أحدث الأخبار مع #ابنخلدون

سعورس
منذ 6 ساعات
- منوعات
- سعورس
الخط العربي بين الأصالة والتجديد..
ومع تسارع التحولات التقنية وتشابك الثقافات، يبقى الخط العربي شاهدًا حيًّا على عراقة الحضارة وعمق الهوية. ليس مجرد وسيلةً للكتابة، بل فن بصري يحمل بين ثناياه فلسفةً جمالية وروحية، تشكّل وجدان الإنسان العربي المسلم، وتُعبّر عن ارتباطه العميق بالمعنى، والحرف، والزمن. يقول ابن خلدون (توفي 808ه/1406م) في مقدمته الشهيرة: «الخط صناعة شريفة، يتميز بها الإنسان عن غيره، وبها تؤدَّى الأغراض؛ لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية». بهذا يؤكد ابن خلدون أن الخط العربي أداة تعبير فني وفكري عالية المنزلة، تلي مرتبة دلالات اللفظ والكلام في التأثير. إنّ الخط العربي يتجاوز حدود حروف اللغات الأخرى في تشكيل إيقاع بصري يعكس رؤية فلسفية للجمال والتوازن والتناسق. وقد عبر سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن هذه الفكرة بقوله الحكيم: «الخط الحسن يزيد الحق وضوحًا». ففي تلك النقولات وغيرها تجسيدٌ لمكانة الخط العربي الرفيعة بوصفه أداة لنقل المعاني وتحقيق الجمال، وجسرًا يصل بين الفكر والفن في أبهى صورة. لقد مر الخط العربي بمراحل غنية بالتطور عبر التاريخ؛ إذ تعود جذوره إلى الخط النبطي الذي تطور، ثم ظهر الخط الكوفي كأحد أقدم الخطوط وأكثرها ارتباطًا بالنقوش والمصاحف الأولى. وفي ظل العصر العباسي، ظهرت الأقلام الستة التي وضَع أصولها الخطاط ابن مقلة (توفي 328ه/940م)، ومن ثَمّ بلغت ذروتها وكمالها على يد الخطاط ابن البواب (توفي 413ه/1022م). تتمثل تلك الأقلام في: النسخ، الثلث، المحقق، الريحان، التوقيع، والرقاع، وقد شكلت مدرسة فنية وجمالية متكاملة ما تزال تُدرّس وتستلهم حتى اليوم. أما الخط العثماني فيستحق منا تخصيصًا بالذكر، وعناية بالتفاصيل؛ فهو رسم المصحف الشريف الذي ارتضاه سيدنا عثمان بن عفان والصحابة الكرام في زمنه -رضوان الله عليهم- لكتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه؛ فله خصوصية كبيرة في التاريخ الإسلامي، وقد اعتنى العلماء بهذا العلم وألفوا فيه مؤلفات عديدة من أبرزها كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار لمؤلفه أبي عمرو الداني (توفي 444ه/1053م)، وكتاب الدليل في رسوم خط التنزيل لمؤلفه أبي العباس المراكشي (توفي 723ه/1323م). كما يُعدّ الخط العثماني أساسًا لفهم النص القرآني وتلاوته بشكل صحيح؛ مما جعله وسيلة لحمايته من التحريف؛ إذ كُتبَ النص القرآني بالطريقة التي تعكس كيفية النطق والقراءة، وتظهر الكلمات في صيغتها الأصيلة، وما يزال الخط العثماني معتمدًا وموقوفًا في الرسم والخط لكافة جهود كتابة المصاحف حتى اليوم، وأضحى جزءًا من الهوية الروحية والجمالية للقرآن الكريم. الحضارات الإسلامية المختلفة ألقت بظلالها في التأثير على رحلة التطور للخط العربي؛ حيث ظهرت المدرسة المغربية بأنماطها الأندلسية والمغاربية المميزة التي عُرفت بليونة حروفها وانحناءاتها الزخرفية، وفي الشرق الإسلامي، برز الخط الديواني والخط الفارسي (النستعليق) بأناقتهما الخاصة، وكلها شهادات على قدرة الخط العربي على الاندماج مع الجماليات المحلية لكل حضارة دون أن يفقد أصالته. وبهذا الامتداد الزمني والجغرافي، بقي الخط العربي وفيًّا لروحه مع احتضانه للتجديد، محافظًا على توازنه بين الجمال والوظيفة، وبين التعبير الفني والرمز الحضاري، وعلى ارتباطه العميق بالهوية واللغة. لقد ظل الخط العربي مرآةً للذوق والوعي، وزينةً لأهله في كل عصر، يجمع بين الجمال والتهذيب، والأصالة والرصانة. شهد الخط العربي طوال تاريخه الطويل تواصلاً حضاريًا غنيًا ألهم العقول والقلوب في العالم الإسلامي وخارجه. لم يكن الخط العربي مجرد فن للزينة أو تدوين النصوص الدينية والأدبية، بل أصبح لغة بصرية تحمل في طياتها رموز الهوية، والذوق الرفيع، وروح الإبداع. ولعل انتشار معارض ومتاحف اللغة العربية في الدول الغربية خير دليل على هذا التأثير، حيث تحظى لوحات الخطوط العربية المزخرفة بإعجاب بالغ، فتأسر ألباب الزائرين بمختلف خلفياتهم الثقافية. فما أن يتجول الزائر في أروقة هذه المعارض، حتى يستوقفه جمال الخط وقدرته على التعبير الفني، فتتحول الحروف العربية إلى تحف فنية تعكس عمق الحضارة العربية وروعتها. ومن الطرائف اللافتة ما حكاه لي صديقي المقيم في البرازيل عندما أقيم أحد المعارض العربية في مدينة ساو باولو البرازيلية أبدى بعض الزوار من جيل الشباب، لا سيما الفتيات إعجابهم الشديد بالخط العربي، فطلبوا حفر وشم على أجسامهم يحمل كلمات عربية، تعبر عن معانٍ عظيمة مثل «محمد» و»اللغة العربية»، وعبارات أخرى ذات دلالات ثقافية وروحية، (مع التحفظ على حكم الوشم في الإسلام)، ومن جانب آخر.. يشارك الخطاطون العرب في هذه الفعاليات بكتابة أسماء الزوار بالخطوط العربية البديعة، وهو ما يترك في نفوسهم حالة من الدهشة والانبهار أمام روعة الخط العربي وسحر نقوشه؛ ليغدو بذلك هذا الفن جسرًا حقيقيًا للتواصل الحضاري والتقارب الإنساني، تتلاقى عنده الثقافات وتتجدد فيه الروابط بين الشعوب. إن الخط العربي اليوم يواصل رحلته نحو العالمية، فها هو (الخط السعودي) الجديد الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية مع (الخط الأول) يجسدان هذا التوازن بين الحداثة والهوية، بتصميم يستلهم التراث المحلي، ويخاطب العين المعاصرة برشاقته ونسبه. وصدق من قال: «الخط لسان اليد، وترجمان الإنسان»، فإن الهوية البصرية لأي دولة لا تكتمل دون خط يُعبّر عنها، يعكس شخصيتها، ويترجم ثقافتها في كل وثيقة، أو إعلان، أو شعار. إنّ الخط السعودي والخط الأول يمثلان امتدادًا لمبادرات وزارة الثقافة، مثل: «عام الخط العربي»، وإعادة إحياء «دار القلم» تحت اسم مركز الأمير محمد بن سلمان، وجهود المملكة بالتعاون مع 15 دولة عربية لإدراج الخط العربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. على الرغم من هذا المجد العريق للخط العربي وتجدده عبر العصور، إلا أنه واجه وما يزال يواجه تحديات عديدة في عصرنا الحديث تهدد استمراريته وانتشاره بين الأجيال الجديدة. من أبرز هذه التحديات بروز الحاسوب والتقنيات الرقمية، حيث فرضت الطباعة الإلكترونية وأنظمة الحواسيب معيارًا جديدًا للكتابة أدى إلى تراجع استخدام الخط اليدوي. ولأن طبيعة الحروف العربية مرنة وغنية بالاتصال والتشبيك؛ فقد واجهت الشركات التقنية صعوبات كبيرة في تصميم خطوط طباعية رقمية تُحاكي جماليات الخط العربي التقليدي. ومع ذلك، جاءت مبادرات إطلاق «الخط السعودي» و»الخط الأول» لتوجد حلولًا رائدة في تطوير خطوط عربية طباعية تواكب معايير العصر الرقمي، وتعيد للخط العربي مكانته المرموقة في بيئة الحوسبة الحديثة. إلى جانب ذلك، شكلت رداءة الخط العربي -وغير العربي كذلك- لدى الكثير من الناس عائقًا أمام انتشاره؛ إذ إن تعلم الخط العربي وإتقانه يحتاج إلى جهد وتدريب وأدوات متخصصة، وفي زمن تراجع فيه التعليم الفني في المدارس، وأغنت التقنية عن الحاجة إلى الخط اليدوي، فأوشك حُسن الكتابة أن يطويه النسيان. كما عزف كثير من الشباب والناشئة عن إتقان مهارات الخط العربي، واكتفوا بالاعتماد على لوحات المفاتيح والبرامج الجاهزة. ولعل أخطر هذه التحديات يكمن في فقدان الحس الجمالي، وقلة الوعي بأهمية الخط كجزء أصيل من الهوية والثقافة. من هنا، تتجلى الحاجة إلى مبادرات تعيد للخط العربي وهجه، تجمع بين الأصالة والتقنية، وتستثمر في برامج تعليمية حديثة ومسابقات وفعاليات تعيد الخط العربي إلى دائرة الاهتمام، محافظةً على دوره الحضاري والفني كجسر يربط بين الماضي والمستقبل، ويمنح الأجيال القادمة هوية بصرية فريدة تستحق الاعتزاز. إننا اليوم أمام دعوة متجددة للنظر إلى الخط العربي برؤية فنية مفتوحة على المستقبل، تستوعب التقنية ولا تنفصل عن الجذور؛ ليحمل رسالة ثقافية تتعدى حدود المكان والزمان، وتغذي قيم التلاقي والتفاهم بين الناس في كل مكان. وكما قيل: «إن جَوَّدت قلمك، جودت خطك، وإن أهملت قلمك أهملت نفسك». فلنمنح هذا الفن العظيم ما يستحقه من تطوير ورعاية؛ لأنه ببساطة، ليس ماضيًا فقط، بل مستقبلٌ يُكتب من جديد. نماذج للخطين الأول والسعودي بريشة الخطاط إبراهيم العرافي


المشهد اليمني الأول
منذ 10 ساعات
- سياسة
- المشهد اليمني الأول
انحطاط المجتمع الدولي وسقوط أخلاقي للعرب
هل يمكن تبرئة العرب مما يجري في قطاع غزة، التي تعاني من إبادة حقيقية أمام سمعهم ونظرهم والعالم أجمع؟ ما يحدث في غزة يظهر تماما هذا الإنحطاط الأخلاقي للمجتمع الدولي، الذي يشهد على الهواء مباشرة ما يحدث في القطاع، من عدوان نازي وجرائم لا يمكن تصوّرها، ناهيك عن الحرب الأكثر ضراوة، حرب الجوع. إذا كنّا نتهم المجتمع الدولي بالنفاق والتزلّف لواشنطن وتل أبيب، فإننا نؤكّد أيضا سقوطا أخلاقيا للأمة العربية – إلّا من رحم ربي – فأكثر من 12 ألف مجزرة تمّ ارتكابها في غزة على مدى عام ونصف العام، ماذا يريد العرب أكثر من ذلك حتى تعود إليهم نخوتهم ومروءتهم، وينفضوا عن أجسادهم غبار الذلّ والخزي والعار؟ إليكم بعض القرارات التي اتّخذتها أنظمة عربية تجاه ما يجري في القطاع، وهي قرارات تدل على مستوى الخنوع والإنبطاح وكلّ معاني الخيانة والعمالة لفلسطين وشعبها وقضيتها ومقاومتها الباسلة، التي مازالت تذيق العدوّ الأمرّين رغم إمكانياتها المحدودة … ـ أولا: منع أيّ مظاهر، حتى لو كانت سلمية، توحي بالتضامن مع المقاومة وأهلنا في قطاع غزة، تحت طائلة المسؤولية القانونية. ـ ثانيا: التوقّف عن أداء صلاة الغائب على شهداء غزة، حيث أن هذه الصلاة كانت حاضرة في الشهور الأولى للحرب على غزة، ثمّ باتت ممنوعة اليوم. ـ ثالثا: يمنع رفع العلم الفلسطيني في أيّ مناسبات، سواء كانت تضامنية مع غزة، أو حتى في حفلة زواج، ورفع العلم الفلسطيني بات يعتبر خطيئة كبرى في بعض الدول العربية، ولن يسمح بذلك بعد الآن. ـ رابعا: منع أيّ فعاليات تهدف لتشجيع مقاطعة كيان الإحتلال، أو المساهمة في أي أنشطة تجاه ذلك، حتى الكتابة على وسائل التواصل الإجتماعي فيما يتعلّق بالمقاطعة ستؤدّي بصاحبها إلى الإعتقال والمحاكمة. ـ خامسا: التأكيد من قبل بعض الأنظمة العربية على أنّ ما قامت به حماس والمقاومة في السابع من أكتوبر هو السبب الرئيس لما يجري في غزة، فحماس لم تقم باستشارة أولياء الأمر العرب، فهؤلاء هم من يعلنون الجهاد، ويعلنون أيضا عن مواسم المهرجانات والترفيه والسخافات التي اعتادوا عليها منذ سنوات. ـ سادسا: الإمعان في السقوط الأخلاقي للعرب، وقريبا، ودون وازع من ضمير أو ذرّة أخلاق أو شيء من المروءة، تمّ إقرار المضي قدما في إقامة المهرجانات الفنية من غناء هابط ورقص وخلاعة في أكثر من عاصمة ومدينة عربية، لعلّ الشعوب تمعن في نسيان ما يجري في غزة من خلال ممارسة كل أصناف التفاهة التي تحتضنها هذه المهرجانات الساقطة. ـ سابعا: يقول ابن خلدون: لو خيّروني بين زوال الطغاة أو زوال العبيد، لاخترت زوال العبيد لأنهم من يصنع الطغاة، نحن ياسادة أدنى بكثير من مستوى العبيد في عالم بات فيه الطغاة أنفسهم عبيدا، واسألوا ترامب عن ذلك! ـ ثامنا: لم يبق في الجعبة شيء غير .. حسبي الله ونعم الوكيل، وما النصر إلّا من عند الله، وعلى كل باغ ستدور الدوائر بإذن الله .. نحن لا نكتب بالحبر بل بدم القلب حرقة من القهر، أبعده الله عنكم وعنّا جميعا.. وسلامتكم! ـــــــــــــــــــــــــــــــ د. محمد أبو بكر


مراكش الآن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- مراكش الآن
أكاديمية مراكش-آسفي تحرز ميدالية نحاسية في البطولة الوطنية المدرسية للكرة الطائرة
أحرزت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي ميدالية نحاسية ضمن منافسات البطولة الوطنية المدرسية للكرة الطائرة إناث، التي نُظمت مؤخراً في مدينة كلميم. جاء هذا الإنجاز بفضل أداء فريق الثانوية التأهيلية بئر آنزران التابعة لمديرية الحوز، والذي مثل الأكاديمية في هذه البطولة. احتضنت مدينة كلميم فعاليات هذه التظاهرة الرياضية المدرسية خلال الفترة الممتدة من الثاني إلى الخامس من شهر ماي الجاري. وقد شهدت البطولة تنافساً بين الفرق المدرسية النسوية القادمة من مختلف جهات المملكة، ضمن فئة أقل من 18 سنة. وعلى الرغم من حصد الميدالية النحاسية للأكاديمية، فقد احتل فريق الثانوية التأهيلية بئر آنزران المركز الرابع في الترتيب النهائي لفئة أقل من 18 سنة. وجاء في المراكز الثلاثة الأولى كل من فريق الثانوية التأهيلية ابن خلدون بفاس الذي تُوج بلقب هذه الفئة، وفريق الثانوية التأهيلية أبي العباس السبتي بطنجة الذي حل في مركز الوصافة، فيما عاد المركز الثالث لفريق الثانوية التأهيلية محمد السادس من مدينة كلميم المستضيفة للبطولة. أقيم حفل اختتام هذه البطولة الرياضية في القاعة المغطاة بمدينة كلميم. وشهد الحفل تتويج الفرق الفائزة، حيث تم توزيع الميداليات والكؤوس والشواهد التقديرية على الفرق المتوجة بالمراتب الأولى في البطولة الوطنية المدرسية للكرة الطائرة إناث. كما تم في هذه المناسبة تكريم مجموعة من الأطر التربوية التابعة لجهة كلميم، وذلك اعترافاً وتقديراً لما قدموه من خدمات قيمة ومساهمات في مجال النهوض بالرياضة المدرسية وتطويرها.


مراكش الإخبارية
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- مراكش الإخبارية
أكاديمية مراكش-آسفي تحرز ميدالية في البطولة الوطنية المدرسية للكرة الطائرة إناث
أحرزت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي، عن طريق الثانوية التأهيلية بئر آنزران بمديرية الحوز، ميدالية نحاسية في منافسات البطولة الوطنية المدرسية للكرة الطائرة إناث، التي احتضنتها مدينة كلميم في الفترة الممتدة من 2 إلى 5 ماي الجاري. واحتل فريق الثانوية التأهيلية بئر آنزران المركز الرابع في الجدول النهائي لفئة أقل من 18 سنة، خلف فريق الثانوية التأهيلية ابن خلدون بفاس الذي توج بلقب هذه الفئة، وفريق الثانوية التأهيلية أبي العباس السبتي بطنجة الذي حل وصيفا، وفريق الثانوية التأهيلية محمد السادس بكلميم في المرتبة الثالثة. وقد أقيم حفل اختتام هذه التظاهرة الرياضية بالقاعة المغطاة بمدينة كلميم، حيث تم توزيع الميداليات والكؤوس والشواهد التقديرية على الفرق المتوجة بالبطولة الوطنية المدرسية، كما تم بالمناسبة تكريم مجموعة من الأطر التربوية بالجهة اعترافا بما قدموه من خدمات نبيلة في مجال الارتقاء بالرياضة المدرسية.


صوت العدالة
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- صوت العدالة
التصالح بعد الصراع فضيله في خدمه الوطن
بقلم…محمد الموستني تتركز اهميه موضوع الصراع في ان تحقيق السلم بشقيه الداخلي والخارجي اصبح ضرورة ملحة لتحقيق اهداف التنمية الشاملة.اذ يعد الاساس في الانتقال الديمقراطي الناجح ، بل اكثر من ذلك بناء نهضة الامم و تقدمها على اسس وركائز متينة شاملة ، ومن هنا نلاحظ انه من المحال تصور وطن ما في نزاع مع ذاته يستطيع التعايش بسلام مع مكوناته وبالاحرى مع غيره . وقد اشار ابن خلدون الى ان الاوطان الكثيرة العصائب قل ان يستحكم فيها دولة ، من هنا يجب الاعتراف باهمية الدراسة في دول العالم المتخلف و من بينها العالم العربي الذي يشهد واقعا تنمويا متازما لا يتماشى وطموحات الشعوب وغير منسجم معها وثراتها العريق. لقد نلاحظ في الاونه الاخيرة احتدام الصراع بين بعض مكونات الشعب المغربي التي يضع المغرب عليها آماله في تقويه الجبهه الداخليه للعمل على النهوض بالتنميه البشريه والتصدي لاعداء الوحده الترابيه الا انه للاسف صرنا نصبح ونمسي على صراعات لا جدوى منها ، الى حين ان بعضهم اصبح لا يحترم نفسه ولا يحترم وطنه ولا يراعي للمقدسات، ونسوا انهم يمثلون وجه الشعب المغربي وحرمته . انه بعد ما كنا نعيش مواضيع التفاهه في السوشيال ميديا ونتتصدى لها ولا نتمنى ان نصل هذا النمط من غير الثقافة العلمية والسياسة الهادفة التي تعالج التخلف والسمو الى الرقي والتقدم اصبحنا نعيش بدلها النعت بالاوصاف القبيحه والكلام النابي وغيرها من الاوصاف والنعوت التي يستحيي العاقل التلفظ بها. للاسف انهم يعتبرون أنفسهم مثقفون واعون ومن النخبة التي يعول عليها.وهنا نطرح اكثر من سؤال ماذا سيجني المغرب من هذا الصراع ؟؟ انه اصبح غير اخلاقي علما ان الاختلاف لا يفسد للود قضيه . لكن اصبح العكس. المغرب الان في حاجه الى نخب ومؤسسات تحترم نفسها وتقوم بواجبها بل اكثر من هذا تقوية الجبهة الداخلية و ذلك بالتصالح فيما بينها صحافه وحكومه وشعبا ورجال دين ومؤثرين احتراما لتراثنا العريق ومؤسساتنا تحت شعارنا الخالد الله الوطن الملك. ومن هذا المنطلق وفي هذا السياق لابد ان اتطرق على سبيل المثال الى بعض العظماء الذين خلدوا انفسهم وكتبوا التاريخ بمداد من ذهب من بينهم المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله تراه . ورئيس جنوب افريقيا السيد ويلسون مانديلا. والملهب بن ابي صفرة الشخصية الإسلامية العظيمة. قال ويلسن مندلا في مذكراته:' بعد ان اصبحت رئيسا قمت بدعوه رفيقي لتناول الغذاء في احد المطاعم ،جلسنا وسال كل واحد منا ماذا يريد عن الطاولةه التي امامنا، كان هناك رجل ينتظر ان يخدم عندما اخدموه طلبت من احد جنودي ان يذهب ويطلب من ذلك الرجل ان ينضم الينا. ذهب الجندي واعطاه دعوتي نهض الرجل واخذ طبقه وجلس بجانبي واثناء الاكل كانت يده ترتعشان باستمرار ولا يرفع راسه عن الطعام وعندما انتهينا رحب بي دون ان ينظر الي صافحته وغادر قال لي الجندي: مانديلا لابد ان الرجل كان مريضا جدا لان يديه لم تتوقف عن الارتعاش اثناء تناول الطعام . لا لا بالتاكيد سبب رعشته هو اخر فقلت له: ان ذلك الرجل كان صاحب السجن الذي كنت فيه بعد ان عذبني صرخت وبكيت طالبا بعض الماء وجاء واهانني وضحك علي وبدلا من ان يعطيني الماء بال على راسي انه ليس مريضا وكان يخشى ان ارسله لوصفي رئيسا لجنوب افريقيا الان الى السجن وافعل به ما فعل بي ولكني لست كذلك فهذا السلوك ليس من شخصي ولا من اخلاقي ، العقول التي تسعى الى الانتقام تهدم الدول والعقول التي تسعى الى المصالحه تبني الامم ،عندما خرجت من باب حريتي ادركت اني اذا لم اترك كل الغضب والكراهيه والاستياء سوف اظل سجينا .' المغرب كذلك في عهد المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله تراه خلق نموذجا من المصالحة كان رائدا على المستوى العالمي ـ هيئة الانصاف والمصالحه ـ و تم جبر الخواطر والتصالح مع الماضي . طبعا لبناء مغرب جديد في مستوى دول العالم وحتى نحدو حدو عظماء الحريه والتصالح علينا ان نتجنب الصراع بين مكونات المجتمع التي تعد هي الدعامة التي يمكن ان يبنى عليها المستقبل ونجعل فيها امالنا لتحقيق انتقال ديمقراطي سليم ، وبناء مغرب غد افضل اقتداء باسلافنا واحتراما لهم وان نقوي الجبهه الداخليه لتنميه وطننا ومواجهه اعداء وحدتنا.