أحدث الأخبار مع #الإمام_البخاري


سائح
منذ 6 أيام
- سائح
مدينة بخارى التاريخية: جوهرة طريق الحرير في أوزبكستان
مدينة بخارى، الواقعة في قلب أوزبكستان، ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي تجسيد حي لعصور ذهبية ازدهرت فيها الثقافة الإسلامية والعلم والفن. بخارى واحدة من أقدم مدن آسيا الوسطى، وتمثل شاهدًا نابضًا على حضارة امتدت لقرون، إذ كانت محطة رئيسية على طريق الحرير، ومركزًا مهمًا للعلم والدين في العالم الإسلامي. تحمل شوارعها الضيقة، وقبابها المزخرفة، ومدارسها العتيقة عبق الماضي، وتُعد اليوم من أبرز الوجهات التاريخية في المنطقة، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي لما تحتويه من معالم معمارية نادرة وقيمة حضارية أصيلة. ملامح معمارية تحكي قصة المجد بخارى القديمة تضم أكثر من 140 موقعًا أثريًا محفوظًا، تُظهر تنوعًا مذهلًا في فنون العمارة الإسلامية، التي تمتزج فيها الأنماط الفارسية والتركية والتيمورية. من أبرز معالم المدينة "مئذنة كالان" التي تعود إلى القرن الثاني عشر، والتي أذهلت الغزاة المغول لدرجة أنهم لم يدمروها، إضافة إلى مجمع بوي كاليان الذي يضم مسجدًا ومدرسة ومئذنة شاهقة تعكس عبقرية البناء الإسلامي. كما تحتضن بخارى عددًا كبيرًا من المدارس والمآذن والقباب، مثل مدرسة مير عرب، التي كانت مركزًا مرموقًا لتدريس علوم الدين والفقه لعقود طويلة. الأزقة المحيطة بالمعالم تنبض بالحياة، وتمثل امتدادًا طبيعيًا للتاريخ الذي لم يُغلق بابه بعد. مركز علمي وروحي لعصور طويلة لم تكن بخارى فقط محطة تجارية على طريق الحرير، بل كانت مركزًا علميًا من الطراز الأول. أنجبت المدينة علماء بارزين أثروا الفكر الإسلامي والعالمي، مثل الإمام البخاري، صاحب "الجامع الصحيح" أحد أهم كتب الحديث النبوي. كما جذبت بخارى طلاب العلم والعلماء من شتى أنحاء العالم الإسلامي، الذين توافدوا على مدارسها ومساجدها ومكتباتها العريقة. ولا تزال المدينة تحتفظ بروحها الروحية والتعليمية، إذ تتردد في ساحاتها أصداء التلاوات والندوات الدينية، مما يمنح الزائر إحساسًا عميقًا بعراقة هذه الأرض وثراء إرثها. تجربة سياحية مفعمة بالأصالة زيارة بخارى ليست مجرد جولة بين الآثار، بل هي تجربة شاملة تمزج بين سحر المكان وأصالة التقاليد. الأسواق التقليدية، أو البازارات، ما زالت قائمة وتعرض مصنوعات يدوية من السجاد والخزف والنحاس، وكل قطعة فيها تحكي قصة من الماضي. أما الإقامات، فتتنوع بين نُزل تاريخية وبيوت ضيافة تعكس الطابع المعماري المحلي، مما يتيح للزائر أن يعيش أجواء بخارى القديمة بكل تفاصيلها. المطبخ الأوزبكي أيضًا له حضوره القوي، حيث تُقدم أطباق مثل "البلوف" و"المانتي" بنكهات غنية تعبّر عن التمازج الثقافي عبر العصور. بخارى ليست فقط مدينة في خريطة أوزبكستان، بل هي تراث عالمي وإنساني متكامل، تقف شامخة بشوارعها وأسوارها ومساجدها كدليل على حضارة أنارت العالم لقرون. زيارتها تعني السير على خطى القوافل القديمة والعلماء الكبار، والانغماس في زمن لا يزال حيًّا في كل زاوية من زواياها.


اليوم السابع
٢٩-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- اليوم السابع
على جمعة لقناة الناس: من ينكر السنة لا يفهم صحيح البخارى
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن الإمام البخاري لم يكن مجرد راوٍ أو جامعٍ للأحاديث، بل كان أول من جرد الحديث الشريف وميّزه عن الآراء الفقهية، فجعل في كتابه "الجامع الصحيح" أبوابًا دقيقة تعبّر عن فقهه وفهمه للحديث، دون أن يخلط بينها وبين اجتهادات الفقهاء. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن البخاري لم يقتصر على كتابه الصحيح، بل ألّف عددًا من الكتب الأخرى مثل: الأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، وخلق أفعال العباد، والتاريخ الكبير، والتاريخ الأوسط، والتاريخ الصغير، والقراءة خلف الإمام، وغيرها، مشيرًا إلى أن الإمام لم يشترط الصحة المطلقة إلا في كتابه الصحيح فقط، أما باقي مؤلفاته فكان يقبل فيها الحديث الضعيف إذا لم يجد الصحيح، لأنه يرى أن الحديث الضعيف حجة في بعض المواضع. وبيّن الدكتور علي جمعة أن سند الأحاديث في "صحيح البخاري" يتراوح بين ثلاثي وتساعي (أي بين 3 إلى 9 رواة بين البخاري والنبي ﷺ)، مؤكدًا أنه لا يوجد حديث في الصحيح بسند عشاري، وهو ما يدل على دقة الإمام البخاري في اختياره للرواة وتقليله عدد الوسائط قدر الإمكان. كما أشار إلى أن العلماء بعد البخاري قاموا بعمل موسوعات عن رجال "صحيح البخاري"، ووجدوا أنهم جميعًا ثقات، بل إنهم إذا وجدوا كلامًا على راوٍ معين تتبعوا الرواية نفسها في الصحيح، ليجدوا لها طريقًا آخر دون هذا الراوي، حفاظًا على دقة الكتاب. وقال الدكتور علي جمعة: "الإمام البخاري لم يؤلف كتابًا عاديًا، بل الأمة كلها خدمته، واعتبرته كتاب أمة، وليس كتاب فرد.. كل محدث وكل ناقد وكل عالم في اللغة والنحو والفقه خدم هذا الكتاب، ولذلك كان الناس يتبركون بقراءته في الكوارث والمجاعات والحروب، كما يتبركون بقراءة القرآن الكريم، وكانوا يقرؤونه تعبّداً وتعلّماً وتعليماً". وأضاف: "الناس الذين ينكرون السنة لا يفهمون طبيعة هذا الكتاب، ويظنون أنه مجرد جهد بشري يمكن الطعن فيه بسهولة، بينما هو في الحقيقة كتاب أجمعت عليه الأمة وحققته قرونًا بعد قرون، ولهذا لا يجوز التعامل معه كأي كتاب عادي، بل يجب احترام الجهد الجماعي الذي أنتجه".


اليوم السابع
٢٧-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- اليوم السابع
علي جمعة: البخاري أعجوبة زمانه.. والسنة وثقت بسند صارم من الصحابة حتى التابعين
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، إن توثيق السنة النبوية جرى بمنهج علمي دقيق منذ عهد الصحابة واستمر حتى عصور التابعين وتابعيهم، مشيرًا إلى أن الإمام البخاري كان أعجوبة زمانه في علم الحديث. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن بعض الفرق التي لم تُعجبها بعض الأحاديث أو المرويات، بدأت تُهاجم الصحابة – وعلى رأسهم سيدنا معاوية بن أبي سفيان – ولكن علماء الأمة وقفوا بالمرصاد لهذا العبث. وقال: "ما دام الصحابي روى عن رسول الله، فالأصل فيه الثقة والعدالة، الجيل الذي جاء بعد الصحابة، وهو جيل التابعين، قُسِّم إلى ثلاث طبقات: كبار، وأواسط، وصغار، أما الكبار مثل سعيد بن المسيب، فقد رأوا العشرة المبشرين بالجنة، وهؤلاء ألحقوا بالصحابة من حيث التوثيق." وأشار إلى أن الإمام مالك حين جمع حديثه في «الموطأ»، أسس لمرحلة عظيمة من جمع الحديث، ثم جاء الإمام الشافعي فطوّر هذا المسار، وظهر تلميذه المزني الذي اختصر الفقه من دون الأحاديث، ليأتي بعده الإمام البيهقي ويكتب «السنن الكبرى» في عشرة مجلدات، مستندًا إلى فقه الشافعي وتوثيق الأحاديث، فقال: "كل كلمة للشافعي وُجد لها دليل من الكتاب أو السنة، والبيهقي تتبّعها وأثبتها بدقة." وعن الإمام البخاري، قال الدكتور علي جمعة: "البخاري كان يحفظ 600 ألف حديث بإسناد، وانتقى من بينهم نحو 7,000 حديث ليضعها في صحيحه، منها 2,600 غير مكرر، وكان أقصر إسناد عنده ثلاثي: عن التابعي عن الصحابي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وسمّي هذا بـ«الثلاثيات»".