logo
#

أحدث الأخبار مع #إي

حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته
حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته

الشروق

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • الشروق

حكيم الجزائر محمد البشير الإبراهيمي في الذكرى الستين لوفاته

إي والله، حكيم بأتمّ معنى الكلمة، وقد عقّب هو نفسه على من قال عنه 'علّامة الجزائر'، بقوله 'أنا علّامة الجزائر، وعلَامة رفع لا علامة خفض'… وآية حكمته ما قرأناه له فيما وصل إلينا من آثاره التي نُشرت في خمس مجلدات، بإشراف ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وهي ما بقي مما كتب وما وصلنا من آثار حفظتها لنا الجرائد والمجلات… أما ما ألّف من كتب في فنون متنوعة فكثير، ولكنه ضاع مع ما ضاع من رسائل ومقالات أخرى وأحاديث إذاعية في العالم الإسلامي؛ بل ومقابلات مع الكثير من رجال الفكر والدعوة في العالم الإسلامي -بكل أسف- ومنها لقاؤه مع الأستاذ أبو الأعلى المودودي في زيارته لباكستان. قال لي الأستاذ محمد الهادي الحسني يوما 'عزمتُ على ألا أقرأ لأحد بعد اليوم إلا للإبراهيمي'، وحق له ذلك؛ لأن من يقرأ للإبراهيمي، يشعر أنه يقرأ كلاما غير عادي: مفردات وأسلوب وجمل متجانسة، لا تشعر بمفردة مقحمة في غير سياقها الذي وضعت فيه؛ بل لا يشعر بتكلّف أو تصنّع في شعر أو نثر أو سجع أو تصنّع في إيراد عبارات من مفردات عربية قديمة يريد الاستعلاء بها عن الناس… بل ويشعر من يقرأ للإبراهيمي، أنه يقرأ لأديب من الطراز العالي، حتى أن إعلام العراقيين استقبلوه في زيارته لبغداد في إطار الترويج للثورة بعناوين عريضة منها 'أمير البيان'، التي لم يعرف بها إلا شكيب أرسلان، ويقرأ لفيلسوف وعالم في تربية وعالم في الاجتماع ومؤرخ… وكل ذلك يكتب فيه كتابة المتخصِّص وليس ككاتب المقال الملزم بتسليمه كل أسبوع… وفي كل ذلك من الحكمة الكثير التي لم يؤتها الكثير من الناس. يرى الشيخ الإبراهيمي أن الشعب الجزائري قد استولى عليه استعماران: الاستعمار الغربي الفرنسي الذي حاول تجريده من إنسانيته بالتجهيل والتفقير والاستيلاء على مقدراته واستعباده وتجريده من مقوماته الثقافية والدينية، والاستعمار الذي تمثله الطرق الصوفية المنحرفة التي استولت على عقول الناس بالتدين المغشوش المختلط بالخرافة والشعوذة والبدعة. الشيخ محمد البشير الإبراهيمي لمن لا يعرفه، واحد من رجال الإصلاح في الجزائر ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد ابن باديس، تُوفي في 20 ماي 1965، أي قبل شهر من الانقلاب على خصمه السياسي أحمد بن بلة… وقد عاش 76 سنة بين الحجاز والشام والجزائر، كما عاش في الجزائر بين راس الواد ببرج بوعريريج وسطيف شرقا وتلمسان غربا وآفلو جنوبا… طالبا للعلم ومعلما ومدرِّسا ومنفيا وداعية إلى الله رفقة إخوانه من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وإثباتا لدعوى حكمة الإبراهيمي اكتفي بهذه المناسبة بعرض ثلاثة نماذج من الحِكم البليغة التي زين بها مقالاته… وهي من الحكم التي تعدّ من مفردات الأصول في منهجية الفعل الإصلاحي عموما، وقد تبنتها جمعية العلماء ونسبتها للشيخ الإبراهيمي، لأنه هو الذي عبّر عنها في النصوص التي ننقلها عنه، ومن ناحية أخرى هو مع ابن باديس هما عمدة الجمعية والعمل الإصلاحي عموما في الجزائر، من حيث أنهما كانا يخططان وينفذان وفق رُؤى واضحة بالنسبة إليهما تمام الوضوح، ولذلك سهُل عليهما التعبير عنها بسهولة ويسر ودقة تامة. الحكمة الأولى: كشف عنها الإبراهيمي في مقال له عن بذور الأولى لتأسيس جمعية العلماء في الجزائر، وذلك في سنة 1913 عندما زاره ابن باديس في المدينة المنورة، وكان عمره يومها 24 سنة، وقد عكفا على مناقشة موضوع النهوض بالجزائر والكيفية المناسبة لذلك فقال 'كانت الطريقة التي اتفقنا عليها أنا وابن باديس في اجتماعنا بالمدينة في تربية النشء هي: ألا نتوسَّع له في العلم، وإنما نربّيه على فكرة صحيحة ولو مع علم قليل، فتمّت لنا هذه التجربة في الجيش الذي أعددناه من تلامذتنا'. آثار محمد البشير الإبراهيمي 5/280. ولبُّ الحكمة في هذه الفقرة هي قوله: 'فكرة صحيحة ولو مع علم قليل'، على خلاف ما يعتقد الناس في الغالب، من أن الإكثار من العلم هو المطلوب والذي ينبغي الاهتمام به، فقد اختار الرجلان التركيز على 'الفكرة الصحيحة' وليس على الإكثار من العلم؛ لأن العلم القليل مع الفكرة الصحيحة التي تعني صفاء الذهن وخلوَّ العقل من الخرافة والشعوذة والبدعة وانحراف السلوك، والخوف والجبن والخور، أولى من كثرة العلم مع وجود الخرافة والشعوذة والبدعة وانحراف السلوك؛ لأن صفاء الذهن واستقامة العقل ينمّيان العلم القليل ويزكيانه، أما الإكثار من العلم لا يقوى على تقويم الذهن وإخلاء العقل وتصفيته من الخرافة والشعوذة والبدعة. يرى الشيخ الإبراهيمي أن الشعب الجزائري قد استولى عليه استعماران: الاستعمار الغربي الفرنسي الذي حاول تجريده من إنسانيته بالتجهيل والتفقير والاستيلاء على مقدراته واستعباده وتجريده من مقوماته الثقافية والدينية، والاستعمار الذي تمثله الطرق الصوفية المنحرفة التي استولت على عقول الناس بالتدين المغشوش المختلط بالخرافة والشعوذة والبدعة. ولتحرير المجتمع من هذين الاستعمارين لا بد من بناء العقل وتمجيده، وتصفية الذهن وتنقيته من كل ما علق به مما يخالف صحيح الوحي وصريح العقل السليم. وبالفعل فقد عاد ابن باديس في ذلك العام 1913 وشرع في تنفيذ الخطة في جامع سيدي قموش والجامع الأخضر بقسنطينة، ثم لحق به الشيخ البشير بعد نحو سبع سنوات ليسير على النهج نفسه، ثم لحق بهم خلقٌ كثير من علماء الجزائر من داخل البلاد ومن القادمين من خارجها، وواصل الجميع العملية البنائية وفق تلك المنهجية المتفق عليها: 'فكرة صحيحة ولو مع علم قليل'… لأن الفكرة الصحيحة تجلب العلم وتُكثره، أما العلم بمفرده بكثرته فلا يقوى على مقارعة الانحرافات العقدية البدعية والسلوكية، ولذلك وجدنا علماء كبارا ولكنهم خرافيون وبدعيون بل ومتآمرون مع الطواغيت على الشعوب المغبونة. الحكمة الثانية: هي العمل على تحرير العقول، وفق المنهج والعبارة ذاتها التي وضعها الإبراهيمي في ذلك قوله: 'محال أن يتحرّر بدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا'، (آثار الشيخ الإبراهيمي 3/56) ذلك أن العبد لا يمكن أن يكون إلا عبدا. والعبد ليس العبد المملوك فحسب، وإنما هو كل إنسان لا يملك عقلا حرّا يتفاعل مع الوجود وفق قناعاته ومقرراته النابعة عنها. ومن فقد هذا المستوى من الحرية يعدّ عبدا بسبب فقدانه الحرية العقلية، واعتبر الإبراهيمي ذلك من جوهر ما يعمل عليه العلماء في نشاطاتهم الإصلاحية بل اعتبر ما تم في الجزائر من ذلك 'من صنع يدها، لا فضل فيه لأحد سواها، وأوّل يدٍ بيضاء لها في هذا الباب هو تحرير العقول من الأوهام والضلالات في الدين والدنيا، وتحرير النفوس من تأليه الأهواء والرجال، وإن تحرير العقول لأساسٌ لتحرير الأبدان، وأصْلٌ له، ومحال أن يتحرّر بدَنٌ يحمل عقلًا عبدًا'، وجميع توجيهات الشيخ التربوية داخل الجمعية وخارجها يصبّ في هذا الاتجاه. يقول أحمد طالب الإبراهيمي: 'أنني عندما نجحت في امتحان البكالوريا سنة 1949، استشرتُ والدي عن نوعية الدراسة العليا التي ينصحني بإتّباعها، فقال لي رحمه الله: اختر ما شئت، شريطة أن تمارس مهنة حرة، ألا تصبح موظفا عند الحكومة الفرنسية'. حتى لا يستعبدك أحد ويضغط عليك بالوظيفة والسعي وراء الخبزة. أحمد طالب الإبراهيمي/ آثار محمد البشير الإبراهيمي 1/23. والحرية هي جوهر ما كانت تهدف إليه جمعية العلماء في نشاطاتها التربوية، سواء في الاختيار الأول وهو العمل على 'الفكرة الصحيحة' التي تهتم ببناء العقل وتجريده مما علق به من أدران الخرافة والجهل… أو في التوجيه العامّ المفضي إلى التحرر من ربقة الاستعمار وامتداداته المتنوعة؛ بل إن ابن باديس اعتبر 'المطالبة بالاستقلال' لا يعبِّر حقيقة عن السعي من أجل الحرية؛ لأن الاستقلال نتيجة تتحقق بمقدماتها… أما الاستقلال من حيث هو فتحنّ إليه الدواب، ولا يتحقق بالمطالبة، وإنما يتحقق بالانتزاع، ولا يُنتزع إلا بالنفوس الحرة الأبيّة. الحكمة الثالثة: هي 'فقه الفقه' وذلك في قوله 'إن في الفقه فقهًا لا تصل إليه المدارك القاصرة، وهو لباب الدين، وروح القرآن، وعصارة سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو تفسير أعماله وأقواله وأحواله ومآخذه ومتاركه؛ وهو الذي ورثه عنه أصحابُه وأتباعهم إلى يوم الدين، وهو الذي يسعد المسلمون بفهمه وتطبيقه والعمل به، وهو الذي يجلب لهم عز الدنيا والآخرة، وهو الذي نريد أن نحييه في هذه الأمّة فتحيا به، ونصحّح به عقائدها، ونقوّم به فهومها، فتصحّ عباداتها وأعمالها، فإن العبادات هي أثرُ العقائد، كما أن الأعمال هي أثر الإرادات، وما يُبنى منها على الصحيح يكون صحيحًا، وما يُبنى على الفاسد فهو فاسد' (آثار محمد البشير الإبراهيمي 3/ 191)، وعبارة 'فقه الفقه' التي لم أقف عليها عند أحد ممن قرأتُ لهم، يمكن اعتبارها عنوان 'علم المقاصد'… وذلك هو جوهر التديُّن الذي يريده الله منا، سواء في الأمور معقولة المعنى أو في الأمور التي لا تخضع للعقل، وإنما هي من العبادة التي جاء بها الوحي الصحيح.

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

القناة الثالثة والعشرون

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • القناة الثالثة والعشرون

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها "التسويات لا الصراعات".المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: "على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع"، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها "الأمن مقابل الإصلاح"، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ملامح التسوية الإقليمية… من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية… من غـزة إلى بيروت

بيروت نيوز

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بيروت نيوز

ملامح التسوية الإقليمية… من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها 'التسويات لا الصراعات'.المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: 'على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع'، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها 'الأمن مقابل الإصلاح'، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات.

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

ليبانون 24

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ليبانون 24

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها "التسويات لا الصراعات".المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة ، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية ، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس ، إلى بيروت ، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: "على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع"، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط ، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها "الأمن مقابل الإصلاح"، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات.

الإحصاء: 161.2 مليون جنيه إيرادات المتاحف عام 2023
الإحصاء: 161.2 مليون جنيه إيرادات المتاحف عام 2023

الجمهورية

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجمهورية

الإحصاء: 161.2 مليون جنيه إيرادات المتاحف عام 2023

والهدف من اليوم العالمي للمتاحف إنشاء حدث سنوي لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف، ولفت انتباه الجمهور العالمي إلى نشاطها، وإيصال رسالة مفادها أن المتاحف وسيلة مهمة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب. ومن أهم المؤشرات العالمية في ما يلى : يأتي في المركز الأول متحف اللوفر في باريس بفرنسا من حيث عدد الزائرين ، وفي المركز الثاني المتحف البريطاني في لندن بالمملكة المتحدة وجـــاء في المـــركز الثالــث متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك بالولايات المتحدة. ومن أهم المؤشرات الإحصائية في مصر ما يلى: بلغ عدد زائرى المتــاحف 4.8 مليون زائـر عـــام 2023 مقابـل 4.3 مليون زائر عــــام 2022 بنسبة زيادة قدرها 11.6 %. بلغ اجمالى إيـرادات المتــاحف 161.2 ملــيون جنيه عام 2023 بـلغ إجمالــي عــدد المتـاحف التي زاولت النــشاط 83 متحف منها (73 متحف فن وتاريخ ،10 علوم طبيعية وبحتة وتطبيقية) عام 2023 احتلت محافظة القاهرة العدد الأكبر من حيث عدد المتاحف حيث بلغ عددها 22 متحفاً يليها محافظة الاسكندرية 17 متحفاً ثم محافظة الجيزة 13 متحفا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store