logo
#

أحدث الأخبار مع #الرحالة

شهاب الدين الأندلسي "أفوقاي" رحالة ومترجم هرب إلى المغرب ودافع عن الموريسكيين
شهاب الدين الأندلسي "أفوقاي" رحالة ومترجم هرب إلى المغرب ودافع عن الموريسكيين

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

شهاب الدين الأندلسي "أفوقاي" رحالة ومترجم هرب إلى المغرب ودافع عن الموريسكيين

شهاب الدين أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي المعروف بـ"أفوقاي" رحالة ومترجم ودبلوماسي موريسكي عاش في القرن الـ17، ينحدر من بلدة الحجر قرب غرناطة ، وعاش مراحل طفولته وشبابه في بيئة قمعية حاولت طمس هويته الإسلامية، لكنه تمكن من الهروب إلى المغرب سنوات قليلة قبل صدور قرار الطرد النهائي لجميع الموريسكيين من شبه الجزيرة الإيبيرية عام 1609. خدم في البلاط السعدي مترجما وكاتبا في ديوان السلطان، وكان له دور بارز في توثيق معاناة المسلمين في الأندلس ، ومن أوائل من دونوا تجربة الشتات الأندلسي من منظور شخصي وموضوعي، وأبرزوا قدرتهم على التكيف مع الأوضاع الجديدة في المهجر. لقب بـ"أفوقاي"، وهي كلمة تقول بعض الروايات إنها مشتقة من الكلمة الإسبانية "أبوغادو" وتعني المحامي، وأطلق عليه هذا اللقب بسبب دفاعه عن الموريسكيين في المحاكم الأوروبية، إذ بعثه سلطان مراكش إلى فرنسا وهولندا سفيرا للدفاع عن الموريسكيين الذين طردوا من إسبانيا ونهبت أموالهم وثرواتهم من السفن الفرنسية، وسعى إلى إيجاد دعم لقضيتهم لدى الحكومات الأوروبية واسترجاع ما نهب منهم. وكانت له في هذه الرحلة مناظرات مع قساوسة ورهبان مسيحيين ومستشرقين أوروبيين دافع فيها عن الإسلام، وكشف زيف المعتقدات المسيحية معتمدا على معرفته باللاهوت المسيحي والواقع الأوروبي. ولد أحمد بن قاسم بن أحمد بن الفقيه قاسم بن الشيخ الحجري الأندلسي عام 977 هجري الموافق 1569 ميلادي في قرية الحجر الأحمر بغرناطة. كان يعرف رسميا باسم "دييغو بيخارانو"، إذ أجبر الصليبيون المسلمين الأندلسيين على التنصر بعد سقوط غرناطة، وفرضوا عليهم أسماء إسبانية والابتعاد عن مظاهر الثقافة الإسلامية. حفظ ما تيسر من القرآن الكريم على يد والده، وتعلم التحدث باللغة العربية ، ثم تعلم القراءة والكتابة بها سرا على يد قريب لوالده عندما بلغ العاشرة من عمره رغم أن تعلم العربية حينها كان ممنوعا ويعرّض صاحبه للمخاطر. تعلّم مبادئ الدين المسيحي في الكنيسة، ودرس الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وإلى جانب العربية كان يتقن الإسبانية والبرتغالية ويعرف شيئا من الفرنسية والإيطالية، نشأ في الأندلس وعانى مثل بقية الموريسكيين من تضييق ديني وثقافي. وفي عام 1588 نال إعجاب أسقف غرناطة عندما نجح في ترجمة رقوق مسيحية قديمة مكتوبة بالعربية وجدت في جدار صومعة قديمة بعد هدمها. حصل على مكافأة مالية وإذن بالترجمة من العربية إلى الإسبانية والعكس، كما أمره الأسقف بكتابة نسخة من الرق وإرسالها إلى البابا في روما. ولتبرير معرفته باللغة العربية ادعى أنه تعلمها من طبيب بلنسي في مدريد ، وكان ذلك مسموحا به لسكان بلنسية، في حين كان محظورا على غيرهم. في عام 1598 قرر الرحيل إلى المغرب هربا من تصاعد الاضطهاد ضد الموريسكيين وثقافتهم، وتحجج لأسقف غرناطة بأنه ذاهب لزيارة والده في إشبيلية ، ثم سافر إلى البرتغال، ومنها ركب مع صديق له سفينة تجارية كانت تنقل الحبوب من ميناء سانتا ماريا إلى ميناء البريجة، وهي مدينة الجديدة المغربية حاليا، وكانت حينها تحت الاحتلال البرتغالي. بعد وصولهما اختفيا عن الأنظار وهربا خارج أسوار مدينة الجديدة، وظلا يمشيان أياما إلى أن التقيا بمزارعين قدّموا لهما الخبز والماء، وأخذوهما إلى قائد المدينة محمد بن إبراهيم السفياني. استقبلهما القائد بحفاوة، وأرسل رسالة إلى السلطان السعدي أحمد الذهبي يخبره فيها قصتهما، فأمره بإحضارهما معه إلى قصره في مراكش بمناسبة الاحتفالات ب عيد الأضحى ، وهناك حظيا بمقابلة السلطان. استقر شهاب الدين في مراكش وهو في الـ30 من عمره، تزوج وأنجب ولدين وبنتين من ابنة البرطال الغرناطي أحد قادة ثورة البشرات، وهي ثورة قادها المسلمون آنذاك في مملكة غرناطة ضد الحكام الكاثوليكيين. أثناء إقامته في مراكش -والتي استمرت من عام 1598 إلى 1636- عمل مترجما في بلاط السلطان المنصور الذهبي ثم لدى السلطان زيدان وابنيه عبد الملك والوليد. في عام 1611 أرسله السلطان زيدان سفيرا إلى أوروبا للدفاع أمام المحاكم الأوروبية عن حقوق الموريسكيين الذين نهبت ممتلكاتهم من السفن الفرنسية، وقد لقب بعد هذه المهمة بـ"أفوقاي". وكان الموريسكيون -الذي طردوا نهائيا من كل مناطق شبه الجزيرة الإيبيرية بقرار من الملك فيليب الثالث عام 1609- استأجروا بعض السفن الفرنسية لتنقلهم إلى المغرب، فنهبهم ربابنة تلك السفن وأخذوا كل ما حملوه معهم بعد أن أنزلوهم في السواحل المغربية. قصد أولئك الموريسكيون السلطان زيدان في مراكش، وطلبوا منه أن يأمر بإرسال وفد منهم إلى أوروبا لاسترداد ممتلكاتهم المنهوبة، فبعث شهاب الدين على رأس وفد يضم 5 من الرجال الأندلسيين المنهوبة ممتلكاتهم، واتجهوا إلى آسفي، ومنها أبحروا إلى فرنسا ثم هولندا. أثناء رحلته التقى قساوسة ومستشرقين أوروبيين، وجرت بينه وبينهم مناظرات ومحاورات دينية، وقد ساعدته في ذلك معرفته بالدين المسيحي والتوراة والإنجيل بنسخه المختلفة. وقد استمرت المحاورات بينه وبينهم حتى بعد عودته إلى المغرب، إذ كان يتبادل معهم الرسائل التي ظلت محفوظة في الأرشيف الأوروبي وتمت ترجمتها إلى لغات عدة. بعد عودته من أوروبا عام 1613 واصل عمله مترجما وكاتبا في ديوان السلطان، إذ كان يكتب الرسائل ويترجم تلك الواردة، إلى جانب ترجمة بعض الكتب العلمية الى اللغة العربية. قرر أفوقاي زيارة الحرمين الشريفين عام 1636، وكان المغرب في ذلك الوقت يشهد اضطرابات سياسية، وبعد أدائه فريضة الحج توقف في طريق عودته في مصر وأقام فيها فترة قصيرة. عمل في القاهرة في دكان أحد الأندلسيين، والتقى بعدد من علماء الأزهر، وعلى رأسهم شيخ المالكية علي الأجهوري الذي استمع إلى قصص رحلاته في أوروبا ومناظراته مع المستشرقين الأوروبيين، فأشار عليه بتدوينها في كتاب. غادر مصر إلى تونس وكان في الـ70 من عمره، وهناك انقطعت أخباره، ولا يعرف تاريخ وفاته أو مكان دفنه. المؤلفات يعد كتاب "رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب" المعروف أيضا بـ"رحلة أفوقاي الأندلسي" من أبرز أعماله، وفيه عرض سيرته الذاتية ومعاناة الموريسكيين في الأندلس والظروف التي رافقت فراره إلى المغرب، ثم رحلته إلى هولندا وفرنسا ووصفه مدنهما. كما ضم الكتاب مناظرات أفوقاي مع المستشرقين الأوروبيين بشأن قضايا دينية، لكن الكتاب مفقود ولم يعثر إلا على شذرات منه ضمن مخطوط بعنوان "زهرة البستان في نسب أخوال سيدنا المولى زيدان". كما كتب مختصرا له بعنوان "ناصر الدين على القوم الكافرين" ركز فيه على عرض مناظراته مع المستشرقين الأوروبيين والرهبان بشأن عدد من القضايا الدينية، مثل عقيدة التثليث وتأليه النبي عيسى وقضية الفداء وتحريف الكتب المقدسة. وتوجد نسخة من هذا الكتاب بخط يده محفوظة في دار الكتب بالقاهرة، وأخرى محفوظة في المكتبة الوطنية ب باريس ، وكانت في الأصل ملكا للمستشرق الفرنسي جورج كولان. ويقول محقق هذا الكتاب محمد رزوق في مقدمته "يعد كتاب ناصر الدين أهم مصدر تاريخي أندلسي كتب بعد صدور قرار الأندلسيين المتبقين بالأندلس، فصاحبه يتكلم وهو بمنأى عن محاكم التفتيش، يجادل المسيحيين واليهود، ويستعرض من خلال ذلك ما فعله الإسبان بالموريسكيين وظروف انتقال هؤلاء إلى شمال أفريقيا". ومن أعماله المعروفة أيضا ترجمته كتابا في المدفعية ألّفه بالإسبانية بحار موريسكي استقر في تونس بعد خروجه من الأندلس يدعى إبراهيم بن غانم الرياش، مطلعا على فن المدفعية ومهتما به. وقد التقى الحجري بالرياش واطلع على كتابه، وترجمه إلى العربية بعنوان "العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع". كما ترجم أيضا "الرسالة الزكوتية"، وهي رسالة كتبها موريسكي آخر يدعى إبراهيم السلمنقي، واشتملت على شكاوى الموريسكيين ومواقفهم.

البـشـــت تـاريـخ الجسـد والسلطـة والهويـة
البـشـــت تـاريـخ الجسـد والسلطـة والهويـة

الرياض

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • الرياض

البـشـــت تـاريـخ الجسـد والسلطـة والهويـة

البشت، ويسمى قديمًا المشلح والعباءة وتخفف إلى العباة والعباية، وهو من الأزياء القديمة التي عرفتها شعوب اليونان والرومان وعرفها العرب، ويلبس فوق الملابس الأساسية للمظهر الرسمي، أما إذا كان منسوجًا من الصوف والبر فيستخدم للحياة العامة ولحاف عند النوم ووقاية من البرد. وأشار كثير من الرحالة إلى جزيرة العرب مثل ابن جبير، والرحالة الغربيون في العصر الحديث إلى العباءة أو البشت باعتباره الزي الرسمي لأهالي الجزيرة العربية، وأكد نيبور على شهرة البشت في الأحساء، وذكر أنه رأى خياط بشوت أعمى في الزبير أو البصرة، مما يدل على أن صناعته لا تحتاج إلى مهارة. ويبدو أن ذلك قبل تفصيل إطاره على الجسد ودخول التطريز المذهب عليه. وتعتبر منطقة الأحساء أهم المدن السعودية التي ينتشر فيها ثقافة البشت في المجتمع ثم المنطقة الوسطى والشمالية، بينما يقل استخدامه في الحجاز والجنوب. الرمزية الاجتماعية والسلطوية يُعدّ البشت رمزًا مركزيًا للوجاهة الاجتماعية والمكانة الطبقية؛ إذ لا يُرتدى إلا من قبل رموز النخبة مثل: الأمير، والقاضي، والشيخ، والعريس، وكبار أفراد العائلة. وبهذا يصبح البشت عنصرًا بصريًا محاكيًا للنخبة، ومؤشرًا دالًا على الامتياز الاجتماعي والانتماء إلى الطبقة العليا، حيث ترتبط وظائفه بأدوار سلطوية أو احتفالية تنطوي على رمزية اجتماعية واضحة. ويعكس البشت بنية السلطة الأبوية والتراتبية الطبقية في المجتمع، فكما يشير عالم الأنثروبولوجيا «بيير بورديو» في نظريته عن رأس المال الرمزي، فإن الرموز الثقافية – ومنها اللباس – تُستخدم لإعادة إنتاج الفروق الطبقية وتعزيز الهيمنة الرمزية للنخبة. ويُؤدي البشت وظيفة مزدوجة: فهو من جهة تعبير عن الامتياز الطبقي، ومن جهة أخرى أداة لترسيخ التصورات الثقافية عن الرجولة، والسلطة، والمكانة. وتبرز هذه الرمزية في المناسبات الكبرى مثل: حفلات الزواج، أو المناسبات الدينية والوطنية، حيث يُلبس البشت في طقوس تُعيد التأكيد على التراتب الاجتماعي، وتُكرّس حضور السلطة الأبوية في المجالين الخاص والعام. ولا يلبس البشت لأي فرد، بل «يُلبس في الوقت المناسب لمن يستحقه»، ما يدلّ على ارتباطه بشرعية السلطة واحترام الأعراف. ووفقًا لتحليل عالم الاجتماع إرفنغ غوفمان حول «الواجهة الشخصية»، فإن ارتداء البشت يدخل في إطار ترسانة رمزية يوظفها الشخص عن قصد أو غير قصد أثناء لعبه لدور الوجاهة والبقاء في الواجهة أمام الجمهور الاجتماعي، حيث يُستخدم اللباس بوصفه واجهة تُعزز صورته في أدواره العامة، وتدعم موقعه في بنية التراتب الاجتماعي، بشرط أن يمارسها في الأماكن المناسبة لها والجمهور الذي يعي أهميتها، وهذه الواجهة تناسب غالبًا الشخصيات التي تمتلك قداسة شديدة لذاتها. وبالتالي، فإن رمزية البشت تتجاوز وظيفته المادية لتُصبح جزءًا من نظام متكامل من العلامات التي تؤدي دورًا في تنظيم العلاقات الاجتماعية، وإنتاج السلطة، وتحديد من يملك حق التمثيل الاجتماعي داخل الجماعة. تقاليد لبس البشت وأعرافه يعبر التفاوت في ارتداء البشت وعدم ارتدائه عن تباين في تمثيل المكانة، وتحوّلات في القيم والرموز داخل المجتمع، ومن أبرز الأعراف: أولًا: المناسبات الواضحة في لبس البشت: لها أعراف اجتماعية مستقرة ومقبولة عمومًا: الزواج: العريس غالبًا، وأحيانًا والداه وإخوته. الملكة (عقد القِران): العريس وبعض المقربين إذا تمت في احتفالية واسعة. الصلاة على الميت: أحيانًا يلبسه كبار السن أو الوجهاء. الأعياد: يلبسه من أراد أن يُظهر الوجاهة واحترامًا للمناسبة الدينية الكبيرة. الخُطَب الدينية (الجمعة، العيد، الاستسقاء): الخطيب غالبًا يلبس البشت، وكثير من المصلين، ومن السنة قلب البشت بعد الانتهاء من صلاة الاستسقاء. مراسم التخرج: الخريج أحيانًا يُلبس بشتًا في بعض الجامعات، ويكون عليه شعار الجامعة. الاستقبال الرسمي. الولائم الكبيرة (مناسبات قبائلية أو أسرية كبرى). المحاكم (عند الترافع): بعض المحامين أو الخصوم يلبسونه في الجلسات المهمة. ومؤخرًا صدر إلزام بلبس المحامين له. الزواجات الجماعية أو الاحتفالات الشعبية الكبرى. استلام جائزة رسمية أو تكريم في مناسبة عامة. ثانيًا: حالات عدم ارتداء البشت يمثل خلع البشت في بعض السياقات الاجتماعية سلوكًا دالًا على مراعاة الفروق الرمزية والمقامات الاجتماعية. فمن أدبيات المجاملة أن يخلع الرجل البشت إذا حضر مجلسًا يضم شخصية ذات مقام اجتماعي أعلى، لا سيما إن لم يكن ذلك الشخص مرتديًا للبشت. كما يُعد من حسن الذوق، عند الدخول على الشخصيات الكبرى ارتداء البشت بشكل رسمي أو عدم ارتدائه مطلقًا؛ أما الدخول به مطويًا على الذراع اليسرى فيُعد تجاوزًا للأعراف المراسمية. ويُفضل عدم ارتداء البشت في السياق الجنائزي، خصوصًا داخل المقابر، حيث يغدو رمزه محصورًا بالميت ذاته الذي يُكفّن به أحيانًا، في حين أن الحضور يتجردون منه إشارة إلى الحزن والتواضع أمام الموقف. كما يحرص ذوو المتوفى على عدم ارتداء البشت أثناء استقبالهم للمعزين، لانشغالهم بالمصاب الجلل. ثالثًا: حالات اللا يقين في لبس البشت وهذه الحالات تختلف حسب المنطقة، والسن، والمكانة، وقد تُعد مثار جدل اجتماعي أو اختلاف، وكثير منها يخضع لتنسيق المراسم في اعتماد لبسه واللون أو خلعه: زيارة عزاء لغير الأقارب: يلبسه البعض باعتباره لباسًا رسميًا، بينما يراه آخرون مبالغة. الجمعة العادية: البعض يلبسه دائمًا، والبعض يراه خاصًا بالمناسبات. زيارة شيخ قبيلة أو كبير عائلة: بعض الزائرين يرونه احترامًا، وآخرون يكتفون بالثوب. الحضور لمجلس أمير أو وزير: يلبسه البعض، والبعض لا يراه ضروريًا. حضور مناقشة رسالة علمية: خاصة إذا كان الحضور من علية القوم. تصوير رسمي (بورتريه وظيفي أو إعلامي): يُلبس كرمز وقار. المناسبات الخاصة مثل ترقيات أو نجاح الأبناء: حسب نوع المناسبة والمكانة الاجتماعية. استقبال الضيوف في المجالس الخاصة: عند استقبال ضيوف مهمين في البيوت. السفر إلى الخارج (للدبلوماسيين أو الوجهاء): يلبس في المناسبات الرسمية خارج السعودية. تقنيات لبس البشت يكشف ارتداء البشت في الثقافة السعودية، عن طبقات متعددة من المعاني الرمزية والاجتماعية، تبدأ من الانطباع البصري الأول، وتنتهي بمهارات الأداء الجسدي التي تتطلب دربةً ومهارةً عالية. فالبشت امتداد رمزي للجسد ووسيلة تعبير عن المكانة، وبتعبير أنثروبولوجي، يمكن وصف البشت بأنه «كائن حي» يتفاعل مع جسد مرتديه، ويشكّل معه وحدة جمالية تتجلى في كل حركة: مشيًا أو وقوفًا أو جلوسًا. يمتاز بعض الأفراد بإتقانهم لتقنيات ارتداء البشت، ويُلاحظ ذلك في مهارتهم في تكييف حركتهم مع البشت، خصوصًا في التحكم «النسفة»، وهي حركة نصف دائرية تُجرى بوسط البشت وتُعد الأكثر تكرارًا في المجلس الواحد، وتشير بوضوح إلى احترافية مرتديه. وتعتبر «نسفة البشت» المؤشر الأدق على مستوى الإتقان، وتُنفّذ بتكوير الجهة اليسرى من البشت والقبض عليها باليد اليسرى، ثم لفّ الجهة اليمنى عليها حتى الخصر، مما يُظهر جانبي التطريز كلوحة فنية: الأيسر باستقامة والأيمن بانحناءة وسطى محسوبة. وتُعدّ النسفة الخاطئة - برفع الجهة اليمنى إلى الصدر أو إسقاطها أسفل الخصر - خللاً شائعًا يُضعف من تأثير المظهر. وتظهر البراعة في انسدال اليد اليسرى كليًا وإمكانية حمل ملفات وأشياء صغيرة بها، ولا تبقى معلقة بلا وظيفة كالجبيرة. في المقابل، يعاني آخرون من شعور بالتكلّف أو «التورّط» في لبس البشت، ما يوحي تلقّيهم تدريبات محدودة تُركّز غالبًا على وضعية الوقوف. وهنا يتبيّن الفارق الجوهري بين من يتماهى مع البشت، بحيث يصبح جزءًا من نسيجه الجسدي وتمظهره الخارجي، ومن يظلّ البشت بالنسبة له قطعة ملابس خارجية تفتقر للانسجام مع حضوره. من الناحية التقنية، يُراعى في ارتداء البشت ضبط وزنه على الكتفين بحيث يُعلّق على أسفل الرقبة، ويظهر تطريز الذهب بخطين عموديين متوازيين. ويُوصى بإدخال اليدين في كمّي البشت لتوزيع وزنه وتثبيته بالتماس مع الشماغ، ثم إخراج اليد اليسرى والإبقاء على اليمنى داخل الكم لإتمام التوازن المطلوب. وتبقى هناك حالات سلوكية مسكوت عنها في لبس البشت، مثل: تقنيات ارتدائه في وضعية الجلوس، على مائدة الطعام وفي الصلاة أو العرضة أو لحظة النزول من السيارة أمام جمهور رسمي. وتُشير هذه اللحظات الصامتة إلى أبعاد غير ملفوظة من الأداء الدبلوماسي والاجتماعي. البشت في زمن الحداثة والتحول كان البشت زيًا أساسيًا في المجتمع، ولا يكاد يخرج الرجل من بيته لأي مناسبة أو حتى لإنجاز أشغاله إلا والبشت عليه، وتنتشر صور في الخمسينات عن رجال في السوق حفاة وعليهم بشوتهم. مع تمدّن المجتمع وتراجع التقاليد، لم يعد البشت علامة وجاهة ملزمة، بل تحول إلى رمز مؤقت للاحتفال أو التصوير فقط. أصبح البشت يُلبس للاستهلاك الرمزي «التصوير» أو «المكانة الافتراضية» في مناسبات معينة، أي أن رمزيته تحولت إلى رمزية استعراضية. كما يُقدَّم في الهدايا، ويُخاط خصيصًا للمناسبات وتسعى بعض الجهود لتحويله إلى موضة بتمييزه بحياكة مميزة تسمى «الدقة»، مما حوله من لباس ثقافي إلى سلعة استهلاكية تحمل رمزية مزيفة أحيانًا. ارتبطت بشوت رجال الدين بالبساطة وتمييزها بعدم تطريزها وأن تكون قصيرة ويدخل يديه في كلا فتحتي اليدين، ويلبسه الخطيب والإمام ليظهر وقار الخطاب، مما يربط البشت بالدين و»القداسة الرمزية»، خاصة في صلاة الجمعة والعيد، وكان السؤال الذي يطرح كثيرًا عن الحكم الشرعي في لبس البشت المخيط بالذهب. ختام تسهم دراسة البشت من منظور أنثروبولوجي في تفكيك علاقة الإنسان بزمنه عبر رموزه اليومية. فالبشت بوصفه أداءً رمزيًا يعكس التحولات الاجتماعية، ويكشف كيف تتحول الأدوات التقليدية إلى مشروعات هوية متجددة. يمكن القول: إن البشت يشكّل وعاءً أنثروبولوجيًا مكثفًا، تتقاطع فيه أنساق متعددة من الدلالة: السلطة، الطبقية، الطقوس، الهوية، الأداء الجسدي، والتاريخ الثقافي. ومثلما تُدرَس الأزياء في الثقافات الكبرى بوصفها نصوصًا مشفّرة بأنظمة المعنى، فإن البشت في الثقافة الخليجية، والسعودية خصوصًا، يُقدّم نموذجًا حيويًا لفهم الكيفية التي يتحول الزي إلى خطاب اجتماعي ومن خلاله يمكن تتبّع تطوّر الهرم الاجتماعي، وانعكاسات الحداثة على الرموز التقليدية.

قبائل الكورواي.. أبناء الأشجار الذي يأكلون لحوم المعتدين
قبائل الكورواي.. أبناء الأشجار الذي يأكلون لحوم المعتدين

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • الجزيرة

قبائل الكورواي.. أبناء الأشجار الذي يأكلون لحوم المعتدين

يصعب على من يعيشون تحت الأضواء في مدن الضوضاء والزحام والتكنولوجيا، يسابقون الزمن، ويهرولون مذعورين إلى المجهول، أن يتخيلوا أنّ على سطح هذا الكوكب من يشاركهم الحياة، ولكن بلا ضجيج، أناس متصالحون مع أنفسهم، يعيشون في سلام مع بيئاتهم البدائية، التي لم تصل إليها أيادي اللصوص الجشعين، ممن يدّعون التحضر والإنسانية الراقية. في مغامرة مدهشة وشائقة، يصحبنا المخرج مقدم البرامج الرحالة لؤي العتيبي إلى الجزء الإندونيسي من أدغال جزيرة بابوا، لنتعرف على آخر القبائل البشرية البدائية، وقد أنتجت الجزيرة الوثائقية هذا الفيلم وعرضته على منصاتها بعنوان: 'إندونيسيا واكتشاف المجهول.. قبائل الكورواي'. السفر عبر الزمن.. أقدم الجماعات البشرية البدائية في السطور التالية، نترك للرحالة لؤي العتيبي وصف مغامرته الجريئة: في هذه الرحلة المتميزة والنادرة، سنغوص في أعماق الجغرافيا والتاريخ، ونعود بالزمن 10 آلاف سنة إلى الوراء، ونتعرف على آخر قبائل آكلي لحوم البشر، الذين يعيشون وسط الغابات الاستوائية المطيرة، إنهم 'قبائل الكورواي'. تعد 'الكورواي' آخر مجتمعات العصر الحجري الباقية على وجه الأرض، وهم يعيشون في بيئتهم الطبيعية، منعزلين تماما عن العالم الخارجي، حيث غينيا الجديدة 'بابوا' إلى الشمال الشرقي من قارة أستراليا، ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد غرينلاند، وواحدة من أكبر الغابات المطيرة بعد الأمازون، وتنقسم إلى نصفين، الغربي يتبع لإندونيسيا، والشرقي بلد مستقل يسمى غينيا الجديدة. نستعد لرحلة قد تستغرق 4 أسابيع، وزمن آخر مجهول للوصول إلى مناطق الكورواي، ونستعين ببعض السكان المحليين للمساعدة في نقل الأمتعة، وأدلّاء لإرشادنا إلى مناطق الكورواي. كان اليوم الأول شاقا، فقد سارت قواربنا في النهر 14 ساعة، وسنستغرق نحو 4 أيام أخرى للوصول إلى وجهتنا، ثم سنبحث في غابات لا نهاية لها عن أماكن السكان الأصليين، وهي مبعثرة على امتداد هذه الغابات، وها هي القوارب تمخر عباب النهر الساكن، في بيئة تبدو بكرا لم تكد تطأها أقدام البشر. الغابات المطيرة في جزيرة بابوا.. حيث يسكن الكورواي أرسلنا اثنين من المرشدين لاكتشاف الغابة والبحث عن مواطن الكورواي، والتحضير لوصولنا إلى هناك، واتفقنا أن نلتقي في نقطة معينة في الغابة بعد عدة أيام، وبعد مسير 5 أيام في النهر بدأنا نرى بعض بيوت الكورواي مبنية في أعالي الأشجار، وسنحتاج للمسير يوما آخر حتى ندخل إلى الغابة، ونرى أفراد الكورواي. نزلنا من القارب في آخر نقطة يمكن الوصول إليها، وينبغي من الآن فصاعدا أن نكمل رحلتنا سيرا على الأقدام في الغابة العذراء، ويقدّر بعض العلماء أن شعوب 'بابوا' ما يزالون يعيشون نمط حياتهم منذ آلاف السنين، فهي إذن ليست رحلة للنزهة فقط، بل إن اكتشاف هذه القبائل المعزولة سيكون ذا أهمية كبيرة. في هذه الغابات الشاسعة، ينتابني شعور أنني لن أستطيع الخروج أبدا، وتتقاذفني أمواج بحر لجّي، وأتمنى رؤية الشاطئ من جديد. لكن الدليل يطمئنني، فهو خبير بالطرق، وسنخرج بسلام إن شاء الله، ونحن الآن قريبون من الروّاد الذين أرسلناهم في بداية الرحلة. يخبرنا الدليل -ونحن نسير بأرض موحلة ذات رطوبة عالية وأمطار غزيرة وحرارة مرتفعة- أن بعض القبائل تركت قراها وتوجهت إلى أعماق الأدغال، هربا من المتطفلين والمستكشفين والمنظمات التبشرية، التي تنشط في هذه المناطق. اندهاش وخوف.. لقاء الكورواي وجها لوجه مع اقترابنا بدأنا نسمع أصواتا بشرية، ولكنها غير مفهومة، إنها أصوات الكورواي، ثم لقينا الرائدين السابقين، ومعهما جماعة من رجال الكورواي. إننا نقف الآن -وجها لوجه- أمام أقدم مجموعة بشرية بدائية، وجوههم باسمة، تتراوح تعابيرها بين الاندهاش وشيء من الخوف، ويطلقون صفيرا متواصلا، يبدو أنها لغة حديثهم، ويحملون سهامهم ورماحهم، ولهم طريقتهم في المصافحة بالأيدي. سألهم المترجم هل يأذنون لنا بالمكث في قريتهم، فرحّبوا بسعادة غامرة، وكانت تلك بداية رائعة بعد رحلة شاقة وطويلة، وأول ما يلفت النظر أنهم يبنون بيوتهم في أعالي الأشجار، وربما هم الشعب الوحيد الذي يفعل ذلك، ويخرجون رجالا ونساء إلى الغابات المجاورة يوميا، للصيد والتقاط ما يصلح لقوت يومهم، فهم يأكلون كل شيء في الطبيعة تقريبا، حتى الفئران والأفاعي. تعد 'الساغو' من الأشجار التي لا يستغني عنها الكورواي، ففيها نسبة عالية من الكربوهيدرات، وهم يخرجون يوميا إلى الغابة، ويختارون شجرة كبيرة لتقطيعها، ويتشارك الرجال والنساء في استخراج المادة التي يتغذون عليها، وبعد التقطيع تنتقل مهمات تحضير الطعام للنساء، فيصفين المادة المطحونة، ويجمعن الديدان التي فيها، ثم يشوينها على النار. وللنساء مهمات أخرى، منها جمع الخضر من الحديقة المجاورة، وصيد الأسماك، وطهي الطعام للعائلة، وكلما زاد عدد أفراد العائلة بحثوا عن شجرة جديدة تصلح لبناء بيت عليها، فيصعد أحدهم ليتأكد من متانة أغصانها، وإمكانية ربطها بالأشجار المجاورة لزيادة قوتها. بيوت في أعالي الأشجار نرافق الكورواي في تدشين مشروع طموح، فسوف يبنون بيتا جديدا على شجرة يبلغ ارتفاعها نحو 35 مترا، وسيصنعون السلّم أولا، فيقطعون الشجر بفؤوس بدائية، مكونة من صخور حادة مشدودة إلى مقابض خشبية بحبال من نباتات معينة، ثم يكوّنون نتوءات بجذوع الأشجار تشدّ إليها الحبال، التي توكل مهمة جمعها وجدلها إلى النساء. يعيش الكورواي في الأعالي للبعد عن الفيضانات، وحماية أنفسهم من هجمات الوحوش والأعداء، واستعراض براعتهم في العيش في مثل هذه البيئات القاسية. وهنا يدفعني الفضول للتساؤل: كيف لهذه الشعوب الطيبة البسيطة أن تأكل لحوم بني جلدتها من البشر؟ وحتى هذه اللحظة لم أر منهم ما يدل على ذلك، وهو ما أحاول جاهدا التأكد منه. وفي نشاط آخر من أنشطتهم اليومية، نرافق زعيمهم إلى منطقة سرية من الغابة، فيها شجرة تدعى 'نيبون'، لا يسمح بقطعها إلا لكبير العائلة، وهي نوع من أشجار النخيل يمتاز خشبها بالقوة والمرونة، ويستخدمونها في صناعة أسلحتهم من الرماح والأقواس والسهام، ثم يغلِّفون ما بقي من جذع الشجرة المقطوعة، تقديسا لأرواح أجدادهم الذي قضوا. وتختلف أنصال السهام من حيث الأحجام والأشكال، فكل واحدة مخصصة لصيد معين، فهذه للخنازير، وتلك للأسماك، وثالثة لصيد القرود والطيور، وأخطرها لصيد البشر، وتكون لها حراشف مدببة إذا اخترقت الجسد يصعب انتزاعها منه. وهم يختارون أنسب الأوقات وأفضل الطرق لصيد الأسماك، فيلقون إليها ببيوت النمل التي تجذبها بكثافة، ثم يجمعون محصولهم من الصيد بسِلال يصنعونها من سعف النخيل. وفي نهاية يومهم يشعلون النار ويشوون عليها ما اصطادوه، والمكون الرئيسي هو دقيق شجر الساغو، وقد يضيفون عليه ما اصطادوه من الديدان والأفاعي والطيور، ويلفّون ذلك جميعه بورق الموز ويشوونه. يعيشون يوما ولا يأبهون بيوم غد انتهت المرحلة الأولى من بناء السلّم بارتفاع 20 مترا، وتليها المرحلة الثانية وسيكون ارتفاعها 15 مترا إضافيا، ويجب إنهاء البناء قبل بداية موسم الأمطار، وفيما عدا ذلك يعيشون باستقلال تام عن الوقت، ولا يخططون للمستقبل، وفي مطلع كل يوم يجمعون قوت يومهم، ويكتفون به حتى يأتي نهار آخر. والآن قد أتموا المرحلة الثانية من بناء السلّم، وأصبحت الرحلة إلى أعالي الأشجار بالغة الصعوبة، وتتطلب جهدا مضاعفا، وقد جُهزت أرضية المنزل، وهي مكونة من جذوع رقيقة وأغصان مستقيمة، مشدودة إلى بعضها بالحبال النباتية. يا له من مشهد خلّاب على ارتفاع 35 مترا في أعالي الأشجار. وبنفس الطريقة سيرفعون جدران البيت الجانبية ثم يسقفونه، بعد ذلك يُبطِّنون السقف والجوانب بأغلفة من لحاء الأشجار والأوراق العريضة، وبعد الانتهاء من بناء البيت تجتمع العائلة في فنائه، ويشعل كبيرهم نارا للاحتفال بهذا الإنجاز، وذلك طقس عتيق. هل يأكل هؤلاء البسطاء لحوم البشر؟ ما زال السؤال يتردد في داخلي، والفضول يراودني حول أكل هؤلاء الناس البسطاء لحوم البشر، وقد علمت أن بعض الرجال من القبيلة التي أعيش معها قد قتلوا أناسا وأكلوهم. يقول أحدهم: تعيش قبائل الكورواي في أراض شاسعة، ولكل عشيرة نفوذها في منطقتها، وإذا ما اعتدت عليها عشيرة أخرى يقع عداء واقتتال، والمعتدي لا بد أن يُقتل. وكان أن اختطف رجل من قبيلة أخرى أخت زعيم هذه القبيلة، فبحث عنها هو وصديقه، حتى وجدا الخاطف وأحضراه إلى أرض القبيلة، ثم قتلوه وقطعوه وأكلوه. يقول زعيم القبيلة: نحن طيبون بطبعنا ولا نؤذي أحدا، ولكن إذا اعتدى علينا أحد قتلناه وأكلناه، هذه عاداتنا ومعتقداتنا التي توارثناها، حتى حيوانات القبيلة إذا دخلت أرض قبيلة أخرى قُتلت وأكلت. اختليت بأحدهم لأسأله عن هذا الذي يشغل فكري، فقال لي إنه عاد يوما إلى بيته فوجده محترقا، وتتبع من أحرقه حتى وجده، فرماه بسهم أرداه قتيلا ثم أكله، وفي يوم آخر لقي أحد خنازيره مقتولا فاشتاط غضبا، وبحث عن القاتل حتى وجده، فرماه بسهم أيضا فقتله، وحمل جثته وألقاها بعيدا، وغطاها بأوراق الشجر ولم يأكلها. بين البدائي والمتحضر.. الأقوياء يعيدون توصيف الأشياء قد يكون قتل البشر وأكلهم عند قبائل الكورواي ذو دوافع اعتقادية وتقاليد موروثة، ونراه يضمحل يوما بعد يوم، ولا يكاد يحدث إلا نادرا في حوادث متفرقة، ولكن ما بال الدول التي تصف نفسها بالمتحضرة تبيح لنفسها قتل المئات وربما الآلاف يوميا، لا لذنب اقترفوه، إلا إرضاء لغرور تلك الدول وتكريسا لكبريائها وسطوتها. أفلا يكون هؤلاء البسطاء الذين نصِفهم زورا بالمتوحشين وآكلي لحوم البشر أكثر تحضرا وإنسانية من قوم يلبسون قناع الإنسان الضاحك البشوش، ويخفون وراءه قلوبا متوحشة شديدة الافتراس؟ مهما يكن من أمر فهؤلاء قبائل الكورواي، سكان الأشجار أو آكلو لحوم البشر، كما يحلو للبعض تسميتهم، هم حقيقة واقعة، يشاركوننا العيش على سطح هذه الأرض، ويعيشون بتناغم وتكامل مع هذه الطبيعة الخلابة التي تعطيهم ويعطونها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store