أحدث الأخبار مع #السياسة


سكاي نيوز عربية
منذ 11 ساعات
- سياسة
- سكاي نيوز عربية
تصاعد التشكيك الأميركي في نوايا إيران النووية
أبوظبي - سكاي نيوز عربية دعا أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي، إلى ضمان أن يؤدي الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران إلى القضاء الكامل والدائم على كل قدرات إيران في مجال تخصيب اليورانيوم.


BBC عربية
منذ 12 ساعات
- سياسة
- BBC عربية
فوز رئيس بلدية بوخارست الليبرالي برئاسة رومانيا متوفقاً على منافسه اليميني
فاز نيكوسور دان، رئيس بلدية بوخارست الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي، على منافسة اليميني القومي، جورج سيميون في جولة الإعادة الثانية من انتخابات الرئاسة في رومانيا التي شهدتها البلاد، بعد أشهر من الاضطرابات السياسية. وكان جورج سيميون، زعيم حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" اليميني المتشدد، قد حقق فوزاً مفاجئاً في الجولة الأولى من الانتخابات هذا الشهر، مستغلاً موجة غضب انتابت الرومانيين الذين شهدوا إلغاء السباق الرئاسي في أواخر العام الماضي بسبب مزاعم تدخل روسي. بيد أن نيكوسور دان، ذو الصوت الهادئ، هو من حقق الفوز بحصوله على 55% من الأصوات في رومانيا، على الرغم من تفوق سيميون الواضح في أوساط الناخبين المغتربين في الخارج. وقال دان بعد ضمان فوزه: "نحن بحاجة إلى بناء رومانيا معاً بصرف النظر عمن صوتم له". وقد أدلى أكثر من 11.6 مليون روماني بأصواتهم في جولة الإعادة يوم الأحد، وحصل دان على دعم أكثر من ستة ملايين منهم. وانتظر نيكوسور دان عالم الرياضيات حتى بعد منتصف ليل الأحد، قبل أن يتأكد بشكل قاطع من أن أرقام فرز الأصوات كانت في صالحه، وحتى يتمكن من الانضمام إلى أنصاره في حديقة مقابل مبنى البلدية في بوخارست. واحتفل مؤيدوه بحماس، يهتفون باسمه ويشجعونه وهم سعداء. في لحظة ما، كاد أن يُحاصر وسط الجماهير المتحمسة، لكن هذه كانت لحظة فارقة للرئيس المنتخب ولمؤيديه بعد شهور من التوتر السياسي. قال دان: "لقد انتصرت مجموعة من الرومانيين الذين يتطلعون إلى تغيير جذري في بلادهم". ولا يشعر الرومانيون بالرضا بشكل عام عن هيمنة الأحزاب التقليدية، وقد ازداد التوتر في هذه الدولة العضوة في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في وقت سابق من هذا الشهر عندما انهارت الحكومة بعد فشل مرشحها في الوصول إلى الجولة الثانية. وتعهد نيكوسور دان خلال حملته الانتخابية بمكافحة الفساد والحفاظ على دعم أوكرانيا المجاورة في الشمال، بينما هاجم سيميون الاتحاد الأوروبي ودعا إلى خفض المساعدات المقدمة إلى كييف. وهتف أنصار دان "روسيا، لا تنس أن رومانيا ليست ملكاً لكِ". وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي قد أشارت إلى فوز جورج سيميون، لكنها لم تشمل أصوات المغتربين التي تشكل جميعها أهمية، وظل سيميون متمسكاً بالاعتقاد بأنه لا يزال قادراً على الفوز. وفي بداية الأمر، أصر جورج سيميون ، قائلاً: "لقد فزت.أنا الرئيس الجديد لرومانيا. سأُعيد السلطة للرومانيين". لم يُعلن عن اعترافه بالهزيمة حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، حيث أعلن ذلك عبر منشور على فيسبوك. ونتيجة لذلك، تم إلغاء الاحتجاج الذي كان أنصاره يخططون له على ما يبدو. وخلال الحملة الانتخابية، وقف سيميون جنباً إلى جنب مع كالين جورجيسكو، الشخصية اليمينية المتطرفة التي فاجأت رومانيا بفوزها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نهاية العام الماضي، مدعومةً بحملة ضخمة على تيك توك. وقد أُلغي التصويت بسبب مزاعم تزوير الحملة الانتخابية والتدخل الروسي، ومُنع جورجيسكو من الترشح مجدداً. ونفت روسيا أن تكون تدخلت في هذه الانتخابات. ورداً على سؤال لبي بي سي، يوم الأحد، عما إذا كان يتصرف كدمية في يد جورجيسكو، قال جورج سيميون: "الدمى هم أولئك الذين ألغوا الانتخابات...أنا رجل أمثل شعبي وقد صوت شعبي لصالح كالين جورجيسكو". وأضاف:"هل نحب الديمقراطية فقط عندما ينتصر الشخص الصالح؟ لا أعتقد أن هذا خيار وارد". كما قال إنه وطني، واتهم ما وصفه بوسائل الإعلام بتشويه سمعته واتهامه بأنه موالٍ لروسيا أو فاشي. كان مفتاح نجاح سيميون في الجولة الأولى، هو فوزه الاستثنائي بين الناخبين المغتربين بالخارج في أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة. وقد تظاهر أنصاره بقوة مجدداً يوم الأحد، حيث أظهرت النتائج الجزئية حصوله على 68.5 في المئة من الأصوات في إسبانيا و 66.8 في المئة في إيطاليا و67 في المئة في ألمانيا. كما أنه حصل على أصوات كثيرة في المملكة المتحدة، حيث قال الناخبون إنهم كانوا يختارون كالين جورجيسكو لو لم تمنعه السلطات من الترشح. وقالت كاتالينا جرانسيا، البالغة من العمر 37 عاماً: "لم نكن نعرف شيئاً عن (جورجيسكو) ولكن بعد ذلك استمعت إلى ما كان يقوله، ويمكنك أن تقول إنه مسيحي صالح". وكانت جرانسيا قد تعهدت بالعودة إلى رومانيا إذا فاز سيميون، وقالت والدتها ماريا إنها صوتت أيضاً لصالح التغيير،وأضافت: "أُجبر أطفالنا على مغادرة رومانيا لأنهم لم يتمكنوا من العثور على أي عمل هناك". ومع ذلك، فقد خرج المُصوتون لدان بأعداد أكبر في رومانيا وخارجها. ففي دولة مولدوفا المجاورة، أيد 87 في المئة من الرومانيين رئيس بلدية بوخارست. وقد هنأه كل من رئيسة مولدوفا ورئيس أوكرانيا على فوزه. وقالت رئيسة مولدوفا مايا ساندو "إن مولدوفا ورومانيا تقفان جنباً إلى جنب، وتدعمان بعضهما البعض وتعملان معاً من أجل مستقبل سلمي وديمقراطي وأوروبي لجميع مواطنينا". وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير، زيلينسكي في كييف: "بالنسبة لأوكرانيا، فإن رومانيا جارة وصديقة ومن المهم أن تكون لنا كشريكة نثق فيها". كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على وسائل التواصل الاجتماعي إن الرومانيين خرجوا بأعداد كبيرة و"اختاروا أن تكون رومانيا واعدة ومنفتحة ومزدهرة في أوروبا القوية".


الإمارات اليوم
منذ 16 ساعات
- أعمال
- الإمارات اليوم
الدول الأوروبية تمضي «على مضض» للتقارب مع الصين
تُمثل طموحات الصين العالمية تحديات استراتيجية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثانية محقة في استمرار موقفها المتشدد تجاه الصين، ومع ذلك يتعين على الولايات المتحدة وأوروبا إيجاد تسوية مؤقتة إذا أرادتا مواجهة تحديات الصين بفاعلية. وخلال زيارتنا الأخيرة إلى بروكسل وباريس، تحدثنا مع صناع سياسات وخبراء وقادة أعمال أوروبيين، وأوضحوا لنا أنه في ضوء الخلاف الجديد عبر الأطلسي، بشأن الرسوم الجمركية وقضايا أخرى، يساورهم قلق متزايد من أن الولايات المتحدة تُدير ظهرها لهم، لذلك يفكرون كثيراً في التقارب مع الصين. ولفهم كيفية تطور نهج أوروبا تجاه بكين، حدّدنا أربعة اتجاهات جيوسياسية أوسع نطاقاً شكّلت السياسات الأوروبية تجاه الصين في السنوات الأخيرة، وستستمر هذه الاتجاهات في التأثير في كيفية تطورها في الأشهر والسنوات المقبلة. المنافسة المتصاعدة يشعر الأوروبيون بشكل متزايد بأنهم عالقون في خضم المنافسة الاستراتيجية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، وأدى طموح الصين لإعادة تشكيل النظام الدولي - وفق أسسها - إلى تعميق التوترات مع الولايات المتحدة، ما دفع واشنطن إلى التحول من المشاركة إلى التوازن الاستراتيجي منذ عام 2017، ويعكس هذا التحول من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب - الذي استمر إلى حد كبير في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن - إجماعاً بين الحزبين على وضع الصين في قلب الاستراتيجية الأميركية الكبرى، وعلى الرغم من اختلاف نبرته وتركيزه على التنسيق مع الحلفاء، فإن الرئيس السابق بايدن، حافظ على عناصر رئيسة من استراتيجية ترامب، مثل القيود التجارية، وضوابط التكنولوجيا، والجهود السياسية والعسكرية لمواجهة النفوذ العالمي للصين. أما إدارة ترامب الثانية فقد انتهجت مساراً أكثر تصادمية، مع تركيز واضح على الانفصال الاقتصادي، وتصعيد حاد للرسوم الجمركية (فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على معظم السلع الصينية، تلته إجراءات انتقامية من الصين بنسبة 125%، ثم اتفاق لخفضها إلى 30% و10%)، وتعكس هذه الخطوات، استراتيجية اقتصادية أوسع نطاقاً قائمة على مبدأ «أميركا أولاً» لخفض العجز التجاري، وحماية الصناعات الأميركية من ممارسات الصين التجارية غير العادلة، وارتفع العجز التجاري الأميركي مع الصين، من أقل من مليار دولار في عام 1985، إلى نحو 300 مليار دولار في عام 2024، مع اعتماد بكين بشكل كبير على السوق الأميركية التي تستوعب 14% من صادراتها. وتحذر منظمة التجارة العالمية من احتمال انخفاض تجارة السلع الثنائية بنسبة 80% في حال تسارعت وتيرة الحرب التجارية وانفصال الاقتصاد العالمي. وكان الاتحاد الأوروبي حذراً بشأن عدم الانجرار إلى المنافسة الثنائية بين واشنطن وبكين، ومع إدراكه للتحديات النظامية التي تشكلها طموحات الصين العالمية، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى حماية مصالحه الاقتصادية، واستقلاليته الاستراتيجية. وفي الوقت نفسه، يشعر صانعو السياسات في الاتحاد الأوروبي بقلق من أن التداعيات المتزايدة للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين - خصوصاً الطاقة الإنتاجية الفائضة الصينية التي تغمر الأسواق العالمية - قد تضر بالصناعات الأوروبية الرئيسة. وبينما يدعم البعض في بروكسل تعميق التعاون والتقارب مع بكين، يحذر آخرون من أن هذا قد يضر بقدرة أوروبا التنافسية على المدى الطويل واستقلالها السياسي، وستكون موازنة هذه الضغوط المتنافسة محورية في استراتيجية الاتحاد الأوروبي المتطورة تجاه الصين. شكوك متزايدة تساور أوروبا شكوك متزايدة بشأن استمرار مشاركة الولايات المتحدة عالمياً، وكضامن للأمن الأوروبي، فمنذ العقد الثاني من القرن الـ21، أثار الاستقطاب الداخلي الأميركي والانكفاء العالمي الذي بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، واشتدّ خلال عهد ترامب، الكثير من المخاوف، فقد كان تحوّل أوباما الاستراتيجي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ إشارة إلى أن واشنطن لم تعد ترغب في تركيز استراتيجيتها الكبرى على أوروبا والشرق الأوسط. وشهدت ولاية ترامب الأولى تراجعاً إضافياً عن التعددية والتحالفات التقليدية، ما أثار تساؤلات حول الالتزامات الأمنية الأميركية في أوروبا، مع تكرار المخاوف التي استمرت لعقود، بشأن تقاسم الأعباء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكشفت الحرب بين روسيا وأوكرانيا - بشكل أكبر - مدى اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة في دفاعها. كما قلّصت إدارة ترامب الثانية بسرعة مشاركاتها العالمية، وشككت في دعم أوكرانيا، وسعت إلى التقارب مع روسيا، وفرضت رسوماً جمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي (25% على السيارات والصلب والألمنيوم، و10% على غيرها)، وقد عمّقت هذه الخطوات الخلافات السياسية والاقتصادية والأمنية بين واشنطن وبروكسل، ما دفع أوروبا إلى إعادة تقييم استراتيجي. وفي حين يدعو البعض في أوروبا إلى إعادة ضبط «براغماتية» للتقارب الاستراتيجي المحتمل بين الاتحاد الأوروبي والصين، يحذّر آخرون من أن التحديات الاقتصادية الهيكلية التي تواجهها الصين تُقوّض جدوى هذا النهج، ما يجعل إبرام صفقة كبرى مع الصين أمراً غير قابل للتنفيذ، ولايزال هؤلاء يعتقدون أن التعاون عبر الأطلسي هو الطريق إلى الأمام، وتشير أحدث صفقة معادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، إلى شعور بالتفاؤل بشأن مستقبل العلاقة عبر الأطلسي. الحرب الروسية - الأوكرانية شكلت حرب روسيا على أوكرانيا اعتداء مباشراً على البنية الأمنية الأوروبية، وعلى النظام الأوروبي الذي نشأ بعد الحرب الباردة، والمبادئ الأساسية للسلام الدولي، والسيادة والديمقراطية. وبالنسبة للأوروبيين، فقد كشف هذا الحدث حقيقة وجود مُعتدٍ على أعتابهم، ما أبرز هشاشة البنية الأمنية القائمة. وأثار دعم بكين السياسي والاقتصادي لموسكو قلق صانعي السياسات الأوروبيين، مسلطاً الضوء على دور الصين المتنامي كداعم استراتيجي لروسيا في حربها على أوكرانيا، وقد وفّر دعم بكين الاقتصادي والسياسي القائم على «شراكة بلا حدود» التي وُقّعت قبل أيام قليلة من الحرب في أوكرانيا، طوق نجاة لموسكو، ما قوّض فاعلية العقوبات الغربية. وأثار ذلك في الوقت نفسه، مخاوف بشأن البنية التحتية التي بنتها الصين في جميع أنحاء القارة وتهديداتها للأمن الأوروبي، وبالنظر إلى التحديات الأخيرة في العلاقات عبر الأطلسي، فإن عزم أوروبا على الحفاظ على موقف حازم تجاه الصين يتضاءل. وبينما لايزال العديد من صانعي السياسات ينظرون إلى بكين على أنها منافس نظامي يشكّل مخاطر طويلة الأجل على الأمن الأوروبي والقيم الديمقراطية، أصبح آخرون الآن أكثر انفتاحاً على المشاركة الاستراتيجية، ويدعون إلى إعادة تقييم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، في ظل مشهد جيوسياسي متغيّر. الاتحاد الأوروبي أصبح التحدي الاقتصادي والتكنولوجي المتنامي الذي تواجهه الصين يشكل تهديداً كبيراً للأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، فقد أدى التوسع العالمي للصين في نموذجها الحكومي الذي يتميز بالدعم وقيود السوق، ونقل التكنولوجيا القسري، إلى تقويض المنافسة العادلة، وإجهاد صناعات الاتحاد الأوروبي، ورداً على تباطؤها الاقتصادي، زادت الصين تصدير الطاقة الصناعية الفائضة إلى أوروبا، لاسيما في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، ما وضع ضغوطاً على قطاعات أوروبية رئيسة، وبينما روّجت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لاستراتيجية «تخفيف المخاطر»، فإن الاتحاد الأوروبي لايزال منقسماً على نفسه. وتقاوم بعض الدول الأعضاء اتخاذ تدابير أكثر صرامة، نظراً لاعتمادها الاقتصادي على الصين، أكبر المصدّرين لأوروبا (21%)، وثالث أكبر سوق للصادرات الأوروبية (8%)، وعلى عكس الولايات المتحدة التي فرضت ضوابط صارمة على التكنولوجيا والاستثمار، اتخذ الاتحاد الأوروبي نهجاً أكثر حذراً وابتعاداً عن المواجهة. وعلى الرغم من أن الأدوات الجديدة، مثل تنظيم الدعم الأجنبي، وآليات مكافحة الإكراه، قد وسّعت نطاق أدوات السياسة في الاتحاد الأوروبي، فإنها غالباً ما تتجنب الإشارة مباشرة إلى الصين باعتبارها مصدر القلق الرئيس، وقد أثارت جهود أكثر حزماً، مثل تحقيقات مكافحة الدعم في السيارات الكهربائية الصينية، خلافات وانقسامات داخلية كبيرة، ما يعكس تفاوتاً في المصالح والتعرض للمخاطر بين الدول الأعضاء. وأهم ما استخلصناه من زيارتنا لبروكسل وباريس أن التقارب التاريخي بين الاتحاد الأوروبي والصين، مطروح على الطاولة، وفي حين أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين، ودعم الصين لروسيا في حربها في أوكرانيا، وتحديات القدرة التنافسية التي تواجهها الصين، تدفع صانعي السياسات الأوروبيين نحو مواصلة استراتيجية الاتحاد الأوروبي للحدّ من المخاطر وتحقيق التوازن، فإن الكثير من ذلك سيعتمد على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل منخرطة عالمياً ومع أوروبا، وبما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواجهان طموحات الصين وتحدياتها المتزايدة، فلا يمكن للشركاء عبر الأطلسي مواجهة بكين إلا معاً، ويجب على واشنطن وبروكسل إيجاد تسوية مؤقتة بشأن التجارة والأمن، وتوحيد الجهود لمواجهة نفوذ الصين، وإصلاح النظام الدولي القائم على القواعد وتعزيزه. د.فالبونا زينيلي* *زميلة أولى غير مقيمة في مركز أوروبا التابع للمجلس الأطلسي ومركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن. زولتان فيهير* *دبلوماسي وباحث جيوستراتيجي يعمل زميلاً غير مقيم في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي. عن «ناشيونال إنتريست»


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- سياسة
- الجزيرة
مذهب النفاق.. من البراغماتية إلى التزييف الكامل
في عالم تتبدل فيه المبادئ كما تتبدل الوجوه في زحام المصالح، لم يعد النفاق مجرد سلوك معزول يُذم في الأخلاق، بل تحوّل إلى آلية بقاء تمارَس بذكاء مدهش، وتغلَّف أحيانًا بشعارات برّاقة عن المرونة، والواقعية، والذكاء الاجتماعي. في زمن التناقضات الكبرى، يصير الكذب بضاعةً رائجةً، ويغدو الصدق رهانًا خاسرًا. ومع الوقت، تتآكل الفروق بين البراغماتية المشروعة والتزييف الكامل، حتى يصبح النفاق نمطًا رائجًا من أنماط التفكير والسلوك، لا يثير استهجانًا، بل يُحتفى به. البراغماتية، وقد نشأت كفنّ للتكيف مع الواقع وتجاوز تناقضاته، انزلقت تدريجيًّا إلى ذريعة للانفصام الأخلاقي. بات الإنسان يفصل بين ما يقول وما ينوي، وبين ما يفعله وما يؤمن به رحلة النفاق في اللغة والأخلاق لم يعد ينظر إلى النفاق بوصفه خيانةً للذات أو نكوصًا عن المبدأ، بل أعيد إنتاجه في قوالب جديدة أكثر قبولًا: "الذكاء الاجتماعي"، "السياسة الواقعية"، "اللباقة الضرورية".. تغير الاسم، وبقي الفعل على حاله: قلب الحقائق بمهارة، وتبديل الأقنعة بتوقيت مدروس تمليه المصلحة، حتى صار النفاق يروج له بوصفه فنًّا للبقاء في عالم لا يكافئ الصدق، بل يدفع بالصادق إلى هامش المشهد. وهكذا، تراجع الصدق من مقام الفضيلة البديهية إلى خانة الخيار المكلف، خيار تُسلب فيه السكينة، ويقايَض فيه بالمكانة، ويُراهن فيه على الوجود نفسه. البراغماتية، وقد نشأت كفنّ للتكيف مع الواقع وتجاوز تناقضاته، انزلقت تدريجيًّا إلى ذريعة للانفصام الأخلاقي. بات الإنسان يفصل بين ما يقول وما ينوي، وبين ما يفعله وما يؤمن به، حتى أفرغت الأقوال من صدقها، والأفعال من دلالتها.. وما كان يقال في ميدان السياسة عن "البراغماتية"، بات يقال الآن في العلاقات، وفي دهاليز المؤسسات، وحتى في منابر الوعظ! شيئًا فشيئًا، تسلل النفاق من هامش الأخلاق إلى مركز القرار النفسي والثقافي، حتى غدا قاعدةً صامتةً يتكئ عليها العقل الجمعي، ويُغض الطرف عنها تحت عنوان "الحكمة" و"النضج". السوق يطلب المزيف.. حين يصبح النفاق اقتصادًا ناعمًا لم يعد النفاق ترفًا شخصيًّا، بل تحول إلى ضرورة تسويقية! في الفضاءات الرقمية، تتكاثر الأقنعة: ابتسامات لا تعكس شعورًا حقيقيًّا، وذوات مصطنعة تروج بعناية. كل "إعجاب" مزيف، وكل مجاملة بلا صدق، تغذية لنظام ناعم من التزييف، تخلت فيه الحقيقة عن مكانها لصالح التأثير اللحظي. في هذا السوق، لا مكان للأصالة، بل للأكثر قدرةً على أداء الدور المناسب في الوقت المناسب! ولأن الجماهير تفضل المظهر على الجوهر، أصبح النفاق أداةً للترقي، والصراحة عبئًا لا يتحمله من يسعى إلى النجاح في بيئة مشروطة بالأداء، لا بالصدق. الصدق -رغم كلفته- هو القيمة الوحيدة التي تُكسبك احترام الذات؛ والتمسك بنزاهتك أيضًا شكل من أشكال العصيان الهادئ، والثبات الأخلاقي وسط عالم يتلون كل صباح المجتمع المنافق.. خداع متبادل باسم الفضيلة في مجتمعات ترفع شعارات سامية، وتغرق في ممارسات نقيضة، لم يعد النفاق استثناءً، بل نظام حياة مستقرًا، ترعاه العادة ويكافئه الواقع. الجميع يتحدث عن الشرف، لكن قلةً من الناس تلتزم به حين يغيب الرقيب، وترفع رايات العدالة في مؤتمرات تدار بأكثر الأساليب إقصاءً ونفاقًا، وتنشر صور الكرم على موائد مفرطة في التبذير، فيما الجار لا يجد رغيفًا. هذه الازدواجية لا تعد انحرافًا عارضًا، بل نمطًا متجذرًا من التناقض الجمعي، إذ يتعلم الناس منذ الصغر أن يقولوا ما لا يفعلون، وأن يُظهروا غير ما يضمرون. والمفارقة أن الجميع يعلم، لكن أحدًا لا يعترض، وكأن النفاق صار فضيلةً توافقية. ازدواجية التكوين.. تربية الصدق ومعاقبة الصادق يعيش الفرد في هذا المناخ بين قطبين متنافرين: ضمير داخلي يطلب الصدق، وواقع خارجي يشترط الأقنعة. يطالَب المرء بأن يكون صريحًا مع نفسه، متصالحًا مع ذاته، لكنه يدرَّب -في المقابل- على المواربة منذ نعومة أظفاره. تقول له المدرسة: "كن حرًا"، ثم تعاقبه إن فكر خارج المألوف! وتقول له الأسرة: "قل الحق"، ثم توبخه إن صدح بما لا يرضيها! وهكذا ينمو الإنسان على مفارقة قاتلة: أن يكون ذاته سرًّا، ويمثل غيرها علنًا! وفي هذا التمزق الصامت، تتآكل الذات تدريجيًّا، حتى يتحول النفاق من سلوك خارجي إلى قناعة داخلية وتبرير راسخ. الوعي بوصفه مقاومةً هادئةً للنفاق قد لا نستطيع القضاء على النفاق تمامًا، لكننا نملك أن نفضحه.. أن تقول الحقيقة -ولو بينك وبين نفسك- هو أول فعل مقاومة، وهو أيضًا إثبات على أن الإنسان لا يُختصر فيما يفرضه السوق أو المجتمع. وأن تعترف بأن العالم يكافئ المزيفين، لكنك لا تريد أن تكون منهم، هو بداية تحرر. الصدق -رغم كلفته- هو القيمة الوحيدة التي تُكسبك احترام الذات؛ والتمسك بنزاهتك أيضًا شكل من أشكال العصيان الهادئ، والثبات الأخلاقي وسط عالم يتلون كل صباح.. وهكذا تقف على الضفة الصحيحة من التاريخ، حتى لو كنت وحدك. النفاق ليس مجرد خلل أخلاقي، بل هو أزمة وعي عميقة.. وما دام الإنسان يبرر لنفسه الكذب الصغير كوسيلة للبقاء أو التكيف، فهو ماضٍ -لا محالة- نحو التبرير الأكبر: خيانة القيم باسم الحكمة. البراغماتية الحقيقية لا تناقض المبادئ، بل تعرف كيف توفق بين الوضوح والفاعلية، أما النفاق فهو انهيار داخلي بطيء؛ يبدأ بعبارة لطيفة لا تعبر عن شيء، وينتهي بعالم يكافئ الزيف ويقصي الحقيقة. البراغماتية التي لا تراعي الأخلاق تتحول إلى مكر ناعم، بينما الصدق هو وحده الذي ينجو من محارق الزيف، ويصمد كحقيقة لا تبهت! وفي زمن تباع فيه الأقنعة أرخص من الحقيقة، يبقى الصادقون قلةً نادرة، لكنهم يشكلون الضمير الذي لا يموت. وإن كان الصدق لا يعلو في ضجيج الزيف، فإنه يظل النغمة الوحيدة التي لا تشوبها الأقنعة. وفي وجه هذا الانحدار، يظل الإنسان الصادق هو الحقيقة النادرة، والموقف الذي لا يُنسى، والصوت الذي قد لا يعلو، لكنه يظل واضحًا في ضمائر من اختاروا ألا يتورطوا في خداع أنفسهم.. وأعلم أن التزييف لا يصنع نصرًا، ولو انكسرت الأكف من التصفيق.


الغد
منذ 19 ساعات
- سياسة
- الغد
صالونات عمان مقابل الأحزاب
أثناء وجودي في عمّان، أتشرف بكثير من الدعوات التي في مجملها تضم نخبا سياسية وإعلامية واقتصادية من ذوات إما مسؤولين حاليين أو سابقين وشخصيات نخبوية فاعلة ورجال أعمال وأردنيين عاديين يشاركون في الحوار ويطرحون آراءهم بلا وجل ولا تكلف. اضافة اعلان هي صالونات سياسية لكن ينقصها التنظيم، وما أسمعه في تلك الصالونات هو ما يفترض ان يكون مدار الحديث والجدل في الأحزاب السياسية التي لم تنضج بعد، او لم يصل نضجها على الأقل إلى مستوى تلك الصالونات والجلسات السياسية بامتياز وهي جلسات فيها أحاديث صريحة وواضحة بعيدة عن التنميق والتزويق. ما أريد قوله، أن نواة العمل الحزبي موجودة عند الأردنيين، جوهر الفكرة الحزبية، فتلك الجلسات تجمع من يتآلفون ولو بالحد الأدنى، والجدل في تلك الحوارات لا يخرج عن متفق عليه بين الحاضرين، مع ثوابت راسخة أساسها فكرة الدولة والعرش. النقد يصل إلى مستويات لا يمكن أن تسمعها في جلسة حزبية معلنة، أو بيان حزبي منمق ومليء بالديباجات التي تضيع الوقت وترفع الضغط. ومحصلة النقد هو الوصول إلى حلول وتفاهمات في مواضيع الجدل والحوار – وهي كثيرة جدا في الأردن- لكنها جميعا تتفق مؤخرا على أن الأردن في عين العاصفة الإقليمية، والكل قلق لكن مؤمن بفكرة الدولة كمؤسسات وقوانين. خطر لي في أكثر من عشاء لطيف مليء بتلك الحوارات أن ألخص الحديث "غير المنظم" والمداخلات العشوائية متيقنا أني سأخرج بمسودات أساسية لبرامج عمل أو خطط حقيقية في سياسات كثيرة ضمن قطاعات عديدة في الدولة الأردنية. ربما علينا أن نوحد جهودنا في تلك الصالونات أكثر في عملية تنظيمها دون الخروج عن طابعها العفوي والحميمي، لأنها تعطي زخما أكثر من الآراء الحصيفة لكنها كلها تضيع هباءا منثورا مع وداع آخر ضيف يغادر الجلسة. وربما أيضا على المسؤولين حتى في الصفوف الأولى من الدولة بدءا من رئيس الوزراء وانتهاء بباقي مسؤولي الدولة أن يشاركوا بين الحين والآخر في تلك الجلسات دون توجس ولا خوف، ما داموا يثقون بأنفسهم وقدراتهم، ولديهم دوما دعوة مفتوحة يطرحونها في كل مناسبة مفادها أنهم منفتحون للاستماع إلى كل ما هو مفيد في مصلحة الدولة. على الأقل تلك الجلسات والاستماع إلى المطروح فيها أجدى بكثير من ساعات التمجيد التي قد يسمعها مسؤول في اجتماع رسمي أو شبه رسمي وحتى حزبي، وقد يسمع حلولا أو يرى أزمات لم يكن يراها من زاويته "المكتبية" فتضيء له طريقه في العمل والمسؤولية. وقد تنشأ "بعفوية خالصة" تيارات سياسية قد تتبلور إلى أحزاب من هذه الجلسات بدلا من تبديدها في حديث الليل والسهر. وقد يكون مفيدا ان نتذكر أن فكرة الحزب نشأت أول مرة من جلسات شاي دافئة في أحد نوادي لندن التي كانت تضم "المؤلفة قلوبهم وآراؤهم" في جلسات تناقش الأوضاع العامة فنشأ حزب المحافظين وقابله في جلسات شاي حزب العمال المختلف عنه لكن المتفق معه دوما على مصلحة الدولة هناك.