أحدث الأخبار مع #البيتلز


العربي الجديد
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربي الجديد
"جرائم عائلة مانسون" وجنون المؤسسة الأمنية الأميركية
عاد المخرج إيرول موريس، أخيراً، بفيلم وثائقي جديد يحمل عنوان Chaos: The Manson Murders (فوضى: جرائم عائلة مانسون). موريس الذي صنع فيلم "الخط الأزرق الرفيع" عام 1988، يدخل مجدداً إلى منطقة رمادية في التاريخ الأميركي، وكعادة صاحب السرد الوثائقي السحري، لا يكتفي بإعادة سرد التفاصيل المعروفة، بل يحفر تحت سطح الرواية الرسميّة التي صاغها المدعي العام فينسينت بوغليوسي في كتابه الأكثر مبيعاً "هيلتر سكيلتر"، يتساءل موريس، الحائز جائزة أوسكار عام 2003 عن فيلم "ضباب الحرب": ماذا يوجد خلف الفوضى التي سببتها جرائم عائلة مانسون؟ جرائم عائلة مانسون التي هزت أميركا في 1969، وقُدّمت للجمهور بقوالب ترفيهية متنوعة. يقترحها موريس، هذه المرة، بعدسة جديدة، عدسة فلسفية تعيد تشكيل الواقع ضمن عوالم موازية، البحث في هذه الفوضى أو كما سماها الإعلام الأميركي حينها بمجزرة الهيبيز المجنون، هو تحدٍّ جديد يقدمه موريس للجمهور، يقلّب الحقائق المطلقة ويحول القصة إلى فنٍّ يبحث عن اللايقين، متحدياً بذلك حدود السينما الوثائقية. الفيلم من إنتاج " نتفليكس "، ويحمل بصمتها على إيقاعه السريع وبُنيته ثلاثية الفصول: الجريمة ثم التحقيق ثم الكشف، بلغة بصريةً توفيقيةً تهدف إلى جذب أكبر جمهور. ليواجه موريس رواية المدعي العام، استند إلى كتاب الصحافي توم أونيل، "الفوضى: تشارلز مانسون، وكالة المخابرات المركزية، والتاريخ السري للستينيات"، إذ لا تُروى قصة جرائم القتل بقدر ما يروي قصة السرديات المتنافسة حولها. القاتل المجنون مانسون يتحول هنا إلى لعبة في يد أطراف خفية، بعد أن اكتشف الكاتب أنه مجرد ضحية لمشروع MKUltra السري لوكالة المخابرات المركزية، الذي استهدف التحكم في العقول عبر المخدرات المهلوسة. الفيلم يبدأ بتحطيم التمثال الأيقوني لمانسون بوصفه المعلم الشيطاني الذي خطّط لحرب عرقية مستوحاة من أغنية لفرقة البيتلز. بدلاً من ذلك، يعيد موريس تركيب الصورة عبر مقابلات موسعة مع أونيل، الذي قضى عقوداً في تتبع خيوط المؤامرة. نتابع سرداً مُضاداً يشير إلى أن المدعي العام الطموح بوغليوسي، اختلق نظرية "هيلتر سكيلتر" لتبسيط القضية وبيع كتابه، متجاهلاً أدلة تربط مانسون ببرامج حكومية سرية. يكشف أونيل عن وجود لويس ويست، وهو طبيب نفسي مرتبط بـMKUltra، يعمل في عيادة هايت-أشبوري المجانية التي ارتادها مانسون وأتباعه. الفيلم يربط بين تقنيات غسل الدماغ التي استخدمها ويست في تجاربه، وتلك التي مارسها مانسون على عائلته المصطنعة، مُلمحاً إلى أن الأخير ربما كان جزءاً من تجربة أكبر، أو على الأقل مُستفيداً من مناخٍ سمح بوجود مثل هذه البرامج. يعتمد المخرج على أسلوب بصري مميز، فيستخدم اللون الأحمر رمزاً مركزياً في مشاهد إعادة تمثيل مسرح الجريمة، جميع اللقطات التي تخفي خلفها قصصاً أخرى يشوهها المخرج بدماء افتراضية، كمشهد مانسون وهو يبتسم كنبي هيبي، أو مشهد الصينية المليئة بمقل العيون البلاستيكية، استعارةً عن تهشم الرؤية وزيف الصورة العامة. المشاهد تُعيد سرد الجرائم بتفاصيلها المعروفة (مقتل شارون تيت، الكتابات بالدم... إلخ) بطريقة تقليدية تكاد تكون مملّة. يحدث التحول عندما ينتقل موريس إلى عوالم المؤامرة التي احترف التعامل معها. هنا، يصبح الإيقاع أشبه بتحقيق بوليسي، فكل دليل جديد يقلب الطاولة. يتردّد الفيلم في تقديم استنتاجات حاسمة، ويترك المشاهد في حيرة: هل مانسون دمية مخابرات؟ أم أن أونيل وقع في فخ نظرية المؤامرة؟ والجواب هو أن موريس يُفضّل اللعب في المنطقة الرمادية. إنه فيلم عن قوة السرديات، وعن كيف تُصنع الحقائق وتُشوَّه في خضمّ الأجندات السياسية والإعلامية. اتهامات أونيل بوجود صلة بين مانسون وبرنامج MKUltra تفتح ملفّاً عن جنون المؤسسة الأمنية في حقبة الستينيات، إذ حوّلت الحكومة مواطنيها إلى فئران تجارب في سعيها إلى التفوّق على الاتحاد السوفييتي. يفضح الوثائقي أيضاً دور الإعلام في تحويل مانسون إلى وحش استثنائي لتعمية الرأي العام عن فشل الدولة في حماية مواطنيها من تجاربها السرية، كما حوّل "هيلتر سكيلتر" الهيبيز إلى تهديد وجودي، بعد أن تحوّلت أحلام السلام إلى كوابيس بفضل مخدرات وكالة المخابرات. نجوم وفن التحديثات الحية انطلاق مسابقة يوروفيجن وسط احتجاجات على مشاركة إسرائيل في فيلموغرافيا موريس، سيكون لهذا العمل مكانةُ الوثائقي الانتقالي، هو الجسر بين عصر الأفلام السينمائية المُلتزمة وعصر المنصات التي تطلب المحتوى ذا الإيقاع السريع. لكن حتى في هذا الإطار، يظل موريس قادراً على طرح الأسئلة المحرجة عن دور الدولة في صناعة الوحوش، وعن سهولة تحويل الحقيقة إلى سلعة. يُصرّ المخرج على أن الجرائم نفسها، رغم فظاعتها، تصبح ثانوية أمام صراع السرديات في عصرنا المليء بنظريات المؤامرة والأخبار المزيفة. ينجح الفيلم بفضل جرأته في تشريح الأسطورة، وبصرياته المُقلقة التي تعلق في الذاكرة وعنوان الفوضى يدل على فوضى الحقائق والأخلاق والتاريخ.


Independent عربية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي
لم يكن هذا المشهد شبيهاً بوصول "البيتلز" إلى مطار جون أف كينيدي في نيويورك. "أين كل الشباب الصاخبين الذين يصرخون عادة؟" تساءل جورج مايكل وهو يطالع قاعة الوصول في مطار بكين الدولي في أبريل (نيسان) من عام 1985، ليجد الصمت مطبقاً في فرع نادي "كلوب تروبيكانا" في شرق آسيا. وصلت فرقة "وام!" Wham! إلى الصين وهي في ذروة شهرتها، مع ذلك، وبدلاً من أن يشق عضواها طريقهما وسط جموع الفتيات الصارخات كما جرت العادة في كل مكان، استُقبل نجما البوب الشهيران، بعيونهما الواسعة وابتسامتيهما الساحرتين، بعدسات باردة: بضعة مصورين، قاعة مليئة بناظرين مذهولين، ومجموعة من المسؤولين الحكوميين ببدلاتهم الرسمية. كان أحد مستقبليهم قد اصطحب طفله معه، فاقترب الصغير من أندرو ريدجلي، زميل جورج مايكل، مرتدياً زي جيش التحرير الشعبي الصيني، ليلتقط صورة على عجل، ثم فر راكضاً وكأنما رأى شبحاً. قال ريدجلي ضاحكاً: "أظن أنني أفزعته تماماً"، من دون أن يدرك أنه كان يعيش لحظة تجسدت فيها بصورة مصغّرة رمزية دخول أول فرقة بوب غربية إلى الصين، في جولة أقيمت قبل 40 عاماً. في آخر الفريق، كانت المغنية المرافقة جانيت موني واحدة من بين 11 موسيقياً ومرافقاً اصطحبوا جورج وأندرو إلى هذا الإقليم الجديد والغريب والمثقل بالإجراءات الرسمية. تقول اليوم لـ"اندبندنت": "لم نخض تجربة كهذه من قبل... في كل مكان ذهبنا إليه، كانت الجماهير تستقبلنا كنجوم، إلا في الصين. لم يكن لديهم أي تجربة سابقة مع ثقافة البوب الغربية. لا أعتقد أنهم عرفوا شيئاً عن ثقافة المعجبين المنتظرين عند أبواب المسارح أو ما شابه ذلك". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بحلول عام 1985، كان هذان الفتيان الساحران من مقاطعة هارتفوردشير البريطانية قد اجتاحا ما يقرب من 80 في المئة من خريطة العالم. جعلتهما أغنيات ناجحة مثل "يا أولاد الحيّ، انطلقوا!" (يونغ غانز) Young Guns (Go for It) و"فتيان سيئون" (باد بويز) Bad Boys نجمين لامعين بين ليلة وضحاها في سباقات القوائم البريطانية، أما ألبومهما الثاني الصادر عام 1984 بعنوان "حقق نجاحاً كبيراً" (مايك إت بيغ) Make It Big فقد كان اسماً على مسمى وحقق نبوءته. فقد تصدرت أغنيتا "أيقظني قبل مغادرتك" (وايك مي أب بيفور يو غو-غو) Wake Me Up Before You Go-Go و"همسات طائشة" (كارليس ويسبر) Careless Whisper القوائم على ضفتي الأطلسي، دافعتين بالألبوم نحو تحقيق مبيعات تجاوزت 10 ملايين نسخة. وفي الصين، التي كانت لا تزال مغلقة إلى حد كبير أمام الموسيقى الغربية في مطلع الثمانينيات، كان حضورهما باهتاً. إلا أن عرضيهما الرياديين في الساحات الصينية خلال 10 أيام (علماً أن جان-ميشيل جار كان الغربي الوحيد الذي سبقهما إلى هناك عام 1981) جاءا بمثابة جولة تكريمية عالمية للفرقة، وأيضاً كتجربة ثقافية عابرة للحدود كسرت الحواجز وزرعت بذور الانفتاح في الأفق الصيني عقوداً تالية. لكن، خلف مشاهد الاستقبالات الدبلوماسية المهذبة، والمسرات المبهرة التي رافقتها تسريحات الشعر المبالغ فيها وألحان البوب الصاخبة، كانت الجولة تخوض في دوامة من القمع والمناورات السياسية والخوف المكشوف. كان تمويلها يأتي من الحكومات، بينما كانت كل من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والشرطة السرية الصينية تحاولان استغلالها لأغراض استخباراتية ودعائية. لكن ما السبب الحقيقي وراء غياب 1000 معجب يشدون شعورهم وهم يرقصون على إيقاعات فرقة "وام!" الجنونية في مطار بكين؟ ببساطة هو أن مدير الفرقة، سايمون نابير بيل، العقل المدبر ومنسق الرحلة، رفض أن يدفع للحكومة الصينية ثمن تزويدهم بالحشود. إن حصول الجولة أصلاً كان إلى حد كبير بفضل مناورات شخصية غامضة تُدعى "البروفيسور رولف". فحين أُوكلت إلى نابير-بيل عام 1983 مهمة جعل فرقة "وام!" الأشهر عالمياً في غضون 12 شهراً (وإلا فسيُفسخ عقد إدارتها)، تعهّد هو وشريكه في شركة التسجيلات "بيغ لايف" Big Life Management، جاز سمرز، باختراق السوق الصينية التي تضم 400 مليون شاب تراوح أعمارهم ما بين 14 و35 سنة. وخلال أول رحلة استكشافية له، أمضى نابير-بيل أياماً يتصل عشوائياً بوزراء في الحزب الشيوعي الصيني، ويدعوهم إلى الغداء لمناقشة الإمكانات الاستثمارية الضخمة لموسيقى البوب الغربية، من دون أن يحقق شيئاً. لكن على متن طائرة متجهة إلى اليابان، التقى رجلاً يُدعى "البروفيسور رولف"، قال إنه يملك علاقات داخل الحكومة الصينية ويمكنه المساعدة، وفق ما رواه نابير-بيل لمجلة "موجو" عام 2023. في زيارته التالية، وتحقيقاً لوعد البروفسور، استجاب أحد الوزراء الأقل رتبة لدعوة الغداء، ثم تلاه وزير آخر ثم آخر. ومع مرور الوقت، وجد نفسه في مأدبات غداء وعشاء مع أكثر من 140 من ممثلي الحكومة الصينية، بهدف تليين القيود الثقافية المشددة التي كانت تعترض دخول "وام!" إلى السوق الصينية. حتى إنه أعد منشورات تحتوي على قائمة بالعروض الفنية التي قد تستضيفها الصين لجسر الهوة بين الموسيقى الغربية والشرقية، وحرص على إضعاف فرص فرقة "كوين" من خلال تقديم فريدي ميركوري بأسلوب مبالغ فيه، بينما عرفهم على جورج مايكل في صورة أكثر نقاء وبراءةً. ومع ذلك، اعترضت السلطات الصينية على حركات مايكل الراقصة المثيرة، وأصرت على أن يتجنب أي تصرفات غير لائقة حتى لا يلوث نقاء روح شباب الأمة. وكان وزير الثقافة قد أصدر بياناً حازماً قبل العروض. قال مايكل في فيلم "وام! في الصين: أجواء أجنبية" Wham! in China: Foreign Skies المرافق للجولة: "لقد نصح [الوزير] الشباب الحاضرين بالذهاب إلى الحفل ومشاهدته، ولكن من دون أن يتعلموا منه... بدا قول شيء كهذا أمراً سخيفاً للغاية". في نهاية المطاف، كانت الصين بلداً لم يعتد على الأصوات المبهجة والحركات الماجنة التي كانت جزءاً من ثقافة الشباب العالمية. لم يُرخص لأماكن الرقص والنوادي الليلية إلا حديثاً، ولم يكن هناك أي سباقات للأغاني. كانت معظم المحطات الإذاعية الأجنبية محجوبة، وكان محبو موسيقى البوب الغربية يعامَلون بعنف. يقول كان ليجون الذي قدم الفرقة على المسرح: "في ذلك الوقت، إذا أردنا الاستماع إلى أغنيات البوب بكلمات مثل تلك، كان علينا القيام بذلك في السر... إذا ألقي القبض عليك، كانوا يأخذونك إلى مركز الشرطة ويحتجزونك طوال الليل. كان زمناً تسوده تابوهات كثيرة". بينما وصف لي شيزهونغ، وهو أحد المعجبين، تجربته بالقول: "كنت في الـ15 من عمري، لكن كان يفرض عليّ البقاء في المنزل بعد الساعة 8:30 مساء... في ذلك الوقت، إذا كنت تعزف على الغيتار في الشارع، كنت تعتبر فتى مشاغباً". ومن الطبيعي أن تصبح موسيقى البوب رمزاً لتصاعد التحدي بين شباب الصين المتمردين. قالت إحدى المعجبات واسمها روز تانغ، لصحيفة "واشنطن بوست"، قبل فترة وجيزة من أن تصبح إحدى القيادات الطلابية في احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989: "كنت أرقص على موسيقى [وام!] في حفلات الديسكو والروك السرية في مدرستي الفنية في تشونغتشينغ... كانت الموسيقى تؤدي دوراً كبيراً في تنمية روح التمرد لدينا". علاوة على ذلك، أصبح تنظيم الجولة معقداً بشكل متزايد، حيث أصرت الحكومة على أن يستخدم أعضاء الفرقة طاقماً محلياً مكوناً من 100 شخص بتكلفة باهظة، في حين حاولت وكالة الاستخبارات الأميركية تحويل الجولة إلى مهمة تجسس سرية. يقول نايبر بيل "لأننا كنا نتعامل مع هذا النظام المعزول، كانت وكالة الاستخبارات المركزية تضغط عليَّ، كانت تريد أن تدفع لي المال للعمل معها لكن من دون أن أخبر أحداً". على كل حال، رفض سايمون تلك العروض المريبة. يضيف: "تعرفت على عديد من أفراد الشرطة السرية الصينية، وكانوا أذكى بكثير". ما إن وصلت موني إلى الصين حتى تعرضت لصدمة ثقافية بقوة مليون فولت. تقول: "كان الأمر أشبه برحلة إلى الماضي... ما زال الجميع يتنقلون على الدراجات الهوائية ويرتدون سترات ماو [الشيوعية الصينية الزرقاء البسيطة]. كان كل شيء مختلفاً تماماً عما نراه اليوم". ومع وجود طاقم تصوير سينمائي ومجموعة من الصحافيين الدوليين المرافقين، خضعت تحركات فريق "وام!" لرقابة دقيقة. مُنعوا من التجول بحرية، وتراوحت رحلتهم بين جلسات عشاء رسمية، وزيارات لمواقع سياحية مثل سور الصين العظيم، وجولات تسوق خفيفة اشترى ريدجلي خلال إحداها سترة ماو ليرتديها على المسرح مع بدلته المصنوعة من قماش التارتان. تتذكر موني إحدى زياراتهم إلى السوق المحلية التي فتحت عينيها على عالم مختلف تماماً: "أذكر أنني كنت أقف أمام بسطة في السوق المفتوحة غطتها قطع من الحيوانات... كان بجانبي حوض ضخم خرج منه سمندل عملاق. ومرت سيدة حاملة ضفادع صغيرة معلقة ودجاجات حيّة داخل حقيبة مصنوعة من الخيوط. أشياء لا يمكن أن تراها في بلادنا أبداً". أما مدير الجولة جيك دانكن، فيقول إنهم أينما ذهبوا "كان أعضاء الفرقة وطاقم العمل يُستقبلون بمزيج غريب من التودد المفتعل والدهشة الثقافية". العرض الأول، الذي أقيم يوم السابع من أبريل في صالة "العمال الرياضية" في بكين التي تتسع لـ13 ألف شخص، لم يكن أقل غرابة. بينما كانت الفرقة تؤدي بحماستها المعهودة أغنيات مثل "نادي تروبيكانا" Club Tropicana و"أيقظني قبل مغادرتك" و"يا أولاد الحيّ، انطلقوا!"، ظل الجمهور مكبوتاً ومحاطاً بصفوف من رجال الشرطة، في مشهد من الهدوء المربك. تقول موني "كنت تشعر بالحماسة، لكنهم لم يعرفوا كيف يعبرون عنه حقاً". بينما يضيف ليجون: "لم يسبق أن شاهدنا شيئاً كهذا من قبل... كنا معتادين على رؤية الناس يتجمدون في وقفتهم بينما تؤدي الفرقة أغنياتها. كان كل الشباب مذهولين، وكان الجميع يربّتون بأقدامهم على الأرض. لكن بالطبع، لم تكن الشرطة سعيدة، وكانوا خائفين من اندلاع أعمال شغب". تبين لاحقاً أن جمهور بكين كان قد تلقى تعليمات صارمة بعدم مغادرة مقاعدهم طوال الحفل. يقول نابير بيل: "تصرفتُ بحماقة حين طلبتُ من فنان مساند، وهو راقص بريك دانس يدعى تريفور، أن ينزل إلى الجمهور ويشعل الحماس بينهم، مما أقلق الشرطة السرية... سارعت السلطات إلى بث إعلان يطالب الجميع بالبقاء جالسين". ولم يزد الأمر إلا سوءاً حين طلب المخرج ليندسي أندرسون، الذي كان يوثّق الجولة في فيلم، أن تُضاء الأنوار في القاعة لتصوير الجمهور، مما زادهم خجلاً وخوفاً من الانخراط في الأجواء، في بلد قد يُفسَّر فيه الفرح الصاخب كخروج عن الطاعة، بل وترددت أنباء عن قيام الشرطة بإخراج أحد الحضور الأكثر تفاعلاً من القاعة وضربه. كانت النتيجة أن ذلك الحفل صار من بين أصعب العروض التي قدّمتها "وام! "في تاريخها، إذ بينما كانت الدرجات العليا من المدرجات تضج بجمهور متحمس، ظلت المقاعد الأمامية المُنارة والمحاطة بالكاميرات جامدة بفعل الخوف. قال جورج مايكل في مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 1986: "كان الإحساس الأول هو الفشل... لم تكن ثمة طريقة للتواصل. وحين عرفنا لاحقاً ما الذي جرى في الكواليس، اجتاحتني موجة من الغضب". ولم يكن مايكل الوحيد الذي عانى التجربة، ففي الرحلة الجوية إلى مدينة كانتون، حيث كان من المقرر إقامة الحفل الثاني، تعرض عازف الترومبيت البرتغالي راؤول دي أوليفيرا لنوبة نفسية حادة، أخرج على أثرها سكيناً وطعن نفسه في البطن، بينما كانت المغنيتان المرافقتان بيبسي وشيرلي تصرخان مذعورتين إلى جانبه، ثم اندفع نحو قمرة القيادة محاولاً اقتحامها، مما دفع الطيار إلى القيام بمناورة طارئة للسيطرة عليه. واضطرت الطائرة إلى العودة موقتاً إلى بكين، حيث تم تسليمه للرعاية النفسية في أحد المرافق المحلية. تقول موني: "لقد كانت تجربة صادمة بالنسبة إلينا جميعاً... بشكل أساس لأننا اضطررنا إلى الهبوط بضع مرات في ظروف جوية سيئة مما زاد من التوتر، إضافة بالطبع إلى ما كان يمر به صديقنا". تسببت الحادثة في نشر الصحف المحلية عناوين مرعبة وأضافت كثيراً من الضغوط على الجولة. تتابع: "لم نكن نملك أي وسيلة للتواصل مع [عائلاتنا]... لم تكن هناك هواتف محمولة أو ما شابه ذلك حينها، فلم نتمكن من طمأنتهم أو إخبارهم بمكاننا أو بما حدث بعد تلك الحادثة في الطائرة، وبأن الجميع كانوا بخير". أما دي أوليفيرا، فقد نجا من الحادثة بجراح طفيفة، ولم يصب أي من أعضاء الفرقة بأذى. واختُتمت الجولة التي ضمت عرضين فقط بحفل ثانٍ أُقيم في مدينة كانتون الأكثر انفتاحاً وتأثراً بالثقافة الغربية وحضره ما يقارب 5 آلاف معجب، وسط أجواء أقل صرامة وأكثر تسامحاً. صرح أحد المعجبين لفريق تصوير الفيلم التوثيقي الذي يرأسه أندرسون قائلاً: "الآن وقد تبنت بلادنا سياسة الانفتاح، أصبحت لدينا فرصة لرؤية هذا النوع من العروض. نحن محظوظون للغاية". لكن على رغم ذلك، فإن الشرارة الثقافية التي كانت الجولة تأمل في إشعالها ما لبثت أن خمدت سريعاً، إذ لم تطأ قدم أي فرقة غربية كبرى أرض الصين مجدداً إلا بعد عقد كامل، حين أحيت فرقة "روكسيت" Roxette حفلاً هناك في منتصف التسعينيات. ومع أن الجولة أسدلت ستارتها سريعاً، إلا أنها بلا شك أيقظت الصين على البريق والإمكانات الكامنة في موسيقى البوب الغربية. ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأت المشاهد المحلية تزهر على خطى "وام!"، فانبثقت عروض موسيقى الكانتوبوب الصاخبة، وتحولت الساحات إلى مسارح نابضة بالحياة، وصار منظر الناس يرقصون ويعزفون الغيتار فوق الخشبة أشبه بكشف مذهل لعشرات الآلاف من المعجبين. يقول الكاتب الموسيقي وين هوانغ في حديثه لصحيفة "إنديانا تايمز" عام 2016: "في أوائل الثمانينيات، كانت أغاني البوب الآتية من هونغ كونغ تحظى بشعبية كبيرة في الصين القارية... لكن بعد حفلة 'وام!'، بدأ طلاب الجامعات والمشتغلون بالموسيقى ينظرون إلى موسيقى الروك أند رول باهتمام جديد". فبينما كانت الجولة تترك تموجات ثقافية خفيفة في الداخل الصيني، كانت تحدث موجات مد عملاقة في بقية أنحاء العالم. يقول دانكن: "تمكنت 'وام!' من تجاوز حفلات المسارح الصغيرة إلى عروض الاستادات الخارجية في أهم وأضخم أسواق الولايات المتحدة". أما نايبر بيل، فيرى أن الضجة العالمية التي رافقت الجولة كانت بمثابة فتيل تحديث الصين الشيوعية، ويقول في مقابلة مع موقع "ياهو": "عندما ذهبت 'وام!' إلى الصين، لم يكن أحد هناك يعلم بوجودهم، لكن العالم كله كان يتحدث عنهم... خلال الأعوام الـ10 التالية، تدفقت مليارات ومليارات الدولارات إلى الداخل. يمكن القول إن بكين الحديثة شُيّدت حقاً بأموال تلك الموجة". بطبيعة الحال، مر كل ذلك من أمام أعضاء الفرقة كما مرت تلك الإعلانات الصوتية فوق رؤوس معجبي "وام!" في الصين مطالبة إياهم بالجلوس والانضباط لكن من دون أن تؤثر فيهم. تقول موني: "كانت تجربة ثقافية لم يمر بها أحد من قبل... بدت وكأنها تجربة تكاد تكون أكبر من أن يستوعبها الإنسان في لحظتها".


المصري اليوم
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصري اليوم
25 سرًا عن حياة محمد صلاح في فيلته الفاخرة: حرّيف شطرنج يعشق البروكلي ويجاور نجم مانشستر سيتي
في مدينة ليفربول، يعيش محمد صلاح حياة يوازن فيها ببراعة بين نجوميته العالمية وخصوصيته الشخصية. بعيدًا عن صخب الملاعب وعدسات الإعلام، اختار النجم المصري أن يبني لنفسه وعائلته مساحة هادئة تعكس قيمه وشغفه وحبه للحياة. ورغم أن مو صلاح لا يتحدث كثيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن حياته الشخصية، فإن الجمهور يهتم بمتابعة أدق تفاصيلها حتى ولو كانت مُجرد صورة نشرها عبر «إنستجرام» مع عائلته. «المصري لايت» في هذا التقرير، يأخذكم في جولة أقرب داخل حياة محمد صلاح في ليفربول، بين عائلته ومنزله وهواياته وطعامه وثروته. – يعيش صلاح مع زوجته ماجي، التي يعرفها منذ الطفولة وتزوجها في عام 2013، وابنتيهما: مكة «10 أعوام» وكيان «5 أعوام». عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohamed Salah (@mosalah) – تُفضّل ماجي حياةً هادئةً، ونادرًا ما تظهر تحت الأضواء. – تميل ماجي إلى الانعزال عن العالم وبعيدةً عن وسائل التواصل الاجتماعي. – حياة محمد صلاح المنزلية مُصممة للحفاظ على لياقته البدنية. – منزله، الذي يقع في نفس حيّ إيرلينج هالاند، نجم مانشستر سيتي، مُجهّز بصالتين رياضيتين، إضافة إلى مرافق للعلاج بالتبريد وغرفة ضغط عالي. – يقيم محمد صلاح في حي أليرتون الواقع في جنوب مدينة ليفربول. – يبعد هذا الحي نحو 5 كيلومترات عن مركز المدينة، ويعد من الضواحي السكنية الراقية في مقاطعة مرسيسايد. – يتميّز حي أليرتون بكونه أحد أفضل مناطق السكن في ليفربول، إذ يشتهر بشوارعه المورقة والمدارس الممتازة وأجوائه الهادئة المناسبة للعائلات. – يتمتع الحي بمجتمع محلي حيوي تتوفر فيه المطاعم والمقاهي الراقية، إلى جانب قربه من معالم معروفة مثل طريق «بيني لين» الشهير المرتبط بتاريخ فرقة البيتلز. – اختار صلاح الاستقرار في حي أليرتون نظرًا لخصوصيته ورقيّه. ووفق تقرير موقع «sportsdunia» فإن منزل محمد صلاح هناك هو عبارة عن فيلا فاخرة على طراز البنجالو، بلغت قيمتها أكثر من 931 ألف دولار أمريكي (أي ما يقارب مليون دولار) عند شرائها. عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohamed Salah (@mosalah) – العلاج بالتبريد هو استخدام آلات تعمل بالثلج لتقليل التورم عن طريق تضييق الأوعية الدموية، في حين أن غرفة الضغط العالي تحتوي على مستويات ضغط هواء أعلى بثلاث مرات من الظروف الطبيعية لمساعدة الرئتين على نشر المزيد من الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. – في عام 2020، أتيح للجمهور إلقاء نظرة على منزله في إعلان مع شركة فودافون، إذ كان يستمتع بوقته في حديقته الخلفية الفسيحة مع ابنته الأولى مكة. – مشهد آخر يُظهر صلاح مسترخيًا في غرفة معيشة فاخرة بتصميم عصري أنيق. وتمثال قطة كبير أمام المدفأة. بينما صورة مكة بزيها المدرسي تتصدر الطاولة. عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohamed Salah (@mosalah) – يتناول صلاح البروكلي في كل وجبة تقريبًا. – يُحبّ بشكل خاص الطبق الشعبي المصري «الكشري». – يغير روتينه خلال رمضان لممارسة الرياضة في الثانية صباحًا. – الأطعمة الدسمة نادرة، لكنه يتناول البيتزا أحيانًا. – هواياته المفضلة: الشطرنج واليوجا. – يلعب صلاح بانتظام على موقع « وهو موقع يتيح للمستخدمين اللعب ضد لاعبين آخرين حول العالم وقد صرّح بأنه حقق تقييمًا قدره 1400 وهو تقييم مرتفع نسبيًا بالنظر إلى أن الكثيرين لا يتجاوزون الألف. – يتمنى صلاح يومًا ما أن يواجه لاعب الشطرنج الأسطوري، ماجنوس كارلسن. – قال أحد المشجعين الأميركيين إنه لعب ضد صلاح على موقع الشطرنج بعد أن التقى به خلال جولة ليفربول قبل الموسم. – وبما أنه يعلم أن صلاح من عشاق الشطرنج، فقد دعاه للعب معه بعد أن التقى به صدفةً في أحد مقاهي ستاربكس في بيتسبرج. – وفاز صلاح، لكنه تذكر المشجع ودعاه لاحقًا للعب مرة أخرى عبر الإنترنت، ليحصل المشجع على الانتقام، كما قال لبودكاست «Men in Blazers». – تبلغ ثروة صلاح الصافية 68 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لموقع «سيليبريتي نت وورث». عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohamed Salah (@mosalah) – ينبع دخله من عقوده المربحة مع ليفربول، والتي جعلته يكسب ما لا يقل عن 18 مليون جنيه إسترليني سنويًا منذ عام 2022، ونحو 10 ملايين جنيه إسترليني سنويًا منذ عام 2018.


نافذة على العالم
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
"بعد 50 عامًا: هل استطاعت الأغنية العربية هزيمة أغنية البيتلز الأكثر تأثيرًا؟"
بعد 50 عامًا: هل استطاعت الأغنية العربية هزيمة أغنية البيتلز الأكثر تأثيرًا؟ بعد مرور نصف قرن على ذروة شهرة فرقة البيتلز الأسطورية، يظل السؤال مطروحًا: هل تمكنت الأغنية العربية من منافسة، بل وحتى تجاوز، تأثير أغانيهم الخالدة؟ الإجابة ليست بالبساطة المتوقعة، وتتطلب تحليلًا معمقًا للتأثير الثقافي والاجتماعي لكليهما. تأثير البيتلز العالمي لا شك أن البيتلز تركت بصمة لا تمحى على تاريخ الموسيقى العالمية. أغانيهم، بتنوعها وتجديدها، أثرت على أجيال من الموسيقيين والمعجبين. لم يقتصر تأثيرهم على الموسيقى فقط، بل امتد ليشمل الموضة، والثقافة، وحتى السياسة. لكن هل هذا التأثير العالمي يعني بالضرورة تفوقهم المطلق؟ صعود الأغنية العربية في المقابل، شهدت الأغنية العربية تطورات هائلة على مر العقود. من أم كلثوم وفيروز إلى الجيل الحالي من الفنانين، استطاعت الموسيقى العربية أن تحتفظ بجاذبيتها وتأثيرها الخاص. تعبر الأغنية العربية عن قضايا وهموم المجتمع العربي، وتعكس هويته وتراثه. تتصدر حاليًا العديد من الأغاني العربية ترند جوجل في المنطقة العربية، مما يدل على قوة تأثيرها الحالي. مقارنة التأثير: الجذور مقابل العالمية يكمن الاختلاف الجوهري في طبيعة التأثير. بينما يمتد تأثير البيتلز عالميًا، فإن تأثير الأغنية العربية يتركز بشكل أساسي في العالم العربي. لكن هذا لا يعني التقليل من شأنها. الموسيقى العربية تعزز الهوية الثقافية العربية، وتلعب دورًا هامًا في التعبير عن المشاعر والقضايا التي تهم المنطقة. بينما قد تكون أغاني البيتلز ممتعة عالميًا، فإن الأغنية العربية تحمل عمقًا ثقافيًا واجتماعيًا خاصًا بمجتمعاتها. الخلاصة، لا يمكن القول بأن الأغنية العربية "هزمت" البيتلز بالمعنى الحرفي. لكل منهما تأثيره الخاص ومكانته المتميزة. لكن، يمكن القول بثقة أن الأغنية العربية استطاعت أن تحتل مكانة مرموقة ومؤثرة في المشهد الموسيقي العالمي، وأن تحافظ على أصالتها وجاذبيتها، وتتصدر ترند جوجل بشكل متزايد، مما يؤكد قوتها وتأثيرها المتجدد.


بلد نيوز
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- بلد نيوز
الجيش الألماني يودع المستشار شولتس باستعراض موسيقي كبير
يودع الجيش الألماني المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس اليوم الاثنين باستعراض موسيقي عسكري كبير يتضمن أغانٍ لفريق البيتلز ومقطوعات موسيقية لباخ. ومن المقرر إجراء مراسم توديع المستشار المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد غروب الشمس (الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي) تحت أضواء المشاعل أمام وزارة الدفاع في برلين. وتُجرى هذه المراسم تقليديا لتكريم جميع المستشارين والرؤساء الاتحاديين ووزراء الدفاع وكبار القادة العسكريين عند مغادرتهم مناصبهم. ومن المقرر انتخاب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا من قبل البرلمان الاتحادي (بوندستاج) غدا الثلاثاء، لتنتهي فترة ولاية شولتس التي شغلها لمدة 1245 يوما كاملة بتسليمه وثيقة التعيين لميرتس. وسيظل شولتس نائبا في البرلمان الاتحادي (بوندستاج) حتى بعد تركه منصبه كمستشار وقد فاز بمقعد مباشر في دائرته الانتخابية ببوتسدام، ويعتزم الاحتفاظ به حتى نهاية الفترة التشريعية الحالية.