أحدث الأخبار مع #الإمبراطورية_العثمانية


الجزيرة
منذ 5 أيام
- سياسة
- الجزيرة
مجزرة في قصر الرحاب وآخر أيام الملكية في العراق!
في ربيع عام 1917، وبينما كانت نيران الحرب العالمية الأولى تشتعل بلا هوادة، دارت عجلة القدر لتُسطِّر فصلا جديدا في تاريخ بلاد الرافدين، حيث جاءت بريطانيا بكل قوتها الماكرة والغاشمة لتخطف العراق من أحضان الإمبراطورية العثمانية المتهاوية؛ إذ بدأت غزوها من جنوب البصرة ثم اجتاحت بغداد بعد مقاومة شرسة من العثمانيين كبَّدوهم فيها خسارة معركة "كوت العمارة" الشهيرة؛ لكن بريطانيا تمكنت من امتصاص الصدمة، ومن ثم التقدم لتكمل مسيرتها التوسعية بضم الموصل وكركوك؛ مُكرِّسةً بذلك سيطرتها على كامل العراق. وفي لعبة السياسة المخادعة، أبرمت بريطانيا صفقتها مع فرنسا، التي كانت تراقب المنطقة بعين الطمع تحت ظلال اتفاقية "سايكس-بيكو" لعام 1916، فمنحتها حصصا من الذهب الأسود العراقي لمدة خمسة وعشرين عاما ثمنا لتنازلها وابتعادها. كان البريطانيون من قبل ومن بعد يتطلعون إلى السيطرة على نفط العراق، وتأمين ثروات عَبادان والأحواز في إيران، وإحكام القبضة على الطرق التي تربط غربها البعيد بجوهرة تاجها الشرقي الهند. كانت تلك الخطوة في احتلال العراق أيضا ضربة موجعة لأطماع ألمانيا وروسيا؛ لقطع الطريق على أحلامهما في السيطرة على هذه الأرض الغنية. ولا ريبة أن وراء ستار الاحتلال البريطاني للعراق كانت تختبئ دوافع خفية وأطماع عميقة، لكن الإنجليز لم يكتفوا بذلك، بل نسجوا الأكاذيب وروَّجوا لفكرة "الانتداب" كما فعلوا في فلسطين ومصر والسودان، وقد وعدوا العراقيين بدولة مستقلة بعد انقشاع غبار الحرب العالمية الثانية ، متعهدين باحترام مبادئ الرئيس الأميركي ويلسون، وعلى رأسها "حق الشعوب في تقرير مصيرها"، لكن تلك الوعود لم تكن سوى سراب يُخفي نِيَّاتهم الحقيقية. ومن ثم سرعان ما انكشف القناع، فتحايلوا على تلك العهود، مما أشعل فتيل ثورة عارمة عام 1920، وتحت ضغط الغضب الشعبي، اضطرت بريطانيا للتراجع خطوة، فأقامت دولة عراقية ملكية تحت ظلالها، وجاء فيصل بن الشريف حسين، الذي كان قد حكمَ سوريا لأشهر معدودة، ليتربع على عرش العراق. كان فيصل أملا للعراقيين في الخلاص من نير الاحتلال الذي أثقل كواهلهم، وهكذا بدأ العصر الملكي العراقي (1921-1958)، لكنه لم يكن ليخلو من العواصف، إذ انتهى بمأساة مدوية ابتلعت الملك فيصل الثاني، حفيد المؤسس، وخاله الأمير عبد الإله، ورجل بريطانيا المخلص نوري السعيد. فكيف تشكلت ملامح هذا النظام الملكي؟ وكيف وجد الصبي فيصل الثاني نفسه على عرش بلاد الرافدين تحت وصاية خاله الهاشمي؟ وما الذي أثار حفيظة ضباط الجيش العراقي حتى ثاروا على هذا الحكم؟ ولماذا اختاروا نهاية دامية لا تعرف الرحمة، طالت حتى نساء الأسرة الهاشمية؟ بريطانيا وشركاؤها ومسار الأحداث في كتاب "تاريخ العراق الحديث" للمؤرخ محمد سهيل طقوش، نرى خيوط مؤامرة ماكرة نسجها البريطانيون ضد العرب الذين استعانوا ببعضهم ثم انقلبوا عليهم فيما بعد، لطرد العثمانيين من جبهات الحجاز والشام والعراق خلال الحرب العالمية الأولى ، تحت قيادة الشريف حسين وأبنائه الأمراء فيصل وعلي وعبد الله، إذ ظن العرب أن الحرية بانتظارهم، لكن الخداع البريطاني كان الثمن. ولا ريبة أن النكوص البريطاني عن وعودهم أشعل جذوة انتفاضة 1920 العارمة، التي هزت أركان الاحتلال الإنجليزي، فلم يجدوا مفرا من العودة إلى الأسرة الهاشمية مجددا، ليتوّجوا فيصل الأول بن الشريف حسين ملكا على أرض الرافدين في 23 أغسطس/آب 1921، في محاولة لتهدئة الغضب الشعبي العراقي. ومن هنا انطلقت رحلة الحكم الملكي في العراق، حيث تعاقب على العرش فيصل الأول حتى رحيله في 1933، ثم ابنه غازي الأول الذي انتهى حكمه في 1939 في حادث غامض، ليخلفه ابنه الصبي فيصل الثاني (1935-1958)، آخر ملوك العراق، وفي إبان طفولته تولى شؤون المملكة نيابة عنه خاله الأمير عبد الإله الهاشمي ورئيس الوزراء الشهير وقتها نوري السعيد، وكلاهما كانا من أعمدة النفوذ البريطاني في البلاد. ففي أبريل/نيسان 1939، وبعد مقتل الملك غازي في حادث سيارة غامض، كُلِّف نوري السعيد بتشكيل حكومته الرابعة، وبعد خمسة أشهر فقط اندلعت الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا وفرنسا من جهة، وألمانيا الهتلرية من جهة أخرى، حيث كانت ألمانيا بنفوذها المتزايد في العراق وتقارب الملك غازي معها تدعم الحقوق العربية وتقاوم الصهيونية ، مما جعل تقارب الملك غازي معها تهديدا مباشرا للمصالح البريطانية. وفي خضم وزارته الرابعة، وبينما كان الأمير عبد الإله الهاشمي، خال الملك الصبي، يراقب بصمت، فتح نوري السعيد أبواب العراق على مصراعيها للجيوش البريطانية، ولم يكتفِ بذلك، بل أرسل فرقتين عسكريتين عراقيتين ليغرقا في رمال الصحراء الليبية أو جبال البلقان، يقاتلان إلى جانب الإنجليز ضد دول المحور. وبسرعة البرق، قطع السعيد وعبد الإله العلاقات مع ألمانيا، وألقيا بكل ثقل العراق في أحضان المحتل البريطاني، ولا شك أن هذا الاندفاع الأعمى أشعل غضب الوطنيين العراقيين، فتحول نوري السعيد إلى رمز للخيانة في أعينهم، وفي كل مرة يشعر فيها بالخطر أو الانفجار الشعبي كان يهرب من العاصفة بتقديم استقالته، منتظرا أن تهدأ موجات الاتهامات للعودة من جديد، كما يروي المؤرخ جعفر عباس في كتابه "التطورات السياسية في العراق". وفي فترات الفراغ بين حكومات نوري السعيد، برز نجم الوطنيين في البلاد، حيث تصدّر المشهد رشيد عالي الكيلاني، الذي ارتقى إلى رئاسة الوزراء للمرة الثالثة في 1941، محمولا على أكتاف الجيش والشعب، وفي ذروة الدعم الشعبي العارم، أُجبر الوصي عبد الإله على الفرار خارج البلاد، تاركا نوري السعيد يترنح بعد استقالته. بيد أن بريطانيا لم تكن لتسمح بأن تُسلَب منها لعبة السيطرة بهذه السهولة، حيث استدعت جيشا ضخما يزيد على عشرة آلاف جندي من الهند، وأطلقت العنان لغزوٍ جديد بدأ من البصرة جنوبا نحو بغداد، وعلى مدى شهر كامل دارت معارك ضارية، حيث سحقت القوات الجوية البريطانية المتفوقة الجيشَ العراقي تحت وطأة قوتها الساحقة، وفي النهاية، لم يجد رشيد عالي الكيلاني ورفاقه من قادة الجيش مفرا سوى اللجوء إلى إيران، تاركين خلفهم أرضا تئن تحت نير الاحتلال مرة أخرى. ولهذا السبب عادت بريطانيا لتشدد قبضتها على العراق بقوة أعنف وسلطة أقسى، فيما تحوّل الوصي عبد الإله الهاشمي بعد عودته من منفاه إلى أداة بين يدي الإنجليز، أكثر خضوعا وتبعية، وبينما كانت الحرب العالمية الثانية تشارف على النهاية، برزت قضية فلسطين عام 1948 جرحا نازفا في قلب الأمة العربية. وقد اتحدت بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية وشرق الأردن ولبنان والعراق وسوريا تحت راية جامعة الدول العربية، معلنةً زحف جيوشها لتحرير فلسطين، لكن الخلافات بينها ومؤامرات مجلس الأمن وسوء الخطط أدت في النهاية إلى انسحاب تلك الجيوش؛ تاركة فلسطين وحيدة في مواجهة مصيرها. وقد هزّ انسحاب الجيش العراقي نفوس العراقيين، وباتوا يشعرون بالغضب العميق، ولهذا السبب في 23 يوليو/تموز 1948 انفجرت شوارع بغداد بتظاهرات غاضبة، صارخة برفض الانسحاب، ومطالبة بمواصلة القتال ضد الحركة الصهيونية المدعومة من مجلس الأمن. وفي وسط هذا الغليان، أدرك كثير من القادة والسياسيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء علي مزاحم الباجه جي، أن خيانة الوصي عبد الإله لم تكُن مجرد مصادفة، حيث كان متواطئا مع الإنجليز يدير خيوط مؤامرة أسهمت بكل قوة في نكبة فلسطين، وذلك ما يكشفه مؤيد الونداوي في كتابه "العراق في تقارير الشرطة السرية البريطانية". المنظمات العسكرية وبداية الانتقام استيقن العراقيون أن الملكية المقيدة بأغلال الاحتلال البريطاني هي أصل كل مآسيهم، خاصة منذ بداية الحرب العالمية الثانية، وبشكل أعمق بعد نكبة 1948 ، حينها بدأت تنظيمات سياسية وعسكرية سرية تنبتُ في أرض العراق، وتحمل على عاتقها حلم "إسقاط النظام الملكي واستعادة الكرامة الوطنية" كما وصفوها. رأى الضباط الوطنيون والقوميون في الجيش أن النكسة ليست سوى انعكاس لضعف النظام وتبعيته، وأدركوا أن النصر يبدأ من قلب بغداد قبل أن يصل إلى فلسطين، ثم اشتعلت جذوة التغيير وتأججت مستلهمة من ثورة 23 يوليو 1952 في مصر، التي ألهبت حماس الشعب العراقي وأحزابه وتنظيماته، وذلك ما يؤيده مؤيد الونداوي في كتابه السابق، حيث كانت تلك اللحظة بداية العد التنازلي لعهدٍ كان على وشك أن ينهار تحت وطأة غضب شعبي جارف. وعقب اشتعال ثورة يوليو 1952 في مصر معلنةً سقوط الملكية هناك، اشتعلت الشرارة ذاتها لدى ضباط الجيش العراقي، في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، حيث بدأ الرائد رفعت الحاج سري والمقدم رجب عبد المجيد بإشعال فتيل التغيير، ففي سرية تامة تواصلا مع ضباط موثوقين يجمعونهم في خلايا سرية مستوحاة من تنظيم "الضباط الأحرار" المصريين، بهدف واحد: اقتلاع الملكية من جذورها. وبحلول نهاية 1952، كادت خطة معدة مسبقا للقضاء على الملك الشاب فيصل الثاني وخاله عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد أن تنجح بالفعل، ولكن سفر نوري السعيد في اللحظة الأخيرة أجَّل المحاولة، كما يروي وليد محمد الأعظمي في كتابه "الليلة الأخيرة، مجزرة قصر الرحاب". ثم جاء عام 1956، حاملا معه رياح العدوان الثلاثي على مصر، وفي خضم حرب السويس تلك، كشف الثلاثي عبد الإله، وفيصل الثاني، ونوري السعيد عن وجههم الحقيقي، حيث وقفوا صامتين بينما كانت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل تفتك بمصر، وحين تدخَّل الاتحاد السوفياتي وأجبر المعتدين على التراجع، خرج عبد الناصر منتصرا، عندئذ أدرك العسكريون والسياسيون العراقيون عمق خيانة حكومتهم وارتهانها للمستعمر الغربي. في تلك السنة، نضجت بذور التمرد داخل الجيش العراقي، حيث تشكَّل تنظيمان كبيران: الأول "اللجنة العليا للضباط الوطنيين" -التي أصبحت لاحقا "الأحرار"- بقيادة رفعت الحاج سري، الذي كان قد أرجأ محاولة سابقة للانقلاب. والثاني تنظيم "المنصورية"، بقيادة آمر اللواء التاسع عشر عبد الكريم قاسم ورفيقه عبد السلام عارف ، وبحلول عام 1957، اتحد التنظيمان تحت راية "الضباط الوطنيين"، وتولى عبد الكريم قاسم القيادة كونه الأكبر سِنًّا ورتبة، ومن هنا، بدأت العجلة العسكرية تدور لاقتلاع الملكية، وكان الوقت يقترب من لحظة الحسم التي ستهز أركان العراق! حكومة في غيبوبة لقد تآمر الضباط الثائرون على تصفية الأمير عبد الإله ولي العهد، ورئيس الوزراء نوري السعيد، في ضربة واحدة، لكنهم حينئذ قرروا إبقاء الملك الشاب فيصل الثاني على قيد الحياة؛ إذ كان والده الملك غازي في نظر الثوريين من العسكريين والمدنيين رمزا وطنيا دفع حياته ثمنا لمحاولته نزع قيد الهيمنة البريطانية عن العراق، وقد كان هذا التمرد يختمر في الخفاء، بينما ظلت الحكومة العراقية، تحت قيادة الثلاثي، غارقة في سبات عميق. يروي توفيق السويدي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق ووزير الخارجية في تلك الحكومة الأخيرة، وشاهد عيان على المجزرة التي وقعت للأسرة الهاشمية الحاكمة، كيف كانت الحكومة تتجاهل البركان الذي يغلي تحت أقدامها، حيث يكشف في مذكراته أن ملك الأردن وقتئذ تلقى معلومات دقيقة عن تنظيم سري داخل الجيش العراقي يُعِد للانقلاب، لكن قائد الجيش العراقي رفض التصديق باستهزاء كبير، مدعيا أن هذه "الحركات" مجرد أوهام لا وجود لها! ولم تتوقف التحذيرات عند هذا الحد، فوفقا لتوفيق السويدي في مذكراته أيضا، جاءت إشارات من تركيا وتقارير من أجهزة الأمن الداخلية العراقية تُنبئ بتحركات عسكرية وشيكة، لكن الثلاثي؛ فيصل الثاني، وعبد الإله، ونوري السعيد، ظلوا غافلين، يرفضون مواجهة الحقيقة، بل إن الرئيس التركي عدنان مندريس في يونيو/حزيران 1958، قبل شهر واحد من الانقلاب، حذّر صديقه القديم نوري السعيد مباشرة من مؤامرة تُحاك في الجيش، لكن السعيد بنبرة غاضبة وصفها قائلا: "إن هذه المعلومات غير صحيحة، ولا يُصدِّق أي شيء منها"، مغلقا عينيه عن العاصفة التي كانت على وشك أن تجتاحهم جميعا! يوم المجزرة كما رأينا، كان الثلاثي الحاكم غارقا في غفلته، دون أن يدرك أن ساعة الصفر قد اقتربت، حيث استغل "الضباط الوطنيون الأحرار" فرصة ذهبية لاحت لهم، وهي وجود الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله ونوري السعيد في بغداد، هذا في الوقت الذي جاءت فيه أوامر بتحريك اللواء العشرين من جلولاء شرق العراق إلى الأردن لدعم جيشها وقتئذ. حينئذ استغل الضباط الوطنيون مرور اللواء عبر العاصمة بغداد باعتباره غطاء مثاليا للانقضاض على قصر الرحاب دون إثارة شبهة، وفي تلك الأثناء كان الملك يعد حقائبه للاستعداد بحفل زواجه والسفر مع عروسه إلى أوروبا. ولكن مع أول خيوط فجر 14 يوليو/تموز 1958، اندفع الثوار بقوة؛ إذ قاد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وحداتهم لتطويق المقرات السيادية في بغداد، وعبر أثير الإذاعة دوَّت كلماتهم كالصاعقة: "انتهت الملكية، وقامت الجمهورية!"، وحاصر الجيش قصر الرحاب، معقل الأسرة الهاشمية الحاكمة، واندفعوا إلى الداخل لا يقف أمامهم شيء. حينئذ أُجبر الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله وجدّته الأميرة نفيسة وبعض الأميرات الأخريات على الخروج إلى حديقة القصر، ثم جاء الأمر القاطع بإطلاق الرصاص وتصفيتهم جميعا، حيث تساقطوا جميعا الواحد على الآخر "في كتلة بشرية من اللحم والدم… وخرَّ الملك فيصل إلى الوراء على كتف ضحية أخرى، ثم تقدم مُتولِّي أمر الإعدام الضابط عبد الستار السبع، ووقف فوق الجثث الممدودة أمامه، وأطلق رشاشه من جديد نحو الملك والأمير، فقال له رفيقه: لويش (لماذا؟) فأجاب: حتى أتأكد!" أجاب بحزم، كما يروي وليد محمد الأعظمي في كتابه "الليلة الأخيرة، مجزرة قصر الرحاب". في تلك الأثناء، حوصر رئيس الوزراء نوري السعيد في منزله، وأدرك ألا مفر له، فأخرج مسدسه وأنهى حياته بنفسه، ولم يكتفِ الثائرون بذلك، بل جرّوا الجثث عبر شوارع بغداد، يعرضونها كغنائم انتصار حتى تشوهت معالمها في مشهد مأساوي. ولم ينجُ من هذا الدمار سوى قلة من الأسرة الحاكمة، منهم الأميرة بديعة بنت الشريف علي، خالة الملك وأخت عبد الإله، التي فرَّت مع أبنائها وزوجها متخفين تتنقل بين الملاجئ، حتى وجدت ملاذها أخيرا في السفارة السعودية، وفي مذكراتها "مذكرات وريثة العروش"، حكت قصة هروبها المثيرة ومشاهد المجزرة التي حفرت في قلبها جرحا لا يندمل! ففي الجانب الآخر من بغداد، وصلت الأنباء إلى الأميرة بديعة كالصاعقة عبر عيون سرية ومقربين: الجميع في قصر الرحاب قد لقوا حتفهم، الملك فيصل الثاني، الشاب ابن الثلاثة والعشرين عاما، وشقيقها الأمير عبد الإله، وسواهم ذُبحوا في مجزرة لم تُبقِ أحدا. عقب ذلك لم تتردد لحظة، جمعت أبناءها وزوجها، وانطلقت هائمة على وجهها هربا من شبح الموت، ففي مذكراتها، تصف تلك اللحظة المرعبة بقولها: "لم أحمل معي أي شيء، تركتُ كل شيء ورائي، وخرجتُ بعباءتي السوداء من بيتي، لا أعرف إلى أين، ولم أتخيَّل بأن ذلك الخروج الاضطراري هو آخر عهدي بمنزلي!".


سائح
٠٨-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- سائح
Independence Day of Algeria عيد استقلال الجزائر On 05 Jul
ما هو موعد عيد استقلال الجزائر؟ يتم الاحتفال بهذا العيد الوطني في الخامس من يوليو من كل عام. وقد تم تحديد العيد للاحتفال بالذكرى السنوية لاستقلال الجزائر عن فرنسا في الخامس من يوليو عام 1962. تاريخ عيد الاستقلال الجزائري منذ بداية القرن السادس عشر ، كانت الجزائر تحت الحكم الجزئي للإمبراطورية العثمانية. في عام 1830 ، غزت فرنسا. كان غزو الجزائرًا طويلاً ودائمًا بشكل طبيعي بالنسبة للأراضي الفرنسية الأجنبية ، كان وضع الجزائر هو أنها عوملت على أنها جزء من فرنسا وليس كمستعمرة. الهجرة من أوروبا إلى الجزائر ، حيث صادرت الحكومة الفرنسية الأراضي القبلية الانتفاضة المعروفة باسم "عيد جميع القديسين الأحمر (الدموي)" (بالفرنسية: توسان روج). كانت الانتفاضة الذهبية بداية حرب الاستقلال الجزائرية. بينما حققت فرنسا انتصارات عسكرية كبيرة في الصراع ، وحشية الحرب إلى مزيد من الآراء من نفور الجزائريين وأدت إلى فقدانه لسيطرة فرنسا على الجزائر ، في كل من فرنسا البداية. العلاقات العاطفية في العلاقات العاطفية والمباشرة في فرنسا ، فرنسا والجزائر. تم تحديد عيد الاستقلال الجزائري عطلة وطنية بعد يومين من تأمين السيادة في عام 1962. كيف الاحتفال بيوم الاستقلال الجزائري؟ يتم نقل علم الأمة الأخضر والأبيض بفخر في جميع أنحاء البلاد كرمز للحرية في هذا اليوم. سيحضر الجزائريون المسيرات الرسمية والحفلات الموسيقية والفعاليات الثقافية. تعكس هذه الأحداث إحساسًا قويًا بالمثابرة الثقافية التي يعتقد الكثيرون أنها كانت عاملاً رئيسيًا. 5 يوليو 2022 الجزائر تاريخ الجدول الزمني أسئلة وأجوبة أهمية رصد يتم الاحتفال بيوم الاستقلال سنويا في 5 يوليو في الجزائر. يصادف اليوم استقلال الجزائر عن فرنسا. استمرت الحرب من أجل الاستقلال ثماني سنوات ، وكانت واحدة من أطول فترات التاريخ الجزائري وأكثرها تدميراً ، وانتهت عام 1962. في عيد الاستقلال ، يسود شعور قوي بالوحدة والفخر الثقافي في جميع الاحتفالات. العلم ، الأخضر والأبيض ، يرفرف بفخر في جميع أنحاء البلاد ويرمز إلى حرية الجزائر. يتم استضافة المسيرات والفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية وحضورها بشكل جيد من قبل الجمهور. تاريخ عيد الاستقلال في الجزائر بدأت الحرب من أجل الاستقلال عام 1954 وانتهت عام 1962. جاءت نقطة التحول هذه في التاريخ الجزائري بعد فترة طويلة كانت التوترات العرقية تتأجج فيها. كان المستوطنون الأوروبيون يعيشون في فقر أشعل نيران عنصريتهم. أدى التعصب الأعمى والعنصرية والتحيز إلى انقسام "نحن" مقابل "هم" ، وكان يُنظر إلى السكان العرب-البربر ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. في 1 نوفمبر 1954 ، شنت جبهة التحرير الوطنية (FLN) سلسلة من الهجمات في جميع أنحاء البلاد ، مما أدى إلى بداية حرب الاستقلال. على الرغم من فوز فرنسا بالعديد من المعارك طوال الصراع ، إلا أن وحشية الحرب لم تحظ بقبول شعبي. زاد هذا من نفور الجزائريين وأدى إلى فقدان الدعم لسيطرة فرنسا على الجزائر من قبل فرنسا والمجتمع الدولي. في النهاية ، تم توقيع وقف إطلاق النار من قبل فرنسا وجبهة التحرير الوطني في 18 مارس 1962 ، في إيفيان ، فرنسا. تم الاعتراف رسمياً باستقلال الجزائر من قبل شارل ديغول يوم الثلاثاء 3 يوليو 1962. حذت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى حذوهما بعد ذلك بوقت قصير. بعد يومين من تأمين السيادة ، تم تحديد يوم الاستقلال الجزائري عطلة وطنية. تشير التقديرات إلى أن ما بين 350 ألف ومليون جزائري لقوا حتفهم خلال الحرب. كان أكثر من مليوني مسلم من اللاجئين أو نُقلوا قسراً إلى معسكرات تسيطر عليها الحكومة ، وقدرت المصادر أن ما لا يقل عن 70 ألف مدني مسلم قُتلوا أو اختُطفوا ويُفترض أنهم قتلوا على يد جبهة التحرير الوطني. في هذا اليوم. الجدول الزمني لعيد الاستقلال في الجزائر 1954تم إطلاق الهجمات الأولى في 1 نوفمبر شن جيش التحرير الوطني هجمات في جميع أنحاء نيجيريا. 1955 هجمات مدنية على فيليبفيل في أغسطس / آب ، قامت جبهة التحرير الوطني بارتكاب مذابح ضد المدنيين بالقرب من بلدة فيليبفيل ، مما أدى إلى اندلاع حرب واسعة النطاق. 1962 التوقيع على وقف إطلاق النار في 18 مارس ، وقعت فرنسا وجبهة التحرير الوطني على وقف إطلاق النار 1962 الاستقلال معلن في 5 يوليو ، حصلت الجزائر على استقلالها عن فرنسا بعد حرب استمرت ثماني سنوات. يوم الاستقلال في الجزائر أسئلة وأجوبة S ما هو عيد الثورة في الجزائر؟ عيد الثورة هو يوم وطني في الجزائر يحيي ذكرى بدء الحرب على فرنسا. لماذا تخلت فرنسا عن الجزائر؟ تخلت فرنسا عن الجزائر لأسباب استراتيجية وسياسية. ما هي اللغة التي يتحدثون بها في الجزائر؟ يتكلمون اللغة العربية والبربرية القياسية الجزائرية. كيف نحتفل بعيد الاستقلال في الجزائر ارتدي اللون الأخضر والأبيض ارتدي اللون الأخضر والأبيض لإظهار دعمك. هذه ألوان العلم الجزائري. استضف حفلة عيد الاستقلال ادعُ أصدقاءك واطبخ الطعام الجزائري التقليدي وشغّل بعض الموسيقى الجزائرية التقليدية واحتفل في المنزل. إنها أفضل طريقة لتكريم اليوم! شارك على وسائل التواصل الاجتماعي شارك معرفتك أو احتفالاتك على وسائل التواصل الاجتماعي. سيساعد هذا في خلق الوعي عبر الإنترنت. 5 حقائق مثيرة للاهتمام حول الجزائر إنها أكبر دولة في إفريقيا الجزائر هي أكبر دولة في إفريقيا و عاشر أكبر دولة في العالم. معظمها صحراء إنها جزء من الصحراء الكبرى ، وتشكل الصحراء أربعة أخماس مساحة البلاد. تفتخر بوجود اثنين من الفائزين بجائزة نوبل حصل كل من ألبير كامو وكلود كوهين تنودجي على جائزة نوبل: فاز كامو بجائزة نوبل في الأدب عام 1957 ، وفاز كوهين تنودجي بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1997. موطن أصغر ثعلب في العالم الثعلب الفنك هو أصغر ثعلب في العالم والحيوان الوطني للجزائر. لديها سبعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو يوجد في الجزائر سبعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو - أشهرها تيمقاد ، وهي مدينة رومانية يعود تاريخها إلى حوالي 100 بعد الميلاد الجزائر تصدر الإبل اعتاد الجيش الأمريكي على استيراد الإبل من الجزائر. لماذا عيد الاستقلال في الجزائر مهم إنه احتفال بالحرية بعد سنوات عديدة تحت الحكم الاستعماري وحرب طويلة ومدمرة ، نحب الاحتفال بحرية الجزائر. هذا اليوم مخصص للاحتفال باستقلالهم. يخلق الوعي يوم استقلال الجزائر يولد الوعي. يمنح اليوم الآخرين فرصة للتعرف على تاريخ الجزائر. نحن نحب الوطن يسود شعور قوي بالفخر والوحدة بينما يحتفل الجزائريون باستقلالهم. نشعر بهذا الفخر معهم اليوم.


سائح
٢٣-٠٦-٢٠٢٥
- سائح
السياحة في تركيا: مدن ساحرة بعيدًا عن إسطنبول
السياحة في تركيا بعيدًا عن إسطنبول: مدن تستحق الزيارة تركيا واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شهرة عالميًا، حيث تجمع بين التنوع الثقافي، التاريخ الغني، والطبيعة الساحرة. عندما يتحدث الناس عن السياحة في تركيا، غالبًا ما تبرز مدينة إسطنبول كأول خيار، نظرًا لتاريخها العريق ومعالمها الرائعة مثل آيا صوفيا وقصر توبكابي. لكن بعيدًا عن إسطنبول، هناك مدن تركية أخرى تستحق الاستكشاف وتوفر تجارب سفر مختلفة وفريدة من نوعها. في هذا المقال، سنتعرف على عدة مدن في تركيا تمتاز بجمالها وتاريخها دون الحاجة لزيارة إسطنبول. بورصة: مدينة التاريخ والطبيعة تعتبر مدينة بورصة واحدة من أهم الخيارات السياحية خارج إسطنبول. تقع بورصة في شمال غرب تركيا وتُعرف بـ"مدينة الشجرة الخضراء" بسبب الطبيعة الخضراء المحيطة بها. تشتهر المدينة بمزيج فريد من المعالم التاريخية والطبيعية، حيث كانت أول عاصمة للإمبراطورية العثمانية. أماكن لا تفوَّت زيارتها في بورصة تضم بورصة العديد من الأماكن الرائعة التي تستحق الزيارة، مثل جبل أولوداغ الذي يُعد وجهة شهيرة للتزلج في الشتاء وملاذًا لمحبي الطبيعة في الصيف. كذلك، يمكن زيارة جامع بورصة الكبير الذي يعكس الفنون المعمارية العثمانية القديمة. إضافة إلى ذلك، يُنصح باستكشاف الأسواق المغطاة في المدينة مثل سوق "كوزاهان" الشهير بتجارة الحرير. الإحصائيات السياحية عن بورصة وفقًا لتقارير وزارة السياحة التركية، زار مدينة بورصة ما يقارب 3 ملايين سائح في عام 2022، مما يُظهر شعبيتها بين السياح المحليين والأجانب على حد سواء. أنطاليا: جنة السياحة الساحلية تقع أنطاليا على الساحل الجنوبي لتركيا وتُعرف بجمال شواطئها وأجوائها المتوسطية. تعتبر هذه المدينة الخيار الأمثل لمحبي السياحة الشاطئية، حيث تمتلك شواطئ رائعة ومياه صافية وأجواء مشمسة طوال العام تقريبًا. أفضل الأنشطة في أنطاليا يمكن للسياح في أنطاليا الاستمتاع بعدة أنشطة مثل الغوص في البحر الأبيض المتوسط، كذلك زيارة شلالات دودن التي تُعد من أجمل الأماكن الطبيعية في المدينة. أما إذا كنت مهتمًا بالتاريخ، فأنطاليا تضم المدينة القديمة "كاليتشي" التي توفر تجربة فريدة عبر الأزقة الحجرية والبيوت التقليدية. إحصائيات نمو السياحة في أنطاليا أنطاليا شهدت زيادة كبيرة في عدد السائحين في السنوات الأخيرة، حيث استقبلت أكثر من 12 مليون سائح في عام 2022، بحسب بيانات جمعية وكالات السفر التركية (TURSAB). كابادوكيا: المشهد السريالي تقع كابادوكيا في منطقة الأناضول، وهي واحدة من أكثر المواقع السياحية تميزًا في تركيا بفضل طبيعتها الفريدة وتضاريسها العجيبة. تشتهر المدينة بتكويناتها الصخرية المعروفة باسم "المداخن الجنية"، مما يجعلها وجهة لا مثيل لها للمصورين ومحبي الطبيعة. رحلات المناطيد في كابادوكيا من أشهر الأنشطة السياحية في كابادوكيا هي رحلات المناطيد التي تنطلق في الصباح الباكر لتمكن السياح من مشاهدة المدينة من السماء أثناء شروق الشمس. إن مشاهدة المداخن الجنية ومعالم المدينة من أعلى تُعد تجربة لا تُنسى. معالم تاريخية في كابادوكيا تضم كابادوكيا العديد من الكهوف التي تحولت إلى كنائس ومساكن قديمة. يمكن للسياح استكشاف متحف جوريمي المفتوح، الذي يضم العديد من اللوحات الجدارية القديمة والمواقع الأثرية الفريدة. طرابزون: لؤلؤة البحر الأسود طرابزون مدينة تقع في شمال شرق تركيا وتتميز بموقعها الساحلي على البحر الأسود. تشتهر المدينة بطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل على مدار العام. يُعتبر هذا المكان المثالي لمحبي المناطق الجبلية والغابات الكثيفة. بحيرة أوزنجول: جنة طرابزون من أبرز المعالم في طرابزون هي بحيرة أوزنجول، التي تحيط بها الجبال والغابات فتظهر كلوحة طبيعية مثالية. يمكن للسياح الاستمتاع بالمشي أو ركوب الدراجات في المنطقة، وكذلك تجربة الأكلات المحلية مثل طبق السمك الطازج. دير سوميلا التاريخي دير سوميلا، أحد أبرز المواقع السياحية في طرابزون، يعود إلى القرن الرابع ويقع على حافة الجبال. يوفر الدير إطلالات بانورامية رائعة على الطبيعة المحيطة. إزمير: مدينة الجمال والحداثة إزمير واحدة من المدن التركية الساحلية الرائعة، تقع على بحر إيجة وتعتبر من أقدم المدن في تركيا بتاريخ يمتد لآلاف السنوات. تجمع إزمير بين سحر الحضارة التاريخية وأجواء المدنية الحديثة. أماكن سياحية بارزة في إزمير تشمل أبرز الأماكن السياحية في إزمير منطقة كوساداسي، التي تُعد وجهة سياحية ساحلية مشهورة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استكشاف مدينة أفسس التاريخية التي تضم آثارًا يونانية ورومانية رائعة مثل مكتبة سيلسوس والمسرح الكبير. إحصائيات بلغتها السياحة في إزمير بحسب وزارة السياحة التركية، تُعد إزمير واحدة من أكثر المدن استقبالًا للسائحين في منطقة بحر إيجة، حيث زارها نحو 2.5 مليون سائح في عام 2021. أماكن سياحية في تركيا غير إسطنبول إلى جانب المدن الرئيسية المذكورة، هناك العديد من المدن والوجهات السياحية الأخرى التي يمكن أن تضيف قيمة لتجربتك السياحية في تركيا، مثل مدينة بولو المشهورة ببحيرة أبانت، ومدينة فان التي تضم بحيرة فان وجزرها الخلابة. كما أن مدينة ماردين الواقعة في الجنوب الشرقي تُعتبر واحدة من الأماكن التي تجمع بين الفنون المعمارية الفريدة والتاريخ العريق. إحصائيات عامة عن السياحة في المدن التركية تركيا استقبلت ما يزيد عن 40 مليون سائح في عام 2022، حيث تنوعت وجهاتهم بين إسطنبول والمدن الأخرى الأقل شهرة. وتشهد كل من أنطاليا وكابادوكيا وطرابزون نموًا كبيرًا في أعداد الزائرين الأجانب والمحليين. السياحة الداخلية في تركيا السياحة الداخلية تُعد جانبًا مهمًا في تركيا، حيث يعتمد الكثير من السكان على استكشاف المدن القريبة والمناطق الطبيعية. هذا النمو في السياحة الداخلية يجعل المدن الأقل شهرة في تركيا مثل غازي عنتاب وقونيا وبولو خيارات جذابة ومحبوبة لدى السكان. أفضل مدن للسياحة الداخلية من أشهر المدن التي يقصدها المحليون للسياحة الداخلية هي بولو، المشهورة ببحيراتها وغاباتها، وقونيا التي تحتوي على قبر مولانا جلال الدين الرومي، الذي يُعد وجهة تاريخية وروحية للسكان. أجمل مدن تركيا التي لا يعرفها الكثيرون بالنسبة للمغامرين الذين يرغبون في استكشاف أماكن أقل ازدحامًا، فإن مدينة بارتين والمناطق المحيطة بها تُعتبر خيارًا مثاليًا. كذلك، مدينة سانليورفا التي يُطلق عليها مدينة الأنبياء، وتمتاز بالسوق القديم والمواقع الأثرية. عند زيارتك لتركيا، حاول أن تتجاوز حدود إسطنبول، حيث أن المدن التركية الأخرى تحتوي على تجارب سياحية تُغني رحلتك وتوسع معرفتك بالبلد وأهله.


البيان
٠٢-٠٦-٢٠٢٥
- أعمال
- البيان
أوكرانيا وروسيا تنهيان جولة جديدة من محادثات السلام في اسطنبول
أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في روسيا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين، انتهاء الجولة الأخيرة من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا بعد بدايتها بساعة واحدة فقط في اسطنبول. وقال زيلينسكي في تصريحات له من فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، إنه يجري الاعداد لتنفيذ عملية جديدة لتبادل أسرى الحرب. وكانت المحادثات المباشرة السابقة التي جرت في 16 مايو الماضي، قد أسفرت أيضًا عن تبادل للأسرى، حيث تم تبادل ألف أسير من كلا الجانبين. كما سلّمت أوكرانيا إلى روسيا قائمة رسمية بالأطفال الذين تقول إنه تم ترحيلهم بشكل قسري ويجب إعادتهم، حسبما أفاد أندري يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي. وترأس وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هذه الجولة من محادثات السلام التي جرت في قصر تشيراغان في اإسطنبول، وهو مقر يعود إلى حقبة الإمبراطورية العثمانية. وقال فيدان إن المحادثات تهدف إلى بحث الشروط التي وضعها كلا الطرفين لوقف إطلاق النار، مضيفًا: "إن أنظار العالم بأسره تتركز على الاتصالات والمناقشات التي ستجري هنا". يشار إلى أن الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لدفع الطرفين إلى قبول وقف إطلاق النار قد باءت بالفشل حتى الآن، حيث وافقت أوكرانيا على هذه الخطوة، في حين رفضها الكرملين بشكل فعلي. وجاءت هذه الجولة الثانية من المفاوضات خلال نحو أسبوعين في اسطنبول بعد سلسلة من الهجمات المفاجئة مطلع الأسبوع، وسط توقعات ضئيلة بإحراز تقدم ملموس في إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام.


الميادين
٢٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
عبور الحدود أو كلّ هذه الخرائط المُخترعة!
كان الرحّالة القدماء يتجولون بين البلدان بلا جواز سفر! لم يحتج ابن بطوطة مثلاً إلى مراجعة حرس الحدود للانتقال من بلد إلى آخر، ففي كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، لن نقع على أختام وأوراق رسمية تخوّله الانتقال من مكان إلى آخر. ربما من حسن الطالع أنه لم يعش هذه اللحظة الجنونية التي مزّقت الخرائط إلى دويلات، واخترعت الحواجز داخل المدينة الواحدة. يروي الفلسطينيون مكابداتهم الجحيمية في العبور من حيّ إلى آخر، فيما تسعى "إسرائيل" إلى قضم ما تبقى من البلاد متفرّدة بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعترف بالحدود النهائية لدولتها المارقة! عشية انهيار الإمبراطورية العثمانية، كانت الجاسوسة البريطانية، غيرترود بيل، بوصفها خبيرة في جغرافيا الأسطورة والرمل، منهمكة في ترتيب حدود دولة العراق لتتويج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على بلاد الرافدين، بعد أن طرده الفرنسيون من سوريا. هكذا وضعت خرائط متشابكة أمامها لرسم حدود الدولة الجديدة من دون أن تنتهي إلى خطة نهائية. سيسألها أحد الضباط الانجليز عمّا تفعل؟ أجابته بنزق: "أحاول اختراع البلد الذي من المستحيل أن يُخترع". كان حدثا تاريخياً ومنعطفاً عالمياً، فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتفكك الإمبراطورية العثمانية، اشتغل الأوروبيون على إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد. قسّمت إنجلترا وفرنسا المنتصرتان وفقاً لاتفاقية سايكس - بيكو عام 1916 ممتلكات الإمبراطورية العثمانية المفلسة في ما بينهما وخلقتا من أقاليمها دولاً جديدة. هكذا توحدت الولايات العثمانية، بغداد والبصرة والموصل، لتشكل هيكلاً متماسكاً، هيكل أصبح، اسمه ابتداء من عام 1921 المملكة العراقية، التي قامت بتأسيسها غيرترود بيل أو "خاتون بغداد" فحدّدت الجزء الأكبر من حدودها واختارت حاكمها! بالعبثية نفسها سيخترع ونستون تشرشل، سكرتير المستعمرات البريطانية حينذاك، في ظهيرة يوم أحد بلداً آخر بحدود سوريالية يدعى "إمارة شرق الأردن"، وذلك بضربة قلم خاطئة واكبت عطسة باغتته أثناء رسمه للحدود فجاء هذا الخط العشوائي كقدر نهائي للإمارة الوليدة، وبصرف النظر عن حقيقة هذه الواقعة أو بطلانها، فإن ما حدث فعلاً هو اختراع خرائط مرتجلة تنسف وحدة البلدان التي كانت تخضع للإمبراطورية العثمانية أو تركة "الرجل المريض". الخرائط الجديدة ألغت وحدة التضاريس، ولم يعد متاحاً للرحّالة والمغامرين الأجانب عبور الحدود الجديدة بلا قيود. ليست الجغرافيا وحدها إذاً، هي التي تتحكم بصنع الحدود بين البلدان، وإنما اللغة والقيم والأفكار والطبائع. في سياق آخر، تحضر صورة الفيلسوف، ابن رشد، في مرآتين مختلفتين، الأولى تحمل اسم ابن رشد، والثانية اسم "أفيروس" وفقاً لاسمه اللاتيني! سنجد الصورتَين معاً، ولكن من موقعَين متضادَين. ذلك أن الأول عاشَ مكابدات صعبة في محاولاته إعلاء شأن العقل وحده في مواجهة فقهاء الغيبيات؛ ما جعله يدفع ضريبة باهظة بنفيه إلى قرية جنوب قرطبة، وحرق كتبه بأمر من الخليفة العباسي المنصور، بينما سيتحوَّل "أفيروس" إلى أيقونة أوروبية بوصفه جسراً بين ثقافتَين. هكذا فقدَ إسلام الأنوار مفكِّراً عظيماً، وأهداه مجاناً إلى الغرب. فالفيلسوف الذي دُفِن في مراكش، لم يسترح طويلاً في تراب أجداده. بعد 3 أشهر على دفنه، أُخرج جثمانه من القبر، وحُملَ إلى قرطبة ودُفن هناك مرةً ثانية، وقد حضر جنازته 3 أشخاص "فقيه، وناسخ، وابن عربي". من جهته، يتناول إدريس كسيكس في روايته "في مضيق أفيروس"، شخصية ابن رشد بوصفها جرحاً أو فجوة معرفية بتبنيه الاسم اللاتيني للفيلسوف، وهو بذلك يعترف بأن ما أبقى ميراث ابن رشد هو احتضان أوروبا لفلسفته العقلانية، وإلا لبقي منبوذاً في المدوَّنة الإسلامية بتهمة الإلحاد. عبور جثمان ابن رشد من مضيق جبل طارق إلى الأندلس لدفنه في قرطبة تعبير صريح عن "فضاء العبور والانفصال"، وتالياً، سيتخذ السرد حركة الأرجوحة في الذهاب والإياب، باستخدام الرسائل والاعترافات، والخطب، والوثائق، والتحقيق الصحفي، في الاشتغال على ترميم الصورة المهتزّة للسيرة الشقيّة، والعمل على تفكيك الفضاءات، وأشكال الكتابة، لإيقاظ الإرث الخامل. كانت الصورة النهائية لمشهد ترحيل جثمان ابن رشد من مراكش إلى قرطبة وفقاً لرؤية عبد الفتاح كيليطو على النحو الآتي: "وُضع الجثمان على الدابة في جهةٍ، وفي الجهة الأخرى كُتب الفيلسوف ليستقيم الحمل، ثم عبر الحدود نحو هوية أخرى باسم أفيروس". وكأن رحلة نفي العقل من جغرافيا إلى أخرى، لم تتوقّف يوماً. على المقلب الآخر، يلخّص الكاتب الأرجنتيني، أدريان برافي، في كتابه "غيرة اللغات" حدود وطنه تبعاً لإبحار اللغة من شاطئ إلى شاطئ آخر، وذلك بتشريح معنى الهجرة اللغوية والهجنة الثقافية والنزوح القسري، ومعنى أن تكون عالقاً بين لغتين وجغرافيتين. أن تفكّر بلغة، وتكتب بلغةٍ ثانية. كانت آخر ذكرياته في مدينة سان فرناندو، تتعلق بمنزل قديم متاخم للنهر الذي كان يفيض أحياناً فيغمر المنزل، وكانت أمه تضعه فوق طاولة أثناء انهماكها في صدّ المياه: "إذا كان عليّ اليوم، أن أقول ما هو وطني الحقيقي، فإنني أودُّ أن أقول إنّه تلك الطاولة هناك". ليس بمقدور لغةٍ جديدة إذاً، أن تحرّر المرء من موروث ماضيه، لكنه سينظر إليه بعدسة أخرى، فالمشاعر تتغيّر وفقاً للكلمات التي نستخدمها "لا يمكننا أن نروي القصة نفسها بلغتين مختلفتين"، يقول. هذا الصراع بين أمومة اللغة، وحيرة الابن ستقودنا إلى طبقات المعنى، من دون أن نتخلى عن الحليب الأول. ويوضح بأنه لم يعد ممكناً اليوم تصوّر الأدب داخل حدوده الوطنية، بعدما فرض "أدب الهجرة" حضوره، في تحرّكه على الحد الفاصل بين لغتين وثقافتين وتاريخين ومخيّلتين وموروثين. أدب يتّسم بتهجين عميق ينعكس على الأشكال الأدبية والأصوات السردية، عبر التداخل اللغوي الذي أطاح عذرية هذه اللغة أو تلك، فكل لغة تعيش مغمورة بجوقة من اللغات الأخرى نتيجة التلاقح والاحتكاك وتأثير أصوات اللغة الدارجة. هذه الانحرافات هي نتيجة لإرغام الكلمات وقواعد تركيب العبارات على قبول معانٍ أخرى، كأنها اكتشافات جديدة، على غرار نصوص صموئيل بيكيت مثلاً، الكتابة المرتحلة بين لغتين، ذهاباً وإياباً. وتالياً فإن نصوصه ليست تكراراً للأصل، بل هي افتراق عنه، نظراً لروحها الابتكارية وقدرتها على لفظ التناسخ خارجاً لمصلحة الثراء الإيقاعي. يخلص هذا الكاتب مزدوج الهوية إلى أن هوية أي بلد هي هوية لغوية قبل أن تكون هوية سياسية، إذ لطالما كان الأدب ينتج الأمة وليس العكس. لكن ريجيس دوبريه في كتابه "في مديح الحدود"، ينظر إلى المسألة من حيّز آخر معتبراً أن فحش هذا العصر "لا ينشأ عن الفائض بل عن الخسارة في الحدود". ذلك أنه لم يعد من حدود لأنه لم يعد من حدود "بين الشؤون العامة والمصالح الخاصة، بين المواطن والفرد، بين النحن والأنا، بين المصرف والكازينو، بين الخبر والإعلان التجاري، بين الدولة وجماعات الضغط، بين غرفة نوم رئيس الجمهورية ومكتبه، وقس علة ذلك". كما يعرّج على معنى الإقامة والترحال، وكيف تتفرع ثنائيات الفصل والوصل، القطيعة والاستمرارية، الجزئي والكلي، الخصوصي والعالمي… باعتبارها ثنائيات يخترقها المحلي من كل الجهات، "ثنائيات تجعلنا نضع لأنفسنا حدوداً نشعر إزاءها بالانتماء والسكينة". على الأرجح فإن الشركات العابرة للحدود خلخلت طمأنينة الحدود الآمنة للفرد وإلا ما تفسير وصول مشروبات الكوكاكولا إلى طفل حافي القدمين يعيش في قرية بائسة في عمق أدغال أفريقيا، أو نزوح الآلاف من مدنهم المنكوبة والموت غرقاً في البحر أو إقامة غيتو محلي مهاجر بكامل تقاليده الأصلية في أكثر المدن الأوروبية حداثة. لقد عملت العولمة على إلغاء الحدود لكن ما حصل فعلاً هو إيقاظ الهويات الصغرى وتفتيت المكان إلى حدود يحكمها العداء وتبادل الكراهية، وإذا بالعولمة تشطب الحدود بسطوة وإغراء السلع البرّاقة. كما ستعبر بندقية الكلاشينكوف معظم حدود العالم بوصفها رمزاً للثورات العالمية من أميركا اللاتينية إلى فلسطين، ثم استثمرتها الجماعات "الجهادية" في حروبها المتنقلة غير عابئة بالخرائط الصارمة لحدود لبلدان.