أحدث الأخبار مع #إيمانويلكانط


الدستور
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الدستور
ترك بيتًا بسبب ديك وآخر بسبب سجن.. تعرف على حكايات الفيلسوف كانط
كتب حمادة إبراهيم مقالا حول كتاب "كانط انسانًا" ونشر المقال في مجلة إبداع عام 2001. ويقول حمادة إبراهيم في مقاله:" كتاب إيمانويل كانط.. إنسانا" يتألف من ثلاث دراسات وضعها بعض أصحاب كانط وتلاميذه، نشر عام 1804 م الكتاب عثر عليه في المكتبة الوطنية في باريس هذا الكتاب يضم مجموعة من الحقائق أو الحكايات حول حياة كانط الخاصة، بعيدا عن أضواء الجامعة، وعن جلال الفلسفة. الفيلسوف إيمانويل كانط ويضيف:" الكتاب يرفع النقاب عن كانط الإنسان فنجده غريب الطباع ينفر من الناس، ويتجنب العرق شديد الحرص على أن يمتد به العمر أطول من أترابه، بل كان يتمنى أن يبدأ حياته من جديد. يبتهج كلما اقترب من الثمانين، ويسعد كلما علم أنه عاش أطول من فلان من المعمرين أمثاله، ويتأكد بذلك من كشف الوفيات الذي كان حريصًا على أن يطلع عليه بنفسه وبصورة دورية في مركز شرطة الحي. كان كانط متوسط الطول معتدل القامة غير أن كتفه الأيمن كان أعلى من الأيسر كانت عيناه زرقاوين جميلتين، إلا أن اليسرى كانت لا تؤدى وظيفتها على الإطلاق. كان في حياته المديدة يرى أن من المهم أن يؤدى الإنسان بانتظام بعض التدريبات الرياضية. فكان يمشي كل يوم مهما كانت حالة الجو. وكان في شبابه يسير مسافات طويلة في صحبة أحد الأصدقاء أو بعض الطلاب بعد الانتهاء من المحاضرات، أما في شيخوخته، فقد كان يفضل التنزه بمفرده، لأنه كان يرى أن السير مع الكلام في ذات الوقت مجهد للصحة. وكان يتجنب العرق الذي لم يكن يطيقه، وفي أخريات حياته ولكي يتجنب السعال والعطس كان يرى أن المشى يجعل الإنسان يحافظ على فمه مغلقا، مما يجعله يتنفس من أنفه، وكان يعاني من آلام في صدره ولكنه لم يكن يعيرها أي اهتمام إذا جلس يحاضر أو يكتب. ويواصل:" كان كانط لا يعطى الحياة المادية من القيمة أكثر مما يجب صحيح أنه كان يشعر بالسعادة لبلوغه من العمر ما لم يكن يعتقد أنه سيبلغه، وكان يعتبر ذلك نتيجة فن كبير في الحياة، وكان كانط يردد على الملا أنه يتوق إلى أن يبدأ حياته من جديد. وكان يتمنى أن يعيش دون أن يشعر بألم قدر المستطاع، وأن يموت أيضا دون عذاب بالسكتة القلبية أثناء نومه. ومن ثم كان اهتمامه الشديد بجسمه وبحالته الصحية، ومن ثم أيضًا كانت مناقشاته الطويلة حول أفضل الطرق للمحافظة على الصحة واهتمامه الشديد بما يحققه الطب في مجال العلاجات والتقدم الذي تحرزه الكيمياء وينعكس على الطب. كان كانط ينام كل ليلة سبع ساعات، وكان يرى أن هذا القدر من الراحة فيها الكافية. الراحة فيه الكفاية، فلم يكن يسمح لنفسه بالنوم أثناء النهار وكان ينهض من فراشه في تمام الخامسة صباحًا، ومن التعليمات التي كان خادمه يتقيد بها حرفيا الا يتهاون في إيقاظ سيده في الموعد المحدد مهما حاول كانط الاستمرار في النوم. وقد حدث يوما، خلال خدمة دامت ثلاثين عاما، أن طلب كانط» من خادمه هذا أن يتركه ينام نصف ساعة أخرى زيادة على المدة المحددة، فما كان من الخادم إلا أن رفض في إصرار قائلًا: "أبدا! ابدا". حياة الفيلسوف إيمانويل كانط ويكمل:" ظل كانط زمنا طويلًا يتناول غداءه في مطعم كان يجد فيه صحبة لطيفة، غير أنه هجر هذا لمطعم إلى مطعم آخر لأنه وقع ضحية شخص كان يزعجه برواية حكايات تافهة بطريقة تثير الأعصاب، ثم غير المطعم الجديد لأن بعض السخفاء كانوا يلاحقونه ويقرؤون عليه إنتاجهم الأدبي. ومما يروى عنه أنه حينما كان يعجبه صنف من الطعام كان يطلب من المطعم طريقة صنعه كما أنه لم يكن يميل إلى الأكلات المعقدة. كل ما هناك أنه كان يتمسك بأن يكون اللحم طريًا والخبز والشراب من النوع الجيد، وكان يتأنى في تناول الطعام، ولا يغادر المائدة بمجرد الانتهاء من الأكل. وفي شبابه، كان كانط بعد أن ينتهي من إلقاء محاضراته، يذهب إلى المقهى في أغلب الأحيان قبل وجبة الغداء، وكان يحتسى قدحا من الشاي، ويتطرق إلى الكلام في أحداث اليوم، ثم يلعب دور (بيلياردو)، وفي المساء كان يحب أن يلعب الورق لأنه كان يعتقد أن في ذلك تنشيطا للذهن. ويواصل:" بعد عام ١٧٩٨م لم يعد كانط يحب أن يتناول الطعام وحده في بيته فكان يدعو إليه بعض الأصدقاء، وكان يستمر على مائدة الطعام من الواحدة حتى الرابعة أو الخامسة، وبعد أن ينصرف المدعوون كان يقوم بنفسه بترتيب المواعين والسكاكين والشوك وغيرها من أدوات الطعام ثم يقوم بنزهة على الأقدام دون أن يتناول قهوة أو شايا. وكان يأوي إلى فراشه في العاشرة مساء، وفي أخريات حياته كان يبدأ النوم في التاسعة. كان كانط لا يتمسك باتباع آخر طرز (مودة) في ملابسه، ولكنه كان يردد دائمًا أن من الواجب الا يهمل الإنسان في موضوع الثياب، كما ينبغي الاعتناء باختيار الألوان الملائمة، وكان يدعو إلى الاقتداء بالوان شجيرات تظهر في فصل الربيع صفراء الأزهار فكان يحبذ ارتداء زي كستنائي اللون مع صديرية صفراء. وحينما كان تقليد حمل السيف القصير سائدا، كان كانط يتبع ذلك العرف وحينما اختفت هذه الظاهرة زهد كانط في تلك العادة المربكة، وكان يعتني بزينته، اللهم إلا ما يتعلق بالقبعات أو بمعنى أصح بالقبعة، فقد ظلت إحداها تلازمه زهاء العشرين عامًا، وقد بيعت هذه القبعة بعد موته في مزاد علني بثمن مرتفع. ويؤكد أحد مؤلفى هذا الكتاب أنه رأى كانط وتحدث إليه في ست بيوت عاش فيها على التوالي في مدينة كونيغسبرج، فكان الفيلسوف دائما ينشد الهدوء والسكون، وقد غير مسكنه أكثر من مرة بسبب ذلك، فقد ترك مسكنا قريبًا من الميناء بسبب ضوضاء البواخر وعربات النقل التي لم يكن يطيقها كما زهد في مسكن آخر بسبب كما جار له كان يقتنى ديكا كان صياحه يزعج الفيلسوف في لحظات تأمله وكان قد حاول مرارا أن يشترى هذا الديك بأي ثمن ليرتاح من إزعاجه، إلا أنه لم يتمكن من إقناع الجار الذي كان يتعجب كيف أن ديكا بسيطا يمكن أن يزعج فيلسوفا عظيما. ويستطرد:" وقد حدث ذات مرة، وهو يتنقل من مسكن إلى آخر بحثًا عن الهدوء والسكون، أن توغل في البحث حتى عثر على مسكن في جهة نائية غير أنه ما لبث أن اكتشف أن هناك سجنا على مقربة من السكن، وكان المساجين في لحظات صفوهم يغنون بأصوات عالية ويحدثون من الهرج والمرج ما يكفى ليقض مضجع الفيلسوف ويمنعه من الاستغراق في تأملاته فلجأ إلى صديق له ذي نفوذ توسط له عند الشرطة لوضع حد لهذا الهرج والمرج، ولكن ذلك لم يتحقق بالصورة التي أرادها، غير أنهم أجبروا المساجين على إغلاق نوافذ زنزاناتهم حينما يريدون الغناء. وبختتم:" ولكن متاعب كانط من الجيران لم تقف عند هذا الحد، فقد كان دائب الشكوى لأصدقائه من بعض الصبية الذين كانوا يلقون الحجارة على حديقة منزله، وحينما رفع الأمر إلى الشرطة أبلغوه أنهم لا يستطيعون منع الصبية طالما أن أحدا من المنزل لم يصب بجراح فغضب «كانط، وصاح قائلًا: «إذن انتم لا تستطيعون معاقبتهم إلا بعد أن أصاب أو أقتل!».


الدستور
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
في ذكرى ميلاده.. إيمانويل كانط: فيلسوف العقل الذي لم يغادر مدينته قط
301 عام مرت على ميلاد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، الذي ولد في 22 أبريل لعام 1724، بمدينة كونيجسبرغ، عاصمة مملكة بروسيا آنذاك، والتي تعرف اليوم باسم "كالينينجراد" وتتبع روسيا، وعلى مدار حياته، لم يغادر كانط حدود مدينته، بل لم يبتعد أكثر من مئة ميل عنها، وكأن الفلسفة وحدها كانت رحلته. وينتمي كانط إلى أسرة متواضعة؛ كان والده جوهان جورج صانع سروج، وأمه ريجينا رويتر سيدة متدينة، غرست فيه منذ الطفولة التقوى والانضباط، مما أثّر على مسيرته الفكرية لاحقًا، وعاش طفولة صعبة فقد خلالها والدته في سن الثالثة عشرة، ووالده في الثانية والعشرين، ليجد نفسه مضطرًا لتحمل أعباء الأسرة. نشأة إيمانويل كانط التحق إيمانويل كانط في صغره بـ"مدرسة فريدريكية"، إحدى أبرز مدارس بروسيا، بترشيح من القس فرانز شولتز الذي رأى في الصبي نبوغًا مبكرًا، وهناك تلقى تعليما صارما دام ثماني سنوات، شمل اللغات القديمة، والرياضيات، واللاهوت، ورغم قسوة النظام، أظهر تفوقًا ملحوظًا أهّله للالتحاق بجامعة كونيجسبرغ، حيث تفتحت اهتماماته الفلسفية، خاصة بتأثير أستاذه "مارتن كنوتزن" أحد رموز العقلانية. لكن الضائقة المالية أجبرته على التوقف عن الدراسة والعمل كمدرّس خاص، ثم عاد للجامعة في عام 1755 ليحصل على وظيفة أكاديمية متواضعة، كانت دون راتب، لكنه استثمرها للانطلاق في مسيرته الفكرية. فلسفة إيمانويل كانط وتشكّلت فلسفة كانط من ثلاثة مصادر رئيسية؛ "الدين" نشأ في بيئة متدينة من أتباع "فرقة التقوية" البروتستانتية التي دعت إلى الزهد والتقوى بعيدًا عن التعصب الطقوسي، "السياسة" تأثر بفكر "عصر التنوير"، وكان من دعاة العقل وحقوق الإنسان، وقد أثّر فيه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو الذي كانت صورته الوحيدة المعلقة في منزل كانط، و"العلم" درس أعمال إسحاق نيوتن وتأثر بها في فلسفته الطبيعية، وشارك في تطوير ما يُعرف اليوم بـ"نظرية كانت-لابلاس" عن نشأة الكون. أعماله الفلسفية.. من التأمل إلى النقد وتنقسم أعمال إيمانويل كانط إلى مرحلتين رئيسيتين؛ المرحلة المبكرة (قبل النقد) ونتج عنها عدة مؤلفات ومنها "نظرية السماء": حول نشأة الكون (1755)، "تأملات في الإحساس بالجمال والسمو": بدايات اهتمامه بالجماليات (1764)، "أحلام يقظة لمتأمل الأرواح": جدل حول الميتافيزيقا (1766)، أما المرحلة النقدية (ذروة نضجه الفلسفي) وفيها ألف: "نقد العقل الخالص": حجر الزاوية في الفلسفة النقدية (1781)، "تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق": أساس فلسفته الأخلاقية (1785)، "نقد الحكم": مساهمة بارزة في علم الجمال (1790)، "مشروع السلام الدائم": دعوة فلسفية للسلام العالمي (1795)، و"الأنثروبولوجيا من منظور عملي": تحليل سلوكي للفرد (1798).


الشروق
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
الحلقة الخامسة والعشرون: بين كانط وشحرور!
تُعَدُّ جلُّ مساهمات الحداثيين العرب ارتدادًا عن الحداثة الغربية التي أحدثت ثورة ضخمة في عالم الفلسفة مع إيمانويل كانط Immanuel Kant، أحد أعظم فلاسفة الأنوار، بل ومن أبرز الفلاسفة على الإطلاق.. لقد طرح كانط فكرة بسيطة، لكنها كانت ثورة عارمة في ذلك الوقت؛ ذلك أن الفلاسفة قبل كانط كانوا غارقين في الميتافيزيقا، وكانت الفلسفة ميتافيزيقية بامتياز. فلما جاء كانط، طرح فكرة بسيطة، وهي أننا نستطيع أن نفكر في الميتافيزيقا، لكننا لا نستطيع أن نعرفها، ولذلك أصبح التفكير في الأمور الميتافيزيقية كله عبثًا؛ لأننا لا نملك القدرة العقلية ولا الأدوات التي تمكّننا من معرفة الموضوع. لقد شكك كانط في المعرفة التي تأتي عن طريق الحواس فكيف بمعرفة عالم ما بعد الحواس؟! نستطيع أن نفكر في الغيب، لكننا لا نستطيع أن نعرفه. وهو ما يتوافق تمامًا مع النظرة الإسلامية التي تقول إننا لا يمكن أن نعرف الغيب وتفاصيله. نؤمن به، ولكننا لا نعرفه إلا عن طريق الوحي الذي يخبرنا بما فيه. فمحاولة هؤلاء الحداثيين مناقشة الجانب الغيبي في الوحي والدخول في تفاصيله كما يفعل شحرور باسم القراءة المعاصرة تعد ارتدادًا عن إحدى البديهيات التي جاءت بها فلسفة الأنوار، ومحاولة لإغراق الناس في نقاشات لا تنتهي وتنتمي إلى الميتافيزيقا القروسطية، بدل المضي في درب الحداثة الذي يقوم على حل مشاكل الناس والتقدم بهم إلى الأمام. فالحداثة العربية هي حداثة رجعية ردّية قروسطية، سلفية في طرحها، وغير نهضوية في راهنها. لو أنكر منكرٌ الغيبَ جملةً باسم المادية والحداثة، لوجدنا لذلك مسوغًا، لكن أن يغوص في تفاصيله باسم الحداثة التي لا تؤمن بالماورائيات، فهو تناقض منهجي، وجمع بين الماء والنار. فعلينا أن نفرق بين من يريد إعادة قراءة النصوص، ومن يريد هدم النصوص. فكثيرًا ما يهدم بعض الناس النصوص وهم يظنون أنهم يعيدون قراءتها. وأول الهدم أن تُرفع العناوين دون المضامين، وأن يُدعى إلى إعادة القراءة دون منهجية واضحة. وأول الهدم أيضًا أن يُبدأ بهدم المناهج القديمة التي قرأت النصوص، باسم إرادة التغيير أو الرغبة فيه، أو لمجرد كونها قديمة. فالصحيح القديم يبقى صحيحًا ولو مرت عليه آلاف السنين؛ فنظرية فيثاغورس في الرياضيات لا تزال صحيحة رغم مرور آلاف السنين، أما شطحات الحداثيين العرب، فهي كلام سخيف لا قيمة له، رغم أنه لم يمر عليه سوى سنوات معدودات. وصح فطوركم يا أهل القرآن!


يمن مونيتور
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- يمن مونيتور
هل انتهت الأمم المتحدة؟
كانت «عصبة الأمم المتحدة» هي المؤسسة الدولية التي ولدت بعد الحرب العالمية الأولى، كما كانت «منظمة الأمم المتحدة» بعد الحرب العالمية الثانية. مضى على عصبة الأمم أكثر من قرن بقليل، وعلى «منظمة الأمم» أقل من قرن بقليل، كلتاهما كانت نتاج توافق بين القوى العظمى المنتصرة في تلك الحروب المهولة التي لم تمر على البشرية مثلها، خصوصاً البشرية الغربية التي تقول إنها تقود الحضارة الإنسانية! كانت عصبة الأمم (1920-1946) المنظمة الحكومية الدولية الأولى التي أُنشئت «لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين»، حسب تأكيد صفحة الأمم المتحدة الرسمية، مع أن فكرة إيجاد نظام عالمي يحفظ السلام ويعزز الازدهار، موجودة من قبل لدى بعض النخب الأوروبية، ويعدّ الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط من أشهرهم. تضافرت عقول قانونية وسياسية وفكرية وإدارية لبناء منظمة الأمم المتحدة التي كانت أوسع إطاراً وأشمل أهدافاً من سابقتها (عصبة الأمم)، وظلت هذه المؤسسة منذ أربعينات القرن الماضي ناظمة وحاضنة ومنتجة للتعاون الدولي، وتفرعت عنها مؤسسات أممية كبرى في مجالات الصحة والزراعة والثقافة والتمويل… إلخ. اليوم تنسحب الولايات المتحدة بعهد الرئيس دونالد ترمب من بعض مؤسسات هذه المنظمة، مثل الصحة، وتعلن الحقبة الترمبية عدم رضاها عن فلسفة وطريقة وقيادات هذه المؤسسات. الواقع يقول أيضاً إن الهدف الجوهري لمنظمة الأمم المتحدة، وهو منع الحروب وتكريس الدبلوماسية وسيلة لحل النزاعات، لم يتحقق في كثير من النزاعات الكبرى، ومن أبرز هذه المشكلات العظمى، حرب روسيا مع الغرب في أوكرانيا… وإخفاق ساطع لهذه المنظمة وأمينها العام، سكرتير القلق الدولي كأسلافه! اليوم، بعد الاختراق السياسي والإنجاز الدبلوماسي الكبير للسعودية في جمع الروس مع الأميركيين في قلب العاصمة السعودية، صار الحديث عن حاجة العالم إلى نظام ومنظمات وتنظيمات دولية جديدة تنسجم مع تحديات المرحلة. المؤسسات ليست أصناماً مقدسة، بل وسائل لتحقيق أهداف محددة، وإذا شاخت أو ترهلت وعجزت هذه المؤسسات، فلا بأس… تتغير! الظروف الاستثنائية والأزمات الحادة والمعضلات الوجودية هي التي تنتج حلولاً جديدة وكيانات مناسبة وصالحة للتعامل مع طبيعة المشكلات الجديدة. ربما لا يحدث ما نقوله هنا، وربما انتفضت منظمة الأمم المتحدة وجددت نفسها، لكن هذا مستعبد حالياً، ناهيك من أن الصورة التي هي عليها التقطت قبل نحو 80 عاماً، وتجمدت هذه اللقطة، بما فيها قانون «الفيتو» الذي حرم دولاً كبرى مثل الهند والسعودية (صوت العرب والمسلمين) من الحصول على هذه الميزة في نادي الكبار. بكل حال، لا شك أننا أمام عالم جديد… لكن مؤسساته الدولية قديمة عقيمة. أخيراً أترك لكم هذا التعليق في آخر جلسة لعصبة الأمم المتحدة، قبل ذوبانها لصالح منظمة الأمم المتحدة، الموجودة معنا إلى اليوم. التعليق هو: «لم تكن العصبة هي التي فشلت. لم تكن مبادئها هي التي وجدت ناقصة. كانت الدول هي التي أهملتها. كانت الحكومات هي التي تخلت عنها». جوزيف بول بونكور، مندوب فرنسا، خلال الدورة الأخيرة للجمعية في أبريل (نيسان) 1946. ولكن التهديد تراجع بفضل زيادة الدوريات البحرية الدولية، وتعزيز الحكومة المركزية في مقديشو، عاصمة الصومال، وجهود أخرى. ولكن هجمات القراصنة الصوماليين استؤنفت بوتيرة أكبر خلال العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى انعدام الأمن الناجم عن قيام المتمردين الحوثيين في اليمن بشن هجماتهم في ممر البحر الأحمر بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وفي عام 2024، تم الإبلاغ عن سبع حوادث قبالة الصومال، وفقا لمكتب الملاحة البحرية الدولي. *نشرت أولاً في صحيفة 'الشرق الأوسط'


العرب اليوم
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
هل انتهت الأمم المتحدة؟
كانت «عصبة الأمم المتحدة» هي المؤسسة الدولية التي ولدت بعد الحرب العالمية الأولى، كما كانت «منظمة الأمم المتحدة» بعد الحرب العالمية الثانية. مضى على عصبة الأمم أكثر من قرن بقليل، وعلى «منظمة الأمم» أقل من قرن بقليل، كلتاهما كانت نتاج توافق بين القوى العظمى المنتصرة في تلك الحروب المهولة التي لم تمر على البشرية مثلها، خصوصاً البشرية الغربية التي تقول إنها تقود الحضارة الإنسانية! كانت عصبة الأمم (1920-1946) المنظمة الحكومية الدولية الأولى التي أُنشئت «لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين»، حسب تأكيد صفحة الأمم المتحدة الرسمية، مع أن فكرة إيجاد نظام عالمي يحفظ السلام ويعزز الازدهار، موجودة من قبل لدى بعض النخب الأوروبية، ويعدّ الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط من أشهرهم. تضافرت عقول قانونية وسياسية وفكرية وإدارية لبناء منظمة الأمم المتحدة التي كانت أوسع إطاراً وأشمل أهدافاً من سابقتها (عصبة الأمم)، وظلت هذه المؤسسة منذ أربعينات القرن الماضي ناظمة وحاضنة ومنتجة للتعاون الدولي، وتفرعت عنها مؤسسات أممية كبرى في مجالات الصحة والزراعة والثقافة والتمويل... إلخ. اليوم تنسحب الولايات المتحدة بعهد الرئيس دونالد ترمب من بعض مؤسسات هذه المنظمة، مثل الصحة، وتعلن الحقبة الترمبية عدم رضاها عن فلسفة وطريقة وقيادات هذه المؤسسات. الواقع يقول أيضاً إن الهدف الجوهري لمنظمة الأمم المتحدة، وهو منع الحروب وتكريس الدبلوماسية وسيلة لحل النزاعات، لم يتحقق في كثير من النزاعات الكبرى، ومن أبرز هذه المشكلات العظمى، حرب روسيا مع الغرب في أوكرانيا... وإخفاق ساطع لهذه المنظمة وأمينها العام، سكرتير القلق الدولي كأسلافه! اليوم، بعد الاختراق السياسي والإنجاز الدبلوماسي الكبير للسعودية في جمع الروس مع الأميركيين في قلب العاصمة السعودية، صار الحديث عن حاجة العالم إلى نظام ومنظمات وتنظيمات دولية جديدة تنسجم مع تحديات المرحلة. المؤسسات ليست أصناماً مقدسة، بل وسائل لتحقيق أهداف محددة، وإذا شاخت أو ترهلت وعجزت هذه المؤسسات، فلا بأس... تتغير! الظروف الاستثنائية والأزمات الحادة والمعضلات الوجودية هي التي تنتج حلولاً جديدة وكيانات مناسبة وصالحة للتعامل مع طبيعة المشكلات الجديدة. ربما لا يحدث ما نقوله هنا، وربما انتفضت منظمة الأمم المتحدة وجددت نفسها، لكن هذا مستعبد حالياً، ناهيك من أن الصورة التي هي عليها التقطت قبل نحو 80 عاماً، وتجمدت هذه اللقطة، بما فيها قانون «الفيتو» الذي حرم دولاً كبرى مثل الهند والسعودية (صوت العرب والمسلمين) من الحصول على هذه الميزة في نادي الكبار. بكل حال، لا شك أننا أمام عالم جديد... لكن مؤسساته الدولية قديمة عقيمة. أخيراً أترك لكم هذا التعليق في آخر جلسة لعصبة الأمم المتحدة، قبل ذوبانها لصالح منظمة الأمم المتحدة، الموجودة معنا إلى اليوم. التعليق هو: «لم تكن العصبة هي التي فشلت. لم تكن مبادئها هي التي وجدت ناقصة. كانت الدول هي التي أهملتها. كانت الحكومات هي التي تخلت عنها».