أحدث الأخبار مع #السياسات_العامة


البيان
منذ ساعة واحدة
- صحة
- البيان
مؤشر السعادة عالمياً
أتوقع في مواجهة هذا التراجع، تظهر الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في أولويات السياسات العامة، بحيث تركز على الصحة النفسية وجودة الحياة، كما يتطلب الأمر من الأفراد العودة إلى الاهتمام بعلاقاتهم الاجتماعية.

عمون
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
لا شيء يعجبني
تنتشر عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعض الحسابات التي ينطبق عليها القول: "لا شيء يعجبني"، فتارة تراه معارضاً للحكومة وتارة معارضاً للدولة، وتارة أخرى منتقداً لسياسات معينة، وربما يكون هو من أسهم في تكريسها خلال عمله في القطاع الحكومي. فركوب الموجة أصبح مألوفاً. والانتقاد من أجل الانتقاد أصبح شائعاً. رغم عجزه عن بناء وطن. فالوطن يبنى بالعمل لا بالانتقاد من أجل الانتقاد فقط. حرية التعبير مكفولة. والدستور الأردني نظمها بشكل واضح، لا بل نص عليها ونص على حرية الصحافة ونظمتها القوانين – التي نختلف مع صياغتها في بعض النصوص – لكن المشكلة تثور في "استعمال هذه الحرية لمآرب شخصية"، فلا المآرب تتحقق ولا الحرية تؤتي أكلها. وهنا تتجلى المفارقة، فبينما يُفترض أن تكون حرية التعبير أداة للنقد البنّاء والتقويم، نجد أن البعض يتخذون منها وسيلة للشتم والتشكيك والتسفيه، دون تقديم حلول أو بدائل واقعية. بل إن البعض يهاجم كل شيء دون تمييز، وكأنهم في صراع دائم مع الجميع، غير مدركين أن النقد بلا هدف ولا مشروع وطني يصبح عبثاً يزرع الإحباط ويقوّض الثقة. لقد أصبح من المألوف أن نجد من ينتقد المؤسسات ثم يطلب منها دعماً أو تعييناً، ومن يهاجم السياسات العامة ثم يفاوض ليكون جزءاً منها. هذه الازدواجية تُفقد المواقف مصداقيتها، وتكشف أن الهدف ليس الإصلاح وإنما الاستعراض. الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالعمل الجاد.. بالاقتراح المسؤول.. بالمساهمة في الحل، وليس فقط باختزال كل شيء في منشور ساخر أو تعليق غاضب. فالوطن يحتاج إلى عقلاء يُديرون الحوار، لا إلى صخب دائم يُربك المشهد ويشوّش على الحقائق. في النهاية، "لا شيء يعجبني" قد تكون جملة تعبّر عن حالة نفسية أو لحظة يأس، لكنها لا تصلح لتكون مشروعاً فكرياً أو منهجاً في التعامل مع الشأن العام. نحتاج إلى من يقول: "هناك ما لا يعجبني، وسأسعى لتغييره بالتي هي أحسن، وبفكر وطني لا يتبدّل مع اتجاه الريح"... وكما يقول بلال العجارمة الشاب الأردني اللطيف المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي: "المِطلع الله".