أحدث الأخبار مع #الشركات_الكبرى


البيان
منذ 19 ساعات
- أعمال
- البيان
لعبة الاستغلال!
أعادني مشهد الشاب إلى المعركة الأخيرة، التي قلبت الدنيا رأساً على عقب، بين الصين والشركات الكبرى في تجارة الأزياء والحقائب، والتي تبادلت فيها الصين الاتهامات مع هذه الشركات، بحجة أن كل ما يبيعونه، ما هو إلا نتاج مصانع وأيدٍ صينية، لا تتجاوز كلفة أغلى منتج مبلغ 100 يورو، بينما يباع للأثرياء بمئات الألوف، وهذا من وجهة نظر الصين استغلال جشع، له ما له، وعليه ما عليه! لكن لماذا أثارت الصين هذه المعركة؟ ألم تكن الصين تعلم شيئاً عن لعبة الاستغلال والأسعار هذه من قبل؟ أم أن الأخبار وصلتها متأخرة ربع قرن؟ وللذين يدعّون بأن الصين تصطف إلى جانب فقراء العالم، وأنها أرادت أن تتيح الفرصة لهم ليرتدوا ما يرتديه الأثرياء ونجوم هوليوود، سواء بسواء، حيث تؤمن الصين بأن المساواة حق للجميع في كل شيء! فهل تؤمن الصين بذلك فعلاً؟ إن الصين تدافع عن ثروات عمالقة التجارة والرأسماليين فيها، وترد على زيادة الضرائب، التي فرضتها إدارة ترامب على صادراتها، وتقول أوروبا بوضوح، إنها العملاق الأكبر في اقتصادات العالم، وإن بإمكانها أن تقلب الطاولة في وجوههم جميعاً، والقضية كلها صراع عمالقة، لا ناقة لذلك الفقير المسكين فيها ولا جمل.


البيان
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- البيان
الذكاء الاصطناعي يحدث فوضى عارمة في أسواق التوظيف
يمكنك أن تتخيل مدى الإحباط الذي يجتاح حالياً أقسام الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات، فقد بات المتقدمون للوظائف يدركون جيداً قوة الذكاء الاصطناعي، ولا يترددون في استخدامه، لذلك يتلقى أصحاب الأعمال حالياً سيلاً من الطلبات التي أعدها مرشحون باستعمال أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يعني أن السير الذاتية ليست من إنتاجهم الشخصي، بل إن بعض المتقدمين يستغلون الذكاء الاصطناعي في محاولة خداع الشركات خلال مراحل التقييم عبر الإنترنت. وأفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» بأن العديد من الشركات الكبرى تتبنى «سياسة عدم التسامح مطلقاً مع استخدام الذكاء الاصطناعي». يأتي ذلك بعد أن اضطر المتقدمون لشغل الوظائف إلى مواجهة استخدام كبرى الشركات للذكاء الاصطناعي طوال أعوام. وبالطبع يحق الآن للساعين إلى شغل وظائف أن يقولوا: أنتم من بدأتم. وقد بدأت القصة بنوايا طيبة، فخلال العقد الماضي استخدم أرباب الأعمال أدوات توظيف مؤتمتة جديدة، لتصفية المرشحين لشغل الوظائف قبل مرحلة المقابلات الشخصية، لأنهم كانوا يرغبون في أن تكون عملية التوظيف أكثر كفاءة وعدالة، وأن تكون مخاطر التحيز البشري محدودة. وعلى سبيل المثال كان هناك ما يطلق عليه «مقابلات الفيديو غير المتزامنة»، حيث يجيب المتقدمون لشغل الوظائف عن أسئلة وحدهم أمام كاميرا الويب الخاصة بهم دون أن يكون هناك عنصر بشري في الناحية المقابلة، بل يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتقييم استجاباتهم، ولم ألتقِ من قبل أي باحث عن وظيفة أحب هذا الأمر. وفي عام 2021 حذر بحث من شعور الشباب بالارتباك، وتجريدهم من إنسانيتهم، بسبب الأدوات الجديدة، وكتبت عن ذلك لأتلقى بعدها سيلاً من الردود تعليقاً على ما كتبت. وكتب لي أحدهم: «خضعت لواحدة من هذه المقابلات، وكانت إحدى أصعب التجارب وأكثرها تسبباً في الشعور بالمهانة». وتابع: «المقابلة الشخصية صعبة في حد ذاتها لشخص يدخل سوق العمل للمرة الأولى منذ أعوام. وقد خضت واحدة من هذه المقابلات، وكان الضغط شديداً، وأخفقت في مقابلتي». وبعد ذلك مكث في غرفته وأخذ يبكي طويلاً. لذلك ينبغي ألا يكون من المفاجئ أن يستخدم الساعون إلى شغل الوظائف أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي»، لـ«التحايل» على العملية التي تُجردهم من إنسانيتهم. ولقد ظهرت مقاطع الفيديو على منصة «تيكتوك»، يتحدث فيها المستخدمون عن كيفية استخدام «تشات جي بي تي» من أجل توفير إجابات عن الأسئلة في مقابلات الفيديو، ليقرأها المتقدم بعد ذلك بكل بساطة. وهكذا فقد أصبح من الواضح أن الذكاء الاصطناعي لا يصب في صالح طرف دون آخر، وبينما كان من المفترض به أن يحسّن الكفاءة والعدالة، فقد صار تهديداً لكلا الطرفين. وربما يؤدي عدم تكافؤ الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المدفوعة ذات الأداء الأفضل في تقييم التوظيف إلى إشعال فتيل نوع جديد من الظلم. وقال جيمي بيتس، مؤسس شركة نيوروسايت للتقييم، إن مسحهم الذي شمل 1,500 متقدم للعمل في العام الماضي توصل إلى استخدام 31 % من الرجال لأدوات الذكاء الاصطناعي المدفوعة في مقابل استخدام 18 % من النساء لها. وتبيع «نيوروسايت» أداة تسوق لها على أنها منيعة في وجه «تشات جي بي تي». وقال بيتس بتسليط، إن شركته انتهت مؤخراً من تحليل اختبار معروف للتفكير الانتقادي لصالح شركة خدمات مهنية عالمية. إذن، ما الحلول المتاحة؟ تعد بعض اختبارات التقييم على الإنترنت أقل عرضة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حلها، على الأقل حتى الآن، مثل تلك التي تنطوي على ممارسة ألعاب قصيرة الأمد، لكن يجب ألا نتفاجأ إذا عادت مراكز الاختبار الحضورية من أجل تقييم المهارات الفنية للمتقدمين للوظائف. وحتى شركة «هايرفيو»، التي تروج لمقابلات الفيديو غير المتزامنة، أوضحت في ورقة بحثية نشرتها مؤخراً: «إن واحدة من أفضل الطرق لتقليل سلوكيات الغش من كل الأنواع هو استخدام نموذج سير عمل متعدد المراحل، يمكن فيه التحقق من معلومات المرشح لشغل الوظيفة، ومهاراته، وقدراته، من خلال مقابلة مباشرة مع عنصر بشري». هل ستكون هناك مقايضة بين التحيّز والاتساق؟ ربما سيحدث ذلك، لكن إن كان هناك درس يمكن أن نتعلمه هنا، فلعله يكون أن التكنولوجيا لا يمكنها الإطاحة بمثل هذه المقايضات، كما أن الحلول التي تبدو بسيطة لمشكلات صعبة من المعتاد أنها لا تدوم طويلاً.