logo
#

أحدث الأخبار مع #الحسينبنعلي

كلمات خالدة لقائد الثورة عن سيد الشهداء ونهضة عاشوراء
كلمات خالدة لقائد الثورة عن سيد الشهداء ونهضة عاشوراء

اذاعة طهران العربية

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اذاعة طهران العربية

كلمات خالدة لقائد الثورة عن سيد الشهداء ونهضة عاشوراء

وهنا 20 توصية ونقطة مهمة نذكرها كالتالي: توجد في حياة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) نقطة بارزة، كالقمة التي تطل على كل المنحدرات، وهي عاشوراء. في الواقع فإن من أهم مميزات المجتمع الشيعي على غيره من المجتمعات الإسلامية هو تمتعه بذكرى عاشوراء. إن من أعظم النعم، هي نعمة ذكر الحسين بن علي (عليه السلام)، أي نعمة مجالس العزاء، نعمة محرم، نعمة عاشوراء عند المجتمع الشيعي. مجالس من أجل النمو الروحي ينبغي للمؤمنين أن يقدروا مجالس العزاء، يغتنموها، وأن يتخذوها روحا وقلبا وسيلة لتوثيق الصلة والرابطة بينهم وبين الحسين بن علي (عليه السلام)، وأهل بيت النبي (ص)، روح الإسلام والقرآن. إذا فتحتم كتاب "َ نَفَس المهموم" للمرحوم " الشيخ عباس القمي" لتذكر المأساة وقرأتموه بصوت عال، فسوف يجلب الدموع إلى عيون المستمعين ويخلق نفس المشاعر المتفجرة. لماذا يجب علينا أن نفعل شيئاً حسب خيالنا لتزيين مجالس العزاء، من شأنه أن يبقيها بعيداً عن فلسفتها الحقيقية؟. نصيحة لمنشدي القصائد العاشورائية عندما ننشد الأشعار، يجب أن نفكر في كيف ستساهم في زيادة إيمان مخاطبينا. لذا، نحن لا ننشد كل شعر؛ نحن لا نختار أي قراءة؛ نحن ننشد بطريقة تجعل الكلمات والمعنى واللحن كلها مؤثرة. في ماذا؟ في زيادة إيمان الجمهور. هناك بعض الأمور التي عندما يتم فعلها، تقرب الإنسان من الله والدين الحنيف. ومن بين تلك الأشياء هي إقامة مراسم العزاء التقليدي التي تقرب الناس من الدين. وكما قال الإمام الخميني (ره): " أقيموا العزاء التقليدي" فيكون لأجل هذا التقرب. إن الجلوس في مجالس العزاء، قراءة المراثي، البكاء، لطم الرأس والصدر، وإقامة مواكب و مجالس العزاء هي من الأمور التي تهيّج مشاعر العامة تجاه أهل بيت النبي (ص)، وهي حسنة جداً. مهما فكرت في الأمر، أدركت أنني (قائد الثورة الإسلامية) لا أستطيع إلا أن أبلغ شعبنا الحبيب بهذا الأمر - التطبير وهو ضرب الرؤوس بالسيوف - وهو بالتأكيد جريمة وبدعة. لا تفعلوا هذا. أنا لست راضيا بهذا الأمر. إذا تظاهر شخص ما بأنه ينوي ضرب رأسه (التطبير)، فأنا أشعر باستياء شديد منه. أود أن أشكر جميع الإخوة والأخوات الذين أقاموا العزاء الحسيني بهذه الأيام في كافة أنحاء البلاد من خلال إقامة مراسم العزاء، خاصة إقامة صلاة الجماعة في ظهر يوم عاشوراء والتعبير عن ولائهم لآل البيت عليهم السلام. لا ينبغي أن ننسى دروس عاشوراء لا ينبغي للأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي أن يغفلا عن واقعة عاشوراء باعتبارها عبرة وراية للهداية. إن الإسلام حي مع عاشوراء ومع الحسين بن علي (عليه السلام). فلنحذر من استشهاد الإمام الحسين (ع) مرة أخرى إذا ترك الناس طريق الله من أجل إنقاذ أنفسهم ولم يقولوا الحقيقة عندما يجب عليهم ذلك، لأن حياتهم في خطر، أو بسبب مناصبهم أو وظائفهم أو أموالهم أو حبهم لأطفالهم أو أهلهم أو أقاربهم أو أصدقائهم، فإن الحسين بن علي (ع) سيذهب إلى مقتله في كربلاء ويُسحب إلى مكان ذبحه. الإمام الحسين (ع) محيي الإسلام ولولا التضحية العظيمة للإمام الحسين بن علي (عليه السلام) التي أيقظت وأنارت ضمير التاريخ بالكامل، لتفكك دين الإسلام بالكامل في القرن الأول أو نصف القرن الثاني الهجري. الإمام الحسين (ع) ضد عالم الكفر والفساد يمكن تشبيه ما قام به الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء ومقارنته بعمل جده النبي الأكرم محمد بن عبد الله (ص) في البعثة. النقطة هي هذه. وكما واجه النبي (ص) الدنيا وحيدا هناك، فواجه الإمام الحسين (ع) الدنيا وحيداً أيضاً في واقعة كربلاء. لماذا قتل الإمام الحسين (ع) سبط رسول الله؟ العبرة هنا هي أن ينظر الإنسان ماذا حدث للإمام الحسين بن علي (عليه السلام) نفس الطفل الذي عظمه النبي (ص) أمام الناس، والذي قال عنه (ص): « سيد شباب أهل الجنة ». قتل " سيد شباب أهل الجنة" - بعد نصف قرن من زمن النبي (ص) في تلك الواقعة المأساوية؟!. لنتعرف على الإمام الحسين (ع) بشكل كامل لا ينبغي أن يعرف الإمام الحسين (ع) بمعركة عاشوراء فقط؛ وهو جزء من جهاده (ع) . ولا بد من التعرف على تبيينه، أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، شرحه لمختلف القضايا في منى وعرفات، خطابه للعلماء، وخطابه للنخب. تكون لسيد الشهداء أقوال عجيبة مسجلة في الكتب ـ ثم يجب التعرف عليه في طريقه إلى كربلاء، في صعيد كربلاء وساحة كربلاء نفسها. فلنتعلم أن كل شيء يمكن ويجب أن يُبذل من أجل الحفاظ على الدين والحقيقة. إن لعاشوراء رسائل ودروس. تُعلم عاشوراء أنه يجب تقديم التضحيات من أجل الحفاظ على الدين. تعلمنا أنه في طريق القرآن يجب القيام بالتضحية والفداء. تعلمنا أنه يقف الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الشيخ والشاب، الشريف والضعيف، الإمام والرعية، معا في صف واحد. درس في الشجاعة والحب مما لا شك فيه أن درس عاشوراء هو درس التضحية، التقوى، الشجاعة، الرحمة، درس قيام الله، ودرس الحب والمودة. ومن إحدى دروس عاشوراء هي هذه الثورة العظيمة والكبيرة التي قمتم بها أيها الشعب الإيراني خلف حسين الزمان (الإمام الخميني) وابن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). وهذا في حد ذاته كان أحد دروس عاشوراء. الدم ينتصر على السيف لقد قدم إمامنا العظيم (الإمام الخميني) شهر محرم بأنه الشهر الذي ينتصر فيه الدم على السيف، وببركات هذا الشهر جعل الدم ينتصر على السيف بنفس التحليل والمنطق. وهذا نموذج من مظاهر بركات شهر محرم ومجالس الذكر والتذكير للإمام الحسين (عليه السلام) التي شاهدتموها. إن درس الحسين بن علي (عليه السلام) للأمة الإسلامية هو أنه من أجل الحق، من أجل العدل، من أجل إقامة العدل، ومن أجل مواجهة الظلم، يجب أن نكون مستعدين دائماً، ويجب أن نبرز وجودنا في المقدمة. وعلى هذا المستوى وعلى هذا المقياس، ليس بوسعنا أن نقوم بهذا الأمر؛ ولكن على مستويات تتناسب مع وضعنا أذواقنا وعاداتنا، يجب علينا أن نتعلم الاستعداد والجهوزية. اللهم نقسم بك وبالحسين وزينب (عليهما السلام) أن تجعلنا من أوليائهما، أعوانهما وأتباعهما. اللهم اجعل محيانا محيا الحسين ومماتنا ممات الحسين. اللهم احشر إمامنا العظيم (الإمام الخميني) الذي هدانا على هذا الطريق مع شهداء كربلاء.

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها
الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

هذا الموضوع يشكل أبرز خصائص دعوة أئمة أهل البيت، منذ السنوات الأولى التي أعقبت رحيل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. كانت مسألة إثبات إمامة أهل البيت عليه السلام تشكّل طليعة الدعوة في كل أعصار الإمامة.. هذه المسألة نشاهدها أيضاً في ثورة الحسين بن علي عليه السلام، ونشاهدها بعد ذلك أيضاً في ثورات أبناء أئمة أهل البيت، مثل زيد بن علي. ودعوة الإمام الصادق عليه السلام لم تخرج عن هذا النطاق أيضاً. ولإثبات هذه الحقيقة التاريخية، أمامنا روايات متضافرة تنقل بوضوح وصراحة عن الإمام الصادق عليه السلام ادعاءه الإمامة، وكما سنوضح فيما بعد، أن الإمام حين يعلن دعوته هذه كان يرى نفسه في مرحلة من الجهاد تستدعي أن يرفض بشكل مباشر صريح حكّام زمانه، وأن يعلن نفسه بأنه صاحب الحق الواقعي، وصاحب الولاية والإمامة. ومثل هذا التصدي يعني عادة اجتياز سائر المراحل الجهادية السابقة بنجاح، ولا بدّ أن يكون الوعي السياسي والإجتماعي قد انتشر في قاعدة واسعة، وأن الإستعداد محسوس بالقوة في كل مكان، وأن الأرضية الأيديولوجية قد توفرت في عدد ملحوظ من الأفراد، وأن جمعاً غفيراً امن بضرورة إقامة حكومة الحق والعدل، وأن يكون القائد أخيراً قد اتخذ قراره الحاسم بشأن هذه المواجهة الساخنة. وبدون هذه المقدمات فإن إعلان إمامة شخص معين وقيادته الحقة للمجتمع أمر فيه تعجّل ولا جدوى منه. المسألة الأخرى التي لا بدّ من التركيز عليها في هذا المجال، أن الإمام ما كان يكتفي في بعض الموارد بإثبات إمامته وحسب، بل يذكر إلى جانب اسمه أسماء أئمة الحق من أسلافه أيضاً، أي أنه يطرح في الحقيقة سلسلة أئمة أهل البيت بشكل متصل غير قابل للتجزئة والإنفصال. هذا الموقف يشير إلى ارتباط جهاد أئمة أهل البيت عليه السلام وتواصله من الأزمنة السابقة إلى عصر الإمام الصادق عليه السلام. إن الإمام الصادق عليه السلام يقرر إمامته باعتبارها النتيجة الحتمية المترتبة على إمامة أسلافه، وبذلك يبين جذور هذه الدعوة وعمقها في تاريخ الرسالة الإسلامية، وارتباطها بصاحب الدعوة الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام. ولنعرض بعض نماذج دعوة الإمام: أروع رواية في هذا الباب عن 'عمرو بن أبي المقدام'، وفيها تصوير لواقعة عجيبة. في يوم التاسع من ذي الحجة إذ اجتمع الحجاج في عرفة لأداء منسك الوقوف، وقد توافدوا على هذا الصعيد من كل فج عميق.. من أقصى خراسان حتى سواحل الأطلنطي.. والموقف حساس وخطير، والدعوة فيه تستطيع أن تجد لها صدى في أقاصي العالم الإسلامي. انضم الإمام عليه السلام إلى هذه الجموع الغفيرة المحتشدة، ليوصل إليها كلمته، يقول الراوي: رأيت الإمام قد وقف بين الجموع ورفع صوته عالياً ليبلغ أسماع الحاضرين ولينتقل إلى اذان العالمين وهو ينادي: 'أيها الناس، إن رسول الله كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم..' فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه، اثني عشر صوتاً([1]). ورواية أخرى عن 'أبي الصباح الكناني' أن الإمام الصادق عليه السلام يصف نفسه وأئمة الشيعة بأن لهم 'الأنفال' و'صفو المال'.. عن أبي الصباح قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: 'يا أبا الصباح، نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: ﴿َمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا?﴾([2]). و'صفو المال' هو من الأموال ذات القيمة الرفيعة في غنائم الحرب، وكان لا يقسم كما تقسم الغنائم بين المجاهدين، كي لا يستأثر به أحد دون اخر، ويكون كرامة كاذبة لأحد من الناس، بل إنه يبقى لدى الحاكم الإسلامي يتصرّف به لما يحقق مصلحة عامة المسلمين. وكان الحكّام الظلمة يستأثرون بهذا المال ويجعلونه مختصاً بهم غصباً. والإمام يصرّح بأن 'صفو المال' يجب أن يكون لهم، وهكذا الأنفال وهذا يعني أنه يعلن نفسه بصراحة حاكماً شرعياً للمسلمين مسؤولاً عن استثمار هذه الأموال وفق ما يراه تحقيقاً لمصلحة الأمة. وفي حديث اخر يذكر الإمام الصادق عليه السلام أسماء أسلافه من الأئمة عليه السلام واحداً واحداً، ويشهد بإمامتهم وبوجوب طاعتهم، وحين يصل إلى نفسه يسكت، والمخاطبون يعلمون جيداً أن ميراث العلم والحكم بعد الإمام الباقر عليه السلام وصل إلى الإمام الصادق. وبذلك يعلن الإمام عليه السلام حقه في قيادة الأمة بأسلوب يجعله مرتبطاً بجدّه علي بن أبي طالب عليه السلام8. وفي أبواب كتاب الحجة من 'الكافي' وكذلك في الجزء 74 من 'بحار الأنوار' أحاديث كثيرة من هذا القبيل، تتحدث بصراحة أو بكناية عن ادّعاء الإمامة والدعوة إليها.

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها
الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

المنار

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المنار

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

هذا الموضوع يشكل أبرز خصائص دعوة أئمة أهل البيت، منذ السنوات الأولى التي أعقبت رحيل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. كانت مسألة إثبات إمامة أهل البيت عليه السلام تشكّل طليعة الدعوة في كل أعصار الإمامة.. هذه المسألة نشاهدها أيضاً في ثورة الحسين بن علي عليه السلام، ونشاهدها بعد ذلك أيضاً في ثورات أبناء أئمة أهل البيت، مثل زيد بن علي. ودعوة الإمام الصادق عليه السلام لم تخرج عن هذا النطاق أيضاً. ولإثبات هذه الحقيقة التاريخية، أمامنا روايات متضافرة تنقل بوضوح وصراحة عن الإمام الصادق عليه السلام ادعاءه الإمامة، وكما سنوضح فيما بعد، أن الإمام حين يعلن دعوته هذه كان يرى نفسه في مرحلة من الجهاد تستدعي أن يرفض بشكل مباشر صريح حكّام زمانه، وأن يعلن نفسه بأنه صاحب الحق الواقعي، وصاحب الولاية والإمامة. ومثل هذا التصدي يعني عادة اجتياز سائر المراحل الجهادية السابقة بنجاح، ولا بدّ أن يكون الوعي السياسي والإجتماعي قد انتشر في قاعدة واسعة، وأن الإستعداد محسوس بالقوة في كل مكان، وأن الأرضية الأيديولوجية قد توفرت في عدد ملحوظ من الأفراد، وأن جمعاً غفيراً امن بضرورة إقامة حكومة الحق والعدل، وأن يكون القائد أخيراً قد اتخذ قراره الحاسم بشأن هذه المواجهة الساخنة. وبدون هذه المقدمات فإن إعلان إمامة شخص معين وقيادته الحقة للمجتمع أمر فيه تعجّل ولا جدوى منه. المسألة الأخرى التي لا بدّ من التركيز عليها في هذا المجال، أن الإمام ما كان يكتفي في بعض الموارد بإثبات إمامته وحسب، بل يذكر إلى جانب اسمه أسماء أئمة الحق من أسلافه أيضاً، أي أنه يطرح في الحقيقة سلسلة أئمة أهل البيت بشكل متصل غير قابل للتجزئة والإنفصال. هذا الموقف يشير إلى ارتباط جهاد أئمة أهل البيت عليه السلام وتواصله من الأزمنة السابقة إلى عصر الإمام الصادق عليه السلام. إن الإمام الصادق عليه السلام يقرر إمامته باعتبارها النتيجة الحتمية المترتبة على إمامة أسلافه، وبذلك يبين جذور هذه الدعوة وعمقها في تاريخ الرسالة الإسلامية، وارتباطها بصاحب الدعوة الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام. ولنعرض بعض نماذج دعوة الإمام: أروع رواية في هذا الباب عن 'عمرو بن أبي المقدام'، وفيها تصوير لواقعة عجيبة. في يوم التاسع من ذي الحجة إذ اجتمع الحجاج في عرفة لأداء منسك الوقوف، وقد توافدوا على هذا الصعيد من كل فج عميق.. من أقصى خراسان حتى سواحل الأطلنطي.. والموقف حساس وخطير، والدعوة فيه تستطيع أن تجد لها صدى في أقاصي العالم الإسلامي. انضم الإمام عليه السلام إلى هذه الجموع الغفيرة المحتشدة، ليوصل إليها كلمته، يقول الراوي: رأيت الإمام قد وقف بين الجموع ورفع صوته عالياً ليبلغ أسماع الحاضرين ولينتقل إلى اذان العالمين وهو ينادي: 'أيها الناس، إن رسول الله كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم..' فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه، اثني عشر صوتاً([1]). ورواية أخرى عن 'أبي الصباح الكناني' أن الإمام الصادق عليه السلام يصف نفسه وأئمة الشيعة بأن لهم 'الأنفال' و'صفو المال'.. عن أبي الصباح قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: 'يا أبا الصباح، نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: ﴿َمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا?﴾([2]). و'صفو المال' هو من الأموال ذات القيمة الرفيعة في غنائم الحرب، وكان لا يقسم كما تقسم الغنائم بين المجاهدين، كي لا يستأثر به أحد دون اخر، ويكون كرامة كاذبة لأحد من الناس، بل إنه يبقى لدى الحاكم الإسلامي يتصرّف به لما يحقق مصلحة عامة المسلمين. وكان الحكّام الظلمة يستأثرون بهذا المال ويجعلونه مختصاً بهم غصباً. والإمام يصرّح بأن 'صفو المال' يجب أن يكون لهم، وهكذا الأنفال وهذا يعني أنه يعلن نفسه بصراحة حاكماً شرعياً للمسلمين مسؤولاً عن استثمار هذه الأموال وفق ما يراه تحقيقاً لمصلحة الأمة. وفي حديث اخر يذكر الإمام الصادق عليه السلام أسماء أسلافه من الأئمة عليه السلام واحداً واحداً، ويشهد بإمامتهم وبوجوب طاعتهم، وحين يصل إلى نفسه يسكت، والمخاطبون يعلمون جيداً أن ميراث العلم والحكم بعد الإمام الباقر عليه السلام وصل إلى الإمام الصادق. وبذلك يعلن الإمام عليه السلام حقه في قيادة الأمة بأسلوب يجعله مرتبطاً بجدّه علي بن أبي طالب عليه السلام8. وفي أبواب كتاب الحجة من 'الكافي' وكذلك في الجزء 74 من 'بحار الأنوار' أحاديث كثيرة من هذا القبيل، تتحدث بصراحة أو بكناية عن ادّعاء الإمامة والدعوة إليها. المصدر: شبكة المعارف الاسلامية

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها
الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

المنار

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المنار

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

هذا الموضوع يشكل أبرز خصائص دعوة أئمة أهل البيت، منذ السنوات الأولى التي أعقبت رحيل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. كانت مسألة إثبات إمامة أهل البيت عليه السلام تشكّل طليعة الدعوة في كل أعصار الإمامة.. هذه المسألة نشاهدها أيضاً في ثورة الحسين بن علي عليه السلام، ونشاهدها بعد ذلك أيضاً في ثورات أبناء أئمة أهل البيت، مثل زيد بن علي. ودعوة الإمام الصادق عليه السلام لم تخرج عن هذا النطاق أيضاً. ولإثبات هذه الحقيقة التاريخية، أمامنا روايات متضافرة تنقل بوضوح وصراحة عن الإمام الصادق عليه السلام ادعاءه الإمامة، وكما سنوضح فيما بعد، أن الإمام حين يعلن دعوته هذه كان يرى نفسه في مرحلة من الجهاد تستدعي أن يرفض بشكل مباشر صريح حكّام زمانه، وأن يعلن نفسه بأنه صاحب الحق الواقعي، وصاحب الولاية والإمامة. ومثل هذا التصدي يعني عادة اجتياز سائر المراحل الجهادية السابقة بنجاح، ولا بدّ أن يكون الوعي السياسي والإجتماعي قد انتشر في قاعدة واسعة، وأن الإستعداد محسوس بالقوة في كل مكان، وأن الأرضية الأيديولوجية قد توفرت في عدد ملحوظ من الأفراد، وأن جمعاً غفيراً امن بضرورة إقامة حكومة الحق والعدل، وأن يكون القائد أخيراً قد اتخذ قراره الحاسم بشأن هذه المواجهة الساخنة. وبدون هذه المقدمات فإن إعلان إمامة شخص معين وقيادته الحقة للمجتمع أمر فيه تعجّل ولا جدوى منه. المسألة الأخرى التي لا بدّ من التركيز عليها في هذا المجال، أن الإمام ما كان يكتفي في بعض الموارد بإثبات إمامته وحسب، بل يذكر إلى جانب اسمه أسماء أئمة الحق من أسلافه أيضاً، أي أنه يطرح في الحقيقة سلسلة أئمة أهل البيت بشكل متصل غير قابل للتجزئة والإنفصال. هذا الموقف يشير إلى ارتباط جهاد أئمة أهل البيت عليه السلام وتواصله من الأزمنة السابقة إلى عصر الإمام الصادق عليه السلام. إن الإمام الصادق عليه السلام يقرر إمامته باعتبارها النتيجة الحتمية المترتبة على إمامة أسلافه، وبذلك يبين جذور هذه الدعوة وعمقها في تاريخ الرسالة الإسلامية، وارتباطها بصاحب الدعوة الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام. ولنعرض بعض نماذج دعوة الإمام: أروع رواية في هذا الباب عن 'عمرو بن أبي المقدام'، وفيها تصوير لواقعة عجيبة. في يوم التاسع من ذي الحجة إذ اجتمع الحجاج في عرفة لأداء منسك الوقوف، وقد توافدوا على هذا الصعيد من كل فج عميق.. من أقصى خراسان حتى سواحل الأطلنطي.. والموقف حساس وخطير، والدعوة فيه تستطيع أن تجد لها صدى في أقاصي العالم الإسلامي. انضم الإمام عليه السلام إلى هذه الجموع الغفيرة المحتشدة، ليوصل إليها كلمته، يقول الراوي: رأيت الإمام قد وقف بين الجموع ورفع صوته عالياً ليبلغ أسماع الحاضرين ولينتقل إلى اذان العالمين وهو ينادي: 'أيها الناس، إن رسول الله كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم..' فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه، اثني عشر صوتاً([1]). ورواية أخرى عن 'أبي الصباح الكناني' أن الإمام الصادق عليه السلام يصف نفسه وأئمة الشيعة بأن لهم 'الأنفال' و'صفو المال'.. عن أبي الصباح قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: 'يا أبا الصباح، نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: ﴿َمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا?﴾([2]). و'صفو المال' هو من الأموال ذات القيمة الرفيعة في غنائم الحرب، وكان لا يقسم كما تقسم الغنائم بين المجاهدين، كي لا يستأثر به أحد دون اخر، ويكون كرامة كاذبة لأحد من الناس، بل إنه يبقى لدى الحاكم الإسلامي يتصرّف به لما يحقق مصلحة عامة المسلمين. وكان الحكّام الظلمة يستأثرون بهذا المال ويجعلونه مختصاً بهم غصباً. والإمام يصرّح بأن 'صفو المال' يجب أن يكون لهم، وهكذا الأنفال وهذا يعني أنه يعلن نفسه بصراحة حاكماً شرعياً للمسلمين مسؤولاً عن استثمار هذه الأموال وفق ما يراه تحقيقاً لمصلحة الأمة. وفي حديث اخر يذكر الإمام الصادق عليه السلام أسماء أسلافه من الأئمة عليه السلام واحداً واحداً، ويشهد بإمامتهم وبوجوب طاعتهم، وحين يصل إلى نفسه يسكت، والمخاطبون يعلمون جيداً أن ميراث العلم والحكم بعد الإمام الباقر عليه السلام وصل إلى الإمام الصادق. وبذلك يعلن الإمام عليه السلام حقه في قيادة الأمة بأسلوب يجعله مرتبطاً بجدّه علي بن أبي طالب عليه السلام8. وفي أبواب كتاب الحجة من 'الكافي' وكذلك في الجزء 74 من 'بحار الأنوار' أحاديث كثيرة من هذا القبيل، تتحدث بصراحة أو بكناية عن ادّعاء الإمامة والدعوة إليها.

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها
الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

وكالة نيوز

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

الإمام الصادق (عليه السلام) وتبيين مسألة الإمامة والدعوة إليها

شفقنا- هذا الموضوع يشكل أبرز خصائص دعوة أئمة أهل البيت، منذ السنوات الأولى التي أعقبت رحيل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. كانت مسألة إثبات إمامة أهل البيت عليه السلام تشكّل طليعة الدعوة في كل أعصار الإمامة.. هذه المسألة نشاهدها أيضاً في ثورة الحسين بن علي عليه السلام، ونشاهدها بعد ذلك أيضاً في ثورات أبناء أئمة أهل البيت، مثل زيد بن علي. ودعوة الإمام الصادق عليه السلام لم تخرج عن هذا النطاق أيضاً. ولإثبات هذه الحقيقة التاريخية، أمامنا روايات متضافرة تنقل بوضوح وصراحة عن الإمام الصادق عليه السلام ادعاءه الإمامة، وكما سنوضح فيما بعد، أن الإمام حين يعلن دعوته هذه كان يرى نفسه في مرحلة من الجهاد تستدعي أن يرفض بشكل مباشر صريح حكّام زمانه، وأن يعلن نفسه بأنه صاحب الحق الواقعي، وصاحب الولاية والإمامة. ومثل هذا التصدي يعني عادة اجتياز سائر المراحل الجهادية السابقة بنجاح، ولا بدّ أن يكون الوعي السياسي والإجتماعي قد انتشر في قاعدة واسعة، وأن الإستعداد محسوس بالقوة في كل مكان، وأن الأرضية الأيديولوجية قد توفرت في عدد ملحوظ من الأفراد، وأن جمعاً غفيراً امن بضرورة إقامة حكومة الحق والعدل، وأن يكون القائد أخيراً قد اتخذ قراره الحاسم بشأن هذه المواجهة الساخنة. وبدون هذه المقدمات فإن إعلان إمامة شخص معين وقيادته الحقة للمجتمع أمر فيه تعجّل ولا جدوى منه. المسألة الأخرى التي لا بدّ من التركيز عليها في هذا المجال، أن الإمام ما كان يكتفي في بعض الموارد بإثبات إمامته وحسب، بل يذكر إلى جانب اسمه أسماء أئمة الحق من أسلافه أيضاً، أي أنه يطرح في الحقيقة سلسلة أئمة أهل البيت بشكل متصل غير قابل للتجزئة والإنفصال. هذا الموقف يشير إلى ارتباط جهاد أئمة أهل البيت عليه السلام وتواصله من الأزمنة السابقة إلى عصر الإمام الصادق عليه السلام. إن الإمام الصادق عليه السلام يقرر إمامته باعتبارها النتيجة الحتمية المترتبة على إمامة أسلافه، وبذلك يبين جذور هذه الدعوة وعمقها في تاريخ الرسالة الإسلامية، وارتباطها بصاحب الدعوة الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام. ولنعرض بعض نماذج دعوة الإمام: أروع رواية في هذا الباب عن 'عمرو بن أبي المقدام'، وفيها تصوير لواقعة عجيبة. في يوم التاسع من ذي الحجة إذ اجتمع الحجاج في عرفة لأداء منسك الوقوف، وقد توافدوا على هذا الصعيد من كل فج عميق.. من أقصى خراسان حتى سواحل الأطلنطي.. والموقف حساس وخطير، والدعوة فيه تستطيع أن تجد لها صدى في أقاصي العالم الإسلامي. انضم الإمام عليه السلام إلى هذه الجموع الغفيرة المحتشدة، ليوصل إليها كلمته، يقول الراوي: رأيت الإمام قد وقف بين الجموع ورفع صوته عالياً ليبلغ أسماع الحاضرين ولينتقل إلى اذان العالمين وهو ينادي: 'أيها الناس، إن رسول الله كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم..' فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه، اثني عشر صوتاً. ورواية أخرى عن 'أبي الصباح الكناني' أن الإمام الصادق عليه السلام يصف نفسه وأئمة الشيعة بأن لهم 'الأنفال' و'صفو المال'.. عن أبي الصباح قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: 'يا أبا الصباح، نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: ﴿َمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا). و'صفو المال' هو من الأموال ذات القيمة الرفيعة في غنائم الحرب، وكان لا يقسم كما تقسم الغنائم بين المجاهدين، كي لا يستأثر به أحد دون اخر، ويكون كرامة كاذبة لأحد من الناس، بل إنه يبقى لدى الحاكم الإسلامي يتصرّف به لما يحقق مصلحة عامة المسلمين. وكان الحكّام الظلمة يستأثرون بهذا المال ويجعلونه مختصاً بهم غصباً. والإمام يصرّح بأن 'صفو المال' يجب أن يكون لهم، وهكذا الأنفال وهذا يعني أنه يعلن نفسه بصراحة حاكماً شرعياً للمسلمين مسؤولاً عن استثمار هذه الأموال وفق ما يراه تحقيقاً لمصلحة الأمة. وفي حديث اخر يذكر الإمام الصادق عليه السلام أسماء أسلافه من الأئمة عليه السلام واحداً واحداً، ويشهد بإمامتهم وبوجوب طاعتهم، وحين يصل إلى نفسه يسكت، والمخاطبون يعلمون جيداً أن ميراث العلم والحكم بعد الإمام الباقر عليه السلام وصل إلى الإمام الصادق. وبذلك يعلن الإمام عليه السلام حقه في قيادة الأمة بأسلوب يجعله مرتبطاً بجدّه علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي أبواب كتاب الحجة من 'الكافي' وكذلك في الجزء 74 من 'بحار الأنوار' أحاديث كثيرة من هذا القبيل، تتحدث بصراحة أو بكناية عن ادّعاء الإمامة والدعوة إليها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store