أحدث الأخبار مع #الجيوشالعربية


وكالة شهاب
منذ 4 أيام
- سياسة
- وكالة شهاب
فلسطين بين نكبتين
خيام اللاجئين الفلسطينيين عشية نكبة 1948 لا تختلف كثيراً عن خيام النازحين الفلسطينيين عشية نكبة 2025 ، وفي الحالتين فإن العدو الإسرائيلي واحد، والهدف من العدوان في النكبتين هو السيطرة على كل أرض فلسطين، مقدمة للهيمنة على مقدرات وثروات المنطقة العربية كلها. في النكبة الأولى 1948، حظيت العصابات الصهيونية بكل أشكال الدعم الأوروبي والأمريكي لقيام دولتهم، وفي النكبة الثانية زادت الدول الأوروبية وأمريكا من الدعم والإسناد للصهاينة، في كل المجالات، وساعدتهم في تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، وفي غزة بالتحديد. في النكبة الأولى 1948 تعاطفت شعوب العالم مع اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت لهم الطعام، وأعلت الأمم المتحدة عن تأسس (الأونروا) وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واتخذت القرارات بحق العودة إلى فلسطين. أم في النكبة الثانية 2025، فقد تجاهل العالم مأساة النازحين الفلسطينيين، وتركهم جوعى في الخيام بفعل الحصار الإسرائيلي، في الوقت الذي تعمد العدو الإسرائيلي أن يلغي اعترافه بمنظمة الأونروا، ويعيق عملها الإغاثي في خيام النازحين، بل وانتقل الفعل الصهيوني من رفض حق العودة، إلى توسيع مجال الهجرة من غزة إلى المنافي البعيدة. عشية النكبة الأولى 1948، انتهت الحرب مجرد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ليتوقف الموت والجوع والدمار والخراب، ليبدأ اللاجئون رحلة البحث عن لقمة خبزهم، في النكبة الثانية، لم تنته الحرب رغم تدمير بيوت الفلسطينيين في غزة، ورغم نزوحهم عنها، وعيشهم في الخيام، فما زال الموت والجوع والقصف والحصار يطاردهم في مراكز الإيواء، وتحت ظلال الخيام، ولما تزل الصواريخ الإسرائيلية تتساقط على رأس الفلسطينيين في كل بقعة من أرض غزة بعد 19 شهراً من العدوان. عشية النكبة 1948، تدخلت الجيوش العربية لنجدة فلسطين، وحاولت أن تحارب العصابات الصهيونية، ولو شكلاً، وادعت أنها ستحرر الأرض الفلسطينية من العصابات الصهيونية الغازية. وعشية نكبة 2025، نأت الجيوش العربية بقدارتها عما يجري على أرض فلسطين، وكأن فلسطين ارض خارج اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وكأن غزة جزء من الممتلكات الإسرائيلية، ومن حق جيشها أن يؤدب أهلها على طريقته الخاصة. نكبة 1948، أحدثت هزة عنيفة في وجدان الشعوب العربية، التي عاهدت الله على تحرير فلسطين، وعدم السكوت على العدوان الصهيوني. نكبة 2025 تبلدت المشاعر العربية، وتجمد الوجدان، وكأن الذبح الذي يجري على أرض غزة لا يخص العرب، ولا علاقة له بالمسلمين. والأهم في هذا السياق؛ 1ـ نكبة 1948، شطبت القضية الفلسطينية عن اهتمام السياسية الدولية، ووزعت الشعب الفلسطيني على القبائل العربية، وقضت على الشخصية الفلسطينية. بينما نكبة 2025، أعادت القضية إلى محور اهتمام العالم، وفرض الشعب الفلسطيني نفسه نداً على القوى العالمية الكبرى، وبرزت الشخصية الفلسطينية المقاومة كرمز لمرحلة عربية تبشر بمستقبل عربي لن يكون خانعاً ولا خاضعاً للإسرائيليين ولا تابعاً للسياسة الأمريكية. 2ـ نكبة 1948، كان الأمل والفرح والثقة بالمستقبل تسيطر على مشاعر الصهاينة، وهم يعلنون عن قيام دولتهم على أرض فلسطين. وعشية نكبة 2025، يسيطر الإحباط والفشل والخوف والقلق وفقدان المستقبل على حياة الصهاينة، الذين عجزوا عن تحقيق أي انتصار على أرض غزة، وعجزوا عن تحقيق الحلم بحياة مطمئنة الأمنة مسترقة هانئة على أرض فلسطين.


العربي الجديد
منذ 4 أيام
- ترفيه
- العربي الجديد
"طعم الفراق" لربعي المدهون.. سيرة ذاتية عن نكبة فلسطين وتداعياتها
فلسطين الواقعية والأسطورية، المجبولة بالدم والغربة، تحتل قلب المشهد وخلفيته في النص المؤثر "طعم الفراق: ثلاثة أجيال فلسطينية في الذاكرة"، للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون ، والذي صدر مؤخراً في طبعة جديدة عن دار "كيان". يُعدّ هذا العمل وثيقةً للأجيال القادمة، لا سيما في ظل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في عزّة خصوصاً وفلسطين كلّها بشكل عام، حيث كُتبت برؤية فنية تدمج بين عدة أنواع أدبية، يتضافر فيها القصّ والسيرة الذاتية والرواية في متنٍ سردي واحد. يتشعّب السرد ليشمل أزمنةً و حكاياتٍ وشخصياتٍ عبر ذاكرة الوجع الممتدة منذ نكبة عام 1948، مروراً بذكريات الطفولة البريئة وحلم العودة إلى مجدل عسقلان، وصولاً إلى بلدان اللجوء التي عاش فيها الكاتب، وتنقّل على أراضيها منفياً تارة، ومقاتلاً تارة أخرى. باب النكبة يُعيد المدهون بناء الذاكرة الفلسطينية كسردية مضادة لرواية المحتل، بدءاً من أحداث النكبة، ليس كحدثٍ تاريخي مجرّد، بل كتجربةٍ مصيريةٍ مأساويةٍ حفرت جراحاً عميقة في حياة أجيال من الفلسطينيين. يقول: "أخذت أجراس النكبة تدق الأبواب، لكنها لم تصل إلى أبواب المجدل أو القرى الجنوبية إلا حين بدأت بريطانيا تقليص وجودها العسكري والمدني في البلاد... وصلت أولى دقّات النكبة باب بيتنا منذرةً بعواصف لم يعرفها مناخ البلاد". بناء الذاكرة الفلسطينية كسردية مضادة لرواية المحتل ينكأ الفصل الثاني "باب النكبة" جراح ذكريات تلك المرحلة، بما في ذلك وصول الجيوش العربية التي عُرفت بـ"جيوش الإنقاذ"، ثم الهزيمة الساحقة بعد عدة أشهر. يبني الكاتب سرده على تقطيعٍ زمني ينتقل فيه بسلاسة عبر تيار الوعي بين أحداثٍ تبدو ظاهريًا غير مترابطة، إلا أنها تتصل بخيط الذاكرة المتين. يحكي عن الضابط الذي عذّبه في دمشق، ثم ينتقل إلى ذكرياته مع الطبيبة الروسية "ناديجدا" التي عالجته ونصحته بالإقلاع عن التدخين، ثم تمرّ الأيام وتتغيّر الحيوات، فيختار من الوقائع ما يستحق السرد. يستمع إلى ذكريات أمه عن تلك الأيام، ويتحدث عن عمله في أسبوعية "الحرية" في بيروت، معترفاً بحسرة أن "كل المهام العاجلة والمصيرية التي ظننتُ أن عليّ القيام بها لتحرير فلسطين، اكتشفتُ لاحقاً أنها ذهبت أدراج الرياح". يتخذ السرد أسلوب المراوحة بين الماضي والحاضر، وهي تقنية ذكية تخفف من قتامة الحزن المستمر في نصٍّ محوره نكبة فلسطين وتداعياتها عبر ثلاثة أجيال؛ عايش الأول النكبة مباشرة، بينما جاء الثاني ليوثّق ذاكرة الوجع. حكايات بريئة يضمّ هذا الفصل صوراً من ذاكرة الطفولة مع ابنة العم "أديبة"، والأخت "رسمية" التي فقدها الكاتب وهي رضيعة. يتدرج عبر المشاهد الحياتية لعائلته، ليحكي عن اللجوء والمخيمات ووكالة "أونروا"، وتحوّل حياة الفلسطيني الذي وجد نفسه خلال أشهر خارج أرضه، متعلقاً بأمل عودةٍ ظنّها قريبة، ثم تبيّن له كم كان واهماً. يقدّم المدهون تفاصيل دقيقة عن مذبحة خانيونس، والحياة في غزة بعد النكبة، ثم دراسته في قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية. يتوقف عند عام 1967، ويتداخل السرد بين الخاص والعام، بين قصة حبه المُجهَض وترحيله عن مصر. كما يوثّق لحرب أيلول 1970، المُسمّاة بـ"أيلول الأسود". يروي المدهون نصّه بأسلوب مكثف ومباشر، ويقسّمه إلى فصول قصيرة تعتمد على تقنيات بصرية تنقل المشهد بجُملٍ سريعة ومعبرة. يستخدم اللهجة الفلسطينية المحكية في الحوارات، كأنه يروي الأحداث في حوار مباشر مع قارئه، وقد تمكّن الكاتب من تقديم ذاكرة جمعية تحكي عن المدن الضائعة، إلى جانب المدن العربية التي خلّفت خيبةً وألمًا. كتب بجرأة عن تداعيات النكبة والشتات بلغةٍ تلتقط تناقضات الزمن وتحولاته الدموية، وتطرح أسئلة مسكوتًا عنها حول فكرة الخلاص بالنسبة للفلسطيني اللاجئ، المتشظي بين المنفى والحنين والتعلّق بالأرض رغم تشتّت الجغرافيا. لذا، لا يقتصر هذا العمل على كونه سيرة ذاتية، بل يتعداه ليكون بانوراما تعكس تجارب أجيالٍ تشاركت المشاعر ذاتها: الاغتراب، والانكسار، والقدرة على إيجاد بصيص أمل وسط الخراب — كلّ ذلك عبر توثيق المفارقة الإنسانية بين الهزيمة والصمود، وبين ذكريات الماضي الدامية والحاضر الهش الذي يُبنى على أنقاضها. روائية وناقدة لبنانية مصرية آداب التحديثات الحية مكتبات المقاهي في مصر: أبعد من ثنائية الورقة والقهوة


الشروق
منذ 4 أيام
- سياسة
- الشروق
السلوى والمنّ لأشاوس اليمن
سوف يسجل التاريخ في صفحاته، بمداد من ذهب، أن اليمن، الذي كان قد أخنى عليه الزمن، قد أصبح هو العرق الوحيد النابض بالحياة في البدن، وهو اليوم يجود بالدماء، في سبيل فلسطين من غير أذى أو منّ؛ وهو الذي أدرك عواقب الزمن. في خضم الملحمة الدائرة في غزة العزة، يبرز اليمن السعيد بجيشه الفريد، يطاعن جيوشا على الشر تحالفت، وبأحدث المعدات تزوّدت، فيبث فيها الذعر، ويجبرها على الخنوع. بينما استسلمت الجيوش العربية وتخاذلت، وأصبحت أسلحتها يعلوها الصدأ، ها هم أشاوس اليمن يقصفون تل أبيب، ويستهدفون مطارها الدولي، فيبثون الخوف في الزوار، ويثيرون في أجواء الصهاينة الاندحار والانبهار. إنها صنعاء التي أحسن بنوها صنعا، عندما تحكموا في تكنولوجيا الصواريخ، وأرسلوا على قواعد الأعداء، شواظا من الشماريخ، التي عطلت بفعاليتها، كل وسائل الدفاع ذات العمق في التاريخ. تلك هي معجزات اليمن السعيد، يتلو على الكون دروسه، فيعيد قلب المعادلات، ويلقّن الأعداء، بأن قضية الوطن لا تخضع للمُعدات، ولكن للشجاعة والإرادة، ومقارعة القوى الظالمة. إن من دروس التجربة اليمنية التي تحدت، بإيمان وصدق، أعتى قوة في البر والبحر، أنها أسقطت الطائرات، وأغرقت الباخرات. ويكفي أشاوس اليمن فخرا، أنهم أجبروا أعتى عتاة المعتدين، على المساومة، والاستنجاد بالوسطاء، من أجل المسالمة. تلك إذن آيات الله، تتلى على مرأى ومسمع من الجميع فتحقق قول الله تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[سورة البقرة، الآية 249]. وا انتصر اليمنيون على الصهاينة وحلفائهم بقوة العدد، والعدة، ولكن بصدق الإيمان وصلابة الإرادة، والثبات عند الشدة، والإقدام على الشهادة. أين من كل هذا أمة المليارين، وقد وهبها الله كنوز البر والبحر، ألم يبق فيها بقايا تفكير وشعور بسوء المصير، وخوفٌ من الله، وتأنيب ضمير؟ هل يغمض جفن لأي عربي صادق الانتماء، أو أي مسلم له حد أدنى من الإيمان والصفاء، وهو يرى شعبا بكامله يباد، فلا يتورع من المشهد، ليقدّم لأبنائه الزاد، والعتاد، فيطرد عنه الرقاد، ويهب للنصرة، و الإنجاد؟ أبعد كل هذا الوهن من وهن؟ بالرغم مما قدّمته وتقدمه صنعاء وعدن، وما يجود به الفدائيون الغزاويون من تضحيات وبطولات، فداء للوطن؟ ألا يعدّ هذا الصمت، وهذا الصدود، وهذا الإعراض، عمالة، ونذالة، وخيانة لله، ولرسوله، وللمؤمنين؟ لله درّ أشاوس اليمن، فقد قدّموا للعروبة وللإسلام، دروسا في الشجاعة والإقدام، وفي الوفاء لأبطال القسام، وقد أحسنوا صنعا، عندما أقدموا بإيمانهم واستبسالهم، وأخذهم بزمام القوة، والعلم، والتكنولوجيا، ففرضوا على العدو الدفاع بدل الهجوم، وإذا قلت السيف أمضى من العصا، فقد ظلمت السيف، وقد تحوّل أشاوس اليوم إلى سيوف، اقتداء بأبطال المقاومة الفلسطينية، وتحوّل العدو الصهيوني إلى عصا لا تخيف أحدا. إذا عجزتم عن تقديم الدعم والدواء، والعتاد، والغذاء، فلا أقلّ من أنكم تكثفون بسلّ ثيابكم من ثياب الأعداء، انزعوا عنهم كل غطاء، وفعلوا موقفكم بسلاح المقاطعة، وسحب السفراء، وحاصروا بين صفوفكم العملاء. إن العدو ينهار على أكثر من صعيد، وهو كالكلب الباسط ذراعيه بالوصيد، يعاني مختلف الأزمات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية،والاجتماعية، ويئن تحت ضربات المقاومة. وحذار أن تصدقوا، أقاويل الخلاف المفترض بين الناتن ياهو، والناسك في صومعة الاستعلاء، فما ذلك إلا ذر للرماد في العيون، فهم قد يختلفون على أي شيء، إلا على الانتقام من الفلسطينيين، والتخلص من المسلمين، والقضاء -المستحيل- على المقاومين. فيا أشقاءنا: إن العاقل من يتعلم من الأخطاء، وليس العيب أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب كل العيب، أن يتمادى الإنسان العاقل في الخطإ. كفى غفلة وتخاذلا، إن النصر قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، فلا يسجل التاريخ عليكم مزيدا من التقهقر والخذلان. إن لكم في ما قدمته المقاومة اللبنانية وأشاوس اليمن ، لعبرة. وإن لكم في العهود التي قدّمها أعداؤكم لليهود، لدرسا، عندما كانوا هم أيقاظا وأنتم 'رقود'. إنما الصبر نصف ساعة، يشترط أن يسمو القادة والحكام العرب إلى مستوى وعي شعوبهم، فيستجيبوا لمطالبهم، ففي ذلك ضمان للنصر. إن التاريخ الجهادي الجزائري يعيد اليوم نفسه في فلسطين، فبالرغم من التضحيات الجسام، والقمع الهمجي، والإبادة البربرية، تحررت الجزائر، واندحر أعداؤها، وكذلك سيكون مصير فلسطين، مهما تكاثرت المؤامرات وتعددت المناورات. أو كما قال نزار قباني: أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب أطلع كالعشب من الخراب وأضيء كالبرق على وجوهكم أهطل كالسحاب أطلع كل ليلة من فسحة الدار ومن مقابض الأبواب من ورق التوت ومن شجيرة اللبلاب أطلع من صوت أبي من وجه أمي الطيب الجذاب أطلع من رائحة التراب أفتح باب منزلي أدخله من غير أن أنتظر الجواب لأنني السؤال والجواب. لله درّ أشاوس اليمن، فقد قدّموا للعروبة وللإسلام، دروسا في الشجاعة والإقدام، وفي الوفاء لأبطال القسام، وقد أحسنوا صنعا، عندما أقدموا بإيمانهم واستبسالهم، وأخذهم بزمام القوة، والعلم، والتكنولوجيا، ففرضوا على العدو الدفاع بدل الهجوم، وإذا قلت السيف أمضى من العصا، فقد ظلمت السيف، وقد تحوّل أشاوس اليوم إلى سيوف، اقتداء بأبطال المقاومة الفلسطينية، وتحوّل العدو الصهيوني إلى عصا لا تخيف أحدا. وسيثبت التاريخ انهزام العصا، وانتصار السيف، وما السيف إلا فلسطين، وما العصا إلا الصهاينة المعتدون.


فلسطين أون لاين
منذ 5 أيام
- سياسة
- فلسطين أون لاين
فلسطين بين نكبتين
د. فايز أبو شمالة خيام اللاجئين الفلسطينيين عشية نكبة 1948 لا تختلف كثيراً عن خيام النازحين الفلسطينيين عشية نكبة 2025 ، وفي الحالتين فإن العدو الإسرائيلي واحد، والهدف من العدوان في النكبتين هو السيطرة على كل أرض فلسطين، مقدمة للهيمنة على مقدرات وثروات المنطقة العربية كلها. في النكبة الأولى 1948، حظيت العصابات الصهيونية بكل أشكال الدعم الأوروبي والأمريكي لقيام دولتهم، وفي النكبة الثانية زادت الدول الأوروبية وأمريكا من الدعم والإسناد للصهاينة، في كل المجالات، وساعدتهم في تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، وفي غزة بالتحديد. في النكبة الأولى 1948 تعاطفت شعوب العالم مع اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت لهم الطعام، وأعلت الأمم المتحدة عن تأسس (الأونروا) وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واتخذت القرارات بحق العودة إلى فلسطين. أم في النكبة الثانية 2025، فقد تجاهل العالم مأساة النازحين الفلسطينيين، وتركهم جوعى في الخيام بفعل الحصار الإسرائيلي، في الوقت الذي تعمد العدو الإسرائيلي أن يلغي اعترافه بمنظمة الأونروا، ويعيق عملها الإغاثي في خيام النازحين، بل وانتقل الفعل الصهيوني من رفض حق العودة، إلى توسيع مجال الهجرة من غزة إلى المنافي البعيدة. عشية النكبة الأولى 1948، انتهت الحرب مجرد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ليتوقف الموت والجوع والدمار والخراب، ليبدأ اللاجئون رحلة البحث عن لقمة خبزهم، في النكبة الثانية، لم تنته الحرب رغم تدمير بيوت الفلسطينيين في غزة، ورغم نزوحهم عنها، وعيشهم في الخيام، فما زال الموت والجوع والقصف والحصار يطاردهم في مراكز الإيواء، وتحت ظلال الخيام، ولما تزل الصواريخ الإسرائيلية تتساقط على رأس الفلسطينيين في كل بقعة من أرض غزة بعد 19 شهراً من العدوان. عشية النكبة 1948، تدخلت الجيوش العربية لنجدة فلسطين، وحاولت أن تحارب العصابات الصهيونية، ولو شكلاً، وادعت أنها ستحرر الأرض الفلسطينية من العصابات الصهيونية الغازية. وعشية نكبة 2025، نأت الجيوش العربية بقدارتها عما يجري على أرض فلسطين، وكأن فلسطين ارض خارج اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وكأن غزة جزء من الممتلكات الإسرائيلية، ومن حق جيشها أن يؤدب أهلها على طريقته الخاصة. نكبة 1948، أحدثت هزة عنيفة في وجدان الشعوب العربية، التي عاهدت الله على تحرير فلسطين، وعدم السكوت على العدوان الصهيوني. نكبة 2025 تبلدت المشاعر العربية، وتجمد الوجدان، وكأن الذبح الذي يجري على أرض غزة لا يخص العرب، ولا علاقة له بالمسلمين. والأهم في هذا السياق؛ 1ـ نكبة 1948، شطبت القضية الفلسطينية عن اهتمام السياسية الدولية، ووزعت الشعب الفلسطيني على القبائل العربية، وقضت على الشخصية الفلسطينية. بينما نكبة 2025، أعادت القضية إلى محور اهتمام العالم، وفرض الشعب الفلسطيني نفسه نداً على القوى العالمية الكبرى، وبرزت الشخصية الفلسطينية المقاومة كرمز لمرحلة عربية تبشر بمستقبل عربي لن يكون خانعاً ولا خاضعاً للإسرائيليين ولا تابعاً للسياسة الأمريكية. 2ـ نكبة 1948، كان الأمل والفرح والثقة بالمستقبل تسيطر على مشاعر الصهاينة، وهم يعلنون عن قيام دولتهم على أرض فلسطين. وعشية نكبة 2025، يسيطر الإحباط والفشل والخوف والقلق وفقدان المستقبل على حياة الصهاينة، الذين عجزوا عن تحقيق أي انتصار على أرض غزة، وعجزوا عن تحقيق الحلم بحياة مطمئنة الأمنة مسترقة هانئة على أرض فلسطين. المصدر / فلسطين أون لاين


صراحة نيوز
منذ 5 أيام
- سياسة
- صراحة نيوز
حرب التحرير .. باتت .. معروفة المصير
صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة على كل ذِي لُبّ من العرب ان يدرك انه لا يوجد اي قطر عربي لدية الإمكانات ، والاستعدادات ، والرغبة لخوض حرب لتحرير فلسطين بالمطلق ، لا فرادى ، ولا جماعات ، ولا أنظمة . لذلك على المدى المنظور ، والبعيد علينا ان ندرك انه لن يكون هناك موقفاً او توجهاً عربياً موحداً لتحرير فلسطين ، لأسباب عديدة أذكر الممكن منها ، وهي :— ١ )) تخلي النظام الرسمي العربي بمجمله عن القضية الفلسطينية . وهذا الموقف غير قابل للتغير الإيجابي ، على المدى المنظور على الأقل . ٢ )) ان الموقف العربي ، ليس موقفاً آنياً ، ولا يحكمه ظرفاً معيناً نرتجي تغيره . ٣ )) تخلي النظام العربي الرسمي عن سيادته ، واستقلاله ، وإتخاذ قرارته ، وإرتباطه الوجودي العضوي بالدول المستعمِرة . ٤ )) نزع أنياب ومخالب كافة الأنظمة العربية ، وإبقائها تابعة . ٥ )) تغير عقيدة الجيوش العربية ، وهيكلتها ، وعدم تحديث اسلحتها ، وحصر تدريباتها القتالية على عمليات محدودة ، تصلح لفض النزاعات وحالات الاضطرابات الوطنية التي تعجز عنها أجهزة الشرطة . ٦ )) تخفيض أعداد الجيوش العربية حيث تم تخفيض أعدادها لتتناسب مع محدودية متطلبات مهامها الجديدة ، التي ليس من ضمنها مواجهة العدو الصهيوني . معتقداً ان بعض الجيوش العربية قد غيرت عقيدتها القتالية تماماً . ٧ )) غياب التحديث التكنولوجي المتقدم لتلك الجيوش ، وعدم تملك أدوات الحرب الالكترونية التي تهتم بها جيوش العالم المتقدم الآن . وإعتماد العديد من الأنظمة العربية على إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها ، معتقدة انها يمكن ان تحميها . ٨ )) إقتداء النظام الرسمي العربي بالسلطة الفلسطينية وتفريطها في قضيتها — واعتبارها نموذجاً من المنطق ان يحتذى — كونها صاحبة القضية ، الا أنها تنبذ المواجهة مع العدو ولا تفكر في المقاومة ، وانحسر ، وانحصر دورها في التنسيق الأمني مع العدو ، وتنفيذ مخططاته . ٩ )) إرتباط الأنظمة العربية والعديد من الأقطار العربية بمصالح إستراتيجية مع العدو الصهيوني . ١٠ )) إقدام العدو على عمليات قتل وتهجير للفلسطينيين ، مع تدمير وإبادة بدعم غربي وعربي منقطع النظير . ١١ )) إنتهاج السلطة الفلسطينية آليات لإضعاف وإنهاك المقاومة بالداخل الفلسطيني . وها هي قد حققت نجاحات ملحوظة . ١٢ )) إنغماس ، وإنشغال الفلسطينيين في الشتات بحياتهم الخاصة ، وسعيهم وراء حياة الرفاهية ، وعدم إستعدادهم لتقديم أية مساعدات حقيقية مؤثرة تدعم المقاومة في الداخل . ١٣ )) نجاح السلطة الفلسطينية في تدجين نسبة كبيرة من الفلسطينيين في الداخل وربط مصالحهم الشخصية ، ولقمة عيشهم بالسلطة وتماشيهم مع سياساتها. ١٤ )) إنهاك العائلات الفلسطينية التي تعيش في الداخل ، والتي ما زال لديها انتماء للقضية ولديها إستعداد لتقديم التضحيات ، وهذا الإنهاك وصل درجة انهم لا يقوون بعدها على الإستمرار في النضال ، ويتمثل ذلك الإنهاك بأشكال عديدة منها : تقديم تضحيات جسام من إبنائها كشهداء ، والتضييق عليها حياتياً ومعاشياً . ١٥ )) تسليح العدو للمستوطنين باسلحة حديثة فتاكة لقتل الفلسطينيين في الداخل ، وقيام المستوطنين بهجمات موجعة على الفلسطينيين في الداخل سواء بالقتل او تدمير القرى ، او إقتلاع الأشجار التي تسد رمق العائلات الفلسطينية في الداخل . يضاف لها هدم البيوت ، والإجراءات العقابية الكارثية على من يخالف من فرض غرامات باهظة لا يقوى على دفعها الفلسطيني في الداخل . ١٦ )) التضييق الشديد على الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التي تم احتلالها عام ١٩٤٨ بأشكال وأساليب عديدة ، مما أجبر الكثيرين على التخلي حتى عن فكرة مساندة المقاومة . بل وصل الأمر لدرجة إنخراط اعداد من الفلسطينيين في الداخل للعمل في جيش الإحتلال . ١٧ )) إستمرار أُحادية القطبية التي ما زالت تحكم العالم ، وسيدتها أمريكا ، رغم ظهور بوادر إنحسار للتفرد الأمريكي ، لكن حتى لو انحسرت أُحادية القطبية فان الدول المرشحة بتعاظم دورها الدولي كالصين وروسيا لن تلعب دور المغامر المساند للقضية الفلسطينية ، على الأقل قبل إثبات دورها الفاعل دولياً . ١٨ )) إقبال الفلسطينيين في المهجر على التجنس بجنسيات غربية بالذات ، مما أضعف إرتباط أبنائهم من الجيل الثاني والثالث بالقضية وحتى بالعرب والعروبة عامة . ١٩ )) إنحسار المدّ القومي ، والفكر القومي بشكل كبير ، الذي يعتبر الفكر المغذي لدعم القضايا العربية بعامتها . ٢٠ )) الفكرة الإنهزامية التي تغلغلت بين القيادات الفلسطينية بعامتها حيث يؤمنون بأنهم ناضلوا لعقود طويلة من الزمن ، ولأنهم كبروا وشاخوا في اعمارهم إقتنعوا بأن من حقهم الخلود الى الراحة والتمتع بنعم الحياة . ٢١ )) المنظمات الفلسطينية مالت الى تأليه تلك القيادات ، لذلك لم يحدث تجديد لدماء تلك المنظمات ، وتم إغفال دور الشباب لبث روح النضال في تلك المنظمات ، فأصبح الموت هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتغيير تلك القيادات . ٢٢ )) إرتباط غالبية القيادات الفلسطينية بعلاقات شخصية وحتى عائلية مع كبار قيادات الكيان ، وعزز تلك العلاقات الشخصية المصالح الفردية المتبادلة . ٢٣ )) إنحسار أعداد جيل المناضلين العرب الذين يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها سواء بسبب الموت ، او بسبب كِبر السِن . ٢٤ )) تجهيل ، وتسطيح فكر الشباب العربي الممنهج ، وإلهائهم بقشور الحياة ومُتعها ، بسن سياسات غريبة خبيثة منذ ثمانينيات القرن الماضي . ٢٥ )) ظهور قناعات لدى الغالبية من جيل الشباب محورها ان أجيال مواليد الأربعينيات وحتى الثمانينات من القرن الماضي ، هم أجيال الهزائم — وقد صدقوا — متحججين بأن تلك الأجيال لم تحقق شيئاً لا على مستوى القضية ولا على المستوى القطري ، وعليه فإنهم لا يعتبرون تلك الأجيال قدوة تحتذى في مسيرتها . ٢٦ )) صعوبة الحياة ، وغياب العدالة ، وضنك العيش ، وندرة فُرص العمل ، وانفلات أسعار السلع ، وتوحش الغلاء وغيرها من المشاكل والصعوبات الإجتماعية أدت الى عزوف الشباب عن الهمّ العام ، والإغراق في الفردية والبحث عن المصلحة الشخصية بغض النظر عن الوسيلة ، مما إدى الى إنحطاط القيم وتمركز الفردية . ٢٧ )) ومن الأسباب الهامة اننا نعيش في زمنٍ رديء ، أصبحت فيه العروبة تهمة ، بدل ان تكون فخراً للشخص ، وعزاً للأمة . ٢٨ )) التخلي المعيب ، والمجاهرة القبيحة من قبل بعض القيادات الفلسطينية عن القضية . وللتدليل اليكم ما صرح به / حسين الشيخ نائب رئيس السلطة : {{ في السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ، والإسرائيليون اليوم ( أصدقائنا ) و( اخواننا ) ولن نتخلى عنهم في مواجهة ( إرهاب حماس ) ( سنقاتل معهم ) حتى آخر عنصر من أبناء الأجهزة الأمنية ، وأبلغنا بلينكن بذلك من أول يوم في الحرب }} . بعد هذا الكلام الخياني المُعيب ، هل بقي أمل !؟ ونستنتج مما جاء اعلاه انه لا أمل في التحرير . وإن الإستعباد تجذر بدل التحرر . وان مصير التحرير ذهب أدراج الرياح ، على الأقل على المدى المنظور . وحتى أُخفف من جُرعة التشاؤم المفرط ، الذي فرض نفسه ، أبعث شيئاً من التفاؤل ، داعياً الى الركون للوعد الإلهي لتتحرر الأرض ، وحاشا ان يخلِف الله وعده .