أحدث الأخبار مع #الجاهلية

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
شيخ العقل: مساعي الحكمة أقوى من المواجهات المسلحة
شارك شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في موقف التعزية بالشهيد دانيال سميح عصفور، الذي أقيم في شانيه، (وهو واحد من الأبطال الذين هبّوا للدفاع عن أهلهم في صحنايا فارتقى شهيداً)، وكانت لشيخ العقل كلمة قال فيها: "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون". الشهداء الأبطال هم شهداؤنا، شهداء الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، هبّوا للدفاع عن أهلهم وعائلاتهم ولم يعتدوا، بل كانوا مدافعين مجاهدين كما كان أجدادهم عبر التاريخ، والشهيد دانيال، رحمه الله، هو واحد من اولئك الابطال الذين نفتقدهم ونحيّيهم، وان كنّا نسعى لمعالجة الامور بالحكمة والتعقّل وبالاتصالات والعلاقات مع ذوي الشأن من السفراء والقيادات، فلكي يتم الوصول الى اتفاق مبني على ضمانات وشروط واضحة تطمئن أهلنا في جرمانا وجوارها ومن ثم في السويداء". أضاف: "لن نأبه ببعض التعليقات التي تتهم اهل العقل والحكمة بالتخاذل والمساومة على دم اهلهم، فلا يزايدنَّ احد علينا بالشجاعة ومواقف الرجولة، لكننا نقول لأهلنا الأفاضل الغيورين، ان مساعي الاحتواء والاتفاق تكون احياناً انجع واقوى من المواجهة بالسلاح، فلنتق الله ولنتكل عليه تعالى وعلى اولي الامر، ولنتأكد ان هويتنا الروحية اسلامية توحيدية، وهويتنا القومية عربية وطنية، ولن نبدّل لا هذه ولا تلك بأية هوية أخرى، ولن نطلب الحماية سوى من أنفسنا ومن الله تعالى، ولنبق متمسكين بوحدة وطننا وبجذورنا، مصانين بحكمة شيوخنا وبشجاعة شبابنا". وختم: "لروح شهيدنا ولأرواح الشهداء الابرار الرحمة، وانا لله وانا اليه راجعون". والقى قريبه فادي اسعد غريزي كلمة تأبينية، حيّا فيها بطولات الشهداء والمجاهدين "السائرين على خطى سلطان باشا الأطرش ورفاقه الميامين". وفي الختام، تليت الفاتحة والآيات الكريمة على روح الشهيد وأرواح رفاقه الشهداء. الجاهلية وكان شيخ العقل زار والشيخ الجليل ابو زين الدين حسن غنّام الشيخ الجليل ابو علي سليمان أبو ذياب في منزله في بلدة الجاهلية الشوف، برفقة رئيسي اللجنة الدينية ولجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي الشيخين عصمت الجردي وفادي العطار، بحضور مشايخ وأعضاء من المجلس. وشرح الشيخ أبي المنى تفاصيل الأحداث الأخيرة التي حصلت في سوريا والأوضاع الراهنة، في سياق مساعي التهدئة والاتصالات الجارية، والاستقبالات التي تولّتها مشيخة العقل خلال الأسبوعين الماضيين، لتسليط الضوء على ما حصل، وهواجس المجتمع التوحيدي، والطلب من الدولة تحمل مسؤولياتها في ضبط الشارع وطمأنة الناس، وضرورة التوصل إلى اتفاقات تنطوي على ضمانات مؤكّدة، من شأنها ان تبني الثقة وتساهم في تحقيق الاستقرار والعيش الآمن، في ظل وطن واحد موحَّد. العبادية وشارك شيخ العقل ايضا في مأتم المرحوم الشيخ أبو كمال حليم فرج في العبادية، على رأس وفد من المشايخ واعضاء من المجلس المذهبي، إلى جانب مشاركة الشيخ نعيم حسن والمشايخ الاجلاء: ابو زين الدين حسن غنام، ابو طاهر منير بركة، ابو فايز امين مكارم، ابو داوود منير القضماني وجمع كبير من المشايخ من مناطق الجبل. وسبق الصلاة شهادة قدّمها الشيخ ابي المنى بالمرحوم فرج، قائلا: قال تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم. هي الآية الكريمة تنطق بالحق، أن يرحل الانسان راضياً مرضيّا مطمئناً فتلك هي البغية وتلك هي السعادة، فهنيئاً لمن ختم له بتلك السعادة، والمرحوم الشيخ ابو كمال حليم فرج رحمه الله، واحد من أولئك السعداء الذين يرحلون راضين مرضين مطمئنين، واذا كنت لأشهد به فإنني أشهد بلسان مشايخنا الأجلاء، وهم الأدرى، الشيخ ابو فايز امين مكارم، الشيخ ابو طاهر منير بركة، الشيخ ابو زين الدين حسن غنام والشيخ ابو داود منير القضماني، هم يعرفون بعضهم ويعرفون أولئك المجاهدين، وانتم تعرفونهم، والشيخ ابو كمال كان مجاهداً في حياته، كادّاً على الرزق الحلال، مربياً عائلة كريمة على الصراط المستقيم، على صراط الخير والتوحيد". اضاف: "كان مجاهداً في أمر الدين، يعرفه عن كثب اخواننا الذين أسس معهم وواكب معهم تلك المسيرة التوحيدية التي كانت هاجسه، في اللقاءات الدينية التي كان يتلو فيها ما تيسر له وما حفظه غيباً، وقد كان يفاجئنا بأنه في سن متقدمة يختم الكتاب العزيز، كما يختم حياته بالجد والاجتهاد". وتابع: "كم نحن بحاجة في هذه الأيام الصعبة التي نمرّ بها، أكان في السويداء أم في جرمانا أم حتى هنا، نواجه تحدّيات جمّة تحتاج الى العقل، الى الحكمة والى الشجاعة، ولكنها تحتاج أولا وقبل كل شيء الى بركة مشايخنا الأجلاء والى دعائهم، اذ نحن بحاجة الى بركة تلاوتكم ومذاكرتكم وتوجيهكم يا شيخ ابو كمال، رحمك الله". شانيه من جهة ثانية، قدم الشيخ ابي المنى في بلدته شانيه التهاني لرئيس لائحة "شانيه - محبة وانماء" نعمان ابي المنى والاعضاء بعد فوزها في الانتخابات البلدية، وذلك في قاعة جمعية النهصة في البلدة، بحضور القاضي الشيخ احمد درويش الكردي وجمع من الاهالي، اضافة الى رئيس اللائحة المقابلة فادي ابي المنى واعضاء منها، مما يعكس الروح الايجابية والرياضية التي يتحلى بها ابناء البلدة. وقد تمنى شيخ العقل على المجلس البلدي الجديد "العمل الدؤوب، بروح من التعاون والتكاتف، لتنمية البلدة وتطويرها"، مؤكداً "دعمه ومساندته حيث يجب". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
شيخ العقل في تأبين احد شهداء صحنايا: مساعي الاحتواء والاتفاق تكون احياناً انجع واقوى من المواجهة بالسلاح
شارك شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في موقف التعزية بالشهيد البطل دانيال سميح عصفور، الذي أقيم في بلدة سماحته في شانيه، (27 عاما) وواحد من الأبطال الذين هبّوا للدفاع عن أهلهم في صحنايا فارتقى شهيداً، وكانت لشيخ العقل كلمة في موقف التأبين قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون". الشهداء الأبطال هم شهداؤنا، شهداء الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، هبّوا للدفاع عن أهلهم وعائلاتهم ولم يعتدوا، بل كانوا مدافعين مجاهدين كما كان أجدادهم عبر التاريخ، والشهيد دانيال، رحمه الله، هو واحد من اولئك الابطال الذين نفتقدهم ونحيّيهم، وان كنّا نسعى لمعالجة الامور بالحكمة والتعقّل وبالاتصالات والعلاقات مع ذوي الشأن من السفراء والقيادات، فلكي يتم الوصول الى اتفاق مبني على ضمانات وشروط واضحة تطمئن أهلنا في جرمانا وجوارها ومن ثم في السويداء". أضاف: "لن نأبه ببعض التعليقات التي تتهم اهل العقل والحكمة بالتخاذل والمساومة على دم اهلهم، فلا يزايدنَّ احد علينا بالشجاعة ومواقف الرجولة، لكننا نقول لأهلنا الأفاضل الغيورين، ان مساعي الاحتواء والاتفاق تكون احياناً انجع واقوى من المواجهة بالسلاح، فلنتق الله ولنتكل عليه تعالى وعلى اولي الامر، ولنتأكد ان هويتنا الروحية اسلامية توحيدية، وهويتنا القومية عربية وطنية، ولن نبدّل لا هذه ولا تلك بأية هوية أخرى، ولن نطلب الحماية سوى من أنفسنا ومن الله تعالى، ولنبق متمسكين بوحدة وطننا وبجذورنا، مصانين بحكمة شيوخنا وبشجاعة شبابنا". وختم: "لروح شهيدنا ولأرواح الشهداء الابرار الرحمة، وانا لله وانا اليه راجعون". كما القى قريبه فادي اسعد غريزي كلمة تأبينية حيّا فيها بطولات الشهداء والمجاهدين السائرين على خطى سلطان باشا الأطرش ورفاقه الميامين. وفي الختام تليت الفاتحة والآيات الكريمة على روح الشهيد وأرواح رفاقه الشهداء. الجاهلية وكان شيخ العقل زار والشيخ الجليل ابو زين الدين حسن غنّام الشيخ الجليل ابو علي سليمان أبو ذياب في منزله في بلدة الجاهلية الشوف، برفقة رئيسي اللجنة الدينية ولجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي الشيخين عصمت الجردي وفادي العطار، بحضور مشايخ وأعضاء من المجلس. وشرح الشيخ أبي المنى تفاصيل الأحداث الأخيرة التي حصلت في سوريا والأوضاع الراهنة، في سياق مساعي التهدئة والاتصالات الجارية، والاستقبالات التي تولّتها مشيخة العقل خلال الأسبوعين الماضيين، لتسليط الضوء على ما حصل، وهواجس المجتمع التوحيدي، والطلب من الدولة تحمل مسؤولياتها في ضبط الشارع وطمأنة الناس، وضرورة التوصل إلى اتفاقات تنطوي على ضمانات مؤكّدة، من شأنها ان تبني الثقة وتساهم في تحقيق الاستقرار والعيش الآمن، في ظل وطن واحد موحَّد. العبادية وشارك شيخ العقل ايضا في مأتم المرحوم الشيخ أبو كمال حليم فرج في العبادية، على رأس وفد من المشايخ واعضاء من المجلس المذهبي، إلى جانب مشاركة سماحة الشيخ نعيم حسن والمشايخ الاجلاء: ابو زين الدين حسن غنام، ابو طاهر منير بركة، ابو فايز امين مكارم، ابو داوود منير القضماني وجمع كبير من المشايخ من مناطق الجبل. وسبق الصلاة شهادة قدّمها سماحة الشيخ ابي المنى بالمرحوم فرج، قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم. هي الآية الكريمة تنطق بالحق، أن يرحل الانسان راضياً مرضيّا مطمئناً فتلك هي البغية وتلك هي السعادة، فهنيئاً لمن ختم له بتلك السعادة، والمرحوم الشيخ ابو كمال حليم فرج رحمه الله، واحد من أولئك السعداء الذين يرحلون راضين مرضين مطمئنين، واذا كنت لأشهد به فإنني أشهد بلسان مشايخنا الأجلاء، وهم الأدرى، الشيخ ابو فايز امين مكارم، الشيخ ابو طاهر منير بركة، الشيخ ابو زين الدين حسن غنام والشيخ ابو داود منير القضماني، هم يعرفون بعضهم ويعرفون أولئك المجاهدين، وانتم تعرفونهم، والشيخ ابو كمال كان مجاهداً في حياته، كادّاً على الرزق الحلال، مربياً عائلة كريمة على الصراط المستقيم، على صراط الخير والتوحيد". اضاف: "كان مجاهداً في أمر الدين، يعرفه عن كثب اخواننا الذين أسس معهم وواكب معهم تلك المسيرة التوحيدية التي كانت هاجسه، في اللقاءات الدينية التي كان يتلو فيها ما تيسر له وما حفظه غيباً، وقد كان يفاجئنا بأنه في سن متقدمة يختم الكتاب العزيز، كما يختم حياته بالجد والاجتهاد". وتابع قائلاً: كم نحن بحاجة في هذه الأيام الصعبة التي نمرّ بها، أكان في السويداء أم في جرمانا أم حتى هنا، نواجه تحدّيات جمّة تحتاج الى العقل، الى الحكمة والى الشجاعة، ولكنها تحتاج أولا وقبل كل شيء الى بركة مشايخنا الأجلاء والى دعائهم، اذ نحن بحاجة الى بركة تلاوتكم ومذاكرتكم وتوجيهكم يا شيخ ابو كمال، رحمك الله". وختم: "شهادتنا هي شهادة المشايخ الاجلاء، سبحان الدائم الباقي، عظم الله أجركم ايها الأخوة، وانا لله وانا اليه راجعون. شانيه من جهة ثانية قدم الشيخ ابي المنى في بلدته شانيه التهاني لرئيس لائحة "شانيه - محبة وانماء" نعمان ابي المنى والاعضاء بعد فوزها في الانتخابات البلدية، وذلك في قاعة جمعية النهصة في البلدة، بحضور القاضي الشيخ احمد درويش الكردي وجمع من الاهالي، اضافة الى رئيس اللائحة المقابلة فادي ابي المنى واعضاء منها، مما يعكس الروح الايجابية والرياضية التي يتحلى بها ابناء البلدة. وقد تمنى شيخ العقل على المجلس البلدي الجديد "العمل الدؤوب، بروح من التعاون والتكاتف، لتنمية البلدة وتطويرها"، مؤكداً "دعمه ومساندته حيث يجب".


الشرق الأوسط
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الشرق الأوسط
الإصْلاحُ الاقتصَاديُّ عندَ العَربِ فِي الجَاهليَّة
كَانَ آدمُ سميث مِنْ أَبرَزِ مَنْ عَزَّزَ فِكْرَةَ «الإصْلَاح الاقتصادي» وَأهميَّتِهِ في كِتَابِهِ «ثروة الأمم» الّذِي نَشَرَهُ عَامَ 1776م، لَكِنَّ هَذِهِ الفِكْرَةَ تَبْدُو قَدِيمَةً؛ فَقَدْ ذُكِرتْ فِي الشِّعْرِ الجَاهِلِيّ، وَجَاءَتْ فِي شِعْرِ المُتَلَمِّسِ، وَذَلِكَ فِي قَولِهِ: قَلِيلُ المَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى وَلَا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الفَسَادِ وَالمُتَلَمِّسُ (تُوُفِّيَ نَحْوَ 50 ق.هـ = نحو 569م)، واسْمُهُ: جَرِيرُ بنُ عَبْدِ المَسِيحِ مِنْ بَنِي ضُبَيعَةَ، شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ شَهِيرٌ؛ ذَكَرَهُ الجُمَحِيُّ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ مِنْ شُعَرَاءِ الجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ: مُحْكِمٌ مُفلِقٌ، فِي أشْعَارِهِ قِلَّة، وَهُوَ خَالُ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ. وَإنَّمَا سُمِّيَ المُتَلَمِّسَ لِقَوْلِهِ: فَهَذَا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ زَنابِيرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ قَالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ: أَحْسَنُ مَا قَالَهُ المُتَلَمِّسُ: وَأَعلَمُ عِلمَ حَقٍّ غَيرَ ظَنٍّ وَتَقْوَى اللهِ مِنْ خَيْرِ العَتَادِ لَحِفْظُ المَالِ أَيْسَرُ مِنْ بُغَاهُ وَسَيْرٍ فِي البِلَادِ بِغَيْرِ زَادِ وَإِصْلَاحُ القَلِيْلِ يَزِيْدُ فِيْهِ وَلَا يَبْقَى الكَثِيْرُ مَعَ الفَسَادِ وَيَبْدُو البَيْتُ بِصِيغَةٍ مُخْتَلِفَةٍ فِيمَا ذَكَرَ الفَرَاهِيدِي، عَنِ الصِّيغَةِ الّتِي ذَكَرْنَاهَا بِدَايَةً. قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «لَا يَقِلُّ مَعِ الإصْلَاحِ شَيْءٌ وَلَا يَكْثُرُ مَعَ الإِفْسَادِ شَيْءٌ». وَقَدْ قَالَ الشَّمَّاخُ بنُ ضِرَار: لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي مَفَاقِرَهُ أَعَفُّ مِنَ القُنُوعِ والقُنُوعُ: المَسألةُ. كَمَا قَالَ الأَصْمَعِيُّ. وَالمَعْنَى: أعفُّ مِنَ المَسْألَةِ. وَذَكَرَ بَيْتَ القَصِيدِ، ابنُ قُتَيْبَةَ فِي «عيون الأخبار»: مِنَ «الأبياتِ الّتِي لَا مِثلَ لَهَا»، فَقَالَ: وَبَيْتُ المُتَلَمِّسِ فِي المَالِ وَتَثْمِيرِهِ. وَأَوْرَدَ البَيْتَ. وَذَكَرَ أبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْمِيّ، شَطْرَ بَيْتِ المُتَلَمِّسِ، فِي كِتَابِهِ: (الأمثَال المُولَّدة): «قَلِيلُ المَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى». وَنَقَلَ أَحْمَدُ الدّينُوريُّ: أَنَّ الأَصْمَعِيَّ قَالَ: «أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي حِفْظِ الْمَالِ، قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ: قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى وَلا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الْفَسَادِ وَقَالَ أبُو عَلِيّ بنُ المُظَفَّرِ الحَاتِمِي، فِي «حلية المحاضرة»: وَأَشْرَدُ مَثَلٍ قِيلَ فِي حِفْظِ المَالِ وَتَثْمِيرِهِ قَوْلُ المُتَلَمِّسِ. وَأَوْرَدَ البَيْتَ. قَالَ فِي «التَّذكرة الحَمْدُونِيَّة»: «وَمِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِلْمَالِ وَالغِنَى أَمَرُوا بِإِصْلَاحِهِ، وَمِنْهُ البَيْتُ السَّائِرُ»، وَذَكَرَ البَيْتَ. قَالَ البُلَغَاءُ: إِنَّ فِي إصْلَاح مَالِكَ جَمَالَ وَجهكَ، وَبَقَاءَ عِزِّكَ، وَنَقَاءَ عِرْضِكَ، وَسَلَامَةَ دِينكَ، وَطِيبَ عَيْشِكَ، وَبِنَاءَ مَجْدِكَ، فَأصْلِحْهُ إِنْ أردْتَ هَذَا كُلَّهُ. وَفِي الْمَثَلِ: «احفظْ مَا فِي الْوِعَاء بِشدِّ الوِكَاء»، يُضْربُ فِي الْحَثِّ عَلَى أَخْذِ الْأَمْرِ بِالحَزْمِ. وَقِيلَ: مَنْ أصْلَحَ مَالَه فَقَدْ صَانَ الأَكْرَمَين: الدِّينَ وَالْعِرضَ. وَقِيلَ: التَّدْبِيرُ يُثمرُ التَّيْسِيرَ، والتَّبذِيرُ يُبردُ الْكَثيرَ، وَلَا جودَ مَعَ تَبذيرٍ، وَلَا بُخلَ مَعَ اقتصَادٍ، والاعْتدَالُ فِي الْجُودِ أَحْسَنُ مِنَ الاعْتدَاءِ علَى الْمَوْجُودِ، وّالرّزْقُ مَقْسُومٌ مَحْدُودٌ، فَمَرزُوقٌ وَمَحْدُودٌ. كَمَا ذَكَرَ أبُو الفَتْحِ العَبَّاسِي فِي (مَعَاهِدِ التَّنْصِيصِ عَلَى شَوَاهِدِ التَّلْخِيصِ).


الجزيرة
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
جحدر.. بين وقتين!
تستدرجني "الرسالة الذهنية" في المسلسلات التاريخية السورية، ويتعزّز ذلك كلما تعلّق الأمر بعصر الجاهلية وما قبل الإسلام (الزير سالم، زرقاء اليمامة..)، وفي أعمال "الفانتازيا" (الجوارح، الكواسر، الموت القادم إلى الشرق..)، وكثيراً ما احتوت اللقطات "الثانوية" والمشاهد الاعتراضية على إحالات، منها ما يكون له ما بعده في قادم حلقات المسلسل، ومنها ما يتجاوز أحداث القصة إلى الواقع الاجتماعي والسياسي الحاضر. وقد استوحيت هذه الخاطرة -وبنيت مادتها- على لقطة سرعان ما اكتشفت أنها غير عابرة، حيث مرّ جحدر -في لقطة من مسلسل "الزير سالم"- على كليب، فسأله الأخير: أتريد شيئاً يا جحدر؟ فأجاب بالنفي، ثمّ استدرك أنّ الملل يقتله، واشتكى "تهميشه" في المعاملة، وإقصاءه في ساحة التدريب وساعة الصيد أيضاً.. فردّ عليه كليب: "ليس هذا وقتك"! فأمرّ جحدر العبارة في عقله الباطن وردّدها على لسانه، واستطرد في مرارة: "أنا الذي لا عزّ لي، ولا مال لي، ولا جاه.. حتى إنه لا وقت لي". ثم أبصر -فجأة- فارساً قادماً، فلمّا عرفه قال: "قد يكون هناك وقت لجسّاس". هاجس الدونية وطموح التغيير ولما تقدّم سير الأحداث قليلاً جاء "الوقت الأول" لجحدر، فطلبَه كليب -بالاسم-، فاستغرب فرسان بكر وتغلب من وقوع اختيار "القائد العامّ" على حضرة "المهمّش" دون سواه، فلمّا سألوا وائلاً عن سبب اختيار جحدر -بالتحديد- أخبرهم أن طبيعة المهمة التي رشّحه لها تقتضي وجود شخص لا يثير الريبة، ولا يبعث منظره شعوراً بالتهديد.. وهي مواصفات تنطبق على شخص جحدر، الأشعثِ الأغبر المدفوعِ بالأبواب! وقد كانت ثنائية الصدفة والعصامية عنوان الفرق بين "وقتي" جحدر، الذي أسرّ في نفسه "مشروع تغيير الذات"، ولم يُبْد خُطّته إلا حين تمكّن بعد التمسكُن، لينقل معه ممثل "الشخصية الكاريكاتيرية" مصطفى الخاني من "ثانوية الدور" إلى "محوريته"؛ حيث مرّت تلك الشخصية -مع تقدُّم السيناريو- من طور الفشل في عرض الوجود، إلى مرحلتي إثبات الوجود وفَرْضه. وقد تمثّل عَرض الوجود في محاولة جحدر دخول نادي الكرماء الممدّحين، يوم ذبح النعجة التي أنفق في دفع ثمنها حصيلة تعبه في مهمة كنس الزرائب وتنظيفها، غيرَ مستنكفٍ أن يباشر المهمة التي أنِف غيرُه أن يقربوها، وتحمّلها هو في سبيل توفير الذبيحة، التي مكّنته من دعوة علية القوم وصفوة المجتمع إلى مأدبته، وجمعِهم على مائدته السخيّة! عودة ظافرة وأما إثبات الوجود، فقد تجسّد في عودة "ربيعة" إلى مضارب بني بكر، ليشارك قومه فصول "ملحمتهم الدفاعية" في عزّ "الحرب الأهلية"، قبل أن ينتقل إلى مرحلة "فَرض الوجود"، حيث تحوّل من "ساعي بريد عسكري" يوصل رسائل جسّاس ويحمل عُروضَه، إلى قائد حربي يُحسب له حساب في وضع الخُطط القتالية وإدارة العمليات العسكرية، ويُمنح الامتيازات، كما حدث في "يوم تحلاق اللِّمَم"؛ حين أعفاه الحارث بن عُباد من قَصّة الرأس الإجبارية، مقابل التعرّض لمن يبادِر للمبارزة من معسكر الزير، والتصدي لأول فارس تغلبي يطلع على البكريين، مقدّما نفسه بالاسم الرسمي: "ربيعة بن ضبيعة بن قيس"!! تبخّر الحلم ويا لقسوة "النهاية" التراجيدية، التي جنى فيها المسكين جحدر على نفسِه، وهو يظن أنّه يحافظ على "شرفه المستقبلي" من الإذالة والامتهان، فكانت لِمّته سبب قِتلته المأساوية، التي جاءت على شكل "نيران صديقة"، فلم يُغن عنه تقديم "هُويته الشخصية" -بصوت محتبس مبحوح- مستعطفاً امرأة من قومه وحزبِه، ما كانت لتتأخّر عن سقيه وإسعافه لو عرفت أنه "جُحدر" الأمس المَهين المستضعَف، "ربيعة" اليوم الفارسُ المِغوار، فلمّا تحسّسَت شعر رأسه ولم تجِده حاسِراً، هوت عليه ضرباً بالعصا الغليظة حتى أجهزَت عليه، وهو يستعيد من شريط ذكرياته حياتَه بين "وقتَيه"! ثأر.. بأثر رجعي وكأنما كانت تلك البكرية المحنَقة تنتقم لـ"تاء تأنيث"، أشعلَت الحرب، واختفت تحت جنح الظلام، لتكون أوّل دم يراق فيها، وليكون جحدر أوّل من رمى بسهم في الحرب التي سُمّيت باسم "ضحيته" (البسوس).. فكانت نهايتها على يديه، وكانت نهايته على يد "أختها"… وكأنّما نجا من سيف عدوّه الزير ليموت بعمود في يد امرأة من قومه، بعدما أيقن أنّ بلاءه موكّل بشَعر رأسه الذي اشتراه بمبارزة رابحة، ثم دفع روحه ثمناً لإعفائه!


موقع كتابات
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع كتابات
النزاعات العشائرية وتأثيرها السلبي على أمن البلاد والعباد
يكاد لا يمر يوما من الأيام على مناطق وَسَط وجنوب العراق إلا وتتصدر نشرات الأخبار إنباء عن نزاع عشائري هنا و هنالك وتنشر وسائل الأعلام صور تبادل إطلاق النار الكثيف كما لو انها تنقل صورا مباشرة من المعركة وتتحدث عن قتلى وجرحى و حرق منازل و تهجير سكانها وبدورها تحرر الدوائر الصحية .شهادات الوفاة وتستنفذ كل طاقاتها لاستيعاب ذلك الحدث ومن جهتها تقوم القوات الأمنية برفع حالة الإندار وتستدعي من هم في الاستراحة وتقوم مسرعة بمحاولة فك هذا النزاع وهي تعلم بانها لا تذهب للنزهة كونها ستفقد منتسبيها او ألياتها لإنها ستتفاجى بأنواع من ألأسلخه المتطورة التي قد لاتمتلكها القوة الأمنية ! عندها تدخل المدينة حالة 'إنذار وتٌرقب' وقد يتطور الأمر سريعا وتنتقل شرارة النزاع إلى مناطق أخرى وكرة النار تحرق كلّما يمر بطريقها تلك نُبْذَة مختصرة عن بعض النزاعات العشائرية ! إن من أكبر التحديات التي واجهتها الحكومات مابعد التغيير هي الصراعات العشائرية التي أصبحت ظاهرة خطيرة تقوض الأمن وتفكك النسيج المجتمعي وتعود بالمجتمع الى الجاهلية فضلاً على تأثيرها السلبي على المنظومة الأمنية لأبل حتى الاستثمارية منها وتشكل عبء على المدن بسبب حالات النزوح الجماعي وقد تننشط فيها معدلات الجريمة إن انتشار العشوائيات يعني انتشار الجريمة بسبب عدم وجود قاعدة بيانات لدى الجهات الأمنية عن سكان تلك المناطق الجديدة مما يوفر بيئة خصبة لازدهار تجارة المخدرات وبيع الأسلحة و…. وأذأ أردنا فتح النار بهذا الملف الساخن فإن اول من يتحمل تلك المسؤولية هي الحكومة ذاتها التي منحت العشائر سلطة مطلقة وجعلت القانون المدني يُركن جانباً مع علم الجميع بأن العرف العشائري في معظمه يتنافى مع القوانين التي تعمل بها الدولة هذا من جانب وفي الجانب الأهم ان النظام السياسي أصبح يعتمد كليا على العشيرة بواسطة الانتخابات فالخطاب الانتخابي يوجهةُ السياسي اولا ٓ نحو العشيرة ثم ينطلق بة إلى ما يسمى بالانتماء الوطني فإن الاخير أصبح مجرد ديكور لان الولاء المطلق للعشيرة يجعل السياسي يذهب إلى الانتخابات وهو مطمئن بحتمية الفوز فكلما كانت لة طاعة عشائرية ضمنت لة الفوز هذة المعادلة عرفها السياسيون مبكرا وعملوا عليها !! وبطبيعة الحال فإن النظام السياسي الذي جعل البلاد نظامها برلماني عَمق فكرة الولاء والطاعة للعشيرة على حساب الولاء للوطن لان الأحزاب تريد اصواتآ توصلها إلى حلبة الاشتباك مع الأحزاب الأخرى وما دون ذلك ليس مهم ؟ فترى الحكومات تغض الطرف احيانآ عن الصراعات العشائرية متناسية تماما ماينتج جراء بروز دور العشيرة وتأثيرها السلبي على المجتمع فلو كان نظام الحكم رئاسياً بواسطة انتخاب شخص واحد فإن الولاء العشائري يضمحل تدريجيا ويبقى الانتماء إلى الوطن هو المعيار وهو الهوية الوطنية ان البعض يشكك لكن المنطق يقول بان الحكومة قادرة بما تمتلكه من قوة تشريعية وتنفيذية على كبح جماح النزاعات العشائرية وبسط الأمن في كل قصبة او محافظة مع وجود قوات أمنية بالإلاف وأنظمة استخبارية ومن تكنولوجيا حديثة لكن آلأمر يحتاج قرارا شجاعا لضرب عش الدبابير.'