أحدث الأخبار مع #ابنبطوطة


الاتحاد
منذ 5 أيام
- ترفيه
- الاتحاد
جائزة ابن بطوطة.. جسر ثقافي بين الأمس والغد
سعد عبد الراضي حين يخطو الإنسان نحو المجهول، حاملاً قلبه المشحون بالأسئلة، ويرسل بصره إلى الأفق البعيد، كمن يبحث عن ذاته في وجوه الآخرين، تولد الرحلة، ليس كسرد عابر للمسافات، بل كحوار داخلي بين الذات والعالم، بين الإنسان وتاريخه، بين الروح وآفاقها المفتوحة على الإعجاب والدهشة والتأمل. ولعل أدب الرحلة هو أكثر الأجناس الأدبية قدرة على التقاط هذا الوهج العابر، إذ يدوّن الرحالة مشاهداته لا كعابر سبيل، بل كمؤرخ للمشاعر، وكاتب للوجوه التي تحمل آثار الزمن وحكايات الشعوب. في قلب هذا المشهد المتجدّد، تٌطل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة بوصفها الجائزة العربية الفريدة، والجسر الذي أعاد منذ تشييده عام 2002 وصل ما انقطع، بل وأعاد اكتشاف العالم بنظرة عربية معاصرة، حيث تتحول الرحلة إلى قصيدة إنسانية مكتوبة بالحبر والحلم، وبنبض الثقافات المتعددة التي يتلاقى عندها الإنسان أخاً للإنسان. وفي احتفالية استثنائية احتضنتها الرباط وأبوظبي، جدّد مشروع «ارتياد الآفاق» وعده بأن تبقى الرحلة العربية، بجذورها العميقة وروحها المنفتحة، حاضرة في مشهد الثقافة العالمية، شاهدة على أن العرب مازالوا يعبرون البحار والصحارى والكلمات بحثاً عن المعنى. في دارة السويدي الثقافية في أبوظبي، عاصمة الأفق الثقافي العالمي، وفي الرباط، مدينة الأنوار وحاضنة التاريخ، التأم الحضور الثقافي العربي والعالمي في مشهد احتفائي بهيج، بمناسبة تكريم الفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الثالثة والعشرين، تلك الجائزة التي أصبحت، ومنذ انطلاقها عام 2002، منارة مضيئة في سماء الأدب العربي، حيث أعادت لأدب الرحلة العربي وهجه وحيويته، وحولته من ذاكرة ماضية إلى جسر عبور بين الأمس والغد. في هذه الدورة التي تواكب مرور ربع قرن على إطلاق مشروع «ارتياد الآفاق»، بدا واضحاً أن الجائزة تجاوزت كونها مسابقة أدبية إلى كونها مشروعاً ثقافياً استثنائياً يُعيد كتابة الذات العربية بلغة الذات في إطلالتها على الآخر، ويفتح أمام القراء العرب نوافذ على عوالم بعيدة، بتوقيع رحالة ومحققين وباحثين ومبدعين يعيدون رسم خرائط العالم بعيون عربية معاصرة. أيقونة الحوار لم يكن اختيار ابن بطوطة ليكون العنوان البارز لهذه الجائزة مصادفة عابرة، بل لأنه النموذج الأمثل لذلك العربي المفتوح على العالم، المشغوف بالتعرف على الآخر، المتسلح بوعي ثقافي جعله شاهداً على التحولات الكبرى في العالم القديم. وفي هذا السياق، أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، خلال كلمته في معرض الرباط الدولي للكتاب مؤخراً: «ابن بطوطة لم يكن مجرد رحالة، بل أيقونة إنسانية متجدّدة تؤكد أن الإنسان قادر على عبور الثقافات، والتواصل مع العالم، دون أن تفقد هويته لغتها، ودون أن تتعطل قنوات الحوار والتلاقح الثقافي. والجائزة اليوم تعيد لهذا الرمز الإنساني حضوره، وتقدمه إلى العالم في زمن باتت فيه الحاجة ملحة لتجديد جسور الحوار الحضاري». من جانبه، أكد الشاعر والأديب محمد أحمد السويدي، مؤسس الجائزة وراعيها، أن ربع قرن من العمل أثمر منجزاً فريداً للثقافة العربية المعاصرة. وقال السويدي: «منذ البداية راهنّا على أن أدب الرحلة ليس مجرد سرد للأسفار، بل هو أدب يضيء الذات ويكشفها في مرآة الآخر. واليوم، وقد مضى أكثر من عقدين من العمل، نرى أن خزانة الرحلة العربية اغتنت بنصوص كانت مهددة بالنسيان، وتحولت إلى إرث حي في وجدان الثقافة العربية الحديثة». وأعلن السويدي عن مبادرات جديدة ضمن مشروع «ارتياد الآفاق»، أبرزها إطلاق مبادرة «رواد الآفاق» لاستكتاب الرحالة من الإمارات وإليها، كنافذة جديدة لتقديم صورة الإمارات بعيون أهلها، وبعيون الرحالة الأجانب، إلى جانب إنجاز ستة عشر عنواناً جديداً ضمن مشروع طموح لترجمة مئة عمل أدبي وجغرافي من اللغات العالمية إلى العربية. كما شهد الحفل تدشين النسخة الإلكترونية من تطبيق «منازل القمر»، وعرض العمل الوثائقي «على خطى ابن بطوطة في الهند»، في إطار مشروع القرية الإلكترونية «على خطى ابن بطوطة» الذي يعيد استحضار الرحلة كوسيلة للاكتشاف والتأمل والتعلم. بدوره، اعتبر الشاعر نوري الجراح، مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي، أن جائزة ابن بطوطة تحولت إلى «ذاكرة ثقافية متجددة» تسهم في ترسيخ الحوار بين الثقافات، وتعيد قراءة الذات العربية من خلال الآخر. وقال الجراح: «ما تحقق خلال 23 دورة ليس مجرد احتفاء بأعمال أدبية، بل هو تأسيس لمسار ثقافي عربي جديد، يؤكد أن الثقافة العربية، ومنذ نشأتها، ثقافة منفتحة على العالم، تسعى للتعارف والحوار لا للانغلاق والانكفاء، وهو ما تثبته الجائزة عاماً بعد عام». وأشار الجراح إلى أن هناك تنسيقاً كبيراً بين المركز ووزارة الثقافة المغربية لإقامة احتفالية ضخمة خلال العام المقبل، تزامناً مع اختيار الرباط عاصمة عالمية للكتاب، وأن من بين هذه الاحتفالية إقامة ثلاث ندوات من بينها ندوة عالمية عن ابن بطوطة. ذاكرة لا تنضب منذ تأسيسها، نجحت جائزة ابن بطوطة في إعادة الاعتبار لأدب الرحلة العربي في كل مساراته: من تحقيق المخطوطات الكلاسيكية، إلى دراسة الرحلة، واليوميات، والرحلة المعاصرة، والترجمة، والرحلة الصحفية. وفي دورتها الثالثة والعشرين، استقبلت الجائزة 43 مخطوطاً من تسع دول عربية، حيث جرت عمليات التصفية بسرية تامة وفق معايير صارمة وضعتها لجان علمية وتحكيمية متخصّصة. وبرزت من بين الأعمال الفائزة هذا العام الرحلات المكيّة، والرحلة النادرة للفرنسي فولني إلى مصر وسوريا، ويوميات الشاعر اللبناني عيسى مخلوف في باريس، ويوميات الكاتب المغربي محمد الخطابي في أميركا الجنوبية، إلى جانب الدراسات وسلسلة من الرحلات المحققة التي أضاءت نصوصاً خفية من أدب الرحلة العربي القديم. هكذا، يثبت أدب الرحلة، من خلال جائزة ابن بطوطة ومشروع «ارتياد الآفاق»، أنه ليس مجرد انعكاس للطرق والمسافات، بل هو رحلة نحو الذات العميقة، ونحو الآخر المختلف، ونحو عوالم تستحق أن تُروى وأن تُكتشف بعينٍ ترى التفاصيل، وبقلب يؤمن بأن الإنسان، مهما تناءت به الطرق، تظل الرحلة الكبرى بداخله، في اكتشاف معاني الحياة وتعدد وجوهها. وفي زمن يُعيد العالم فيه ترتيب خرائطه، تأتي هذه الجائزة لتذكرنا أن الخريطة الأهم ليست تلك المرسومة على الورق، بل تلك التي تُرسم في الوجدان، حيث تصبح الرحلة سفراً نحو الأمل، وتجسيداً لحوار لا ينقطع بين حضارات تتلاقى، لتكتب فصولها الجديدة بحبر المحبة والدهشة والإنسانية. الفائزون يتحدثون ثمنَّ الفائزون في حديثهم إلى «الاتحاد» الدور المهم الذي تلعبه الجائزة في المشهد الثقافي العربي، معبرين عن افتخارهم بالفوز بها. وأكد الدكتور محمد محمد خطّابي، من المغرب، الفائز في فرع اليوميات عن كتابه «على وقع خطوات كريستوفر كولومبوس - رحلة إلى أميركا الجنوبية»، أن رحلته سعت إلى استكشاف بلدان أميركا الجنوبية وتسليط الضوء على سكانها الأصليين وعاداتهم وثقافاتهم. وأوضح أن كتابه استعاد خطى كولومبوس منذ 1492، مستعرضاً الوقائع التي غيّرت وجه التاريخ والجغرافيا. وعبّر عن اعتزازه بتتويجه بهذه الجائزة المرموقة، مؤكداً أنها تتويج لجهد معرفي طويل. وعبّر الدكتور مشعان المشعان، من السعودية، الفائز في فرع اليوميات عن كتابه «ما أحمله معي – حياة وأسفار وتصورات أخرى»، عن سعادته الغامرة بفوزه، مشيراً إلى أن الكتاب استغرق منه خمس سنوات من الإعداد المتواصل، وكان بمثابة مساحة للبوح والانعتاق، حتى شعر بأن فوزه أطلق الكتاب إلى القارئ بحرية. وأكد أن جائزة ابن بطوطة لها مكانتها الرفيعة في أدب الرحلة، وأن هذا التتويج يضاعف مسؤوليته تجاه هذا الحقل الإبداعي. وقال محمد سالم عبادة، من مصر، الفائز في فرع الرحلة المعاصرة عن كتابه «الفُتوحاتُ البُوهِيمِيَّة – رحلات في التشيك والمجر وإيطاليا»، إن تتويجه بالجائزة يمثل محطة مضيئة في مسيرته، كونها تسهم في وصول الكتاب إلى القراء، وتفتح أمام أدب الرحلة بالعربية آفاقاً جديدة. وأوضح أن الجائزة دعّمت هذا النوع الأدبي المهم. وأشارت الدكتورة حرية الريفي، من المغرب، الفائزة في فرع الرحلة المحققة عن تحقيق «شفاء الغرام في حج بيت الله الحرام»، إلى أن فوزها يحمل طابعاً مضاعفاً، كونه جاء عن عمل علمي يثري أدب الرحلة الإسلامية، وأيضاً لأنها تمثل المرأة العربية الوحيدة بين الفائزين في هذه الدورة، مما يزيد من فخرها ويحفّزها لمواصلة العمل البحثي. وأكدت أن الجائزة تفتح لها أفقاً جديداً في مسيرتها الأكاديمية. وأوضح محمد النظام، من المغرب، الفائز في فرع الدراسات عن: «الرحالون المغاربة وفرنسا (في عصر الحماية)»، أن فوزه يمثل تكريماً للعمل الذي اشتغل عليه طويلاً، مؤكداً أن الجائزة تمنحه دفعة قوية للاستمرار في دراسة وتحقيق نصوص الرحلة المغربية.. وأعرب الدكتور محمد الأندلسي من المغرب، الفائز في فرع الرحلة المحققة عن تحقيق «الرحلة المكية - فرنسا - الحجاز - الجزائر»، عن بالغ اعتزازه بفوزه بهذه الجائزة المرموقة، مؤكداً أن هذا التتويج جاء تتويجاً لمسار علمي طويل قضاه في خدمة أدب الرحلة المغربية.


العرائش أنفو
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- العرائش أنفو
مدينة الفقيه بنصالح تحتضن فعاليات الملتقى الثالث للدراجة السياحية المغربية
مدينة الفقيه بنصالح تحتضن فعاليات الملتقى الثالث للدراجة السياحية المغربية العرائش أنفو قريبا ستنطلق فعاليات الملتقى الثالث للدراجة السياحية المغربية، مدينة الفقيه بنصالح ستستظيف الدراجين المغاربة الرحل و السياح يقصدونها من كل ربوع الوطن، منهم من جهز دراجته الهوائية بعتاد الرحلة للمتعة و انطلق في معانقة الطريق، ومنهم من سيستقيل الحافلة.. ليلتقي الجميع في جو رياضي ملئ بالرغبة الناتجة عن إحساس لتطوير هذا النوع من الرياضة بتبادل الخبرات الوطنية و الدولية ، لقاء سيحضره متخصصون و دكاترة لوضع هذا النوع من الرياضة في سكة التطور لقاء سيمكنهم من ربط التواصل في ما بينهم عبر جميع المدن المغربية لقاء سيناقش ما هو تقني للدراجة و ماهو علمي للدراج من تغذية و الاهتمام بصحة الدراج السائح لقاء كله شوق لمتابعة تجارب وطنية و دولية لمغاربة دراجين سياح .. لقاء سيركز على ثقافة ركوب الدراجة الهوائية و السفر بها لقاء سيرسل رسائل منها أن الدراجة الهوائية في المنزل هي بمثابة صيدلية الأسرة إذا وظفت في الاتجاه الاجابي.. الموعد أيام 7/8/9/10 ماي 2025 بمدينة الفقه بنصالح عند جمعية ابن بطوطة للدراجة السياحية وشركاءها المنظمين . مدينة الفقه بنصالح على عجلتين ' أنتم في الطريق لمدينة المياه ' كل من أخذ و جهز دراجته وانطلق علَى عجلتين في اتجاه مدينة الفقه بنصالح لحظور ايام الملتقى هذا الهدف المقصود لكن طيلة أيام معانقة الطريق لاتنسووا الهدف الاسمى هو الاستمتاع بمناظر الطريق ،توقفوا لاحظوا مظاهر العيش واستمتعوا بما طلبته رؤية العين لاخذ تذكار و التنفس العميق للهواء النقي في الطريق سافروا بعقلكم الباطني للتأمل في ما حبا الله بلدنا العزيز من مناظر خلابة جمعت بين السهول و الهضاب و التلال و الجبال ..هي متنفس للجميع و الدراج بفضل دراجته يتمكن من الوصول اليها.. فالسفر بالدراجة الهوائية نعمة للجسد إذا وظف في الاتجاه الايجابي فهو معالجة شاملة له يدخلك باب الحرية يجردك من القيود اليومية المألوفة ويضعك في قائمة ناشري ثقافة السفر بالدراجة الهوائية قللوا من الرد على المكالمات الهاتفية أثناء قيادة الدراجة الهوائية فالطريق تشتركونها مع أربع عجلات ، طريق السلامة …وللحديث بقية..سفر سعيد الدراج عبد الفتاح بلبركة العرائش


الاتحاد
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
الاحتفال بالفائزين بجائزة «ابن بطوطة» وإطلاق مبادرة استكتاب «رحلات إلى الإمارات»
فاطمة عطفة (أبوظبي) احتفلت دارة السويدي الثقافية أمس الأول بالفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لعام 2025، برعاية الأديب محمد أحمد السويدي مؤسس الجائزة، وحضور الشاعر نوري الجراح، مدير عام الجائزة، والدكتور أحمد برقاوي، رئيس لجنة التحكيم، وعدد من الكتاب الفائزين بالجائزة. وتزامناً مع عام المجتمع، أعلن السويدي عن إطلاق مبادرة تهدف إلى استكتاب الرحالة من داخل الإمارات وخارجها، لكتابة نصوص رحلية تدور حول دولة الإمارات، سواء من منظور الرحالة الأجانب، أو من خلال أعين الكتاب الإماراتيين المتخصصين في أدب الرحلة. وهنأ السويدي الفائزين بالجائزة، قائلاً: «هنيئاً للفائزين والمتابعين الذين شاركونا في هذا المشروع الذي تبلور في عدة أشكال، منها الورقي الذي نحتفي به اليوم، ومنها الرقمي، ومنها برنامجنا الجديد في الذكاء الاصطناعي الذي بلغنا فيه تقدماً كبيراً، وسنعلن عنه تباعاً، سواء في «ارتياد الآفاق» أو في التطبيقات الأخرى كتطبيق «ابن بطوطة» الذكي، الذي تستطيع أن تحاوره وتسأله فيجيب، وأيضاً تطبيق «أبو الطيب المتنبي» الذي أيضاً تستطيع أن تسأله فيجيب صوتاً. وهذه الأمور تمت وأنجزت». تابع السويدي قوله: «إن الرهان كان على الكتاب، وسيبقى على الكتاب لأن الكتاب الذي يصدر هو روح الكائن الذي كتبه، وهذه روح باقية نراهن أن تكون للعقود القادمة، بل للقرون القادمة. نحن اليوم نحتفي بجائزة ابن بطوطة، وما زلنا نقرأ ابن بطوطة، ونتابع حلقات ابن بطوطة، وسوف نعرض لكم البرنامج الذي قمنا به على خطا ابن بطوطة بالهند، والذي انتهت حلقاته الوثائقية وبلغت تقريباً عشرين حلقة». وأضاف السويدي أنه عندما بدأ المشروع في 2003 كان بسبب غياب «أدب الرحلة» في المكتبة العربية. وأضاف: «يومها كلفت الأخ نوري بأن يقوم بتحقيق هذا الحلم الذي قطعنا فيه 25 عاماً». وبدوره تحدث الشاعر نوري الجراح، مدير عام الجائزة، مهنئاً المشاركين الفائزين بجائزة ابن بطوطة لهذا العام، وقال: «في هذه السنة كانت الأعمال التي قدمت للجائزة متميزة، لأن رحلات التحقيق فيها تركزت على رحلات الحج، وإحدى هذه الرحلات هي رحلة الهشتوكي التي تعتبر من كبار الرحلات المغربية لكاتب متصوف، وهو تلميذ أبي سالم العياشي». وأشار الجراح إلى فروع الجائزة: في التحقيق، والدراسات، واليوميات، والرحلة المعاصرة، مبيناً أن هناك ثلاث رحلات مترجمة ستصدر قريباً، كما تم إنجاز 16 رحلة حتى الآن سوف تصدر تباعاً. وقال د. أحمد برقاوي: إن هذه الرحلات تقدم زاداً معرفياً، فضلاً عن الزاد الجمالي ومعرفة الجمال. وأضاف: «الرحلات بالأساس تشير إلى حوار الثقافات، وهو أقوى من حوار الحضارات. والمثقف ينقل هذه الثقافات، وأن أدب الرحلات يقدم أيضاً وثيقة ذات نزاهة أخلاقية من عواطف وانطباعات، وعندما يطلع القارئ العربي على الرحلات فهذا يشكل وعياً كاملاً للعالم». وختم السويدي الاحتفال بخبر تدشين موقع «ابن بطوطة» على الشبكة، قائلاً: «إن الدخول لأي قارئ أصبح متاحاً إلكترونياً، وقد استخدمنا بالموقع الذكاء الاصطناعي، كما قمنا برحلة إلى الهند لكشف آثار ابن بطوطة، إضافة إلى أننا كلفنا بعض الأكاديميين بالقيام بمتابعة أثر ابن بطوطة في الهند، كما سنتابع أثر ابن ماجد، الشاعر الإماراتي وأين كانت تحركاته وأشعاره».


البيان
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- البيان
الإمارات.. طريق الحرير الجديد
طريق الحرير هو إرث إنساني عميق الدلالة على روعة الحركة الإنسانية داخل فكرة الحياة والعزم على تطويرها والتنعّم بطيّباتها على الرغم من ضجيج الحروب وصليل السيوف، وهو طريق كان يمتد من جنوب شرق آسيا في الصين حتى يصل إلى أنطاكيا في تركيا عبوراً إلى البندقية في إيطاليا، مروراً بعشرات المدن الزاهرة التي كانت القوافل تجد فيها محطات استراحة وأسواقاً للبيع والشراء، مثل بُخارى وسمرقند وبغداد وجدّة ودمشق بحيث كانت تكتسب هذه المدن أهميتها التاريخية والاقتصادية من خلال وجودها على هذا الطريق، وبمقدار ما يتحرك الناس تجاهها كانت هذه المدن تكتسب أهميتها الاقتصادية وقيمتها الحضارية، وكم كان ابن بطوطة في رحلاته العجيبة يصف بعض المدن بأنها عامرة بالسكان والنشاط التجاري في إشارة منه إلى أن حركة الحياة في أي مدينة هي المؤشر الصحيح لعمق حضورها في المشهد الحضاري الجميل. واستلهاماً لهذه اللحظات الزاهرة في أعماق التاريخ، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تغريدة فائقة الروعة والجمال والجاذبية احتفى فيها بما وصلت إليه دولة الإمارات من قوة الحضور العالمي على المستوى الاقتصادي والثقافي، والذي تجسّد في ثقة العالم بهذه الدولة التي تتمتع بنموذج فريد من الحياة جعل منها الدولة النموذج القادر على جذب الاستثمارات، وتحريك الناس تجاه دولة الإمارات التي يجدون في رحابها كل حقائق الأمان، وكل شروط البيئة المناسبة للاستثمار. «أثناء جولتي اليوم في سوق السفر العربي في دبي، سوق سفر تشارك فيه 166 دولة و55 ألف متخصّص في قطاع السفر والسياحة العالمي»، ثقافة الجولة في حياة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هي من المعالم الراسخة في شخصيته منذ بواكير حياته، فقد كان شديد الملازمة لوالده طيّب الذكرى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي كان له برنامج ثابت يفتتحه بجولة صباحية يتفقد فيها شؤون العمل، ويطمئن من خلالها على مسيرة الحياة النشيطة في دبي، فكان هذا الدرس العملي من الدروس العميقة التي تعلمها صاحب السمو في مدرسة والده والتي ما زالت إرثاً يحرص عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ويرسّخه تقليداً في إدارة شؤون الدولة، وها هو يستعيد تلك اللحظات المفعمة بالسعادة والفخر حين يتحدث عن سوق السفر العربي في دبي، الذي كان محطّ جولته في هذا اليوم، وكيف أن هذا السوق هو أحد المعالم الدالة على نشاط الحركة التجارية تجاه دولة الإمارات، حيث تشارك فيه مئة وست وستون دولة ويعمل فيه خمسة وخمسون ألف متخصّص في شؤون السياحة والسفر، مما يحمل دلالة قاطعة على حجم النجاح الذي وصلت إليه دولة الإمارات في هذا المجال الحيوي بامتياز. «بحمد الله استمرت دولة الإمارات في أداء سياحي غير مسبوق، وسجّلت رقماً قياسياً باستقبال 30.7 مليون سائح العام السابق، وبلغ إجمالي الإنفاق السياحي 250 مليار درهم، وستستقبل مطارات الدولة هذا العام أيضاً رقماً قياسياً يبلغ 150 مليون مسافر»، وتأكيداً على ما سبق من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد سموه على التميز السياحي الذي حققته دولة الإمارات في العام الماضي والذي تمثّل في استقبال أكثر من ثلاثين مليون سائح بلغ حجم إنفاقهم 250 مليار درهم ليكون ذلك إسهاماً ملحوظاً في الدخل القومي للدولة، بحيث تتحقق سياسة الإمارات الاقتصادية القائمة على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مدخول النفط، مما يشير إلى النضج الإداري الذي وصلت إليه الدولة بفضل قيادتها الحكيمة، وإصرارها على فتح النوافذ الاقتصادية المتعددة، وهو ما سيتم تحقيقه على نحو أوسع وبوتيرة أسرع في العام القادم، حيث سيتضاعف عدد القادمين إلى الدولة خمسة أضعاف ويصل إلى مئة وخمسين مليوناً، وهو ما يحمل معه كل تباشير الخير والسعادة والتقدم. «هناك مقولة تقول: People vote with their feet أي أن الناس تُصوّت لك بحركتها، عندما يتحرك السياح تجاه دولتك، وينتقل رجال الأعمال نحو بلدك، ويضخ المستثمرون أموالهم في اقتصادك، نعلم أننا في الطريق الصحيح، ونعلم بأن نموذجنا ضمن الأفضل عالمياً»، وتعزيزاً للمنجزات التي ذكرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يستلهم صاحب السمو مقولة شهيرة تربط بين نجاح سياسة الوطن وقوة اقتصاده وعمق ثقة الناس به وبين إقبال الناس عليه من سياح ومستثمرين ورجال أعمال، فمتى أصبح الوطن وجهة لهذه الجموع الغفيرة فهذا هو الدليل الحقيقي على نجاح سياسته، ورسوخ مكانته بين دول العالم الذي يشهد تنافساً اقتصادياً متسارعاً لا يكاد ينجح فيه إلا الدول ذات المصداقية العالية، ولقد فازت دولة الإمارات بالقدح المُعَلّى، حيث يتوافد إليها ملايين السياح، ويتسابق المستثمرون إلى ضخ أموالهم في مشاريعها التي يعلمون أنها محل الثقة والأمانة والنجاح، ليكون ذلك شهادة صريحة وضمنية بأن هذه الدولة هي على الطريق الصحيح، وأن نموذجها الاقتصادي هو ضمن النماذج المتقدمة على المستوى العالمي. «نهنئ أنفسنا ورئيسنا وشعبنا بأن بلادنا أصبحت وجهة للعالم وبشهادة العالم»، ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة التي هنّأ فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نفوسنا جميعاً، كما هنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهنّأ هذا الشعب الطيب النبيل الذي بفضل جهوده ومثابرته أصبحت بلاده وجهة للعالم وبشهادة من هذا العالم نفسه لتظل الإمارات دولة تكتب مسيرتها بمِداد الفخر والتقدم والإبداع.


الدستور
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الدستور
قناة السويس الجديدة.. تقليل زمن العبور وزيادة العائدات بالعملة الصعبة
في إنجاز وطني غير مسبوق، نجحت الحكومة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال عام واحد فقط في تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، أحد أضخم المشروعات القومية التي استهدفت تعزيز مكانة القناة كممر ملاحي عالمي، ومضاعفة إسهامها في دعم الاقتصاد الوطني عبر رفع قدرتها الاستيعابية وزيادة إيراداتها من العملة الصعبة. فكرة المشروع وأهدافه انطلقت فكرة إنشاء قناة موازية لقناة السويس الأصلية، إلى جانب تطوير وتوسيع وتعميق التفريعات الحالية، بهدف تحقيق ازدواجية كاملة لحركة الملاحة بين الكيلو 60 إلى الكيلو 95 من ترقيم القناة، بإجمالي أطوال بلغت 72 كيلومترًا، منها 37 كيلومترًا لتوسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى والبلاح. وتمثلت الأهداف الرئيسية للمشروع في رفع كفاءة القناة لتحقيق عبور مباشر للسفن في الاتجاهين دون توقف، وتقليل زمن عبور قافلة الشمال من 18 ساعة إلى 11 ساعة، إلى جانب تقليص زمن الانتظار في أسوأ الظروف إلى 3 ساعات فقط، مما يساهم في خفض تكاليف الرحلات البحرية ويزيد من القدرة التنافسية لقناة السويس أمام الطرق الملاحية البديلة. كما استهدف المشروع زيادة قدرة القناة الاستيعابية لمواجهة النمو المتوقع في حجم التجارة العالمية، وتعزيز مكانة مصر كمركز لوجستي عالمي، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد الوطني. أرقام قياسية في التنفيذ استغرق تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة 12 شهرًا فقط، بما في ذلك أعمال تجهيز الكراكات، وهو رقم قياسي بالنظر لضخامة الأعمال المنجزة، وبلغت الكميات الفعلية للحفر الجاف نحو 250 مليون متر مكعب، إضافة إلى نحو 242 مليون متر مكعب من أعمال التكريك تحت الماء. شارك في تنفيذ المشروع 45 كراكة عملاقة عملت على مدار الساعة، وتم إنشاء 20 حوض ترسيب لاستيعاب كميات التكريك، وشهد المشروع تحقيق معدلات إنجاز استثنائية، حيث سجلت الكراكة "ابن بطوطة" أكبر معدل تكريك يومي بلغ 230 ألف متر مكعب يوم 6 أبريل 2015، بينما وصل أكبر إنتاج يومي لأعمال التكريك إلى 1.73 مليون متر مكعب يوم 31 مايو 2015. أعمال الحفر والتكسيات بلغت كمية أعمال الحفر الجاف 258 مليون متر مكعب، فيما وصلت أطوال أعمال التكسية إلى 100 كيلومتر طولي، بكلفة قدرها نحو 500 مليون جنيه، أما تكلفة أعمال التكريك فقدرت بنحو 15 مليار جنيه. مواصفات القناة الجديدة صمم المجرى الملاحي الجديد بعرض صفحة ماء يصل إلى 317 مترًا، وعمق 24 مترًا، بما يسمح بمرور السفن حتى غاطس 66 قدمًا، استجابة للزيادة المستمرة في حجم السفن العملاقة في أسطول التجارة العالمية. وتضمنت الأعمال تنفيذ توسيع وتعميق التفريعات الغربية للبحيرات الكبرى بطول حوالي 27 كيلومترًا، والتفريعة الغربية للبلاح بطول حوالي 10 كيلومترات، ليصبح إجمالي أطوال المشروع 72 كيلومترًا. إنجازات بعد الافتتاح أسفرت قناة السويس الجديدة عن زيادة القدرة التصريفية للقناة إلى نحو 97 سفينة معيارية يوميًا بدلًا من 77 سفينة قبل المشروع، كما تم تحقيق العبور المباشر لعدد 45 سفينة في الاتجاهين يوميًا، وتقليل زمن العبور إلى 11 ساعة فقط. وساهم المشروع في السماح بعبور السفن العملاقة ذات الغاطس الكبير حتى 66 قدمًا، مما زاد من جذب أسطول التجارة العالمي لعبور القناة، وعزز من الأمان الملاحي بتقليل عدد الانحناءات وتوفير قناة بديلة لتفادي توقف الملاحة في حالات الطوارئ. كما عزز المشروع من قدرة قناة السويس التنافسية أمام الطرق البحرية والبرية البديلة حول العالم، بما يرسخ مكانتها كأهم ممر ملاحي دولي.