أحدث الأخبار مع #الأوكسيجين

المدن
منذ يوم واحد
- منوعات
- المدن
جميلة كجعيتا: مغارة مار شليطا مدينة مخفية بالأرض
الطريق إليها وعرة وغير مجهّزة وتمتدّ صعوداً. لا يصلها إلا قلّة قليلة من هواة المشي والاستكشاف الذين يعرفون بأمرها. وصلنا إليها بعد عناء طويل. إنها مغارة مار شليطا المنسيّة سياحياً في بلدة قنات قضاء بشري، بجانب دير مار شليطا الأثري. فيما تنال مغارة جعيتا اهتماماً سياحياً لا مثيل له ويزورها الآلاف سنوياً، تعاني مغارة مار شليطا من النسيان والإهمال من الدولة. وباتت معلماً مدفوناً تحت سابع أرض يزوره خلسة المستكشفون والهواة والحشريون من دون علم البلدية، التي أغلقتها لدواعي السلامة العامة. ولا بد من التنويه أنها ليست مغلقة بالشمع الأحمر من وزارة الثقافة كما يتداول البعض. شبيهة بمغارة جعيتا يصفها البعض أنّها مدينة مخفية تحت الأرض. فقد عثر في محيط وأسفل المغارة والبئر على بقايا فخارية تعود للعصر البرونزي وأدوات صوّانية تعود الى العصر الحجري القديم. بدخولنا إليها، دخلنا إلى عالم يلفّه الظلام. يرشدنا "راعي الحلا" سمير غصن مع مجموعة من فريق "الأرض بتعرف أكتر" (مختصة بالهايكنغ)، إلى الطريق. نستعين بمعدات وبعض المصابيح التي لم تستطع أن تمحو العتمة المطبقة فيها. في جوّ مهيب مشينا تحت سقف قليل الارتفاع، وممرات ثلاث ضيقة. ومع التقدّم فيها ينخفض تدريجياً الأوكسيجين ما اضطر بعضنا للخروج قبل الأوان. وفي آخر الرواق المتعرج تتفتّح قاعة واسعة، علوّها أكثر من أربعة أمتار، شبيهة بمغارة جعيتا لناحية طبيعة سقفها الكلسيّ والترسّبات الصلصاليّة والمتدلّيات الصخرية. وفي الغوص أكثر داخلها تعثر على درجات منحوتة في الصخر تصل إلى ممر حديدي يؤدي إلى قاعة فيها شلال وبركة مياة عميقة. الصور التي التقطها البعض لا تفيها حقّها من الجمال. فالمغارة كنز طبيعي ينتظر من يجده ويعتني به ويذيع صيته. أقسام المغارة تتألف المغارة من مستويين: المستوى الأعلى وهو جاف نسبيا والمستوى الأسفل حيث مجرى الماء الجوفي. بالإضافة إلى النبع الذي هو كناية عن قاعة مغمورة بالمياه طولها 20 متراً. ينقسم المستوى الأعلى إلى ممرين طبيعيين. واحد رئيسي والآخر جانبي وهو رواق تتوسطه بئر بعمق 12 مترا وينتهي بعد مسافة 100 متر تقريباً بممر ضيق جداً حيث يلتقي بالممر الرئيسي للمغارة. أما الممر الرئيسي فيمتد بطول حوالي 30 مترا حيث ينفذ إلى قاعة واسعة نسبياً. في طرفها الجنوبي توجد بئر، والنزول فيها يؤدي إلى المستوى السفلي للمغارة، حيث يوجد نهر جوفي ينساب من شلالات صغيرة عدّة. وهناك قسم مكتشف حديثاً حيث وصل المستكشفون إلى حوض واسع وعميق يتبعه شقّ طويل ينتهي بتسلّق يؤدي إلى رواق يحتوي على أحواض ماء. أمّا المستوى الأعلى لهذا الموقع فلم يُستكشف بعد. مهملة من الدولة "من غير المحبّذ الدخول إليها من دون معدّات خاصّة، ويفضّل استكشافها مع مرشد خبير بالمغارة وبمجموعات، حتى لا يضيع أحد أو يتاذّى. فدهاليز المغارة كثيرة ومربكة"، يشير رئيس البلدية الأسبق شليطا كرم. ويضيف أنّها لم تكتشف بالكامل فهناك جزء غامض فيها لم يدخله أحد. ويلفت كرم إلى أنه بسبب الأزمة في العام 2019 لم تتلقَ المغارة أيّ مساعدات مالية. وقد سبق وقدم دراسة عن المغارة إلى وزارتي الثقافة والسياحة. فتجهيزها يحتاج إلى أموال كثيرة. ما يعني أنه ربما يكون من الأجدى تسليهما للقطاع الخاص للاستثمار فيها، فالاتكال على الدولة لم يجدِ نفعاً، كما قال. يدخل مغارة مار شليطا حالياً زوار من هواة الاستكشاف ويصوّرون داخلها فيديوهات تنشر على منصات التواصل الاجتماعي. وتغضّ البلدية النظر أحياناً إذا كان الداخلون إليها متخصصين ويحملون المعدات اللازمة، فهذه دعاية مجانية. وهنا يؤكد رئيس بلدية قنات الحالي طوني سعد أن البلدية ستعمل على تحريك ملف المغارة لدى الوزارة المختصة للحصول على الدعم الكافي من أجل تجهيزها بالإنارة وتأهيل ممراتها وإرسال فريق مختصّ لاستكشافها بالكامل. ويشير إلى أنّ المغارة بحاجة إلى تسويق إعلامي أيضاً فهي مجهولة للكثيرين ومنسية على الرّغم من أهميتها كمقصد سياحي. منطقة مجهولة سياحياً تحوي بلدة قنات أيضاً كنائس وأديرة أثرية أهمّها دير مار شليطا وهناك كنيسة مار شينا، كنسية السيدة، دير مار مخائيل، كنيسة القديسة شمونة، مزار القديسة تقلا، ومار نهرا، ما يجعل منها مقصداً للسياحة الدينية. وفي إطار الجهود السياحية لتنشيط المنطقة تحاول بلدتي حدث الجبة وقنات الترويج لطريق لهواة المشي بين البلدتين، لا سيما أنّ منطقة حدث الجبّة، التي تعتبر أكبر غابة أرز في لبنان من حيث المساحة وكثافة الأشجار، وهي مجهولة سياحياً لأنّها لم تسوّق إعلامياً كما يجب. ولعلّ الألغام التي زرعت خلال الحرب الأهلية هي السبب الأبرز في كونها غير مقصودة. فالمنطقة كانت على خطوط التماس، وقد نظّف الجيش وبعض الجمعيات المختصة المنطقة وأعلنت آمنة. لكن يبقى، في المنطقة الداخلية على الحدود مع نيحا، خطر الألغام موجوداً. في الوقت الحالي الطرقات المعتمدة مع usaids آمنة وخالية من الألغام ويسلكها هواة المشي في الطبيعة. ويشير رئيس بلدية حدث الجبة سيمون عبد المسيح إلى أن غابة أرز الجبة لا يمكن تصنيفها كمحمية لأن معظم أراضيها ملك خاص، لا يمكن للدولة أن تستملكها. ويعتبر أنّ خطر الألغام ربما له ايجابية في حماية المنطقة من العابثين. ويضيف أنّ البلدية لديها خطوات للتسويق سياحياً للمنطقة واستثمارها وتنفيذ مشاريع نظيفة لا تؤذي الطبيعة ونشاطات خارجية مثل الـzipline والتخييم وطريق للمشي يمتدّ من غابة أرز الجبة الى بلدة قنات وصولاً الى مغارة مار شليطا.


IM Lebanon
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- IM Lebanon
3 إصابات إثر انفجار قارورة أوكسيجين في صيدا (فيديو)
أصيب 3 أشخاص إثر انفجار قارورة من الأوكسيجين في محلة سينيق المدخل الجنوبي لمدينة صيدا. 'النهار': إصابة 3 أشخاص إثر انفجار قارورة من الأوكسيجين في محلة سينيق المدخل الجنوبي لمدينة #صيدا — IMLebanonNews (@IMLebanonNews) May 14, 2025

المدن
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المدن
الانتخابات البلديّة في بيروت: معركة المدنيين بوجّه أحزاب السّلطة
لم يكن صمود اللبنانيّين في ثمانينات القرن الماضي مجرّد سيرة شعبٍ يبتكر وسائل بديلة للكهرباء والمياه والاتّصالات وسط جحيم القلاقل الأمنيّة والشقاق الأهليّ، بلّ كان يرفع هذا "التدبير" إلى سويّة "فنّ العيش على حافّة الهاوية". فبين خطوط التماس المشتعلة نشطت تجارة لا تهدأ، واستمرّ التعليم في المدارس والجامعات بجودة لافتة، وظلّ النظام الماليّ متماسكًا إلى حدّ مقبول، فيما ضخّت الصناعات الثقافيّة - مسرحًا وسينما وصحافةً ونشرًا - جرعاتٍ من الأوكسيجين في جسد مدينةٍ محاصَرة. هكذا تعلّم اللبنانيّون باكرًا كيف يطوّعون الأزمات، ويقفزون من ذاكرة الدم إلى ورشة الإعمار، مؤسِّسين لغةً سياسيّة جديدة أقلَّ تزمّتًا وأبعد عن الأيديولوجيا الصلبة. من تلك الذاكرة الجماعيّة يطلّ حاضر بيروت المثقل بسنواتٍ من الانهيار الماليّ والسّياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ. حيث تبدو العاصمة كمن يجرّ قدميه فوق ركام الحلم، لكنّها تكدّس في المقابل خبرة العيش مع الكارثة. ويتكرّر التناقض المزمن الذي حَيَّر الزائرين قديمًا: شعبٌ شغوف بالحريّات الفرديّة والليبراليّة الاجتماعيّة، وأسيرٌ في الوقت نفسه لغرائزه الطائفيّة العنيفة؛ تناقضٌ تغذّيه منظومةٌ لا يضيرها تشظّي البلاد ما دام صندوق الاقتراع يعيد تدوير الزعامات. الانتخابات كاختبارٍ مصيريّ وسط هذا المشهد يُطلّ استحقاق الانتخابات البلديّة في العاصمة بيروت كاختبارٍ جوهريّ لإرادة التغيير. فالمدينة الّتي كانت يومًا صورةً مصغّرةً عن احتمالات الدولة الوطنيّة باتت اليوم أوّل ضحاياها. من هنا حمّل المجتمع المدنيّ نفسه، مرّةً جديدة، مهمّةَ "فكّ لعنة المحاصصة والطائفيّة" عبر خوض المعركة بلغةٍ تعيد السّياسة إلى جوهرها: خدمة الناس. وعلى الرغم من ضراوة الخصوم – تحالف المال والسّلاح والطوائف – برزت لائحة مدنيّة تضع نفسها في مواجهة المنظومة، بموازاة أربعة لوائحٍٍ أخرى، لإعادة بيروت إلى سكّانها. يتنافس اليوم، على مقاعد المجلس البلديّ الأربعةِ والعشرين خمسُ لوائح تتوزّع بين ائتلافٍ سُميّ بـ"بيروت تجمعنا" يضمّ معظمَ أحزاب السّلطة المتناحرة بقيادة رجل الأعمال إبراهيم زيدان؛ ولائحةٍ يقودها العقيد محمود الجمل مدعومةً من النائب نبيل بدر و"الجماعة الإسلاميّة" باسم "بيروت بتحبّك" (لسدّ فجوة غياب تيار المستقبل)؛ و"ائتلاف بيروت مدينتي 2025" بقيادة المهندس فادي درويش والمدعومةِ من نوّابٍ تغييريين؛ ولائحة "مواطنون ومواطنات في بيروت، عاصمةً لدولة" غير المكتملة وهي الإبنة الصريحة لحركة "مواطنون ومواطنات في دولة" المنبثقةِ عن مشروع شربل نحّاس؛ وأخيرًا لائحة "أولاد البلد" برئاسة رُلى العجوز والّتي تستند إلى رصيدِ عائلاتٍ بيروتيةٍ تقليدية مطعَّمٍ بكفاءاتٍ شابة. المدنيون بوجّه أحزاب السّلطة عمليًّا تتركّز المعركة الانتخابيّة بين قطبين أساسيين، وهي لائحة المدنيين ولائحة أحزاب السّلطة. فمن جهة، تراهن اللائحةُ الائتلافية على "التوازن الطوائفيّ" لاستعادة مجلسٍ عطّلته بنفسها منذ 2016، حين فشلت في إقرار خطةٍ للنقل العام أو معالجةِ النفايات، وتغلّف خطابَها بوعودٍ خدماتيةٍ سريعة؛ غير أنّ سجلّها المثقلَ بانهيار الجباية وفضائح التلزيمات يجعل مهمّةَ تسويقها أشبه بجرّ خطةٍ في الوحل. لائحةُ بدر–الجماعة تستحضر خطابَ "التنوّع والإنماء المناطقيّ" لاستمالةِ جمهورٍ يبحث عن وسَطيةٍ لا تصطدم مباشرةً بالمنظومة، "مواطنون ومواطنات في بيروت" غير المكتملة، تُعلن المعركةَ على "شرعية النظام" وتطرح إعادةَ تعريف دور البلدية كحاضنةٍ للسكن الميسَّر وشبكةِ نقلٍ عامّ تربط المدينة بضواحيها، إلّا أنّها تصطدم بالطموحات الموصوفة بغير الواقعيّة. أمّا لائحةُ رُلى العجوز فتستند إلى رصيدٍ اجتماعي لعائلاتٍ بيروتيةٍ تقليدية، وتَعِد بتطعيمه بكفاءاتٍ شابة من أجل إدارةٍ أكثرَ رشاقة. في مقابل ذلك، تسعى لائحة "ائتلاف بيروت مدينتي 2025"، الّتي انبثقت من صدمة 2016 حين هزّت "بيروت مدينتي" استرخاء الأحزاب إلى تكرار التجربة مع خبرات جديدة. يقود الائتلافَ راهنًا جيلٌ حافظ على شغفه بالمدينة وشؤونها رغم انسحاقه اليوميّ بالأزمات. تحدّد اللائحةُ خمس ثغراتٍ كبرى أوصلت العاصمة إلى انهيارها: غياب رؤيةٍ علميّةٍ تجعل الإنسان محور التخطيط، انعدام التخطيط الشامل منذ 2012، ضمور الإرادة السياسيّة وانكفاء التنسيق البينيّ، فسادٌ متجذّر يأكل ماليّة البلديّة، وقراراتٌ تنظيميّةٌ تُقصي السكّان وتُفرغ الأحياء من تنوّعها. يردّ الائتلاف على ذلك بخريطة طريقٍ تبدأ في السّنة الأولى بتأمين الخدمات الأساسيّة – كهرباء، مياه، نقل، إدارة نفايات – وتتحوّل تدريجًا إلى تحديث الحوكمة الماليّة والتقنيّة، وربط الوسط التجاريّ بمحيطه، وإطلاق خطّة نهوضٍ اقتصاديٍّ وثقافيّ. منهجيّة العمل هنا تقوم على قياسٍ دوريّ للإنجازات ونشر البيانات، بما يحوّل البلدية إلى مختبر شفافيّة يتيح لكل مواطن معرفة "أين صُرف المال ومَن حوسِب". في جوهر هذا الطرح يكمن رهانٌ أخلاقيّ: مصالحة بيروت مع بحرها وتراثها، وجعلها مدينةً للعيش والعمل والترفيه معًا، لا مجرد منصةٍ لتراكم الريعيّة. من معركة ولاءات إلى إدارة حياةٍ يوميّة رهانُ المجتمع المدنيّ إذن لا يقتصر على اقتناص مقعدٍ هنا أو هناك؛ بل هو محاولةٌ لتفكيك ماكينةِ الزبائنيّة الّتي حوّلت البلدية إلى محفظةِ تمويلٍ للولاءات. فالمجلس البلديّ، دستوريًّا، هو المستوى الإداريّ الأقرب إلى حياة الناس اليوميّة: الأرصفة، شبكات الصرف، حدائق الأطفال، النقل، إدارة النفايات. حين انهارت تلك الخدمات عام 2015 وطفحت الشوارع بالقمامة، تحوّلت الأزمةُ إلى انتفاضةٍ شعبية أجبرت السّلطةَ على التراجع خطوةً إلى الخلف وأطلقت شرارةَ "بيروت مدينتي". ثم جاء انفجارُ الرابع من آب 2020 ليخرق قلبَ المدينة بانفجارٍ يعادل زلزالًا ويترك 218 قتيلًا و7000 جريح و300 ألف مشرَّد في ليلةٍ واحدة؛ عندها أدرك السكّان أنّ إدارة المدينة ليست ترفًا بل شرطَ بقاء. وفي خلفية المشهد يقف وسطُ بيروت، حيث أعادت شركة "سوليدير" رسمَ الخرائط بشهيةٍ ريعية حوّلت المركزَ التاريخي إلى "جزيرةٍ للفرجة" أرادتها مرآةً لرساميل ما بعد الحرب. نافذةٌ للامركزية وعقدٌ اجتماعيّ جديد على الرغم من قتامة الصورة، تفتح هذه الانتخابات نافذةً أمام فكرة اللامركزيّة الّتي توصي بها تقاريرُ التنمية الدوليّة كأداةٍ لكبح الفساد وتعزيزِ المساءلة. فإذا نجحت اللائحة المدنيّة في انتزاعِ الأكثريّة، يمكن لعقدٍ اجتماعيٍّ جديد أن يتشكّل من الأسفل إلى الأعلى: تدقيقٌ جنائيّ في مالية البلديّة، موازنةٌ تشاركية تُقصي الوسطاء، وخريطةُ نقلٍ عامّ تربط الضواحي بالمرفأ الذي لا يزال ينتظر إعادةَ الإعمار، وعيشٌ مشتركٌ حقيقيّ بعيدًا عن الهواجس الطائفيّة الّتي تستثمرها الأحزاب في علاقتها مع المواطنين. عندئذٍ يصبح التغييرُ على مستوى المدينة مختبرًا لخلخلة التسويّة الطائفيّة الوطنيّة الّتي أثبتت التجاربُ أنّها تنهار عند كلّ اهتزازٍ إقليميّ ثمّ تُرمَّم على عجل. تبقى المعضلةُ الكبرى في إقناع الناخبِ البيروتيّ بأنّ صوتَه قادرٌ على كسر الدائرة الجهنميّة. فالمدينة المنهكة، لا تبحث عن خطابٍ "حداثي" مُفرَغٍ من المضمون، بل عن مؤشراتٍ ملموسة: متى تُستبدَل شبكةُ المياه المتقادِمة؟ كم كيلومترًا من الأرصفة ستُرمَّم؟ مَن يراقب تلزيماتِ النفايات؟ كيف يُحاسَب الموظفُ الفاسد؟ هنا تتقدّم اللائحة المدنية متسلّحةً بمقاربة "المشاريع القابلة للقياس"، مستندةً إلى دروس 2016 التي أثبتت أنّ الفجوة ليست في الأفكار بل في التنظيم والتمويل. وإذا كان الخصومُ يملكون المالَ والسلاحَ وحمولةَ الطائفة، فإنّ المجتمعَ المدنيّ يراهن على رياضيةِ "الماراثون" لا "مئة متر": سلسلةُ انتخاباتٍ تراكُمية تخلخل الهيكلَ شيئًا فشيئًا. وهو ما يقلق تحالفَ المال والسلاح لأنّه ينتزع منه امتيازَ توزيعِ الغنائم. ولهذا السبب تتكتّل الأحزابُ التقليديّة -على تناقضاتها الاستراتيجيّة- في لائحةٍ واحدةٍ أو أكثر كلما لاح شبحُ تغيّر موازين القوى على مستوى العاصمة. لحظةٌ مفصلية تقترب هكذا تتقدّم بيروت نحو موعدِها البلدي حاملةً خريطةً مدنيّةً في وجه منظومةٍ تُتقن فنَّ تدوير الزعامات. سيراقب الداخل والخارج في آنٍ معًا، ما إذا كانت العاصمةُ الّتي شكّلت يومًا نموذجَ تعايشٍ فعليّ ستنجح في صياغة نموذجِ إدارةٍ مدني يتجاوز خطوطَ 1975 وتوزيعاتِ 1990 القابلةِ للانفجار. ثمة لحظةٌ مفصليةٌ تقترب: إمّا أن يكسر صندوقُ الاقتراع منطقَ "المحاصّصة" وينقل الناسَ من صفة "الزبائن" إلى صفة "المواطنين"، أو تُغلق الدورةُ على خيبةٍ إضافية.


خبرني
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- خبرني
طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع
خبرني - يصاب البعض بنوبات الهلع أحيانا نتيجة الضغوطات النفسية أو بعض المواقف أو الحوادث التي يتعرضون لها، فكيف نتعامل مع هذه النوبات ونقلل من تأثيرها؟. يقوم الدماغ بتنشيط الجهاز العصبي الودي فجأة، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وتوتر العضلات، ويصاب الشخص بما يعرف بنوبة الهلع، ومع هذه النوبات ينتابنا شعور بالاختناق وضيق التنفس مما يزيد حالة القلق والتوتر، وللتعامل مع هذه الحالة وتخفيف أعراضها توجد بعد الطرق البسيطة التي ينصح بها الأطباء النفسيون. استخدام تقنية "5-4-3-2-1": يشير خبراء علم النفس إلى أن هذه التقنية يمكن أن تساعد على الاسترخاء وتقلل من التوتر في حال التعرض لنوبة الهلع، ويجب على الشخص أن يفعّل مخيلته ويسمي بعقله خمسة أشياء يمكنه رؤيتها، وأربعة أشياء يلمسها، وثلاثة أشياء يسمعها، ورائحتين يميزهما، وطعم واحد يتذوقه، وبهذا سينشغل الدماغ عن الأمور التي تسبب التوتر. تغيير وضعية الجلوس: عند الإصابة بنوبة الهلع وفي حال كان الشخص يجلس وجسمه منحن للأمام فسيعاني أكثر من ضيق التنفس، لذا يجب تعديل وضعية الجلوس، أو الأفضل من ذلك يجب محاولة النهوض والوقوف بشكل مستقيم مع سحب الكتفين للخلف وفتح الذراعين والتنفس بعمق. التنفس ببطئ: عندما يصاب البعض بنوبة الهلع تزداد لديهم معدلات النبض ويبدأون التنفس بسرعة، الأمر الذي يزيد معدلات الأوكسيجين في الدم ويحفز إنتاج الأدرينالين الذي يزيد بدوره من التوتر، لذا وفي هذه الحالة يجب على المصاب أن يحاول التنفس ببطئ ليقلل من إفراز الأدرينالين.


المركزية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- المركزية
ملف النفط والغاز في "كوما"... المطلوب خطوات اقتصادية وسياسية لإنقاذه
المركزية- قطاع النفط والغاز في "كوما"... والخطر كبير في ظل الخروقات الإسرائيلية التصعيدية لاتفاق وقف إطلاق النار... أما الأوكسيجين فينحصر في تمديد مهلة جولة التراخيص الثالثة حتى 28 تشرين الثاني 2025، الأمر الذي يعوِّل عليه المعنيون لإحداث صدمة إيجابية توقظ الملف من غيبوبته. ولكن هل تكون الفترة الزمنية الفاصلة عن هذا الموعد، كافية لتتمكّن الحكومة اللبنانية الجديدة من إقناع شركات النفط العالمية الكفوءة بالمشاركة في هذه الجولة، أو على الأقل التفاوض مع دول مهتمة بالاستثمار في قطاع النفط والغاز في لبنان؟ في حين أن الوضع الميداني في لبنان يقيِّد الحماسة الدولية إن وُجِدت. فالغارات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تُنذِر بتصعيد أمني خطير، الأمر الذي يجفِّل الاستثمار الرابض على تخوم لبنان لاقتناص أي فرصة مشجّعة على الولوج في السوق اللبنانية. ..."غياب الاستقرار الأمني يُثير تخوّف شركات النفط العالمية على مستقبل لبنان وبالتالي على مستقبل استثماراتها فيه" بحسب الخبيرة في مجال النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتايان، وتقول لـ"المركزية" إن "غياب أي إشارة جديّة أو فعلية حول موضوع الإصلاحات الاقتصادية، يُثير بدوره تحفّظ شركات النفط العالمية على الاستثمار في لبنان". من هنا، تعتبر أن "قطاع النفط والغاز اللبناني في "كوما" وقد يستيقظ إذا أنجز لبنان الخطوات المطلوبة منه ولا سيما الاقتصادية معطوفة على التوجّهات السياسية التي تفرض على لبنان الالتزام بالقرار 1701 وغيره من الضغوط الأميركية واللجنة الخماسية في هذا الإطار...". أما ما يتعلق بإمكانية مشاركة مجموعة "توتال إنرجي" في دورة التراخيص الثالثة، فتذكّر هايتايان بأن "أمام "توتال" مهلة حتى أيار 2025 كي تقرّر ما إذا كانت ستبقى ملتزمة بالبلوك 9 أو التخلي عنه كلياً وردّه إلى الدولة اللبنانية كما فعلت في ملف البلوك 4، أو التخلي عنه جزئياً للقيام بأعمال إضافية وفق ما ينصّ عليه الاتفاق الموقّع مع لبنان"، مشيرة إلى أن "وزير الطاقة والمياه جو الصدّي يجري مفاوضات مع مجموعة "توتال" حول هذا الموضوع، في انتظار إعلان ما سيرشح عن هذه المفاوضات". لقاء باريس... في المقلب الآخر، كان لافتاً المباحثات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على هامش زيارته إلى فرنسا، مع الجانب القبرصي... "قد يكون قد تطرّق المجتمعون إلى موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص" ترجّح هايتايان، و"قد تكون الأخيرة تساءلت عما إذا كان للبنان نية بإطلاق مفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع سوريا أيضاً، لما لهذا الموضوع من تأثير على واقع الترسيم مع قبرص التي تتوجّس من التقارب الحاصل - وفق اعتقاد السلطات القبرصية - بين الحكم السوري الجديد وتركيا... الأمر الذي يشكّل محطّ مراقبة حثيثة من الجانب القبرصي، كي يتأكد من أن حقوق قبرص ستكون محفوظة في حال تم إبرام اتفاقية ترسيم حدود بحرية بينها وبين سوريا، وذلك انطلاقاً من التحفظات التي تُبديها تركيا على موضوع ترسيم الحدود البحرية مع قبرص". ولكن ترى هايتايان في السياق، أن "الأسهل بالنسبة إلى لبنان، إطلاق المفاوضات مع قبرص في شأن ترسيم الحدود البحرية المشتركة، وذلك بعد توصّل الجانبين على ترسيم الحدود المبدئية في العام 2007، لكنه لم يصادَق عليه من جانب مجلس النواب اللبناني"، وتشير إلى دراسة أُعدَّت في هذا الشأن، تؤكد أن للبنان الحق في مزيد من المساحة البحرية وبالتالي يجب إعطاء لبنان مساحة إضافية من الحدود البحرية المفترَضة مع قبرص... الأمر الذي تسبّب بخلاف في وجهات النظر من الناحية التقنية". إذاً، "لا مانع من أن تبدأ الحكومة اللبنانية بإطلاق المفاوضات مع قبرص حول ترسيم الحدود البحرية، كما أن من مصلحة لبنان بدء التفاوض مع سوريا للغاية نفسها، خصوصاً أنه أطلق جولة التراخيص الثالثة المفتوحة وتشمل البلوكات 1 و2 الواقعَين على الحدود مع سوريا" تختم هايتايان.