أحدث الأخبار مع #الزيرسالم،


الجزيرة
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
جرير وفراغ الفرزدق
بقدر الامتلاء حضورا يكون فراغ الفقد.. حقيقة حاصرت أبا حزرة جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي -واقتحمت عليه أطواء نفسه- وهو يتلقى خبر موت "غريمه التقليدي" وخصمه الأول ابن عمه الأبعد نسبا وحسبا: أبي فراس همام بن غالب المجاشعي التميمي، المشهور بلقب "الفرزدق". ما كاد جرير يعلم بوفاة الفرزدق حتى تطاير بين جنبيه الشرار، وانقدح زناد فجيعته، ليستعيد من شريط ذكريات الفقيد ما كان أسقطه من تبويبه وأودعه "سلة المهملات"، لأسباب تتعلق بصراع "النقائض"، الذي غذته نوازغ الإلهاء السياسي وأذكته نوازع "الفرجة الجماهيرية". وليعذرني القارئ، في فاصل استطراد سياقي، يجمع بين قراءة السطور المكتوبة و"المشاهدة الذهنية" الاسترجاعية، من خلال استحضار "فراغ" شبيه أبدعه "مؤلف" مسلسل الزير سالم، وأجرى حواره على لسان الممثل المكين سلوم حداد، الذي عبر -في حرقة ولوعة- عن شعوره بـ"فراغ جساس" وإحساسه بأن الدنيا بدونه لا تحمل باعثا على التمسك بها، وأعرب عن قسوة "تصور دنيا بدون جساس". وقد أورد المؤلف الحوار في سياق فلسفي، مرر من خلاله فكرة ملخصها أن الزير كان يتعلل بوجود جساس على قيد الحياة من أجل المضي في "مشروع ثأره الشخصي"، حتى إذا بلغه -فجأة- خبر موت واتره اللدود و"غريمه الأول"، ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه، ورأى أن بساط "التعلل الموضوعي" قد سحب من تحته. فبعد أن كان جساس مشجبا يعلق عليه مواصلة برنامج ثأره المفتوح، صار موته معول هدم يقوض "حياة الثأر" التي يعيشها: زمنا وفكرة، ولا يريد أن يدور خارج فلكها، إذ كان قد حصر فيها "معنى وجوده"، وجعلها "لازمة" تمكنه من "تصدر المشهد"، وتبقيه على قيد الحضور!.. ومن هنا كان موت جساس -في ذهن الزير- "فراغا".. حتى كأن هاتفا يصرخ في وعيه الباطن: "أريد جساسا حيا"، بعد أن كان "يريد أخاه كليبا حيا". ثأر الزير ونقيضة جرير ولم تقف المفارقة عند هذا الحد، بل كان موت جساس باعثا على مراجعة "صورته" و"إعادة قراءتها"، وتفحص الوجه "المغيب قسريا"، ليفزع من غصته المفاجئة إلى الإنصاف المتأخر، والاعتراف المضغوط، والشعور بالذنب، فيحرر لجساس شهادة تفوق بمرتبة الشرف الأولى، ويمنحه "وسام الشجاعة" في الجلد والنبل، في لحظة "مراجعة" كشف عنه فيها غطاء حظ النفس، ونزع ما في صدره من دخيلة فإذا هو يبكيه دمعا ويرثيه اعترافا كأن لم يكن بينهما ثأر.. وكأنما تمثل "السيناريست" حالة جرير فأسقطها على الزير، أو كأنها حالة "تخاطر" وقع فيها سيناريو المسلسل على الواقع الذي وثقه جرير من خلال "اعترافاته الشعرية" الطوعية! قلق النهاية الوشيكة وشعور اللحاق السريع وإذا كان الزير (في المسلسل) قد ابتدع ذريعة الثأر لكرامة التغلبيات المذالة من أجل استئناف "مشروع ثأره"، فإن جريرا لم يتجاوز لذعة فقد الفرزدق، بل رأى فيها نذيرا بأنه على الأثر، فعقدت الصدمة تصرفه، وانغلقت شهيته عن متابعة "ثأره الشعري" الذي يبدو أنه مات بموت خصمه اللدود.. لكن "حرب الأربعين عاما" -بميراثها النفسي الثقيل- لم تكن لتتلاشى عند "الصدمة الأولى" إذ ما كاد جرير يسمع النعي -وهو يزف إليه "الخبر العاجل" الأليم/السار- حتى انطلق لسانه ببيت شعر متفلت: مات الفرزدق بعدما جدعته ولعل أمنية بقاء الفرزدق كانت ترجمة لرغبة جرير في مواصلة "التفريغ الانفعالي"، إذ كان رحيل الفرزدق "فراغا" كفراغ جساس، أو هو أمض وأشق! إعلان غير أن جريرا ما لبث أن أمسك نفسه، ومنعها هوى الاسترسال في التشفي، وسفح عبرات حرى سالت على خده، حتى عجب لأمره جلساؤه وسبحلوا، مستغربين بكاءه المفاجئ على خصمه الألد، الذي كان بالأمس يهجوه ويسلقه بلسان حاد غير عف ولا متورع! فأجابهم "والله ما أبكي إلا على نفسي، أما والله إن بقائي خلافه لقليل، إنه قلما كان زوجان مثلنا يجتمعان على خير أو شر ويتهاديانه، إلا كان أمد ما بينهما قريبا"، ثم طفق يتبع العبرات العبارات، فأنشد وهو "يخزي الشيطان": فجعنا بحمال الديات ابن غالب وحامي تميم كلها والمراجم بكيناك حدثان الفراق وإنما بكيناك شجوا للأمور العظائم فلا حملت بعد ابن ليلى مهيرة ولا سد أنساع المطي الرواسم! ثم التقط نفسا زمنيا قصيرا لينشئ مرثاته الخالدة، التي صمم رويها على اسم الفرزدق وفصلها عليه حرفيا، وقد أودع رسالتها مطلعها، حين قال: لعمري لقد أشجى تميما وهدها على نكبات الدهر موت الفرزدق عشية راحوا للفراق بنعشه إلى جدث في هوة الأرض معمق لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي إلى كل نجم في السماء محلق ثوى حامل الأثقال عن كل مغرم ودامغ شيطان الغشوم السملق عماد تميم كلها ولسانها وناطقها البذاخ في كل منطق فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالب لجار وعان في السلاسل موثق ومن ليتيم بعد موت ابن غالب وأم عيال ساغبين ودردق ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما يداه ويشفي صدر حران محنق وكم من دم غال تحمل ثقله وكان حمولا في وفاء ومصدق وكم حصن جبار همام وسوقة إذا ما أتى أبوابه لم تغلق تفتح أبواب الملوك لوجهه بغير حجاب دونه أو تملق؟! لتبك عليه الإنس والجن إذ ثوى فتى مضر في كل غرب ومشرق فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي فما مات حتى لم يخلف وراءه بحية واد صولة غير مصعق..! تحرير اعتذار هكذا، في انقلاب عاصف، تحول جرير من قاع السخط إلى قمة الرضى، وتبدل "موقفه المعلن" بشكل لا يكاد يصدق، فاستحال عفة بعد فجور، وإنصافا بعد تحامل، واعترافا بعد جحود..! هكذا، فجأة -ومن دون مقدمات- طوى الموت أضغان جرير، ونزع "فراغ الفرزدق" ما كان في صدره من غل في الدنيا، على غير عادتها! وقد بدا أن حدس جرير كان في محله، فما تلبث -بعد الفرزدق- إلا يسيرا عليهما رحمة الله!. ولعمري لقد كانت هذه المرثاة الخالصة لوجه الصراحة -الخالية من حظ النفس- "نقيضة" صادقة، قوض بها جرير "نقائضه" المتشفية اللاذعة، لما ألهبت ضميره سياط "كشف المستور" فأبلت سرائره "اعترافات اللحظة الأخيرة"، وصعقته لذعة الفراق، ففجرت كامن شهامته، وأبدت مستتر نبله.. ويا للمفارقة!!


الجرس
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجرس
وفاة الممثل اللبناني القدير انطوان كرباج!
توفي الممثل اللبناني القدير أنطوان كرباج عن عمر ناهز 90 عاما بعد صراع مع المرض ومعاناة من الزهايمر. ولمن لا يعرف من انطوان؟ كرباج المولود في 4 أيلول 1935، من مواليد زبوغا، قضاء المتن. أنطوان كرباج هو ممثل لبناني معروف، ولد في 4 ايلول 1935 في لبنان. يعتبر من أبرز الوجوه الفنية في مجال التمثيل في لبنان والعالم العربي. بدأ مسيرته الفنية في الستينات، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية. اقرأ: الممثل اللبناني الكبير انطوان كرباج لم يمت أنطوان كرباج بدأ مشواره الفني من خلال المسرح اللبناني، ثم انتقل إلى التلفزيون والسينما. كانت له مشاركات بارزة في العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي لاقت نجاحًا كبيرًا. اشتهر بدوره في تقديم الشخصيات المركبة والمعقدة التي تظهر قدرته العالية على التمثيل. من بين أعماله البارزة التي ساهمت في تعزيز مكانته الفنية، نذكر مشاركته في مسلسلات مثل 'الزير سالم'، 'الموجة'، و'شبابيك'. كما كانت له مشاركات في بعض الأفلام السينمائية اللبنانية والعربية. عرف أنطوان كرباج بقدراته التمثيلية العالية، حيث استطاع أن يتقن أداء الأدوار التي تتطلب تنوعًا في التعبير عن المشاعر والأحاسيس، وهو ما جعله يحظى بشعبية واسعة في أوساط الجمهور اللبناني والعربي. إلى جانب التمثيل، كان له حضور لافت في مجال الدوبلاج، حيث قام بتقديم العديد من الأصوات لشخصيات في مسلسلات كرتونية وأفلام سينمائية. ظل أنطوان كرباج بعيدًا عن الأضواء في جوانب حياته الشخصية، حيث يفضل الحفاظ على خصوصيته. رغم ذلك، ظل معروفًا بصداقاته في الوسط الفني وبشخصيته الهادئة والمتواضعة.


الميزان
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الميزان
لماذا توقفت في موقع الميزان عن تغطية مسلسل معاوية؟
منذ عام 2019 وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تغب عني في موقع 'الميزان' أيّ دراما تاريخية عُرضت، فقد كنت أتابعها عن كثب، مُقدِّمًا تقارير يومية أو أسبوعية، بغض النظر عن مستواها الفني، مقتصرًا في تغطيتي على الزاوية التاريخية فقط. أُدرك جيدًا أن الدراما لا تلتزم بحرفيّة التاريخ، وكثيرةٌ هي الأعمال التاريخية التي وقعت في أخطاء فادحة، ومع ذلك تابعتها، لا لشيء سوى أن لها صدى واسعًا وجمهورًا متابعًا، وكان لزامًا عليّ تسليط الضوء على الجوانب التاريخية فيها، حرصًا على نشر المعلومة الصحيحة، لكن مسلسل 'معاوية' لم يندرج ضمن هذه الفئة، إذ لم يحظَ بتلك الأجواء التي تستدعي التغطية والمواكبة. لماذا توقفنا عن تغطية مسلسل معاوية ؟ تتباين الآراء حول الغاية من الدراما؛ فهناك من يراها رسالةً تحمل مضامين ثقافية وتوعوية، وآخرون يرونها محض ترفيه، فيما يعتبرها فريق ثالث مجرد صناعة تهدف للربح، وبصرف النظر عن صوابية أيٍّ من هذه الرؤى، فإن مسلسل 'معاوية' لم يحمل في طيّاته أيًّا من هذه الأبعاد، مما جعل تغطيته أمرًا بالغ الصعوبة. في الأعمال الفنية، لا سيما التاريخية منها، تجد نفسك مأخوذًا بعناصرها المختلفة، فإن لم يرقَ لك الإخراج، فربما يجذبك الأداء التمثيلي، وإن لم يستهوِك التمثيل، فقد يشدك الحوار، وإن خذلك الجميع، فستجد في الموسيقى بعض العزاء. لكن مسلسل 'معاوية' حتى اللحظة لم يقدّم أيًّا من هذه المتع؛ فالأداء التمثيلي يفتقر إلى الإتقان باستثناء حالات نادرة (طبعًا بطل المسلسل ليس فيها) والحوار لم يحمل ما يشدّ الانتباه، أما الإخراج، فلستُ ضليعًا في نقده، لكنه لم يمنحني الدافع للاستمرار في المشاهدة، وذلك في حد ذاته أول سبب لصرف النظر عنه. أما ثاني الأسباب التي تحول دون متابعتي للمسلسل، فهو افتقاده 'للروح'، لا أرغب في مقارنة عمل فني بآخر، لكن حتى الحلقة الثامنة، لم أتمكن بعدُ من تحديد الهوية الزمنية التي ينتمي إليها المسلسل؛ فديكوراته، وأسلوب التمثيل، والحوار لا تعكس إطارًا زمنيًا واضحًا، في مشاهد المدينة المنورة، يُخيَّل إليّ أنني أمام تصوّر منقول بتصرّف عن ديكورات مسلسل 'الزير سالم'، الذي تدور أحداثه في العصر الجاهلي، بينما في مشاهد دمشق، يراودني الإحساس بأنني أتنقل بين أروقة 'الأندلس'، لا بين أجواء عهد الدولة الراشدة، ولا حتى ملامح العصر الأموي، الذي لم يظهر بعد في الأحداث. أما ثالث الأسباب التي دفعتني إلى العزوف عن متابعة المسلسل، فهو الرسالة التي يحملها، والتي حتى الآن غير واضحة أصلاً، فلا شك أن فكرة 'معاوية' تحمل جاذبية كبيرة، فهو يتناول شخصية مثيرة للجدل في حقبة تاريخية شديدة التعقيد، لكن حتى الآن، يبدو أن العمل قد فقد بوصلته، نتيجة قفزاته الزمنية المتسارعة وضعف الحوار والسيناريو، مما جعله يفتقر إلى الاتجاه الواضح الذي كان ينبغي أن يتبعه. وربما يعود هذا إلى النهج الذي أعلنه خالد صلاح بقوله: «في 'معاوية'، لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم، لم نبحث عن الحقيقة في صياغاتها الجامدة، بل حاولنا أن نرى الإنسان خلف السياسة، وأن نعيد قراءة القصة بعيدًا عن صخب الروايات المتضادة»، بالتالي من هذا النص نعرف أن المسلسل لا هوية له. رابع الأسباب، الأخطاء التاريخية الفجة التي من المرشح أن تزيد بعد سلسلة من الأخطاء البديهية التي وقع فيها العمل، فجميعها تجعلنا نسأل لماذا وقع المسلسل بهذه الميزانية الضخمة في مثل هذه الأخطاء الغريبة والعجيبة. أما خامس الأسباب، وهو الأخير، فهو المنشور الذي كتبه كاتب المسلسل، الصحفي خالد صلاح، وليته صمت، فقد احتوى منشوره على كمٍّ من المغالطات التاريخية والمنطقية، ما يثير التساؤل حول مصداقية العمل الدرامي نفسه، ويجعلنا نتوقع أن تكون الأخطاء فيه بحجم الهفوات التي وردت في المنشور. على سبيل المثال، استعرض خالد صلاح في منشوره التحولات الكبرى التي طرأت على حياة معاوية بن أبي سفيان بأسلوب صحفي مقبول، فتحدث عن نشأته في بيت يعج بالعظمة من جهة الأب والأم، قبل أن تنقلب الأمور فجأة مع ظهور الإسلام، إذ هاجرت أخته إلى الحبشة مع زوجها، وقُتل جده وخاله وعم أمه في غزوة أحد، ثم دخلت أمه الإسلام لاحقًا. لكن المدهش أن هذه التفاصيل لم تظهر في المسلسل على الإطلاق، فقد كانت السرعة والتجاوز عنوان السيناريو، فتم اختزال غزوتي بدر وأحد، ولم يُقدم أي مشهد يعكس هذه التحولات الجوهرية. بل إن الكاتب وقع في خطأ عندما تحدث عن أخت معاوية بطريقة غير دقيقة. وإذا قارنا بين محتوى المنشور وما عُرض في المسلسل، سنجد ليس فقط تناقضًا واضحًا يجسد الفجوة بين ما كُتب نظريًا وما تُرجم إلى مشاهد درامية. في الختام فإن ميزانية مسلسل معاوية أكبر من تأثيره، وتأثيره أقل بمراحل من انتشاره، وما في المسلسل أقل بقليل من من الجدل والصخب الذي صاحب الإعلان عنه، وعليه فمن الصعب تغطيته بشكل بحثي احترافي. 'دراما أم أخطاء؟' 5 اختزالات في الحلقة الأولى من مسلسل معاوية وقراءة لمشهد غزوة أُحُد لهذه الأسباب وقعت الحلقة الثانية من مسلسل معاوية في أخطاء الحلقة الثالثة من مسلسل معاوية 'مشاهد تبدو خاطئة تاريخيًا لكنها صحيحة' 'الحلقة الرابعة من معاوية' أخطاء في مشاهد قصر الخضراء وإجادة بمعارك قيسارية 'مسلسل معاوية الحلقة 5' التاريخ بعين طائفية 'الحلقتين 6 و7 من مسلسل معاوية' هذه قصة إهانة زوجته له وتأسيس الأسطول الكاتب وسيم عفيفي باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال