logo
#

أحدث الأخبار مع #الذكاء

أبراج لا يمكن الكذب عليها
أبراج لا يمكن الكذب عليها

مجلة سيدتي

timeمنذ 21 ساعات

  • ترفيه
  • مجلة سيدتي

أبراج لا يمكن الكذب عليها

توجد أبراج فلكية لا يمكن لأي شخص أن يكذب عليهم أو يخدعهم مهما كانت صلة القربى معهم، حتى إن حدث هذا فهم يستطيعون كشف كذب وخيانة أي إنسان من حولهم بكل سهولة، ربما بسبب ذكائهم الفطري أو حنكتهم أو حدسهم العالي الذي يستطيعون من خلاله كشف الكذب وقراءة الأفكار إذا كانت صحيحة أو مزيفة. أصحاب هذه الأبراج يفهمون بسهولة ما يجري حولهم من أحداث ويكشفون الكذب بسهولة من الأفراد المحيطين بهم، ثقتهم بالناس قليلة ونادرة وهم بطبيعة الحال يختارون أصدقاءهم بكل دراية ووعي. تعالوا نستعرض الأبراج التي لا يمكن الكذب عليها في هذا المقال من "سيدتي". برج العذراء يشبه مولود برج العذراء جهاز الكذب، ولكنه أكثر دقة منه، فمعدل الأخطاء التي يرتكبها العذراء أقل بكثير من تلك الخاصة بأجهزة كشف الكذب. البرج هذا دقيق الملاحظة للغاية، وهو يملك القدرة على ملاحظة التفاصيل أكثر بكثير من غيره من الأبراج، كما أنه يملك عقلية تحليلية؛ وبالتالي يمكنه رصد الكاذب بسهولة تامة. الكاذب في الواقع يمكنه معرفة أنه تم اكتشاف أمره ومع أن العذراء لن يبلغه بأنه يعرف بأنه يكذب، ولكن ذلك سيكون واضحاً تمام الوضوح من خلال تعابير وجهه، وبالتالي الكاذب سيبدأ بالتلعثم، وقد يعترف بأنه كذب كي يجنب نفسه المزيد من المتاعب مع مولود العذراء. شدة ذكاء أصحاب برج العذراء تجعلهم يتمكنون من اكتشاف الكذب والخداع، حيث إن إحساسهم العالي ينتج عن حدة ذكائهم، كما أن مولود العذراء يلاحظ الأشياء غير الملحوظة، ويركز جداً في التفاصيل الدقيقة، بالإضافة إلى أنه يتنبأ بما سيحدث بعدها، ومن النادر جداً أن تجده يخيب إحساسه. برج الجوزاء مولود الجوزاء لا يملك فقط القدرة على رصد الكاذب، ولكنه يملك الذكاء وسرعة البديهة التي تمكنه من طرح الأسئلة المناسبة التي تجعل الكاذب يكشف أمره بنفسه. مولود الجوزاء سيستمع إلى الكاذب، وحين يشعر بأنه يكذب عليه فهو سيبدأ بطرح الأسئلة المختلفة، وحين لا تبدو الأمور منطقية فهو سيبلغ الآخر بأنه يدرك بأنه يقوم بالكذب عليه. إليكم أكثر الأبراج ذكاءً في الدراسة إن سبب قدرة برج الجدي على كشف أكاذيب الآخرين هو واقع أنه لا يكذب شخصياً، وبالتالي هو يمكنه رصد أي خطأ بسهولة تامة. البرج هذا أصلاً يملك شخصية متوجسة وتشك بنوايا الآخرين؛ ما يعني أنه في حالة تأهب أصلاً، وعليه حين يتم الكذب عليه فإن رصد الأكاذيب سهل تماماً بالنسبة له. برج الجدي يملك قدرة على جعل الآخر يعترف فهو سيعتمد سياسة المحافظة على تواصل بصري لوقت طويل، وبتلك النظرات الحادة الثاقبة سيسأل الآخر ما إن كان يقوم بالكذب عليه، وبطبيعة الحال الموقف هذا مربك ومزعج للكاذب الذي بالتأكيد سينهار ويعترف. برج الدلو إن رصد الأكاذيب سهل تماماً لبرج الدلو؛ فالأمر فطري بالنسبة إليه كما أنه برج ذكي للغاية، ويملك قدرة عالية على ملاحظة التفاصيل. مولود الدلو يراقب ومن كثب ما يقوم به الآخر سواء من خلال الإجابة عن سؤال بسؤال أو إبعاد النفس جسدياً عنه أو حتى التفاصيل الأخرى، ومن هناك يبني الدلو شكوكه. الدلو لا يعتبر الكذب عليه، في حال لم يكن هذا الكذب من الشريك، إهانة لشخصه، بل يعتبرها من الأمور الطبيعية التي يقوم بها البشر وعليه هو لن يحمل الأحقاد، وحتى إنه قد يحولها إلى قصة مضحكة. كيف يمكن للأبراج الفلكية أن تساعدك على فهم نفسك والآخرين؟ برج العقرب الأفضل عدم الكذب على مولود برج العقرب ؛ لأن الأمور لن تنتهي بشكل جيد على الإطلاق. العقرب لا يحتاج إلى وقت طويل لمعرفة بأن الآخر يكذب عليه؛ فهو يشكك بالآخرين بطبعه، وعليه هو يضع احتمال الكذب دائماً، وحتى ولو لم يتمكن العقرب من كشف أمر الكاذب فوراً، فهو سيشعر بأن هناك خطباً ما، وبالتالي لن يوفر أي جهد من أجل اكتشاف الحقيقة. المشكلة هي أنه حين يكتشف العقرب بأنه تم الكذب عليه فحينها ستبدأ مرحلة الانتقام، وطبعاً هو سيفقد ثقته بالآخر.

قردة "إنسان الغاب" تمتلك ذكاء لغويا اُعتقد أنه حصري على البشر
قردة "إنسان الغاب" تمتلك ذكاء لغويا اُعتقد أنه حصري على البشر

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • علوم
  • الجزيرة

قردة "إنسان الغاب" تمتلك ذكاء لغويا اُعتقد أنه حصري على البشر

في دراسة أجراها باحثون من جامعة وارويك البريطانية، وجدوا أن إنسان الغاب (الأورانجوتان) يُصدر أصواتًا بتعقيد متعدد الطبقات كان يُعتقد سابقًا أنه فريد من نوعه في التواصل البشري. وإنسان الغاب هو نوع من القردة يعيش في الغابات المطيرة في إندونيسيا وماليزيا، خصوصًا في جزيرتي بورنيو وسومطرة، ويُعرف بذكائه، وطبيعته الهادئة، واعتماده الكبير على الأشجار في حياته اليومية. الاستدعاء المتكرر يعرف الاستدعاء المتكرر بأنه القدرة على إدراج جُمل أو عبارات داخل بعضها بعضا، مثل: "هذا هو الكلب الذي طارد القطة التي قتلت الفأر الذي أكل الجبن"، يُعتبر هذا النمط من التفكير والتعبير من سمات اللغة البشرية المعقدة. يعني ذلك تكرار عناصر اللغة بطريقة مدمجة بحيث تُشكل فكرة أو عبارة مفهومة، وكما هو الحال في الدمى الروسية المتداخلة، فإن قوة هذا النمط من التكرار تعني أنه يمكننا دمج مجموعة محدودة من العناصر لإيصال مجموعة لا نهائية من الرسائل ذات التعقيد المتزايد. وكان يُعتقد سابقا على نطاق واسع، أن التواصل المتداخل سمة فريدة لذكاء اللغة البشرية، مما يمنحنا تفكيرًا أكثر تعقيدًا، لكن الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية ، نُشر في دورية "أنيوالز أوف نيويورك أكاديمي أوف ساينس"، يروي قصة مختلفة. طبقات الكلمات وعند تحليل البيانات الصوتية لنداءات التنبيه الصادرة عن إناث إنسان الغاب السومطري، وجد الباحثون أن البنية الإيقاعية لأصوات إنسان الغاب كانت مدمجة ذاتيًا عبر ثلاثة مستويات. وبحسب الدراسة، وجد الباحثون أن الأصوات الفردية التي يصدرها إنسان الغاب تأتي في مجموعات صغيرة (الطبقة الأولى)، ويمكن تجميع هذه المجموعات في نوبات أكبر (الطبقة الثانية)، ويمكن تجميع هذه النوبات في سلسلة أكبر (الطبقة الثالثة)، جميعها بإيقاع منتظم في كل مستوى. ومثل مقطوعة موسيقية ذات أنماط متكررة، أخفى إنسان الغاب إيقاعًا داخل إيقاع آخر، ثم آخر، مكونًا بنية صوتية متطورة متعددة الطبقات، لم يكن يعتقد أن القردة العليا قادرة على ذلك. ووجد الباحثون، أن هذا النمط لم يكن مصادفة، لأن إنسان الغاب غيّر أيضًا إيقاع نداءات الإنذار الخاصة به تبعًا لنوع المفترس الذي يواجهه في التجارب، فعندما رأى تهديدًا حقيقيًا، مثل نمر يقترب، كانت نداءاته أسرع وأكثر إلحاحًا، وعندما رأى شيئًا بدا تهديدًا، ولكنه يفتقر إلى مصداقية الخطر الحقيقي (مثل قطعة قماش منقطة بالألوان)، كانت نداءاته أبطأ وأقل انتظامًا. وبحسب الدراسة ، تُظهر هذه القدرة على تكييف الإيقاعات الصوتية مع مختلف المخاطر، أن إنسان الغاب لا يُصدر ضجيجًا فحسب، بل يستخدم تكرارًا صوتيًا منظمًا لنقل معلومات ذات مغزى عن العالم الخارجي. سمات ذكية ومنذ عقود، يعرف العلماء، أن إنسان الغاب ليس فقط قادرًا على التواصل، بل يظهر أيضًا سلوكا يدل على ذكاء اجتماعي ووعي ذاتي. وعلى سبيل المثال، يستخدم إنسان الغاب أدوات لصيد الأسماك أو لاستخراج الحشرات، ويخطط لتحركاته مسبقًا، ويظهر سلوكا يدل على فهمه للآخرين ولبيئته. في تجارب مخبرية، أظهر إنسان الغاب قدرة على اتخاذ قرارات اقتصادية معقدة عند استخدام الأدوات للحصول على الطعام، حيث يوازن بين الجهد المبذول والمكافأة المتوقعة، مما يدل على مستوى عالٍ من التفكير التحليلي. وإلى جانب ذلك، أظهرت الدراسات، أن إنسان الغاب يمتلك وعيًا ذاتيًا، حيث يستطيع التعرف إلى نفسه في المرآة، وهي قدرة نادرة في عالم الحيوان. كما أنه يُظهر سلوكا يدل على التفكير المجرد، مثل استخدام الأدوات بطرق غير تقليدية لتحقيق أهداف محددة. بل وتم توثيق حالة لإنسان غاب في سومطرة استخدم نباتًا طبيًا لعلاج جرح في وجهه، مما يُعد أول دليل على استخدام حيوان بري نباتات طبية للعلاج الذاتي.

خالد دومة يكتب: العبث المقدس (4)
خالد دومة يكتب: العبث المقدس (4)

اليوم السابع

timeمنذ 3 أيام

  • منوعات
  • اليوم السابع

خالد دومة يكتب: العبث المقدس (4)

وها أنا الأن أمسك بقلمي ويدايا ترتعشان، والظلام يغلف حجرتي، إلا من ضوء شمعة ألتمس منها رؤية خافتة لأتبين الأشياء، شريط ضوء بالكاد أتبين الحروف، وأخط فوق أوراقي حياتي المظلمة، التي أُرغمت عليها، ولأنني أنثى فإنني مهيضة الجناح، ولا حظ لي من قلب، يشعر ويحس ويختار، أخط بقلمي ما ألقت به الأيام من صخور في طريقي، ومن الألم والحزن والحسرة التي خلفتها الأعاصير، وجعلتها ركاماً، وجبلاً عظيماً لا أقوى على حمله، كانت بنيتي ضعيفة، وعودي لين لا يقوى على صد الرياح القوية، وكان لا بد أن أميل، وأتوارى وأختبأ، أن أجد ملجأ أحتمي به، وإلا اقتلعتني الرياح من جذوري، نعم حاولت الثبات في بداية الأمر، ظناً مني أنني أستطيع الصمود، لكن محاولاتي كلها كانت أضغاث أحلام، الآن أبثُ أوراقي وصفحاتي ما سطرته يد الزمن، وما عجزت أن أبوح به لأحد، عشت عمري كله أكتمه في قرارة نفسي، وفي أعماق وجداني، عشت لا أهمس به حتى لنفسي، كنت أكتمه وأواريه وأهيل عليه التراب، حتى لا أحترق بناره، ويلتهم ما يتبقى مني، كنت دائمة الهروب منه، لأنه لم يكف عن مطاردتي كل هذه السنوات. كلما أمسكت بأحرف كلماتي تتفلت مني، تنسل من ذاكرتي، أحاول أن أخطُ فوق أوراقي حرائقي، انتصارتي وهزائمي، غزواتي ومعاركي، أخط مسيرة امرأة، ولدت لتشقى، وعاشت بالرغم منها حياة غريبة، ضاقت بها حتى ألجأتها إلى الضياع، أخط فوق الأسطر غبار أيام مضت، علا فيها دخان الحرب، وصوت الرذيلة، ونيران الحقد والطغيان، ولازالت الحرب دائرة، والنيران تعلو، وسماء مغبرة بالتراب، حرب مبعثها النفوس، حرب باردة غير معلنة، أثرها باق متغلغل في الأعماق، لا يظهر على الوجوه شيء من خرابها، حرب باردة بين الباطل الذي يرتدي عمامة، بوجهه الناصع البياض، ببرائته الظاهرة ومسكنته، والحق الصريح، الذي يجرح ويخدش ويكشف العورات، بين خصم يطعن في الخفاء وفي الظلام، وبين عيدان الذرة يتربص، ليطلق نيرانه القاتلة، الكل يختبأ وراء الأقنعة، فالحرب قائمة في كل بيت، وفي كل شارع، وعلى أرصفة الطرقات، وبين الأخوة الأشقاء، وأبناء العمومة، وفي المدارس، وفي المساجد، وفي ساحات الملاعب، في كل شيء، هناك حرب باطنة، وما أفدح تلك الحروب التي منشأها القلوب، فهي أشد خطراً من حروب السلاح والأعداء، في هذه الحروب، إنك لا تستطيع أن تعلم من أين تأتي الطعنات؟ ولا متى؟ فلا يظهر من أثر تلك الطعنة، إلا الدم المسفوك على الثرى، وحين تنظر إلى الخلف، تتراء لك مئات الوجوه المحيطة بك، والتي تعرفها عن ظهر قلب، تبحث عن وجه غريب، شخص لا تعرفه، فلا يرتد إليك نظرك إلا حاملاً الأسف والحزن العميق، تموت والدهشة والعجب تملأ ملامح وجهك، والحسرة تفتك بك. لا أدري كيف أبدأ أو من أين أبدأ؟ وهل تسعفني الذاكرة في استرجاع ما حاولت نسيانه والهروب منه، ها أنا أقف على أطلال قلبي المُحطم، أريد أن أتذكر، أعود بذاكرتي أُفتش عن ذاتي، التي ضاعت مني، في رحلتي التي أوشكت على الإنتهاء، أتعجب كيف تحولت، وهل يستطيع الإنسان أن يحمل بين جوانحه كل هذا التناقض الغريب المذهل، هل يبدأ ملاكاً لينتهي به الحال إلى شيطان، أو يبدو ملاكاً، وهو يحمل في قلبه رصيداً زاخراً من الألم والحقد والإنتقام، كان العالم يبدو لي صغيراً، بحجم قريتنا الصغيرة، والتي تقع في ناحية ما من بقاع الأرض المترامية الأطراف، مجهولة الهوية، حيث الفقر والمرض، والشقاء المنحوت على وجوه الناس، والقوت المُختلط بتُراب الأرض، والخوف والرهبة. تمتد البيوت ذات الطراز القديم، مصنوعة من الحجارة، والأسقُف الخشبية، والأثاث المتواضع، الشوارع ضيقة، تبعث في النفس ضيقاً في الصدر، وقلة في الطموح، وتملأنا ضيقاً بالحياة، الزبالة منتشرة عبر الطرقات، والذباب لا ينتهي، أسراب تملأ الأجواء، وفي المساء يطاردنا الناموس، يمتص دمانا، ويصيبنا بالأمراض القاتلة، الرؤوس مثقلة بالجهل، والعادات السيئة، والتقاليد الجامدة، والعقول صلدة لا تلين، أو تُفكر، أو تعترض، وإلا كان نصيبها التقريع، والسباب والخروج من جُلودنا المشقوقة من حرارة الشمس، وتُراب الأرض، والخوض في الطين، فالعقول قديمة قدم البيوت، والأفكار الشاذة منتشرة إنتشار الذباب والناموس، كامنة في كل عقل لا تفارقة، ورغم ذلك، يُحيط بيواتنا الهشة، المساحات الشاسعة الخضراء، تمتد عبر الأفق، لا نهاية لجمالها، أشجارها الظليلة مُتناثرة في كل مكان، السماء صحو أغلب أيام السنة، في الصيف تُداعبنا نسماته في رقة وحياء، وفي الشتاء حيث المطر الخفيف، والبرد القارص، والسكون والصمت الرهيب، ولا شيء سوى السلام الداخلي، لمن كان له قلب، والتي قد تبعث في النفوس بهجة، وحب للحياة والطبيعة التي تمد الروح بوابل من الإطمئنان والأمان، ولكن سرعان ما تعمى الأبصار عن رؤية كل هذا الجمال، كما عميت العقول عن رُؤية الحقائق، إنهم لم ينظُروا إلى الطبيعة الخلابة التي تُحيط بهم إلا نظرة جائع طامع، فقد غلفت عقولهم الخُرفات، والوساوس التي تُسيطر على القلوب، وتتركها فريسة تنهشها الأعراف البالية، فتصنع منهم عبيداً، لا قدرة لهم على مخالفتها، ليس إلا أن تقف ساعةً مفكراً في ماهية حياتهم وأفكارهم، حتى تكتشف نومهم العميق، وخداعهم المتواصل، يُكبلون عقولهم خلف قضبان التقاليد الزائفة، والعادات السقيمة، التي تؤسرهم، وحين تتمرد أن تكون مثلهم أعمى، وتُنكر ما لا يُنكرون، وتعترف بما يهابون ويخافون، فإنك خليع متهتك، أو فاسق مُرتد، وليس للإيمان والكفر شأن فيما يُخيل إليهم أو يدعون، نعيش بقوانين سمجة، عاشوا مئات السنين على عبادتها وتقديسها، نطيف حولها، ولا فكاك من أسرها، قيدونا بها من أيدينا وأرجلنا، ودرجنا على طاعتها العمياء، كل قوانينهم لا حظ لها من عقل، إنما هي نتاج التخلف المحفور منذ سنين في عقولهم الهشة، فمحاولة التحرر منها هي محاولة إنتحار، وتعريض للسلخ والجلد والكفر والإلحاد، والنبذ في دنياهم، كل هذا يُلقي في روعي، إنها بداية حرائق لا تنتهي، وصراعات نفسية طويلة الأمد، إنها نبض قلوبهم التي لا تشعر، إن حياتنا تمضي بنا، وترث الأجيال ما تعودناه، فالرجال في قريتنا قامات مفلسة، والنساء أشد إفلاساً، هياكل تتحرك وأعماق فارغة، لكنهم يخدعون أنفسهم بأن يجعلوا من فراغهم قيمة، ويضفون عليه مسحة دينية، ليأخذ شكل القداسة والتوقير، فتقرأ في وجوههم آيات من الخشوع في حضور الأخرين، فإذا أنفردت بأحدهم، قرأت آيات الشيطان تبوح بها عيونه الآثمة، فكلهم في العلن حُكماء وقديسين وشيوخ منابر، لا تفوه ألسنتهم إلا بما يُرضي الله ورسوله، وما تفرضه القيم والأخلاق، فإذا إنفضت جموع الناس من حولهم، تحررت ألسنتهم من الجد والوقار، وصارت تطارح الغرام، وأعينهم تفيض بالشهوة، ولا تترك زاوية او إنحناءة من زوايا جسد امرأة إلا افترسته، وكادت أن تخترق ما تحت الثياب، ولا تدري أين ذهب الله في خلوتهم، وأين أختفي؟ هم لا يرونه، أو يتغاضون عن رؤيته، فتشت عن الله في أفعالهم لم أجده، بحثت عنه في معاملتهم لم أجده، إن الله قابع هناك في كتابه، لا يتحرك، لا أثر لله إلا على ألسنتهم الكاذبة، يسحقون أرواحهم من أجل أجسادهم التي تشعلها الرغبة في خلاياهم، فتُذهلهم عن رؤية الحق والفضيلة، إذا كانت عيون الناس غافلة عنهم، ساعة ريثما يقضوا وطرا، ثم تعود إليهم نفوسهم الطاهرة فيتوبوا إلى الله، فهو التواب الرحيم، يفتعلون المشاكل من لا شيء، حتى يظهر كل منهم، يعرض حكمته ووجهة نظره المثالية في هذه القضايا الحساسة، التي قد يعجز عن حلها مجلس الأمم ويقف عندها مذعوراً مبهوتا عاجزاً، ولا حول له ولا قوة، فهو مكتوف الأيدي، أمام هذه العظائم التي تبتكرها بنات أفكارهم الضحلة والساقطة، ليس في قريتنا سوى العبث، يُحيط بنا، ويُقيم فينا، ونجعل له مراسم وطقوس، وهالة من التبجيل والتكريم، ونجعل له أعياداً قومية، ونتحراه في كل عمل نقوم به. أهذا هو الريف؟ كما يظنه الكثيرين من أهل المدن، الذن سمعوا به أو زاروه، على فترات متقطعة متباعدة، يذهبون ليُريحوا أعصابهم، من صخب المدينة أيام قلائل، ثم يرحلون، يأكلون ويشربون ويتنفسون هواءً نقياً، خالياً من التراب والضجيج، الذي يغزو المدينة صباح مساء، يستمتعون بالمساحات الخضراء، والمياه الجارية عبر الترع والقنوات، وبالمعيشة البسيطة، والجبن والبيض واللبن الدسم والعسل والفطير الفلاحي، وأكواب الشاي على نار الحطب، ونكهته المميزة، الفلاحون العائدون قرب المساء فوق الحمير، يحملون عليها أحمال البرسيم، صوت الطاحونة، نباح الكلاب الضالة، تسكع القطط في الطرقات، الليل والهدوء والتفكير العميق، وساعات من الصمت المتواصل، كل هذا لا يعرفه أهل القرى والريف، ولعلهم قد أعتادوا على رؤيتها، فلم تُثر فيهم أي شعور بالجمال والمُتعة، أو أن عقولهم وقلوبهم المعطلة صارت حجاب، يحجُب عنهم سحرها، فلم يروا فيها إلا الشظف والحرمان، فأهل قريتنا الموقرة من الغرباء، لم تكن موقرة في نفوسهم وقلوبهم، ولعلهم سخروا من أهل المدن، حينما يمتدحون جمالها وسحرها، أنهم لم يروا مما يقولون شيئا، بلدتنا الصغيرة النائية عن الحياة وعن عيون الدولة، المطموسة من ذاكرة التاريخ، أنها كمئات من القرى التي تجاورنا، والتي تمتد عبر قطرنا من الجنوب والشمال، يعيشون في عالم الظلام والنسيان، يشق طريق قريتنا الرئيسي، ترعة كبيرة، وعلى أطراف الترعة أشجار متناثرة كبيرة وعتيقة، كأنها موجودة قبل نزول أبونا آدم إلى الأرض، منذ وعينا على الدنيا ونحن نراها، قائمة بجذورها الضخمة تلامس السحاب في النهار، والنجوم في المساء، أو هكذا كنا نراها ونحن أطفال صغار، كانت مياه الترعة التي كنا نراها في صغرنا شفافة ناصعة البياض، وكانت النساء يخرجن في الصباح بعد أن يذهب أزواجهن إلى الحقول، حاملين أوعيتهم، وحصرانهم وأرديتهم المتسخة ليغسلنها على حافة الترعة، ترفع ثيابها قليلاً، وتمد قدميها في الماء وتجلس على حجر صغير، وتبدأ عملها في تنظيف أغراضها، في أثناء ذلك يتجاذبن أطراف الحديث حول أخبار الناس وأطفالهن يلعبون حولهن في الماء، كان منظرا رائعا، لازلت أذكر صداه في مخيلتي حيت كنت أصاحب أمي وأحمل معها بعض أغراضها ونتوجه بها إلى الترعة، أم الآن فقد فقدت مياه الترع والقنوات بريقها الفضي، وتحولت إلى قنوات مجاري تحمل مخلفات الإنسان والحيوان، وصارت تشمئز منها العيون والأنوف والنفوس، ومرتع للفئران والأمراض، على حافتها أطنان من القمامة، والأشجار سكنتها الغربان، وفسد الماء والهواء والظلال، البيوت متلاصقة، والشوارع نحيلة ضيقة، غير نظيفة، مملوءة بروث الحيوانات، وفي المساء يعم الظلام كل شيء، وتهدأ أقدام السائرين إلا من خفافيش البشر.

عمرو موسى: عرفات كان «عفريتاً» وهاجسه الفرار من الوصايات
عمرو موسى: عرفات كان «عفريتاً» وهاجسه الفرار من الوصايات

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

عمرو موسى: عرفات كان «عفريتاً» وهاجسه الفرار من الوصايات

في الحلقة الأخيرة من مقابلته مع «الشرق الأوسط»، وصف عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني بأنه «كان الذكاء بعينه». وقال إن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال كان «رباناً ماهراً في الإبحار بين الأنواء». وتوقف عند «زئبقية» ياسر عرفات الذي كان «يناور للإفلات من أي وصاية». وعبر عن إعجابه بتجربة وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، وتحدث بتقدير عن تجربة وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري. ولم يخف موسى حبه لقصائد المتنبي وأغاني محمد عبد الوهاب. وهنا نص الحلقة: عرفتَ الملك الحسن الثاني فماذا تقول عنه؟ أجاب: «هو الذكاء نفسه، تعريف الذكاء. تستمع وأنت تناقشه. تقول رأياً ثم يرد عليك وترى ماذا يقول وتنتبه. وأنا كنت منتبهاً جداً إلى ما يقول. وفي النهاية أستشف موافقته من عدم موافقته. ليس شرطاً أن يقول لك أنا موافق أو غير موافق، إنما أنت تستشف ذلك. حدث مثل ذلك في القمة العربية - الأفريقية أو القمة الأفريقية ودعوة الصحراء. ستقعد في القاهرة، وستدعو الصحراء إلى القاهرة؟ قال لي أنا غير موافق إطلاقاً وتقول للرئيس، أرجو تبلغ الرئيس أنني غير مرتاح ولا أريد أن نفتح أبواباً لا داعي لفتحها. واضح جداً. قلت له: يا جلالة الملك، نحن نعرض الآتي: أولاً مصر لن توجه الدعوة، ولكن سيوجهها الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية. ثانياً لن يستقبل الرئيس رسمياً هذا الوفد، لا في أثناء حضوره ولا في خلالها. أنا قلت رسمياً. هو لم تمر عليه، فقال لي: رسمياً. فقلت له: وهل يوجد أهم من رسمياً يا جلالة الملك؟ فضحك. وفعلاً هذا ما قمنا به، ولم يقل لا ولا نعم. أنا رسالتي، أرجو أن تصل إلى الرئيس شخصياً. هذا في الآخر. حصل هذا الكلام، ثم عاد هو إلى تأكيد رسالته: أنا غير مرتاح، إنما استمع ولم يعترض على الكلام الذي عرضته أنا في هذا الشأن». الملك عبد الله الثاني مستقبلاً موسى عمرو موسى عام 2002 (أ.ف.ب) وعرفت الملك حسين ونجله الملك عبد الله، ماذا تقول؟ أجاب: «الحقيقة أنا من المعجبين بالأردن وأحب الأردن، وأقدر القدرة الاستثنائية للملك حسين على المناورة وسط أنواء هائلة، وبحيث إنه جنب الأردن الكثير من الكوارث وفي الوقت نفسه خرج منها من دون إصابات أو من دون جروح. أرى أن الملك عبد الله شرب منه الكثير وورث عنه الكثير في هذا الشأن، وأنا أعتقد أن المجتمع الأردني الآن ومن وقت الملك حسين، مجتمع مرتب ومنظم. طبعاً هناك صعوبات سياسية، ونحن لا نتكلم في هذا لأننا جميعاً لدينا صعوبات من الفقر وغيره، ولكن نتحدث عن إدارة الأمور، ونحن نراها من الخارج ولا نراها من الداخل. إنما أنا أرى أن الأردن مُدار إدارة في غاية الذكاء رغم الصعوبات الضخمة جداً، داخلياً وجوارياً وعربياً وإقليمياً». هل تفتقد ياسر عرفات؟ قال: «أنا أترحم عليه؛ لأنه كان شخصية استثنائية، وشخصية كاريزمية، وشخصية عفريت كما نقول في مصر. أي تجده يقول ولا يقول، ويتواجد ولا يتواجد، ويوافق ولا يوافق، كله في الوقت نفسه. طبعاً، كان يترجم الوضع الفلسطيني، وهم مضطرون إلى أن يفعلوا كل شيء، وأن يكونوا عفاريت ليخدموا قضيتهم. ولا شك أنه كان رجلاً وطنياً، ولم يكن على استعداد لأن يكون عميلاً ولا خانعاً ولا خاضعاً لأي سلطة أخرى. هذا هو ياسر عرفات، وهذه ميزة كبيرة جداً فيه، وربما تكون عيباً أيضاً؛ لأن المسألة ليست مسألة أن تكون أو لا تكون. المسألة ليست أبيض أو أسود، أو ليس حتى في الوسط، يجب أن تكون جاهزاً لاحتمالات كثيرة. تتعامل مع هذه بصرامة وحسم، وتتعامل مع هذه بمرونة. هذه هي السياسة. عرفات مستقبلاً عمرو موسى عام 1993 (أ.ف.ب) لم يكن يتهرب فقط من الوصايات العربية، بل كان يتلاعب بها. وكان، كما قلت لك عفريت، يسمي زين العابدين بن علي زين الرجال، والرئيس المبارك حسني مبارك... وهكذا لكل واحد (زعيم) عنده (لقب) هدية». كان ياسر عرفات مناوراً، هل تسببت هذه المناورات في حملات عنيفة ضده أو شتائم؟ قال: «نعم. إنما كانت الشتائم في غيابه كثيرة. هو كان يعلم بالأمر. عندما اجتمعنا في القاهرة، ووضعنا الخرائط لكي ننهي موضوع غزة، وكان ذلك مقدمة لعودة ياسر عرفات إلى الأراضي الفلسطينية عبر غزة. هذا كان بحدّ ذاته شيئاً إيجابياً، وكان يجب البناء عليه. كان الرئيس (مبارك) غاضباً جداً، وأظنه تمتم ببعض الكلمات عنه - ليست موجهة له - أن هذا شغل عيال. ياسر عرفات كان يشك في الإسرائيليين، وهو محق، إنما قبل أن نذهب يجب أن ننظر في هذه الأمور وندرسها ليكون الإخراج النهائي بهدوء. ظل عرفات يناور وهو وقع وتحفظ. وهذا ما أزعج الرئيس مبارك قليلاً، ولكنني أقنعت الرئيس مبارك بأنه إذا قام بهذا الأمر فإن الجانب الآخر ليس فوق الشبهات. كان هناك أعداء كثر لياسر عرفات خصوصاً بعد أحداث العراق والكويت بسبب موقف المنظمة، وهذا أحدث كثيراً من الاضطراب. لم تكن الشتائم جزءاً من الدبلوماسية العربية. ربما برزت مع الانقلابات العسكرية، وكانت شتيمة الخيانة تتردد كثيراً. سألته عن أصعب قمة عربية شارك فيها، فأجاب: «كلها كانت صعبة، إنما الصعوبة كانت في قمة تونس الأولى التي أجّلت سنة 2004، على ما أذكر. كانت القمة في تونس، وكانت هناك نزاعات، كان هناك نزاع كبير جداً، وأنا كنت جزءاً منه؛ إذ كانت هناك دعوة وُجهت إلى الجامعة العربية ليستضيف المعرض العالمي للكتاب في فرانكفورت الكتاب العربي كضيف شرف، وأنا قبلت، بصفتي أميناً عاماً للجامعة. من أحضر لي هذا الطلب؟ أحضره غسان سلامة. جاءني في المكتب في القاهرة وقال لي إن المسألة كذا وكذا، فقلت له: قل لهم أنا أقبل. أنا الأمين العام أقبل. ذهبنا إلى وزراء الثقافة فقبلوا، ذهبنا إلى وزراء الخارجية فقالوا: هل الأمين العام صاحب قرار؟ قلت لهم: نعم صاحب قرار، وإذا كنتم معترضين فسأعرض الأمر على القمة، أقترح عرض الأمر على القمة. قامت الدنيا ولم تقعد. ضروري، وهذا موضوع خطير جداً وسأثيره في القمة. هذا وأمور أخرى، جعلت الرئيس زين العابدين بن علي - الله يرحمه - يؤجل القمة، يعطل القمة. هذه كانت أزمة كبيرة جداً جداً، ولم أكن قد التقيته منذ بدء اجتماعات وزراء الخارجية. قرر ليس إلغاء القمة، إنما تأجيلها، والرؤساء على وصول، وكان بعضهم وصل. زين العابدين بن علي كان على حق، انعقاد القمة في هذا الجو المتوتر بسبب أمور كثيرة وبنود كثيرة (لم يتم التوافق عليها) لم يكن مناسباً؛ إذ كان الجو غير مريح. أبلغنا وزير الدولة الحبيب بن يحيى بالتأجيل، فحصلت صدمة ودهشة. ذهبت إلى الفندق فوجدت أن الرئيس بن علي استدعاني، فقال لي: ما رأيك؟ فقلت له: أنا مقدر لهذه الأسباب، إنما يا سيادة الرئيس لا بد من أن نحدد موعداً من الآن، ونحن في آخر مارس (آذار)، أعطنا إلى شهر مايو (أيار). فقال لي: وهو كذلك. وكان وصلني قبل ذلك تصريح بأن مسؤولاً مصرياً يقول إن مصر مستعدة لاستضافة القمة التي لم تعقد في تونس. قلت له: سأرى الأمور وأعود إلى سيادتك. زين العابدين بن علي كاد يلغي القمة العربية في تونس (أ.ف.ب) ذهبت إلى القاهرة. قبل أن أذهب تكلمت مع الدكتور زكريا عزمي وطلبت موعداً فورياً مع الرئيس لدى الوصول، ورد بأن الموعد غداً التاسعة صباحاً. قال لي أمين الرئاسة إن الرئيس عنده الوزير سعود الفيصل، ووزير الخارجية المصرية أحمد ماهر. فقلت له بلغ الرئيس بأنني وصلت، قال له فليتفضل. هم كانوا جالسين، دخلت وجلست. الأمير سعود على يمين الرئيس، ثم وزير خارجية مصر، وأنا جلست على الكرسي المواجه للرئيس. ماذا ستفعل يا عمرو في الموضوع؟ قلت له: يا سيادة الرئيس، الموضوع أولاً كان فيه تعقيدات فعلاً، ربما لم يكن القرار أفضل القرارات ولكن كانت هناك تعقيدات. هذا أولاً، وثانياً إنه دور تونس، وأنا تفاهمت مع الرئيس التونسي بأنه لا بد من أن نحدد موعداً، وأن يكون شهر مايو المقبل، وأن تعقد في تونس، وأن يكون ذلك رسالة من سيادتك له. فقال لي: والله لك حق، أرتاح لهذا. جمعت سعود الفيصل وعمرو موسى علاقة ودية (أ.ف.ب) وسعود الفيصل كأن نزلت عليه رحمة، سَعِد جداً. أنا الأمين العام أطالب بأن تعقد في تونس، والحقيقة أن الأمير سعود الفيصل جاء للغرض نفسه. رأى أن عقدها خارج تونس سيؤدي إلى أزمة مصرية - تونسية، وربما مغاربية. نحن لا نريد ذلك. وأنا نفسي - الأمين العام - جئت لأطلب أن تعقد في تونس. الأمين العام المصري يقول ضروري (أن تعقد في) تونس. وبالتالي، ذهبت في اليوم التالي إلى تونس، وأبلغته بهذا الكلام، وأنها ستعقد هنا في الشهر المقبل، ثم جلسنا نتحدث عن محمد عبد الوهاب معاً وهو شديد الإعجاب به ولديه كل شرائطه وأغنياته». بماذا تشعر عندما تفكر بمصير معمر القذافي وصدام حسين وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك وزين العابدين بن علي؟ أجاب: «الله يرحمهم، أخطأوا كثيراً، ولم يروا الزخم الآتي. الزخم الآتي كان واضحاً في الكلام عن شرق أوسط جديد. لو كان في العالم العربي حكم رشيد، في هذه الدول، لكانت الجماهير حمتهم. إنما الجماهير تعاطفت ونحن نحتاج إلى التغيير». سألت موسى عن تجارب استوقفته لدى نظرائه العرب، فأجاب: «استوقفني كثيرون. الحقيقة أن الكثير من وزراء الخارجية العرب في ذلك الوقت كانوا متميزين وعالين في المهنية وفي احترام أنفسهم. ضروري أن أذكر أولاً الأمير سعود الفيصل، رحمة الله عليه، كان شخصية استثنائية، شخصية كبيرة وعالية المستوى، وقادراً على التفاهم وتقدير الأمور التقدير السليم. وكان حائزاً على ثقة الملك عبد الله، ما ينقله إليه يأخذه الملك بصفته الوضع الصادق تماماً، وبناء عليه يحلل ويتخذ قرارات. أحببت سعود جداً وأعتقد أننا تبادلنا هذا الشعور بالود، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية في نجاح الجامعة العربية في ذلك الوقت في إنشاء وإقامة زخم سياسي وراء القضية الفلسطينية، وراء الإصلاحات في الجامعة العربية، ووراء الطرح الجديد وحركية الجامعة العربية. كان مؤيداً، أو أكثر من ذلك، دافع عندما كنت في بيروت أحاول باسم الجامعة العربية، جمع الأطياف المختلفة، وكان عندما يتكلم مع الأوروبيين، وأنا أعلم ذلك من أوروبا، أننا لأول مرة العرب مجتمعون في بيروت في شخص الأمين العام. كان مؤيداً تماماً، وفاهماً لهذا الأمر. عندما ذهبنا إلى الأمم المتحدة مرة واثنتين وثلاثاً، كان يتماشى معي. عندما أعقد اجتماعاً في أميركا اللاتينية مثلاً، قمة أميركا اللاتينية، وهو أمر ضروري أن تكون الجامعة حاضرة، كان يأتي. الحقيقة كان دائماً على نفس السرعة والتأييد، وكان مرتاحاً للطرح الجديد من الجامعة. وكان حاضراً. أشير أيضاً إلى هوشيار زيباري، وزير خارجية العراق الأسبق. زيباري الوزير الكردي كان أكثر عروبة من كثيرين، والمصلحة العربية يعبر عنها بطريقة سليمة جداً، ويتدخل حينما يجب أن يتدخل لمنع توتر ما بين وزيرين أو ثلاثة أو الوزراء والأمين العام. كان، الحقيقة، شخصية إيجابية بكل معنى الكلمة. عمرو موسى في مؤتمر صحافي مع هوشيار زيباري في بغداد (غيتي) لا أريد أن أسترسل وأتحدث عن 22 وزير خارجية. أذكر أيضاً من الناس ذوي الحيثية في الحديث والقدرة على التواصل معك ومساعدتك، الحبيب بن يحيى، وزير خارجية تونس، ووزير دفاع تونس أيضاً. هذه شخصية سوية تماماً وممثل جيد للطرح العربي. الشيخ صباح الأحمد كان في مستوى مختلف؛ لأنه كان في طريقه ليكون أمير دولة الكويت. كان وزير خارجية ورئيس وزراء. كان له ذكاء معين في قراءة الاجتماع العربي، قبل أن يقرأه شخص آخر، يستشف أن الاجتماع بهذا الشكل سيؤدي إلى أزمة بعد 10 دقائق أو ربع ساعة، فيتدخل في اللحظة المناسبة داعياً إلى التشاور وتعليق الاجتماع. لو استمر الاجتماع لكان الناس تضاربوا، فهو كان له دور فيه من الذكاء الذي يؤدي إلى تجنيب الاجتماعات العربية الكثير من الأزمات. الشيخ الصباح كان له دور، ودوره بصفته أميراً للكويت كبير جداً من دون شك. وهناك آخرون قضوا، أو ما زالوا على قيد الحياة، منهم حمد بن جاسم من قطر. حمد بن جاسم تكتب فيه صفحات، من ذكائه وحركيته وكيف يتحرك مع الاحتفاظ بمكاسب معينة لقطر، إلا أنه مدرك أن هناك مكاسب يجب أن توزع على الآخرين، وإلا فسيأخذونها. كان ذكياً جداً. لم يكن حمد بن جاسم متعباً بالنسبة لي. كنا نتكلم بصراحة: هذه المسألة أنا سأقف فيها، وهذه المسألة لن أقدر، هو كان يقول ذلك. وكان سعود الفيصل أيضاً يرتاح في التعامل معه. المسائل كانت مفتوحة وليست أن نقول كلاماً لا نقصده. حمد وسعود الفيصل وأنا، كنا نتحدث بهذه الطريقة فيما يتعلق بنا نحن الثلاثة. أما يوسف بن علوي من عمان فهو شخصية صاحبة طريقة استثنائية. كان يجلس صامتاً، إن كان الموضوع رائقاً له يمشيه، وإن لم يكن رائقاً له يبقى صامتاً إلى أن نصل إلى النهاية، وعلى نهاية الاجتماع يتدخل تدخلاً ينفي ويدمر كل ما حصل من اتفاقات. كانت لديه هذه القدرة. أنا كنت أحياناً أرى الأمور تسير بشكل غير صحيح، فأتصور وأتخيل أن هذه المسألة سيوقفها أبو محمد؛ أي يوسف بن علوي، وقد يحدث. قدرات. كنا نعرف هذا. الأردن، أناس شطار. كان هناك أكثر من وزير خارجية شاطراً وفاهماً وليس فقط دفاعاً عن مصالح الأردن، بل الدور العربي وإصلاح هذا وإصلاح ذلك. عبد الإله الخطيب واحد من الأسماء الجيدة ضمن وزراء الخارجية. وناصر جودة، والوزير الحالي أيمن الصفدي، جيد جداً ومتميز. مفيد في الإطار العربي، ويقدر أن يكلمك بصراحة، وتقدر أن تستند إليه وتعتمد عليه». وهل كان تمرير مبادرة السلام العربية في قمة بيروت صعباً؟ يجيب: «لا. لأن الملك عبد الله كان وراءها، وكان من الصعب أن يُرفض للملك عبد الله شيء. كان هناك من حاول. ممثل ليبيا علي عبد السلام التريكي كان هو الوزير، وكان لديه تعليمات برفضها. الملك عبد الله استدعاه وقال له: لا يوجد اعتراض. حاضر. علي كان شاطراً، ونحن لماذا نعترض؟ نحن بدلاً من الاعتراض نصمت وتمر بالإجماع ثم نشرح تصويتنا وتحفظاتنا، وكانت تحصل مثل هذه الأمور». وعن وزراء الخارجية على الصعيد الدولي قال: «لي أصدقاء كثيرون منهم. يأتي على ذهني فوراً هوبر فيدرين، وزير خارجية فرنسا، صديقي منذ كنا معاً وتعاونا كثيراً. جيمس بيكر الذي كان له برستيج معين وحضور معين. وأستطيع أن أنتقده أيضاً. وهناك أيضاً (البريطاني) جاك سترو، رجل مهم. ووزير خارجية ألماني من الخضر كان مهماً جداً. هناك وزراء خارجية لهم ثقل وأصحاب نظريات وفكر وسياسة. سيرغي لافروف عرفته كثيراً، وامتدت علاقتنا حتى هذه اللحظة، وربما هو الأقل تحفظاً بشخصه عن وزراء الغرب. لديه الود والقدرة على اكتساب الصداقات، وأرى أن لافروف واحد من أهم وزراء الخارجية العالميين. عرفت أيضاً هنري كيسنجر وتحدثت معه كثيراً، وفي موضوع القضية الفلسطينية بالذات، ولدي صور أخيرة عندما بدأ «يهكع»، وكان يسمع كلاماً وأظن أنه كان يحتفظ به ويتحدث به مع أصدقائه. هناك كلام يأتي من مصريين وغيرهم، وهو كلام مختلف عن الكلام الذي نتناقش به طوال الوقت، فعلاً أناس غير راضين عن السلوك الإسرائيلي، وغير فاهمين التأييد غير المشروط الآتي من أميركا، كان لديه هذا الأمر لكنه لم يكن، في سنواته الأخيرة أي آخر 10 إلى 15 سنة، مندرجاً جداً في موضوع الشرق الأوسط». وعن الكتب التي أثرت فيه، قال: «هناك الكتب التي قرأتها وأنا صغير، الروايات التي كنا نتعلمها في المدارس، قصة (مدينتين)، وكيف يعرضون الحياة، ويعلموننا الإنجليزية، والمعلمون كانوا على درجة عالية من التعلم والثقافة، ويحاولون أن يأخذونا معهم إلى مستواهم. وهناك كتاب مترجم كيف تتغلب على القلق؟ وأنا أصبحت أؤمن بأن القلق عادة جيدة، ولا بد من أن تكون قلقاً وإلا انتهى بك الأمر». وعن الشاعر الذي يحب، قال: «المتنبي، ولا أزال أقرأ أشعاره، وأحمد شوقي، ونزار (قباني) إلى حد ما، ولكنه ليس بمستواهما. كان حديث المتنبي مفتوحاً باستمرار. عبد الرحمن شلقم (وزير الخارجية الليبي الأسبق) كان لا يتحرك إلا ومعه المتنبي، وعندما يشعر بضيق يخرج ديوان المتنبي ويروح يقرأ حتى بصوت مرتفع. ماذا تفعل يا عبد الرحمن؟ مشغول، أقرأ المتنبي. وجان عبيد (وزير الخارجية اللبناني الأسبق) كان متبحراً في اللغة العربية، وكانت بيننا فعلاً أحاديث طويلة. متعة، متعة، في أن تستمع أو تردد شعر المتنبي. يا سلام. وأشعاره، أو جزء لا بأس به من أشعاره، وليس شرطاً أن يكون بيت شعر كاملاً، مجرد شطر منه لا نزال نردده جميعاً». أحب عمرو موسى باكراً أغاني محمد عبد الوهاب ولا يزال. يقول: «شيء جميل جداً، خصوصاً عندما تستمع إليه في أغانيه غير التجارية، أغانيه التاريخية، شيء عظيم جداً جداً. أنا أستمع إلى عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز وعدد من مطربينا ومطرباتنا الشعبيين. مثلاً، أخونا صباح فخري، يا سلام عندما تستمع إلى أغانيه وتشاهد رقصاته. أنا أحب هذا المغني، وهذا الطرح العربي الجميل في الموسيقى والغناء، خصوصاً عندما يكون للغناء معنى. وهنا برعت أم كلثوم، وكذلك برع عبد الوهاب، وكذلك نزار قباني في الحب، وهو تخصص في هذا المجال، أما مجال الوطنيات والدينيات والفلسفة والحكم والذكريات فهو لهذين المطربين الكبيرين. ولا يمكن أن ننسى لفيروز القدس مثلاً». قلت له: أنت أحببت مصر كثيراً، هل أنت عاتب عليها لسبب ما؟ أجاب: «أنا عاتب ليس على مصر بل من أجل مصر. كان يمكن أن تكون في وضع آخر تماماً لولا غياب الحكم الرشيد عنها لـ70 عاماً». هل ترك فشلك في الانتخابات الرئاسية جرحاً لديك؟ يجيب: «أبداً، أبداً. وهذا شيء من أغرب ما يمكن. أنا مستغرب من نفسي، ربما أكون قد حمدت ربنا على ذلك. قبل الانتخابات أدركت أن القادم هم الإخوان المسلمون، ولكن كان من الصعب عليّ أن أنسحب، ومن ثم كنت مهيئاً، وعندما صدرت النتيجة عقدت مؤتمراً صحافياً وحضره كل الصحافيين الأجانب الموجودين. فقيل لو نجح ماذا كان سيحصل. مؤتمر صحافي حضره مائة صحافي، فلو نجح كم صحافي كان سيأتي؟ وقلت: أنا أحيي الحركة الديمقراطية وأهنئ الفائزين وأرجو أن نحافظ من الآن فصاعداً على المسار الديمقراطي. مرشحون آخرون عندما خسروا وقفوا في ميدان التحرير، وقالوا يجب إبدال النتيجة، وإن النتيجة ليست (الرئيس الأسبق محمد) مرسي بل فلان وفلان. دخلوا في مواضيع غير مقنعة وغير لطيفة. إنما أنا كان موقفي التهنئة للفائزين والتمنيات الطيبة لواحد منهما أن يفوز والتمنيات بأن الديمقراطية تسود، ومصر تجد طريقها إلى الأمام. الحمد لله ليست لدي مرارات. وعلى الأقل لا أتذكر شيئاً وأنت تسألني عنها»

عمرو موسى: عرفات كان "عفريتاً" وهاجسه الفرار من الوصايات
عمرو موسى: عرفات كان "عفريتاً" وهاجسه الفرار من الوصايات

الشرق السعودية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق السعودية

عمرو موسى: عرفات كان "عفريتاً" وهاجسه الفرار من الوصايات

في الحلقة الأخيرة من مقابلته مع "الشرق الأوسط"، وصف عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني بأنه "كان الذكاء بعينه". وقال إن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال كان "رباناً ماهراً في الإبحار بين الأنواء". وتوقف عند "زئبقية" ياسر عرفات الذي كان "يناور للإفلات من أي وصاية". وعبر عن إعجابه بتجربة وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، وتحدث بتقدير عن تجربة وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري. ولم يخف موسى حبه لقصائد المتنبي وأغاني محمد عبد الوهاب. وهنا نص الحلقة: عرفتَ الملك الحسن الثاني فماذا تقول عنه؟ أجاب: "هو الذكاء نفسه، تعريف الذكاء. تستمع وأنت تناقشه. تقول رأياً ثم يرد عليك، وترى ماذا يقول وتنتبه. وأنا كنت منتبهاً جداً إلى ما يقول. وفي النهاية أستشف موافقته من عدم موافقته. ليس شرطاً أن يقول لك أنا موافق أو غير موافق، إنما أنت تستشف ذلك. حدث مثل ذلك في القمة العربية - الإفريقية أو القمة الإفريقية ودعوة الصحراء. ستقعد في القاهرة، وستدعو الصحراء إلى القاهرة؟ قال لي أنا غير موافق إطلاقاً وتقول للرئيس، أرجو تبلغ الرئيس أنني غير مرتاح، ولا أريد أن نفتح أبواباً لا داعي لفتحها. واضح جداً. قلت له: يا جلالة الملك، نحن نعرض الآتي: أولاً مصر لن توجه الدعوة، ولكن سيوجهها الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية. ثانياً لن يستقبل الرئيس رسمياً هذا الوفد، لا في أثناء حضوره ولا في خلالها. أنا قلت رسمياً. هو لم تمر عليه، فقال لي: رسمياً. فقلت له: وهل يوجد أهم من رسمياً يا جلالة الملك؟ فضحك. وفعلاً هذا ما قمنا به، ولم يقل لا ولا نعم. أنا رسالتي، أرجو أن تصل إلى الرئيس شخصياً. هذا في الآخر. حصل هذا الكلام، ثم عاد هو إلى تأكيد رسالته: أنا غير مرتاح، إنما استمع ولم يعترض على الكلام الذي عرضته أنا في هذا الشأن". وعرفت الملك حسين ونجله الملك عبد الله، ماذا تقول؟ أجاب: "الحقيقة أنا من المعجبين بالأردن وأحب الأردن، وأقدر القدرة الاستثنائية للملك حسين على المناورة وسط أنواء هائلة، وبحيث إنه جنب الأردن الكثير من الكوارث، وفي الوقت نفسه خرج منها من دون إصابات أو من دون جروح. أرى أن الملك عبد الله شرب منه الكثير وورث عنه الكثير في هذا الشأن، وأنا أعتقد أن المجتمع الأردني الآن ومن وقت الملك حسين، مجتمع مرتب ومنظم. طبعاً هناك صعوبات سياسية، ونحن لا نتكلم في هذا لأننا جميعاً لدينا صعوبات من الفقر وغيره، ولكن نتحدث عن إدارة الأمور، ونحن نراها من الخارج، ولا نراها من الداخل. إنما أنا أرى أن الأردن مُدار إدارة في غاية الذكاء رغم الصعوبات الضخمة جداً، داخلياً وجوارياً وعربياً وإقليمياً". ياسر عرفات "مناور بارع" هل تفتقد ياسر عرفات؟ قال: "أنا أترحم عليه؛ لأنه كان شخصية استثنائية، وشخصية كاريزمية، وشخصية عفريت كما نقول في مصر. أي تجده يقول ولا يقول، ويتواجد ولا يتواجد، ويوافق ولا يوافق، كله في الوقت نفسه. طبعاً، كان يترجم الوضع الفلسطيني، وهم مضطرون إلى أن يفعلوا كل شيء، وأن يكونوا عفاريت ليخدموا قضيتهم. ولا شك أنه كان رجلاً وطنياً، ولم يكن على استعداد لأن يكون عميلاً ولا خانعاً ولا خاضعاً لأي سلطة أخرى. هذا هو ياسر عرفات، وهذه ميزة كبيرة جداً فيه، وربما تكون عيباً أيضاً؛ لأن المسألة ليست مسألة أن تكون أو لا تكون. المسألة ليست أبيض أو أسود، أو ليس حتى في الوسط، يجب أن تكون جاهزاً لاحتمالات كثيرة. تتعامل مع هذه بصرامة وحسم، وتتعامل مع هذه بمرونة. هذه هي السياسة. لم يكن يتهرب فقط من الوصايات العربية، بل كان يتلاعب بها. وكان، كما قلت لك عفريت، يسمي زين العابدين بن علي زين الرجال، والرئيس المبارك حسني مبارك... وهكذا لكل واحد (زعيم) عنده (لقب) هدية". كان ياسر عرفات مناوراً، هل تسببت هذه المناورات في حملات عنيفة ضده أو شتائم؟ قال: "نعم. إنما كانت الشتائم في غيابه كثيرة. هو كان يعلم بالأمر. عندما اجتمعنا في القاهرة، ووضعنا الخرائط لكي ننهي موضوع غزة، وكان ذلك مقدمة لعودة ياسر عرفات إلى الأراضي الفلسطينية عبر غزة. هذا كان بحدّ ذاته شيئاً إيجابياً، وكان يجب البناء عليه. كان الرئيس (مبارك) غاضباً جداً، وأظنه تمتم ببعض الكلمات عنه - ليست موجهة له - أن هذا شغل عيال. ياسر عرفات كان يشك في الإسرائيليين، وهو محق، إنما قبل أن نذهب يجب أن ننظر في هذه الأمور، وندرسها ليكون الإخراج النهائي بهدوء. ظل عرفات يناور وهو وقع وتحفظ. وهذا ما أزعج الرئيس مبارك قليلاً، ولكنني أقنعت الرئيس مبارك بأنه إذا قام بهذا الأمر، فإن الجانب الآخر ليس فوق الشبهات. كان هناك أعداء كثر لياسر عرفات، خصوصاً بعد أحداث العراق والكويت بسبب موقف المنظمة، وهذا أحدث كثيراً من الاضطراب. لم تكن الشتائم جزءاً من الدبلوماسية العربية. ربما برزت مع الانقلابات العسكرية، وكانت شتيمة الخيانة تتردد كثيراً. قمة تونس الأصعب سألته عن أصعب قمة عربية شارك فيها، فأجاب: 'كلها كانت صعبة، إنما الصعوبة كانت في قمة تونس الأولى التي أجّلت سنة 2004، على ما أذكر. كانت القمة في تونس، وكانت هناك نزاعات، كان هناك نزاع كبير جداً، وأنا كنت جزءاً منه؛ إذ كانت هناك دعوة وُجهت إلى الجامعة العربية ليستضيف المعرض العالمي للكتاب في فرانكفورت الكتاب العربي كضيف شرف، وأنا قبلت، بصفتي أميناً عاماً للجامعة. من أحضر لي هذا الطلب؟ أحضره غسان سلامة. جاءني في المكتب في القاهرة وقال لي إن المسألة كذا وكذا، فقلت له: قل لهم أنا أقبل. أنا الأمين العام أقبل. ذهبنا إلى وزراء الثقافة فقبلوا، ذهبنا إلى وزراء الخارجية فقالوا: هل الأمين العام صاحب قرار؟ قلت لهم: نعم صاحب قرار، وإذا كنتم معترضين فسأعرض الأمر على القمة، أقترح عرض الأمر على القمة. قامت الدنيا ولم تقعد. ضروري، وهذا موضوع خطير جداً وسأثيره في القمة. هذا وأمور أخرى، جعلت الرئيس زين العابدين بن علي - الله يرحمه - يؤجل القمة، يعطل القمة. هذه كانت أزمة كبيرة جداً جداً، ولم أكن قد التقيته منذ بدء اجتماعات وزراء الخارجية. قرر ليس إلغاء القمة، إنما تأجيلها، والرؤساء على وصول، وكان بعضهم وصل. زين العابدين بن علي كان على حق، انعقاد القمة في هذا الجو المتوتر بسبب أمور كثيرة وبنود كثيرة (لم يتم التوافق عليها) لم يكن مناسباً؛ إذ كان الجو غير مريح. أبلغنا وزير الدولة الحبيب بن يحيى بالتأجيل، فحصلت صدمة ودهشة. ذهبت إلى الفندق فوجدت أن الرئيس بن علي استدعاني، فقال لي: ما رأيك؟ فقلت له: أنا مقدر لهذه الأسباب، إنما يا سيادة الرئيس لا بد من أن نحدد موعداً من الآن، ونحن في آخر مارس، أعطنا إلى شهر مايو. فقال لي: وهو كذلك. وكان وصلني قبل ذلك تصريح بأن مسؤولاً مصرياً يقول إن مصر مستعدة لاستضافة القمة التي لم تعقد في تونس. قلت له: سأرى الأمور وأعود إلى سيادتك. ذهبت إلى القاهرة. قبل أن أذهب تكلمت مع الدكتور زكريا عزمي وطلبت موعداً فورياً مع الرئيس لدى الوصول، ورد بأن الموعد غداً التاسعة صباحاً. قال لي أمين الرئاسة إن الرئيس عنده الوزير سعود الفيصل، ووزير الخارجية المصرية أحمد ماهر. فقلت له بلغ الرئيس بأنني وصلت، قال له فليتفضل. هم كانوا جالسين، دخلت وجلست. الأمير سعود على يمين الرئيس، ثم وزير خارجية مصر، وأنا جلست على الكرسي المواجه للرئيس. ماذا ستفعل يا عمرو في الموضوع؟ قلت له: يا سيادة الرئيس، الموضوع أولاً كان فيه تعقيدات فعلاً، ربما لم يكن القرار أفضل القرارات، ولكن كانت هناك تعقيدات. هذا أولاً، وثانياً إنه دور تونس، وأنا تفاهمت مع الرئيس التونسي بأنه لا بد من أن نحدد موعداً، وأن يكون شهر مايو المقبل، وأن تعقد في تونس، وأن يكون ذلك رسالة من سيادتك له. فقال لي: والله لك حق، أرتاح لهذا. وسعود الفيصل كأن نزلت عليه رحمة، سَعِد جداً. أنا الأمين العام أطالب بأن تعقد في تونس، والحقيقة أن الأمير سعود الفيصل جاء للغرض نفسه. رأى أن عقدها خارج تونس سيؤدي إلى أزمة مصرية - تونسية، وربما مغاربية. نحن لا نريد ذلك. وأنا نفسي - الأمين العام - جئت لأطلب أن تعقد في تونس. الأمين العام المصري يقول ضروري (أن تعقد في) تونس. وبالتالي، ذهبت في اليوم التالي إلى تونس، وأبلغته بهذا الكلام، وأنها ستعقد هنا في الشهر المقبل، ثم جلسنا نتحدث عن محمد عبد الوهاب معاً وهو شديد الإعجاب به ولديه كل شرائطه وأغنياته". بماذا تشعر عندما تفكر بمصير معمر القذافي وصدام حسين وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك وزين العابدين بن علي؟ أجاب: "الله يرحمهم، أخطأوا كثيراً، ولم يروا الزخم الآتي. الزخم الآتي كان واضحاً في الكلام عن شرق أوسط جديد. لو كان في العالم العربي حكم رشيد، في هذه الدول، لكانت الجماهير حمتهم. إنما الجماهير تعاطفت ونحن نحتاج إلى التغيير". تجارب مع وزراء عرب سألت موسى عن تجارب استوقفته لدى نظرائه العرب، فأجاب: "استوقفني كثيرون. الحقيقة أن الكثير من وزراء الخارجية العرب في ذلك الوقت كانوا متميزين وعالين في المهنية وفي احترام أنفسهم. ضروري أن أذكر أولاً الأمير سعود الفيصل، رحمة الله عليه، كان شخصية استثنائية، شخصية كبيرة وعالية المستوى، وقادراً على التفاهم وتقدير الأمور التقدير السليم. وكان حائزاً على ثقة الملك عبد الله، ما ينقله إليه يأخذه الملك بصفته الوضع الصادق تماماً، وبناء عليه يحلل ويتخذ قرارات. أحببت سعود جداً وأعتقد أننا تبادلنا هذا الشعور بالود، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية في نجاح الجامعة العربية في ذلك الوقت في إنشاء وإقامة زخم سياسي وراء القضية الفلسطينية، وراء الإصلاحات في الجامعة العربية، ووراء الطرح الجديد وحركية الجامعة العربية. كان مؤيداً، أو أكثر من ذلك، دافع عندما كنت في بيروت أحاول باسم الجامعة العربية، جمع الأطياف المختلفة، وكان عندما يتكلم مع الأوروبيين، وأنا أعلم ذلك من أوروبا، أننا لأول مرة العرب مجتمعون في بيروت في شخص الأمين العام. كان مؤيداً تماماً، وفاهماً لهذا الأمر. عندما ذهبنا إلى الأمم المتحدة مرة واثنتين وثلاثاً، كان يتماشى معي. عندما أعقد اجتماعاً في أميركا اللاتينية مثلاً، قمة أميركا اللاتينية، وهو أمر ضروري أن تكون الجامعة حاضرة، كان يأتي. الحقيقة كان دائماً على نفس السرعة والتأييد، وكان مرتاحاً للطرح الجديد من الجامعة. وكان حاضراً. أشير أيضاً إلى هوشيار زيباري، وزير خارجية العراق الأسبق. زيباري الوزير الكردي كان أكثر عروبة من كثيرين، والمصلحة العربية يعبر عنها بطريقة سليمة جداً، ويتدخل حينما يجب أن يتدخل لمنع توتر ما بين وزيرين أو ثلاثة أو الوزراء والأمين العام. كان، الحقيقة، شخصية إيجابية بكل معنى الكلمة. لا أريد أن أسترسل وأتحدث عن 22 وزير خارجية. أذكر أيضاً من الناس ذوي الحيثية في الحديث والقدرة على التواصل معك ومساعدتك، الحبيب بن يحيى، وزير خارجية تونس، ووزير دفاع تونس أيضاً. هذه شخصية سوية تماماً وممثل جيد للطرح العربي. الشيخ صباح الأحمد كان في مستوى مختلف؛ لأنه كان في طريقه ليكون أمير دولة الكويت. كان وزير خارجية ورئيس وزراء. كان له ذكاء معين في قراءة الاجتماع العربي، قبل أن يقرأه شخص آخر، يستشف أن الاجتماع بهذا الشكل سيؤدي إلى أزمة بعد 10 دقائق أو ربع ساعة، فيتدخل في اللحظة المناسبة داعياً إلى التشاور وتعليق الاجتماع. لو استمر الاجتماع لكان الناس تضاربوا، فهو كان له دور فيه من الذكاء الذي يؤدي إلى تجنيب الاجتماعات العربية الكثير من الأزمات. الشيخ الصباح كان له دور، ودوره بصفته أميراً للكويت كبير جداً من دون شك. وهناك آخرون قضوا، أو ما زالوا على قيد الحياة، منهم حمد بن جاسم من قطر. حمد بن جاسم تكتب فيه صفحات، من ذكائه وحركيته وكيف يتحرك مع الاحتفاظ بمكاسب معينة لقطر، إلا أنه مدرك أن هناك مكاسب يجب أن توزع على الآخرين، وإلا فسيأخذونها. كان ذكياً جداً. لم يكن حمد بن جاسم متعباً بالنسبة لي. كنا نتكلم بصراحة: هذه المسألة أنا سأقف فيها، وهذه المسألة لن أقدر، هو كان يقول ذلك. وكان سعود الفيصل أيضاً يرتاح في التعامل معه. المسائل كانت مفتوحة وليست أن نقول كلاماً لا نقصده. حمد وسعود الفيصل وأنا، كنا نتحدث بهذه الطريقة فيما يتعلق بنا نحن الثلاثة. أما يوسف بن علوي من عمان فهو شخصية صاحبة طريقة استثنائية. كان يجلس صامتاً، إن كان الموضوع رائقاً له يمشيه، وإن لم يكن رائقاً له يبقى صامتاً إلى أن نصل إلى النهاية، وعلى نهاية الاجتماع يتدخل تدخلاً ينفي ويدمر كل ما حصل من اتفاقات. كانت لديه هذه القدرة. أنا كنت أحياناً أرى الأمور تسير بشكل غير صحيح، فأتصور وأتخيل أن هذه المسألة سيوقفها أبو محمد؛ أي يوسف بن علوي، وقد يحدث. قدرات. كنا نعرف هذا. الأردن، أناس شطار. كان هناك أكثر من وزير خارجية شاطراً وفاهماً وليس فقط دفاعاً عن مصالح الأردن، بل الدور العربي وإصلاح هذا وإصلاح ذلك. عبد الإله الخطيب واحد من الأسماء الجيدة ضمن وزراء الخارجية. وناصر جودة، والوزير الحالي أيمن الصفدي، جيد جداً ومتميز. مفيد في الإطار العربي، ويقدر أن يكلمك بصراحة، وتقدر أن تستند إليه وتعتمد عليه". مبادرة السلام العربية وهل كان تمرير مبادرة السلام العربية في قمة بيروت صعباً؟ يجيب: "لا. لأن الملك عبد الله كان وراءها، وكان من الصعب أن يُرفض للملك عبد الله شيء. كان هناك من حاول. ممثل ليبيا علي عبد السلام التريكي كان هو الوزير، وكان لديه تعليمات برفضها. الملك عبد الله استدعاه وقال له: لا يوجد اعتراض. حاضر. علي كان شاطراً، ونحن لماذا نعترض؟ نحن بدلاً من الاعتراض نصمت وتمر بالإجماع، ثم نشرح تصويتنا وتحفظاتنا، وكانت تحصل مثل هذه الأمور". وعن وزراء الخارجية على الصعيد الدولي قال: "لي أصدقاء كثيرون منهم. يأتي على ذهني فوراً هوبر فيدرين، وزير خارجية فرنسا، صديقي منذ كنا معاً وتعاونا كثيراً. جيمس بيكر الذي كان له برستيج معين وحضور معين. وأستطيع أن أنتقده أيضاً. وهناك أيضاً (البريطاني) جاك سترو، رجل مهم. ووزير خارجية ألماني من الخضر كان مهماً جداً. هناك وزراء خارجية لهم ثقل وأصحاب نظريات وفكر وسياسة. سيرجي لافروف عرفته كثيراً، وامتدت علاقتنا حتى هذه اللحظة، وربما هو الأقل تحفظاً بشخصه عن وزراء الغرب. لديه الود والقدرة على اكتساب الصداقات، وأرى أن لافروف واحد من أهم وزراء الخارجية العالميين. عرفت أيضاً هنري كيسنجر وتحدثت معه كثيراً، وفي موضوع القضية الفلسطينية بالذات، ولدي صور أخيرة عندما بدأ "يهكع"، وكان يسمع كلاماً وأظن أنه كان يحتفظ به ويتحدث به مع أصدقائه. هناك كلام يأتي من مصريين وغيرهم، وهو كلام مختلف عن الكلام الذي نتناقش به طوال الوقت، فعلاً أناس غير راضين عن السلوك الإسرائيلي، وغير فاهمين التأييد غير المشروط الآتي من أميركا، كان لديه هذا الأمر لكنه لم يكن، في سنواته الأخيرة أي آخر 10 إلى 15 سنة، مندرجاً جداً في موضوع الشرق الأوسط". من قصة "مدينتين" إلى ديوان المتنبي وعن الكتب التي أثرت فيه، قال: "هناك الكتب التي قرأتها وأنا صغير، الروايات التي كنا نتعلمها في المدارس، قصة (مدينتين)، وكيف يعرضون الحياة، ويعلموننا الإنجليزية، والمعلمون كانوا على درجة عالية من التعلم والثقافة، ويحاولون أن يأخذونا معهم إلى مستواهم. وهناك كتاب مترجم كيف تتغلب على القلق؟ وأنا أصبحت أؤمن بأن القلق عادة جيدة، ولا بد من أن تكون قلقاً وإلا انتهى بك الأمر". وعن الشاعر الذي يحب، قال: "المتنبي، ولا أزال أقرأ أشعاره، وأحمد شوقي، ونزار (قباني) إلى حد ما، ولكنه ليس بمستواهما. كان حديث المتنبي مفتوحاً باستمرار. عبد الرحمن شلقم (وزير الخارجية الليبي الأسبق) كان لا يتحرك إلا ومعه المتنبي، وعندما يشعر بضيق يخرج ديوان المتنبي ويروح يقرأ حتى بصوت مرتفع. ماذا تفعل يا عبد الرحمن؟ مشغول، أقرأ المتنبي. وجان عبيد (وزير الخارجية اللبناني الأسبق) كان متبحراً في اللغة العربية، وكانت بيننا فعلاً أحاديث طويلة. متعة، متعة، في أن تستمع أو تردد شعر المتنبي. يا سلام. وأشعاره، أو جزء لا بأس به من أشعاره، وليس شرطاً أن يكون بيت شعر كاملاً، مجرد شطر منه لا نزال نردده جميعاً". أحب عمرو موسى باكراً أغاني محمد عبد الوهاب ولا يزال. يقول: "شيء جميل جداً، خصوصاً عندما تستمع إليه في أغانيه غير التجارية، أغانيه التاريخية، شيء عظيم جداً جداً. أنا أستمع إلى عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز وعدد من مطربينا ومطرباتنا الشعبيين. مثلاً، أخونا صباح فخري، يا سلام عندما تستمع إلى أغانيه وتشاهد رقصاته. أنا أحب هذا المغني، وهذا الطرح العربي الجميل في الموسيقى والغناء، خصوصاً عندما يكون للغناء معنى. وهنا برعت أم كلثوم، وكذلك برع عبد الوهاب، وكذلك نزار قباني في الحب، وهو تخصص في هذا المجال، أما مجال الوطنيات والدينيات والفلسفة والحكم والذكريات فهو لهذين المطربين الكبيرين. ولا يمكن أن ننسى لفيروز القدس مثلاً". قلت له: أنت أحببت مصر كثيراً، هل أنت عاتب عليها لسبب ما؟ أجاب: "أنا عاتب ليس على مصر بل من أجل مصر. كان يمكن أن تكون في وضع آخر تماماً لولا غياب الحكم الرشيد عنها لـ70 عاماً". هل ترك فشلك في الانتخابات الرئاسية جرحاً لديك؟ يجيب: "أبداً، أبداً. وهذا شيء من أغرب ما يمكن. أنا مستغرب من نفسي، ربما أكون قد حمدت ربنا على ذلك. قبل الانتخابات أدركت أن القادم هم الإخوان المسلمون، ولكن كان من الصعب عليّ أن أنسحب، ومن ثم كنت مهيئاً، وعندما صدرت النتيجة عقدت مؤتمراً صحافياً وحضره كل الصحافيين الأجانب الموجودين. فقيل لو نجح ماذا كان سيحصل. مؤتمر صحافي حضره مائة صحافي، فلو نجح كم صحافي كان سيأتي؟ وقلت: أنا أحيي الحركة الديمقراطية وأهنئ الفائزين وأرجو أن نحافظ من الآن فصاعداً على المسار الديمقراطي. مرشحون آخرون عندما خسروا وقفوا في ميدان التحرير، وقالوا يجب إبدال النتيجة، وإن النتيجة ليست (الرئيس الأسبق محمد) مرسي بل فلان وفلان. دخلوا في مواضيع غير مقنعة وغير لطيفة. إنما أنا كان موقفي التهنئة للفائزين والتمنيات الطيبة لواحد منهما أن يفوز والتمنيات بأن الديمقراطية تسود، ومصر تجد طريقها إلى الأمام. الحمد لله ليست لدي مرارات. وعلى الأقل لا أتذكر شيئاً وأنت تسألني عنها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store