logo
#

أحدث الأخبار مع #الشعوب

نقطة الصفر
نقطة الصفر

صحيفة الخليج

timeمنذ 11 ساعات

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

نقطة الصفر

تُنوِّع دول العالم في تحالفاتها ومسارات مصالحها، هرباً من هيمنة قطب أو اثنين على مُقدّرات البشرية وما يفرضه ذلك من تغييب للإرادات الوطنية. ولا يزال البعض يراهن على أن الدول العربية لكي تنجح في هذا المنحى، أي الوعي بقيمة تنوع التحالفات واتجاهات المصالح، عليها أولاً أن تتحرك وتتفاوض ككتلة لديها ثروات طبيعية وبشرية ومواقع جغرافية تجعلها فاعلة في الملفات الدولية الكبرى. والدول العربية في هذا الصدد أكثر من فريق، بعضها وعى مبكراً قيمة تحرر القرار من العلاقة بحليف واحد أو اثنين، وسعى في أكثر من اتجاه تحقيقاً لمصالحه ومصالح الكتلة العربية، وبعض آخر جامد متمسك بنظرياته القديمة، ولا يكتفي بذلك، بل يحمل على من يسبقه ويكشف تأخره، أما البعض الثالث، فهو الدول التي قُدّر لها أن تدور في فلك أزماتها الداخلية، وكلما لاح سبيل لتجاوزها أعمى الطمع السياسي أصحاب القرار فيها، فأمعنوا في الاحتراب، وعادوا بدولهم وشعوبهم إلى نقطة الصفر. وآفة الفريقين الثاني والثالث في الكتلة العربية أنهما لا ينظران إلى التجارب القريبة منهما بعين الاعتبار والتعلم، بل يكابران ويقعان في أخطاء متكررة تخاصم مبادئ القيادة والعمل السياسي الذي تتوحّد فيه رؤى القيادة والشعب عند نقطة متفق عليها للنهوض، ومن ثم البدء في العمل المخلص غير المرتهن لإملاءات خارجية أو أطماع داخلية، فتكون النتيجة الطبيعية خطوات تتسارع نحو المستقبل، بينما البقية تتمسك بصفرها، والأنكى أنها تلوم من يسبقها. ندرك جميعاً أن من الصعوبة، في الظروف الحالية على الأقل، تكوين تكتل عربي واحد يخاطب التجمعات الإقليمية والدولية بصوت واحد، فكل الأزمات التي تحفل بها دولنا تعرقل أية محاولة لوحدة الصف. لذلك، سيبقى الدفاع عن المصالح الحقيقية ومصائر الشعوب العربية مهمة عدد قليل من الدول، مهما كانت محاولات تعطيلها عن الذهاب إلى المستقبل. والأهم من ذلك أن تدرك الجبهتان الكسولة الجامدة، والمتاجرة بأرواح أوطانها وشعوبها أن ثمن ذلك يتضاعف، وأن الحساب أمام التاريخ والبشر عسير، فالأمر لا يتعلق باجتهادات أو نظريات تخضع للتجربة بحسن نية، لكنها لا تثمر إلا الضياع، إنما هو تخلٍّ مقصود عن واجب مقدس وخيانة لأمانة المسؤولية عن أرواح أجيال وحقهم في الحياة الكريمة. الثمن بمعناه المادي يمكن تعويضه، وبمساعدة الأشقاء أيضاً، إذا خلصت نوايا أصحاب القرار في دول عربية منكوبة بالاقتتال المزمن، لكن الأرواح الضائعة ستكون وبالاً عليهم، وستطاردهم أينما كانوا. منذ أكثر من عشر سنوات في بعض هذه الدول، وأقل في بعضها الآخر، وخريطة الطريق التي بدأت في رسمها تحركات شعبية أو تدخلات خارجية، بأيدي عابثين يحملهم الطموح السياسي إلى الجنوح، والجنون، أو يأخذهم الارتهان لقرار خارجي إلى قطع الصلة بكل معاني الوطنية أو احتكار تفسيرها على نحو يخدم مصالحهم فقط، بينما دولهم وشعوبهم تعود إلى نقطة الصفر.

أمثال منتهية الصلاحية (يوم الحكومة بسنة)
أمثال منتهية الصلاحية (يوم الحكومة بسنة)

عكاظ

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • عكاظ

أمثال منتهية الصلاحية (يوم الحكومة بسنة)

قلّ ما يمر على إنسان، يوم، أو حدث، أو موقف، إلا ويحضر المثل، للاستشهاد به، أو ليسلّي المُبتلى نفسه، وفي ذلك تأصيل للموروث الحِكَمِي، النابع من عمق الوجدان البشري، الممهور بختوم الشقاء والمعاناة، والنابت من رحم الألم، ومحطات طول الانتظار، وسرادق الفرح والترح، فلكل مشكلة، أو منظر، أو وجع ما يناسبه من حصيلة تجارب الشعوب، والأمم. ويمكننا تقييم ثقافة وسلوكيات مجتمع ما، من أمثاله، فالمجتمع المسالم على سبيل المثال، يتبنى المثل (اللي ما يبلع الريق ما له رفيق)، والعدواني يأخذ بمثل (أصغر منك كُلْهُ)، واللصوصي (إذا عشقت اعشق قمر وإذا سرقت اسرق جمل)، والبراغماتي (لأجل عين تكرم مدينة)، والاستهلاكي (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، والمَتملّق (إذا لك عند الكلب حاجة قُل له يا سيدي)، والمماطل (اعطني اليوم الصوف وبكرة خذ مني خروف). وربما ترسّخ بعض الأمثال الشعبية قناعات مؤذية لأصحابها، بحكم ما يمنحه البعض للمثل المنقول، والحكمة المتوارثة من قداسة، ويراها وصايا تحرم مخالفتها، دون وعي بأنها مورّطة في اعتداء، وزور وتجاوز وفجور، وانتهاك لحق الغير، وأحياناً، موجبة للقصاص والعقاب، منها المثل (ابعد حدّك يقربوه الرجال)، و(اللي يحطّ اصبعه على خشمك، حط اصبعك في عينه)، و(اللي تعرف ديته اقتله). ومن أعمق الأمثال تلك التي تعتمد الرمزية والتوريّة، ومنها (حثل ما يحفظ العذوق مخروق)، و(الما ما يروب والقحمة ما تتوب)، و(في السوق الله الله، وفي البيت يعلم الله)، و(ما شمّها إلا عمّها)، و(سيل وادي قوب ليته يسدّ اخبايره)، و(خلّ بعض الخلايق دمعة ما تبلّ حفافها)، و(ثوب العاريّه ما يدفّي)، و(من تزيّا بزِيّ ما هو لجده وأبيه، أتى عليه زمان يتمنى الموت فيه). وما يلفت الانتباه، أن بعض الأمثال تنتهي صلاحيتها، بحكم تغيّر الحال، ومن خلال التطوّر المبهج في بلادنا، خصوصاً اعتماد الرقميّة، وتسهيل المراجعات ومتابعة المعاملات، انتهى أثر ووقع المثل (يوم الحكومة بسنة)، فالذي سكّ أو صاغ المثل، لو كان بيننا اليوم، سيشعر بالحرج، فالزمن الذي قال فيه مَثَلُهُ، كان ينشف فيه ريق المواطنين، حين مراجعتهم للأجهزة البيروقراطية (أسيرة الروتين) والتي كان من شعاراتها (راجعنا بكرة)، و(معاملتك ما لقيناها)، و(رح وانحن بنتصل عليك) قبل إنشاء هيئة مكافحة الفساد، واليوم ربما ينجز معاملته حفيده طالب الابتدائي بالدخول على تطبيق (أبشر) أو (توكلنا) أو غيرها؛ ويُنهيها في دقائق معدودة، طبعاً ليست كل المعاملات، لكن على الأقل الخدميّة. ومن الأمثال الاجتماعية (ضيف العِشا ما له عَشا) بحكم أن مجتمعات الإنتاج، قبل نصف قرن، تأكل الميسور بعد المغرب، وتنام بعد صلاة العِشاء، وهي مجتمعات (قوت لا يموت)، فالضيف في الليل مكروه، قبل عصر المطاعم (التيك أوي) ومحانذ ومنديات الخراف والتيوس، ومولات الكل شيء، ولذا لم يعد الضيف مكروهاً، وعشاه والم ولو بعد منتصف الليل. وهناك أمثال تنتهك حقوق شرائح مجتمعيّة، منها شريحة النساء؛ فالمثل الذي يقول (شاور المرأة وخالفها)، بل وينسبه البعض للمصطفى عليه الصلاة والسلام (شاوروهن وخالفوهن)، لكي يمارس الشوفينية على النساء، وهذا لم يعد صالحاً، ولا ينطبق على عصرنا، الذي تفوّقت فيه كثير من النساء على بعض الرجال؛ أو (الإناث على الذكور)؛ ولا أقصد التمييز، بل لأن الرجولة أسمى وأعلى من الذكورة، و(اللي ما تتأدب بالمَعْرَق تتأدب بالمَطْرَق)، أي اللي ما هي مؤدبة بالنسب، تتأدب بالضرب، والمطرق عصاة من أغصان اللوز والرمان، ومثلهما (الحرمة اشبعها واقبعها واصفعها وعلى الهول ادفعها) كلها غدت بالية، ومحتها منجزات أخواتنا وزوجاتنا وبناتنا التي ترفع الرأس، وتستحق الحُبّ لا الضرب، ناهيك عن أن تشريعات الدولة السعودية، قوّمت المعوّج، وعدّلت المائل، وحفظت لكل مواطن ومواطنة ما له من حقوق، وحالت بالمؤسسات المعنيّة دون أي اعتداء أو تطاول. ولعلّ الأمثال التي تضم مكونات إنسانية مختلفة ومتعددة، تخلّد؛ فالمثل الذي نحفظه جميعاً (يا غريب خلّك أديب) صالح لكل زمان ومكان، والأدب ليس محموداً من الغريب فقط، بل حتى من القريب، فهو من حُسن الأخلاق، ومن الحياء الذي لا يأتي إلا بخير، ومَثَل (من له سوق وعقبة رجله على كل رقبة) وإن انتهى منطوقه، إلا أن مفهومه واقعي، فالدول التي تملك طرق تجارة آمنة، ولديها أسواق، تتحكم في سياسات دول واقتصادياتها، وتخفض وترفع أسعار السلع؛ ولا أحد يجرؤ يفتح فمه، إلا للتثاؤب. ولا ريب أن لاختلاط أفراد المجتمعات وتواصلهم مع غيرهم له (دور) في نقل الأمثال من بيئة إلى أخرى، فالذين انتقلوا لبيئة مكة من الأجداد والآباء نقلوا أمثالاً تنسجم مع معطيات بيئتهم الأولى منها (مين شايفك يا اللي في الظلام تغمز)، و(يدّ ما تقدر تدوسها بُوسها)، و(لا تقرصيني يا نحلة وما ابغي لك عسل)، و(شعرة من إنس وشعرة من جِنّ وطلع له دِقن)، و(دقّه بدقّه ولو زدنا زاد السقا). يروي أحد معارفي؛ أن أباه كان يعتمد سياسة الإنفاق بلا حدود، ودائماً يردد المثل (انفق ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب) قال؛ ومات أبي واعتمدتُ ذات السياسة، وفي أحد الأيام، ما وعيت إلا وجيب الشرطة في حوشي؛ وسلمني طلب مراجعة للحقوق، بسب شكوى من غرماء يطالبوني بسداد ديون، فقلت في نفسي؛ رحمك الله يا أبي، جاني ما في الغيب. بالطبع لم تأتِ الأمثال والحِكم من فراغ، ويختلف الناس في وصف المثل، بالشعبي، والعامي، نسبة للعامة؛ ولا يمكن إلغاء مثل أو حكمة، ولو انتهت صلاحيتهما، فالأمثال تفرض نفسها، دون مراعاة للحلال والحرام والعيب، فبعض الأمثال توظّف فيها (العورة) أكرمكم الله، وكان كبار السن عندما يوردونها يقولون قبلها (حاشى السامعين وملائكة ربّ العالمين)، وتظل الأمثال مرآة شعوب، فيها ملخّص عن عقليات ووعي حكماء، ونتاج مختبرات تجارب نابضة بكل ما هو أصيل. أخبار ذات صلة

بدور القاسمي: اليونان بلاد الفلسفة والشعر والمسرح ضيف شرف «الشارقة الدولي للكتاب الـ44»
بدور القاسمي: اليونان بلاد الفلسفة والشعر والمسرح ضيف شرف «الشارقة الدولي للكتاب الـ44»

البيان

timeمنذ 6 أيام

  • منوعات
  • البيان

بدور القاسمي: اليونان بلاد الفلسفة والشعر والمسرح ضيف شرف «الشارقة الدولي للكتاب الـ44»

فنحن نؤمن أن الحضارات، في أوج ازدهارها، لم تكن منغلقة، بل قامت على الحوار والتبادل، رغم المسافات الجغرافية؛ وهو النهج الذي تواصله الشارقة اليوم لتبني حواراً حيّاً بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة».

الأمير أعرب في كلمته في القمة الخليجية - الأميركية بالرياض عن شكره للرئيس الأميركي لحرصه واهتمامه بلقاء قادة دول الخليج لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة
الأمير أعرب في كلمته في القمة الخليجية - الأميركية بالرياض عن شكره للرئيس الأميركي لحرصه واهتمامه بلقاء قادة دول الخليج لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة

الأنباء

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأنباء

الأمير أعرب في كلمته في القمة الخليجية - الأميركية بالرياض عن شكره للرئيس الأميركي لحرصه واهتمامه بلقاء قادة دول الخليج لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة

إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار بالبنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة العلاقة بين «دول مجلس التعاون» والولايات المتحدة الأميركية عزّزت مكانتها كشراكة إستراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية لتشمل التعاون في عدة مجالات اجتماعنا ينعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعداً في الأزمات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول وجسّدت دول التعاون وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة لُحمة دول المجلس تجسّدت من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر إرساء قواعد الحوار والارتقاء بمجالات التعاون ورفض كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها ملتزمون بالعمل في إطار مجلس التعاون نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة من خلال تفاهمـات تهـدف إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا كافة نؤكد التزامنا بتعزيز العمل الإغاثي والإنساني في مناطق النزاع والكوارث وندعو إلى تنسيق المساعدات الإنمائية الخليجية - الأميركية بما يضمن الاستجابة الفعّالة لاحتياجات المجتمعات المنكوبة نقترح تأسيس منتدى خليجي - أميركي للحوار الثقافي والتعليمي بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري نتطلع إلى أن تجسّد قمتنا مدخلاً لمعالجة هموم المنطقـة ومشاكلـها وفي مقدمتها مسيرة السلام المعطـلة بـالشـرق الأوسط مع ضرورة التوصـل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية نقدر إعلان الرئيس ترامب رفع العقوبـات عن سورية ونؤكد على تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمنها واستقرارها وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها نأمل أن يسهم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والسلطة غير الشرعية باليمن في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي دول التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة وأن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار ونتطلع لأن تكون قمتنا خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقراراً وتوازناً وتكاملاً ألقى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد كلمة في القمة الخليجية - الأميركية في العاصمة الرياض فيما يلي نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم.. صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة.. الصديق الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة.. إخواني قادة دول مجلس التعاون.. الحضور الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يطيب لنا بداية أن نعرب عن بالغ سعادتنا لعقد القمة الخليجية - الأميركية وأن أتوجه إلى أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مقدرين لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الترتيبات المتميزة لعقد هذه القمة وتقديرنا موصول لقادة دول المجلس على دعمهم الكبير للجهود التي تبذلها دولة الكويت خلال فترة رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولجهودهم المباركة المبذولة لتعزيز وحدة الصف الخليجي وتطوير علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية. وأتوجه بالشكر الى رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة لحرصه المتجدد واهتمامه بلقاء قادة دول مجلس التعاون لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية، فعلى مدى العقود الماضية عززت العلاقة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية مكانتها كشراكة استراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية لتشمل التعاون في عدة مجالات، مستذكرين بالتقدير موقف الولايات المتحدة التاريخي بقيادة تحالف تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم عام 1990 وهو موقف يبقى حيا في وجدان الشعب الكويتي وشعوب دول الخليج العربية. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. ونحن ننظر إلى الاقتصاد كركيزة مركزية في شراكتنا فإننا نتطلع إلى إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار في البنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ونثني على التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون لاسيما دولة الكويت في مجال الاستثمار، متطلعين إلى زيادة حجم الاستثمارات معها باعتبارها حليفا استراتيجيا. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. إن اجتماعنا اليوم ينعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعدا في الأزمات والنزاعات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول وقد جسدت دول مجلس التعاون وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة واستقرارها. ولطالما تجسدت لحمة دول المجلس من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر إرساء قواعد الحوار والارتقاء بمجالات التعاون ومن خلال مواقف دول المجلس المتحدة الصارمة في رفض كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها ونمائها والمس بسيادة دولها على جميع أراضيها وجزرها ومناطقها البحرية وثرواتها. ومن هذا المنطلق، تؤكد دولة الكويت على الالتزام بالعمل في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة الأميركية الصديقة من خلال تفاهمات تهدف إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا كافة. وعلى المستوى الإنساني والتنموي نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز العمل الإغاثي والإنساني في مناطق النزاع والكوارث، وندعو إلى تنسيق المساعدات الإنمائية الخليجية - الأميركية بما يضمن الاستجابة الفعالة والمستدامة لاحتياجات المجتمعات المنكوبة. كما نقترح العمل على تأسيس منتدى خليجي - أميركي للحوار الثقافي والتعليمي بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري. وفي إطار التحديات الإقليمية نؤكد على ما يلي: أولا: تطلعنا إلى أن تجسد قمتنا هذه مدخلا لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها ويأتي في مقدمتها مسيرة السلام المعطلة في الشرق الأوسط التي يستوجب معها ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ثانيا: تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سورية وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها، معربين عن تقديرنا لإعلان الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عن سورية. وفي هذا الصدد، نجدد ترحيبنا بالجهود الديبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان الشقيقة وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأميركية والسلطة غير الشرعية في الجمهورية اليمنية، متمنين أن تسهم هذه الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي ونقدر جهود الولايات المتحدة الأميركية في حل النزاعات الدولية وإيقاف إطلاق النار بين الهند وباكستان والعمل على إيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. إن دول مجلس التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة وإن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار ونتطلع إلى أن تكون قمتنا خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقرارا وتوازنا وتكاملا يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وختاما.. نجدد شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة على كرم الضيافة، وللرئيس دونالد ترامب على مشاركته البناءة، متمنين لمداولات قمتنا هذه النجاح والتوفيق ولشراكتنا الخليجية - الأميركية دوام القوة والاستدامة. هذا وعاد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن قادما من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك بعد حضور سموه مؤتمر القمة الخليجية - الأميركية، والذي عقد في العاصمة الرياض. وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله. وقد رافق سموه وفد رسمي ضم كلا من وزير الدفاع ووزير الداخلية بالإنابة الشيخ عبدالله العلي ووزير الخارجية عبدالله اليحيا وكبار المسؤولين بالدولة. وكان صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه غادر المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك بعد حضور سموه مؤتمر القمة الخليجية - الأميركية والذي عقد في العاصمة الرياض. وكان في وداع سموه على أرض المطار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، وصاحب السمو الأمير سلطان بن سعد بن خالد آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت رئيس بعثة الشرف وسفيرنا لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة الشيخ صباح ناصر الصباح. وكان صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه وصل إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك لحضور مؤتمر القمة الخليجية الأميركية والذي سيعقد في العاصمة الرياض. وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، وصاحب السمو الأمير سلطان بن سعد بن خالد آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت رئيس بعثة الشرف وسفيرنا لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة الشيخ صباح ناصر الصباح وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض.

السلاح لا يطعم الأفواه
السلاح لا يطعم الأفواه

البيان

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البيان

السلاح لا يطعم الأفواه

ما الذي خرجت به الهند وباكستان بعد المواجهة العسكرية الأخيرة؟ لا شيء، بخلاف الخسائر في الأرواح والمنشآت، والانكسار بعد أن عجزت كل دولة عن حماية أرضها وجيشها ومدنها، فالسلاح واحد، يباع من نفس الأطراف للدولتين، تقنيته متشابهة، وقوته متوازية، وآثار دماره لا تختلف باختلاف الأرض أو اللغة والعلم. باكستان مازالت متلاصقة بالهند، لم تتزحزح شبراً واحداً بعيداً عن الحدود، فهذا قدرهما، أن تكونا متجاورتين، وأن تقبلا بالتعايش السلمي من أجل شعبيهما أو تتحاربان إلى الأبد، وتسجل إحصاءات المنظمات الدولية الدولتين ضمن قوائم «البلاد الأكثر فقراً في العالم»، هكذا هي المعادلة عندما تكون قوتك العسكرية هي هدفك الأول، وفي الجهة الأخرى تترك شعبك يبحث عن لقمة عيشه بشتى الوسائل، قانونية كانت أو خارجة على القانون، فالصواريخ والدبابات والمسيّرات والقنابل النووية لن تطعم الأفواه المفتوحة، فالقارة الهندية بكل مكوناتها كانت ولاتزال غنية بثرواتها، وشعوبها تمثل قوة عاملة قادرة على صنع حضارة في الأرض التي مازالت تتغنى بالحضارات الزائلة. منطقة كشمير جنة من جنان الأرض، وهي نعمة وهبها الخالق لأهل تلك البلاد، ولكنها، وبأمر من المستعمر تحولت إلى نقمة، تستنزف الثروات وتحصد الأرواح، وتزيد من الأحقاد بعد كل حرب أو مواجهة، وأهل السياسة والمنافع الحزبية والشخصية في الطرفين جعلوا من كشمير «شماعة» يعلقون عليها تقصيرهم وسوء إدارة ثروات بلادهم، طوال ما يقارب 80 عاماً، تجوع الناس والمليارات تصرف على بناء الحصون وتكديس الجيوش عند خطوط التماس، ولم نسمع يوماً صوتاً صادراً عن شخص حكيم ينادي بنزع فتيل كشمير حتى تبنى الأرض التي تعيش فوقها جموع من البشر هم الأكثر عدداً مقارنة بمناطق العالم الأخرى. النية الصافية هي ما تحتاجه الهند وباكستان، والحلول كثيرة، والخير الذي ستجنيه من السلام هو الذي سينفع، أما السلاح فهو وسيلة دمار لا أكثر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store