أحدث الأخبار مع #الإتحادالسوفياتي


الجمهورية
منذ 5 أيام
- سياسة
- الجمهورية
الرئيس الأميركي: بابا ووليُّ عهد وأمبراطور
هذا الذي عُرف برجلِ «الكاوبوي» الأميركي، يسعى وراء اصطياد الجوائز ويبارز بالمسدسات، حلَّتْ عليه نعمة الروح القدس فارتدى الثوب البابوي قبل أن يُنتخب البابا الأميركي لاوون الرابع عشر، وهو الذي قال خلال حملته الإنتخابية، «إنّ الله أنقذَهُ من محاولة الإغتيال ليكرّس نفسه لخدمة أميركا...» فإذا هوَ يستوحي العزّة الإلهية ليكون رسول السلام العالمي لبني البشر. لقد تلبّس الرئيس الأميركي دونالد ترامب لباسَ شخصيات شتّى، فكان البابا، وكان الأمبراطور، وخلعَ على نفسه العباءة العربية السعودية كأنّه وليٌ آخر للعهد، ووصف وليَّ العهد الأمير محمد بن سلمان، بالرجل العظيم الذي لا مثيل له، يمثّلُ في المنطقة دورَ أميرِ المؤمنين. لقد استعادت أميركا دورها القيادي في المنطقة الذي افتقدَتْهُ بعد سقوط الإتحاد السوفياتي الجبّار المنافس، واستعادت أصدقاءها الخليجيّين، وبرزت السعودية جباراً إقليمياً يرتقي فوق هالَةِ تركيا وإسرائيل. يقول «ترامب»: هذا الثنائي الأميركي - السعودي يمثل عصراً ذهبياً جديداً، وبفضل العلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بينهما يبزغ، «فجرٌ رائعٌ ينتظره الشرق الأوسط الجديد». الفجر الرائع الذي ينتظره الشرق الأوسط، هو فجر السلام، وفي حالةِ السلام، تصبح السعودية هي الحليف الأقرب إلى أميركا، بديلاً من الشرطي الإسرائيلي الحليف في حالة الحرب. من أجل تحقيق هذا السلام «الإبراهيمي» رفعَ ترامب العقوبات عن سوريا، نزولاً عند رغبة الأمير محمد بن سلمان، والتقى الرئيس أحمد الشرع لتأكيد شرعيته الدولية، وانتشال سوريا من المحور العسكري الإيراني وسائر الفصائل المتفشية بالإرهاب. أبرز عقبة في طريق الإتفاقات «الإبراهيمية» وطريق السلام السياسي والأمني والإقتصادي في المنطقة، هو البرنامج النووي الأميركي، وقيل إنَّ إيران إلتَمَستْ وساطة الأمير محمد بن سلمان من أجل تخفيض مطالب الجانب الأميركي حيال الإتفاق النووي. في المجال النووي، راح «ترامب» يمثّل دور البابا والأمبراطور: البابا الذي يحمل غصن الزيتون، والأمبراطور الذي يهدّد بالعقوبات الهائلة. «فإذا رفضت إيران غصن الزيتون واستمرّت في حروبها بالوكالة ومهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيارٌ سوى استخدام القوة العسكرية للدفاع عن حلفائنا». وكانت القمة الخليجية - الأميركية، التي جمعته مع حلفائه قادة الخليج لوضع الخطوط العريضة لأمن المنطقة في مواجهة التحدّيات الإقليمية. لم ينسَ «ترامب»: «أنّ لبنان كان ضحيةً لسياسات إيران و«حزب الله»، وهو يحظى بفرصةٍ جديدة مع الرئيس الجديد وحكومته»، مبدياً استعداده لمساعدته على بناء مستقبل أفضل، وفي سلامٍ مع جيرانه... فيما لبنان وسلام لبنان كانا ولا يزالان ضحية جيرانه. يبقى، أن يتّخذ لبنان دوراً لنفسه يتماشى مع الموكب الراجح نحو السلام في إطار الإندماج الإقتصادي والإحتضان العربي، وعليه أن يعرف كيف يعتلي صَهوَة الخيول الرائدة حتى لا يكون مجروراً بأذناب الخيول الشاردة.


الشاهين
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشاهين
العرب والغرب والنظرة الدونية …
إبراهيم أبو حويلة النظرة الدونية تصبغ كل شيء في علاقة الغرب بالشرق بصبغتها في الماضي والحاضر والمستقبل ، فلا قوة في المقاومة قادرة على إيقاف الظلم، وتبقى المقاومة هي مقاومة منكافة وأخذ ورد ، وليس هناك عدة ولا عتاد ولا قادة على قدر الحدث ، لن تستطيع أن تخرج بموقف ولا فكرة ولا مشروع للنهوض لأنك تشعر بأنك مهزوم على كل الأصعدة، وهنا يجب أن نتذكر قول ريتشارد كلارك في كتابه ضد كل الأعداء الذي ألفه بعد الحادي عشر من سبتمبر ، 'ذلك البدوي المتخلف إستطاع أن يظهر ضعفنا وإنهيارنا وهشاشتا وقابليتنا للإنكسار'. يجب إستغلال نقاط ضعف العدو ودراستها جيدا ، فإستراتيجة فهم السيناريوهات والتحكم بها ، يبدو أنها ليس من ضمن إهتمامات العالم الإسلامي اليوم ، فنحن ما زلنا هنا نتصرف بعقلية شيخ القبيلة الذي ما أن تدخل بيته حتى تأخذ كل شيء عنده كرم في غير أهله ، ولكن الغرب لا يتعامل مع غيره وفق هذه النظرية، بل وفق نظرية شيء مقابل شيء ، وخدمة مقابل خدمة ، ومصلحة مقابل مصلحة ، فالعالم الإسلامي يقدم أمواله على طبق من ذهب لتوضع في البنوك الإمريكية ونشترى سنداته التي خسرت أكثر من مرة ، وندعم مشاريعه الفاشلة ، لا بل نمنح شركاته إمتيازا كبيرا على غيرها في العطاءات والأعمال وغيره الكثير. وربما هذا ما اخافهم حتى الموت ، من الموقف الإخير الذي قامت به المقاومة ، وهو قلب الحالة النفسية من الإنهزامية إلى المبادرة والتحرك والأخذ بزمام الأمور برغم قلة الموارد والحصار فكان الإنتصار في هذه المعركة حليف المقاومة ، من ناحية الإعداد والنتائج وحتى من الناحية النفسية إستطاعت المقاومة أن تعامل هذا العدو بأخلاق الإسلام وتكون لها اليد العليا في الفعل والإنفعال للحدث. المقاوم يدفع ثمنا كبيرا لكنه في النهاية ينتصر، ولكنه يجب أن يصبر على الأذى والخسائر الكبيرة ، لم يحدث في يوم أن إستمر إستعمار وأهل الأرض يقاومون، لا صلح لا تصالح كما قال هوشي منه اخرج من ارضي ، وغدا اشرب معك فنجان قهوة ، انت اليوم عدوي، كان هذا خطاؤنا منذ البداية كما يقول الباحث محمد المختار الشنقيطي ، لأنك لن تستطيع ان تنتصر على المحتل او المستعمر إلا بحرب عصابات ، ولذلك خسرنا معه الأرض ، ومعظم الحروب التي خضناها معه سابقا ، وها هو اليوم يخسر في حرب العصابات ضد فئة قليلة، هذا هي نظرته للعالم العربي ، وليس هذا محصورا بتلك الفئة التي قامت بالفعل الذي أستفزه ، وهنا يحضرني بقوة كيف أن المجرم منهم هو مجرم بذاته ، وأن المجرم منا هو إرهابي من مجموعة إرهابيين ، بصرف النظر عن فكره وموقعه وفعله ، فهو ينتمي إلى إمة هي كلها إرهابيون. يقول إيمانويل تود الذي توقع سقوط الإتحاد السوفياتي وسقط بعدها بثلاث سنوات أن سقوط للولايات المتحدة سيكون قريبا جدا، والسبب هو نفس المشكلة التعليمية والتوازن الديموغرافي في عدد السكان ، إن إنخفاض عدد السكان يؤدي إلى تراجع الدولة وقلة ومحدودية إمكانياتها ، وأنخفاض مستوى التعليم يؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى الأمة ولذلك تسعى الولايات المتحدة إلى فتح باب الهجرة عن طريق القرعة من أجل تعويض هذا الفاقد ، وتحاول ان تطيل ام وجودها ، برغم انخفاض الناتج القومي وارتفاع الدين إلى مستويات قياسية. لم نفكر يوم لا بالقوة الناعمة ولا بأكثر منها أن نفاوض ونطالب ونرفع سقف تحصيلنا لمصالحنا ، حتى أصبح اليوم ينظر الغرب إلينا على أننا تحصيل حاصل ، وقوم بلا رأي أو حمية أو موقف، وربما هذا ما يفسر صمتهم المريب على كل ذلك القتل الذي يحدث في غزة للأطفال والنساء والمرضى والعجزة ، والصمت على قصف المستشفيات والمدراس ودور العبادة ومنها الكنائس التي تعود للشرق فهؤلاء مسيحيوا الشرق ايضا وليس للغرب . نعود للتفاوض ماذا لو كانوا يريدون القميص فقط ولكنهم أعطوهم القميص والبنطال والجاكيت كما قال رالف بانش الوسيط الدولي لرئيس الوزراء العربي الذي طلبه اليهود بالإسم لعقد إتفاق الهدنة، للهزيمة أسباب نفسية وإستعداد وعدد وقادة ، عندما تفشل كل هذه تحدث الهزيمة . العدو ما زال من هول الصدمة يتصرف وفق الأرض المحروقة، وضرب المقاومة من خلال ضرب الأهداف المدنية والنساء والأطفال، العالم يتغير بسرعة كبيرة ونقاط القوة والضعف تتحكم فيها الكثير من الأمور، طبيعة الشخصية الأمريكية وطريقة تعاطيها مع الأحداث الداخلية والخارجية تمتاز ببساطة كبيرة جدا وهذا مؤشر خطير أيضا ، والأنحياز الأمريكي ضد مصالح الأمة يضع الكثير من علامات السؤال . العالم الإسلامي يملك الكثير من وسائل الضغط والتفاوض والقوة ، ولكنه للأسف لا يضع خطط ولا سناريوهات ولا القوة الناعمة ، ولا السياسة ، ولا المال ، ولا الإعلام ، ولا التحالفات في خدمة مصالحه ومصالح أمته .