أحدث الأخبار مع #الأدباء


الجزيرة
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
الذاكرة والكتابة: اتحاد مقدس أم طلاق مستحيل؟
سألني صديقي يومًا مازحًا: هل الذاكرة تتنكر للكتابة؟ وفي الحقيقة، وجدت أن المسألة تحتاج فعلًا إلى تأمل ومعاينة، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالتداخل بين الأدب، باعتبار الكتابة نتاجًا ومخاضًا له، والذاكرة التي لا تتردد في نشر ظلالها على الكاتب، ليظل هذا الفعل النمطي لصيقًا به لما بعد رفع قلمه عن بياض الورقة، ويمتد في رمادية صحوته وظلمة منامه. لا يمكن للذاكرة أن تتخلى عن الكتابة ولا أن تتنكر لها، ولا ينبغي لها ذلك إلا في مواضع العبث والعصيان أو النسيان والنكران وعلى هذا النحو، من الخطأ تناول المسألة بعيدًا عن هذه الثنائية المتلازمة للكاتب، تحت سقف العلاقة الحميمة والتلاقح الشرعي بين اللغة والكتابة، التي غالبًا ما تلد مواليد أدبية تتزين بتقنيات وجماليات منقطعة النظير، ترقى بها لأسمى درجات الإبداع. وبغض النّظر عن كون هذه المواليد ذات الأجناس الأدبية المختلفة شرعية أو من جينات مختلفة، يبقى للرحم الذي ترعرعت فيه صلاحيات مهمة وتأثيرات فعّالة في تأثيث المكون الأدبي والثقافي، كيفما كانت أسس وأركان حضارته الثقافية. إذ من هنا تسطع أولى الومضات الجينية -والتي لم تنشأ من فراغ- فهي وليدة رواسب وتراكمات فاضت بسخاء عبر قنوات متعددة، كالمواقف الإنسانية أو الظواهر الطبيعية وعلاقتها بالإنسان، من مشاعر ناعمة وأخرى خشنة سمجة، وأحيانًا مؤلمة. وهكذا يمتد هذا السيل الجارف إلى مشاتل الحروف والكلمات لتحسين وتعزيز جذور المنتوج الأدبي، زاحفًا بذلك إلى الأماكن المنسية من الذاكرة، والشخوص الغامضة والمكشوفة التي ألفتها واحتضنتها، أو نفرتها وجرفتها، خلال مرورها واجتياز منعطفاتها المتداخلة والمتشابكة. وعندما ينهال هذا الخضم الهائل الواسع على الكاتب ويحاصره، لا يجد هذا الأخير بدًّا من البحث في مسالك -حسب السرديات المتنوعة- لإفراغه بما فيه من حمولات، كثيرًا ما يجد نفسه طرفًا فيها بشكل أو بآخر. كل كتابة هي غمسة جديدة في مياه متجددة ومختلفة.. ليس المهم الإجابة عن ذاك السؤال، بل إدراك أن الذاكرة والكتابة كل منهما تأتي من الأخرى وعلى هذا الأساس الحتمي، لا يمكن للذاكرة أن تتخلى عن الكتابة ولا أن تتنكر لها، ولا ينبغي لها ذلك إلا في مواضع العبث والعصيان أو النسيان والنكران. والكتابة، وإن قدر الله أن لبست ثوبًا غير ثوبها وتباهت وتفاخرت به، فهي تحاول بذلك إعادة تشكيل عالم آخر جديد، ينضاف إلى العناصر الجمالية العامة المكونة لملكوت الكتابة. وقدسيتها وزينتها هذه إنما هي لتنوير عتمة الذاكرة، والغوص في أغوارها لاستكشاف دُرر كنوزها، وكسر نوازلها وعوارضها التي تشكلت على مدار سنين خلت، نتيجة تساقط أوراق الذاكرة وذبولها، وتراكم غبار النسيان على صفحاتها. وانطلاقًا من هذا الاعتقاد السائد عند معظم النقاد، القاضي بوجود أكثر من خيط ثقافي أو رابط معرفي بين الكتابة والذاكرة ، فإنه لا بد من وجود أكثر من تحدٍّ في إنتاج أحدهما أو كليهما على حد سواء.. وهنا نتساءل: أنحن نكتب لنتذكر، أم نتذكر لنكتب؟ السؤال في حد ذاته إشكال أسال الكثير من المداد على مختلف أنواع وأشكال الكتابة، ومن مختلف روافد الذاكرة؛ فمنهم من يرى الكتابة وسيلة لإنقاذ الذاكرة من بحر النسيان، ويفرغها في الصفحات كي لا تضيع، ومن يرى الكتابة خيانة بيضاء تسرق من اللحظة روعتها، إلى آخر يستيقظ على كلمات تطرق نوافذه كشدو الطيور في الصباح، فيكشفها لتكون تغريدة لحظة عابرة. وتظل الذاكرة تئن تحت وطأة هذا الحفظ القاسي في انتظار ذاك القلم الجريء الفاتك، ليخرجها من مخبئها القسري، كي تنساب في مياه النهر ولا تقبل العودة؛ فكل كتابة هي غمسة جديدة في مياه متجددة ومختلفة.. ليس المهم الإجابة عن ذاك السؤال، بل إدراك أن الذاكرة والكتابة كل منهما تأتي من الأخرى. إعلان هنا، في هذا التداخل السحري، السؤال نفسه إجابة: نكتب لنتذكر ونتذكر لنكتب، فكلاهما وجهان لقطعة نقد واحدة، صاغها الزمن من ضوء الوجود وظلام الفناء. وفي الختام، ليست هناك خيانة، بل هناك رقصة قدرية وحتمية، وردة واحدة في جنان الإبداع.. تتقاسمان الحب والغدر، والصمت والكلام.


عكاظ
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- عكاظ
خطيئةُ العطر
تابعوا عكاظ على ظمأى أتيتُ بخافقٍ متلهّبِ صوبَ العيونِ الحالماتِ المشربِ فإذا سعيرُ الشّوق يُوصدُ بابَها عنِّي ويقذفني خلال الغَيهبِ ومضيتُ أجمعُ من قميصي عطرَهُ حتى تفطَّر كلُّ نبضٍ مُتعبِ آياتُ عطرك في السّماء توشّحتْ أقمارها تتلو نبوءةَ مذهبي رأتِ البشير على إهابك ماطراً والبيّنات تصاغُ من غارِ النّبي يا أيها العطر الشقيُّ ميمماً شمسَ الحياة بهالة لم تغْربِ حمّى الغياب إذا حضرت ستنطفي وتحلُّ آمالي بأفق أرحبِ فإلى متى تنأى وغاراتُ الهوى تسري بعمرِ صبابتي وترقِّبي؟! أصغتْ إلى نغم الطيور جريحة وعيونها ترنو وراء المطلبِ تهدي الرّياح عناقها كسنابل ينثالُ منها كل همس طيّبِ فتضوع ما بين الدّموع وفيضها بيضاء زهر من رحيق مخصبِ يا أيها العطرُ الشّقي بلهفتي اُسكبْ حنينك في ضلوع معذِّبي ثوبي المعتق قد تخضَّب بالنوى يا لي أنا.. يا للمسير المتعبِ أغوى التّرحلُ كلَّ أطيافِ المُنى ورسائلُ العشَّاقِ لم تترتّبِ سيظلّ للعطر البديعِ خطيئة حتى يطيبَ من البعاد تلهُّبي أخبار ذات صلة أفراح مؤذنه


الشرق الأوسط
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
«جمعية الأدب المهنية» تطلق جائزة سنوية للأدباء السعوديين المتميزين
أطلقت «جمعية الأدب المهنية»، السعودية، جائزة سنوية تمنح للمتميزين من الأدباء السعوديين إنجازاً وتأليفاً في مختلف فنون الأدب. وقالت الجمعية، في تصريح تلقته «الشرق الأوسط»، إن الجائزة التي أقرها مجلس إدارة «جمعية الأدب المهنية» تضم فرعين هما: (جائزة الإنجاز)، «وهي جائزة تقديرية تمنح لرائد من رواد الأدب السعوديين الأحياء في أي فن من فنونه إبداعاً أو تنظيراً على مجمل أعماله ودوره في دعم الساحة الثقافية ومشاركاته في تطوير فن من فنون الأدب في الساحة الأدبية في المملكة العربية السعودية»، وقيمة هذه الجائزة (مائة ألف ريال). أما الفرع الثاني للجائزة، فـ(جائزة المؤلفات المتميزة)، وتمنح لثلاثة مؤلفات أدبية سعودية متميزة، من التي صدرت في العامين السابقين لعام الجائزة؛ أحدها دراسة أدبية أو نقدية، والثاني رواية أو مجموعة قصصية، والثالث ديوان شعري. وذلك دعماً للمؤلفات الجديدة وتشجيعاً للساحة الأدبية وإبرازاً للأسماء ذات الجدارة والامتياز. وقيمة جائزة المؤلفات المتميزة (مائة وخمسون ألف ريال)، مقسمة على ثلاثة فروع: 1- الدراسات الأدبية والنقدية (وقيمتها خمسون ألف ريال)، 2- السرد (وقيمتها خمسون ألف ريال)، 3- الشعر (وقيمتها خمسون ألف ريال). شروط الترشح ويشترط في (جائزة الإنجاز)، أن يكون المرشَّح سعودياً وعلى قيد الحياة، وأن تكون لديه حصيلة متميزة من المؤلفات في مجال الدراسات الأدبية والنقدية، أو السرد، أو الشعر، وألا يكون من أعضاء مجلس إدارة الجمعية أو من أمانة الجائزة. وحددت الجمعية طريقة الترشُّح لهذه الجائزة، عن طريق تلقي أمانة الجائزة الترشيحات من أعضاء الجمعية، ولها مخاطبة المؤسسات الأدبية والأكاديمية لطلب ترشيح الأسماء الجديرة بها مشفوعاً بمبررات الترشيح. أما (جائزة المؤلفات المتميزة)، فاشترطت الجمعية أن يكون المتقدِّم للجائزة سعودياً وعلى قيد الحياة، وأن يكون الكتاب الذي يتقدم به صادراً خلال العامين اللذين يسبقان عام الجائزة، وألا يكون الكتاب المقدم للجائزة قد حصل على جائزة، وألا يكون من أعضاء مجلس إدارة الجمعية أو من أمانة الجائزة. كما حددت الجمعية طريقة الترشُّح لهذا الفرع من الجائزة بأن يرسل المؤلفون نسخةً ورقية من الكتاب المرشَّح على العنوان البريدي للجمعية، إضافة إلى إرسال (نسخة pdf) من الكتاب، مع نسخة معبأة من استمارة الترشيح التي يمكن تنزيلها من الموقع الإلكتروني للجمعية، على (إيميل) الجائزة. (على أن يُعلن لاحقاً عن موعد التقديم للجائزة). مواعيد التقديم وحددت الجمعية موعد التقديم على الجائزة أو الترشيح لها، من أول شهر مارس (آذار) إلى آخر يونيو (حزيران)، على أن تُجرى أعمال الفرز والتحكيم، من أول يوليو (تموز) إلى آخر أكتوبر (تشرين الأول)، وموعد إعلان الجائزة، في الأول من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وموعد تسليم الجائزة، الأسبوع الأخير من ديسمبر وهو الموعد الذي يترافق مع انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية. إدارة الجائزة وشكلت «جمعية الأدب المهنية»، أمانة عامة للجائزة، تكون هي الجهة المسؤولة عن إدارة الجائزة، واختيار لجان الفرز والتحكيم، وصولاً إلى إعلان الفائزين بالجائزة، على أن تكون لجنة مستقلة عن الجمعية وتتألف من ثلاثة أعضاء من كبار الأدباء والنقاد وعضوين من أعضاء الجمعية أحدهما من مجلس الإدارة والآخر من الجمعية العمومية، ويكون أحدهما أميناً للجائزة، إضافة إلى الرئيس التنفيذي للجمعية، الذي يحق له المناقشة وتقديم تصورات الجمعية لأعضاء الأمانة ولا يحق له التصويت على من يتم اختيارهم من الأدباء للفوز بأي من فرعي الجائزة، ويكون قرار الفوز عند اختلاف الآراء محسوماً بأصوات أغلبية أعضاء الأمانة، وقرار الأمانة ملزم غير قابل للنقض تتحمل الأمانة وحدها مسؤوليته، وتستند نتائج الفوز بالجائزة إلى قرارات المحكمين، وتُعلن مشفوعةً بمبررات الفوز المستخلصة من نتائج التحكيم. الدكتور صالح زياد الغامدي رئيس مجلس إدارة «جمعية الأدب المهنية» د. صالح الغامدي: الاحتفاء بالمبدعين وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال الدكتور صالح زياد الغامدي رئيس مجلس إدارة «جمعية الأدب المهنية» إن الجائزة تعبّر عن رؤية الجمعية ورسالتها في تطوير قطاع الأدب السعودي، وتُعنى بتكريم الأعمال البارزة في الشعر والسرد والنقد الأدبي، إضافةً إلى الاحتفاء بالشخصيات ذات الأثر الثقافي والإنجاز النوعي في الحقول الأدبية. وقال الغامدي: «نحن في الجمعية نؤمن بأن الجوائز الجادة تمثل رافعة لتحفيز الإبداع، ومناسبة للالتفات إلى التجارب المتميزة، ووسيلة للاعتراف بالجهود الريادية في خدمة الأدب. وهذه الجائزة ليست مجرد احتفاء موسمي، بل هي إحدى أدواتنا في بناء بيئة أدبية أكثر احترافية، تدعم الأدباء والدارسين، وتكرّم الرواد، وتُشجّع الناشئة على الاستمرار والتطور». وأضاف: «أود أن أؤكد، بهذه المناسبة، أن هذه الجائزة لا تنفصل عن أهداف الجمعية، التي تأسست تحت مظلة استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي، وتسعى إلى تنمية الأدب ومؤسساته والفاعلين فيه». وتُعد هذه الجائزة ثمرةً لمذكرة الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها الجمعية مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا. ووجه الغامدي الشكر لرئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عبد الله صادق دحلان، «الذي دعم الفكرة منذ بدايتها، مؤمناً بأهمية الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي وقطاعَي الأعمال والثقافة». وختم الغامدي تصريحه بالقول: «كلنا أمل في أن تسهم الجائزة في فتح أفق من التقدير المستحق للمبدعين والمتميزين في مجال الأدب والدراسات المتعلقة به، وأن تكون منارة سنوية تُسلّط الضوء على ما هو جدير بالاحتفاء في مشهدنا الأدبي».