أحدث الأخبار مع #الحركةالإسلامية


التغيير
منذ 11 ساعات
- سياسة
- التغيير
كامل إدريس.. الماسخ المكرور!
ظاهرة توزيع الوزارات على النطيحة والمتردية، واضطراب حكومة بورتسودان، لم تغب حتى عن فطنة وفراسة (القونات) والمغنين الانتهازيين الذين خبروا حكمة الشاب الثائر في أن الكوز كائن متحوّل! وعلموا أن انتفاخ الجيوب بالدولارات والتكسب من وراء التعيينات الوزارية لا يحتاج سوى جهد (شوية مع دول، وشوية مع دول)!! والصحفي الهندي عزالدين لا يرضى لنفسه أن يكون من (الخوالف)، فبينما ضجّ الرأي العام في وسائط التواصل الاجتماعي مجمعًا بأغلبية على رفض تعيين الجنرال وحكومة بورتسودان السيد كامل إدريس رئيسًا للوزراء المرتقب، كتب صحفي المساجلات الجوفاء، في صفحة أكس/ تويتر (عاد البعض في بورتسودان إلى الأسطوانة المشروخة.. يسمعون ويرددون، أخذوا يسرحون في الوسائط بخبر تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، وبعض هذا البعض من الدائرة المحيطة بالرئيس البرهان من ساسة بورتسودان!! أتعجب لهذا العبث والهرجلة التي تسود العاصمة الإدارية بشكل مزعج، يكشف عن اضطراب وانقسام في مركز القرار، فقد أصدر مجلس السيادة قبل أسبوعين قرارًا بتكليف السفير دفع الله الحاج رئيسًا للوزراء، ومن المفترض أن يتسلم موقعه نهاية هذا الشهر، فكيف يعودون إلى مسلسل 'كامل إدريس الماسخ المكرور'؟؟ كامل يشبه حمدوك، ولذا رشحناه في أكتوبر 2021، لكنه لا يصلح لقيادة الحكومة في أتون حرب مستعرة. لا يستطيع. البرهان لا يعرفه، ولا كباشي. احترموا دماء الشهداء يا هؤلاء، واستشعروا عذابات أهل السودان) أنتهي.. حدثنا الحكيم الهندي أن تعيين السيد كامل إدريس من قبيل (الماسخ المكرور) إذ إن بالبلاد حربًا مستعرة وهو لا يستطيع، بل لا يصلح لقيادة البلاد في هذا الظرف، فهو شبيه حمدوك، رئيس الوزراء السابق، أي كلاهما ضعيف! والأخطر من ذلك، بحسب تصريحات الهندي، أن الدكتور كامل إدريس المرشح لرئاسة الوزارة، مجهول النسب المعرفي للجنرال البرهان وكذلك للجنرال كباشي، وأنه قد تم تعيينه من قبل السياسيين والدائرة المحيطة بالبرهان، في تأكيد على قبضة الحركة الإسلامية وجماعة علي كرتي على خناق الجنرال وقادة الجيش، وكذلك السيطرة على القرارات والتعيينات الوزارية في حكومة بورتسودان. وهو القول الفصل الذي فترت الأقلام وبحت الحناجر في قوله خلال عامي الحرب الكريهة بين الجيش و(خارج رحمه) الدعم السريع. وقبل أن نثمِّن شجاعة الصحفي عزالدين وحرصه على عدم زيادة عذابات أهل السودان، إذا به، في أقل من سويعات، عاد (الكائن المتحوّل) بأثواب جديدة (ن كان هناك من ميزة وحيدة لتعيين البروفيسور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، فهي انتهاء عهد (الشبيحة) وسماسرة السياسة في بورتسودان) انتهي.. يا للعجب!! أولم تُحدثنا أنت أن تعيين الرجل له علاقة ب(الشبيحة) في بورتسودان، وتحسّرت على الجنرالات خيالات المآتة! الخائرين عن مواجهتهم! أي سوط جعل الصحفي يبلع صوته في عجالة؟! هل كتائب جهاز الأمن أم كتائب الجنرالات؟ ولا ينقضي للعجب وطَر، عاد الهندي في فيلم (الماسخ المكرور) ليحدثنا أنه صديق البطل والزعيم المرتقب! فالبطل في الأفلام الهندية لا يُهزم، وخارق في الانتصارات، وبالطبع معبود الجماهير! وكذلك هندي الإنقاذ! كتب صديق البطل مجدداً (أستمعت إلى رؤية السيد رئيس الوزراء الجديد البروفسور كامل الطيب إدريس خلال اتصال هاتفي جرى بيننا عصر اليوم. أوضحت له وجهة نظري بشأن تعيينه في ظل تعقيدات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري في السودان وكيفية التعامل معها، ودعوت له بالتوفيق والسداد. علاقتي ببروف كامل تمتد لنحو عشرين عامًا) انتهي.. شهد الله، الإخوان المسلمون وكُتّابهم يكذبون ويداهنون كما يتنفسون، ولا يستحون ولو قيل لهم بينكم والموت فرسخًا!! الآن يخاطب الهندي الدكتور كامل إدريس بكامل الألقاب، بلغة العالم ببواطن الأمور، يبارك المنصب بعد أن تيقن أنه قد توهّط في كرسي الوزارة، وأن لا أحدًا ينتظر رأيه في تعيينه، ولا الشبيحة به يعبأون! وأدرك أن أقصر الطرق للتعيينات الوزارية من باب الإعلام، أن تكون (للاعيسر) الوزير حوارًا في الطريق، فهذه أسرع الدروب الواصلة والموصلة إليها. قولًا واحدًا، إن صدق الهندي في عمر صداقته للسيد الوزير كامل إدريس، فهذا أدعى للرأي العام ألا يثق في الرجل، بعد أن حدثنا أنه ضعيف (لا يصلح لقيادة الحكومة في أتون حرب مستعرة)! فهل توقفت الحرب بعد تعيينه المتسارع يا ترى؟ أم قد أسرّ السيد الوزير لصديقه أنه المخلّص للبلاد من حربها؟! ونحن، كأهل السودان المعذّب، لا عداوة لنا مع الوزير شخصية! ولا ندري مدي صحة قول الذين يمسكون عليه أدلة وسوابق مهنية، تطعن في أهليته، لكننا نعلم يقيناً أن الحكومة التي عُيِّن فيها لا تعبأ بالسلام، ولو استمرت حربها مئة عام بحسب زعمهم، ولا يهمها الدمار الشامل للوطن، ولا كرامة السودانيين التي أُهينت وتُمرّغت بالتراب في دول الجوار. كما نجزم بأن كل الذين انضموا لركابها جبناء عن مصلحة الشعب، ولو قدموا من بلدان السلام. فهي حكومة يستميت وزراؤها على كراسي السلطة، وتتضخم جيوبهم من استمرار حرب عنصرية وقبلية مقيتة بدعم دعاة استمرارها، ولذا نقول بقول رسول الله صلى الله عليه سلم (دعوها فإنها منتنة)

سودارس
منذ 3 أيام
- سياسة
- سودارس
(حميدتي).. ماذا بينك وبين الله أيها الرجل؟
ولأن أبا عاقلة كيكل، قائد ميليشيا ما يسمى ب"درع السودان"، وهي – وهو – صنيعة استخباراتية ومنتج خالص من إنتاج الجيش، لكنه منتج رخيص السعر، رديء الصنعة، إذ تمّت صناعته على عجل، وأُلحِق (جاسوسًا) داخل قوات الدعم السريع حتى اكتسب ثقة قائدها، ثم هرب معلنًا انسحابه منها – بعد اكتمال المهمة – وعاد إلى (صانعه)، ولهذا السبب قام قائد الجيش أمس بمحاولة جريئة لتلميع صورته في الإعلام. نثر كنانته من الصحافيين بين يديه، واختار أكثرهم ضعةً وفجوراً وحقارة، وكوزنة أيضاً، ورماهم إلى كيكل، فحضروا بين يديه وهم يحملون كل أدوات ال(Polish) لزوم التلميع، ولكن لله جنوداً من المنظفات. أظهر كيكل في اللقاء، وهو بدوي بسيط وقاطع طريق، أنه لا يزال على (سليقته) وفطرته السليمة، فأطاح بالخطة الإعلامية وفجّرها داوية، ونسف رواية الكيزان عن قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي بذلوا لها أموالًا طائلة ودعاية إعلامية مكثفة، كلفت مبالغ طائلة وزمنًا أطول اقتطعته قناة الجزيرة من وقتها على حساب (إخوان غزة). فإذا بقائد ميليشيا "درع السودان" يؤثر على نفسه (وإن لم يكن يقصد ذلك)، فمدحه وأطنب في مدحه من حيث أرادوا منه ذمَّه، ووصفه من حيث لا يريد مرؤوسوه. انبرى الرجل للدفاع عن (حميدتي) بطريقة وصفها البعض – وهم محقون – بأنها تفوق ما قام به إعلام الدعم السريع ومستشارو حميدتي، بل ومجلسه الاستشاري بأكمله. فقد أصاب كيكل سردية "موت حميدتي" في كبدها وقلبها، وأماتها إلى الأبد. كيكل لم يؤكد فقط أن حميدتي حيّ يُرزق، بل أضاف أنه لم يتعرض لأي إصابة طوال الحرب التي دخلت عامها الثالث، وأن ما بدا عليه من نحافة إنما كان بسبب صيامه المتواصل منذ أن شنت ميليشيات الحركة الإسلامية وقيادة الجيش الحرب عليه. وفي هذا إشارة إلى تدينه وورعه وتقواه وخشيته من الله. وأضاف كيكل أن حميدتي ظل في ميدان المعركة (الخرطوم) يقودها بنفسه، ولم يخرج منها إلا مرة واحدة ولمدة أسبوعين لتلقي العلاج، لأنه كان يعاني مرضًا في البطن منذ سنوات طويلة. لم يكتف كيكل بذلك، بل أوغل في مدح الرجل وسرد صفاته وكرمه وحسن أخلاقه، إذ قال: "عندما كنا نخبره عن ارتكاب عناصر الدعم السريع للانتهاكات، كان يبكي." "كانت دموعه تجري، وكان يصمت عن التعليق". وقد صدق الرجل، فهذا هو (حميدتي) الذي عرفته من مكان هو أقرب من المكان الذي عرفه فيه كيكل: (الرجولة)، والشهامة، والشجاعة، والفراسة فيه طبع أصيل لا تغيرها حرب ولا سلم. قد تختلف معه سياسيًا أو عسكريًا، ولكن قطعًا لن تختلف في نُبله وكرمه وكريم أخلاقا قال كيكل إن حميدتي ظلّ موجودًا بضاحية الخرطوم (2) طوال سنوات الحرب، إلى أن غادرها نهائيًا في فبراير المنصرم، بعد عبور الجيش جسر سوبا، أي بعد انسحاب الدعم السريع من الخرطوم. أي شجاعة وبسالة هذه؟ فبينما هرب قادة الجيش الذين يلعلعون الآن في بورتسودان ، يتعنترون منها مهددين السياسيين والمدنيين العزّل، ظلّ قائد الدعم السريع بين جنوده وقواته، يقاتل في الخرطوم إلى آخر لحظة قبل الانسحاب التكتيكي. بل إنه، وفقًا لحديث كيكل، كان حميدتي يدير كل صغيرة وكبيرة في الحرب بنفسه، وكان يقف على (نواقص) قواته ويتابع رفدها بالإمدادات ساعة بساعة. لم ينسف أبو عاقلة كيكل رواية الكيزان عن (حميدتي) فحسب، بل هدّم الصورة التي روّجوا لها عنه منذ اليوم الأول للحرب، وأنه محض قاتل ومنتهك وسفّاح. هذه الصورة، التي بذلت جماعة الهوس الديني الغالي والنفيس لترسيخها في أذهان الناس، تمّ ضعضعتها وإماتتها في مؤتمر صحفي واحد. الآن، وقد حصحص الحق وزهق الباطل، ونبتت الحقائق خضراء غضّة ومزهرة، وأن قائد الدعم السريع لم يمت، ولم يُبعث من الموت (بعاتي) – والعياذ بالله – ولم يكن في ظهوره المتكرر محض شبح مفبرك بالذكاء الاصطناعي، بل كان يقود قواته بنفسه من قلب الخرطوم ، ولم يهرب منها كما فعل قادة الجيش وقادة ميليشيات الكيزان الإرهابيين أمثال علي كرتي وأحمد هارون وزمرتهم، وأنه لم يكن يُقرّ أية انتهاكات يقوم بها بعض جنوده، بل كان يذرف الدمع سخينًا عندما يسمع عنها. الآن، وبعد رواية وشهادة (كيكل)، وهي شهادة صادرة عن رجل فارق الدعم السريع وخانها وحاربها ويقاتل ضدها الآن، فما قول الكيزان الكذَبة الأفاكين في ذلك؟ ما قولهم في روايتهم القذرة، وفي إعلامهم المتعفن الحقير، وفي كذبهم على الشعب السوداني، وشنّهم الحرب عليه، وتشريده من بيوته من أجل سلطة دنيوية لا تسوى مثقال حبّة خردل في موازين رب العالمين، الجبّار، فاضح الكذابين، المنتقم، الذي يُنطق الخونة والأفاكين وكل شيء، وهو على كل شيء قدير؟. لقد أنطق الله "كيكل"، وجعله يُنصف قائده السابق من حيث لا يريد، وسينطق من هم بعده ليدلوا بشهاداتهم ويقولوا الحقيقة للتاريخ، وحينها سيعلم الكيزان أي منقلب ينقلبون. كن بخير أيها الرجل .. أنت الفارس وسواك المسوخ.

سودارس
منذ 3 أيام
- سياسة
- سودارس
السودان: أخر بؤرة للإرهاب في العالم
"الوطن ليس هو الأرض، بل هو الإنسان حين يُصدِّق أنه يستحق الحياة، ويبدأ في تحرير نفسه من الكذب الموروث." -الطيب صالح في الخرائط القديمة، كان السودان يلوح كظلٍ قلق على تخوم الصحراء، بلدٌ مكسورٌ على ركبتيه منذ أن هبطت عليه لعنة التاريخ والجغرافيا معاً. واليوم، يبدو أن الزمن يعيد دائرته: بلدٌ يبحث عن خلاص، لكن من خلال أدوات الخراب ذاتها. هنا، تقف "المقاومة الشعبية" كاسم حركي مموّه، لكنها ليست سوى التجسيد المتجدد للحركة الإسلامية، وقد أعادت توضيب خطابها الجهادي في عباءة الدفاع عن السيادة والهوية، وهي في جوهرها لا تزال تحلم بالتمكين، وتدير معركتها تحت ظلال البندقية والتكبير. منذ أن دخلت الحركة الإسلامية إلى الخرطوم محمولة على دبابات الإنقاذ في 1989، كانت تعرف أن مشروعها لا يقوم على عقد اجتماعي، بل على مشروع غيبيّ مسلح. جمعت بين آليات الدولة البوليسية وفانتازيا الجهاد الكوني، وصدّرت مقاتليها من الجنوب إلى الشيشان، ومن دارفور إلى مالي. حتى بعد أن تم تفكيك دولتها اسميًا في 2019، لم تتبخر شبكاتها، بل أعادت ترتيب صفوفها، وصنعت لنفسها جبهة جديدة تحت مسمى "المقاومة الشعبية". فلنقلها بصدق: السودان لا يحتاج إلى مقاومة ترتدي عباءة الدين، بل إلى مقاومة من نوع آخر: مقاومة الفساد، مقاومة الاستبداد، مقاومة العقل الكسول الذي يجعل من الله ذريعة للقتل، ومن الوطن منصة للاحتكار. وهنا، لا بد من التوقف عند سؤال الضمير: ما الذي يدفع بعض الدول لدعم الإسلاميين في السودان، في تحدٍّ سافر لإرادة شعبٍ قدّم مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والجرحى للخلاص من هذه المنظومة الفاسدة؟ أهو الإيمان العميق بمشروع الدولة "الإخوانية العابرة للحدود"؟ أم هو مجرد استثمار في الفوضى السياسية والفراغ الاستراتيجي؟. في القاهرة ، تتجلى مفارقة التاريخ: بلدٌ أطاح بجماعة الإخوان، لكنه يحتضن تياراً من الجيش مخترقًا بروح الإسلاميين. رجال كرتي وأسامة عبد الله وأحمد هارون لا يخططون من كهوف بعيدة، بل من دهاليز بيروقراطية ما زالت تحكم قبضتها على القرار العسكري في السودان. وها هي مصر، بنَفَسها الأمني المزدوج، تضغط على السعودية من بوابة "الشرعية المؤسسية"، فتنقل إلى الرياض صورة زائفة (منمّقة) عن جيش سوداني محافظ، بينما الحقيقة أن هذا الجيش ليس سوى امتياز طبقي وعرقي محمي بالسلاح والدعاية الإعلامية والذهب. بالنسبة لدولتيّ قطر وتركيا، فدعمهما يأتي في إطار سعيهما لتعزيز نفوذهما في المنطقة. سَبَقَتْهما إلى هذا المسار الجزائر حين اختارت التعايش مع شبح إسلامي ماضوي بدلًا من مساعدة الشعب السوداني في صناعة عقد اجتماعي يعيد للمجتمع روحه. أمّا بعض الدول التي تدعم الإسلاميين، مثل إيران ، فالدافع ليس أمنًا ولا اقتصادًا، بل إيمان أيديولوجي بدور الإسلام السياسي في رسم الخرائط من المحيط إلى الخليج، ولو على حساب الشعوب. المنطقة، على مفترق طرق. والزيارة المرتقبة للرئيس ترمب إلى الإمارات وقطر والسعودية قد تشكل منعطفًا جديدًا، لا سيما إذا وُضع السودان في أجندة المحادثات. في لحظة إقليمية ترتجف بين الانقلابات والتطبيع، قد تجد الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترمب أن الملف السوداني لم يعد يحتمل التأجيل، خاصة بعد أن أصبح بوابة محتملة للنفوذ الروسي، وامتدادًا سائبًا لمشروع الإخوان المسلمين العالمي. لكن هل تقبل الولايات المتحدة بذلك؟ تلك التي قصفت الحوثيين في اليمن، ودعمت إسرائيل في سحق "المقاومة" بسوريا ولبنان وفلسطين، ترى السودان اليوم من نافذة مصالحها المتحركة، لا من باب المبادئ. فإن دخلت السودان في أجندتها، فلن يكون ذلك رغبة في سلامته، بل خشيًة من وجود قواعد روسية على امتداد الساحل الممتد أكثر من 850 كيلومترًا على البحر الأحمر. في قلب القارة الأفريقية، يقف السودان عند مفترق طرق تاريخي، تتقاطع فيه أطماع الداخل والخارج، وتتشابك فيه خيوط الماضي والحاضر. فمنذ أن أطاحت الثورة الشعبية بنظام البشير، لم تهدأ العواصف، بل تبدلت الوجوه وتغيرت الشعارات، بينما بقيت البنية العميقة للسلطة على حالها. ومع كل ذلك، يبقى في الأفق ما يستحق الانتباه: جيل الثورة. ذلك الجيل الذي لم يُخدع بأوهام الماضي، ولم ينجرّ إلى مساومات الحاضر. جيل يعرف أن الوطن لا يُدار بالمزايدة على الله، ولا بالمتاجرة بالدم. يخرج من بين ركام الخراب وهو يحلم بسودان جديد، ينسلّ من بين أصابع الموت، ويمضي نحو مجتمع دولي يرى فيه صديقًا لا ضحية. وطن لا يُستعمل كمنصة للإرهاب، ولا يُتخذ رهينة لشعارات أكلها الزمان. ختاماً، ليست "المقاومة الشعبية" في السودان سوى اسم مستعار لظلٍ قديم يتقن التخفي وتغيير الأقنعة. فالحركة الإسلامية التي قهرت الشعب باسم الله، ها هي تعود من شقوق المرحلة، متنكرة بثياب "المقاومة الشعبية"، تحاول أن تكتسب شرعية جديدة من رماد وطن لم يعد يملك إلا ذاكرته الجريحة. في هذا البلد المنهك، لا تنتهي الأساطير بل تعيد إنتاج نفسها. من الخرطوم إلى بورتسودان ، من عطبرة إلى الجيلي، تتسلل سردية "الجهاد الكوني" بخفة الذئب الجائع، تحمل خطابًا مألوفًا في نبرته، جديدًا في وسائله. لكنها تظل حبيسة الفكرة القديمة: احتكار الحقيقة، وإقصاء الآخر، وتسخير الوطن لصالح مشروع متعالٍ على الإنسان والتاريخ. May 13, 2025


شفق نيوز
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
من المسجد إلى البرلمان.. الإسلاميون في كوردستان على مفترق طرق
شفق نيوز/ تعيش الحركات الإسلامية في إقليم كوردستان حالة مفارقة بين مؤشرات التراجع وفرص التمدد. فعلى الرغم من أن المزاج المجتمعي الكوردي، جامع بين التدين وتطلع قومي حداثي، إلا أن الدعم الشعبي للقوى الإسلامية ظل محدودًا نسبيًا. يبدو المشهد مركباً، حيث تتقاطع الطموحات الإسلامية مع الهوية القومية الكوردية، في وقت تتزايد فيه التدخلات الإقليمية وتتحول النزعة الدينية من مشروع سياسي إلى ظاهرة اجتماعية بحتة. وبينما يؤكد قادة الإسلاميين تصاعد نفوذهم وانتعاش حضورهم الانتخابي، يرى خبراء أن الإسلام السياسي الكوردستاني يفقد الزخم لاعتبارات تاريخية وفكرية. هذا التباين في الرؤى يطرح تساؤلات حول مستقبل تلك الحركات في ظل التأثيرات الإقليمية والهوية القومية الكوردية، وعلاقة التدين الشعبي بنفوذ الإسلام السياسي. جذور تاريخية وخارطة متشعبة نشأت الحركات الإسلامية الكوردستانية في صورتها الحزبية خلال أواخر القرن العشرين. فقد تأسست الحركة الإسلامية في كوردستان عام 1987 بقيادة الشيخ عثمان عبد العزيز وآخرين، مستلهمة أفكار الإخوان المسلمين وبعض الاتجاهات السلفية. شهدت التسعينيات بروز الاتحاد الإسلامي الكوردستاني عام 1991 كفرع كوردي للإخوان المسلمين بعد الانتفاضة الشعبية ضد نظام صدام، إلى جانب استمرار الحركة الإسلامية ذات الطابع العسكري آنذاك. دخلت الحركة الإسلامية في مواجهات مسلحة مع القوى الكوردية بطابعها العلماني (مثل الاتحاد الوطني الكوردستاني) خلال تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تنخرط لاحقًا في العملية السياسية إثر وساطات إقليمية. وفي مطلع الألفية الجديدة، ظهرت الجماعة الإسلامية في كوردستان (جماعة العدل الإسلامية) بقيادة علي بابير إثر انشقاقها عن الحركة الأم بسبب خلافات داخلية. كما نشأت جماعات متشددة أصغر مثل أنصار الإسلام التي ارتبطت بتنظيم القاعدة عالميًا. ورغم هذا التنوع، لم تستطع الأحزاب الإسلامية مجتمعة تحقيق اختراق انتخابي كبير؛ إذ بلغت حصتها نحو 15% فقط من أصوات الناخبين في أفضل حالاتها. ما يدلل أن الإسلاميين في كوردستان واجهوا منافسة شديدة من الأحزاب القومية العلمانية، وظل تمثيلهم السياسي هامشيًا نسبيًا. واقع متقلب في الوقت الراهن، تنقسم القراءات حول نفوذ الإسلاميين بين من ينفي تراجعهم ومن يؤكده. مثلاً، أحمد حاجي رشيد، القيادي في جماعة العدل الإسلامية، يرفض فكرة انحسار دور الإسلاميين، ويؤكد في حديث لوكالة شفق نيوز، أنه "ليس هناك أي تراجع، بل على العكس نحن نتقدم انتخابيًا وتزداد ثقة الناس بنا". وينوه رشيد إلى ضرورة التمييز بين الإسلام كظاهرة اجتماعية وبين العمل الحزبي الإسلامي، فمن وجهة نظره، التدين المجتمعي العميق في كوردستان ينعكس في زيادة التأييد للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وهو ما ظهر في نتائج الانتخابات الأخيرة بحسب رأيه. ويستدل بذلك على سبيل المثال بحصول الأحزاب الإسلامية على أربعة مقاعد في الدورة الرابعة لمجلس النواب العراقي، وارتفع العدد إلى خمسة مقاعد في الدورة الخامسة، بالإضافة إلى في الانتخابات الأخيرة لبرلمان كوردستان، حصدت الأحزاب الإسلامية عشرة مقاعد، مقارنة بـ 12 مقعداً في الدورة السابقة، ورأى أن ذلك تراجع طفيف لا يعكس الواقع في الحضور الجماهيري، بحسب قوله. على النقيض، يرى آخرون أن نفوذ الإسلاميين يتجه للأفول. فؤاد مجيد، الخبير في شؤون الإسلام السياسي، يشير لوكالة شفق نيوز، إلى أن "تيار الإسلام السياسي الكوردستاني يشهد تراجعًا فعليًا، لافتقاره إلى جذور تاريخية عميقة في المجتمع الكوردي، وضعف خطابه عن مواكبة الطموحات القومية للكورد". فبحسب مجيد، "لم تنبع هذه الحركات من صلب السياق الكوردي بقدر ما جاءت تقليدًا لنسخ إقليمية، فلم تتبنَّ بشكل مقنع تطلعات الهوية الكوردية، يُضاف إلى ذلك إرث التجربة العنيفة للتطرف الديني في المنطقة؛ إذ إن تصاعد تنظيمات مثل داعش والتي يعتبرها البعض إحدى مفرزات الإسلام السياسي، أدى إلى نفور قطاعات من الشارع الكوردي من الأحزاب الإسلامية المعتدلة أيضًا". "الكثير من المتدينين لا ينتمون لأي حزب سياسي، وبعضهم على خلاف فكري صريح مع الجماعات الإسلامية.، يقول مجيد. ويُذكّر منتقدو الإسلاميين بأن حضورهم النيابي المتواضع تراجع أكثر في السنوات الأخيرة، متوقعين أن يظل محدودًا وربما دون 10% ما لم يجرِ تغيير جوهري في نهجهم. بعيداً عن جدل المقاعد الانتخابية، يلفت الدكتور كارزان مراد، الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية، النظر إلى تهديد آخر: اختراق الطائفية للهوية الكوردية. ويؤكد لوكالة شفق نيوز أن "حركات مثل السلفية، والشيعة السياسية، والإخوان المسلمين لا تُمثل فقط تيارات دينية، بل أدوات لقوى إقليمية تهدف لضرب المشروع الوطني الكوردي، كما تستغل الفراغات الاجتماعية لتكريس الانتماءات المذهبية على حساب الانتماء القومي، بالإضاف إلى محاولات ميليشيات مدعومة من طهران تغيير التركيبة الديموغرافية في المناطق المتنازع عليها". "هذه التيارات تعتبر الانتماء القومي بدعة، كما تسهم في تغذية التطرف ورفض التقاليد الكوردية، وهو ما تجلى في مأساة سنجار عام 2014 بعد اجتياح داعش للمنطقة"، يقول مراد في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون. ويخلص إلى أن تنامي نفوذ أجندات إسلاموية عابرة للقوميات قد يضعف وحدة الصف الكوردي، إذ تستغل هذه التيارات الدين لأهداف سياسية قد لا تنسجم مع المشروع القومي الكوردي. بين التأثيرات الإقليمية والتدين الشعبي لم تكن تحولات واقع الإسلاميين في كوردستان بمنأى عن التطورات الإقليمية، فبيئة الشرق الأوسط خلال العقود الماضية اتسمت بصعود وهبوط مد الإسلام السياسي، من الثورة الإيرانية إلى موجة الإخوان المسلمين مرورًا بظهور الجماعات الجهادية. وقد تأثر المشهد الكوردستاني بهذه الموجات وإن بشكل غير مباشر؛ فالدعم الخارجي لبعض الأحزاب الإسلامية الكوردية من قِبل قوى إقليمية (مثل علاقات التقارب بين الاتحاد الإسلامي وتركيا) وترابط الفكر الإخواني عبر الحدود، كلها عوامل ساهمت في تشكيل حراك الإسلام السياسي المحلي. بالمقابل، دفعت التحديات الأمنية كالحرب ضد داعش الكثير من الكورد إلى الالتفاف حول أحزابهم القومية كملاذ آمن، معتبرين الخطاب الإسلامي السياسي أقل أولوية أمام مخاطر تهدد كيان الإقليم. في الوقت ذاته، يبقى التدين الشعبي سمة بارزة في المجتمع الكوردي، حيث تتعايش مظاهر التدين اليومي كارتداء الحجاب والتردد على المساجد والتقاليد الصوفية مع ولاء سياسي واسع للأحزاب العلمانية القومية. هذا التعايش يبرز المفارقة بين قوة الإسلام كدين في وجدان الناس وبين حضوره المحدود كتيار سياسي. وقد لخص أحمد حاجي رشيد هذه المفارقة بقوله إن الإسلام الشعبي الراسخ شيء والإسلام السياسي شيء آخر، في إشارة إلى أن تدين المجتمع لا يترجم تلقائيًا إلى أصوات انتخابية. ومع ذلك، يتمسك الاتحاد الإسلامي الكوردستاني بموقعه في المعارضة، رافضاً الانجرار إلى "خطاب شعبوي"، وفق ما قاله عضو المكتب السياسي غازي سعيد لوكالة شفق نيوز. ويضيف: "اخترنا عدم المشاركة في الحكومة الأخيرة بسبب التحديات الخدمية والاقتصادية وغياب الشفافية. رغم ذلك، حافظنا على تمثيل جيد، بل ارتفعت مقاعدنا في البرلمان الكوردستاني من خمسة إلى سبعة، رغم تقليص عدد المقاعد المتنافس عليها." كما يشير خلال حديثه: "نعتقد أن بعض الأحزاب قد تحصد مقاعد لحظةً، لكنها تذوب سريعاً. نحن نؤمن بالثبات على المبادئ، لا على الموجات الانتخابية العابرة." مستقبل ضبابي أم انتعاشة محتملة؟ ويخلص مراقبون وسياسيون تحدثت معهم وكالة شفق نيوز، أن مستقبل الإسلام السياسي في إقليم كوردستان لا يزال مفتوحًا على عدة سيناريوهات، في ظل اختلاف التقييمات بين الفاعلين. فبين خطاب التفاؤل الحذر الذي يروج له قادة الحركات الإسلامية حول تنامي حضورهم الشعبي، ونظرة التشكيك التي يطرحها الخبراء حيال تراجعهم المستمر، يبقى المشهد ضبابيًا. وفيما تتصاعد في المنطقة تيارات إسلامية مدعومة من الخارج، تركياً وإيرانياً وقطرياً، يظل المجتمع الكوردي، بحسب المراقبين، متمسكاً بهويته، محافظاً على تديّنه، لكن دون تفويض سياسي مباشر للإسلاميين. وفيما يراهن البعض على اندماج أكبر للإسلاميين في المشروع الكوردي بإطار مدني ديمقراطي، يخشى آخرون من أن يظل الإسلام السياسي طيفًا ثانويًا أمام بريق الخطاب القومي العلماني في كوردستان. والمحصلة أن حركة التاريخ وحدها ستكشف أي الرهانات ستربح في نهاية المطاف، في إقليم يجد توازنه الخاص بين الدين والوطنية.


التغيير
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- التغيير
هذا أو الطوفان…دعوة لإنقاذ الوطنْ
دخلت الحرب في السُودان مراحل خطيرة جداً ونوعيّة ، وهي تقترب شئياً فشئياً ليس من حسمها ونهايتها كما ظلّ يُصرح قيادات طرفيها العسكريين ومن يتحالفون معهم سواء من إسلاميين أو غيرهم من مدنيين ، وإنما من إتساع رقعتها وتحويل بلادنا إلي ساحة حرب حقيقية دولية ودخول جيوش وأطراف أخري خارجية فيها ، وذلك طبيعي في ظل الصرّاع للنفوذ وعلي حماية المصالح للدول الإقليمية والدولية ، أو حتي لحماية حدود بعض الدول المجاورة للسُودان وأمنها ، أو للصرّاع في منطقتي البحر الأحمر و القرن الأفريقي ، ولوجود الأطمّاع والتآمرات للذين ظلوا يدعمون الحرب ويطيلون أمدها من القوي الخارجية والأقليمية في بلادنا وفي مواردها وثرواتها وموقعها… إن دخول الحرب مناطق جديدة في غرب كردفان وقبلها محاولات توسيع دائرتها في النيل الأبيض إضافة لشمال كردفان ، مع التحول الكبير والمفاجئ في موازين القوي لطرف المليشيا بعد أن ظنّ طرف الجيش وحلفاؤه في مليشيات الإسلاميين والحركات أنه بتحرير الجزيرة واجزاء واسعة من الخرطوم وجزء من ولاية النيل الأزرق أنهم قد كسبوا المعركة وأصبحوا يتحدثون عن حسم خلال أيام قليلة ، وأنهم في طريقهم لدارفور لحسم وطرد المليشيا منها ، ولكن الواقع يقول أن دارفور والفاشر لاتزال مُحتلة و محاصرة من عناصر مليشيا الدعم السريع ، وفي الوقت الذي تطلق فيه الآلة الإعلامية للكيزان وبعض قياداتهم سيطرتها والتبشير بعهد جديد من الإستبداد والإنتقام من كُل معارض لهم ولمنهجهم وتوجههم الذي حكموا به البلاد بالحديد والنار لثلاثون عام ولايزالوا يقولون ( وهل من مزيد ) ، في هذا التوقيت دخلت بلادنا ونتيجة للدعم الذي تتلقاه المليشيا ممن يدعمونها بالعتاد والسلاح المتطور مرحلة جديدة من حرب ( المُسيرات ) والمطارات ثم إستهداف لمدن جديدة ( النهود والخوي) ينسحب منها الجيش بنفس سيناريو الجزيرة ومدني والنيل الأزرق وتفعل المليشيا نفس ماظلت تفعله بالشعب في تلك المناطق التي تدخلها من إنتهاكات ، ثم لتعود كتائب الإسلاميين والجيش وإستخباراته في حال تحريرها مُجدداً لتقوم بالتصفيات ضد المواطنين داخل تلك المناطق بتهمة التعاون مع المليشيا المُجرمة ، في حرب هي بكل المقاييس ضد البلاد وشعبها وضد خصوم الحركة الإسلامية وضد كُل من ثار ضد نظام المؤتمر الوطني من طرفين رئيسين فيها أحدهم صنع الآخر فانقلب عليه وإقتتلوا حول السُلطة ولتمرير أجندة خارجية وتحولوا لأدوات لتقسيّم بلادنا ونشر الفوضي فيه وإعادة إحتلاله وإضعافه لتسهيل سرقته ونهبه والسيطرة عليه. هاهي المليشيا تنفذ وعدها وتهديدها بضرب عمق بورتسودان معقل الكيزان والجيش وحلفاؤه ، فضربت مُسيراتها مطار بورتسودان ويهددون بمزيد من التصعيّد فيها رداً علي إستهداف الجيش بالمُسيرات أيضاً مطار نيالا وطائرة تحمل أسلحة للمليشيا بحسب ما تم إيراده ، وكانت مليشيا الدعم السريع أيضاً قبلها بساعات قد إستهدفوا مطار كسلا ومحطة الوقود فيه ، دخول الحرب منطقة الشرق تحديداً هو تهديد وتطور خطير ، ويمكن أن يكون مسوقاً لدخول أريتريا وأثيوبيا معاً للحرب وكذلك مصر وبشكل رسمي وعلني وليس من وراء ستار ، وهذا حتماً سيتم في حال إستمرار هذه الحرب وبهذا المنحي ، وهنالك تهديدات مُسبقة بإستهداف الشمالية ولعلها مسألة زمن ليس إلا وأمر متوقع في أي لحظة. كُل هذا الواقع الماثل والحالي والمتوقع له يذهب لنتيجة واحدة وهي الخطر الكبير علي الدولة السُودانية وجوداً وعلي الشعب السُوداني حاضراً ومُستقبلاً ، وإستهدافاً عظيّماً ومُباشراً لوحدة بلادنا ولسيادتها ومصالح جميّع شعبها ، وتخريباً له ونشراً كبيراً للفوضي فيه وعلي أقلّ الإحتمالات سؤاً هو إضعافه الكبير وإعادة إحتلال أجزاء منه ، وأسؤا الإحتمالات هو تقسيّمه وإحتلاله معاً وتلاشئ لدولة السُودان الحالية ، هذا الواقع الخطيّر والمُخيف إن لم يُحرك السُودانيّن الآن شعباً وقيادة وجميّع القوي السياسية والفاعلة فيه وكل من يهمّه أمر الوطن فسيحل الندم بالجميّع بتضييع الوطن ومسؤلية حمايته والحفاظ عليه ، وستلعننا لا قدر الله دون أدني شك الأجيّال القادمة بسبب هذا المصيّر إن قُدر لها المجئ فوق أشلائه يوماً ما مُستقبلاً بالتفريّط فيه! ولا زلنا نقول أن تدراك هذا المصيّر القاتم لايزال بأيدينا كسُودانين وكشعب وفي كل قواه السياسِية والمدنية والثورية والفاعلة والمجتمعية وكل وطني حقيقي وغيور علي هذا الوطن ويهمه أمره. إن تقديم مصلحة بلادنا في هذا المُنعطف الخطير وهذه المرحلة ومصلحة جميّع السُودانيين تتطلب ودون أي تباطؤ أو تلكؤ أو إنتظار التحرك العاجل لإنقاذ الوطن وعدم الإلتفات للوراء أو الإستسلام ، وهذا يعني تحول كُلي في التفكير والفعل معاً ، وتنازلات كُبري من الجميّع لأجل الوطن وللمحافظة عليه وعدم إعطاء الطامعيّن والأعداء وأداواتهم بالداخل والخارج فرصة الظفر ببلادنا والنيّل منها وقطع الطريق أمام جميّع المؤامرات وضد كُل خطوات تقسيّمه وتكسيره وتلاشيه وسرقته والسيطرة عليه. إنها دعوة لإنقاذ الوطن والعمل علي وحدته و وقف هذه الحرب فوراً وبكل الوسائل المُمكنة والمشرّوعة والمحافظة علي الشعب السُوداني من الإبادة والفناء والتهجيّر. دعوة لكل القوي الحزبية بمن فيهم عُقلاء الإسلاميين إن وجدوا والوطنيين من كُل الشعب السُوداني بتحمل المسؤلية ونفض اليد عن هذه الحرب وطرفيها والوحدة كحائط الصد القوي والمتاريس ضد إستمرارها ، ولا يعني هذا باي حال القبول أو الإنكسار لإرادة طرفيها وإنما لفرض إرادة السُودانيون في المُحافظة علي بلادهم و وحدتها وأرواح السُودانيين أنفسهم وعدم جعلهم وقود لحرب تُدار بالوكالة أو من أجل سُلطة وصراع عليها. إنها دعوة لكل القوي السياسية والحزبية والمدنية والثورية وكل الفاعليّن لهزيمة اليأس والأطماع الذاتية والفردية والإقصاء والتمترس في المواقف والإتكالية والإنتظار والهشاشة والضعف والخنوع والإستتباع للخارج والتوجه الصادق والمسؤول للعمل الجماعي المُخلص لأجندة الوطن ومصلحته العُليا التي لاتقبل المساومة ولا الإنتظار ولا التأجيل ولصالح جميّع السُودانين دونما فرز وفي كُل أجزائه ومع كُل تنوعنا فيه. غير مقبول في هذه المرحلة الفارقة التخندق والتعصب في المواقف والأراء والإنغلاق في الماضي وصراعاته وإختلافاته ، وغير مقبول النظر بعيّن الأجندة الحزبية الضيّقة مهماً كانت في رأي مُعتنقيها صائبة فالصواب الآن فقط للقبول ببعضنا جميّعاً والعمل المُشترك المُخلص لإنقاذ الوطن و لوحدته أرضاً وشعباً ولوقف الحرب والإقتتال والصرّاع الدموي المُسلح ، والمحافظة علي الشعب ووقف جميّع مُعاناته ولهزيمة كُل الأطمّاع فيه لتقسيّمه ولتلاشيه ونهبه. إنها دعوة لكُل السُودانيين في الداخل والخارج للعمل الجماعِي المُخلِص لإنقاذ الوطن ، ولنفض اليد من الحرب أو الدعم لإستمرارها وإعطاء المسوق لمزيد من سفك الدماء وتمدد خطابات الكراهية وبذور التقسيّم والتشظي الإجتماعي المهدد الأكبر لوحدتنا كشعب عظيّم عاش ويعيش في بلدٍ عظيّم أسمه السُودان ، ولتُحل جميّع خلافاتنا ومشاكلنا فيه بلغة الحوار والقبول بذلك والتواضع له بدلاً عن البندقية والسلاح والمُسيرات والطائرات والحرب المُدمرة وصولاً للسلام المُستدام و التحول الديمُقراطي في وطن مُوحد مُستقر وآمن يسع الجميّع… دعوتنا صادقة في لحظة حاسمة من تاريخنا لاتقبل التأجيّل بالإيمان المُطلق بالحل الداخلي ، و للعمل الوطني الجماعِي المُخلِص لإنقاذ الوطن ، وكلنا يقيناً بعظمة شعبنا وهمته وعلو روح الوطنية لديه في أوقات الخطر العظيّمة!. والمجد للسُودان وشعبه حاضراً ومُستقبلاً……