أحدث الأخبار مع #الإخوان_المسلمين


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
من هو عبد الله العقيل؟
قلت في المقال السابق إن عبد الله العقيل، الذي هو من «شبان الإخوان المسلمين» الذين استقبلوا مسعود الندوي عند قدومه مع مساعده محمد عاصم حداد إلى العراق، وفّر لنا تبيان تسلل الفكر المودودي إلى القاهرة. وتبيانه أبان لنا – كما رأينا في المقال السابق – أنه كان بمثابة العربة التي حملت الفكر المودودي من بيتيه في الزبير وفي البصرة إلى القاهرة. وقبل استئناف الحديث عن المسألة المودودية في القاهرة وتأثيرها على الفكر «الإخواني» في مصر على صعد شتى، لا بد من إيضاح أكثر لصلته بالرحلة المودودية التي قام بها تابع المودودي ومترجمه الأول إلى العربية مسعود الندوي، مع تعريف موجز به. هذا الإيضاح وفّره هو لنا أيضاً حين قدّم ترجمة لتقي الدين الهلالي في كتابه «من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة». وتقي الدين هذا شيخ مغربي، كان مسعود الندوي من بين الذين درسوا على يديه في الهند اللغة والأدب العربي. وفي أثناء زيارة مسعود الندوي إلى العراق كان الشيخ تقي الدين يدرّس في كلية عالية ببغداد. يقول عبد الله العقيل: «وفي سنة 1949م جاءتني رسالة منه – أي تقي الدين الهلالي – من بغداد يوصيني بالشيخ مسعود عالم الندوي، ورفيقه محمد عاصم الحداد، اللذين سوف يزوران العراق بتكليف من السيد أبي الأعلى المودودي، أمير الجماعة الإسلامية بباكستان، وقد سعدنا بهما في البصرة والزبير، وقد بذلت مع إخواني، عبد الله الرابح، وعبد العزيز الربيعة، وعمر الدايل، وعبد الهادي الباحسين، وعبد الصمد الرديني، وعبد الواحد أمان، ما نستطيع من جهد لمساعدتهما في مهمتهما، ومن خلالهما اطلعنا على مؤلفات المودودي، وعرفنا الكثير عن الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان». عبد الله العقيل وعبد العزيز سعد الربيعة وعمر الدايل وعبد الواحد وعبد الهادي الباحسين كانوا طلبة وكانوا شباناً وكانوا من «الإخوان المسلمين» وكانوا من بلدة الزبير، وهم من أسر نجدية هاجرت إلى هذه البلدة من إقليم نجد من قرون. عبد الواحد أمان كان طالباً وشاباً ومن «الإخوان المسلمين»، لكن لم يستبن لي هل هو من البصرة أم من الزبير. عدنان محمد سلمان الدليمي في كتابه «آخر المطاف: سيرة وذكريات» في أثناء توضيحه للطريقة التي دخلت بها دعوة «الإخوان المسلمين» المصرية إلى البصرة والزبير سنة 1941، عرّف بعبد الواحد أمان، فقال عنه: «تخرج لاحقاً في كلية التجارة في بغداد، واستعاد جنسيته الكويتية، فاستقر هو وإخوته هناك إلى أن أحيل إلى التقاعد، وقد أسهم في نشر دعوة (الإخوان) في الكويت». أما عبد الصمد الرديني، فقد قال عن أسرته إنها من أسر البصرة المشهورة. عبد الله الرابح – وهو من أسر الزبير – تحدث مسعود الندوي عنه في كتابه «شهور في ديار العرب» مرتين بوصفه عالماً لا بوصفه طالباً، كما الأسماء التي مرّ ذكرها آنفاً، كما أنه لم ينصّ على أنه من «الإخوان المسلمين». عبد الله العقيل يعود فرع أسرته في الزبير إلى بلدة حَرْمَة في منطقة سدير بإقليم نجد. اعتنق دعوة «الإخوان المسلمين»، وهو طالب في المدرسة المتوسطة بالبصرة مع رفاق له بالمدرسة عن طريق أستاذهم في المدرسة، محمد عبد الحميد أحمد، أحد الرسل المصريين الذين بعثهم حسن البنا إلى العراق للتبشير بدعوته الدينية الجديدة هناك. تقلد عبد الله العقيل عدة مناصب دينية في الكويت بالمحاكم وبوزارة العدل وبوزارة الأوقاف. وكان آخر منصب ديني تقلده هو الأمين العام المساعد لشؤون المساجد برابطة العالم الإسلامي بمكة. عبد الله اعتنق دعوة «الإخوان المسلمين» من صغره اعتناق المهيّم والمتيّم والمخلوب لبّه. ولأن اعتناقه لها جاء على هذا النحو، فإن إيمانه «الإخواني» غلبت عليه مسحة الدروشة «الإخوانية»، لا الانتهازية «الإخوانية» التي هي أمر مستلزم الأخذ به في دعوة «الإخوان المسلمين». دوره البارز في تاريخ الحركة الإسلامية دور عملي ميداني. أما كتاباته فهي لم تبرح مكانها من الوهن والضعف منذ أن بدأ الكتابة من أمد طويل. وأفضل ما كتب هو ترجماته لشخصيات إسلامية، مشهورة ومغمورة، عرفها معرفة شخصية. كتب المودودي المترجمة إلى العربية التي حملها عبد الله العقيل معه إلى القاهرة، حملها معه بتنسيق مسبق مع مسعود الندوي قبل أن يغادر هذا الأخير الزبير في 29 أغسطس (آب) 1949 إلى الكويت التي مكث فيها 4 أيام، ثم سافر بعدها إلى الرياض، وذلك للبحث عن ناشر لها في القاهرة، ووجد ضالته في نفر من الشباب الجامعي «الإخواني»، يطلقون على أنفسهم اسم «لجنة الشباب المسلم». كتبت هذه اللجنة في بعض منشوراتها من كتيبات، ما يلي: «تعريف بلجنة الشباب المسلم، للتأليف والترجمة والنشر. غرض اللجنة المشاركة في تكوين الوعي الإسلامي الرشيد عن طريق: 1- نشر الكتب الإسلامية، قديمها وحديثها. 2- ترجمة ما كتبه أهل الشرق والغرب عن الإسلام. 3- مجابهة مشاكل العصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بأبحاث وافية وملائمة. 4- نشر تعاليم الإسلام بين الناس بإخراج طبعات شعبية رخيصة الثمن، أنيقة الطبع. 5- إنشاء الندوات الفكرية، وإخراج مجلة إسلامية. المراسلات باسم: محمد رشاد رفيق سالم، عضو اللجنة والمسؤول عن النشر 90 شارع أبي بكر الصديق بمصر الجديدة». مشروع اللجنة في أغراضه المعلنة – كما ترون – عالي الهمة، طويل النجاد، رفيق العماد، لكن واقعه يقول بخلاف ذلك. فأعضاء اللجنة لم ينجزوا تأليفاً ولا ترجمة، ولم ينيطوا بفريق من المترجمين المصريين المحترفين «ترجمة ما كتبه أهل الشرق والغرب عن الإسلام». إن أغلب ما نشره أصحاب هذا المشروع كتيبات للمودودي مع كتيبين دعائيين لجماعة المودودي أعدّهما مسعود الندوي؛ الأول كان بعنوان «الجماعة الإسلامية: دعوتها وأهدافها ومنهاج عملها»، والثاني كان بعنوان «الإسلام ودعوته» الذي فحواه، الإسلام كما يدعو إليه المودودي. نعم، هذه الكتيبات مترجمة، لكن الذي ترجمها إلى العربية من الأردو هي «دار العروبة للدعوة الإسلامية» بباكستان، وقامت بعد ترجمتها بطبعها ونشرها في هذه الدار باللغة العربية. وكل ما فعلته «لجنة الشباب المسلم» وأنجزته أنها أعادت الطبع والنشر في القاهرة. الغرض الثالث، وهو «مجابهة مشاكل العصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بأبحاث وافية وملائمة»، مهمة القيام بها كانت متروكة لكتيبات المودودي وحدها. أما الغرض الرابع، فيحتاج إلى تعديل كلمة فيه، ليتطابق هذا الغرض مع مقتضى حال منشورات هذه اللجنة، بحيث تكون صيغته بعد تعديلها وإضافة عبارة إليها: «نشر تعاليم المودودي بين الناس في العالم العربي، بإخراج طبعات شعبية، رخيصة الثمن، أنيقة الطبع». وأما الغرض الأول، فليس ثمة كتب إسلامية قديمة، سوى نشر جزء يسير من كتاب «العواصم من القواصم» للقاضي أبي بكر بن العربي، حقّقه وعلّق عليه محبّ الدين الخطيب، وكتاب «رسالة الصلاة للإمام أحمد» وهو نسخة صحّحها وراجعها محمود محمد شاكر، وتلخيص لكتاب «تحفة الودود بأحكام المولود» لابن القيم نشر بعنوان محدث هو «أولادنا في آداب الإسلام». الكتب الإسلامية الحديثة هي كتيبات المودودي، ولم تشذ اللجنة عن هذه القاعدة في النشر إلا مع كتاب علي الطنطاوي، وعنوانه «أبو بكر الصديق». فكتاب «نظرة إجمالية في تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند وباكستان» لمسعود الندوي لا يخرج عن النطاق المودودي، ففي خواتمه دعاية ودعوة للمودودية، وهي التي اقتطف مسعود من صفحاتها كتيبه «الإسلام ودعوته». وكذلك هو حال كتيب «عن الإخوان أتحدث» لأبي الحسن الندوي، فهو لم يخرج فيه عن هذا النطاق. ولقد حرت في البداية في تصنيف كتاب «حجة النبي (صلعم) كما رواها جابر» لناصر الألباني، هل هو كتاب إسلامي قديم أم حديث؟ اختصار عبارة «صلى الله عليه وسلم» بكلمة «صلعم» واسم مؤلفه نبّهاني إلى أنه كتاب إسلامي حديث ومعاصر. وللحديث بقية.


اليوم السابع
منذ 3 أيام
- ترفيه
- اليوم السابع
أفكار ضد الرصاص.. عادل إمام بين زعامة الفن ومعركة الوعي
في عام 1976، بدأ عادل إمام أولى بطولاته المطلقة من خلال مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، لتبدأ معها رحلة نجم سيظل لأكثر من أربعة عقود متربعًا على عرش الفن المصري والعربي، وحتى مع ابتعاده عن السينما والتليفزيون في السنوات الأخيرة، لم يعلن اعتزاله يومًا، وكأنه يرفض الانفصال عن الفن، الذي كان دومًا أكثر ما أحبه. الزعيم الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده كانت جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي على الجانب آخر، تعود تدريجًيا إلى المشهد، بعد أن استعان بها النظام آنذاك لمواجهة بقايا الناصرية، مستفيدة من المد الوهابي الذي غيّر ملامح المجتمع المصري، وتمددت هذه الجماعات، وصارت تسعى للهيمنة على الفضاء الثقافي والفني. تزامن صعود عادل إمام مع صعود هذه القوى، وكان الصدام بينهما محتومًا، فبينما لجأ أولئك إلى التكفير والعنف، اختار هو المسرح والسينما سلاحًا، ليتحول تدريجيًا إلى ما يشبه "الزعيم المدني" في مواجهة التطرف، ولتصبح أعماله حائط صد فني واجتماعي في وجه محاولات سلب هوية المجتمع. "الناس دي أصرت على إتمام عرضها المسرحي، رغم متطرفين وقفوا لهم بمدافع وجنازير.. أنا بحييهم"، كان هذا التصريح بمثابة أول مواجهة مباشرة للزعيم مع التطرف، بلا مواربة أو رمزية هذه المرة.. ففي عام 1988، وبينما عادل إمام قد وصل إلى قمة المشهد الفني في مصر والعالم العربي، محققًا زعامة فنية واضحة، حتى قبل أن يقدّم مسرحية "الزعيم" التي سيصبح اسمها لاحقًا مرادفًا لاسمه، لكن الزعامة، كما يبدو، لم تكن بالنسبة له مجرد لقب، بل مسؤولية اختار أن يواجهها بمواقف تتجاوز حدود خشبة المسرح وشاشة السينما. في قرية "كودية الإسلام" إحدى قرى محافظة أسيوط، قررت فرقة مسرحية شبابية مغمورة تقديم عرض مسرحي، متحدّية تهديدات جماعات متطرفة كانت تفرض سطوتها على المنطقة، لكن المعركة لم تكن متكافئة على الإطلاق، سكاكين وجنازير في مواجهة كلمات تُلقى على خشبة المسرح، وانتهى العرض، لا بنهاية درامية فنية، بل بمأساة واقعية؛ سقط اثنان من أعضاء الفرقة قتلى، وأُصيب آخرون، فقط لأنهم اختاروا الفن كوسيلة للتعبير في وجه الظلام. عندما علم عادل إمام بالحادثة، لم يكتفِ بالتعاطف من بعيد، ولم يختبئ خلف بيانات الإدانة، بل قرر أن يتوجه بنفسه إلى أسيوط، برفقة فرقة "الواد سيد الشغال" التي كانت تعرض آنذاك، ورغم التحذيرات الأمنية واعتبار الزيارة مغامرة غير محسوبة، لم يتردد، واكتفى بقوله "الناس هي اللي هتحمينا". وما إن وصل القطار إلى محطة أسيوط، حتى تجمّع الآلاف في استقباله، لم يكن ذلك مجرد احتفاء بنجم كبير، بل أشبه بإعلان شعبي منحه لقب "الزعيم" خارج حدود الدوائر السياسية التقليدية، وداخل لحظة نادرة اجتمع فيها الفن بالموقف، والكلمة بالمخاطرة، وحين حملته الجماهير على الأعناق، لم يكن ذلك تكريمًا لفنان وحسب، بل تتويجًا لزعيم اختار الناس، فاختاروه. لكن، ورغم الهالة الأسطورية التي أحاطت بهذا الدور وموقف "الزعيم" آنذاك، فإن الأهم هو إدراكه التام لأهمية موقعه، ووعيه المتزايد بحجم الصراع الذي بدأ يخوضه في مواجهة "طيور الظلام"، ومن هنا، بدأت اختياراته الفنية تتخذ منحًى مختلفًا كليًا، منتقلة من سياق تجاري بحت إلى أعمال تحمل أبعادًا سياسية واضحة، وهو تحول يثير التأمل في مشهد فني ظل حبيس الترفيه لعدة سنوات، قبل أن يتحول "الزعيم" فيه إلى صوت مقاوم في مواجهة العنف الديني، ليس فقط على الشاشة، بل وعلى أرض الواقع أيضًا. من هنا بدأ صدامه المباشر مع الجماعات المتطرفة، وفي التسعينيات، قاد هجومًا فنيًا شرسًا عليهم "الإرهابي" كان صدمة للجميع، مجسّدًا بجرأة أحد وجوه القتل باسم الدين، مستلهمًا أجواء اغتيال المفكر الكبير فرج فودة، تلاه بعد ذلك أعمال مثل "الإرهاب والكباب" و"طيور الظلام"، وغيرهم، وكلها أعمال كشفت الزيف والتناقض في خطاب تلك الجماعات. ورغم أنه لم يُعرف عن عادل إمام تبني موقف سياسي مباشر، لكنه كان ناقدًا للجميع، سخر من اليساري المقولب، ومن الداعية المتشدد، ومن المثقف المنعزل، أعماله كانت مرآة لمجتمع مأزوم، وأحيانًا جرس إنذار. هكذا استمر الزعيم نفوذه الفني في التصاعد، بينما كانت الجماعة تسعى للسيطرة والتغلغل في المجتمع بشتى الطرق، وفي النهاية وفي لحظة خارجة عن الزمن، وصلت إلى سدة الحكم، هنا لم يُغيّر موقفه، لم يتودد ولم يهادن، بل واصل سخريته منهم في أحاديثه وأعماله، ومثلما وصولوا سريعًا إلى الحكم، زال حكمهم سريعًا، أيضًا، بعد أن لفظهم الشعب، بينما أعاد هو تشكيل علاقة جديدة مع جمهوره عبر الشاشة الصغيرة، لتصبح تلك المرحلة الأخيرة في الذاكرة الحية لمحبيه، وفي تلك اللحظة، بدا وكأن دوره التاريخي قد اكتمل، فانسحب تدريجيًا من الأضواء دون إعلان، لكنه بقي حاضرًا في الوجدان، كما لو أن وجوده تحوّل إلى فكرة لا تغيب. اليوم، ومع كل ظهور جديد للتيارات المتشددة، يعود عادل إمام حتى وإن لم يعود فعليًا، تعود مشاهد أفلامه، تعود سخريته، تعود ضرباته الخفيفة التي كانت أبلغ من ألف خطبة، لم يحمل سلاحًا، لكنه واجه الرصاص بأفكار، وواجه التكفير بالفن، وظل زعيماً بلا منازع.. زعيمًا بالكلمة والموقف.


اليوم السابع
منذ 5 أيام
- سياسة
- اليوم السابع
"شيطنة" الديمقراطية
على مدى قرن كامل من الزمان، لم يطرح الإسلام السياسى سوى مصطلحين أساسيين هما "الديمقراطية" و"الإصلاح"، وبعد كل هذه العقود، تكشف للجميع أن الإسلام السياسى لم يستطع أن يحقق أدنى شكل من أشكال الديمقراطية أو ينفذ أفكاراً - أو حتى ملامح - لأقل مشروع من الإصلاح. عبر عقود طويلة تنوعت الألفاظ والمصطلحات المستخدمة فى خطاب جماعات الإسلام السياسى، بدءاً من "الصحوة" و"الجهاد" وحتى "النهضة" وكلها ألفاظ تحفيزية هدفها إثارة الجماهير فقط، لكن فى واقعها هى بعيدة تماماً عن كل ذلك، فالديمقراطية استخدمت لـ"شيطنة" الفكرة السياسية، بينما استخدم الإصلاح لترويج "الأكاذيب" وبيع الأوهام . تلك هى الحقيقة التى لا يجب أن نغفلها، فما أسهل الكلام وما أصعب التنفيذ، والأخطر من كل ذلك أن الجماعة، التى قامت على الغش والخداع ونقد التحالفات وخيانة الأصدقاء، لم تستطع أن تتنازل عن "شيطنه الديمقراطية والإصلاح" معاً، فالديمقراطية بالنسبة لهم هى أداة للوصول وليست منهج للتنفيذ. إذا كانت السياسة -كما نعرفها- هي فن الممكن، فإن جماعة الإخوان حولت السياسة إلى فن "الانتهازية المطلقة". تاريخهم حافل بتحالفات غريبة تبدأ بالابتسامات وتنتهي بالغدر والخناجر والطعنات. أحد أبرز هذه النماذج هو تحالفهم مع الاشتراكيين وتحديداً حزب مصر الفتاة الاشتراكى بقيادة أحمد حسين فى أربعينيات القرن الماضي، ثم تكرار نفس السيناريو مع غالبية الفصائل السياسية لاحقًا فى محطات متنوعة تحت زعم "الهدف الديمقراطى". لقد استخدموا الآخرين كـ"سلالم" للصعود، ثم ركلوهم عند الوصول إلى الهدف! في الأربعينيات، كان حزب مصر الفتاة أحد المنابر السياسية ذى التوجهات الاشتراكية القومية، خصمًا أيديولوجيًا للإخوان، لكن المصالح السياسية جمعتهما في تحالف غريب ومريب، تمثل ظاهرياً في العداء المشترك للملك فاروق والنخبة الحاكمة. وتصاعد شعبية أحمد حسين لدى الشباب والعمال، إضافة للرغبة المشتركة لكل منهما في إضعاف حزب الوفد كمنافس رئيسي لكليهما. أحمد حسين روج لمشروع إصلاحي تنموي تحت عنوان "مشروع القرش" وهو بالمناسبة مشروع وهمي لا يستند إلى دراسة اقتصادية، بينما سعى الإخوان إلى السيطرة على التجارة الداخلية بتأسيس شركاتهم الخاصة المخصصة لدعم التنظيم، ولا مانع حتى من مشاركة اليهود أنفسهم! بمجرد أن قويت شوكة الإخوان واكتسبوا النفوذ، وجهوا ضرباتهم إلى "الديمقراطية"، وطالبوا بإنهاء الحياة الحزبية، ورحيل رموزها من المشهد العام، وأنه لا أمل في مصر دون وجود مشروع إسلامي بعيد كل البعد عن الصراعات السياسية، وكان توابع ذلك أن انقلبوا على حزب مصر الفتاة ووصفوه بـ"المنحل أخلاقيًا"، واستخدموا خطابًا دينيًا لتحريض الجماهير ضد الاشتراكيين، واتهامهم بالإلحاد!.. وفي النهاية، تحول أحمد حسين - أحد أبرز حلفاء المرحلة - إلى أحد أبرز منتقدى الإخوان، ووصفهم بـ"الانتهازيين الدينيين" ، الذين يستغلون الفكرة الدينية فى الوصول إلى أهدافهم السياسية المشبوهة! ظل تحالف الإخوان والاشتراكيين تحت زعم "الديمقراطية"، نموذجاً فى "الانقلاب السياسى" والتعاون الرخيص .. الذى سرعان ما ينتهى !


رؤيا نيوز
منذ 6 أيام
- سياسة
- رؤيا نيوز
الاردن: هزيمة جديدة للإسلاميين في انتخابات نقابة الصيادلة
في تطور لافت وغير مسبوق في تاريخ انتخابات نقابة الصيادلة، أعلنت قائمتا 'الوفاق' التابعة لجماعة الإخوان المسلمين و 'وطن' التابعة للتيار الإسلامي انسحابهما الكامل من السباق الانتخابي، في خطوة تعني غياب التمثيل الإسلامي لأول مرة عن مجلس النقابة والمشهد الانتخابي عموما. وأكدت قائمة 'الوفاق'، المحسوبة على الإخوان المسلمين، في بيان صحفي، أنها قررت الانسحاب في حين تشير التسريبات بوجود 'شرخ كبير وخلافات داخلية' بين مؤيدين الإخوان المسلمين ومؤيدي التيار الإسلامي في النقابة، حيث حمل أعضاء الإخوان المسلمين التيار الإسلامي مسؤولية ما آلت إليه الأمور. ويبدو أن القائمة أيقنت بعدم وجود فرصة حقيقية للفوز، في ظل التباين والانقسام بين مكونات التيار وتراجع شعبيته وتآكل رصيده بسبب الأحداث الجارية وهو ما دلت عليه كثير من الانتخابات النقابية التي جرت العام الحالي في السياق ذاته، أعلنت قائمة 'وطن' التابعة للتيار الإسلامي في النقابة انسحابها من الانتخابات وسحب ممثليها من لجنة الإشراف على العملية الانتخابية، معتبرة أن الظروف الحالية لا توفر بيئة تنافسية عادلة، دون أن تذكر تفاصيل إضافية. ويمثل هذا الانسحاب المزدوج سابقة في انتخابات نقابة الصيادلة، حيث يغيب لأول مرة أي تمثيل للتيار الإسلامي عن المجلس، في مؤشر على تراجع حضوره وتأثيره في النقابة التي لطالما كان يشكل فيها رقماً فاعلاً في دورات سابقة. مواضيع


BBC عربية
منذ 6 أيام
- سياسة
- BBC عربية
كيف تحوّلت قطر من "متهمة" في عين ترامب إلى "شريك استراتيجي"؟
مع هبوط طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار الدوحة الدولي قبل قليل، تُفتَح صفحة جديدة في سجلّ التحولات اللافتة للعلاقة بين واشنطن وقطر. قطر هي المحطة الثانية في جولة ترامب بالشرق الأوسط، ومن المرتقب أن تشهد زيارته مزيداً من الصفقات التجارية. ويقول مايكل ميتشل، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية لبي بي سي عربي: "العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر كانت ومازالت استراتيجية، وتمثّل اليوم أحد أعمدة السياسة الأميركية في الخليج". لكن هذا الاستقبال الرئاسي الحافل في عام 2025، سبقه موقف عدائي من ترامب خلال أزمة الخليج عام 2017. ويُلخّص هذا التحول كيف انتقلت العلاقة من التوتر إلى التقارب، ومن الخصومة إلى التحالف. فماذا تغيّر؟ وكيف أصبحت قطر اليوم من أقرب شركاء واشنطن في الخليج؟ ولاية ترامب الأولى بين تصدّع العلاقة وترميمها في حزيران/يونيو 2017، اندلعت أزمة سياسية عميقة بين الدول الخليجية، حين أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر. الأزمة الخليجية لم تكن وليدة لحظتها، بل جاءت تتويجاً لتراكمات طويلة من الخلافات السياسية والأيديولوجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى. تعود جذور التوتر إلى مواقف متباينة تجاه ملفات إقليمية حساسة، أبرزها دعم الدوحة لثورات "الربيع العربي" وخاصة في مصر، وتحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين التي تصنّفها دول المقاطعة كمنظمة إرهابية. كما اتُّهمت قطر بالتقارب مع إيران واستضافة شخصيات معارضة، إلى جانب استخدام وسائل إعلامها، مثل قناة "الجزيرة"، كأداة نفوذ سياسي. هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى اتهامها بـ"زعزعة الاستقرار" في المنطقة، ما فجّر أزمة غير مسبوقة. في ذلك الحين، نفت قطر جميع الاتهامات بدعم الإرهاب ووصفت الحصار بأنه انتهاك لسيادتها. ورفضت مطالب دول المقاطعة، كإغلاق قناة الجزيرة، خفض العلاقات مع إيران، إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، وقطع الدعم عن جماعات كالإخوان المسلمين، معتبرة أنها غير واقعية وتمس استقلال قرارها السياسي، لكنها أبدت استعدادها للحوار. وسعت الدوحة إلى كسب دعم دولي، فعّلت أدواتها القانونية، وشكّلت لجنة للمطالبة بتعويضات عن الخسائر، مؤكدة أن الأزمة تتعلق بمحاولة إخضاع سياستها الخارجية المستقلة. تسبّب ذلك بشرخ كبير في بنية مجلس التعاون الخليجي، ووجدت قطر نفسها معزولة سياسياً واقتصادياً، في مشهد غير مسبوق منذ تأسيس المجلس. المفاجئ آنذاك لم يكن فقط حدة الموقف الخليجي، بل دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخط بدعم صريح للمقاطعة. ففي سلسلة تغريدات، تباهى بأن زيارته للرياض قبل أسابيع بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن دول الخليج أشارت بأصابع الاتهام إلى قطر، وهو موقف غير تقليدي لرئيس أمريكي، وتحديداً في السياسة الخارجية الأميركية تجاه دول الخليج عموماً، وتجاه قطر خصوصاً. لكن ذلك الخطاب الهجومي لم يلبث أن واجه مقاومة من داخل الإدارة الأميركية نفسها. فخلال أيام فقط، خرجت وزارتا الخارجية والدفاع بمواقف مناقضة للهجة الرئيس، مؤكّدتين على "أهمية وحدة الصف الخليجي ودور قطر الحيوي في مكافحة الإرهاب". وزارة الدفاع، على وجه الخصوص، حذرت من أن الحصار المفروض على الدوحة يعقّد العمليات العسكرية في قاعدة العديد – أكبر منشأة جوية أمريكية في الشرق الأوسط تضم أكثر من 10 آلاف جندي. وإزاء هذا الانقسام داخل الإدارة، سارع وزير الخارجية الأمريكي حينها ريكس تيلرسون، إلى الدعوة لرفع الحصار "بالحوار لا بالضغوط"، محذراً من أن الأزمة تُضعف الجهود الأمريكية في المنطقة وتفتح الباب أمام تدخلات خارجية. لم يكن ذلك مجرد خطاب دبلوماسي، بل مقدمة لمسار أوسع تُوّج بعد أشهر بعقد أول حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر في يناير/ كانون الثاني 2018، حيث جلس وزراء الخارجية والدفاع من الجانبين على طاولة واحدة، وأصدروا بياناً مشتركاً يُعلن التزام واشنطن بدعم أمن قطر واستعدادها لمواجهة أي تهديدات خارجية تتعرض لها. كانت تلك لحظة فارقة: تحوّلت فيها العلاقة من أزمة ثقة إلى مسار شراكة مؤسسية أكثر تماسكاً. مع توالي الشهور، بدأت قطر تحصد نتائج جهودها المركزة في واشنطن. عززت علاقتها مع البنتاغون، ووقّعت صفقة بقيمة 12 مليار دولار لشراء مقاتلات F-15، رغم التوتر السياسي الظاهر. كما دشّنت قناة حوار مباشر مع المؤسسات الأمريكية، أفضت إلى إطلاق آلية الحوار الاستراتيجي عام 2018. هذه الآلية، التي جمعت مسؤولين رفيعين من وزارتي الخارجية والدفاع في البلدين، صدرت عنها بيانات تؤكد استعداد واشنطن للعمل مع قطر على ردع أي تهديدات خارجية. وجاء هذا الموقف في وقت كان فيه الخلاف الخليجي في أوجه، ما اعتُبر رسالة سياسية موجّهة لدول الحصار. كما أعلنت قطر خططاً لتوسعة قاعدة العديد، وتحديث مرافقها لاستضافة عائلات الجنود الأمريكيين. وفعلياً، استثمرت الدوحة مليارات الدولارات لتحسين البنية التحتية للقاعدة، بما يعكس التزاماً طويل الأمد بالشراكة الأمنية مع واشنطن. دبلوماسياً، رسّخت قطر موقعها كوسيط موثوق في ملفات شائكة، أبرزها الملف الأفغاني. استضافت مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، التي أثمرت عن توقيع اتفاق تاريخي في شباط/فبراير 2020 برعاية مباشرة من وزير الخارجية مايك بومبيو. وبحلول 2021، ومع اقتراب نهاية ولاية ترامب الأولى، كانت قطر قد استعادت توازنها الإقليمي بدعم أمريكي، وأسهمت جهود البيت الأبيض عبر جاريد كوشنر في بلورة اتفاق العُلا الذي أنهى الحصار رسمياً. "حليف رئيسي من خارج الناتو" لم تطل فترة الجفاء بين الدوحة وواشنطن. يقول ميتشل لبي بي سي عربي:"شهدنا توسعاً نوعياً في مجالات التعاون، من الدفاع إلى الطاقة والابتكار، إضافة إلى الملفات الدبلوماسية الحساسة. منذ تصنيف قطر كـ"حليف رئيسي من خارج الناتو"، باتت مكانتها في الاستراتيجية الأمريكية أكثر وضوحاً وثباتاً. وهذا التوجه لم يكن ظرفياً، بل نتيجة تراكم من الشراكات الفعلية والثقة المتبادلة، التي أثبتت فعاليتها في لحظات حرجة. الإدارة الحالية ترى في قطر شريكاً موثوقاً طويل الأمد، ليس فقط في السياقات الثنائية، بل في التوازن الإقليمي، وقيادة جهود الحلول السياسية والدبلوماسية". أما عن الذي تغير فيجيب: "تاريخياً، تتميز السياسة الخارجية الأمريكية بمرونة مؤسساتية تسمح بتعدد وجهات النظر وتطور المواقف. واليوم نلمس تناغمًا أكبر بين الإدارة والوكالات المعنية، سواء في وزارة الخارجية أو الدفاع أو مجلس الأمن القومي. ما تغيّر فعليًا هو وضوح أدوات التقييم، وتفعيل قنوات الاتصال مع الشركاء الخليجيين على مستويات متعددة، ما يجعل القرارات أكثر استنادًا إلى معطيات استراتيجية متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار الأثر الإقليمي والشراكات المتقاطعة." الولاية الثانية: رمزية الطائرة وصفقات الود مع عودة ترامب إلى الرئاسة في 2025، دخلت العلاقة مع قطر فصلاً جديداً، يتسم برمزية عالية وتداخل أكبر بين الدبلوماسية والصفقات. في تطور أثار الكثير من الجدل في واشنطن، أفادت تقارير إعلامية أمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم قبول طائرة بوينغ 747-8 فاخرة من العائلة الحاكمة في قطر، لاستخدامها مؤقتاً كبديل لطائرة الرئاسة الأمريكية المعروفة باسم "إير فورس وان". ووفقاً للمعلومات، فإن الطائرة التي تصل قيمتها إلى نحو 400 مليون دولار ستُنقل لاحقاً إلى مكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته. الرئيس ترامب علّق على هذه الأنباء في منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، قائلاً إن الطائرة تُقدَّم كهدية "بشفافية تامة وبدون مقابل"، منتقداً ما وصفه بـ"انزعاج الديمقراطيين" من الصفقة. من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن أي هدية من حكومة أجنبية تُقبل بما يتوافق مع القوانين الأمريكية، مؤكدة التزام الإدارة بالشفافية. في المقابل، أبدى عدد من أعضاء الكونغرس اعتراضهم، واعتبر بعضهم الأمر "تأثيراً أجنبياً غير مبرر"، بحسب وصفهم. بدورها، أكدت الحكومة القطرية أن موضوع نقل الطائرة لا يزال قيد النقاش مع وزارة الدفاع الأمريكية، مشددة على أن القرار لم يُحسم بعد، وذلك في تصريح رسمي أدلى به المتحدث باسم سفارتها في واشنطن، علي الأنصاري. وبحسب رويترز، كان ترامب قد قام بجولة داخل الطائرة المملوكة لقطر في فبراير الماضي، أثناء توقفها في مطار بالم بيتش الدولي بولاية فلوريدا. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن محامين من البيت الأبيض ووزارة العدل أعدوا مراجعة قانونية رجّحت قانونية هذا النقل، مشيرين إلى عدم تعارضه مع التشريعات المنظمة لتلقي المسؤولين الأمريكيين هدايا من حكومات أجنبية. في معرض تعليقه على التقارير التي تحدّثت عن تقديم طائرة فاخرة للرئيس دونالد ترامب، أوضح ميتشل لبي بي سي عربي أن الخارجية الأميركية "ليست في موقع تأكيد أو نفي تلك الأنباء"، لكنه شدّد على أن "أي دعم لوجستي أو بروتوكولي يُقدّم لرئيس الولايات المتحدة خلال زياراته الخارجية يخضع لإجراءات صارمة، ويُدار ضمن أطر دبلوماسية واضحة بالتنسيق مع الجهات المستضيفة"، مضيفًا أن بلاده "ملتزمة بأعلى درجات الشفافية في تعاملاتها الرسمية"، وأن "أي مبادرة رمزية تراجع وفق القوانين الناظمة". التحرك القطري، رغم تفسيراته الرسمية، أثار انتقادات داخل الكونغرس، حيث وصف بعض المشرّعين الأمر بأنه "رشوة سياسية". بينما دافع ترامب عن الصفقة بلهجته المعتادة: "لن أكون غبيًا وأرفض طائرة مجانية". وبحسب رويترز، فإن الطائرة لن تُقدَّم له أو تُقبل رسمياً خلال وجود ترامب في الدوحة. مستقبل التعاون: شراكة أمنية تتجدَّد في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، تبدو العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر أكثر رسوخاً من أي وقت مضى. ففي مقابلة مع بي بي سي عربي، شدد مايكل ميتشل، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، على أن "التعاون الدفاعي مع قطر يُعد من بين الأهم في المنطقة"، مشيرًا إلى أن قاعدة العديد الجوية تظل "ركيزة حيوية للعمليات الأميركية في الشرق الأوسط". وأوضح أن الأولويات الحالية تتمثل في "الحفاظ على الجاهزية المشتركة، وتحديث البنية التحتية الدفاعية بما يتماشى مع التهديدات العابرة للحدود"، مثل الطائرات المسيّرة والهجمات السيبرانية، إلى جانب دعم برامج التدريب ونقل التكنولوجيا العسكرية. ورغم عدم وجود إعلان رسمي عن توسيع الحضور العسكري الأميركي، إلا أن ميتشل أكد أن العلاقة الدفاعية "تشهد تطورًا مستمرًا"، وأن واشنطن ملتزمة بالحفاظ على "مرونة الوجود العسكري وتعزيزه عند الحاجة، بما يخدم مصالح البلدين واستقرار المنطقة". وعن دور قطر السياسي كوسيط إقليمي، وصفها ميتشل بأنها "وسيط موثوق يتمتع بقدرة استثنائية على التواصل مع أطراف متعددة، بما في ذلك جهات يصعب الوصول إليها عبر القنوات التقليدية". وسرد في حديثه محطات بارزة في هذا الدور، من مفاوضات طالبان، إلى ملفات غزة والرهائن، ووصولًا إلى التنسيق غير المباشر بشأن إيران. وقال إن الدوحة أظهرت "مرونة، ومهنية، والتزامًا واضحًا بمبادئ التهدئة والدبلوماسية"، وإن واشنطن "تتعاون عن كثب مع القيادة القطرية"، خاصة في "المرحلة الراهنة حيث تتقاطع الأزمات وتتعاظم الحاجة إلى قنوات تفاوض فاعلة". وعند سؤاله عن تأثير العلاقة الشخصية بين قطر وترامب على توازن العلاقات الخليجية، أجاب أن السياسة الخارجية الأميركية "تُبنى على مؤسسات قوية ومصالح استراتيجية طويلة"، مؤكدًا أن الشراكة مع قطر "نتاج سنوات من التعاون الفعلي"، وأن "الرئيس ترامب لديه علاقات قوية أيضًا مع قادة دول الخليج، وهو ما يصب في مصلحة الجميع". وفيما يخص الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة، أكد ميتشل أنها "عنصر داعم للشراكة الاقتصادية"، مشيرًا إلى مساهمتها في قطاعات الطاقة، والعقارات، والبنية التحتية. وقال إن هذه الاستثمارات "تخضع لمراجعة الجهات المختصة لضمان توافقها مع المعايير الأمنية الوطنية"، وأن بلاده ترحب بها "طالما أنها تتم بشفافية وتحت مظلة القانون". واختتم ميتشل حديثه بالتأكيد على أن قطر تُعدُّ "شريكاً استراتيجياً ثابتا" في حسابات واشنطن، في ظل تنافسها العالمي مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا. ولفت إلى أن هذه الشراكة تتميز بـ"العمق الدفاعي، والموثوقية السياسية، والمرونة في التنسيق"، وأن الولايات المتحدة لا تطلب من حلفائها "الاختيار بين أطراف دولية"، بل تسعى لبناء شبكة شراكات "متعددة ومتكاملة".