logo
#

أحدث الأخبار مع #الدماغ

خلافا للأفكار الشائعة.. دراسة تبدّد نظرية تقسيم الوظائف بين نصفَي الدماغ
خلافا للأفكار الشائعة.. دراسة تبدّد نظرية تقسيم الوظائف بين نصفَي الدماغ

صحيفة سبق

timeمنذ 18 ساعات

  • علوم
  • صحيفة سبق

خلافا للأفكار الشائعة.. دراسة تبدّد نظرية تقسيم الوظائف بين نصفَي الدماغ

كشف العلماء من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، أن الدماغ لا ينقسم بشكل صارم إلى "نصف أيسر منطقي" و"نصف أيمن إبداعي" خلافا للأفكار الشائعة، ومع ذلك، فعند معالجة الفضاء البصري، يستمر كل نصف كروي في معالجة الجانب المعاكس من مجال الرؤية. وبحسب الدراسة نُشرت نتائجها في مجلة " علم النفس العصبي - Neuropsychologia"، أكد البروفيسور إيرل ميلر أحد مؤلفي الدراسة أن "الحديث عن هيمنة النصف الأيمن أو الأيسر لدى بعض الأشخاص لا أساس علمياً له؛ لأن الإنسان يفكر باستخدام الدماغ بالكامل". والتقسيم الوظيفي مرتبط بالرؤية وليس بالتفكير، وعند استقبال المنبهات البصرية، تنشط الخلايا العصبية بشكل غير متماثل، حيث يتحكم النصف الأيسر من الدماغ في الجانب الأيمن من مجال الرؤية والنصف الأيمن يتحكم في الجانب الأيسر. وحسب ميلر، فإن هذا التقسيم يمنع ظهور "بقع عمياء" ويعزز كفاءة الإدراك. ورغم أنه كان يُعتقد سابقا أن المعلومات تندمج في صورة موحدة عند مستوى القشرة الجبهية الأمامية اكتشف الفريق البحثي أن الانزياح نحو النصف "المقابل" (المناقض لمصدر الإشارة البصرية) يبقى موجودا حتى في هذه المنطقة. وتم تأكيد ذلك عبر قياس نشاط الدماغ، حيث تزداد موجات غاما في النصف الكروي المسؤول عن معالجة الجزء المقابل من مجال الرؤية. وقد أظهرت دراسات سابقة أن البشر والحيوانات يتذكرون الأشياء بشكل أفضل عندما تكون موزعة بين جانبي مجال الرؤية، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الميزة الثنائية". لكن هذه الميزة ليست مثالية، إذ أن الإنسان يستطيع تتبع جسم واحد فقط من كل جانب في وقت واحد. وعندما يتحرك جسم عبر مجال الرؤية ينقل الدماغ معلومات بسرعة بين النصفين، ويشبه ذلك عملية نقل الإشارة بين أبراج الاتصالات. وتضمن هذه الآلية إدراكا مستمرا ومترابطا للعالم من حولنا.

العلماء يبددون نظرية تقسيم الوظائف بين نصفي الدماغ
العلماء يبددون نظرية تقسيم الوظائف بين نصفي الدماغ

روسيا اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • صحة
  • روسيا اليوم

العلماء يبددون نظرية تقسيم الوظائف بين نصفي الدماغ

ومع ذلك، فعند معالجة الفضاء البصري، يستمر كل نصف كروي في معالجة الجانب المعاكس من مجال الرؤية. وأكد البروفيسور إيرل ميلر أحد مؤلفي الدراسة أن "الحديث عن هيمنة النصف الأيمن أو الأيسر لدى بعض الأشخاص لا أساس علمي له لأن الإنسان يفكر باستخدام الدماغ بالكامل". والتقسيم الوظيفي مرتبط بالرؤية وليس بالتفكير، وعند استقبال المنبهات البصرية، تنشط الخلايا العصبية بشكل غير متماثل، حيث يتحكم النصف الأيسر من الدماغ في الجانب الأيمن من مجال الرؤية والنصف الأيمن يتحكم في الجانب الأيسر. وحسب ميلر، فإن هذا التقسيم يمنع ظهور "بقع عمياء" ويعزز كفاءة الإدراك. ورغم أنه كان يُعتقد سابقا أن المعلومات تندمج في صورة موحدة عند مستوى القشرة الجبهية الأمامية اكتشف الفريق البحثي أن الانزياح نحو النصف "المقابل" (المناقض لمصدر الإشارة البصرية) يبقى موجودا حتى في هذه المنطقة. وتم تأكيد ذلك عبر قياس نشاط الدماغ، حيث تزداد موجات غاما في النصف الكروي المسؤول عن معالجة الجزء المقابل من مجال الرؤية. وقد أظهرت دراسات سابقة أن البشر والحيوانات يتذكرون الأشياء بشكل أفضل عندما تكون موزعة بين جانبي مجال الرؤية، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الميزة الثنائية". لكن هذه الميزة ليست مثالية، إذ أن الإنسان يستطيع تتبع جسم واحد فقط من كل جانب في وقت واحد. وعندما يتحرك جسم عبر مجال الرؤية ينقل الدماغ معلومات بسرعة بين النصفين، ويشبه ذلك عملية نقل الإشارة بين أبراج الاتصالات. وتضمن هذه الآلية إدراكا مستمرا ومترابطا للعالم من حولنا. نُشرت نتائج الدراسة بهذا الشأن في مجلة Neuropsychologia. المصدر: اكتشف علماء من جامعة شنغهاي الصينية، أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من عادات سيئة واضطراب التمثيل الغذائي، مثل ارتفاع مستوى ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم، تشيخ أسرع بكثير.

خلي بالك قلة شرب الماء قد تصيبك بهذه المشكلة الصحية مع ارتفاع الحرارة
خلي بالك قلة شرب الماء قد تصيبك بهذه المشكلة الصحية مع ارتفاع الحرارة

اليوم السابع

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • اليوم السابع

خلي بالك قلة شرب الماء قد تصيبك بهذه المشكلة الصحية مع ارتفاع الحرارة

هل تشعر بالتعب أو التشويش أو النسيان؟.. قد يكون السبب أبسط مما تظن - الجفاف ، فى هذا التقرير نتعرف على كيف أن فقدان السوائل، حتى لو كان بسيطًا، يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ والمزاج والطاقة مع ارتفاع الحرارة بحسب موقع تايمز ناو. الحفاظ على رطوبة الجسم لا يقتصر على تجنب العطش فحسب، بل هو مفتاح لتحسين التركيز والذاكرة والأداء الذهني. يأتي العديد من المرضى قلقين بشأن فقدان الذاكرة، أو تشوش الذهن، أو التعب العام يتوقعون حدوث أمر خطير، ولكن في أغلب الأحيان، يكون السبب هو الجفاف الأساسي. نحن عادة نربط الجفاف بالعطش في الطقس الحار أو بعد التمرين، ولكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن حتى الجفاف الخفيف - دون جفاف الفم أو الدوخة - يمكن أن يؤثر على وظائف المخ. دماغك يعمل بالماء يتكون حوالي 75% من دماغ الإنسان من الماء. هذا يعني أن كل شيء، من تكوين فكرة إلى استرجاع ذكرى، يعتمد على شرب كمية كافية من الماء. يعتبر الماء ضروريًا لنقل العناصر الغذائية إلى خلايا المخ، وإزالة السموم، والحفاظ على التوازن الدقيق بين الصوديوم والبوتاسيوم الذي يحافظ على إطلاق الإشارات العصبية بسلاسة. حتى انخفاضٌ طفيفٌ في مستوى ترطيب الجسم بنسبة 1-2٪ قد يؤثر على صفاء ذهنك هذا يعني أنه بحلول الوقت الذي تشعر فيه ولو بقليلٍ من التعب - كأن تشعر بالإرهاق الذهني بعد اجتماعٍ طويل أو بالفراغ بعد رحلةٍ طويلة - قد تكون مصابًا بالجفاف. التعب الذي يُمكن للماء علاجه يُعد التعب من أولى علامات حاجة الجسم إلى المزيد من الماء. غالبًا ما يُلاحظ تعبًا لدى المرضى لا يزول بالراحة أو الطعام اللافت للنظر أنه بمجرد أن يشرب المرضى الماء، تتحسن طاقتهم على الفور تقريبًا. خاصةً لدى كبار السن أو حالات ما بعد الجراحة. لماذا يحدث هذا؟ عندما تُصاب بالجفاف، ينخفض حجم دمك. قلة الدم تعني وصول كمية أقل من الأكسجين والمغذيات إلى الدماغ. يتفاعل الجسم بتباطؤ، مما يُسبب التعب والخمول وضعف الدافع. الجفاف يؤثر على المزاج والذاكرة ليس استنزاف الطاقة فقط هو ما يتأثر، بل يؤثر الجفاف بشكل مباشر على صفاء ذهنك وتركيزك ومزاجك. تشير الدراسات إلى أن الجفاف، حتى لو كان خفيفًا، قد يُضعف الذاكرة قصيرة المدى والتركيز واليقظة، كما قد يزيد من مشاعر القلق والانفعال. في الواقع، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو النوبات أو اضطرابات المزاج، يمكن للجفاف أن يُحفّز الأعراض أو يُفاقمها بسبب زيادة استثارة الخلايا العصبية. كما يُعدّ الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للارتباك والهذيان لدى كبار السن، والذي غالبًا ما يُخلط بينه وبين أمراض دماغية أكثر خطورة. يفترض الكثير منا أننا سنشعر بالعطش إذا احتاج جسمنا إلى الماء، لكن في الواقع، العطش إشارة متأخرةعندما تشعر به، تكون مصابًا بالجفاف". إن عادات نمط الحياة الحديثة - مثل العمل لساعات طويلة في غرف مكيفة، أو شرب كميات كبيرة من القهوة، أو تخطي وجبات الطعام - يمكن أن تؤدي إلى خفض مستويات الترطيب بهدوء دون الشعور بالعطش بشكل ملحوظ. لهذا السبب، يوصي الأطباء باتباع نهج استباقي: "لا تنتظر حتى تشعر بالعطش. التزم بروتين ترطيب منتظم - خاصةً إذا كنت طالبًا أو موظفًا أو مسنًا". نصائح بسيطة للحفاظ على رطوبة الجسم اليك بعض الخطوات السهلة للحفاظ على مستويات الترطيب تحت السيطرة: احرص على شرب من 2.5 إلى 3 لترات من الماء يوميًا، وأكثر إذا كنت نشطًا أو تعيش في مناخ حار. تناول الأطعمة المرطبة مثل البطيخ والخيار والبرتقال والخس. الحد من تناول الكافيين، لأنها تزيد من فقدان السوائل. راقب العلامات المبكرة مثل جفاف الفم، أو انخفاض إنتاج البول، أو التعب. قم بتعيين تذكيرات الهاتف أو استخدم تطبيقات الترطيب لبناء عادة.

ما هي حقيقة "الذهول الذهني" الذي يمنعك من التفكير فجأة؟
ما هي حقيقة "الذهول الذهني" الذي يمنعك من التفكير فجأة؟

الغد

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الغد

ما هي حقيقة "الذهول الذهني" الذي يمنعك من التفكير فجأة؟

أصبح "الذهول الذهني" محط اهتمام الباحثين في علوم الأعصاب والوعي، حيث أثبتت الدراسات أنه ظاهرة حقيقية في الدماغ، وليس مجرد شعور عابر. اضافة اعلان ويعمل الذهول الذهني فجأة على فقدان القدرة على التفكير أو استحضار أي أفكار، وكأن العقل قد توقف عن العمل للحظات. وخلال لحظات الذهول الذهني وفقًا لموقع "ميديكال إكسبريس"، لا يعاني الشخص فقط صعوبةً في التركيز، بل يصل الأمر إلى انقطاع تام في تدفق الأفكار، مصحوبًا بشعور واضح بالنعاس والتراخي. وما يجعل هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام هو تنوع تجلياتها بين الأفراد، حيث يعاني الناس من الذهول الذهني لفترات تتراوح بين 5% إلى 20% من وقتهم في المتوسط. كما تختلف التجربة الذاتية لهذه الحالة من شخص لآخر، حيث يصفها البعض كلحظات فراغ ذهني كامل، بينما يختبرها آخرون على أنها مجرد صعوبة مؤقتة في استحضار الأفكار. وقام فريق بحثي من بلجيكا وفرنسا وأستراليا بمراجعة شاملة للدراسات السابقة حول هذه الظاهرة، وخلصوا إلى أن "الذهول الذهني" يجب أن يصنف كحالة وعي مستقلة، تشبه حالات أخرى، مثل: شرود الذهن. وتكشف دراسات تصوير الدماغ أن هذه الظاهرة ترتبط بتغيرات واضحة في النشاط العصبي. فقبل لحظات من حدوث الذهول الذهني، تظهر أنماط مميزة من النشاط في مناطق الدماغ الأمامية والزمنية. وعند حدوث هذا الذهول ينخفض معدل ضربات القلب ويتقلص بؤبؤ العين، كما تظهر موجات دماغية تشبه تلك المسجلة أثناء النوم؛ ما دفع بعض العلماء لوصف هذه الحالة بـ"النوم الموضعي" الذي يصيب أجزاء من الدماغ بينما يبقى الشخص في حالة يقظة ظاهرية. لكن المفارقة تكمن في أن الذهول الذهني قد ينتج أيضًا عن فرط النشاط في بعض مناطق الدماغ الخلفية، حيث يؤدي الإفراط في التفكير إلى شلل مؤقت في الوظائف الإدراكية. وهذه المفارقة تدفعنا للتساؤل: هل الذهول الذهني هو نتيجة لخمول الدماغ أو لنشاطه الزائد؟. ويوضح الباحثون أن للذهول الذهني آثار سريرية مهمة، حيث يرتبط بعدد من الاضطرابات النفسية والعصبية. فالأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يعانون منه بشكل متكرر أكثر من غيرهم. كما أنه مدرج في الدليل التشخيصي للإضرابات النفسية كأحد أعراض اضطراب القلق العام، ويرتبط أيضًا بحالات، مثل: السكتات الدماغية وإصابات الرأس. وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة المعقدة، يقترح الباحثون إطارًا تفسيريًّا جديدًا يعتبر الذهول الذهني نتاجًا لتقلبات في مستويات اليقظة الفسيولوجية. فحسب هذه النظرية، عندما ينحرف مستوى التنبيه في الدماغ عن المعدل الطبيعي - سواء بالارتفاع أو الانخفاض - يصبح العقل أكثر عرضة لهذه النوبات من الصمت الذهني. ويشير الباحثون إلى أنه لا يعرف حتى الآن المدة النموذجية لنوبات الذهول الذهني، أو ما إذا كانت هناك أنواع مختلفة منه. وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تتحدى الفكرة التقليدية عن الوعي البشري كتيار مستمر من الأفكار، وقد تكون مفتاحًا جديدًا لفهم أعمق للطبيعة البشرية وآليات عمل العقل.

هل هناك تنسيق بين الدماغ والأمعاء؟
هل هناك تنسيق بين الدماغ والأمعاء؟

BBC عربية

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • BBC عربية

هل هناك تنسيق بين الدماغ والأمعاء؟

تستوطن أمعاء الإنسان أكثر من 100 مليون خلية عصبية، وهي مسؤولة عن إنتاج 95 في المئة من السيروتونين – وهو ناقل عصبي مرتبط بصحة الجسم. وأكدت دراسات حديثة أهمية الميكروبات المعوية لصحة الجسم والعقل على السواء. وتشتمل الميكروبات المعوية على تريليونات وتريليونات من البكيتريا، والفيروسات، والفطريات وغيرها من الكائنات المجهرية. ويعني ذلك أن الأمعاء والدماغ مرتبطان، وأن كليهما يؤثر في الآخر؛ ألم تلحظ ما ينتابُك أحياناً من شعور داخلي بالغثيان قبل اجتماع مُهمّ، أو ما قد تشعُر به من انفعال إذا كنت تعاني إمساكاً؟ ولكن كيف نشأ الارتباط بين الدماغ والأمعاء؟ وهل في الإمكان تحسين هذا الرابط بينهما من أجل صحة أفضل وحياة أكثر سعادة؟ محور الأمعاء-الدماغ يرتبط هذان العضوان عبر ثلاثة محاور مختلفة، حسبما تشرح الباحثة صالحة محمود أحمد، المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي بمركز أبحاث الأمعاء في المملكة المتحدة: تقول الباحثة: "العديد من الناس يعتقدون أن خلايا المناعة لا تعيش إلا في الدم أو العُقد الليمفاوية، لكن الواقع يشير إلى أن نسبة كبيرة من خلايا المناعة تعيش في الأمعاء وتؤدي دور الوسيط بينها وبين الدماغ وكل أجزاء الجسم". ويرى بانكاج جيه باسريشا، استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مايو كلينيك في الولايات المتحدة، أن هذا الترابط الخاص بين الأمعاء والدماغ يحدث لأن الأخير يحتاج إلى الكثير من الطاقة حتى يؤدي مهامه، والأمعاء هي مُولّد الطاقة الخاص بنا. ويشير باسريشا إلى أن الدماغ يمثل اثنين في المئة فقط من وزن الجسم، بينما يستهلك 20 في المئة من طاقة هذا الجسم. ويوضح أن وظيفة الأمعاء تتمثل في "تكسير الطعام" إلى جزيئات صغيرة قبل أن تمتصّها وتحوّلها إلى طاقة للجسم كله. لكننا إزاء علاقة في اتجاهين؛ فالدماغ يؤثر على الأمعاء، والأمعاء تؤثر هي الأخرى على الدماغ. وبإمكاننا أن نضرب العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية التي توضّح طبيعة تلك العلاقة بين الدماغ والأمعاء. عندما نواجه موقفاً خطيراً أو مخيفاً، أو عندما نتأهب لحدث شديد الأهمية، فإن أحد أوائل الاستجابات الفسيولوجية تحدث في الأمعاء؛ فقد نشعر بالغثيان، أو قد نُصاب بتشنّجات في المعدة، وأحياناً يصل الأمر إلى مرحلة الإسهال. أما عندما يغمرنا شعور بالحُبّ، فإننا نحسّ كما لو كانت هناك "فراشات" في مَعدتنا، أو ذلك الشعور النفسي المرتبط بالإثارة الناجمة عن الإحساس بأن أحداً نحبه بشِدّة يقترب منّا. على الجانب الآخر، إذا كنتَ مصاباً بالإمساك، ولم تشعر بالحاجة للذهاب إلى المرحاض على مدى عدة أيام، فإن ذلك قد يتركك عُرضة للشعور بالهياج والتوتّر. عالم كامل في بطنك تستوطن أمعاءنا ما بين 10 إلى 100 تريليون خلية ميكروبية، تضمّ بكتيريا، وفيروسات، وفطريات وكائنات أولية (بروتوزا)، وغير ذلك من الكائنات المجهرية، ويزيد هذا العدد على عدد خلايا جسم الإنسان. ويرى متخصصون أن هذه التريليونات من الخلايا الميكروبية تتعايش في علاقة تكافلية مع الإنسان؛ فهي تستخلص العناصر الغذائية من الطعام الذي نتناوله وتساعدنا على الهضم، لكنها تساعدنا كذلك في تكسير بعض المكوّنات التي لا طاقة لنا بتكسيرها من دون مساعدتها. وعلى مدى العشرين عاماً الأخيرة، كشفت الأبحاث والدراسات الكثير والكثير عن هذه الخلايا الميكروبية وعن تأثيرها على صحة الإنسان. وتشير الباحثة صالحة أحمد إلى أنّ هناك أدوات جديدة واختبارات تمّ تطويرها على أيدي علماء، وهي تساعد في حساب أعداد الكائنات الدقيقة التي تستوطن الأمعاء، كما تساعد هذه الأدوات والاختبارات في فَهْم كيف تؤثر هذه الكائنات الدقيقة في الإصابة بأمراض معيّنة. ويقول الباحث باسريشا إن "الاختلال في توازُن الميكروبات المعوية، فيما يُعرف عِلمياً باسم 'ديسبيوسيس'، مرتبط بعدد من أشهر الأمراض التي يصاب بها جسم الإنسان". وفي عام 2011، قاد الباحث باسريشا فريقاً من الباحثين في دراسة رائدة على فئران تجارب تظهَر عليها أعراض اضطرابات في المعدة في الأيام الأولى من حياتها. ووجدتْ الدراسة أن هذه الأعراض قد تتطور إلى "اكتئاب وسلوكيات شبيهة بالقلق قد يطول مداها". وأظهر بحثٌ آخر أن الاختلال في توازُن الميكروبات المعوية او الـ ديسبيوسيس، مرتبط بالإصابة بالبدانة المُفرطة أو السِمنة، وبأمراض القلب والأوعية الدموية، بل وحتى بمرض السرطان. ومع ذلك، يقول الباحث باسريشا إننا لا نملك ما يكفي من الأدلة للربط بشكل قاطع بين السبب والنتيجة، أو لكي نجزم بالقول إن اضطرابات في توازُن الميكروبات المعوية هي سبب العديد من الأمراض. يقول باسريشا: "هناك بعض الأدلة، التي وجدتْها أبحاث أُجريت على الحيوان والإنسان، تشير إلى أنّ وجود خَلل في توازُن الميكروبات المعوية يمكن أن يصاحبه وجود قلق أو اكتئاب. لكنْ هل هذه الأمراض تحدُث بسبب الأمعاء؟ هذا ما لا نعرفه حتى الآن". وصفة لبكتيريا مفيدة على ضوء الاكتشافات الحديثة بخصوص البكتيريا، وبشأن الارتباط القائم بين الأمعاء والدماغ، فإنه من الممكن تحقيق توازن مثالي للكائنات الدقيقة التي تعيش في بطوننا. لكن الباحثة صالحة أحمد ترى صعوبة في ذلك؛ لأن كل شخص لديه تركيبة مختلفة من البكتيريا، والفيروسات وغيرها من الكائنات الدقيقة. تقول صالحة: "لدى كل شخص تركيبته الخاصة والمختلفة من الكائنات الدقيقة التي تعيش في بطنه، ولا توجد نقطة بداية واحدة مشتركة بين اثنين من البشر". لكن خبراء يقولون إن هناك بعض التدخُّلات العامة التي يمكن أن تكون ذات نفع لصحة الأمعاء لدى الجميع، ومن ذلك: اتّباع نظام غذائي يتسّم بالاتزان والتنوّع - على سبيل المثال - كبداية. وثمة أغذية يُنصح بها في هذا الخصوص مثل: "البروبيوتيك" - أو الأطعمة التي تحتوي على أنواع معيّنة من البكتيريا المفيدة للجهاز الهضمي، كلَبن الزبادي الطبيعي والكفير والكومبوتشا؛ و"البريبيوتيك" - أو الأطعمة الغنيّة بالألياف والتي تغذي الكائنات الدقيقة في الأمعاء كالفواكه والخضروات. تقول الباحثة صالحة أحمد: "يمكنني القول إن اتباع نظام غذائي متنوّع هو أمر بالغ الأهمية، لا سيما فيما يتعلق بعدد الأطعمة النباتية التي يتناولها الإنسان". وتوصي أخصائية أمراض الجهاز الهضمي بأنْ يحرِص كل شخص على أن يتضمن طعامه كمية مُعتبَرة من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، والبذور والتوابل. وتضيف صالحة أحمد: "لستُ نباتية، لكنني أعتقد أن هناك حاجة إلى زيادة حصة الخضروات في نظامنا الغذائي". وتشير الباحثة إلى ما كشفتْه دراسات بشأن التوازن الصحي للميكروبات في أمعاء الأشخاص الذين يتناولون نحواً من 30 نوعاً مختلفاً من النباتات كل أسبوع. لكنْ، هل لتغيير النظام الغذائي أثر يُذكَر على المشاعر، وهل يمكن مثلا أن يساعد ذلك التغيير في علاج أمراض كالاكتئاب؟ في محاولة للإجابة على هذا السؤال، أُجريت دراسة في جامعة أكسفورد، بالمملكة المتحدة. وجمع الباحثون عيّنة من 71 شخصاً يعانون من الاكتئاب وقسّموهم إلى مجموعتين؛ وتناولت المجموعة الأولى "البروبيوتيك" – أو تلك الأطعمة التي تحتوي على أنواع معيّنة من البكتيريا المفيدة للجهاز الهضمي لمدة أربعة أسابيع، بينما تناولت المجموعة الثانية دواء وهمياً. ولقد كانت هذه التجربة "عشوائية ومزدوجة التعمية" وفقاً للوصف العِلمي؛ والذي يعني أن أياً من الباحثين أو أفراد العيّنة لم يكد يعرف مَن تناوَل ماذا؟! وفي أثناء التجربة، أجرى الباحثون عددا من الاختبارات لقياس عدد من العوامل: كالحالة المزاجية، والقلق، والنوم والكورتيزول اللُعابي (مادة مصاحبة للتوتّر). وترى الباحثة في علم النفس الإكلينيكي ريتا باياو، وهي التي قادتْ فريق الدراسة، أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى إبداء اهتمام أكبر بالمشاعر السلبية والتعبيرات الوجهية، مقارنةً بالمشاعر والتعبيرات المحايدة أو الإيجابية. تقول الباحثة باياو: "نريد أن نعرف ما إذا كان تناوُل البروبيوتيك يؤثر على معالجة المعلومات العاطفية في الدماغ". وتضيف باياو: "مع المجموعة التي تناولت البروبيوتيك، لاحظنا ميلاً أقلّ إلى البحث عن أسباب المشاعر السلبية". وتعتقد الباحثة أن البروبيوتيك قد يساعد في تخفيف بعض أعراض الاكتئاب – لكن ثمة حاجة إلى مزيد من البحث، "لا نزال بحاجة إلى بيانات أقوى، رغم أنّ هناك مؤشرات على أن البروبيوتيك يمكن أن يعطي أثراً إيجابيا متمثلا في مستوى لا بأس به من القدرة على التحمُّل مع مستوى أقل من الآثار الجانبية"، بحسب باياو. وقال الباحث باسريشا إن تغيير تركيبة ميكروبات الأمعاء يمكن أن يستغرق عقودا حتى تظهر نتائجه. وأضاف: "نعرف أنه من الصعب جداً الحفاظ على بعض السلوكيات لدى بعض الأشخاص، وإلا لما كان لدينا وباء السِمنة". "لكننا نحاول تجميع الأجزاء الضرورية الناقصة من الصورة"، حسبما استدرك باسريشا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store