logo
#

أحدث الأخبار مع #الرحلة

بعثة الحج تخصص فرقًا لرعاية كبار السن وتيسير أداء المناسك وسط خدمات متكاملة
بعثة الحج تخصص فرقًا لرعاية كبار السن وتيسير أداء المناسك وسط خدمات متكاملة

اليوم السابع

timeمنذ 4 ساعات

  • صحة
  • اليوم السابع

بعثة الحج تخصص فرقًا لرعاية كبار السن وتيسير أداء المناسك وسط خدمات متكاملة

في إطار توجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، خصصت بعثة الحج المصرية فرقًا ميدانية متخصصة لرعاية الحالات الإنسانية، وعلى رأسها كبار السن من الحجاج، لمساعدتهم طوال فترة أداء مناسك الحج، والتيسير عليهم في التنقلات داخل الأراضي المقدسة. وتعمل هذه الفرق على متابعة الحجاج ميدانيًا في الفنادق والمخيمات، ومرافقتهم خلال تنقلاتهم ما بين الحرمين والمشاعر المقدسة، مع توفير وسائل نقل مريحة تراعي احتياجاتهم الصحية والبدنية. كما تتعاون الفرق بشكل مباشر مع الطاقم الطبي بالبعثة، الذي يضم عيادات مجهزة وأطقمًا طبية متخصصة تتابع الحالة الصحية للحجاج على مدار الساعة، وتوفّر العلاج المجاني لهم في مقار الإقامة أو من خلال التنقل بالعربات الطبية. وتأتي هذه الجهود في إطار خطة شاملة وضعتها وزارة الداخلية لخدمة حجاج القرعة هذا العام، تقوم على تسهيل أداء الشعائر، وتحقيق أقصى درجات الراحة والأمان لجميع الحجاج، لا سيما الفئات الأكثر احتياجًا للرعاية. كما حرصت بعثة الحج على انتقاء مواقع الإقامة لتكون قريبة من الحرم المكي والنبوي، مع توفير مخيمات مميزة في مشعري عرفات ومنى، مزودة بكافة التجهيزات الحديثة، من تكييفات ومرافق صحية، إلى جانب أسطول من الأتوبيسات المكيفة المزوّدة بأجهزة تتبع لضمان التنقل الآمن. وتكمل هذه المنظومة المتكاملة من الرعاية الطبية والغذائية والنقل جهود الدولة في تقديم تجربة حج متميزة للحجاج المصريين هذا العام.

المغرب بعيون إسكندرانية.. رحلتي في بلد عرفته قبل أن أراه
المغرب بعيون إسكندرانية.. رحلتي في بلد عرفته قبل أن أراه

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

المغرب بعيون إسكندرانية.. رحلتي في بلد عرفته قبل أن أراه

لم تكن زيارتي للمغرب مجرد حلم سياحي راودني كفتاة شغوفة بالسفر، ولم يكن في نظري مجرد بلد يحتضن تنوعا مذهلا في ثقافته وطبيعته، أو مقصدا سياحيا جديدا سأسعد بزيارته؛ كان الأمر أعمق من ذلك بكثير. فقد نشأت في الإسكندرية على حكايات عن أولياء وتجار مغاربة استقروا قرب بحرنا، وأطلق اسمهم على حي وسوق لا يزالان ينبضان بالحياة حتى اليوم. سنوات مرت، تمنيت فيها أن أمشي في شوارع المغرب، التي اقترنت في مخيلتي بالدفء والدهشة، وحين تحقق الحلم شعرت أنني في مكان أعرفه قبل أن أراه. من الفكرة إلى التخطيط كانت الخطوة الأولى في تخطيط رحلة المغرب هي الحصول على التأشيرة، وقد أتممت ذلك إلكترونيا خلال فترة قصيرة. بعدها بدأت بحجز تذاكر السفر في نهاية ديسمبر/كانون الأول، لأودّع عاما واستقبل آخر في بلد جديد. في الوقت نفسه كنت أبحث عن المدن التي أرغب في زيارتها؛ فمدة الرحلة عشرة أيام فقط، والخيارات كثيرة. لذا، كان لا بد من وضع خطة دقيقة تتيح لي حجز الفنادق مسبقا، والاستفادة القصوى من الوقت في استكشاف المدن المغربية. بعد استشارة عدد من الأصدقاء، قررت أن أبدأ رحلتي من الرباط، عاصمة المغرب، وأن أختمها في مراكش، المدينة التي طالما سمعت عنها. ولما كانت متعة السفر تبدأ بلحظات التخطيط، حجزت أماكن الإقامة خلال تخفيضات الجمعة البيضاء في نوفمبر/تشرين الثاني، مما أتاح لي أسعارا جيدة. كما اخترت السفر على الخطوط الجوية المغربية لتكون التجربة مغربية من البداية. في صباح 23 ديسمبر/كانون الأول، انطلقت من مطار القاهرة لمطار الدار البيضاء، كانت إجراءات الوصول سهلة وسلسة؛ صرفت مبلغا من الدراهم في صرافة المطار، واشتريت خط هاتف محلي، ثم تسلّمت حقائبي وتوجّهت مباشرة إلى محطة القطار داخل المطار، متجهة للرباط. اليوم الأول بالمغرب هبطت الطائرة بسلام في مطار الدار البيضاء، أو "كازا" كما يسميها المغاربة، وهناك بدأت أولى تجاربي مع اللهجة المحلية. كنت قد حاولت قبل السفر تعلم بعض الكلمات الدارجة، لكنني وجدت نفسي كثيرا ما أتوقف عند كلمات جديدة، أسأل عن معناها، وأقارنها بما يعادلها باللهجة المصرية، وكان ذلك جزءًا من متعة السفر التي انتظرها بشغف، إذ أحرص في كل بلد عربي أزوره على تعلم كلمات من لهجته المحلية وتبادلها مع أهله. وصلت أخيرا إلى منزل صديقتي المغربية التي استقبلتني بالأتاي، وهو شاي مغربي تقليدي بالنعناع، لا يُقدَّم فقط كمشروب بل كرمز للضيافة. وفي صباح اليوم التالي تناولت "المسمن"، وهي فطيرة شهية من الدقيق والسميد تقدم غالبا مع العسل أو الجبن، وكان هذا أول لقاء لي بالطعام المغربي… لقاء لم ينتهِ، إذ صار المسمن رفيق إفطاري اليومي طيلة الرحلة. نصحتني صديقتي بزيارة المدينة القديمة في الرباط، خاصة في يوم الأحد حيث يُقام السوق الشعبي. حملت معي نصائحها، خصوصا بشأن سيارات الأجرة، أو كما تُعرف محليا بـ "الطاكسي": الصغير منها مخصص للتنقل داخل المدينة ويعمل بالعداد، وأما "الطاكسي الكبير" فيتسع لعدد أكبر ويُستخدم عادة بين المدن، وغالبا ما يُتفق على أجرته مسبقًا. ما تزال المدينة القديمة للرباط تحتفظ بروح زمن آخر، بمعالمها التاريخية مثل قصبة الأوداية، وشالة، والسور الموحدي، وصومعة حسان. بين أزقتها الضيقة وبيوتها العتيقة شعرت وكأنني أسير في متحف مفتوح للفن المغربي؛ من الزخارف الخضراء إلى الخط الكوفي المغاربي، إلى النقوش المنحوتة بعناية على واجهات البيوت وسقايات المياه العتيقة (الأسبلة). في الأسواق، كانت المحلات تعجّ بالمنتجات المحلية: الجلود، الأحذية، والهدايا التذكارية. وأما الحلويات فكانت فصلًا خاصًا في كتاب النكهات المغربية، فقد جربت الشباكية وكعب الغزال والمقروط والمخروطية مقابل 5 دراهم فقط (نصف دولار). إعلان كانت خيارات الطعام أيضا تجربة مبهجة، إذ يشتهر المطبخ المغربي بتنوع أطباقه ونكهاته الغنية. أينما توجهت تجد الطاجين والكسكسي والمشويات، والأسماك التي يسمونها "الحوت". في ذلك اليوم اخترت تناول "الصوصيص"، وهي نقانق مشوية على الفحم تُقدَّم في شطائر مع الطماطم والخس والفلفل، هي أكلة خفيفة لكنها شهية وحاضرة بقوة في المطبخ المغربي. بعد ذلك اشتريت هدايا تذكارية، وحذاء مغربيا من الجلد، وانتهى يومي الأول في المغرب محمّلا بالنكهات والانطباعات. إلى طنجة عبر البراق في اليوم الثاني من رحلتي، اتجهت إلى محطة القطار لأستقل واحدة من أبرز معالم المغرب الحديثة والفريدة في العالم العربي: قطار "البراق"، الذي سمي بهذا الاسم تيمنا بسرعته الخاطفة كالبَرق. يُعد البراق أول قطار فائق السرعة في أفريقيا والعالم العربي، وتصل سرعته إلى 375 كلم في الساعة، ما يجعله من بين الأسرع في العالم. يربط بين الدار البيضاء وطنجة، مرورا بمحطات رئيسية مثل الرباط والقنيطرة، ويقلّص بشكل كبير مدة السفر بين هذه المدن. ورغم أن كلفته أعلى من القطارات التقليدية في المغرب، إلا أنه يُعد وسيلة نقل مريحة وفعالة. أنصح بحجز التذكرة مسبقا عبر الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للسكك الحديدية، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع والمواسم الرسمية، حيث ترتفع الأسعار ويصعب العثور على مقعد خال. كانت الرحلة على متن البراق هادئة ومريحة، واستغرقت ساعة وعشرين دقيقة فقط بدلا من خمس ساعات بالقطار العادي. لم تفارق عيني زجاج النافذة، أتابع منه مشاهد الطبيعة وهي تتبدل بين الصحراء والأشجار والتلال الخضراء حتى وصلت إلى طنجة المدينة.. أحب مدن المغرب إلى قلبي. طنجة عروس الشمال تقع طنجة شمال المغرب على تقاطع البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وتُعرف بعروس الشمال وبسحرها التاريخي والجغرافي. منذ لحظة وصولي، شعرت بانتماء غريب؛ ربما لأنني، القادمة من الإسكندرية، وجدت في طنجة مدينة بحرية تشبهني. كانت تجربتي الأولى للإقامة في المغرب في دار ضيافة تقليدية يُطلق عليها محليا "الرياض" وذلك في قلب المدينة العتيقة لطنجة، وتمتاز هذه الدار بتصميم معماري مغربي من الأقواس وأنماط الفسيفساء والتفاصيل الزخرفية ونوافير المياه وأحيانا فناء واسه مزين بالنباتات. وفي بعض الأحيان يكون الرياض منزل مغربي قديم، وعادة ما تكون غرفه متجاورة إذا كان موجود في الأحياء القديمة، يوفّر للسائح مقرا يشعر فيه بالهدوء والسكينة. بعدما نلت قسط من الراحة، بدأت بالتجول في الأزقة القديمة المجاورة حتى الوصول إلى قصبة المدينة. وبالفعل كانت العشوائية هي خطة اليوم الأول في طنجة، تركت قدامي تقودني بين زنقة وزقاق، وبين متاجر الهدايا التقليدية والتذكارية والمنتجات الجلدية والمنسوجات بأنواعها. ضريح ابن بطوطة استمتع بالمشي على غير هدي وبتصوير كل شاردة وواردة توثيقا لرحلتي ورغبة للرجوع لتلك اللحظات الجميلة. فجأة بلا تخطيط إلى "زنقة ابن بطوطة"، حيث فوجئت بضريحه البسيط المزيّن بالزهور. لم أكن أعلم أنني سأزوره صدفة، أنا التي طالما قرأت عن رحلاته وتوقفت عند وصفه لمدينتي! إعلان كان الضريح بسيطًا للغاية يحيطه الزهور، ويعلوه لافتة تسجل رحلات ابن بطوطة حول العالم ويجاوره سبيل صغير لسقيا الماء، لم يكن ثمة حراسة أو سور يحول بيني وبينه… لا أظن أنني سأنسي هذا الحدث ما حييت! واصلت صعودي في أزقة طنجة البيضاء نحو القصبة، حيث تتعانق مياه البحر مع جدران المدينة القديمة، وتُطل القلاع والمباني الأندلسية من ربوة عالية تطل على مضيق جبل طارق. تعد قصبة طنجة رمزا لتراث المدينة الغني، حيث زرت متحف القصبة وبيت العود الذي سحرني بأجوائه؛ إذ يمتزج صوت العزف برائحة الشاي وسط صور وتحف كأنها جاءت من زمن بعيد. ما لفت انتباهي بشكل شخصي هو الجدران المطلية تجاه طريق القصبة باللون الأبيض حولك من كل مكان، وكأن الطريق لقصبة طنجة لؤلؤة باهية بيضاء اللون. ثم سرت على الممشى البحري حتى وصلت إلى "مارينا طنجة" أو ما يعرف بالمارينا-باي (Tanja Marina Bay)، حيث تتراصف اليخوت وتنتشر المطاعم البحرية بقرب البحر المتوسط. وهناك شاهدت العبارات التي تعبر إلى أوروبا من ميناء طريفة. وفي المساء، أخذتني ابنة صاحب الرياض الذي كنت أقيم به في طنجة في جولة داخل الأسواق التجارية في مركز المدينة. دلّتني على أماكن الشراء المناسبة وشجعتني على تذوق البسطيلة، وهي فطيرة تجمع بين الدجاج والقرفة، وهي إحدى روائع المطبخ المغربي التقليدي. وكانت هذه التجربة من أكثر ما استمتعت به في رحلتي.. فأن ترى المدينة بعين واحد من أهلها الذي يرشدك لخباياها هي تجربة تجعل السفر يحمل الكثير من الأنس والدفء. وهكذا انتهى يومي الأول بطنجة، وكنت على موعد في اليوم التالي مع أماكن جديدة في طنجة، بدأت رحلتي في الصباح الباكر أولاً بإفطار مغربي وهو صحن البيصارة والذي يختلف في طعمه وطريقة إعداده عن مصر، يُقدم صحن البيصارة مع التوابل مثل الفلفل الحار والكمون وزيت الزيتون، مع رغيف من الخبز الطازج. معالم بحرية انطلقت بعدها في جولة عبر الأتوبيس السياحي لمدينة طنجة، الذي ينطلق من الميناء نحو أهم معالم المدينة الطبيعية والتاريخية. كانت محطتي الأولى مغارة هرقل، الواقعة في منطقة رأس سبارطيل، حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط. رأس سبارطيل نفسه يُعد من أبرز النقاط الجغرافية في المغرب، وهو قمة صخرية شاهقة ترتفع أكثر من 300 متر، جنوب مضيق جبل طارق. وهناك، على هذا الرأس المطل على مياه مترامية لا نهاية لها، تقع مغارة هرقل التي تمتد 30 متراً داخل الجبل، وتُعد من أشهر المزارات الطبيعية في البلاد. إعلان ما يميز المغارة ليس فقط موقعها، بل تكوينها الصخري الفريد، وفتحتها المطلة على المحيط. ارتبطت هذه المغارة بعدة أساطير، أبرزها تلك التي تقول إن البطل الإغريقي هرقل اتخذها ملجأ له بعد إنجاز إحدى مغامراته، ومنها اكتسبت اسمها. وانتهت الرحلة بالعودة سريعا استعدادا للسفر إلى المدينة التالية البعيدة وهي شفشاون. شفشاون الجوهرة الزرقاء وصلت إلى شفشاون ليلا، بعد يوم مرهق من تبديل وسائل المواصلات، إذ فاتتني الحافلة واضطررت لركوب سيارة أجرة بين المدن. كانت السيارة قديمة والرحلة مزدحمة، تذكّرني بمشاهد من مصر أو بأسفار الطفولة. والغريب أن الحقائب تُحسب لها أجرة كأنها راكب مستقل! كنت الوحيدة المصرية في السيارة، وحين لاحظ أحد الشبان المغاربة تعثري في حمل الحقائب عرض مساعدته دون تردد. ثم دخل في نقاش خفيف مع السائق يوصيه بي، وأخبره أنني "برّانية"، كما يقولون هناك، أي غريبة عن البلد. سرعان ما بدأت أحاديث خفيفة عن مصر، وذُكر عادل إمام كرمز للفن الذي يُقرب بين الشعوب. حين وصلت، كانت المدينة تغط في سكون بارد. لم تكن البرودة تشبه طنجة، كانت قادمة من الجبال المرتفعة مباشرة، تخترق جسدك بلا رحمة. خرجتُ من السيارة وكنت قد هاتفت صاحب الرياض الجديد أو النُزل التقليدي الذي سأسكن فيه لليلة واحدة في شفشاون. وجدته بانتظاري وقادني إلى نُزل صغير وسط أزقة المدينة الزرقاء الضيقة، كنت قد تعودت على مثل هذه الشوارع في طنجة بالفعل. كنتُ متعبة، لكن شيئًا داخلي كان يعرف أنني وصلت إلى مدينة مختلفة، مدينة صغيرة لكنها لا تشبه غيرها. كان البرد قاسيا لكن فضولي ورغبتي في اقتناص ساعات وجودي في شفشاون كان أقوى، فقررت أن أخرج لتمشية قصيرة في قلب المدينة القديمة، التي لم تكن تبعد كثيرا عن مقر إقامتي. كنت أظن أنني سأجد شيئًا يشبه روح طنجة في المساء، لكن المدينة كانت ساكنة في هدوء لا يقطعه سوى صوت الهواء بين الجبال المحيطة بشفشاون. شعرت بشيء من الإحباط، لا من المدينة، بل من الوصول المتأخر، من لحظة لقاء كان يمكن أن تكون أكثر حيوية لولا تأخري. عدت إلى غرفتي وأنا أعد نفسي: غدا ستريني شفشاون وجهها الأزرق في وضح النهار. بدأت يومي بإفطار بسيط في ساحة هادئة قادتني إليها قدماي: مسمن مغربي بالجبن، وكوب من القهوة المغربية التي تذوقتها للمرة الأولى في حياتي. كان طعمها قويا ومختلفًا لم أنساه ولم أعرف سر مكوناته إلا في مدينة مراكش. شفشاون ومواقع التواصل في الصباح، خرجت متلهفة لاكتشاف المدينة الزرقاء التي طالما رأيتها في الصور مغمورة بظلال الأزرق الحالم على الجدران والأبواب والنوافذ. لكن مع كل خطوة شعرت بمفارقة: المدينة أصغر وأهدأ مما تخيلت. لم تكن شفشاون زائفة لكنها أكثر بساطة وأقل نشاطا مما ترسمه صفحات التواصل الاجتماعي، وتسببت تلك التوقعات المُسبقة في خيبة أمل لم أخفيها. لم أجد كل تلك الزوايا الساحرة، ولم يغمُرني الأزرق كما كنت أظن. بدا لي أن السكون هنا جزء من طبيعتها، لا مؤامرة على السائحين. وبعيدا عن الأزقة الضيقة المطلية بالأزرق، تحتفظ شفشاون ببعض من بقايا مدينتها العتيقة، حيث تقع القصبة الأثرية في قلب المدينة، وهي حصن قديم ذو أسوار مرتفعة يعود للقرن التاسع الهجري، شيده مؤسس شفشاون نفسه علي بن موسى بن راشد. وتنتشر حولها المحال الصغيرة التي تبيع الهدايا التذكارية والمشغولات التقليدية مثل الحقائب اليدوية والسلال والحُلي المحلية البديعة إلى الأقمشة المصبوغة يدويا. وبينما أخذت أتمشى في الطرقات جذبتني أصوات واضحة للمياه، فتتبعتها حتى وصلت إلى الطرف الآخر من المدينة، حيث بدأت أصعد درجات حجريّة تحفّها الأشجار الباسقة، بعضها محمّل بحبات البرتقال زاكي الرائحة، وبعضها نخيل يظلل طريق المارين. في نهاية الدرج وجدت نفسي أمام شلال صغير رائق، تنهمر مياهه في هدوء، كما لو أن المدينة كلّها تنبض في هذا المكان الصغير. في نظري، كانت هذه النقطة -المطلة على المدينة من أعلى- أجمل ما في شفشاون. قبل الظهيرة، قررت أن أغادر شفشاون مكتفية بإقامتي القصيرة التي لم تتجاوز اليوم الواحد. كانت زيارة خفيفة الظل، هادئة كطبيعة المدينة نفسها، لكن كنت أتوق لزيارة المحطة التالية.. مدينة التاريخ والعراقة: فاس. إعلان في الجزء الثاني، أتابع ترحالي في المغرب لأتعرف على فاس ومراكش والدار البيضاء.

الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغربي
الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغربي

الجزيرة

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغربي

في كتابه "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، يحكي لنا الكاتب، الطبيب المغربي الدكتور محمد خليل، عن الصين التي لا نعرفها، الناس وطقوس حياتهم اليومية، وحركة تنقلهم في الشوارع، ومدن ومعالم كأننا نقرأ عنها للمرة الأولى، حيث سرد المؤلف فصول ومحطات رحلته بلغة تشم فيها رائحة الأماكن، وعبق التاريخ. يقول الدكتور محمد خليل، وهو يروي لنا يومياته ومشاهداته في الصين: "اللافت للنظر حين تمر بالطرقات، هو اللباس الموحد للناس رجالاً ونساء، كلهم يرتدون لباس "ماو" ذا لون أزرق أو رمادي، وعلى رؤوسهم قبعات من لون البدل نفسه، ويتنقل معظمهم على دراجات هوائية". ويسرد لنا "خليل" كيف شعر بالرهبة حين زار ضريح الزعيم ماو وحين شاهد موميائه المحنطة: "يظهر الزعيم ماو محنطا، وكأنه نائم بلباسه المعروف. لا يُسمح بالوقوف أو أخذ الصور عنده، والحقيقة، أن هذه الزيارة لا تزال محفورة في ذاكرتي، نظرا للرهبة التي يشعر بها المرء حين دخوله الضريح خصوصا عندما يشاهد لأول مرة إنسانا محنطاً. ويحكي مؤلف الكتاب عن الجامع الكبير في شيان، الذي يُعد أول مسجد في الصين، شُيّد على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً على شكل قصر إمبراطوري، بناه الإمبراطور شیان رونغ من سلالة تانغ سنة 742م. في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وأهدى الإمبراطور هذا الصرح الإسلامي للتجار المسلمين الذين تزوجوا من الصينيين. وهكذا تتنوّع الموضوعات وتتعدد الحكايات في كتاب "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، لمؤلفه الدكتور محمد خليل، الذي كان أول طالب مغربي تطأ أقدامه أرض الصين، تلك البلاد البعيدة عن عالمنا العربي. أفكار وذكريات الكتاب الذي صدر عن دارة السويدي بأبوظبي، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، حمل نصوصاً لافته أهّلته للفوز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، في دورتها الثانية والعشرين لعام 2024، في فرع الرحلة المعاصرة. وقد دوّن الكاتب المغربي الدكتور محمد خليل، مشاهداته باعتباره أول طالب مغربي في الصين، وأول طبيب مغربي جمع بين الطب الغربي والطب التقليدي الصيني؛ بهدف الإجابة عن كثير من الأسئلة التي كانت تُطرح عن رحلته إلى الصين، مثل: كيف فكرت في الذهاب إلى أقصى مكان في العالم للدراسة؟ وكيف قضيت حياتك الدراسية هناك؟ وكيف كان تعامل الصينيين معك؟ وكيف كانت معيشتك في الصين؟.. ولماذا لم تكتب معايشتك تلك الأحداث؟ وغير ذلك من الأسئلة، ومن هنا جاءت فكرة الكتاب الذي سعى فيه مؤلفه إلى تجميع أفكاره وسرد ذكرياته في الصين وتوثيقها في كتاب يسرد فيه المؤلف تفاصيل ما شاهده وعايشه في الصين وفي الدول المجاورة التي تمكن من زيارتها. وحين بدأ الدكتور محمد خليل، في نبش ذاكرته واسترجاع ذكرياته ومشاهداته خلال فترة دراسته في الصين، ليبدأ في تدوين كتابه الذي بين أيدينا، بدأ بالنظر إلى ما لديه من ألبومات صور التقطت في تلك الفترة، والصور التي تحمل تواريخ التقاطها، كما راجع الرسائل التي أرسلها إلى عائلته، والتي كان يقص فيها بعضاً من جوانب حياته اليومية في الغربة، لكن المدهش كما يؤكد لنا "خليل" في صفحات كتابه، هو أنه ما أن بدأ الكتابة في أولى صفحات كتابه، حتى بدأت مخيلته تستحضر أسماء الأماكن التي زارها والأشخاص الذين التقاهم أثناء إقامته في الصين، حيث استحضر مواقف ومشاهد لم يكن يتوقع أن تبقى عالقة بذاكرته. الإصلاح والانفتاح وتطرق الدكتور محمد خليل في كتابه "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، إلى مسيرته الدراسية في الصين، وإلى حال المجتمع الصيني آنذاك، وإلى الحالة السياسية والثقافية بالصين في ثمانينيات القرن الماضي، وبداية الإصلاح والانفتاح أثناء فترة دينغ شياو بينغ. وسرد المؤلف مشاهداته للأماكن التي تجول فيها في الصين، والدول التي زارها أثناء العطل الدراسية، كما تناول المؤلف في كتابه فترة ما بعد الدراسة ورجوعه إلى وطنه المغرب، ثم عودته إلى الصين من جديد بعد اثنتي عشرة سنة من مغادرتها، وحكى للقارئ عن التغيير الكبير الذي طرأ في الصين وكان شاهدا على تفاصيله. كما تحدث عن ارتباطه بالصين، ورئاسته جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وهي التجربة التي تكللت بحصوله على جائزة المساهمات المميزة للصداقة الصينية العربية، وهي الجائزة التي تسلمها من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وبحسب المقدمة التي تصدرت صفحات الكتاب، والتي كتبها المستعرب الصيني الدكتور وانغ يويونغ، فإن كتاب "هكذا عرفتُ الصين: مُشاهدات أول طالب مغربي"، يأتي ليكون بمثابة فيلم وثائقي يعج بتفاصيل تستعرض مسيرة الكاتب العلمية في الصين، وتتناول دقائق حياته اليومية في معهد اللغات الأجنبية ثم في كلية الطب التقليدي الصيني، وتصف التغيرات الكبيرة والتطورات، التي شهدها المجتمع الصيني طوال العقود التي قضاها المؤلف في علاقته بالصين، طالبا مقيماً تارة، وتارة أخرى سائحاً. وهكذا كان مؤلف الكتاب الدكتور محمد خليل، الذي فاز بجائزة المساهمات المميّزة للصداقة الصينية العربية، بفضل أدواره الفعّالة في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين، وإسهاماته في تعميم الطب التقليدي الصيني في وطنه المغرب، شاهداً على التطوّرات التي مرت بها الصين منذ بداية الانفتاح في سبعينيات القرن الماضي وعلى مدار عقود تالية. بين صينيْن ووصف المؤلف الدكتور محمد خليل، الفترة التي قضاها طالبا في الصين، بأنها جاءت متزامنة مع بداية مرحلة الإصلاح والانفتاح التي أعلن عنها الرئيس دينغ شياو بينغ، مُعتبراً رحلته، أنها كانت "رحلة بين صينيْن غير صنوين، هما صين الأمس وصين اليوم". وخلص "خليل" إلى ضرورة التواصل والتعايش بين بني البشر بمختلف مللهم ونحلهم وألسنتهم وألوانهم، والإيمان بشرعية الاختلاف واحترام الآخر. وكذلك ضرورة السعي المشترك لدعم التعددية والوصول إلى عالم أكثر انسجامًا وتقاربًا، واحترام تنوّع حضارات العالم وتعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ومنح مزيد من الاهتمام للميراث الحضاري الإنساني، وتعزيز التبادلات، وتجاوز الحواجز بين الحضارات عن طريق تعزيز التبادل الحضاري وتجاوز صراع الحضارات. وأورد الكتاب بعضاً من تاريخ الصين، واستحضر جانبا من رحلة الرحّالة العربي ابن بطوطة إليها، والتي دوّن تفاصيلها في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، ونقل ما قاله ابن بطوطة عن حرص الصينيّين عبر التاريخ على الزائر والتاجر الأجنبي، وسجّل مظاهر رعايتهم الفقراء والمساكين، واهتمام المسلمين الصينيين ودعمهم أشقائهم من المسلمين القادمين إلى الصين من بلدان العالم العربي والإسلامي، ولفت إلى أن الصين من أكثر البلاد أمناً وأحسنها حالاً للمسافرين، وأنّ أهل الصين أعظم الأمم إحكاما للصناعات، وأشدهم إتقانا فيها.

النرويجية للعدالة والسلام: يجب تنظيم ندوات توعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية
النرويجية للعدالة والسلام: يجب تنظيم ندوات توعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية

البوابة

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

النرويجية للعدالة والسلام: يجب تنظيم ندوات توعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية

قال الدكتور طارق عناني، رئيس الجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام، إن الجمعيات الخدمية والاتحادات لها دور كبير في عمل الندوات والمؤتمرات من أجل التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية. الدول العربية في حاجة إلى عمالة ماهرة وأضاف "عناني"، خلال لقائه مع الإعلامية دينا حسني، ببرنامج "الرحلة" على قناة "هي"، أن الدول العربية في حاجة إلى عمالة ماهرة، مؤكدًا أنه مستعد لاستقبال السير الذاتية للشباب وتوفير فرص عمل لهم خارج مصر، متابعًا: "ده كان هدفي لدخول مجلس النواب عن المصريين بالخارج، أنا مش بتكلم عن الترشح إلا لخدمة المصريين فقط لا غير". وأوضح أن الحياة تُمثل له أولاده، والنجاح يعني له الاجتهاد والعمل، مؤكدًا أن النجاح سيأتي قريبا والمستقبل موجود، لكن بعد البحث عنه، منوهًا بأن الرحلة مشوار حياة صعب بدأ من صغره حتى وصل إلى سن التقاعد.

النرويجية للعدالة والسلام: إحنا اللي بنرمي ولادنا للتهلكة بالهجرة غير الشرعية
النرويجية للعدالة والسلام: إحنا اللي بنرمي ولادنا للتهلكة بالهجرة غير الشرعية

البوابة

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

النرويجية للعدالة والسلام: إحنا اللي بنرمي ولادنا للتهلكة بالهجرة غير الشرعية

قال الدكتور طارق عناني، رئيس الجمعية النرويجية الدولية للعدالة والسلام، إنه سافر إلى اليونان بعد غرق مركب للهجرة غير الشرعية عام 2023، والذي أسفر عن وفاة 750 شخصًا، متابعًا: "لحد الآن الأهالي تُعاني من هذا الموضوع، أولادهم ما بين متوفين ومفقودين". سحر عتمان تقوم بدور كبير في التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وأضاف "عناني"، خلال لقائه مع الإعلامية دينا حسني، ببرنامج "الرحلة" على قناة "هي"، أنه يشكر عضو مجلس النواب النائبة الدكتورة سحر عتمان والتي تقوم بدور كبير في هذا الموضوع وتجتمع بالأهالي في مشتول السوق بالشرقية من أجل توعيتهم. وأوضح: "إحنا اللي بنرمي أولادنا للتهلكة بالهجرة غير الشرعية، كل بني أدم لديه حلم وفي حاجة إلى تحسين مستوى معيشته ولكن إزاي يسافر، إحنا محتاجين ندوات ومؤتمرات في الفيوم والشرقية ورشيد من أجل توعية المواطنين من مخاطر الهجرة غير الشرعية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store