في عام 1962، التحق بفرقة التليفزيون المسرحية، وكان حينها لا يزال طالبًا، ورغم صغر أدواره في تلك المرحلة، فإن حضوره اللافت وخفة ظله جعلاه يخطف الأنظار سريعًا. نقطة التحول جاءت عندما اختاره الفنان فؤاد المهندس لتجسيد دور السكرتير في مسرحية "أنا وهو وهي"، وهو الدور الذي فتح له أبواب الشهرة، وعرّف الجمهور عليه بشكل أوسع، لتبدأ بعدها رحلته الحقيقية مع النجاح. واصل عادل إمام طريقه بثبات، مشاركًا في أفلام عديدة بأدوار مساندة، مثل "مراتي مدير عام" (1966) و"كرامة زوجتي" (1967)، التي رغم محدودية ظهوره فيها، كشفت عن طاقته الفنية المتفردة. وجاءت انطلاقته السينمائية الكبرى عام 1973 بفيلم "البحث عن فضيحة"، حيث قدّم أول بطولة مطلقة إلى جانب سمير صبري وميرفت أمين، وقد حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وأثبت أن نجمًا جديدًا قد وُلد في سماء السينما المصرية. رغم ظهوره المسرحي المبكر، فإن دور "بهجت الأباصيري" في مسرحية "مدرسة المشاغبين" (1971) كان الحدث الأبرز في مشواره المسرحي. هذا الدور شكّل انطلاقة جديدة، ليس فقط له، بل لجيل كامل من النجوم، منهم سعيد صالح، ويونس شلبي، وأحمد زكي، تلك المسرحية، التي استمر عرضها لسنوات، أبرزت قدرة عادل إمام على قيادة الخشبة والتفاعل المباشر مع الجمهور، مؤكدة أنه نجم من طراز خاص. في منتصف السبعينيات، قرر عادل إمام اقتحام عالم الدراما التلفزيونية، التي لم تكن بعد مجالًا واسعًا لكبار النجوم. جاء مسلسل "أحلام الفتى الطائر" (1978)، من تأليف وحيد حامد، ليؤسس لشراكة فنية من أنجح ما عرفه الوسط الفني، وضمّ مجموعة من النجوم مثل عمر الحريري، وماجدة زكي، ورجاء الجداوي، وعبد الوارث عسر. لعب إمام في المسلسل دور "إبراهيم الطاير"، الشاب البسيط الذي تطارده المشاكل، وهو دور إنساني عميق يجمع بين الكوميديا والواقعية. أظهر المسلسل قدرة إمام على الغوص في الدراما التليفزيونية، وحقق نجاحًا كبيرًا. استمر عادل إمام في تحقيق نجاحات مذهلة في الدراما والسينما والمسرح حتى أعماله الأخيرة، رغم تغيّر الأذواق واختلاف الأجيال، ولم يكن ذلك صدفة، بل نتيجة حب حقيقي وصادق للفن، وتفانٍ في تقديم أعمال قريبة من الناس، حيث ظل محافظًا على مكانته في الساحة الفنية، لأنه لم يسع فقط إلى النجومية أو التنافس، بل آمن بموهبته الفنية، وبقي وفيًا لها حتى النهاية.

لماذا أحب الجمهور الزعيم عادل امام ؟
لماذا أحب الجمهور الزعيم عادل امام ؟

مصرس

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • مصرس

لماذا أحب الجمهور الزعيم عادل امام ؟

رغم أنه بلغ اليوم عامه الخامس والثمانين، لا يزال النجم الكبير عادل إمام يحتفظ بمكانة لا ينافسه فيها أحد، في قلوب ملايين الجماهير داخل مصر وخارجها. لم يكن مجرد ممثل، بل أصبح رمزًا من رموز الكوميديا والدراما العربية، وواحدًا من أبرز نجوم الفن الذين كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون. لكن ما السر؟ لماذا لا يزال الجمهور يحب عادل إمام؟ وما الذي جعل "الزعيم" يحتفظ ببريقه كل هذه السنوات؟1. لأنه جعلنا نضحك من القلبالسبب الأول، ببساطة، هو أن عادل إمام يضحكنا كما لم يفعل أحد. يمتلك قدرة استثنائية على تحويل الموقف العادي إلى لحظة كوميدية خالدة، بأسلوب تلقائي وذكي يجمع بين التهريج الظاهري والعمق الإنساني في الأداء.قفشاته لا تُنسى، وأصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية والعربية وهذه الجمل وغيرها كثير أصبحت على لسان الناس في البيوت والمقاهي والسوشيال ميديا حتى اليوم.2. لأنه يعكس الواقع.. بطريقته الخاصةعادل إمام لم يكن نجمًا بعيدًا عن الناس، بل كان مرآة لهم. تحدث عن أحلامهم، آلامهم، أزماتهم وأحلامهم المؤجلة. من خلال أفلام مثل:الإرهاب والكبابطيور الظلامالنوم في العسلاللعب مع الكبارقدّم رؤى سياسية واجتماعية عميقة، لكن بضحكة ذكية، جعلت الجمهور يتقبّل الرسالة دون ملل أو وعظ.3. لأنه متعدد الوجوهواحد من أهم أسباب حب الناس لعادل إمام هو قدرته على التنويع بين الكوميديا، الدراما، والأكشن. تراه في شاهد ماشفش حاجة، ثم تراه بوجه مغاير تمامًا في حب في الزنزانة، ثم مفكرًا جادًا في عمارة يعقوبيان.في الدراما، أبهر الجمهور بمسلسلاته:أستاذ ورئيس قسمصاحب السعادةعوالم خفيةفرقة ناجي عطا اللهوفي كل عمل، لم يكن مجرد ممثل، بل صاحب مشروع فني يحمل توقيعه الخاص.4. لأنه ثابت.. في زمن التغييرفي زمن تغيّر فيه الفن وذوق الجمهور، ظل عادل إمام هو الثابت الوحيد. من جيل الأبيض والأسود إلى جيل "الترندات"، لم يخفت نوره، ولم يتراجع تأثيره. ظلت أفلامه تُعرض وتُشاهد، وكأنها لا تعرف التقادم.5. لأنه قريب من قلوبنا جميعًابعيدًا عن الكاميرا، يعرف الجمهور أن عادل إمام إنسان بسيط، يحب الضحك، ويقدّر زملاءه، ويعيش حياة مستقرة وهادئة. وقد حرص طوال مسيرته على عدم إثارة الجدل خارج العمل، فبقي محبوبًا ومحترمًا من الجميع.معلومات سريعة عن الزعيم:الاسم الكامل: عادل محمد إمامتاريخ الميلاد: 17 مايو 1940مكان الميلاد: المنصورة – محافظة الدقهليةبدايته الفنية: أوائل الستينيات، في مسرحية "أنا وهو وهي"أشهر المسرحيات: مدرسة المشاغبين، شاهد ماشفش حاجة، الواد سيد الشغال، الزعيم، بودي جاردأشهر أفلامه: الهلفوت، كراكون في الشارع، الإرهاب والكباب، المنسي، عمارة يعقوبيانأولاده: المخرج رامي إمام، والممثل محمد إمامفي عيد ميلاده.. ما زال "الزعيم" زعيمًااليوم، في عيد ميلاده ال85، لا تزال محبة الجمهور لعادل إمام كما كانت في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات. لم تخفت، بل زادت مع الوقت، كأن الزمن يمنحه مزيدًا من الاحترام والتقدير.عادل إمام لم يُضحكنا فقط، بل شكّل وجدان أمة كاملة، وجعل من الفن رسالة، ومن الضحك وسيلة للفهم والتأمل، ولذلك سيظل دائمًا، الزعيم الحقيقي في عيون جمهوره.اقرأ أيضا| في عيد ميلاد الفنان عادل إمام| مسرح الزعيم شاهد عاداته التى لا تُنسى

محمود سعد يكشف عن تغيّر في سلوك عادل إمام خلال الفترة الأخيرة
محمود سعد يكشف عن تغيّر في سلوك عادل إمام خلال الفترة الأخيرة

العين الإخبارية

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • العين الإخبارية

محمود سعد يكشف عن تغيّر في سلوك عادل إمام خلال الفترة الأخيرة

كشف الإعلامي محمود سعد جانبا من علاقته بالفنان الكبير عادل إمام، الذي يحتفل بعيد ميلاده اليوم، مؤكدًا الامتنان الذي يشعر به تجاه صداقتهما. وقال محمود سعد في مقطع مصوّر بثه عبر صفحته على فيسبوك إن "الزعيم" كان معروفًا بتواصله الدائم عبر الهاتف، لكن الأمر اختلف مؤخرًا، حيث لم يعد يستخدمه على الإطلاق. وأضاف: "تواصلت مع شقيقه اليوم وطلبت منه يبلغ الفنان القدير تحياتي ويقوله: "كل سنة وأنت طيب يا عدولة يا أبو رامي، وربنا يديم عليه الصحة والفرح مع أولاده وأحفاده". وأوضح أن علاقته بعادل إمام بدأت منذ سنوات طويلة، رغم أنه لم يتعاون معه مهنيًا، لكنه كان يتمتع بمكانة خاصة سمحت له بالدخول إلى مسرحه في أي وقت، وهي ميزة نادرة كما وصفها، خصوصا مع حرص إمام الشديد على خصوصية كواليس عروضه المسرحية، حيث لم يكن يُسمح بوجود أي شخص داخل الكواليس دون داعٍ. وأشار سعد إلى أن الزعيم لطالما منحه ثقة كبيرة، وكان زملاؤه من الإعلاميين أو الفنانين يلجؤون إليه للتواصل مع إمام نظرًا لقوة العلاقة التي تجمعهما، مؤكدًا أنه كان وسيطًا دائمًا لمن أراد الحديث معه. واختتم قائلاً: "وأنا صغير كنت بسمع إن القعدة معاه مش سهلة، مش علشان يخوفك، لكن لأنه حاد الذكاء وبيسبقك دايمًا بكلمة تخليك مش عارف ترد.. عنده سرعة بديهة فظيعة". aXA6IDEwNC4yNTIuNjUuMTc5IA== جزيرة ام اند امز CZ

إمام وخطيب المسجد النبوي: تقرّبوا إلى الله بالفرائض والنوافل.. ولا وسائط بين العبد وربه
إمام وخطيب المسجد النبوي: تقرّبوا إلى الله بالفرائض والنوافل.. ولا وسائط بين العبد وربه

الرياض

timeمنذ 4 أيام

  • منوعات
  • الرياض

إمام وخطيب المسجد النبوي: تقرّبوا إلى الله بالفرائض والنوافل.. ولا وسائط بين العبد وربه

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا، المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، ومن تمسك بأسبابها نجا. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي: "إن العبد الموفق المنوَّر الطريق، لمن سار إلى ربه سيرًا مستقيمًا غير ذي عوج، مقتربًا من مولاه الجليل، لا ناكبًا عن الصراط، ولا ضالًا عن سواء السبيل، يدنو من ربه بأعماله الصالحة الخالصة، على نور من ربه، محبًا له كمال الحب، معظِّمًا غاية التعظيم والإجلال، متذلِّلًا لمولاه تمام الذل، مفتقرًا إليه الافتقار كله، راجيًا ثوابه، خائفًا من عقابه، متحققًا بصفات من أمر الله بالاقتداء بهم من النبيين والمرسلين، وخيار عباد الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه: (أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)". وأشار فضيلته إلى أن أعظم ما يُدني العبد من ربه، ويُقرِّبه إلى مولاه، أداءُ فرائضه التي افترضها عليه، كما دل على ذلك قوله جل جلاله في الحديث الإلهي: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُه عليه)، ولا شيء أحب إليه سبحانه من توحيده في عبادته، وإخلاص الدين له، وهو أعظم فرائض الله على عباده، ولا شيء أبغض إليه من الشرك به، وهو أعظم ما نهى سبحانه عنه. وبيَّن أن أجَلَّ فرائض الإسلام، وأولاها بالاهتمام، مؤكدًا أن ما يقرب إلى الملك القدوس السلام، فريضة الصلاة، قال الله تعالى لنبيه: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء). وإنما كان ذلك لأن سجود العبد في صلاته نهاية العبودية والذل، ولله غاية العزة، وله العزة التي لا مقدار لها، فكلما بعدت من صفته، قربت من جنته، ودنوت من جواره في داره. ومضى فضيلته قائلًا: لا يزال العبد المحب لربه يتقرب إليه بعد فرائض الدين بالنوافل، ويتبع الواجبات بالمستحبات والفضائل، حتى يحبه ربه، ومن أحبه الله كان له وليًّا ونصيرًا، فعصم سمعه وبصره عن المحرمات، ووقى يده عن العدوان، ورجله عن المشي إلى مساخط الله، فلم يمشِ بها إلا إلى مراضي ربه ومولاه، فتزكت بذلك نفسه، وطهر قلبه، فكان قريبًا من رب الأرض والسماوات، مجاب الدعوات، كما دل على ذلك قوله سبحانه في الحديث الرباني: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه). وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أنه تقرّب إلى الله خيارُ عبادهِ، وتوسلوا إليه بأعمالهم الصالحة، وأوفوا بعهدهم الذي عاهدوا، فقربهم سبحانه غاية القرب، حتى بلغ أعلى منازل القرب منهم عبداه محمدًا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فاتخذ كلًا منهما خليلًا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لو كنتُ متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن صاحبكم خليل الله)، وجعل منزلة روحيهما في البرزخ في أعلى المنازل، ودرجتهما في الجنة أعلى الدرجات، ثم بعدهما في القرب موسى الكليم عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم، ثم عيسى، ثم نوح، ثم سائر الرسل والأنبياء عليهم السلام، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وعلي، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، بحسب سبقهم إلى الإيمان، وهجرتهم، وجهادهم مع رسول الله، ثم أصحاب الأنبياء عليهم السلام، ثم خيار هذه الأمة من التابعين وتابعيهم، وأئمة الهدى من هذه الأمة من العلماء والأولياء. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته مبينًا أنه من فضل الله على عباده وتيسيره عليهم وإكرامه لهم، أنه لم يشرع لعباده أن يجعلوا بينهم وبينه وسائط من الخلق يرفعون إليه حوائجهم، ويتوسلون بهم إلى ربهم، ويسألونهم أن يُدنوهم من مولاهم، وإنما فتح للعبيد أبواب فضله ورحمته، ليتقربوا إليه بأعمالهم الصالحة، وليدنوا منه بمناجاتهم إياه، لا يُناجون أحدًا سواه، ولا يدعون غيره، ولا يطلبون من غيره القرب إليه سبحانه، بل إياه يدعون فيعطيهم، وإليه يزدلفون فيُدنيهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store