logo
#

أحدث الأخبار مع #الحرب_العالمية

المنظمات الدولية والسلام الصعب
المنظمات الدولية والسلام الصعب

صحيفة الخليج

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

المنظمات الدولية والسلام الصعب

تحيل المنظمات الدولية إلى إطار دائم محدث بموجب اتفاق بين مجموعة من الدول، يتمتع بإرادة مالية وإدارية وسياسية مستقلة عن أعضائه، كما تتمتع بالشخصية القانونية الدولية التي تترتب عليها حقوق والتزامات، وترمي المنظمات إلى تحقيق هدف أو عدة أهداف تعكس التعاون والتنسيق الدوليين، وتظل مهامها مؤطرة بمقتضيات القانون الدولي وبنود مواثيقها. وتكتسب هذه الهيئات صفتها الدولية انطلاقاً من العضوية التي تكون متاحة لعدد من الدول التي تتوافر فيها شروط الانضمام، إضافة إلى طبيعة نشاطاتها العابرة للحدود والممتدة إلى مناطق مختلفة من العالم. وجدير بالذكر أن العضوية بهذه المؤسسات تكون أصلية بالنسبة للأطراف المؤسّسة، كما قد تكون بالانضمام لها في ما بعد، كما تكون كاملة، تتيح للدولة الانضمام لكل أنشطتها وممارسة حقوقها الكاملة، وقد تكون ناقصة تقتصر فيها الدولة العضو على الاشتراك في بعض نشاط المنظمة فحسب. تمثل المنظمات الدولية إطاراً للتعاون ولتعبئة الإمكانيات وتنسيق الجهود وخدمة المصالح المشتركة، وتعزيز التنمية والأمن والسلم، وقد ازدادت أهميتها بشكل كبير في الوقت الراهن، مع تنامي المخاطر والتهديدات العابرتين للحدود. وهي تتنوع بين أصناف متعددة، كالمنظمات العالمية والإقليمية، والمتخصصة والعامة، والحكومية وغير الحكومية.. لقد شكل ظهور هذه الهيئات تحولاً كبيراً في مسار العلاقات الدولية منذ بدايات القرن الماضي، بسبب التزايد المطرد في عدد الدول وميلها إلى نسج علاقات تعاونية مع محيطيها الإقليمي والدولي، وكذا الرغبة في جعل هذه المنظمات إطاراً للتنسيق وتبادل وجهات النظر إزاء مختلف القضايا الدولية، بما يعزز الثقة ويوفر المناخ الكفيل بنبذ الحروب التي كلفت الإنسانية ويلات ودماراً كبيراً. وفي أعقاب نهاية الحرب العالمية الأولى، ظهرت عصبة الأمم كأول منظمة عالمية في عام 1919، وكإطار لتنمية التعاون بين الأمم وضمان السلم، حيث قامت على مجموعة من المبادئ التي يمكن تلخيصها في الالتزام بقواعد العدالة والشّرف، والتقيد بقواعد القانون الدولي، والتعهد باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية. وعلى الرغم من تجربتها المفيدة من الناحية التاريخية، وباعتبارها أيضاً انطلاقة فعلية لتطوير التنظيم الدولي، إلا أنها انهارت تحت ضغط مجموعة من العوامل، التي يمكن إجمالها في عدم انضمام عدة دول إليها، كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وكذا نظام التصويت الذي يعتمد على قاعدة الإجماع، علاوة عن مهامّها التي ظلت ضيّقة ومحدودة في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين، إضافة إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1937 التي ساهمت من جانبها في التعجيل بهذا الانهيار لكون العصبة لم تستطع وقفها. وعشية نهاية الحرب العالمية الثانية التي استُخدم فيها السلاح النووي لأول مرة في عام 1945، وأمام المخلفات الكارثية التي نجمت عنها، من دمار وقتل وتلوث ومعاناة إنسانية، برزت هيئة الأمم المتحدة، كإطار دولي حرص مؤسّسوه على الاستفادة من أخطاء العصبة، والتركيز على مجموعة من الأهداف المتصلة بحفظ السلم والأمن الدوليين، وتنسيق العلاقات بين الدول، وحماية حقوق الإنسان. وقد قامت الهيئة على مجموعة من المبادئ الأساسية من قبيل المساواة في السيادة بين الدول، وتنفيذ الالتزامات الدولية بحسن نية، وفض المنازعات بوسائل سلمية، وعدم التهديد باستخدام القوة أو استخدامها فعلاً في العلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما نهجت الهيئة مسلكين في سبيل تحقيق أهدافها، الأول، ذو طابع وقائي من خلال جعل أجهزتها ووكالاتها إطاراً للتشاور بين الدول حول مختلف القضايا العالمية، والحرص على احترام مبادئها. والآخر علاجي، عبر التدخل في إطار جهود ودية أو زجرية لتسوية المنازعات وتدبير الأزمات التي تحدث بين الدول. ورغم الإشكالات التي واجهت المنظمة والناجمة في مجملها عن ظروف الحرب الباردة التي ألقت بظلالها القاتمة على أدائها، وتنامي استخدام حق الفيتو داخل مجلس الأمن، ونهجه لسياسة الكيل بمكيالين خلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة، إلا أن إحداث الهيئة شكّل في حد ذاته دفعة قوية للتنظيم الدولي، وساهم في بروز عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية التي تعنى بعدد من القضايا العالمية، كما لا تخفى أهمية جهودها على مستوى تفعيل السبل الوقائية لحفظ السلم والأمن الدوليين. وتظل الهيئة في الوقت الراهن بحاجة ملحة إلى إصلاح حقيقي، يسمح بدمقرطتها وإعادة التوازن لأجهزتها، بما يتيح لها المساهمة الفعلية والناجعة في تعزيز السلام العالمي ومواكبة المتغيرات الدولية المتسارعة، وكذا التهديدات المتزايدة التي تواجه دول العالم قاطبة. كما لا تخفى أيضاً أهمية المنظمات الإقليمية كإطار لتعميق العلاقات بين الدول المتجاورة أو إطار لاستثمار الروابط الاقتصادية والثقافية في تحقيق أهداف تنموية أو متصلة بتعزيز السلم والأمن الإقليميين، بما يخفف العبء على الأمم المتحدة في هذا الصدد، ويعزّز اللامركزية في نطاق التنظيم الدولي الراهن. غير أن أهميتها وحضورها على المستوى الواقعي يختلف بين تكتلات واعدة، حققت مكتسبات جمّة لأعضائها كما هو الشأن بالنسبة للاتحاد الأوربي، ومؤسسات أخرى ما زالت تعيش على إيقاع الخلافات والمشاكل التي تحول دون تحقيق أهدافها ورهاناتها، كما هو الشأن بالنسبة لجامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي.

النوويون القادمون
النوويون القادمون

عكاظ

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عكاظ

النوويون القادمون

تابعوا عكاظ على ويلات الحروب لم تقف عبر امتداد الزمن، سوف تواصل الحروب استمرارها من البدء إلى المنتهى، ويبدو حقاً أن تلك الحروب أداة تقليم للأعداد البشرية، أداة يلجأ إليها المتنافسون على خيار البقاء بغض النظر عما تنتجه الحروب من فقد للأمور عديدة قد يكون أهمها تلاشي الأمان، ومنذ الحرب العالمية أصبح أي نزاع يثير الخشية من عودة حرب عالمية لا تبقي ولا تذر على أرض أي استقرار، خاصة أن دولاً عدة امتلكت سلاحاً رادعاً أنهى الحرب العالمية الثانية، فكيف يمكن إنهاء احتمالية وقوع حرب عالمية ثالثة في وجود السلاح النووي في أيدي أي دولة تتصارع مع جهة أخرى.. وفي الحرب ليس هناك قانون رادع يمنع أو يحيل من استخدام ذلك السلاح المدمر.. والخشية من قيام حرب شاملة مدمرة بدأ في الظهور ليغطي على بقية الحروب الثنائية التي لا يتم ترجيح الغالب بضربة نووية، ومع طفو الحرب الهندية الباكستانية على سطح الكرة الأرضية يمكن حدوث تجاذب الحلفاء، ولو كان ذلك التجاذب من خلال نوع السلاح، فالهند سلاحها أمريكي، وباكستان سلاحها صيني، ومن خلال هذه النظرة يكون على السطح أربع دول نووية، ولو بدلنا أسباب التجاذب، واختيار نظام الحكم سبيلاً للتجاذب، فسوف نلحظ أن الهند دولة ديمقراطية، وباكستان دولة يحكمها العسكر، فأي تجاذب يمكن حدوثه في هذا الإطار، ولو انتقلنا إلى القوة البشرية وتعدادها فسوف نجد أن الهند تجاوزت المليار ومائتي مليون نسمة، وأن كل شيء تمتلكه باكستان يوجد في الهند ضعف ما تمتلكه الباكستان، وإذا أردنا معرفة ذلك التجاذب فإننا نقف على أن الدولتين لهما قارة واحدة خاصة بهما (القارة الهندية) ولهما محيط بحري واحد (المحيط الهندي) خاص بهما، والدولتان لديهما الفقر نفسه، وحدوث حرب بينهما سوف يؤدي ذلك إلى انعكاسات خطيرة على بقية الدول خاصة الدول التي تعتمد بشكل رئيسي على منتجات هاتين الدولتين، والحرب تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وارتباك دول الجوار إلى أي اتجاه تميل، وذلك الميل يؤدي أيضاً إلى تشعب الحرب على الأقل إعلامياً.. والذي يظهر لي أن قواعد العالم اختلت في موازينها التي تم إرساؤها عقب الحرب العالمية، وأهم عنصر اختل يتمثل في أن قرارات مجلس الأمن لم تعد ملزمةً، والدليل على ذلك ما يحدث الآن من حروب هنا وهناك لم تستجب لقرارات مجلس الأمن، والجيب الخفي لإنهاء التأزمات لم يعد فعّالاً، فالمفاوضات لا تأتي إلا بعد انهيار مقدرات المتحاربين، ويكون حلها رخواً، هشّاً، ينهار مع أي احتكاك كان. وانهيار الاتفاق الهندي الباكستاني معلق على مفردة الإرهاب الذي يتشكّل وتتغير ملابسه وأقنعته وفق الرغبة لكسر الآخر.. حياة لا تريد لمواطنيها الاستقرار، وإنما مرادها تزويد الفناء بالزائدين من سكانها.. قلة من القادة يوقنون أن الحرب فناء للناس وللبلدان، وهذه القلة لا تستجيب إلى محرضات الحروب، وفي نفس الوقت هناك قادة لا يطيب لهم المقام أو لا تطيب أمزجتهم إلا بشن حروب مستميتة لحرق الأرض والبشر معاً. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store