logo
#

أحدث الأخبار مع #الذكريات

أمل دنقل .. الجنوبى
أمل دنقل .. الجنوبى

اليوم السابع

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • اليوم السابع

أمل دنقل .. الجنوبى

مرت، أمس، ذكرى رحيل الشاعر العربى الكبير أمل دنقل ، إذ رحل فى 21 مايو من عام 1983، وأصدر خلال حياته 7 دواوين شعرية مازالت خالدة إلى يومنا هذا، ومن قصائده الشهيرة قصيدة "الجنوبى" والتى يقول فيها.. صورة هل أنا كنت طفلاً أم أن الذي كان طفلاً سواي هذه الصورة العائلية كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي رفسة من فرس تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس أتذكر سال دمي أتذكر مات أبي نازفاً أتذكر هذا الطريق إلى قبره أتذكر أختي الصغيرة ذات الربيعين لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها المنطمس أو كان الصبي الصغير أنا ؟ أم ترى كان غيري ؟ أحدق لكن تلك الملامح ذات العذوبة لا تنتمي الآن لي و العيون التي تترقرق بالطيبة الآن لا تنتمي لي صرتُ عني غريباً ولم يتبق من السنوات الغريبة الا صدى اسمي وأسماء من أتذكرهم فجأة بين أعمدة النعي أولئك الغامضون : رفاق صباي يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح لكي نأتنس. وجه كان يسكن قلبي وأسكن غرفته نتقاسم نصف السرير ونصف الرغيف ونصف اللفافة والكتب المستعارة هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء ولكنه يعد يومين مزق صورتها واندهش. خاض حربين بين جنود المظلات لم ينخدش واستراح من الحرب عاد ليسكن بيتاً جديداً ويكسب قوتاً جديدا يدخن علبة تبغ بكاملها ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي لكنه لا يطيل الزيارة عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب وفي غرفة العمليات لم يصطحب أحداً غير خف وأنبوبة لقياس الحرارة. فجأة مات ! لم يحتمل قلبه سريان المخدر وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات عاد كما كان طفلاً سيشاركني في سريري وفي كسرة الخبز، والتبغ لكنه لا يشاركني .. في المرارة. وجه ومن أقاصي الجنوب أتى، عاملاً للبناء كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء كنت أجلس خارج مقهى قريب وبالأعين الشاردة كنت أقرأ نصف الصحيفة والنصف أخفي به وسخ المائدة لم أجد غير عينين لا تبصران وخيط الدماء. وانحنيت عليه أجس يده قال آخر : لا فائدة صار نصف الصحيفة كل الغطاء و أنا ... في العراء وجه ليت أسماء تعرف أن أباها صعد لم يمت هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد وكأن الشراب نفد و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد. ليت "أسماء" تعرف أن أباها الذي حفظ الحب والأصدقاء تصاويره وهو يضحك وهو يفكر وهو يفتش عما يقيم الأود . ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات خبأنه بين أوراقهن وعلمنه أن يسير ولا يلتقي بأحد . مرآة هل تريد قليلاً من البحر ؟ إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي البحر و المرأة الكاذبة. سوف آتيك بالرمل منه وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً فلم أستبنه. . . هل تريد قليلاً من الخمر؟ إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين : قنينة الخمر و الآلة الحاسبة. سوف آتيك بالثلج منه وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً فلم أستبنه . . بعدما لم أجد صاحبي لم يعد واحد منهما لي بشيئ هل نريد قليلاً من الصبر ؟ لا .. فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه يشتهي أن يلاقي اثنتين: الحقيقة و الأوجه الغائبة.

أزقة الراشدية
أزقة الراشدية

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • منوعات
  • البيان

أزقة الراشدية

من دون تكلف، قادتني خطواتي تنزهاً بين أزقة الراشدية الضيقة، والراشدية كما نعلم منطقة سكنية تقع شرق مدينة دبي، وعلى الرغم من وقوعها في منطقة استراتيجية، قرب مطار دبي الدولي، وقرب الخدمات، لكنها بالمقابل تملك خصوصيتها في منازلها العربية ذات الأفنية الداخلية، وأشجار الغاف العتيقة، الضخمة والمتلاصقة، كأنها سلسلة ظلال مستمرة، أما الأزقة الضيقة فمن أجمل خصوصياتها. والأزقة أو الزنقات أو كما نقول «السكيك»، وكل تلك المسالك الضيقة والتي بالكاد تسع لشخصين أو ثلاثة للمرور فيها، هي من جماليات الأحياء في مختلف مدن العالم.. وكل من يعرف الراشدية، يجد في أزقتها تاريخاً قصصياً يخرج من بهو ذاكرة الآباء. كنت أجد بعض «السكيك» بنهاية مسدودة، وبعضها برائحة أعشاب نبتت بعشوائية في أرضها المتأزقة، وأزقة تمت توسعتها لأسباب صحية أو ليصلها الضوء، على الرغم من أننا في منطقة حارة نبحث عن الظل دائماً.. كما أن أزقة الراشدية ليست كالأزقة الأخرى التي تضيع فيها، بل تجعلك فضولياً تبحث عن غيرها، فخلال تجوالي وجدت سكة في منتصفها شجرة قديمة كثيرة الأغصان وقليلة الأوراق، معلق عليها دراجات العمال الساكنين مقابلها، وبشكل فني، مستخدمين أغصانها التي تم تلوينها لتصبح موقفاً للصفط. أغلبية أزقة الراشدية تحتوي على شجرة، وغالباً ضخمة، أكثرها من الشريش المضللة لنصف الممر، وإن لم تكن، فزهور الجهنمية المتدلية بشاعرية من أسطح البيوت إلى أرضية السكة.. كل شيء طبيعي أمام من يمرها، ويستعيد اكتشاف الزمن من خلال تلك الزوايا الضيقة التي تذكرهم بأوقات اللعب في طفولة الكرة والدراجات الصغيرة، لأغلب الجيل الرائع من المتقاعدين. فماذا لو رصفت أرضيات تلك المسالك الترابية بالحصى المرصوف، وصبغت جدرانها.. هي أزقة بحاجة فقط إلى رونق وحياة، كمقاعد أسفل ظلال النبت مفتوحة للمشاة، لمجرد ترميمها وإضاءتها، أو حتى تغطيتها بشبكة من مظلة خضراء تقي من الشمس، وبعض المشاتل ونوافير صغيرة، مثلها مثل الأزقة الشعبية في مدن أخرى، حيث يهربون إليها آخر النهار، فالشعوب مهما تقدمت، تحتاج إلى دفاترها القديمة، شيء من الذاكرة اللامتناهية أمام ضغوط العمل في مدينة العمل. أمّا الراشدية، وبسبب موقعها الاستراتيجي، نستطيع إعادة أزقتها بأسلوب سياحي وثقافي، وذلك بتسمية الأزقة بأسماء عائلات سكنتها، كوثيقة لذاكرة استرجاعية، ثم تذهب الأسماء بجذورها في الأدلة السياحية، ومنحها وجوداً معلوماتياً، لتصبح مألوفة، لا سيّما أن الحيّز الصغير له سحره... وحبذا أن تكتبنا الأزقة قبل أن نكتبها، ففي الشوارع أقوال ورسائل.

الجيل الذي لا يشيخ
الجيل الذي لا يشيخ

صحيفة سبق

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • صحيفة سبق

الجيل الذي لا يشيخ

في عالم سريع التغير، حيث تتداخل التكنولوجيا مع حياتنا اليومية، هناك جيل استثنائي يجمع بين الأصالة والتجديد، بين الماضي والحاضر، بين التدرج والتأقلم. إنه جيل الثمانينات، الجيل الذي لا يظهر عليه الزمن، والذي يعيش وسط تقلبات الحياة بثبات ومرونة تجعله مختلفًا عن غيره. هذا الجيل لا يُقاس بعمره الزمني فقط، بل بقوة شخصيته وحكمته المكتسبة من تجارب الطفولة البسيطة والحداثة المتسارعة. فهو جيل تدرج، لا قفزات، تعلم الصبر والانتظار، وعاش مسؤولياته مبكراً، مما صنع منهم أشخاصاً قادرين على مواجهة التحديات بقوة وصبر. من الناحية النفسية والاجتماعية، يحمل هذا الجيل توازناً نادراً بين التقاليد والتجديد، بين الحياة الواقعية والرقمية. فهم يعرفون متى يستخدمون التقنية بحكمة، ومتى يضعونها جانباً ليعيشوا اللحظة الحقيقية. يعرفون أن القيم تُغرس في السلوك، وليس في الرموز الرقمية. نشأ جيل الثمانينات في بيئة تمزج بين بساطة العالم التناظري وبدايات الثورة الرقمية. عايشوا طفولتهم قبل انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، وتربوا على شرائط الكاسيت وأجهزة الهاتف الأرضي، وشهدوا ولادة الإنترنت، وأول الهواتف المحمولة، والتحول من الكاسيت إلى الـCD ثم الـMP3 . يعرفون كيف يستخدمون التكنولوجيا الحديثة، لكنهم أيضاً يحتفظون بذكريات التواصل الحقيقي بعيداً عن الشاشات. تعلم هذا الجيل قيمة الصبر والانتظار، إذ لم تكن كل الأمور متاحة بسهولة أو فوراً. نشأوا في بيئة تجعلهم يقدَّرون الأشياء ويحتفون بها لأنها لم تكن مجانية أو فورية، وهذا ما منحهم صبراً داخلياً ونضجاً في التعامل مع الحياة. تربوا في أسر ممتدة تحترم الكبير، ويعشقون اللعب الجماعي في الأحياء والمدارس. لم تكن حياتهم محصورة في عزلة رقمية، بل كانت مليئة بالتواصل المتبادل الحقيقي والعلاقات الاجتماعية الحقيقية التي غرست فيهم قيم الانتماء والدفء الإنساني. الجلوس مع الأجداد والتعلم من خبراتهم وكان لجيل الثمانينات عادة مميزة في الجلوس مع الجدات والأجداد ومن هم أكبر منهم سناً، والاستماع إلى قصصهم وحكمهم، مما شكل لهم نافذة على خبرات الماضي وقيمته الحقيقية. هذا الاحترام العميق للتجارب السابقة لم يكن فقط تركة عاطفية، بل كان أساساً لبناء شخصياتهم وصقل وعيهم، مما مكنهم من الانتقال بين عوالم متعددة بثبات ورؤية واضحة. على عكس البعض من الأجيال الحديثة التي تميل أحياناً إلى تجاوز أو تجاهل الخبرات السابقة، كان جيل الثمانينات يتعلم من الماضي، ويقدر قيمة ما ورثه، مما جعله أكثر نضجاً واستقراراً نفسياً واجتماعياً. جيل المسؤولية المبكرة ما يميز هذا الجيل أيضاً تحمل المسؤولية منذ صغرهم، حيث لم يكبروا في بيئة مظللة أو مدللة. كانوا مطالبين بمواجهة نتائج أفعالهم وتحمل تبعاتها، مما جعلهم بالغين مبكراً، وقادرين على الاعتماد على أنفسهم ودعم أسرهم، سواء بالعمل أو التوجيه. جيل يتمتع بمرونة عقلية تمكن هذا الجيل من التكيف مع تغيرات العالم السريعة، فهم يتنقلون بسلاسة بين التعليم التقليدي والإلكتروني، بين الورق والشاشات. يعرفون كيف يعيشون بدون التقنية، وكيف يستخدمونها بذكاء وحكمة في وقتها المناسب. جيل ذو هوية مستقلة لا يتبعون الموضة أو الضجيج اللحظي، بل يبحثون دائماً عن المعنى والتجربة الحقيقية. يحترمون الخصوصية، ويعيشون حياتهم وفق قيمهم الخاصة، بعيداً عن مطاردة "الترند" أو الشهرة السطحية. من المدهش أن جيل الثمانينات، رغم التحديات التي واجهها، يحتفظ بحيوية وشباب دائم، فلا تعكس ملامحهم أعمارهم الحقيقية. كأن الزمن توقف عندهم، أو كما لو أن طبيعة طفولتهم البسيطة والمليئة بالحركة واللعب منحتهم طاقة ونضارة استثنائية. هم كأبطال رواية لم تكتمل فصولها بعد، يعيشون تفاصيل الحياة بكل حيوية ونشاط. هذا الجيل ليس فقط شاهداً على تغيرات الحياة الجذرية، بل هو الجسر الهادئ بين زمنين مختلفين: زمن البساطة والتقاليد، وزمن التسارع والتكنولوجيا. هم اليوم أباء وأمهات، مدرسون ومديرون، يعيشون دور "رواة حقيقيين" لما كان، و"مترجمين واقعيين" لما هو قادم. لم يرفضوا الحداثة، بل استوعبوها بهدوء، ولم يذوبوا فيها. يفهمون قيمة السرعة لكن لا يركضون خلفها على حساب المعنى. يربون أبناءهم على الحب دون تدليل مفرط، ويعلمونهم الاستقلال دون قطع جذور الانتماء. يعيشون في عالم رقمي دون أن ينسوا أهمية الدفء الإنساني الحقيقي، فهم يعرفون أن القيم تُغرس في السلوك والمواقف وليس في الرموز التعبيرية. في زمن تُقاس فيه اللحظات بالثواني، ويُتخذ فيه القرار بتهور، ما زال هذا الجيل يحتفظ بذاكرة من الاتصال الهاتفي البطيء، انتظار البرامج التلفزيونية، ورسائل ورقية تفوح برائحة الشوق والحنين. هذا الجيل عاش فترة انتقالية بين عوالم مختلفة، لم يخلو من تحديات أثرت على مسيرته الشخصية والاجتماعية. وكأي جيل، ترافق مميزاته بعض الصعوبات التي لا تقلل من قيمته، بل تعكس طبيعته البشرية المعقدة والمتزنة. أحياناً، تراه محافظاً على التقاليد بطريقة جعلته يواجه صعوبة في تقبل بعض التغيرات السريعة أو الأفكار الجديدة. كما أن تحمل المسؤوليات المبكرة أضافت ضغوطاً على أدواره الاجتماعية، وكان لها أثر على بعضهم نفسياً واجتماعياً. الفجوة الرقمية بين هذا الجيل والأجيال الأحدث تخلق أحيانًا تحديات في التواصل والفهم، خاصة مع التغيرات السريعة في العالم الرقمي. كما يظهر بعضهم مقاومة نسبية للتغيرات الاجتماعية أو الثقافية التي قد يراها تهديداً لقيمه ومبادئه. لكن هذه التحديات جزء من الطبيعة الإنسانية لهذا الجيل، الذي تعلم من الماضي، وواجه الحاضر بحكمة، وسعى لبناء مستقبل متوازن. جيل، حين تنظر إليه، تشعر أن الزمن مرّ من أمامه... لا عليه. هذا الجيل لم يكن يملك كل شيء، لكنه عاش كل شيء، لا يتفاخر بعمره، بل بحكمته التي صقلتها التجارب، جيل عاصر كل شيء دون أن يذوب في أي شيء. واليوم، وسط عالم يركض نحو التغيير، يبقى جيل الثمانينات شاهداً ومعلماً، يملك توازناً نادراً بين الذاكرة والتجديد، بين الأصالة والانفتاح. جيل يستحق أن يُصغى له، لا لأننا نقدّسه، بل لأننا نحتاج إلى وعيه العميق وحكمته العملية في صناعة حاضر متزن ومجتمع أكثر تماسكاً. جيل نستطيع أن نتعلم منه، ليس لأنه كامل، بل لأنه نضج مبكراً من خلال تجارب الحياة التي تساعدنا في بناء حاضر ومجتمع أفضل.

محمد عثمان يكتب: ضجيج بائع الخوف
محمد عثمان يكتب: ضجيج بائع الخوف

أخبار السياحة

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • أخبار السياحة

محمد عثمان يكتب: ضجيج بائع الخوف

رغم ضجيج المكان. تحول المشهد بالنسبة لي الي أحد افلام السينما الصامتة، جلس أصدقائي الكرام و هما ينتميان الي ابناء مصر الجديدة و المعادي، المشهد بالنسبة لهما كان محاولة لادراك ما يحدث حولهما. بين الحين و الحين يحاول أحدهم ان يجذب انتباهي الي شئ معين . اما انا فقد كنت بعيد تماماً عن كل هذا، هنا عشت تجربة حياتية كاملة، الجزء الأكبر منها كان خيالي الذي اشقاني كثيرا قد كونه من قصص و حكايات العم و الاب، بدأت رحلتي الي هذا المكان الذي شكل جزء من حياتي منذ حوالي ٥٠ عاما كاملا. عمي السيد عمر كان قد تمرد علي الصعيد، هذا الشاب الجميل طويل القامة قرر أن يهاجر الي القاهره مع رجل يوناني كان يزور الجبل كل فترة، كمعظم الاجانب المقيمين في مصر في الأربعينات كان الرجل يعمل في تجارة الاثار، أصطحب عمي هذا الشاب اليافعي ليكون مساعداً له. كان المحل في سور فندق شبرد القديم المطل علي شارع إبراهيم باشا و الذي تحول الي الجمهوريه، فقط، شاهدت صور هذا المحل و الخواجة جالس علي باب المحل ببدلة بيضاء و عمي يقف بحانبه كمسلة فرعونية او تمثال اجتث من فوق معبد، قرر عمي بعد حريق القاهره عام ٥٢ وهدم الفندق ان يشتري محل في شارع المهدي، هذا الشارع الذي سيكون جزء من هيامي بالتسكع في هذه المنطقة. حر الاقصر جزء او بروفة لجهنم يبدء الاستعداد لرحلتنا الصيفية الي القاهرة أبي وأنا، لا ادري لماذا لم تصحبنا والدتي قط في هذه الرحله. قطار الساعه ٥ مساء : من الصباح يبدء الاستعداد وتوصيات أمي لي ان انتبه و انا اعبر الطريق، ساندوتشات في شنطتي الشبكة المشهورة حريص كل الحرص ان يكون الكرسي بجانب الشباب، السؤال الموسمي لي هل سأنجح في معرفه عدد أعمدة النور، يتحرك القطار، ووالدي مشغول بقراءة سورة يس، أما انا فكأني دخلت عالم السحر. دوماً لدي احساس ان أهل القاهرة أذكي و أجمل لحظات ان تصل قدماي محطة مصر، وأنا في حالة ترقب و خوف كل بائعة كولا كأنها هنومة وجزء من قصة باب الحديد. سائق عمي ينتظرنا ويقرر والدي الذهاب الي عمي السيد عمر الي المحل مباشره، من المحطة الي شارع المهدي ٥ دقايق وأنا دوما التفت الي أحب مكان الي قلبي من ناحية اليسار، والدي يعلم ذلك، انها قنطرة الدكة الميدان الصغير الذي يربط بين شارع إبراهيم باشا ونجيب الريحاني و حاره النصاري. قلبي معلق بهذا المكان وتلك قصة آخرى.

ماضيك ليس سجنك.. بل درسك
ماضيك ليس سجنك.. بل درسك

اليوم السابع

timeمنذ 4 أيام

  • منوعات
  • اليوم السابع

ماضيك ليس سجنك.. بل درسك

في زحام الأيام، وعندما تغرق في ظلام ذكرياتك، قد تجد نفسك محاصرًا بين جدران أخطاء مضت، تصرخ في وجهك بألم، وتلاحقك كأشباح لا تفارقك، كثيرًا ما نغرق في لومة الماضي، نتخبط في أزماته، ونُذيب حاضرنا في بحر من الندم والتأسف على ما مضى، لكن الحقيقة التي يتجاهلها البعض هي أن الوقوف طويلًا عند أخطاء الماضي ليس فقط مضيعة للوقت، بل هو السلاح الذي يشهره الزمن ضد نفسك، ليمزق حاضرَك ويُشوش مستقبلك. الماضي، كما نعلم جميعًا، هو مجرد صفحة من كتاب طويل، صفحة تم طبعها وانتهت، ليس هناك سبيل للعودة إليها أو تصحيح أخطائها، فهي أصبحت جزءًا من التاريخ، جزءًا من دربك الذي لا يمكنك العودة إليه، لكن إذا سمحت لتلك الصفحة أن تهيمن على باقي فصول الكتاب، فإنك لا تكتب حياتك بل تعيد قراءة الأخطاء إلى ما لا نهاية. تُحاصرنا الذاكرة أحيانًا وتدفعنا للتمسك بتفاصيل قد تكون مليئة بالندم، لكن هذا التمسك يُحيل لحظاتنا إلى عذاب مستمر. ماضيك ليس سجنًا تعيش فيه إلى الأبد، بل هو درس يمكن أن يتجاوزك إلى الأفق، بشرط ألا تبقى عالقًا في زاويته الضيقة، إذا استمرت الحياة في ذهنك كحلقات مفرغة من الأخطاء والتراجعات، فسوف تُحرق كل لحظة تمر، وستتحول أيامك إلى جحيم مستعر لا يتوقف عن إضرام النار في أعمق أعماقك. اللحظة التي تقف فيها طويلًا عند أخطاء الماضي هي اللحظة التي تُبدد فيها ثروتك الوحيدة: الزمن، فالحياة لا تنتظر أحدًا، وكل دقيقة تمضي في ملاحقة شبح ما مضى هي دقيقة تضيع في دربك المجهول، وإذا أصررت على أن تكون أسيرًا لهذه الأخطاء، فإنها ستكون الثقل الذي يَجرّ قدميك إلى الحطام، إذن، ما من فائدة تُجنى من التوقف عند الخطأ، سوى أن تتحول الطموحات إلى رماد، والأحلام إلى أطلال. أما إذا قررت أن تدير ظهرك لذلك الماضي، وتضعه خلفك، فإنك بذلك تستعيد سلطتك على نفسك، وتحول ضوء الحاضر إلى شعاع ينير طريق المستقبل. المستقبل لا يُبنى على أنقاض الندم، بل على قوة القرار، وعلى القدرة على النهوض بعد كل سقطة. إن الحياة لا تعطينا الفرصة للتراجع، المستقبل لا ينتظر من يواصل النظر إلى الوراء، ففي كل لحظة قد تبدأ حياة جديدة، إذا اخترت أن تُعيد تعريف نفسك، وألا تسمح لماضيك أن يُقيدك. الأخطاء التي ارتكبتها لن تذهب، لكنها لن تملك السلطة عليك إذا قررت أن تعيش كما تريد، لا كما يفرض الماضي عليك. ابتسم للمستقبل، لأنه هو الذي يُسطر لك فصولًا جديدة لم تُكتب بعد، وتذكر دائمًا: الذي يتوقف عند أخطاء ماضيه، يعاقب نفسه على أشياء قد انتهت، بينما الذي يواصل السير يكتب لنفسه قصة جديدة، مليئة بالفرص والنضج والتعلم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store