logo
#

أحدث الأخبار مع #التقاليد

نحن -القطريين- لنا مع البحر كل الحكايات
نحن -القطريين- لنا مع البحر كل الحكايات

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • صحة
  • الجزيرة

نحن -القطريين- لنا مع البحر كل الحكايات

هل البحر مجرّد تجمع للمياه المالحة المتصلة بالمحيطات؟ وهل نرتاده من أجل صحتنا النفسية والبدنية، وزيادة مناعتنا، وتعزيز صحة العظام والعضلات، وصحة البشرة والشعر؟ ربما نعم.. ولمَ لا؟ لنا مع بحرنا حكاية، بل هي حكايات.. هو مصدر الإلهام، وهو حامل الأسرار، وهو الذي كلما اتجهت إليه أتى إليك محملًا بالخير والبركة هذه أسباب، أو هي أقوال مشهورة متداولة في الوقت الحاضر، بشأن ارتياد البحر.. غير أنني أعتقد أن العلاقة بين البحر والإنسان القطري أكبر وأعمق بكثير من هذا الفهم البسيط. لطالما كان البحر مصدر الرزق الأساسي، الذي دارت عليه حياة الإنسان القطري في القِدَم، وهذا القول المختصر بحاجة إلى كلام آخر، وتفكيك وتفصيل، ووصف عميق لما كانت عليه الحياة في الماضي، في حقبة الغوص، وما قبل اكتشاف النفط. وأنا على يقين أن الإنسان القطري، ابن الوقت الحاضر، يحمل تلك الجينات التي توارثها عن الآباء والأجداد، وهو الذي عاش ورُبِّي على حب وتوقير وتقدير قيمة البحر. وبالنسبة لي، أجد في الوقت الذي أقضيه على الشاطئ، وفي تأمل البحر، تعزيزًا لحالة السلام والتصالح مع النفس، ومع الحياة التي أنعمُ بها بفضل الله وكرمه، وحاجة متجددة لصفاء الذهن والاسترخاء الروحي. وفي هذا الصباح، كان لي مع البحر حكاية، لربما أروي قدرًا ضئيلًا منها.. أعتقد أننا نحن -القطريين- لنا مع بحرنا حكاية، بل هي حكايات.. هو مصدر الإلهام، وهو حامل الأسرار، وهو الذي كلما اتجهت إليه أتى إليك محملًا بالخير والبركة. بلدنا المشهور باعتزازه بالعادات والتقاليد، وتمسكه بالقيم والمبادئ الدينية والأخلاقية استمدّ الكثير مما هو عليه من علاقته المادية والمعنوية بالبحر وبحرنا نقي الصفاء، يحمل في طياته جمالًا وغموضًا، ودواعي للسرور.. بحرٌ لا يسبر غوره، ويتعذر إدراكه.. بحرٌ عرَف آباءنا وأجدادنا، وأكرمهم، وعرفنا وأكرمنا وأسعدنا.. ولسوف يعرف من بعدنا عيالنا وأحفادنا، ولسوف يكرمهم ويحفظهم. إعلان هذا ظننا، وظننا بالله -ربنا ورب البحر، الوهاب الكريم، مسبب الأسباب- لا يخيب ولن يخيب. قطر -بلدي، البلد العربي الأصيل، المشهور باعتزازه بالعادات والتقاليد، وتمسكه بالقيم والمبادئ الدينية والأخلاقية- استمدّ الكثير مما هو عليه من علاقته المادية والمعنوية بالبحر، الذي هو من الأصل يحيط به من ثلاث جهات. وهكذا، كان لنا نحن -القطريين- مع البحر حكاية، بل هي كل الحكايات، تلك التي تروى، وتلك التي لا تروى. ونحنُ -القطريين- في أولنا وآخرنا، في ماضينا وحاضرنا، نؤمن برعاية الله، التي شملتنا في سائر المراحل، وأمطرت علينا الخيرات والبركات.. لا نعيشُ إلا برضاه ولا نرتجي إلا عفوه وحبه. والحمد لله رب العالمين، أولًا وآخرًا، ودائمًا وأبدًا.

تجربة السكن في منازل تقليدية باليابان
تجربة السكن في منازل تقليدية باليابان

سائح

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • سائح

تجربة السكن في منازل تقليدية باليابان

تُعد اليابان من الدول التي تحتفظ بهويتها المعمارية والثقافية الفريدة، وتجربة السكن في منازلها التقليدية تمنح المسافرين فرصة نادرة للغوص في عمق هذه الثقافة المتميزة. فبدلًا من اختيار الفنادق العصرية، يتجه كثير من الزوار اليوم نحو استكشاف النمط التقليدي للمعيشة اليابانية من خلال الإقامة في منازل مثل "الريوكان" أو "المينشوكو" أو حتى "البيوت الريفية القديمة" التي تنتشر في القرى والمناطق الجبلية. هذه التجربة لا تقتصر على المبيت فقط، بل تمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية، من طريقة تناول الطعام، إلى النوم على الحصير، وحتى المشاركة في الطقوس البسيطة التي تُجسّد روح "وا" – التوازن والتناغم. الريوكان: إقامة راقية على الطريقة اليابانية الريوكان هو أحد أقدم أشكال الإقامة اليابانية التقليدية، ويعود تاريخه إلى قرون مضت. ما يميّز هذا النوع من السكن هو تصميمه الداخلي المميز الذي يعتمد على الأرضيات المصنوعة من الحصير (التاتامي)، وأبواب الشوجي الورقية المنزلقة، والأسرة اليابانية التقليدية المعروفة بـ "الفوتون" التي تُفرش على الأرض. تُقدَّم وجبات الكايسيكي الفاخرة في الريوكان، وهي وجبات متعددة الأطباق تُحضّر بعناية فائقة من مكونات موسمية طازجة، ويتم تقديمها في جوٍ هادئ يعكس الذوق الياباني الرفيع. إلى جانب الراحة، يتميز الريوكان بجو الضيافة الحميم، حيث يحرص المضيفون على تقديم خدماتهم الشخصية للنزلاء، مثل إعداد الحمامات الساخنة (الأونسن)، وتوفير ملابس اليوكاتا التقليدية، ومرافقة الضيوف حتى عتبة الغرف. وتُعد الإقامة في ريوكان من أبرز التجارب الثقافية التي يبحث عنها الزائرون، خاصة في مدن مثل كيوتو وناغانو وهاكوني. البيوت الريفية: هدوء الطبيعة ودفء التقاليد بعيدًا عن صخب المدن، يختار الكثير من المسافرين خوض تجربة السكن في البيوت الريفية التقليدية اليابانية، خاصة في مناطق مثل شيراكاواغو أو غوكاياما أو حتى الجبال المحيطة بكيوتو. هذه البيوت، التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين، تتميز بتصميمها الخشبي وسقوفها العالية المصنوعة من القش، وتمنح الزائرين فرصة للابتعاد عن الحياة العصرية والانغماس في أجواء الطبيعة الريفية. الإقامة في هذه البيوت تتسم بالبساطة، لكنها في الوقت نفسه مليئة بالدفء الإنساني. غالبًا ما تستضيف العائلات المحلية الزائرين وتشاركهم نمط الحياة اليومي، مثل إعداد الأطباق المنزلية، أو المشاركة في طقوس الشاي التقليدية، أو حتى المساعدة في أعمال الزراعة الموسمية. وبهذا النمط من السكن، يشعر الزائر بأنه ليس فقط سائحًا، بل جزء من مجتمع صغير نابض بالروح. المينشوكو: إقامة اقتصادية بنكهة عائلية لمن يبحث عن تجربة تقليدية بأسعار معقولة، فإن الإقامة في "المينشوكو" تُعد خيارًا مثاليًا. هذه النُزُل تُدار عادة من قِبل عائلات محلية، وتوفّر للضيوف جوًا منزليًا بسيطًا بعيدًا عن التكلّف. رغم أنها أقل فخامة من الريوكان، إلا أنها توفّر تجربة حقيقية للتعايش مع الثقافة اليابانية من خلال التفاعل المباشر مع السكان المحليين. في المينشوكو، يتناول الضيوف الطعام مع العائلة المضيفة، وغالبًا ما تُقدَّم وجبات منزلية تقليدية تُحضَّر بمكونات محلية. كما تتيح هذه النُزُل فرصة للمسافرين لتبادل القصص والتجارب، والانخراط في حياة المجتمع الياباني اليومي، خاصة في المدن الصغيرة أو المناطق الساحلية. تجربة السكن في منازل تقليدية باليابان تتجاوز مجرد الإقامة، فهي رحلة داخلية إلى روح البلاد وتراثها العميق. سواء اخترت الريوكان الفاخر، أو المينشوكو العائلي، أو البيت الريفي الهادئ، فإن كل تجربة من هذه التجارب تفتح لك نافذة جديدة على الفلسفة اليابانية في الحياة، حيث يُحتفى بالتفاصيل، وتُقدّر البساطة، ويُعاش الحاضر بكل امتنان. إنها فرصة نادرة للسفر إلى ما هو أعمق من الأماكن إلى ثقافة كاملة تسكن بين الجدران الخشبية وصوت الريح المتسلل عبر ورق الشوجي.

اكتشاف علمي يوثق استخدام نبات "الحرمل" في الجزيرة العربية قبل 2700 عام
اكتشاف علمي يوثق استخدام نبات "الحرمل" في الجزيرة العربية قبل 2700 عام

العربية

timeمنذ 2 أيام

  • صحة
  • العربية

اكتشاف علمي يوثق استخدام نبات "الحرمل" في الجزيرة العربية قبل 2700 عام

نشر تعاون علمي تقوده هيئة التراث السعودية ، كشفت عن أقدم استخدام موثق لنبات "الحرمل" (Peganum harmala) يعود إلى العصر الحديدي قبل نحو 2700 عام، وذلك من خلال تحاليل دقيقة لأدوات أثرية عُثر عليها في مستوطنة واحة "قُرَيّة" بمنطقة تبوك شمال غربي المملكة، هذه الدراسة نشرها معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري في ألمانيا، بالتعاون مع جامعة فيينا النمساوية، حيث نشرت الدراسة العلمية الرائدة في مجلة Communications Biology العالمية. وجاء هذا الاكتشاف ضمن مشروع بحثي مشترك بين الجهات الثلاث، يهدف إلى دراسة الأبعاد العلاجية والاجتماعية للممارسات القديمة في الجزيرة العربية. وقد اعتمد الباحثون على تحليلات كيميائية متقدمة لبقايا عضوية نادرة، حُفظت داخل مباخر فخارية، واستخدموا تقنية الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء - الطيف الكتلي المتوازي (LC-MS/MS) للكشف عن مركبات "القلويدات" الخاصة بنبات الحرمل، مما وفّر دليلاً مادياً مباشراً على استخدام هذا النبات لأغراض علاجية. ويُعرف نبات "الحرمل" في الثقافة الشعبية بخصائصه المضادة للبكتيريا وتأثيراته العلاجية، ما يعزز من أهمية هذا الكشف في الربط بين الممارسات الطبية القديمة والتقاليد الثقافية المعاصرة في المنطقة. وأكدت هيئة التراث أن هذا الاكتشاف يمثل دليلاً على عمق الجذور التاريخية للتقاليد العلاجية في الجزيرة العربية، ويعكس الدور الرائد للمملكة في دعم البحث العلمي المتخصص في علم الإنسان والتاريخ. كما يُعد هذا الإنجاز إحدى ثمار التعاون الدولي الذي تقوده الهيئة، ضمن رؤيتها الرامية إلى تعزيز البعد العلمي للمكتشفات الأثرية وإبرازها على الساحة البحثية العالمية، مؤكدة التزامها بمواصلة دعم المبادرات العلمية التي تسهم في إعادة قراءة تاريخ الجزيرة العربية بمنهجية حديثة.

أسرار خفية.. لماذا تختلف التحية العسكرية بين جيوش العالم؟
أسرار خفية.. لماذا تختلف التحية العسكرية بين جيوش العالم؟

البيان

timeمنذ 3 أيام

  • منوعات
  • البيان

أسرار خفية.. لماذا تختلف التحية العسكرية بين جيوش العالم؟

تُعدّ التحية العسكرية إحدى أكثر الإيماءات رسميةً وانتشاراً في جيوش العالم، لكنها تحمل في طيّاتها إرثاً طويلاً من التقاليد والتطوّر التاريخي، نستعرض فيما يلي أصولها وكيف تطورت عبر العصور، مروراً بالفروقات بين الدول والفروع العسكرية، وصولاً إلى مناسبات أدائها ودلالاتها المعاصرة. الأصول الرومانية: إيماءة الاحترام وخلو اليد من السلاح لا توجد وثائق دقيقة عن اللحظة التي بدأت فيها التحية العسكرية، لكن المؤكد أن الجيش الروماني ـ بصفته قوة قتالية منضبطة ومزودة بأفضل الأسلحة ـ ابتكر إيماءة يدوية تعبر عن الاحترام للضباط. ويُرجح بعض المؤرخين أن رفع اليد اليمنى كان دليلا عمليا على خلوّ اليد من السلاح، خصوصا في فترة انتشر فيها الاغتيال السياسي والحرب الخفية، وفقا لـ StarsInsider. العصور الوسطى: كشف الوجه وتحريك الخوذة مع دخول أوروبا عصر الفرسان والمدن المحصنة، تبنّى الفرسان إيماءة مشابهة، إذ كان الفارس يرفع بيده اليمنى الخوذة أو يُزيح الأكمام من قناعه ليكشف وجهه، مما سمح للمرء بالتعرّف على رفيقه والتأكد من أنه ليس عدواً متخفياً، هذه الحركة لم تكن مجرد أسلوب للترحيب، بل أظهرت نقاء اليد وكشف الوجه كعلامة أمان. من خلع القبعة إلى لمس الحافة مع انتشار القبعات الواسعة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أصبح خلع القبعة عند لقاء رتبة أعلى رمزاً شائعاً للاحترام، وعند الثورة الأمريكية (1775)، وثّق جورج واشنطن وهو يخلع قبعته تحيةً لجنوده في كامبريدج بمقاطعة ماساتشوستس، لكن تعقيد تصميم القبعات لاحقا دفع العسكريين إلى الاقتصار على لمس حافة القبعة بيد واحدة بدلاً من خلعها بالكامل. خصوصيات البحرية البريطانية خلال حروب نابليون شهدت البحرية البريطانية تحيةً تُنفّذ بوضع قبضة اليد على الجبهة، وكأنه يمسك بحافة قبعة مخفية، وفي ظل تساؤلات الملكة فيكتوريا حول نقاء أيدي البحارة الملوّثة بالقطران، أصدرت أمراً يقضي بأن تُؤدّى التحية بكف مقلوبة نحو الأسفل، حفاظا على نقاء اليد الظاهرة أمام الملك، ولا تزال البحرية الملكية تعتمد هذه الطريقة الفريدة حتى اليوم. التحية في الجيش البريطاني.. كفٌّ للأمام على عكس البحرية، اعتمد الجيش البريطاني منذ عام 1917 تحيةً موحدة بكفّ مفتوحة مواجهة للأمام، مع تقريب الأصابع نحو قبعة أو بِرِيه، وقد جاء هذا التعديل استجابةً لتنوّع أشكال أغطية الرأس في ذلك الوقت، ولتوحيد لفتة الاحترام بين جميع الوحدات. التحية في الولايات المتحدة ورث الجيش الأمريكي التحية من البحرية البريطانية القديمة، فتُؤدّى بكف موجهة للأسفل نحو مستوى الكتف، سواءً كان العسكري مغطّى الرأس أم لا، مع استثناءات داخل المباني إلا في حالات التقارير الرسمية والاحتفالات. أما البحرية ومشاة البحرية وخفر السواحل الأمريكيون فيمتنعون عن تحية مَن رؤوسهم مكشوفة، ولا يغادر سائقو المركبات تحيّة القادة أثناء الحركة، لكن قادة الدبابات يقدمونها من داخل مركباتهم. بولندا: تحية بأصبعين، يعود تاريخها للقرن الثامن عشر. اليابان: الدمج بين التحية اليدوية والانحناءة، تعبيرا عن تقدير متبادل. الحاصلون على وسام الشرف الأمريكي يلقون التحية حتى وهم مدنيون، عرفانا ببطولاتهم. تشكّل التحية العسكرية جسرا بين الماضي والحاضر، يعكس ثقافة الانضباط والتقدير المتبادل في البيئات العسكرية. رغم اختلاف التفاصيل الصغيرة بين الدول والفروع، إلا أن جوهرها واحد وهو إظهار الاحترام والولاء.

الجيل الذي لا يشيخ
الجيل الذي لا يشيخ

صحيفة سبق

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • صحيفة سبق

الجيل الذي لا يشيخ

في عالم سريع التغير، حيث تتداخل التكنولوجيا مع حياتنا اليومية، هناك جيل استثنائي يجمع بين الأصالة والتجديد، بين الماضي والحاضر، بين التدرج والتأقلم. إنه جيل الثمانينات، الجيل الذي لا يظهر عليه الزمن، والذي يعيش وسط تقلبات الحياة بثبات ومرونة تجعله مختلفًا عن غيره. هذا الجيل لا يُقاس بعمره الزمني فقط، بل بقوة شخصيته وحكمته المكتسبة من تجارب الطفولة البسيطة والحداثة المتسارعة. فهو جيل تدرج، لا قفزات، تعلم الصبر والانتظار، وعاش مسؤولياته مبكراً، مما صنع منهم أشخاصاً قادرين على مواجهة التحديات بقوة وصبر. من الناحية النفسية والاجتماعية، يحمل هذا الجيل توازناً نادراً بين التقاليد والتجديد، بين الحياة الواقعية والرقمية. فهم يعرفون متى يستخدمون التقنية بحكمة، ومتى يضعونها جانباً ليعيشوا اللحظة الحقيقية. يعرفون أن القيم تُغرس في السلوك، وليس في الرموز الرقمية. نشأ جيل الثمانينات في بيئة تمزج بين بساطة العالم التناظري وبدايات الثورة الرقمية. عايشوا طفولتهم قبل انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، وتربوا على شرائط الكاسيت وأجهزة الهاتف الأرضي، وشهدوا ولادة الإنترنت، وأول الهواتف المحمولة، والتحول من الكاسيت إلى الـCD ثم الـMP3 . يعرفون كيف يستخدمون التكنولوجيا الحديثة، لكنهم أيضاً يحتفظون بذكريات التواصل الحقيقي بعيداً عن الشاشات. تعلم هذا الجيل قيمة الصبر والانتظار، إذ لم تكن كل الأمور متاحة بسهولة أو فوراً. نشأوا في بيئة تجعلهم يقدَّرون الأشياء ويحتفون بها لأنها لم تكن مجانية أو فورية، وهذا ما منحهم صبراً داخلياً ونضجاً في التعامل مع الحياة. تربوا في أسر ممتدة تحترم الكبير، ويعشقون اللعب الجماعي في الأحياء والمدارس. لم تكن حياتهم محصورة في عزلة رقمية، بل كانت مليئة بالتواصل المتبادل الحقيقي والعلاقات الاجتماعية الحقيقية التي غرست فيهم قيم الانتماء والدفء الإنساني. الجلوس مع الأجداد والتعلم من خبراتهم وكان لجيل الثمانينات عادة مميزة في الجلوس مع الجدات والأجداد ومن هم أكبر منهم سناً، والاستماع إلى قصصهم وحكمهم، مما شكل لهم نافذة على خبرات الماضي وقيمته الحقيقية. هذا الاحترام العميق للتجارب السابقة لم يكن فقط تركة عاطفية، بل كان أساساً لبناء شخصياتهم وصقل وعيهم، مما مكنهم من الانتقال بين عوالم متعددة بثبات ورؤية واضحة. على عكس البعض من الأجيال الحديثة التي تميل أحياناً إلى تجاوز أو تجاهل الخبرات السابقة، كان جيل الثمانينات يتعلم من الماضي، ويقدر قيمة ما ورثه، مما جعله أكثر نضجاً واستقراراً نفسياً واجتماعياً. جيل المسؤولية المبكرة ما يميز هذا الجيل أيضاً تحمل المسؤولية منذ صغرهم، حيث لم يكبروا في بيئة مظللة أو مدللة. كانوا مطالبين بمواجهة نتائج أفعالهم وتحمل تبعاتها، مما جعلهم بالغين مبكراً، وقادرين على الاعتماد على أنفسهم ودعم أسرهم، سواء بالعمل أو التوجيه. جيل يتمتع بمرونة عقلية تمكن هذا الجيل من التكيف مع تغيرات العالم السريعة، فهم يتنقلون بسلاسة بين التعليم التقليدي والإلكتروني، بين الورق والشاشات. يعرفون كيف يعيشون بدون التقنية، وكيف يستخدمونها بذكاء وحكمة في وقتها المناسب. جيل ذو هوية مستقلة لا يتبعون الموضة أو الضجيج اللحظي، بل يبحثون دائماً عن المعنى والتجربة الحقيقية. يحترمون الخصوصية، ويعيشون حياتهم وفق قيمهم الخاصة، بعيداً عن مطاردة "الترند" أو الشهرة السطحية. من المدهش أن جيل الثمانينات، رغم التحديات التي واجهها، يحتفظ بحيوية وشباب دائم، فلا تعكس ملامحهم أعمارهم الحقيقية. كأن الزمن توقف عندهم، أو كما لو أن طبيعة طفولتهم البسيطة والمليئة بالحركة واللعب منحتهم طاقة ونضارة استثنائية. هم كأبطال رواية لم تكتمل فصولها بعد، يعيشون تفاصيل الحياة بكل حيوية ونشاط. هذا الجيل ليس فقط شاهداً على تغيرات الحياة الجذرية، بل هو الجسر الهادئ بين زمنين مختلفين: زمن البساطة والتقاليد، وزمن التسارع والتكنولوجيا. هم اليوم أباء وأمهات، مدرسون ومديرون، يعيشون دور "رواة حقيقيين" لما كان، و"مترجمين واقعيين" لما هو قادم. لم يرفضوا الحداثة، بل استوعبوها بهدوء، ولم يذوبوا فيها. يفهمون قيمة السرعة لكن لا يركضون خلفها على حساب المعنى. يربون أبناءهم على الحب دون تدليل مفرط، ويعلمونهم الاستقلال دون قطع جذور الانتماء. يعيشون في عالم رقمي دون أن ينسوا أهمية الدفء الإنساني الحقيقي، فهم يعرفون أن القيم تُغرس في السلوك والمواقف وليس في الرموز التعبيرية. في زمن تُقاس فيه اللحظات بالثواني، ويُتخذ فيه القرار بتهور، ما زال هذا الجيل يحتفظ بذاكرة من الاتصال الهاتفي البطيء، انتظار البرامج التلفزيونية، ورسائل ورقية تفوح برائحة الشوق والحنين. هذا الجيل عاش فترة انتقالية بين عوالم مختلفة، لم يخلو من تحديات أثرت على مسيرته الشخصية والاجتماعية. وكأي جيل، ترافق مميزاته بعض الصعوبات التي لا تقلل من قيمته، بل تعكس طبيعته البشرية المعقدة والمتزنة. أحياناً، تراه محافظاً على التقاليد بطريقة جعلته يواجه صعوبة في تقبل بعض التغيرات السريعة أو الأفكار الجديدة. كما أن تحمل المسؤوليات المبكرة أضافت ضغوطاً على أدواره الاجتماعية، وكان لها أثر على بعضهم نفسياً واجتماعياً. الفجوة الرقمية بين هذا الجيل والأجيال الأحدث تخلق أحيانًا تحديات في التواصل والفهم، خاصة مع التغيرات السريعة في العالم الرقمي. كما يظهر بعضهم مقاومة نسبية للتغيرات الاجتماعية أو الثقافية التي قد يراها تهديداً لقيمه ومبادئه. لكن هذه التحديات جزء من الطبيعة الإنسانية لهذا الجيل، الذي تعلم من الماضي، وواجه الحاضر بحكمة، وسعى لبناء مستقبل متوازن. جيل، حين تنظر إليه، تشعر أن الزمن مرّ من أمامه... لا عليه. هذا الجيل لم يكن يملك كل شيء، لكنه عاش كل شيء، لا يتفاخر بعمره، بل بحكمته التي صقلتها التجارب، جيل عاصر كل شيء دون أن يذوب في أي شيء. واليوم، وسط عالم يركض نحو التغيير، يبقى جيل الثمانينات شاهداً ومعلماً، يملك توازناً نادراً بين الذاكرة والتجديد، بين الأصالة والانفتاح. جيل يستحق أن يُصغى له، لا لأننا نقدّسه، بل لأننا نحتاج إلى وعيه العميق وحكمته العملية في صناعة حاضر متزن ومجتمع أكثر تماسكاً. جيل نستطيع أن نتعلم منه، ليس لأنه كامل، بل لأنه نضج مبكراً من خلال تجارب الحياة التي تساعدنا في بناء حاضر ومجتمع أفضل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store