أحدث الأخبار مع #البترودولار


الأسبوع
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الأسبوع
مع زيارة ترامب للسعودية.. هل توسع المملكة حجم استثماراتها بالولايات المتحدة؟
ولي العهد السعودي مع ترامب محمود فهمي يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالياً المملكة العربية السعودية ضمن جولة تستهدف عدة دول خليجية، وتحمل في طياتها الخروج بحزم استثمارية تتخطي تريليوني دولار. وكشف تقرير لوكالة «بلومبرج» يرصد آفاق الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي، أنه ربما تتعارض آمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأمين استثمارات بقيمة تريليون دولار من المملكة العربية السعودية في ظل الطموح المكلف لتحويل اقتصاد المملكة نفسها». الاقتصاد السعودي وتبلغ تكلفة خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد البلاد المعتمد على النفط ما يقارب تريليوني دولار. وتابعت أن الحجم الهائل للالتزامات المحلية بناءا على مقابلات مع أشخاص مطلعين على الخطط، وتوقعات الحكومة الأمريكية، والتقديرات السعودية، وبيانات من شركة ميد للأبحاث - يُحدث تحولًا في دور المملكة في الاقتصاد العالمي. وبعد عقود من كسب أموال تفوق إنفاقها المحلي، وفرت للمملكة العربية السعودية فوائض ضخمة للاستثمار في الخارج، لكن بلومبرج تري أن ارتفاع الإنفاق المحلي وانخفاض أسعار النفط دفعا هذا الوضع إلى الاتجاه المعاكس. وقالت الوكالة، «لا يزال نبع البترودولار يضخ كميات هائلة من النقد، لكن تحويل الاقتصاد السعودي مسعى باهظ التكلفة.» وأشارت إلى أن المملكة تجرى خطط استثمارية ضخمة لعل أبرزها مدينة نيوم الجديدة المستقبلية، والتي قد تتجاوز تكلفتها 1.5 تريليون دولار عند اكتمالها، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية وأشخاص مطلعين على عملية الإنشاء، حيث دفعت المدينة الجديدة البلاد إلى عجز مالي متزايد، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن تبلغ تكلفة نيوم 500 مليار دولار عند الكشف عنها عام 2017. ولفت التقرير إلى أن السعودية قامت باستضافة العديد من الفعاليات العالمية التي تطلبت استثمارات واسعة النطاق، بما في ذلك معرض إكسبو العالمي 2030، وكأس العالم لكرة القدم في عام 2034، وكأس آسيا لكرة القدم في عام 2027، هذا بالإضافة إلى التوقعات بتوسع مشروع تروجينا - وهو جزء من نيوم - ليشمل 30 كيلومترًا من منحدرات التزلج لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية الآسيوية لعام 2029. وقال خبيران اقتصاديان، إن تكاليف إعداد واستضافة هذه الأحداث قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، على الرغم من عدم توفر أرقام محددة لأن الحكومة لا تقدم تفاصيل. وأكد الخبيران أن كل هذه النفقات ستحد من حجم الأموال التي يستطيع محمد بن سلمان تقديمها لترامب. وأضاف: قلصت المملكة بالفعل طموحاتها في أجزاء من مشروع نيوم، كما قام صندوق الاستثمارات العامة لدى المملكة، والذي تبلغ قيمته 940 مليار دولار، قام بتخفيض ميزانيات العديد من المشاريع، بينما يزيد الاقتراض لمواكبة التزامات الإنفاق. وأردفت، رغم انخفاض مستويات الدين حاليًا بالسعودية إلا أنها معرضة لخطر الارتفاع المطرد. وقال زياد داود، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في بلومبرج إيكونوميكس: «يسعى ترامب لجذب استثمارات بقيمة تريليون دولار، لكن السعودية لا تستطيع تحقيق ذلك»، مشيرًا إلى أن ميزان الحساب الجاري للمملكة تحول إلى سلبي خلال العام الماضي. وأضاف: «أصبحت السعودية مستوردًا لرأس المال حتى مع ارتفاع أسعار النفط نسبيًا، ومن المرجح أن تظل كذلك حتى عام 2030 على الأقل، وهذا سيُعيد تشكيل علاقتها بالاقتصاد العالمي». وأكمل: حتى لو أعلنت السعودية عن أرقام استثمارية ضخمة خلال الزيارة، وكشفت عن سلسلة من الشراكات التجارية، فقد لا يتدفق جزء كبير من هذه الأموال إلى الاقتصاد الأمريكي قريبًا. وأشارت بلومبرج إلى أن محمد بن سلمان ساعد ترامب على خفض أسعار البنزين في بلاده من خلال زيادة إنتاج النفط الخام، وهذا على عكس ما حدث عندما زار الرئيس جو بايدن السعودية، حيث رحل خالي الوفاض بعد لقائه بولي العهد الذي طلب فيه المساعدة في معالجة التضخم المتصاعد. تلقى مجتمع الأعمال في المملكة العربية السعودية اتصالات من وزارات حكومية تسعى جاهدة للحصول على معلومات حول ما تخطط شركات التجارة والاستثمار للتعاون معه في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. وقالت راشيل زيمبا، الزميلة المساعدة في مركز الأمن الأمريكي الجديد: إن «رفع الرقم المتفق عليه في السابق إلى تريليون دولار يعد أمرًا صعبًا، وقد تسعى الحكومة السعودية إلى تمديد أي تعهد لعقد أو أكثر». وأضافت لبومبرج: «بشكل عام، أعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الإعلانات والرغبة في العمل معًا - اقتصاديًا، وفي مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي، وفي مجال الاستثمار - بدلًا من اتخاذ خطوات ملموسة». وتابعت: «من المرجح أن تكون كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مرتاحتين لبعض الغموض في التفاصيل، وإيجاد مزيج من اتفاقيات الشراء، والاستثمارات المقترحة، وبعض مجالات خفض الحواجز التجارية». بن سلمان يعد ترامب باستثمار 600 مليار دولار حتى الآن، وعد محمد بن سلمان ترامب باستثمارات إضافية وتجارة مع الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، ومع ذلك، فإن أسعار النفط الخام التي بلغت حوالي 63 دولارًا للبرميل فرضت ضغوطًا جديدة على المملكة. وتشير تقديرات بلومبرج إيكونوميكس إلى أن المملكة العربية السعودية تحتاج إلى سعر 96 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها، و113 دولارًا إذا تم احتساب الإنفاق المحلي لصندوق الاستثمارات العامة على مشاريع محمد بن سلمان. وصرحت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري: «أي مطالب خارجية ستزيد الضغط على الوضع المتوتر أصلًا» وأضافت: «من المؤكد أن الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة قد بدأتا بالفعل بتأجيل بعض خطط الاستثمار المحلية، وقد تُؤخرانها أكثر أو تُقلّصان بعض خططهما الأكثر طموحًا. وهذا من شأنه أن يمنحهما مجالًا أكبر للإنفاق على المدى القصير». لكن ضغوط المالية العامة بدأت تتجلى في تسارع وتيرة إصدار الديون السعودية. اقترضت الحكومة أكبر مبلغ على الإطلاق في الربع الأول، حتى أكثر مما اقترضته في أواخر عام 2020 عندما انخفضت أسعار النفط لفترة وجيزة إلى ما دون الصفر. ديون المملكة العربية السعودية ويبلغ إجمالي ديون المملكة العربية السعودية 354 مليار دولار، أي ما يقارب 30% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى منخفض مقارنةً بمعايير معظم الحكومات الأخرى. وتحتفظ المملكة بأكثر من 400 مليار دولار من احتياطياتها الأجنبية لدى البنك المركزي، وجزء كبير منها في سندات الخزانة الأمريكية.


الغد
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
تصرفات ترامب في المنطقة تبعث على القلق
يديعوت أحرنوت بقلم: رون بن يشاي 9/5/2025 من الأفضل كتابة توقع مناخي من كتابة مقال تحليل يحاول تقدير تصريحات وخطوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التالية. فتقدير المناخ يمكن أن يعد علما دقيقا في عصر انعدام اليقين الذين يزرعه ترامب حوله منذ دخل البيت الأبيض، لكن بعد أكثر من مائة يوم من ولاية ترامب الثانية بات ممكنا لنا أن نتميز بضعة مبادئ توجه عمله. استنادا إلى هذه المبادئ يمكن محاولة فهم ما ننتظره في زيارته القريبة إلى الشرق الأوسط التي ستبدأ الأسبوع القادم ولن تشمل إسرائيل وربما أيضا نفهم ما الذي سيصرح به بعد أقل من يوم – تصريح حسب ترامب نفسه يفترض أن يكون علامة طريق في سياسة الإدارة الأميركية الحالية الشرق أوسطية بعامة والغزية بخاصة. اضافة اعلان واضح تماما في الظروف الحالية بأن ترامب ورجال إدارته المقربين منه يتطلعون لأن يسجلوا في صالحه إنجازات في مجال السياسة الخارجية والاقتصاد. هذه الحاجة لعرض إنجازات للجمهور الأميركي تأتي للتغطية على الأضرار الجسيمة التي تلحقها سياسة الجمارك والتعريفات المتذبذبة لترامب بالتجارة الدولية والاقتصاد الأميركي. مواطنو الولايات المتحدة يبدأون فقط بالإحساس بارتفاع الأسعار والضرر للاقتصاد النابعة من انعدام الاستقرار الذي تزرعه خطوات ترامب. على كل هذا كفيل بأن يغطي الإنجاز الذي يتطلع إليه ترامب في زيارته إلى السعودية، قطر واتحاد الإمارات. فهو يتوقع ببساطة أن يجلب لدى عودته إلى الوطن في واشنطن عشرات مليارات الدولارات في توصيات بالتزود بالسلاح الأميركي وباستثمارات دول الخليج العربية السنية الثرية بالبترودولارات، في الاقتصاد الأميركي. لكن الرئيس الأميركي يعرف جيدا بأن السعوديين والقطريين يريدون أكثر بكثير من الولايات المتحدة من مجرد مزيد من دمى حرب حديثه تبيعها لهم واشنطن. حتى لو زودتهم الولايات المتحدة بطائرات إف 35 وذخيرة دقيقة للمدى البعيد، فإن السعودية، قطر، اتحاد الإمارات والكويت سيواصلون الخوف من الإيرانيين. للدقة، من إمكانية أن يكون لإيران سلاح نووي. وعليه فمهم جدا للسعودية أن توفر الولايات المتحدة لها قدرة تنمية واستخدام قوة نووية لأهداف مدنية. الدول السنية وعلى رأسها السعودية باتت تفهم منذ الآن بأن الولايات المتحدة ستسمح لإيران بالإبقاء على برنامج نووي مدني، وهم يعرفون على نحو ممتاز، مثل إسرائيل، بأن الانتقال من برنامج نووي لأغراض مدنية إلى تطوير قدرات سلاح نووي ليست مشكلة معقدة. وعليه فقد طلب السعوديون من إدارات أميركية سابقة، بما فيها إدارة ترامب نفسه مساعدتهم في أن يكون لهم برنامج نووي مدني بالضبط مثلما سيكون على ما يبدو لإيران، انطلاقا من الفهم إياه بأنه يمكنه بجهد غير كبير أن يتحول، مع الميزانيات التي لدول النفط إلى برنامج نووي عسكري. هذا بالضبط هو السبب الذي جعل الولايات المتحدة لا ترغب في أن توفر لهم هذه القدرات حتى الآن، والآن على ما يبدو، حسب وكالات الأنباء سيعلن ترامب بأن الولايات المتحدة مستعدة لأن تغير سياستها في هذا السياق وتساعد السعودية على إيجاد برنامج نووي. معقول الافتراض أن هذا الموضوع سيندرج في تصريح ترامب، لكن السعوديين والقطريين لن يكتفوا بذلك. فدول الخليج السنية ترى أيضا في القصة الغزية متفجرا يمكنه أن يشعل حربا إقليمية وأن يثير ضدها الجماهير في الداخل. فهي تريد لترامب أن ينهي لهم الحرب في غزة أو على الأقل أن يحقق هدوءا مستقرا لمدى زمني طويل. هم يريدون استئناف المساعدات الإنسانية لغزة؛ هم يريدون وقف نار مستقر طويل المدى؛ هم يريدون حكما فلسطينيا في القطاع في "اليوم التالي"؛ والسعوديون قالوا أيضا بصراحة أنهم يريدون مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على إقامة دولة فلسطينية – ليس اتفاقا منتهيا على إقامة دولة فلسطينية في غزة وفي الضفة بل بداية مفاوضات عملية. يشارك في هذا التطلع بالطبع مصر والأردن. بسبب حقيقة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض بالقطع حكم السلطة الفلسطينية في غزة والمفاوضات على دولة فلسطينية فيبدو أن موضوع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية لم يعد على جدول الأعمال. في إسرائيل، الخوف العظيم هو ما كفيل ترامب بأن يعرضه على السعوديين، القطريين واتحاد الإمارات. فإسرائيل تخشى جدا برنامجا نوويا سعوديا اذا كانت فيه قدرة سعودية مستقلة لتخصيب اليورانيوم، وكذا من ألا يراعي ترامب مصالحها في رزمة المخطوفين، مقابل وقف نار واليوم التالي الذي يعرضه على السعودية. لهذا الغرض يوجد وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر في واشنطن، وهو يحاول تحقيق أمرين: الأول ألا يفاجئ ترامب إسرائيل، والثاني ألا يدفع ترامب لدول الخليج العربية مقابل استثماراتها في الولايات المتحدة بعملة غزة، بتنازلات إسرائيلية تسمح لحماس بالبقاء بسلاحها وزعمائها في غزة ولا تضمن تحرير كل المخطوفين الأحياء والأموات. عامل آخر مؤثر جدا على سياسة ترامب هو الصراع الجاري في البيت الأبيض بين كتلتين شديدتي القوة. كتلة "الانعزاليين"، والثانية هي "الصقريين"، المحافظين الجدد. المعركة ضد الحوثيين كلفت مالا طائلا على دافع الضرائب الأميركية، وترامب لا يحب تبذير المال. بالتأكيد عندما يحذره الانعزاليون في البيت الأبيض بأنه سيتورط مثل بوش وأوباما في العراق ومثل بايدن في أفغانستان. وعليه فترامب مثل ترامب: أعلن عن النصر وعن إنهاء حملة "Rough Rider". الحقيقة هي أنه عندما بدأت الولايات المتحدة الحملة، فإنها فعلت ذلك بتصريحها بأن غايتها هي السماح بحرية الملاحة في مضائق بان المندب وكل الدول بينما الاتفاق مع الحوثيين لا يتحدث إلا عن سفن أميركية، وهو الأمر الهامشي في نظر ترامب. فهو يريد النصر وبالتالي أعلن عن النصر. هذا بالضبط ما يرفع مخاوف إسرائيل إلى الذروة. في إسرائيل يتبلور الفهم بأن ترامب، مثلما تصرف في القصة الحوثية، سيتصرف في قصة الاتفاق مع إيران. وهو ببساطة سيعلن بأن هذا اتفاق أفضل بكثير من الاتفاق الذي حققه أوباما في 2015 حتى لو سمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم والبقاء في مكانة دولة حافة نووية. إسرائيل في مثل هذا الوضع لن تتمكن من مهاجمة وتحييد البرنامج النووي الإيراني حتى لو كانت للجيش الإسرائيلي القدرة العسكرية لفعل. لكن من الخطأ أن نفهم أعمال ترامب وكأنها تنبع من خصومة شخصية مع نتنياهو. هو ببساطة يفعل ما يراه منطقيا وضروريا في تلك اللحظة من زاوية نظر أميركية أو لأن هذا ما همس به آخر شخص في أذنه. يوجد في إسرائيل كثيرون وأنا منهم يتوقون منذ الآن للرئيس بايدن وإدارته. صحيح أنهم قيدوا أيدي إسرائيل في بداية الحرب وأخروا إرساليات الذخائر لكن لدى إدارة بايدن كنت تعرف بالضبط أين تقف، ماذا يمكنك وماذا لا يمكنك عمله. أما لدى ترامب فكل الخيرات مفتوحة بما فيها الأسوأ.


جريدة الرؤية
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
التحول في الصناعة واللوجستيات
صالح بن أحمد البادي تُركز حرب الرسوم الجمركية في أحد أهم أهدافها على إعادة قوة الصناعة وأحجامها إلى عمق أمريكا، ويبدو أن مرحلة مهمة من محاولات تحفيز الصناعات تعود لتكون الواجهة. سيكون على أمريكا أن تفعل مجموعة من العوامل لتحقيق ذلك الهدف. ما سيصدمكم هنا أنه ورغم أن أمريكا هي أكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي إلا أن الصيًن هي أكبر اقتصاد من حيث التصنيع. والتصنيع ليس فقط إنتاجا؛ بل ما يهم التنافسية في كلفة الإنتاج والسيطرة اللوجستية والأهم أيضًا السيطرة على المواد الخام وربما يصدمكم أمرٌ آخر أن مواد الخام ولوجستيات المواد الخام تسيطر عليه بهدوء الصين ففي أفريقيا وفي غيرها من بقاع الأرض تتواجد مواد خام تسيطر بها الصين على عناصر التصنيع وقدراته. ومعظم أشباه الموصلات وغيرها تتقدم بها الصين بشكل باهر بل وربما صدمكم التحول الذي حدث بالصين حيث تفوقت صناعاتهم في شأن أشباه الموصلات وغيرها وظهرت منتجات تنافسية بثورات تكنولوجية وتنافسية لا تخطر على بال. إنها محاولات جيدة من أمريكا لإعادة الهيبة والحجم في الصناعة الأمريكية والتنافسية لكن الأمر ليس سهلا. لماذا ليس سهلا.! لأنَّ الصين تقدم تنافسية شمولية وليست أحادية تطرح بعضا من تفاصيلها تاليًا. تنبهت الصين لمسألة هامة جدا وهو أن كلف الإنتاج ترتفع نتيجة النمو والازدهار الذي يعيشه الصيني وزيادة كلفته والمدن الجديدة والمتجددة وكلف حياة المدن والنمو الذي يشهده الاقتصاد الصيني والذي يتحول لكلف أعلى. ولحلحلة مستدامة تحركت الصين بشكل مباشر للتوسع في مدن التصنيع بشكل كبير حيث تقلل الكلف وتمنح الصناعة حقها من المساحات المطلوبة وتسمح بتقليل نمو كل متر من كلف الأرض وكلف البناء وتسهيل كلف تمويل الصناعة والدخول بشغف في استخدام أفضل التقنيات وأنظمة المعلومات والذكاء الصناعي التنافسي بشكل أذهل العالم. تحركت الصين لأمر غاية في الأهمية قبل أكثر من 35 سنة فقررت أن أفضل وسيلة لإبقاء التنافسية هي في كلف اللوجستيات التنافسية، فبعد أن غطت أفريقيا بخطوط سكة تمتد على كافة أرجائها تحولت لتصنع منظومة لوجستية عالمية عبر طريق الحرير وما حوله. ما يرتفع من كلف الإنتاج داخل الصين وحولها تخفضه كلف اللوجستيات وسيطرة النقل إلى أصقاع الأرض. فيصل المنتج إلى أيادي المستهلك بسعر تنافسي يبقيها مسيطرة لما لا يقل عن مئة سنة أو يزيد. ولأن عملة أي دولة تحفزها الحركة التجارية والتصنيعية بين الدول سيطرت الصين على كلف الإنتاج بتقليل نموها وعوضت نمو كلفها الطبيعي بكلف لوجستيات أرخص وإدارة دفة تلك اللوجستيات وأعطت عملتها حجم أعمال ضخم تسيطر عليك بكل مفاصله فجاءت محاولات حثيثة لإنشاء مصرف عالمي بحجم البنك الدولي وكذلك منظومة اقتصادية بريكس أو بريكس بلس. وفي وقت كانت أمريكا والغرب منشغلين بالسياسات والحروب ومناطق ثراء النفط والغاز والتحالفات الجيوسياسية كانت الصين تعمل في هدوء على تطوير سياستها وقدراتها وإمكانياتها الاقتصادية والتصنيعية واللوجستية بالعالم لتحتل اليوم المركز الأول كأكبر اقتصاد تصنيع على وجه الأرض وكأكبر اقتصاد مؤثر ومنافس ومتمكن تصنيعيا ولوجستيا وبكلفة نهائية تنافسية. ولأن العملة وقوتها مرتبطة بحركة التجارة والتصنيع سيظهر مقالنا القادم كيف يمكن لسلة عملات أن تهيمن على سوق كان الدولار البترولي أو البترودولار يسيطر عليه لسنوات طويلة. وهيمنة العملات تنبع من قوة اقتصادك وانتشارك اللوجستي ومتانة دائرة القدرات التي تملكها للسيطرة على سلسلة التوريد العالمية والتي برعت بها الصين آخر عشرين سنة من كافة أطرافها سواء سلاسل التوريد للمواد الخام أو سلاسل التوريد للمنتجات النهائية ومنظومة مصارف مالية تحاكي نظيراتها العالمية.


جريدة الرؤية
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- جريدة الرؤية
مافيا الـ"pay pal"
الطليعة الشحرية مشهد الولايات المتحدة الآن بقيادة الرئيس دونالد ترامب يُمثل مسرحية هزلية ساخرة لانحدار القوة المطلقة التي سيطرت عقودًا على العالم، نحن أمام أمريكا جديدة وعالم ترامبي ملكي جديد ومهزوز يحكمه مافيا الباي بال. تلك السياسية الفوضوية وجملة التصريحات الرعناء التي يتشدق بها الملك ترامب بضم كندا وجيرنلاند وقناة بنما والمريخ، وتحولت تلك التصريحات من رأي شخصي يتصدر الترند على منصات التواصل الاجتماعي إلى أجندة سياسية مدعومة من أباطرة وادي السيليكون. ولا تزال صور اصطفاف أباطرة وادي السيليكون في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاضرة في الأذهان وتعطي مؤشرات ودلالات على حجم ما يحظون به من تقدير فائق، إنهم أصحاب شركات التكنولوجيا الأغنى والأكبر في العالم، جمعتهم صورة مُعبّرة، ظهر فيها كل من جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون، وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا وسبايس إكس"، ومارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (المالكة لواتساب وفيسبوك وإنستجرام)، إضافة لحضور كل من سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة Open Ai (المالكة لتطبيق تشات جي تي بي)، وشوو زي تشو الرئيس التنفيذي "لتيك توك"، ومستثمرين عدة في المجال التكنولوجي. إنها صورة للجنود الملتزمين بقضيه ترامب الأزلية: "إعادة أمريكا عظيمة مجددًا"، الذين اتخذوا طريقهم نحو هذه الغاية بمساندتهم ترامب، وتعبيد الطريق له ماليًا وتقنيًا للفوز بولايته الثانية. غير أن ترامب يظهرهم في المقدمة ليس لشكرهم فحسب، وإنما ليخبر الجميع أن هؤلاء جزء من الطاقم الموسّع الذي سيحكم معه في ولايته هذه، وهم أيضًا سلاحه الذي سيتحكم من خلاله في الأخبار والمعلومات وصناعة المستقبل. تلك الصورة الجماعية لعُصبة مافيا الباي بال والرئيس السمسار لأكبر قوة مهيمنة يعلنون رسميًا صناعة عالم جديد الغلبة فيه للفاشية التكنولوجيّة وأفول العصر الذهبي للولايات المتحدة التي وضع أُسسها فرانكلين روزفلت في مؤتمر يالطا في 1945م؛ حيث انعقد اجتماع في منتجع روسي في شبه جزيرة القرم أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي يالطا، اتخذ الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ورئيس الوزراء السوفييتي جوزيف ستالين قرارات مهمة بشأن التقدم المستقبلي للحرب والعالم بعد الحرب، وعلى إثرها بزغ عالم "البترودولار" وربط النفط بعُملة الدولار الأمريكية وإنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة، وهنا تم الإعلان الضمني لصعود وهيمنة قوة استعمارية جديدة ونظام اقتصادي أحادي القطب. لم تستخدم أمريكا نظرية الاستعمار المعهودة بالاستيلاء على الأرض واستغلال الثروات على غرار الإمبراطورية الإمبريالية البريطانية، بل استحدثت نظرية جديدة للاستيلاء على العالم وذلك بالاستيلاء على الممرات المائية العالمية البحرية، لذا نجد اليوم انتشار أكثر من ألف قاعدة بحرية أمريكية في أهم الشواطئ العالمية. لقد حكمت الولايات المتحدة على العالم بالبترودولار وصندوق النقد الدولي والسيطرة على الممرات المائية. وسيطرت المنظومة الأمريكية أحادية القطب على الاقتصاد العالمي إلى أن طرق جورج بوش الابن مسمار الانحدار الحقيقي لهذه المنظومة بحروب عبثية وهمية على الإرهاب المدعوم من لوبي مجمع تصنيع السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية. وتؤدي جماعات الضغط المعروفة بـ"اللوبيات" دورًا حاسمًا في رسم ملامح السياسات العامة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. كما تمثل أنها مؤسسات من قطاعات مختلفة مثل الشركات الكبرى والجمعيات المهنية والمنظمات غير الربحية، التي تسعى لفرض سيطرتها على صناعة القرار باستعمال قوة المال بدرجة أولى، وعبر وسائل التأثير على الرأي العام. ولهذا السبب، منذ فترة طويلة، وصف الرئيس دوايت أيزنهاور، الذي كان جنرالًا بخمس نجوم قبل توليه الرئاسة، الإنفاقَ العسكرية بأنه سرقة، وهم القوة التدميرية الأكثر تجاهلًا في العالم، أنها القوة التي سببت العديد من المشاكل الكبرى في الولايات المتحدة والعالم اليوم. وقد حذّر أيزنهاور الأمريكيين منها في خطبة وداعه في العام 1961، حين أطلق عليها للمرة الأولى اسم "المجمع الصناعي العسكري". ومُواكبة للمجمع الصناعي العسكري الثورة الاصطناعية والذكاء الاصطناعي، وَقَع تحالف وتعاون بين شركات صناعة الأسلحة وشركات التكنولوجيا في وادي السيلكون لإنتاج أنظمة وأسلحة أكثر تقدمًا، تشمل روبوتات وحوسبة سحابية وتحليل البيانات الضخمة وأسلحة ذاتية التشغيل وذلك نتيجة لزيادة المنافسة مع الصين وروسيا على امتلاك تقنيات متطورة وثورية؛ مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وتقاطعت المصالح مع حاجة وداي السيليكون لتمويلات ضخمة. لذا يمكن لنا أن نفهم دلالات إعلان الرئيس ترامب عن استثمار القطاع الخاص ما يصل إلى 500 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في ثاني يوم من استلامه منصبه. كما قام الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة %25 على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة دون استثناءات أو إعفاءات. ورغم أن الولايات المتحدة تحصل على معظم وارداتها من الصلب من كندا والبرازيل والمكسيك، إلّا أن الرسوم الجمركية تستهدف الصين إلى حد كبير، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر. وفرض جمركية جديدة بنسبة10% على الصادرات الصينية؛ مما دفع الصين إلى اتخاذ تدابير انتقامية شملت تحقيقات لمكافحة الاحتكار، وفرض رسوم على واردات أمريكية، وتشديد قيود التصدير على معادن حيوية والتي تُسيطر الصين على 90% منها. منع الولايات المتحدة الصين من الحصول على النانو تكنولوجي والذكاء الاصطناعي، دفع الصين الى الرد بالمثل ومنعت المعادن النادرة التي تمثل عصب التصنيع في التكنولوجيا المتطورة. وسنجد هذه المعادن النادرة في جرينلاند، وجنوب أفريقيا، والكونجو، وزيمبابوي، وأوكرانيا. وهذا ما يفسر تصريحات غير منطقية بضم جرينلاند والاستيلاء على مخزون أوكرانيا من المعادن النادرة مقابل فاتورة الحرب مع روسيا، والتلويح باتهام جنوب أفريقيا بالعنصرية ضد البيض. كل من يطوق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واللوبي الرئيسي الداعم في الانتخابات الأمريكية وصاحب اليد العليا في وضع الأجندة السياسية الجديدة، هم أعضاء مافيا الـpay pal (باي بال) والتحالف الخفي بين عمالقة وادي السيليكون و"المجمع الصناعي العسكري". وشراكة المؤسسة العسكرية القديمة مع أباطرة وادي السيلكون الشريان الأكثر نبضًا وحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية وتحالف أباطرة التكنولوجيا مع ترامب الملك العائد بروح المنتصر المنتقم، تمخض كل ذلك في مشهد هزلي ساخر لملك سمسار نرجسي استعراضي يثير الجدل ويُحقق أطماع وجشع أباطرة التكنولوجيا الفاشيين وتجار المصنع الدموي العسكري. لم تكن رؤية إيلون ماسك في غرفة الرئيس الأمريكي البيضاوي بقبعته المُميزة وملابسه غير الرسمية، وابنه المشاغب متدلٍ من عنقه، تجعل منه الرمز الأكثر إثارة في هذا المشهد، عندما تم إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وقف ماسك أمام الصحافة بنبرة متعجرفة ساخرة ليؤكد أن إغلاقها كان قرارًا صائبًا، وبينما كان ابنه "إكس" يمازح الرئيس ترامب قائلًا: "أنت لست الرئيس، عليك المُغادرة"، لم يجد ترامب إلا أن يبتسم ابتسامة متكلفة أثناء توقيعه على مرسوم إغلاق الوكالة. هذا المشهد يُعلن بزوغ عُصبة ونظام عالمي جديدة جشع احتكاري مُتخبِّط وفوضويّ ويعلن بكل جدارة انهيار العصر الذهبي الذي بناه روزفلت وظهور فرصة ذهبية يجب اقتناصها وكسر الحصار والاحتكار الاقتصادي والتحرر من المنظومة المُنحدرة المُنشغلة بحروب داخلية مع مُؤسساتها وأذرعها وخلق تحالفات وتكتلات اقتصادية ومؤسسات نقدية وعسكرية تكاملية تخترق الطوق والحصار.


البورصة
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- البورصة
كبار منتجي "أوبك" يرفعون أسعار النفط بعد تشديد العقوبات على روسيا
تسمح العقوبات الأميركية الصارمة على النفط الروسي لأكبر المنتجين في الشرق الأوسط برفع الأسعار لأسواقهم الرئيسية بأكبر قدر منذ سنوات، الأمر الذي يُساعد في جذب المزيد من إيرادات البترودولار لتلبية احتياجات التمويل الضرورية. رفع العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، سعر بيع خامه الرئيسي إلى آسيا لأعلى مستوى منذ سبتمبر 2022. شهدت السعودية زيادة كبيرة في الأسعار الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت الأسعار في الإمارات إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر. تواجه روسيا نقصاً وشيكاً في الناقلات التي تنقل النفط، كما تواجه إيران تهديداً متجدداً بفرض عقوبات أكثر صرامة، مما يجبر المشترين على البحث عن إمدادات بديلة من الخام الشرق أوسطي المماثل، الأمر الذي يساهم في ارتفاع أسعار النفط بالمنطقة. استمرت مقايضات دبي (العقود المالية التي تُستخدم لتحديد سعر خام دبي)، المعيار الرئيسي لتسعير النفط في منطقة الخليج، في الارتفاع، حسب بيانات شركة 'بي في إم أويل أسوشياتس' (PVM Oil Associates). وصل الخصم على العقود المستقبلية لخام برنت (أو أي خام قياسي آخر في المنطقة) إلى أدنى مستوى له منذ يونيو يوم الجمعة، في إشارة إلى تزايد الطلب على نفط المنطقة. يُرجح أن توفر زيادة أسعار النفط الخام بعض الدعم المالي لدول المنطقة. في حين تظل أسعار النفط أدنى بكثير من المستوى الذي تحتاجه السعودية لموازنة خطط إنفاقها الضخمة، فإن أي ارتفاع في الأسعار قد يخفف الضغوط على المملكة، التي تُعد من بين أكبر مصدري السندات في الأسواق الناشئة خلال العام الماضي. يحاول العراق تحقيق أكبر قدر ممكن من الإيرادات من خلال ارتفاع الأسعار لتعزيز أوضاعه الاقتصادية. تحسّنت هوامش التكرير في آسيا خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما خفضت بعض المصافي الإنتاج،وهو عامل آخر لعب دوراً في الزيادات الكبيرة في الأسعار. تحدد كبرى الدول المنتجة في الشرق الأوسط أسعار النفط لمشتريها بموجب عقود طويلة الأجل غالباً على أساس شهري، فيما تضطلع السعودية، أكبر مصدر للنفط، بدور الريادة في تحديد شروط التسعير في المنطقة. رفع العراق سعر خام البصرة المتوسط بمقدار 2.60 دولار للبرميل، ليصل إلى علاوة قدرها 2.65 دولار فوق المعيار الإقليمي للمشترين في آسيا خلال مارس، وفقاً لقائمة الأسعار الصادرة عن شركة تسويق النفط الحكومية (سومو). سيرتفع سعر خام البصرة الثقيل بمقدار مماثل، ليصل كلا الصنفين إلى أعلى مستوى لهما منذ سبتمبر 2022. ارتفعت أيضاً أسعار إمدادات الخام لشهر مارس من أبوظبي وعُمان، ويتم تحديد أسعار نفط الدولتين المنتجتين من خلال التداول في البورصات. سيُباع نفط مربان، الخام الرئيسي في أبوظبي، مقابل 80.22 دولار للبرميل في مارس، من 73.28 دولار في فبراير. وشهد الخام العُماني ارتفاعاً مماثلاً بأكثر من 7 دولارات للبرميل من شهر لآخر. : أوبكالنفطالولايات المتحدة الأمريكيةروسيا