أحدث الأخبار مع #التنمر


صحيفة الخليج
منذ 11 ساعات
- صحة
- صحيفة الخليج
ثلثا البالغين يعانون السمنة بحلول 2050
حذَّر تقرير صادر عن «الاتحاد العالمي للقلب» بسويسرا، من تفاقم أزمة السمنة عالمياً، مشيراً إلى أن ثلثي البالغين يعانون السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2050، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة وفعالة. وقالت د. مارياتشيارا دي سيزاري، مديرة معهد الصحة العامة والرفاهية بجامعة إسيكس البريطانية، وباحثة مشاركة: «تضاعف عدد البالغين فوق سن 25 عاماً المصابين بالسمنة 4 مرات منذ عام 1990، ليقفز من 194 مليون شخص إلى 878 مليوناً عام 2022، ويتوقع أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع خلال العقود المقبلة». وذكرت د. مارياتشيارا دي سيزاري: «تسببت السمنة في وفاة 3.7 مليون شخص في عام واحد وتعد عامل خطر رئيسياً للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان وهو ما جعلها تمثل نحو 10%، من جميع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم». وأشار ت د. مارياتشيارا دي سيزاري إلى أن: «انتشار النمط الحياتي غير الصحي، بما في ذلك قلة النشاط البدني والتحول نحو الوظائف المكتبية وزيادة ساعات العمل وصعوبة الحصول على غذاء صحي بأسعار مناسبة، جميعها أسهمت في تصاعد معدلات السمنة عالمياً». ودعت إلى ضرورة تعزيز الأنظمة الصحية لضمان توفير الرعاية اللازمة لمرضى السمنة وأمراض القلب، مشددة على أهمية الاستثمار في سياسات وقائية مستدامة، مع التركيز على حماية الأطفال من التنمر المرتبط بالوزن، الذي أصبح أحد أبرز أسباب المعاناة النفسية في المدارس.


روسيا اليوم
منذ 2 أيام
- صحة
- روسيا اليوم
شاب يصاب بمتلازمة "مرعبة" بسبب الألعاب الإلكترونية!
وتظهر الصور المقلقة انتفاخا غريبا في رقبته، ناتجا عن تمدد فقرات الرقبة بشكل غير طبيعي بسبب وضعية الانحناء المستمرة. وذكر الأطباء في تقرير الحالة أن المريض ظل يعاني من آلام حادة في الرقبة لمدة ستة أشهر قبل أن يفقد القدرة على رفع رأسه تماما. كما واجه صعوبات في البلع أدت إلى نقص حاد في الوزن. وكشفت الفحوصات عن تشوهات في فقرات الرقبة وتكون أنسجة شبيهة بالندوب في العمود الفقري بسبب الوضعية الخاطئة المستمرة. وعلى الرغم من كونه طفلا نشيطا في السابق، إلا أن تعرضه للتنمر في مرحلة المراهقة دفعه إلى الانعزال عن المجتمع لسنوات، حيث قضى معظم وقته منحنيا على هاتفه في عزلة تامة. وبعد فشل المحاولات الأولية لتصحيح الوضع باستخدام دعامات الرقبة الطبية، اضطر الأطباء إلى اللجوء لجراحة معقدة شملت استئصال أجزاء صغيرة من الفقرات المتضررة ، وإزالة الأنسجة المتليفة وتثبيت مسامير وقضبان معدنية لتقويم العمود الفقري. وتمكن المريض من استعادة القدرة على إبقاء رأسه في وضع أفقي بعد ستة أشهر من العملية، واستمر التحسن بعد عام دون انتكاسة. Gamer, 25, develops terrifying 'dropped head syndrome' from looking at his phone too much - doctors issue warning وأشار الخبراء إلى أن هذه الحالة النادرة نتجت عن مزيج من الاستخدام المفرط للهاتف بوضعية خاطئة واضطراب كامن في النمو. وعادة ما ترتبط هذه المتلازمة بالأمراض العصبية العضلية، لكن حالات جديدة بدأت تظهر بسبب إساءة استخدام المواد المخدرة والسلوكيات الرقمية غير الصحية. وهذه الحالة تثير تساؤلات حقيقية عن تأثيرات العصر الرقمي على صحة الهيكل العظمي للأجيال الشابة، وتؤكد الحاجة إلى وعي أكبر بمخاطر الانحناء الطويل على الأجهزة الذكية. وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن الفريق الطبي نشر تفاصيل هذه الحالة لأول مرة في مجلة JOS Case Reports عام 2023 بعد موافقة المريض وعائلته، محذرين من تزايد مخاطر الإدمان الرقمي بين الشباب. المصدر: ديلي ميل يسلّط عدد من الخبراء الضوء على خطر يهدد صحتنا قد يكمن في الأدوات المنزلية اليومية التي نستخدمها بانتظام. في ظل الانتشار الواسع للهواتف الذكية والاتصال الدائم بالإنترنت، يزداد الاهتمام بدراسة تأثير هذا التفاعل المستمر على الصحة العقلية والأداء الذهني. توصلت مراجعة علمية بطلب من منظمة الصحة العالمية إلى عدم وجود ارتباط بين التعرض للموجات الراديوية وأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك اللوكيميا، اللمفوما، وسرطان الغدة الدرقية.


الرياض
منذ 2 أيام
- الرياض
المتنمر قاتل محتمل
تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن واحدًا من كل ثلاثة طلاب يتعرض للتنمر ولو لمرة واحدة في الشهر، وتؤكد التقارير الدولية أن السلوك العنيف على الإنترنت، بما فيه التنمر الإلكتروني، يتجاوز في المنطقة العربية المتوسط العالمي، والسبب الأوضاع غير المستقرة لبعض دولها، ولجوئهم إليها كمتنفس، علاوة على أن السياق القيمي والاجتماعي والثقافي فيها قد يتسامح مع التنمر والعدوانية، وخصوصاً ضد الفئات المختلفة أو الخارجة عن إطارها العام ورؤيتها للأشياء.. نشرت صحيفة الاقتصادية في أواخر 2022 أن المملكة تشغل المركز العاشر دولياً في الإبلاغ عن حالات التنمر وبنسبة 19 %، والقائمة تتصدرها الهند بنسبة 37 %، وتضم البرازيل وأميركا وجنوب أفريقيا وبلجيكا، ومعهم السويد وكندا وتركيا، والدول السابقة تتراوح نسبها ما بين 29 % و20 %، وهو مؤشر جيد، لأن غالبية المتنمر عليهم يلتزمون الصمت ولا يبلغون في العادة، وتوجد ثلاثة أنظمة سعودية تحكم التنمر بأشكاله، الأول نظام حماية الطفل، والثاني نظام الحماية من الإيذاء، والثالث نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، ومع أن التنمر المدرسي هو الأسبق في الحضور، إلا أنه ليس الشكل الوحيد، فهناك التنمر في مكان العمل وبين الزوجين وضد المرأة وفي كرة القدم، وحتى بين الدول عن طريق الضغط السياسي أو الاقتصادي، والمصطلح نحت وجرم لأول مرة في السويد، خلال سبعينات القرن العشرين، وكان ذلك على خلفية معاناة الطلبة، وتحديداً في المرحلتين ما بين الخامس الابتدائي والأول المتوسط، من اعتداء زملائهم عليهم جسديا وبشكل متكرر. التنمر المدرسي ضيق عليه في المدارس السعودية، بالحسم من درجات السلوك والحرمان من الدراسة لمدة تتراوح من أسبوع إلى شهر، والإحالة لوحدة الإرشاد الطلابي لدراسة سلوك المتنمر، واستدعاء أحد المسؤولين عنه وإعلامهم، وأخذ تعهد منه بالانضباط وعدم تكرار المخالفة، ونقله لمدرسة أخرى، إذا ارتكب المخالفة للمرة الثالثة، وهذه الصعوبات في الواقع انتقلت بالتنمر لمنصات السوشال ميديا، وباستخدام أسماء وهمية، يقوم من خلالها المتنمرون باستهداف ضحاياهم من زملاء الدراسة، وبحسب إحصاءات وزارة التعليم السعودية، قبل ثلاثة أعوام، فإن التنمر الجديد يأتي في شكل جملة من السلوكيات، أبرزها؛ الشتائم السيئة بنسبة 42 % ونشر الشائعات الكاذبة بنسبة 32 %، وتوظيف الصور الفاضحة بنسبة 25 %، وتقديم معلومات شخصية بنسبة 21 %، والتهديدات الجسدية بنسبة 16 %، وضحايا هذا النوع من التنمر يقدرون بنحو 47 %، لمن هم ما بين ستة وعشرة أعوام، و56 %، لمن أعمارهم ما بين 14 و18 عاماً. أرقام وزارة الصحة في المملكة لعام 2023 لا تبتعد كثيرا عن التعليم، فقد وجدت أن التنمر اللفظي يعتلي القائمة بـ79 %، وبعده التنمر الاجتماعي بـ50 %، فالتنمر الجسدي بـ29 %، وأخيرا التنمر الإلكتروني بـ25 %، ولعل الرقم الأخير ليس دقيقا، ولا ينسجم مع ما يشاهد على الإنترنت، إلا أنه في نهاية الأمر يتكلم عن الحالات التي تم الإبلاغ عنها، وربما الأخطر هو قول الوزارة إن 10 % من إجمالي الطلاب يتركون المدرسة بفعل التنمر المتكرر عليهم، خارج وداخل المحيط المدرسي. شركة ميتا رصدت في الربع الثالث من 2023 قرابة 15 مليون منشور على فيسبوك وانستغرام تحوي تنمرا وتحرشا، وهذا النوع من التنمر الإلكتروني يجعل ثقة الأشخاص بأنفسهم تتراجع، وتصيبهم بالعجز في مواجهة المشاكل، وكشفت دراسة للامم المتحدة في عام 2022 أن 60 % من النساء في الدول العربية يتعرضن للعنف والتنمر على الإنترنت، والتعمد والتكرار شرطان في التنمر، ويمثلان الفارق بينه وبين الإساءة، ويصنف هذا الفعل في الأنظمة السعودية باعتباره مخالفة، ولكنه قد يتحول إلى جريمة كبيرة موجبة للتوقيف إذا ترتبت عليه إصابة جسدية، وكانت مدة تعافيها أكثر من 21 يوماً، والتنمر بمكان العمل في المملكة محكوم بالمادة (80) من لائحة تنظيم العمل، المقرة من وزارة الموارد البشرية والتي تبدأ بالخصم وتصل لإنهاء الخدمة. استكمالا لما سبق تعتبر الصين الأكثر صرامة في مواجهة التنمر الإلكتروني، لأنها تلزم مستخدمي الإنترنت في أراضيها بكتابة أسمائهم الحقيقية على معرفاتهم، وتعاقب من يخالف ذلك، والشخص باسمه الصريح لا يستطيع التنمر بأريحية، ولو أن الكتابة بأسماء مستعارة لا تغير شيئاً في المعادلة، فالتتبع والضبط بسيط في الحالتين، ولكن النشر الإلكتروني بالهوية الصريحة، يجعل الشخص حريصا بدرجة أكبر، لأنها تمس صورته أمام الآخرين، وتضع كل كلماته تحت المجهر. المشكلة في التنمر أنه وصل بالفعل إلى حد الانتحار، ومن الأمثلة تسجيل اليابان في 2020 لقرابة 500 حالة انتحار بسببه، بين أوساط الأطفال والمراهقين، بخلاف أن الأعداد السنوية للمتنمر عليهم في التعليم العام الياباني، يقاربون في المتوسط، خمسين ألف حالة، وفي العالم 250 ألف حالة، وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن واحدا من كل ثلاثة طلاب يتعرض للتنمر ولو لمرة واحدة في الشهر، وتؤكد التقارير الدولية أن السلوك العنيف على الإنترنت، بما فيه التنمر الإلكتروني، يتجاوز في المنطقة العربية المتوسط العالمي، والسبب الأوضاع غير المستقرة لبعض دولها، ولجوئهم إليها كمتنفس، علاوة على أن السياق القيمي والاجتماعي والثقافي فيها قد يتسامح مع التنمر والعدوانية، وخصوصاً ضد الفئات المختلفة أو الخارجة عن إطارها العام ورؤيتها للأشياء، وبعض التنمر قد يكون مدفوع القيمة وموجها لأغراض معينة، وفي رأيي الشخصي، المتنمر لن يتغير في يوم وليلة، والتعامل القانوني الجامد معه أفضل من الطبطبة عليه، وبالأخص عندما يكون من البالغين.


جريدة المال
منذ 2 أيام
- ترفيه
- جريدة المال
إنجى وجدان: انتظروا فيلمى الجديد «محمول مكفول» مع النجم التركى بوراك أوزجيفيت (صور)
قالت الفنانة إنجى وجدان خلال مشاركتها ملتقى قوتها الثالث التى تنظمه منصة 'Girls space ' أنها كانت تتعرض للتنمر من خلال زيادة وزنها أثناء الحمل، داعية إلى مشاهدة فيلمها الجديد «محمول مكفول» مع النجم التركى بوراك أوزجيفيت . وأوضحت أنها قررت تساعد كل امرأة يتم التنمر عليها بسبب زيادة وزنها وأطلقت حملتها' أنتى جميلة زى ما أنتى ' التى قررت من خلالها أن تحارب التنمر على السيدات ومساعدتهم ليستيعدوا ثقتهم بأنفسهم ، كما أكدت وجدان أنها ليست بعيدة عن العمل لكنها لاتحب أنها تكون موجودة فى أعمل من أجل التواجد فقط لأنها تختار أعمالها بدقة. كما صرحت أنها منتظرة عرض فيلمها الجديد 'محمول مكفول' ، إنتاج مصرى سعودي هو فيلم كوميدي إكشن نسائى يتناول الفيلم مغامرة 3 صديقات مهووسات بالدراما التركية والنجوم الأتراك، يقررن الذهاب في مغامرة والسفر من الرياض إلى إسطنبول من أجل لقاء نجمهن المفضل، وبعد السفر تجد الصديقات الـثلاثة أنفسهن متورطات في قضية، إذ يتهمن بخطف النجم التركي، لتنقلب حياتهن، وتتصاعد الأحداث بقالب كوميدي، ويشاركها بطولة العمل خيرية أبو لبن، ونرمين محسن، وإنجي وجدان، بالإضافة إلى النجم التركي بوراك أوزجيفيت، تأليف وسام قطان، وسيناريو وحوار نهى السعدي، وإخراج كريم أبو زيد. شارك فى الملتقى الكثير من الفنانين والإعلاميين خلال الملتقى وتم تكريمهم وتحدثوا عن مسيرتهم العملية وكيف حققوا أهدافهم فى الحياة العملية والإنسانية ، ومنهم الفنانة إنجى المقدم وإنجى وجدان والفنانة ملك زاهر والفنانة درة والاعلامية مريم أمين ، والإعلامية سهير جودة والإعلامي تامر شلتوت وخبيرة الاتيكيت أمينة شلباية والإعلامية يارا الجندي والإعلامي مروان والإعلامى مروان قدرى . منصة 'Girls Space'، هي منصة إلكترونية موجهة للفتيات والنساء، تواصل عبر ملتقى 'قوتها' تسليط الضوء على النماذج النسائية الملهمة، وتوفير مساحة للحوار حول التحديات التي تواجهها المرأة، سواء في الحياة اليومية أو في مسيرتها المهنية، وتهدف المبادرة إلى التوعية، الدعم، وتبادل التجارب، من خلال قصص نجاح حقيقية من الواقع، لتكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة.


BBC عربية
منذ 4 أيام
- BBC عربية
"الاكتئاب المبتسم كان سبباً في انتحار ابنتي"، فهل يعاني أبناؤنا بصمت؟
وراء الضحكات التي كانت تملأ وجه "شهد" إشراقاً، كان يكمن ألم عميق وصراع مع الاكتئاب، انتهى بقرار مفاجئ أنهت به حياتها. "شهد كانت طبيعية جداً، اجتماعية، نشيطة، وحين أناديها دائماً كانت تلتفت إليّ مبتسمة. لم يظهر عليها أي شيء يدعو للقلق، بل على العكس، كانت تضحك الليلة السابقة للحادثة على أمور بسيطة، وكان ضحكها مبالغاً فيه، وهذا كان المؤشر الوحيد، لكنني لم أفهمه وقتها." في الثامن عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2024، أنهت الطالبة شهد، البالغة من العمر 17 عاماً، حياتها داخل دورة المياه في مدرستها في سلطنة عُمان. وتروي والدتها، السيدة عذراء، لبي بي سي تفاصيل الحادثة المؤلمة. "ابتسامة المراهق قد تُخفي سراً" صرحت والدة شهد لبي بي سي أن ابنتها "توفيت اختناقاً"، لكنها لم تكشف عن الوسيلة أو الطريقة. في الأشهر الأخيرة، لاحظت الأم أن سلوك شهد أصبح أكثر لطفاً داخل المنزل، وكانت تتحدث بإيجابية عن علاقاتها في المدرسة، وقد أكدت لها شهد أن بعض الفتيات اللاتي كن يتنمرن عليها قد تحسن تعاملهن معها وأصبحن أكثر وداً. وأضافت: "من الساعة العاشرة حتى الواحدة والنصف، غابت شهد عن الغرفة الصفية بينما كانت حقيبتها موجودة داخلها. ورغم ذلك، لم يقم أحد من المعلمات أو الطالبات بالبحث عنها، وعندما تم العثور عليها، كانت في دورة المياه". بعد الحادثة، تم تشخيص حالة شهد بما يعرف بالـ "الاكتئاب المبتسم" بعد الاضطلاع على دفتر مذكراتها، التي بدأت في اللجوء إليه للتعبير عما بداخلها منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وهو ذات التوقيت الذي بدأت فيه تواجه التنمر من بعض زميلاتها. كان الدفتر يحتوي على مذكرتين مؤرختين في نفس يوم وفاتها. في الأولى كتبت: "حاولت أمس أن أقتل نفسي لكن فشلت، ربما لأنني أحب الحياة." وفي الثانية قالت: "أشعر أنني فقدت السيطرة على نفسي، أشعر أنني سأجن أو ربما أصبت بالجنون ولا أعلم ماهي النهاية". تقول والدة شهد: "عرفت عن هذا الدفتر لأول مرة في المستشفى، لم أكن أعلم شيئاً عما تمر به. كنت أخاف على ابنتي أكثر من أي شيء، لكنني لم أبحث في دفاترها أو كتاباتها". وتضيف: لو كنت أعرف عن "الاكتئاب المبتسم"، ربما لكان لدي فكرة أنه رغم ابتسامة المراهق وضحكاته، قد يكون وراءها سر خفي. هل يشعر المراهقون بالإرهاق ؟ تُعرّف أخصائية الإرشاد الإكلينيكي في مجال الصحة النفسية، بسمة آل سعيد، الصحة النفسية بأنها حالة من التوازن العاطفي والنفسي والعقلي، يتمتع فيها الفرد بالقدرة على مواجهة ضغوط الحياة والتأقلم معها، إلى جانب قدرته على بناء علاقات صحية مع الآخرين. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 1 من كل 7 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً على مستوى العالم من اضطراب نفسي، ما يمثل 15 بالمئة من العبء العالمي للأمراض في هذه الفئة العمرية. ورغم ذلك، "تظل هذه الحالات في الغالب غير معترف بها وغير معالجة". تشير المنظمة إلى أن الاضطرابات النفسية قد تؤثر تأثيراً عميقاً على الذهاب إلى المدرسة وأداء الواجبات المدرسية. ويمكن للانسحاب الاجتماعي أن يؤدي إلى زيادة العزلة والوحدة. ويمكن أن يفضي الاكتئاب إلى الانتحار. إذ تشير أرقام المنظمة إلى أن الانتحار يعد ثالث سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً. وتلفت آل سعيد إلى أنه في بعض الأحيان، تكون محاولات الانتحار وسيلة لطلب الانتباه أو توجيه رسالة، لكنها قد تنتهي بشكل مأساوي. اضطرابات نفسية تهدد المراهقين: كيف نحميهم؟ تتعدد الاضطرابات النفسية التي يعاني منها المراهقون، كما تشير آل سعيد، ومنها: الاكتئاب، القلق، اضطرابات الأكل، الاضطرابات الحركية، تشتت الانتباه، اضطرابات السلوك، بالإضافة إلى إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تؤثر بشكل كبير في صحتهم النفسية. من أبرز الاضطرابات التي يعاني منها المراهقون، تبرز اضطرابات القلق كأكثرها شيوعاً. وتشير الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن 5.5 بالمئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً يعانون من اضطرابات القلق. كما تعتبر الاضطرابات السلوكية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، من المشكلات الشائعة بين المراهقين ويؤثر على 2.9 بالمئة منهم، بحسب المنظمة. وتوضح آل سعيد أن من الاضطرابات النفسية الشائعة التي يعاني منها المراهقون هو الاكتئاب، منها "الاكتئاب المبتسم". و تكمن خطورة هذا النوع من الاكتئاب في صعوبة ملاحظته من الآخرين، مما يعقد عملية تقديم الدعم والمساعدة. تشير آل سعيد إلى أن المكتئب المبتسم هو الشخص الذي يخفي آلامه خلف ابتسامة، ويظهر أمام الآخرين وكأنه طبيعي. "قد يكون ناجحاً، نشيطاً، واجتماعياً، لكنه في الواقع يعاني في صمت". يساهم التدخل المبكر في تقديم الدعم النفسي المناسب ويحول دون تفاقم المشكلة أو تطورها مستقبلاً. فالإصغاء ضروري، فالمراهقون في كثير من الأحيان "يتكلمون بصمت". تشير آل سعيد إلى أهمية انتباه الأهل للتغيرات السلوكية والنفسية التي تظهر على أبنائهم، إذ إن التدخل المبكر قد يساهم في تقديم الدعم النفسي المناسب ويحول دون تفاقم المشكلة أو تطورها مستقبلاً. فالإصغاء أمر ضروري، فالمراهقون في كثير من الأحيان "يتكلمون بصمت". من أبرز هذه العلامات التغيير المفاجئ في السلوك أو المزاج: إذا لاحظ الأهل تصرفات غير معتادة أو تغييرات مفاجئة في مزاج الطفل، قد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلة. ورغم أن البعض يعتقد أن هذه التغيرات جزء من مرحلة المراهقة، إلا أن هناك فرق بين التغيرات الطبيعية والمشكلات النفسية التي تتطلب تدخلاً. الانعزال قد يكون أمراً طبيعياً لفترة قصيرة، لكنه يصبح مقلقاً إذا تحول إلى انعزال كلي عن العائلة والأصدقاء لفترات طويلة، مما يستدعي انتباه الأهل لمراجعة حالته النفسية. يُعتبر إيذاء النفس من العلامات الخطيرة التي تحدث غالباً في الخفاء، حيث يسعى المراهق لإخفاء الجروح أو الآثار الناتجة عنها. ومع ذلك، قد تظهر بعض الإشارات الجسدية، مثل ارتداء ملابس طويلة بشكل غير معتاد لإخفاء آثار الإيذاء، أو تغيّرات في لغة الجسد تدل على محاولة إخفاء الألم. تروي هاجر، البالغة من العمر 23 عاماً، لبي بي سي: "تعرضت للتحرش وأنا في العاشرة من عمري، مما دفعني إلى الدخول في حالة نفسية سيئة وازداد شعوري بكراهية جسدي". في سن الخامسة عشرة، حاولت هاجر الانتحار، ولم يكن ذلك بسبب التحرش فقط، بل أيضاً بسبب انتقالها من دولة إلى أخرى، مما سبب لها صدمة نفسية. "أصبحت أنعزل عن العالم وأبتعد عن الاختلاط بالآخرين." " كنت أشعر بسعادة عند رؤية الدم، وكأنني تخلصت من مشاعري السلبية لهذا قمت بإيذاء نفسي بجرح يدي". بدأت هاجر بارتداء ملابس طويلة حتى في فصل الصيف لإخفاء أي آثار للإيذاء جسدي. وتصف هاجر ما مرّت به قائلة: "لا أعتبرها تجربة انتحار، بل هي محاولة لتفريغ مشاعري، إلا أنني في بعض اللحظات أردت الموت". لجأت هاجر إلى جلسات العلاج النفسي عبر الإنترنت مع الأخصائية نور وليد، بسبب "صعوبة الوصول إلى العلاج النفسي في اليمن". وتصف هاجر تجربتها العلاجية بأنها كان لها تأثير عميق في حياتها، إذ أصبحت أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها وحققت نضجاً أكبر. وتؤكد قائلة: "أنا اليوم بخير". ومن العلامات المهمة التي يجب الانتباه لها تغيرات في نمط الأكل مثل فقدان الشهية الشديد أو الإفراط في الأكل، وتقول آل سعيد "إذا تمكن أبناؤنا من عبور جسر المراهقة بسلام، ستكون حياتهم المستقبلية أفضل. أما إذا واجهوا اضطرابات في هذه المرحلة، فقد تستمر التحديات معهم في المستقبل". لذلك، نولي اهتماماً كبيراً لهذه الفترة الحساسة. تقول مها ذات 39 عاماً "منذ السابعة عشرة، بدأت أعاني من اضطراب الطعام وزيادة الوزن، مما أدى لشعوري بالإحباط. لجأت لأدوية تقليل الشهية، ورغم فقداني الوزن، أصبحت أخاف من الميزان وأشعر بتأنيب الضمير إذا تناولت الطعام، وهو ما استمر معي حتى الآن." "لا أريد أن أخسر أبنائي" كشفت دراسة أجريت في جامعة مولود معمري "تيزي وزو" في الجزائر لعام 2023-2024 على 50 طالباً، أن القلق الاجتماعي، الذي يعد من أبرز الاضطرابات النفسية، يتأثر بشكل كبير بالمعاملة السلبية والتسلطية التي يتعرض لها الأبناء من الوالدين، خاصة خلال مرحلة المراهقة. وبذلك، يعاني المراهق من ضغوط داخلية وخارجية ناتجة عن تنشئته الأسرية، مما يبرز الحاجة الملحة للعناية والدعم من قبل الوالدين ليشعر بالاستقرار النفسي ويساهم في بناء علاقات اجتماعية صحية. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة بين أساليب المعاملة الوالدية ومستوى القلق الاجتماعي لدى المراهقين. تؤكد الدكتورة نهاية الريماوي، وهي معالجة نفسية واختصاصية تربوية، أن الصحة النفسية للمراهق تتأثر بتداخل عدة عوامل، أبرزها تقدير المراهق لذاته، حيث تؤثر "صورة الذات" في توازنه النفسي. ضعف الثقة بالنفس قد يؤثر سلباً على مشاعره وحياته اليومية. تروي والدة آدم، البالغ من العمر 14 عاماً، أنها لاحظت تراجع تحصيله الدراسي، وبدأت في مقارنته بزملائه. تقول: "ابني كان يشعر بالفشل ويقول "أنا غبي". المجتمع يركز فقط على التحصيل الأكاديمي، في حين أن ابني اجتماعي ولديه حس فكاهي، لكن تم تهميش هذه الصفات." وتضيف: "لا أريد أن أخسر أبنائي، ولن أسمح لأي معايير مجتمعية أن تقصر تقييمهم على تحصيلهم الأكاديمي. إنجازاتهم هي التي تحددهم." تشير الأخصائية بسمة آل سعيد إلى أن بعض العبارات التي يقولها المراهقون قد تكون مؤشراً على مشاعر العجز والاكتئاب. كثيراً ما يتجاهل الأهل هذه الكلمات على أنها مجرد تعبيرات عابرة، لكنها قد تكون علامات تحذيرية لمشاعر أعمق. وبدورها تؤكد الريماوي،وهي مستشارة أسرية أيضاً، أنه إذا شعر الأهل أن الصعوبات التي يواجهها أبناؤهم المراهقون أكبر من قدرتهم على التعامل معها، فإن اللجوء إلى مختص يصبح خطوة ضرورية. لكن قبل ذلك، يجب التأكد من عدم وجود أنماط تربية خاطئة مثل الحماية الزائدة أو المقارنة المستمرة بالأقران، لأنها قد تؤدي إلى تمرد المراهقين. وتشدد على أهمية "تقبل أبنائنا كما هم"، مع مراعاة أن قدراتهم تختلف عن قدرات الآخرين. من المهم أن نركز على تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصياتهم، ليشعروا بأنهم مميزون بصفاتهم الفريدة، بدلاً من فرض الصفات التي يرغب الأهل في أن يمتلكوها. يرى المختصون أن العديد من الأسر تفتقر إلى الحوار المفتوح مع الأبناء، مما يمنعهم من فهم أفكارهم ومشاعرهم. تؤكد آل سعيد أنه من الضروري أن يتجنب الأهل ردود الفعل الحادة، حتى يشعر الأبناء بالراحة والقدرة على التعبير بحرية. كما يُفضَّل أن يكون الحوار مشابهاً لتواصل الأصدقاء، بلا أي حواجز. فالتواصل الفعّال يعد من الأسس المهمة في بناء علاقة أسرية صحية. وتشدد الريماوي على أن مرحلة المراهقة لا يُفترض أن تكون مليئة بالصراعات أو الاضطرابات النفسية، بل يمكن أن تمر بسلاسة إذا توفر للمراهق بيئة داعمة وقدرة على التعامل مع التحديات. وتوضح أن دور الأهل يبدأ منذ الطفولة، فالنشأة في بيئة مستقرة وسليمة تهيئ الطفل لدخول المراهقة بثقة وأمان. "التفهم، والحوار، والدعم النفسي، إلى جانب الحب والتقدير، تشكل أسساً قوية لمساندة المراهق، وتعزيز نقاط قوته ومعالجة جوانب الضعف لديه".