أحدث الأخبار مع #الحملاتالصليبية،


الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
الحلقة 56 من مسلسل صلاح الدين الأيوبي: عودة مفاجئة وأحداث نارية لا تفوّت
يواصل مسلسل صلاح الدين الأيوبي تصدر المشهد الدرامي بقوة، حيث تأتي الحلقة 56 بأحداث نارية ومفاجآت غير متوقعة، من أبرزها عودة شخصية تاريخية مشهورة، وشهد المسلسل منذ بدايته تفاعلًا واسعًا من الجمهور العربي والعالمي، بفضل ما يقدمه من حبكة درامية مشوقة وأحداث تحاكي مرحلة مهمة في التاريخ الإسلامي. موعد عرض الحلقة وتردد القنوات الناقلة من المقرر أن تُعرض الحلقة 56 يوم الاثنين 12 مايو في الساعة الثامنة مساءً بتوقيت تركيا على شاشة TRT1. أما المشاهدون العرب، فسيكون بإمكانهم متابعة الحلقة صباح الثلاثاء على قناة الفجر الجزائرية، قناة مصر أم الدنيا، إضافة إلى قنوات تيليغرام التي تنشر الحلقات مترجمة ومدبلجة بجودة عالية. تردد قناة TRT التركية على نايل سات التردد: 11453 الاستقطاب: أفقي معدل الترميز: 27500 مفاجآت الحلقة 56.. عودة شخصية شهيرة وأحداث متصاعدة تكشف الحلقة 56 عن تطورات خطيرة، تبدأ بانسحاب صلاح الدين من حصار قلعة الكرك بعد شهور من الحصار، ثم اتخاذه قرارًا جريئًا بحفر أنفاق سرية للوصول إلى داخل القلعة، وفي خطوة مفاجئة، يظهر الملك بلدوين من جديد رغم اشتداد المرض عليه، وقد وضع قناعًا يخفي ملامحه، ما يفتح بابًا واسعًا للتكهنات حول مصيره. تشهد الحلقة أيضًا مواجهة حامية بين صلاح الدين والكونت باليان، الذي يطلق سهامه على القائد المسلم، لكن الكونتيسة ميلا تتدخل لحمايته وتصاب بدلًا منه، في مشهد درامي مؤثر، من جهة أخرى، يرزق صلاح الدين بطفله من زوجته شمسية، في لحظة عاطفية تضيف لمسة إنسانية وسط المعارك الدامية. ملحمة درامية تاريخية تروي مسيرة بطل الأمة يحكي المسلسل قصة القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي قاد المسلمين نحو تحرير القدس في القرن الثاني عشر خلال الحملات الصليبية، ويستعرض العمل رحلة البطل، من القلاع المحاصرة إلى ساحات القتال، مسلطًا الضوء على دهائه العسكري وشخصيته المتزنة. نجاح متواصل وتفاعل جماهيري كبير مع عرض كل حلقة جديدة، يزداد اهتمام المشاهدين بهذا العمل التاريخي، حيث يترقب الملايين الأحداث القادمة بشغف، واستطاع المسلسل أن يحجز مكانه بين أفضل المسلسلات التاريخية، بفضل الأداء القوي، الإخراج المحترف، والاهتمام الكبير بالتفاصيل. ختام ملحمي ينتظره الجميع مع كل هذا الترقب، يتساءل المتابعون عما إذا كانت الحلقة 56 ستكون نقطة تحول حاسمة في مسيرة صلاح الدين، وكيف ستكون المواجهة القادمة ضد أعدائه، وهل ستنجح خطته لاختراق قلعة الكرك، وكل هذه الأسئلة ستُجاب خلال عرض الحلقة التي تعد من أكثر الحلقات انتظارًا في المسلسل حتى الآن. اقرأ المزيد: مشاهدة مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 55 بجودة HD مدبلجة مشاهدة الحلقة 51 من صلاح الدين الأيوبي مترجمة للعربية موعد مشاهدة مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 50 وتردد القنوات الناقلة

سودارس
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- سودارس
صلاح الدين الأيوبي من ملاعب الطفولة إلى تحرير القدس
نجم الدين أيوب والدا ومربّيا لم يكن نجم الدين أيوب، والد صلاح الدين، أميرًا فقط، بل كان أبًا ذا رؤية. وقد فهم أن بناء شخصية عظيمة لا يكتمل دون توازن بين العلم، والانضباط والقوة البدنية، فحرص على أن يُنشئ أبناءه في جو من التنافس الشريف، يُنظّم لهم مباريات في الفروسية، والرماية، والمبارزة، وحتى في ألعاب الذكاء والملاحظة، ليغرس فيهم روح التفوق، ويصقل شخصياتهم بالصدق والصبر والانضباط. صلاح الدين وملاعب الطفولة في تلك الساحات الصغيرة، حيث تعالت ضحكات الطفولة وتلاقى صليل الخشب في تدريبات المبارزة، كانت شخصية صلاح الدين تتشكّل دون أن يدري. لم يكن هدف والده فقط إمتاع أطفاله، بل كان يُعدّهم لمستقبل يعرف جيدًا أنه لا يقبل الضعفاء. وكانت المنافسات مع إخوته، خاصة مع شقيقه الأكبر "توران شاه"، حافزًا يوميًا لتطوير الذات، واختبار الروح القيادية، وبناء جسدٍ قادر على الاحتمال والانتصار. صلاح الدين الأيوبي، كان معروفًا بقدراته العسكرية والقيادية، ولكنه لم يكن معروفًا بتنافسه في "مسابقات رياضية" كما نعرفها في العصر الحديث. ومع ذلك، في تلك الحقبة، كان يمارس منذ طفولته بعض الأنشطة البدنية والرياضية التي تهدف إلى بناء القوة والمهارة الحربية. الأنشطة التي قد تكون مشابهة للمسابقات الرياضية في عصر صلاح الدين: المبارزات القتالية: كانت المبارزات بالأسلحة مثل السيوف والرماح تعتبر وسيلة لاختبار القوة والشجاعة والمهارة. سباق الخيل: كان الخيل جزءًا أساسيًا من الحياة العسكرية آنذاك، وكان يُتوقع من الفارس أن يكون ماهرًا في ركوبه والتعامل معه. ربما شارك صلاح الدين وإخوته في مثل هذه السباقات، خاصةً في مجالات التدريب العسكري. الرماية: كانت الرماية بالقوس أحد الفنون الحربية التي كان يُعتمد عليها بشكل كبير في الحروب، وبالتالي قد تكون إحدى الأنشطة التي يُمارسها القادة العسكريون كوسيلة لتقوية المهارات الحربية. التدريبات البدنية: قد تشمل تقنيات رفع الأثقال، المشي لمسافات طويلة، وغيرها من الأنشطة التي تسهم في تنمية اللياقة البدنية. صلاح الدين وتحرير القدس حين كبر صلاح الدين، لم تكن المعارك جديدة عليه. كان قد تدرب وتعلّم جيدا وفي حروبه ضد الحملات الصليبية، كان يبدو وكأنه يمارس "لعبة شطرنج كبرى"، فيها كثير من الحنكة، والانضباط مع القوة والحسم، والدهاء الذي تربّى عليه منذ صغره. وقد شهد معاصروه بأن تواضعه وثباته في أصعب المواقف ليس إلا انعكاسًا لسنوات من التمرين على قبول الفوز والخسارة، والتعامل مع التحديات كفرصٍ للنمو. وكان تحرير القدس من يد الصليبيين في الثاني من أكتوبر عام 1187 ميلاديا، الموافق 27 رجب عام 583 هجريا، تتويجًا لتربية طويلة بدأت من بيت نجم الدين أيوب. ولعل أبرز ما ميز صلاح الدين، هو أن فروسيته لم تكن في القتال وحده، بل في نُبله وإنسانيته، وقدرته على ضبط النفس، وهي صفات لا تكتسب من ساحات الحرب، بل من دروس الطفولة. وتم تحرير القدس بعد انتصار جيش صلاح الدين في معركة حطين الشهيرة التي وقعت في 4 يوليو/تموز عام 1187ميلاديا، والتي مهدت الطريق لاستعادة القدس من الصليبيين بعد نحو 88 سنة من احتلالهم لها عام 1099م. المصدر : الجزيرة script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


ليبانون ديبايت
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ليبانون ديبايت
"رفض الحماية الإسرائيلية"... أبي المنى: الدعوة لتدخل دولي في سوريا غير مرحب بها
أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الدكتور سامي أبي المنى، اليوم الأحد، أن الدروز في لبنان يقفون إلى جانب أهلهم في سورية، لكنهم في الوقت نفسه يحذرون من الانزلاق إلى الهلاك أو الانتحار، رافضًا أي دعوة لحماية تأتي من العدو الإسرائيلي. وقال: "هذا ما لا نقبله ولن نقبل به"، مشددًا على أن دعم الدروز في سوريا يجب أن يهدف إلى تأمين وجودهم وصون كرامتهم، لا دفعهم نحو خيارات مدمّرة. وكشف أبي المنى عن أن اللقاء الذي جمعه بسفراء الدول العربية المعتمدين في بيروت، بمشاركة السفير التركي، كان ممتازًا. وأوضح أنه أكد أمامهم على الانتماء الإسلامي والعربي للدروز، ودورهم التاريخي في الدفاع عن الإسلام، باعتبارهم "مسلمين موحدين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم". واعتبر أن "الأصوات النشاز التي تصدر من هنا وهناك لا تمثّل أصالة الطائفة، التي كان لها عبر التاريخ دور في حماية الثغور بوجه الحملات الصليبية، وفي الثورات التحررية ضد الاستعمار". وفي الشأن الداخلي، استنكر أبي المنى الاعتداء الذي تعرض له إمام جامع الشبانية، الشيخ ياسين حمزة، من قبل شبان تم تسليمهم لاحقًا إلى مخابرات الجيش. وقد تواصل مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث أبلغه إدانته لما حصل، وتم الاتفاق على عقد لقاء روحي سني–درزي مطلع الأسبوع المقبل، في دار الفتوى أو دار الطائفة، لمحاصرة محاولات إشعال الفتنة، واحتواء تداعيات الحادث باعتباره تصرفًا فرديًا لا يمثّل المزاج العام. وحول الوضع السوري، رفض أبي المنى الدعوات إلى تدخل دولي، معتبرًا أن الحل يجب أن يكون سوريًّا–سوريًّا، بالتسليم للدولة ومؤسساتها. وشدد على أن "الدولة وحدها تملك السلاح، كما هو الحال في لبنان"، داعيًا إلى سلطة تشاركية تشمل كل مكونات المجتمع السوري. وقال إن هذه مسؤولية تقع على الرئيس السوري أحمد الشرع، من خلال تعزيز الانفتاح وإشراك الجميع في القرار. وفي هذا السياق، لم يتأخر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في زيارة دمشق، وهي زيارة كان طلبها قبل فترة، لكنها تسارعت بفعل التطورات الأخيرة. وقد التقى جنبلاط الرئيس الشرع بحضور عضو قيادة الحزب خضر الغضبان، المكلّف متابعة الملف السوري. واستبقى الشرع ضيفه على العشاء، في إشارة إيجابية إلى نية المعالجة بالحوار، وخصوصًا بعد تسليم المرجعيات الروحية الدرزية في سوريا بالدولة وحصر السلاح بها. جنبلاط، بدوره، جدّد تحذيره من الأصوات التي تطالب بالحماية من إسرائيل، لا سيما تلك الصادرة عن الشيخ موفق طريف وبعض الجهات في الداخل والخارج السوري. واعتبر أن هذا المسار "خطير للغاية"، مرفوض بالمطلق، ويمثّل انحرافًا عن المسار الوطني.


٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
من الهرم إلى الشبكة: إعادة التفكير في النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين
اجتمعت الإنسانية على لغةٍ واحدة، واندفعت وراء حلمٍ طوباوي: تشييد برجٍ يلامس السماوات. لكن ذلك الشغف بالتوحيد لم يُفضِ إلا إلى التشتت والانهيار. العبرة هنا ليست دينيةً فحسب، بل سياسيةٌ بامتياز: لم يكن التنوع هو ما أسقطهم في الهاوية، بل الولعُ الأعمى بالنظام الأحادي. بعد آلاف السنين، لا تزال هذه الأسطورة تُلقي بظلالها على مأزقنا الحديث، كشاهدٍ لا يكلُّ على دوام الدرس. شهد القرن الحادي والعشرون انهيار أوهام العالم أحادي القطب. فالهيمنة الأمريكية بعد الحرب الباردة، مثل صعود الصين الطامح، تصطدم اليوم بواقعٍ شبكي: لم تعد السلطة تتركز في قمةٍ واحدة، بل تتدفق عبر عقدٍ مترابطة. لم تكن بابل لعنةً، بل تحذيراً من مغبة السعي إلى مركزيةٍ مستحيلة. ومع ذلك، يستمر البعض في قراءة هذا القرن من خلال منظورٍ بالٍ يرى الهيمنات تتعاقب خطياً: بعد القرن البريطاني ثم الأمريكي، يُزعم أن "القرن الصيني" قد كُتب مصيره. تتجاهل هذه الرؤية الخطية الثورة الصامتة الجارية. لم يعد عصرنا يُرسم خرائطياً بمراكزَ وأطراف، بل بشبكاتٍ من القوى المتحركة: وادي السيليكون يزن بقدر دولٍ بأكملها، اليوان الرقمي يتحدى البترودولار، والنفوذ يُقاس بالخوارزميات بقدر ما يُقاس بالصواريخ. لقد تجاوزنا زمن الاستعارة الهرمية البالية. النموذج العمودي الذي كان يوماً رمزاً للنظام يتهاوى اليوم بلا رجعة: العقوبات المالية تُراوغها تقنيات البلوكتشين، التسلسلات الهرمية التقليدية تتفكك تحت وطأة الذكاء الاصطناعي التوليدي، والدبلوماسيات الحكومية تتجاوزها تغريدات المؤثرين. في هندسة القوة الجديدة، لم تعد القواعد العسكرية النقاط الاستراتيجية الوحيدة؛ صارت مراكز البيانات قلاع العصر، والخوارزميات أسلحةً تُعادل في تأثيرها فرقاً مدرعة. يكرس العالم الشبكي مفارقةً عميقة: الاختلافات لم تعد عيوباً، بل أصولاً حاسمة. لم يعد مقياس القوة ارتفاع المنارة، بل كثافة الاتصالات. البلد القوي لم يعد حصناً منيعاً، بل محوراً لا غنى عنه، مفترق طرق للتدفقات العالمية. تفرض هذه الحقيقة نفسها بقوة: عصر الأنظمة الشعبوية المغلقة يعيش أيامه الأخيرة. هذه التعددية الفوضوية ليست فشلاً في الحوكمة، بل النتيجة المنطقية لبابل الحديثة. وهذه المرة، على عكس بناة البرج القديم، علينا أن نتعلم كيف نزدهر وسط التشتت. أولاً. الهرم المستحيل: عندما ينهار النظام الأحادي لطالما جسّدت بابل الحلم الإنساني بالعمودية، ذلك الطموح العنيد للصعود نحو قمةٍ موحدة تُحكم العالم من أعلى. لكن مع كل محاولة تاريخية لإحياء هذا النموذج – سواء تجسّد في إمبراطورياتٍ سياسية كالرومانية أو العثمانية، أو في رؤى دينية كالخلافة أو الحملات الصليبية، أو حتى في أيديولوجيات القرن العشرين كالشيوعية أو الليبرالية الغربية – ظهرت تناقضاته البنيوية التي قوّضته من الداخل. لم تكن هذه التناقضات مجرد إخفاقات عَرَضية، بل كشفت عن استحالة فرض نظامٍ أحادي على عالمٍ ينبض بالتنوع والحركية. لقرون طويلة، هيمنت الفكرة الهرمية ببنيتها الصلبة – قمةٌ واحدة تُصدر الأوامر، قاعدةٌ عريضة تُنفذ، ومسارات صعودٍ محددة تكرّس التسلسل – على المخيال الجيوسياسي للدول والإمبراطوريات. هذه البنية، التي بدت يوماً رمزاً للاستقرار، صارت تُنتج اليوم أزماتٍ متتالية، إذ تُصطدم صرامتها بتعقيدات عالمٍ لم يعد يقبل الاختزال إلى مركزٍ واحد. من سقوط روما إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، تُظهر التجارب التاريخية أن الهرم، رغم جاذبيته، يحمل في طياته بذور تفككه. 1. حدٌ نظري: نظرية غودل تواجه كل محاولة لبناء نظام عالمي متماسك حدوداً بنيوية لا تُتجاوز. في عام 1931، كشف عالم المنطق كورت غودل عن مبدأٍ جوهري: أي نظام هرمي يحتوي على قضايا "غير قابلة للحسم"، أي يستحيل إثباتها أو نفيها ضمن المنظومة ذاتها. عند تطبيق هذا المبدأ على العلاقات الدولية، يصبح تحذيراً صارخاً: لا يمكن لأي إطار حوكمة عالمي أو نموذج هيمنة أحادي أن يحتوي التعقيد البشري دون أن يفرز تناقضاته الداخلية. الهرم السياسي، بصرامته، يولّد حتماً مناطق عمياء في قاعدته وقمته على حد سواء. ما كشفه غودل ينعكس في الواقع الجيوسياسي: كل مشروع يسعى إلى حصر التفاعلات الدولية في هيكلٍ مغلق ينتج بذور انهياره. من العملات الرقمية التي تتحايل على العقوبات إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي تعيد صياغة الدبلوماسية، تُظهر الديناميكيات المعاصرة أن محاولات الهيمنة الأحادية تُفضي إلى ردود أفعال معقدة تُعيد تشكيل النظام بطرقٍ غير متوقعة. فعلى سبيل المثال، تتحدى تقنيات البلوكتشين النظام المالي التقليدي، بينما تُعيد منصات مثل إكس تشكيل الرأي العام بسرعة تفوق الحملات الدبلوماسية التقليدية. هذا التفاعل المستمر يكشف حدود النموذج الهرمي، ويُبرز الحاجة إلى بنيةٍ أكثر مرونة قادرة على استيعاب التعقيد. 2. استحالة عملية: استعصاء العالم على الاختزال ظهرت فكرة النظام العالمي المركزي مراتٍ عدة في التاريخ الحديث. في القرن العشرين، تجسدت في المشروع الويلسوني مع عصبة الأمم، ثم الأمم المتحدة. وقبل ذلك، تبلورت في المخيلة الفلسفية لعصر الأنوار، عند إيمانويل كانط الذي حلم بسلامٍ دائم قائم على القانون، أو عند سبينوزا وتوماس الأكويني وحتى أفلاطون، الذين تصوّروا عالماً منهجياً ومنظماً. لكن هذه الرؤى، رغم طموحها، اصطدمت بحقيقةٍ مريرة: العالم يستعصي على الاختزال إلى هيكلٍ موحد. كلما حاولت الأنظمة المركزة فرض نفسها، زاد تفتت النظام العالمي. الأزمات المتتالية – من الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط إلى التحديات العابرة للحدود كالتغير المناخي والهجرات الجماعية – تُظهر أن حلم المركز الواحد لم يعد مجرد طوباوية، بل فخٌ يُعيق التكيف مع الواقع. فشل عصبة الأمم في منع الحرب العالمية الثانية، وتعثر الأمم المتحدة أمام الصراعات المعاصرة، يكشفان أن النماذج المركزية تفتقر إلى المرونة اللازمة لإدارة عالمٍ متعدد الأقطاب ومتشابك. ثانياً. العالم في شبكة: نموذج جيوسياسي جديد في خضم التحولات العالمية، تنهار الأبراج الشاهقة للسلطة التقليدية، تاركة المجال لبنيةٍ جديدة لا تقوم على السيطرة العمودية، بل على التداول والترابط الأفقي. مع تزايد تعقيد العلاقات الدولية، يتراجع النموذج الهرمي الجامد أمام ترتيبٍ شبكي ديناميكي يتسم بالمرونة والتوزيع. لم يعد العالم ساحةً لهيمنة القوى العمودية، بل فضاءً للتواصل والتفاعل. منطق الفرض والتحكم يتلاشى تدريجياً، مفسحاً المجال لمنطق الربط والتعاون. 1. اتصالات، احتكاكات، تعايشات ما يتشكل اليوم ليس إمبراطوريةً جديدة، بل أرخبيلٌ من القوى المترابطة. واشنطن، موسكو، بكين، بروكسل: لم تعد هذه العواصم تهيمن من قمةٍ منفردة، بل تتداخل عبر تقاطعاتٍ ومنافساتٍ وتعاوناتٍ معقدة. حولها، تتشابك مناطق التوتر (أوكرانيا، الساحل، غزة)، والتحديات النظامية (الذكاء الاصطناعي، التغير المناخي، تدفقات الهجرة)، والفاعلون غير الحكوميين – من الشركات التقنية العملاقة مثل ميتا وتسلا إلى الحركات الاجتماعية مثل تلك التي أشعلت الربيع العربي – في نسيجٍ ديناميكي، غير مستقر لكنه مترابط. الشبكة لا تعرف مركزاً وحيداً ولا محيطاً مطلقاً. كل عقدة – سواء كانت مركز بيانات في سنغافورة، ميناء استراتيجي في جيبوتي، قائد تكنولوجي مثل إيلون ماسك، أو منتدى إقليمي كآسيان – يمكن أن تتحول إلى مركزية حسب طبيعة التدفقات. هذه بنيةُ روابط، لا تسلسلٌ هرمي. الأنظمة المغلقة تتحول إلى مآزق، والهياكل الهرمية تتخبط أمام عدم اليقين. في عالمٍ متغير، تظل هذه الأنظمة جامدة، وهذا بالضبط ما يحكم عليها بالزوال. 2. من النظام الهرمي إلى الذكاء الموزع يشهد عالمنا تحولاً جذرياً في أنماط الحكم والتنسيق العالمي. لم تعد المنظمات الدولية تعمل كأبراجٍ عاجية تفرض سياساتٍ من الأعلى، بل أصبحت منصاتٍ مرنة لتنسيق الجهود بين فاعلين متنوعين. سواء تعلق الأمر بمجموعة العشرين، مؤتمرات المناخ مثل COP28، أو تحالفات مثل البريكس، فإنها لا تُنتج هرمياتٍ صلبة، بل تسعى إلى توافقاتٍ ديناميكية تتكيف مع المتغيرات. الذكاء والسلطة لم يعدا حكراً على مراكزَ قليلة، بل انتشرا عبر شبكاتٍ من الخبراء، المجتمعات المدنية، المدن الذكية مثل دبي وسنغافورة، والتحالفات غير التقليدية كتلك التي تجمع شركات التكنولوجيا مع الحكومات.الفعالية لم تعد تُقاس بصرامة التسلسل الهرمي، بل بقدرة الأنظمة على التكيف، الربط بين الأطراف، والإنصات إلى أصواتٍ متعددة. ففي مواجهة أزمات مثل جائحة كوفيد-19، أظهرت الشبكات الدولية – من منظمة الصحة العالمية إلى تحالفات توزيع اللقاحات – قدرةً على التنسيق الأفقي تفوقت على الأنظمة الهرمية التقليدية. عالم الغد لن يُبنى من قمة هرم، بل من شبكةٍ مترابطة من العُقد الذكية، كلٌ منها تُسهم بقطعةٍ من الأحجية. القوة ستكون في تعدد المراكز، لا في مركزٍ واحد. بابل معاد تأويلها: تعددية، لا توحيد أسطورة بابل ليست لعنة الانقسام، بل تحذيرٌ من مخاطر التوحيد. فشل بناء البرج لم يكن بسبب تنوع البشرية، بل لأنها أرادت إسكات هذا التنوع. فهم عالم اليوم يتطلب إدراكاً أن النظام العالمي لم يعد يُبنى بتراكبٍ عمودي، بل بتشابكٍ أفقي. لن يكون القرن الحادي والعشرون قرن إمبراطوريةٍ عالمية جديدة، بل قرن عالمٍ مشبّك. أولئك الذين يعلنون موت العولمة يغفلون عن التحول الصامت لأشكالها. لقد سقط البرج، لكن الروابط تُنسج بلا توقف. ربما تكون هذه هي الحكمة الجيوسياسية الحقيقية لعصرنا: إدراك أن القوة لم تعد تُقاس بارتفاع هرم، بل بقدرة شبكةٍ على استيعاب تعقيد العالم والازدهار وسط تعدديته.


الجزيرة
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟
يرى الكاتب إحسان أكتاش أن تركيا ، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان يمكنها أن تقود نظاما عالميا جديدا قائما على مفهوم العدالة الإسلامية، في ظل تآكل النظام العالمي الحالي الذي تأسس في جوهره على قيم غربية مادية استبدادية، فشلت في طرح حلول للأزمات التي تعصف بالعالم اليوم. وفي مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، يقول الكاتب: إن أزمة الإنسانية الكبرى ظلّت محل نقاش منذ بداية الحقبة الاستعمارية، وهي في جوهرها أزمة حضارية، إذ تحدّى النموذجُ الحداثيّ هيمنة المسيحية في العصور الوسطى، وأسّس لعالم منزوع المرجعية. نظام غربي ظالم وحسب الكاتب، فإن هذا العالم الجديد قام على تصوّر يجعل من الإنسان إلها، إنسان لا يقدر على كبح جماح طمعه ولا يشبع من الغزو والاستعمار، فنتج عن ذلك تقسيم جوهري لشعوب الأرض إلى فئتين: مستعمِرون غربيون متوحشون، ومستَعمَرون يقبعون تحت نير الاستغلال. وأضاف الكاتب، أن هذا التقسيم الطبقي الذي نشأ بين "الغرب وبقية شعوب العالم" أدى إلى زعزعة عميقة لمبدأ العدالة على وجه الأرض، فقد استحوذت طبقة تمثل 5% فقط من سكان العالم على ثروات الكوكب، بينما استُعبد بقية البشر كعبيد لهذه الثروات. ويتابع إن قوى اليسار والاشتراكية حاولت في فترة ما مقاومة هذا الاختلال الفادح في الموازين، إلا أن الغرب استطاع التغطية على إرثه الاستعماري من ستينيات القرن الماضي وحتى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. وأوضح أن الغرب غطى على إرثه الاستعماري بشعارات مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق الأفراد، وحقوق المرأة، وحماية البيئة، إلا أن نهاية الحرب الباردة -وفقا للكاتب- كشفت عجز المنظومة اليسارية، التي كانت جزءا من النظام الغربي، عن تقديم حل حقيقي لأزمة الإنسانية الكبرى. ويرى الكاتب أن عالم اليوم، تكفي فيه كلمة واحدة من رئيس الولايات المتحدة لتغيير مصير ملايين البشر، في حين أن القوى المناهضة مثل الصين وغيرها لا تملك ما تقدمه للبشرية سوى مظاهر التقدّم المادي، دون طرح بديل حضاري حقيقي. بين الإسلام والغرب ويستمر أكتاش: إن العناية الإلهية تبعث، كلما واجهت البشرية أزمة كبرى، عبر التاريخ، نبيا يُعيد صياغة العقيدة المفككة والمفاهيم المنحرفة، ويصلح الفساد الذي بلغ مداه. وعندما جاء الإسلام، بدأ أولا بإعادة تشكيل العقيدة بالتوحيد، ثم جسّد النبي محمد ﷺ هذا التغيير على أرض الواقع في حياته الشخصية، واضعا نموذجا متكاملا لحياة إنسانية فاضلة شملت الأخلاق الفردية، والعدل، وتأسيس نظام دولة يضمن للناس العيش بطمأنينة من الألف إلى الياء. ويضيف الكاتب أن دولة الإسلام، بعد أن توسعت إلى ما وراء النهر وبغداد خلال القرن الهجري الأول، ازدادت قوة وأصبحت حضارة عظيمة. وعلى امتداد القرون اللاحقة، أصبحت إمبراطوريات المسلمين، القوة المهيمنة في العالم. ويتابع الكاتب: إن الحضارة الإسلامية امتدت عبر إمبراطوريات وشعوب متنوعة، ووصلت إلى حدود فرنسا من جهة الغرب، وشملت ألمانيا، وصقلية، والقوقاز، وماليزيا، وإندونيسيا، والهند، وإيران، وشمال أفريقيا من اليمن إلى المغرب، ولم يبقَ خارج هذا الامتداد الإسلامي سوى بعض بلدان الغرب، والولايات المتحدة، وأميركا اللاتينية. لكن المسيحيين -حسب الكاتب- لم يروا في الإسلام يوما دينا سماويا، بل اعتبروه شكلا من أشكال الوثنية، وهو ما دفعهم إلى شن الحملات الصليبية، ولاحقا محاربة الدولة العثمانية ، وقد تحقق هذا الهدف في الحرب العالمية الأولى ، ولم يبقَ أمام الإمبريالية الاستعمارية الغربية دين منافس أو نموذج حضاري بديل. بارقة أمل للإنسانية يعتقد الكاتب أنه لا توجد أي فكرة جديدة قادرة على وقف الانحدار الذي تعيشه البشرية في الوضع الراهن، فالنخب الثرية التي تقود الإمبريالية العالمية لم تعد تؤمن بالمسيحية، بل باتت تمجّد الشر وتخدمه، وتعمل على تدمير الإنسان والإنسانية. ويرى أن ما يجري في غزة هو انعكاس واضح لفساد النظام الغربي الصهيوني القائم على الظلم والاستعمار، والذي يعارضه الملايين في العالم، سواء في الشرق أم الغرب، دون أن يملكوا أي قدرة على تغييره، ما يُظهر الحاجة الملحة إلى نظام عالمي جديد أكثر عدلا. تركيا ستلعب دورا محوريا ويؤكد الكاتب أن تركيا بقيادة أردوغان، كانت خلال العقد الأخير من أبرز الأصوات التي واجهت الظلم العالمي، وانتقدت انعدام العدالة في النظام الدولي من خلال شعار "العالم أكبر من خمسة"، لذلك فإنها قادرة على أن تقدم حلا للأزمة التي تعيشها البشرية اليوم بتطبيق قيم الإسلام. ويتم ذلك، حسب رأيه، بتطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية بمعناه الواسع الذي يشمل الاقتصاد والأخلاق والقانون والسياسة، ومواجهة أزمات العصر بمؤسسات إسلامية مثل صندوق الزكاة والأوقاف وغيرها. ويعتقد الكاتب أن تجربة تركيا التاريخية والحضارية تؤهلها للعب الدور المحوري في تعزيز هذه المبادئ وتحويلها إلى نموذج إسلامي معاصر يؤسس لعدالة حقيقية بين شعوب العالم ويحرر المستضعفين من الهيمنة الثقافية التي فرضها الاستعمار ويكون بارقة أمل للمظلومين وللإنسانية جمعاء.