logo
#

أحدث الأخبار مع #الصحة_النفسية

كيف تتحكم في ضغوط الحياة وتستمتع باللحظات الإيجابية؟
كيف تتحكم في ضغوط الحياة وتستمتع باللحظات الإيجابية؟

مجلة سيدتي

timeمنذ 6 ساعات

  • صحة
  • مجلة سيدتي

كيف تتحكم في ضغوط الحياة وتستمتع باللحظات الإيجابية؟

الحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة التي قد تفرض علينا ضغوطاً نفسية وعاطفية، لكن القدرة على التعامل معها بحكمة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في جودة حياتنا. السيطرة على الضغوط لا تعني تجنبها تماماً، بل تعني إيجاد طرق فعالة للتعامل معها وتخفيف تأثيرها السلبي. ومن أهم هذه الطرق هي تبني عقلية إيجابية والتركيز على اللحظات السعيدة التي تمنحنا الشعور بالراحة والتوازن. عندما نواجه الضغوط اليومية، فإن إدراك أهمية الاسترخاء والاستمتاع بالأوقات الجميلة يساعدنا على استعادة الطاقة وتجديد الحماس للحياة. سواء كان ذلك من خلال ممارسة الهوايات المفضلة، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، أو حتى الاستمتاع بلحظات بسيطة من التأمل والامتنان، فإن هذه العوامل تسهم في تحسين حالتنا النفسية وتعزز قدرتنا على مواجهة التحديات بثقة وتفاؤل. اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر تشرح لـ"سيدتي" تفاصيل هذا الموضوع. ما الضغط النفسي؟ تسلط الحر الضوء على طبيعة الحياة الحديثة التي تتسم بالتسارع والضغوط اليومية المتعددة؛ ما يجعل الإنسان أكثر عرضة للإجهاد النفسي والتفكير الزائد، وتؤكد أهمية عدم تأجيل السعادة، بل الاستمتاع باللحظات الجميلة عند حدوثها لأنها لا تتكرر. ما رأيك الاطلاع على كيفية إدارة الضغوط النفسية في مرحلة الشباب تُعرَّف الضغوط النفسية بأنها استجابات نفسية وجسدية للتحديات والمطالب التي تفوق قدرة الشخص على التحمل. وتشير إلى أن هذه الضغوط يمكن أن تكون من مصادر مختلفة: مالية مهنية عاطفية عائلية داخلية "مثل الشعور بعدم الكفاءة الذاتية". وعليه، هناك ضرورة لتنمية الوعي بكيفية إدارة الضغوط النفسية والقدرة على الاستمتاع بالحياة على الرغم من التحديات؛ لأن الحياة مزيج من الصراعات والجمال. عندما نعيش بشكل دائم تحت ضغط نفسي أو ضغوط حياتية متكررة، فإننا ندخل في حالة نفسية يُطلق عليها اسم "وضع العمل" أو "وضع النجاة". في هذه الحالة، ينشغل العقل كلياً بمحاولة التكيف أو البقاء؛ ما يؤدي إلى غياب أو تبلد الشعور باللحظات الإيجابية أو الجوانب الجميلة في الحياة. وعندما نكون تحت ضغط دائم، نفقد القدرة على الاستمتاع بالحياة أو ملاحظة الأمور الجميلة من حولنا؛ لأن تركيزنا يتحول بالكامل إلى النجاة والتعامل مع التحديات، وليس إلى العيش الفعلي أو التقدير اللحظي للسعادة. كيفية السيطرة على الضغط النفسي تتضمن السيطرة على الضغط النفسي الخطوات الأساسية التالية: الوعي الذاتي: الخطوة الأولى هي أن نكون واعين بمشاعرنا وما نمر به. تسمية المشاعر بدقة: تحديد الشعور بدقة "مثل الغضب أو الإحباط" يساعد الدماغ على فصل الشعور عن الذات والبدء في معالجته بطريقة صحية. فهم مصدر الشعور: التساؤل عن سبب هذا الشعور يساعد في إدراك جذوره، وبالتالي التعامل معه بفاعلية. تنظيم الحياة: من خلال ترتيب الأولويات والمهام اليومية، وإعطاء وقت للراحة والاعتناء بالنفس. اعتماد تقنيات يومية فعالة منها: تمارين التنفس. الكتابة السريعة لتفريغ المشاعر. المشي في الطبيعة. التأمل. الابتعاد عن الأشخاص السلبيين: والحرص على الوجود مع أشخاص داعمين يعززون الراحة النفسية. الهدف الأساسي من هذه الخطوات هو إيجاد توازن نفسي والتقليل من التوتر اليومي بطريقة عملية وفعَّالة. إدارة الضغط النفسي تبدأ بالوعي والتنظيم، ثم تبني عادات يومية صحية تساعد على التوازن والراحة. ويركز على مجموعة من العادات والنصائح العملية: النوم الكافي: من الضروري النوم من 6 إلى 8 ساعات يومياً بالنسبة للبالغين؛ لأن النوم الجيد يساعد على استقرار الجهاز العصبي وتقليل التوتر. نظام غذائي متوازن: تناول طعام مغذٍ ومنتظم: التقليل من المنبهات مثل الكافيين التي قد ترفع التوتر. تقنيات البرمجة اللغوية العصبية: تُستخدم لتحسين التفكير والسلوك والانفعالات، وأثبتت فاعليتها في تخفيف الضغط. ممارسة اليقظة الذهنية: وعي الشخص الكامل باللحظة الحالية من دون إصدار أحكام. في المقابل، تزيد من إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين؛ ما يحسن المزاج والراحة النفسية. السعادة حاجة بيولوجية ضرورية ليست مجرد ترف أو كماليات، بل ضرورة صحية وعقلية. تؤثر بشكل مباشر في الكيمياء العصبية في الجسم. تأثير اللحظات الإيجابية في الجسم ترفع هرمونات السعادة مثل الدوبامين. تخفض هرمونات الضغط مثل الكورتيزول والأدرينالين. تُحسن: التركيز، المناعة، المزاج العام، الاستمتاع اليومي وسيلة لمقاومة الضغوط. السعادة تعيد برمجة الدماغ نحو التفاؤل فعيش اللحظات الإيجابية يعطي الدماغ فرصة لـ: إعادة البرمجة على التفاؤل اتخاذ قرارات أفضل النجاح في الحياة بشكل عام الاهتمام بالاستمتاع اليومي ليس أنانيةً أو ترفاً، بل هو أداة فعَّالة للصحة النفسية والنجاح الشخصي. يمكنك متابعة إن الضغوط لا تنتهي، ولكن وعينا هو العامل الحاسم الذي يحدد ما إذا كانت هذه الضغوط ستبني شخصيتنا أو ستكسرنا. علينا أن نوقف عجلة الحياة لبضع لحظات، ونأخذ أنفاسنا، ونعيش اللحظة الحالية بعمق؛ فالحياة ليست مجرد عدد الأيام التي نعيشها، بل هي جودة اللحظات التي نختبرها.

مستقبل التعليم (3)
مستقبل التعليم (3)

الإمارات اليوم

timeمنذ 19 ساعات

  • صحة
  • الإمارات اليوم

مستقبل التعليم (3)

إن إعادة دراسة «التموضع» الجغرافي للمدارس لتكون في كل منطقة سكنية مدرسة أو حضانة، والتزام القطاع الخاص بالإسهام والمساعدة قدوة، فالمسؤولية مشتركة. وبمراجعة الدروس المستفادة من إحدى مدن الدولة، نرصد جميع المدارس الخاصة برمتها وبمراحلها كافة على امتداد شارع واحد، ليصل الأمر بمن يفكر في إحضار أولاده، وكأنه ذاهب إلى معركة من معارك الحياة، وربما يأخذ معه أدوية الضغط. كما يمكن أن نطرح إمكانية إعادة النظر في نظام الفصول الدراسية الثلاثة. وهنا يجب استغلال الذكاء الاصطناعي والبشري في رصد وقياس أثر هذا النظام المعتمد حالياً، على دافعية الطلبة ومستواهم التعليمي والنفسي. فالعديد من أولياء الأمور والميدان التعليمي والتربويون والمعنيون بسلامة وحماية الطفل، لاحظوا انخفاض دافعية الطلبة للتعلم، نتيجة للتوزيع الزمني غير المتوازن بين الدراسة والإجازة، فالعودة للدراسة بعد إجازة طويلة تمتد لشهرين، تليها بعد مضي ثلاثة أشهر، إجازة الفصل الأول التي تمتد ثلاثة أسابيع، يعقبها الفصل الثاني الأقصر زمناً، ما يجعل الطالب بحاجة إلى فترات متقطعة لاستعادة الجاهزية الذهنية والنفسية للتعلم، لاسيما مع طول ساعات اليوم الدراسي. وتتكرر المشكلة مجدداً عند بداية الفصل الدراسي الثالث الذي يُعد الأكثر صعوبة من حيث استعادة الدافعية النفسية، لاسيما بعد إجازة طويلة. فلربما أثّر طول ساعات الدراسة ونظام الفصول الثلاثة في الصحة النفسية للطلبة وأهاليهم، فقضى على التوازن بين المذاكرة والأكل والنشاط البدني واللعب. وجاء مقطع نشره رجل الأعمال، خلف أحمد الحبتور، ليطرح فيه بعض أهم معضلات التعليم اليومية: «أطفالنا أمانة في أعناقنا. أراهم كل صباح يركبون الحافلات من السادسة صباحاً، ويقضون يومهم في الطريق بين المدرسة والبيت، هذا كثير على الطلاب من كل الأعمار، كثير على قلب صغير يريد أن يتعلم، لا أن يتعذّب». إن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل التعب والإجهاد النفسي والاجتماعي، وقياس رضا المتعاملين المعنيين، أمر واجب ويسير، بل واقع منجز في العديد من الباقات الخدمية اليوم، وبالتالي فإن استغلال هذه الممارسة في الجانب التربوي التعليمي أمر حيوي ومهم، ولن يستغرق سنوات من البحث، بل ربما لن يأخذ تطويره وتطبيقه أسابيع قليلة. وللحديث بقية. *مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

اضطراب «فرط الحركة».. أعراض صاخبة لمعاناة صامتة
اضطراب «فرط الحركة».. أعراض صاخبة لمعاناة صامتة

الإمارات اليوم

timeمنذ يوم واحد

  • صحة
  • الإمارات اليوم

اضطراب «فرط الحركة».. أعراض صاخبة لمعاناة صامتة

أكد مختصان في الطب النفسي والاجتماعي أن الإهمال ونسيان التفاصيل وعدم القدرة على إنجاز المهام والاندفاعية في اتخاذ القرارات - وغيرها من السلوكيات التي تفسر مجتمعياً، في الأغلب، على أنها «دلَع» أو سلوك ناتج عن «قلة التربية» - تتطابق مع الأعراض التي يسببها اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، الذي يصيب 5 إلى 7% من الأطفال، وتستمر أعراضه لدى 2.5 إلى 4% منهم إلى ما بعد سن البلوغ. وقالا لـ«الإمارات اليوم» إن عدم التشخيص المبكر لهذا الاضطراب، على الرغم من أعراضه «الصاخبة»، تنتج عنه سنوات من المعاناة الصامتة لدى المصابين، في ظل ما يتعرضون له من مضايقات، نفسياً واجتماعياً ومهنياً، نتيجة التفسير الخاطئ لتصرفاتهم. وتفصيلاً، شرح استشاري الطب النفسي، الحاصل على الزمالة الكندية في اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الدكتور معاذ الزرعوني، أن «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب نمائي عصبي مزمن يبدأ في الطفولة، وقد يستمر مدى الحياة إذا لم يُشخّص ويُعالج بالشكل الصحيح». وأضاف أن الأعراض وحدّتها وتأثيرها في الحياة اليومية وتكرارها، هي ما يستدعي التدخل والتشخيص، لأن بعض التصرفات يُفسّر مجتمعياً على أنه «دلَع» أو «قلة تربية»، فيما هي أعراض غير مُشخصة للاضطراب، لاسيما أنه يصيب 5% إلى 7% من الأطفال، وتستمر الأعراض لدى 2.5% إلى 4% منهم إلى ما بعد سن البلوغ. وحول طبيعة الأعراض لدى البالغين، قال الزرعوني إنها تشمل صعوبة التركيز، ونسيان المواعيد، وتأجيل المهام، والاندفاع في اتخاذ القرارات. وقال: «قد يُنظر إلى هذه السلوكيات في بيئة العمل على أنها إهمال أو عدم التزام، في حين أنها ناتجة عن اضطراب يؤثر مباشرة في تنظيم الوقت والانتباه». وأضاف: «يعاني كثير من المصابين حساسية الرفض، ما يجعلهم يتأثرون بانتقادات بسيطة، ويؤدي ذلك إلى توتر علاقاتهم المهنية، ويضخم شعورهم بعدم التقبل، على الرغم من تمتعهم بالذكاء والابتكار، ما يحوّل بيئة العمل إلى مصدر ضغط بدلاً من أن تكون محفّزاً للإبداع». وأكد أن تحديات الاضطراب لا تتوقف عند حدود العمل، بل تمتد إلى نمط الحياة اليومي، حيث يعاني المصابون اضطرابات نوم وعادات غذائية غير منتظمة، إضافة إلى ضعف الدافعية تجاه ممارسة الرياضة أو الأنشطة الاجتماعية، ما يؤثر سلباً في جودة الحياة. وحول تأخر تشخيص الاضطراب لدى البالغين، قال إنه يقود إلى سنوات من المعاناة الصامتة وسوء الفهم للذات، كما أن كثيراً من المصابين يمرون بتجارب فاشلة، وشعور بالتشتت، وضعف الثقة بالنفس، من دون معرفة السبب الحقيقي، ما يدفعهم أحياناً إلى اتخاذ قرارات خاطئة في العمل والعلاقات، أو يعرضهم للقلق والاكتئاب. وأضاف أن بعض المرضى يصلون إلى العيادة بعد سنوات من المعاناة، ويعبّرون عن «شعور بالراحة الممزوجة بالحزن»، وبعد التشخيص يكتشفون أن ما عانوه لم يكن ضعفاً في الشخصية أو فشلاً، بل كان اضطراباً عصبياً يمكن التعامل معه. وذكر أن الاضطراب قد يتخفى وراء اضطرابات نفسية أخرى، ما يصعّب عملية التشخيص، فقد يُشخّص المصاب بالقلق أو الاكتئاب بسبب التوتر أو الشعور المتكرر بالفشل، وقد تُفسَّر اندفاعيته وصعوبة بناء العلاقات الاجتماعية على أنها علامات على اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ثنائي القطب. كما شدد على ضرورة وعي الأطباء والمعالجين بكيفية تداخل هذه الاضطرابات، وأهمية استخدام أدوات تشخيص دقيقة، تشمل تقييماً شاملاً للتاريخ الطبي والنفسي منذ الطفولة، إلى جانب فحص وجود اضطرابات مصاحبة، لتفادي الخلط بين الأعراض. وأكد أن مرحلة المراهقة تُعدّ من أكثر المراحل حساسية لتشخيص الاضطراب، حيث تزداد الضغوط الدراسية والاجتماعية، وتتكون فيها ملامح الشخصية. وأوضح أن المؤشرات المبكرة تتضمن التراجع الدراسي، رغم الذكاء الجيد، بسبب صعوبات في التركيز والتنظيم، إضافة إلى سلوكيات اندفاعية تُفهم في الأغلب بشكل خاطئ على أنها تمرد أو عدم احترام، في حين أنها نتيجة لخلل في التنظيم الانفعالي. وأضاف أن كثيراً من المصابين يعانون أيضاً صعوبات في العلاقات الاجتماعية، نتيجة فرط الحساسية أو ضعف قراءة الإشارات الاجتماعية، ما يؤدي إلى شعور بالعزلة وتدنٍ في تقدير الذات، إلى جانب توتر العلاقات الأسرية بسبب ضعف التعبير. وأشار إلى أن هذه التحديات قد تدفع المراهقين نحو سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي المواد المنبهة أو المخدرة، بحثاً عن التحفيز أو هرباً من المشاعر غير المفهومة. كما حذّر من أن غياب التشخيص المبكر يزيد من احتمالات تطور اضطراب استخدام المواد (Substance Use Disorder)، مؤكداً أهمية التدخل العلاجي والدعم الأسري والنفسي، لحماية المراهق وتوجيهه بشكل إيجابي. وأكد الزرعوني أن تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى البالغين يُعدّ من أكثر الجوانب تعقيداً في الطب النفسي، نظراً إلى تغيّر شكل الأعراض مع التقدم في العمر، وتشابهها مع اضطرابات أخرى. وأوضح أن كثيراً من البالغين لا يدركون أن أعراضهم ممتدة منذ الطفولة، ويصلون إلى التشخيص بعد أن تتفاقم الصعوبات في مراحل لاحقة كالدراسة أو العمل أو الزواج، وقد يتم تشخيصهم بالقلق أو الاكتئاب فقط، من دون إدراك أن هذه الأعراض قد تكون انعكاساً لاضطراب فرط الحركة. وأفاد بأن النهج العلاجي الأكثر فاعلية لهذا الاضطراب يعتمد على دمج العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، حيث يُسهم كلٌ منهما بدور تكاملي في تحسين جودة الحياة اليومية للمصابين. وأوضح أن الأدوية المحفّزة (Psychostimulants) تُعدّ الخيار العلاجي الأول، وتتوافر بصيغ سريعة أو ممتدة المفعول، وتعمل على تحسين الوظائف التنفيذية للدماغ، ما ينعكس إيجاباً على التركيز، والسلوك، والإنتاجية، كما توجد بدائل غير منشطة، تُستخدم في حال عدم مناسبة المحفزات لبعض الحالات. وأشار إلى أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُساعد في بناء مهارات عملية، مثل إدارة الوقت، وتقليل التشتت، وتحسين القدرة على اتخاذ القرار، إضافة إلى تعزيز فهم المصاب لطبيعة اضطرابه، وتمكينه من التعامل معه بثقة وفعالية. وأوضح أن دور الأخصائي لا يقتصر على العلاج، بل يبدأ بالتشخيص الدقيق للتمييز بين الأعراض الأساسية للاضطراب وتلك الناتجة عن مشكلات نفسية أخرى، ففي بعض الحالات، يكون التحكم في ADHD كافياً لتحسين الأعراض النفسية الثانوية من دون الحاجة إلى علاجات إضافية. وفي حال وجود اضطرابات متزامنة (Comorbidities)، مثل الاكتئاب أو القلق، شدد على أهمية وضع خطة علاجية مزدوجة تراعي كلا الجانبين. كما أكد ضرورة توفير بيئة علاجية داعمة، يشعر فيها المريض بالفهم والقبول، ما يُسهم في تطوير أدوات فاعلة للتعامل مع التحديات اليومية، وتحقيق نتائج علاجية أكثر استدامة. بدوره، أكد مدير مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، أن غياب الوعي المجتمعي باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى البالغين يُسهم في شعورهم بالعزلة والإقصاء، ويؤدي إلى سوء فهم سلوكياتهم، وتأخر التشخيص والعلاج، ما ينعكس سلباً على حياتهم النفسية والاجتماعية. وأوضح أن الضغوط المجتمعية المبنية على تصورات تقليدية للنضج والانضباط تُشوه الصورة الذاتية للمصاب، وتُشعره بالإحباط والعجز، على الرغم من قدرته على النجاح في بيئة مرنة وداعمة، كما أن عدم فهم الشريك أو الزملاء لطبيعة الاضطراب يُسبب توتراً دائماً، وسوء تفسير للسلوكيات، ويؤثر سلباً في جودة العلاقات. وأضاف أن الدعم مسؤولية مجتمعية، تقوم على الوعي والتفهم، فالمحيط الواعي يمكن أن يحوّل حياة المصاب من سلسلة من الإحباطات إلى مسار من النمو والثقة بالنفس. وذكر أن تعزيز ثقافة التفهُّم والتقبُّل تجاه الاضطرابات السلوكية غير الظاهرة، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، يتطلب جهداً مجتمعياً منظّماً يبدأ بالتوعية المستمرة، عبر إعداد حملات في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، تشرح ماهية الاضطراب بلغة مبسطة للجميع، وتُبرز الفرق بين السلوك المقصود والسلوك الناتج عن اضطراب، ما يقلل من الأحكام الخاطئة، وأضاف أن إدراج مفاهيم الصحة النفسية والتنوع العصبي في المناهج التعليمية، وتدريب الكوادر التعليمية على فهم اضطرابات مثل ADHD، هو خطوة ضرورية لخلق بيئة تعليمية متفهّمة. ودعا العموش إلى إبراز النماذج الملهمة من المصابين بـADHD ممن حققوا إنجازات لافتة، لإظهار نقاط قوتهم كالإبداع والطاقة والتفكير المبتكر، مؤكداً أهمية إنشاء مجموعات دعم وحوارات مجتمعية، وسَنّ سياسات احتواء مرنة في المؤسسات، تضمن توفير التسهيلات اللازمة دون وصم. تجربتان لـ «التشخيص المتأخر» قالت علياء (25 عاماً) التي تم تشخيصها، قبل بضع سنوات، إن التشخيص كان نقطة تحول إيجابية في حياتها، حيث ساعدها على فهم أسباب التحديات النفسية التي واجهتها، مثل الاكتئاب والقلق. وأوضحت أنها كانت تشعر بالاختلاف والعجز عن تفسير ما كانت تمر به، خصوصاً خلال المرحلة الجامعية، أثناء دراستها الهندسة، حيث عانت تشتت الذهن وصعوبة التركيز. وأكدت أن الجلسات العلاجية أسهمت في تخفيف العزلة التي كانت تشعر بها، ومكّنتها من التعبير عن نفسها بثقة، ما انعكس على علاقاتها الاجتماعية وأدائها في العمل. وأفادت بأن جهة عملها توفّر تسهيلات عدة لأصحاب الهمم، مثل المواقف القريبة، لكنها شددت على الحاجة إلى تعزيز الوعي بين الموظفين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وعلى الرغم من أنها لم تُفصح عن تشخيصها لمديرها، فإنها عبّرت عن ثقتها بقدرتها على أداء مهامها بكفاءة، مضيفة: «لا أعلم إن كان إخفاء الأمر هو القرار الصائب، لكنني أشعر بأنني أؤدي عملي مثل أي زميل آخر». وقالت روضة (21 عاماً) التي تم تشخيصها باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في عمر الـ20، إن أكثر ما تواجهه من صعوبات يومية هو إنجاز المهام في وقتها، مضيفة: «غالباً ما أتأخر في إنجاز أعمالي، وأشعر بأنني لا أملك إحساساً دقيقاً بالوقت، لكن حين أنجز المهمة أخيراً بعد كثير من التسويف، تكون النتيجة في الأغلب ممتازة». وأشارت إلى أن تشخيصها لم يكن مفاجئاً، إذ لطالما شعرت بأنها تعاني هذا الاضطراب، خصوصاً أن شقيقها كان يعانيه أيضاً، وكانت تلاحظ تشابهاً كبيراً في الأعراض بينهما. وأضافت أن التشخيص ساعدها على فهم نفسها بشكل أعمق، خصوصاً في علاقاتها الاجتماعية، إذ تميل إلى تكوين صداقات مع أشخاص يشاركونها التحديات نفسها. وأكدت أن دعم أفراد أسرتها وتفهمهم بعد التشخيص كان نقطة تحول كبيرة في حياتها، موضحة: «حين صارحت عائلتي، أدركوا أن ما أمرّ به ليس إهمالاً أو عدم اهتمام، بل طريقة مختلفة في معالجة الأمور»، وأشارت إلى أن هذا التفاهم خفف عنها الشعور بالذنب، ومنحها مساحة أكبر للتعبير عن نفسها، وأكدت أهمية أن يتقبل المصاب تشخيصه المتأخر، مشددة على ضرورة منح النفس الوقت الكافي لفهم الحالة والتعايش معها، إلى جانب توعية المحيطين بها، لما لذلك من دور كبير في خلق بيئة داعمة تُسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز القدرة على التكيف. • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يصيب 5 إلى 7% من الأطفال.

هآرتس: استدعاء مصابين بصدمات نفسية للخدمة زاد حالات الانتحار
هآرتس: استدعاء مصابين بصدمات نفسية للخدمة زاد حالات الانتحار

سكاي نيوز عربية

timeمنذ يوم واحد

  • صحة
  • سكاي نيوز عربية

هآرتس: استدعاء مصابين بصدمات نفسية للخدمة زاد حالات الانتحار

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش قوله، إن إجراء فحص شامل للحالة النفسية قد يكشف مدى الأزمة، ما قد يترك الجيش من دون عدد كاف من الجنود. كما أوضح التقرير، أن نتيجة لهذه السياسة فإن مئات الجنود المصابين بصدمات نفسية يخدمون في صفوف الجيش رغم تصنيف بعضهم كـ"معاقين بشكل دائم". وفقا لبيانات "هآرتس"، فقد انتحر منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 35 جنديا، 28 منهم حتى نهاية 2024. ردود غامضة من الجيش وفق الصحيفة فإن الجيش يرد عادة بغموض عند سؤاله عن أسباب انتحار الجنود، ويصف الحالات بأنها "معقدة" وينفي وجود مؤشرات مسبقة. وحسبما قال البروفيسور إيال فروختر، رئيس المجلس الوطني للصدمات النفسية في إسرائيل ، فإن "إعادة المصابين نفسيا إلى القتال قرار خاطئ، ويبدو أن النقص الشديد في القوى البشرية يجعل المؤسسة العسكرية تتجاهل الخطر". وأكد مصدر في وزارة الأمن القومي أن "من بين عشرات آلاف الجنود الذين استدعوا مؤخرا، هناك المئات وربما الآلاف من المصابين نفسيا. لا يوجد أي جهة تملك معلومات دقيقة عنهم، لا الجيش، لا قسم الصحة النفسية، ولا قسم التأهيل في وزارة الأمن". وكشف المصدر أن "المشكلة تتفاقم بسبب البيروقراطية، وانعدام التنسيق بين وزارة الأمن والجيش، فالأخير لا يملك معلومات كافية عن الجنود الذين يتلقون العلاج في قسم التأهيل، حتى في حالات الصدمة النفسية الشديدة". ويقول الجيش، إن وزارة الأمن قررت، في بداية الحرب، تسجيل المصابين كـ"جرحى مؤقتين" لتسريع العلاج، وإذا خضعوا لاحقا للجنة طبية يمكن الاعتراف بهم كمعاقين دائمين. ويقدم قسم التأهيل بحسب وزارة الأمن، العلاج لـ78 ألف جريح من جميع حروب إسرائيل، من بينهم 26 ألف مصاب نفسي، منهم 11 ألف مصنفين كضحايا صدمة نفسية، وأكثر من 17 ألفا من هؤلاء هم من جرحى الحرب الحالية، ونحو 9000 منهم مصابون نفسيا. وبيّن البروفيسور فروختر، أن العودة للقتال قد تفاقم الحالة النفسية وتؤدي إلى اضطراب نفسي مزمن. وبدوره قال البروفيسور يوسي ليفي بليز، رئيس مركز أبحاث الانتحار، إن التعرض لأحداث مهددة للحياة، إلى جانب فقدان الزملاء والصدمات الأخلاقية، خصوصا في غزة ، مع سهولة الوصول إلى السلاح، يزيد كثيرا من خطر الانتحار، موضحا أن: "الاستدعاء الواسع لمن قاتلوا كثيرا يثير قلقي الشديد". تشير الإحصاءات التي نشرتها "هآرتس" في عام 2023، إلى انتحار 17 جنديا، سبعة منهم منذ 7 أكتوبر. أما في عام 2024، فقد انتحر 21 جنديا، مقارنة بمتوسط سنوي يبلغ 12 حالة في العقد الماضي. ومنذ بداية 2025، وقعت 7سبع حالات انتحار أخرى على الأقل.

أدوية إنقاص الوزن الشهيرة تُسبِّب مضاعفات نفسية
أدوية إنقاص الوزن الشهيرة تُسبِّب مضاعفات نفسية

الشرق الأوسط

timeمنذ يوم واحد

  • صحة
  • الشرق الأوسط

أدوية إنقاص الوزن الشهيرة تُسبِّب مضاعفات نفسية

يمكن لمُنشِطات مستقبلات «جي إل بي - 1»، وهي أدوية تُساعد في السيطرة على داء السكري من النوع الثاني والسمنة، أن تُؤثِر تأثيراً بالغاً على الصحة البدنية - ولكن ماذا عن الصحة النفسية؟ تشمل بعض الأمثلة على هذه الأدوية أدوية سيماغلوتيدات، مثل أوزيمبيك وويجوفي، وليراجلوتيد، مثل فيكتوزا وساكسيندا. وأشارت دراسات مُختلفة إلى أن مُنشِطات مستقبلات «جي إل بي - 1» تُسبب مضاعفات صحية نفسية، مثل القلق والاكتئاب. ونشرت المعاهد الوطنية للصحة بحثاً، في يونيو (حزيران) 2024، تناول العلاقة بين علاج السيماجلوتيد و«تفاقم اضطرابات المزاج». وأبرزت الدراسة ارتباط التغيرات المزاجية السلبية لدى مرضى السكري من النوع الثاني بتاريخ من الاكتئاب، محذرة مقدمي الرعاية الصحية من إدراك هذا «الخطر المحتمل». لكن دراسة أحدث، نُشرت في مجلة «السكري والسمنة والتمثيل الغذائي»، أشارت إلى أن هذه التغيرات المزاجية مرتبطة باختلافات جينية عبر مجموعات سكانية وأصول متنوعة. في حين أن متغيرات «جي إل بي - 1» أظهرت «تأثيرات قلبية أيضية متسقة» في جميع الفئات، قال الباحثون إن الآثار السلبية على الصحة العقلية كانت «أكثر تنوعاً»، وخلصوا إلى أن أي تغيرات سلوكية «من المرجح ألا تكون ناجمة بشكل مباشر عن الأدوية». ويعتقد الدكتور بريت أوزبورن، جراح الأعصاب في فلوريدا، الذي غالباً ما يصف مُثبطات مستقبلات «جي إل بي - 1» لمرضاه، أنه لا توجد «علاقة سببية ثابتة» بين هذه الأدوية والأمراض النفسية. ولخص قائلاً: «قام الباحثون بفحص العلامات الجينية لدى ما يقرب من نصف مليون شخص من خلفيات مختلفة بحثاً عن صلة بين الجين المسؤول عن مستقبلات (جي إل بي - 1) ومشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية، لكنهم لم يجدوا أي صلة». وأشار الطبيب إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو داء السكري من النوع الثاني «غالباً ما يكونون مصابين بالاكتئاب بالفعل»، دون تناول الدواء. وقال: «هذه الحالات تُسبب أضراراً جسدية ونفسية واجتماعية. لذا، نعم، يعاني عدد كبير من المرضى الذين يبدأون بتناول أدوية (جي إل بي - 1) من مشكلات نفسية. لكن هذا ليس بسبب الدواء، بل بسبب المرض نفسه». وأردف أنه بمجرد أن يبدأ هؤلاء الأفراد بفقدان الوزن، يستقر مستوى السكر في الدم وتتحسن طاقاتهم، مما يُحسّن مزاجهم أيضاً. وأشار أوزبورن إلى أن «أدوية (جي إل بي - 1) تُساعد الناس على استعادة صحتهم، فهي تُقلل الالتهاب، وتُخفض مستوى السكر في الدم، وتُقلص محيط الخصر». وعندما يبدو الناس على ما يُرام ويشعرون بتحسن، وعندما تبدأ أجسامهم أخيراً بالعمل لصالحهم بدلاً من أن تُعيقهم، غالباً ما يبتسمون أكثر، لا أقل. وأفاد الدكتور محمد غانم، جراح السمنة في معهد أورلاندو هيلث لإنقاص الوزن وجراحة السمنة، في مقابلة منفصلة مع قناة «فوكس نيوز ديجيتال»، بأنه بينما أبلغ بعض مرضاه عن تغيرات في المزاج، فإن آخرين «لا يعانون منها إطلاقاً». وقال: «الاكتئاب أو تغيرات المزاج شائعة جداً، خصوصاً في هذه الأيام، ولذلك يصعب تحديد ما إذا كان هذا مرتبطاً بأدوية مُحفزات (جي إل بي - 1)، أو ما إذا كان الأمر مجرد مصادفة؛ أنهم بدأوا يعانون منها بعد بدء تناول هذا الدواء». وأضاف: «من الصعب حقاً تحديد ما إذا كان هذا تغيراً في الشخصية يمكن أن يحدث بسبب فقدان الوزن، أو ما إذا كان أحد الآثار الجانبية لتغيرات المزاج. لا أعتقد أن لدينا بيانات كافية للوصول إلى هذا الاستنتاج حتى الآن». وبحسب غانم، فإن المرضى الذين يفقدون الوزن باستخدام مثبطات (جي إل بي - 1) يمكن أن يشعروا بـ«زيادة كبيرة» في الثقة، فضلاً عن تغيير في الشخصية، وحتى العلاقات. وقال: «يعتمد الأمر حقاً على الشخص ونظام الدعم الذي يحظى به. نحتاج إلى تجارب سريرية دقيقة وعشوائية مُحكمة للوصول إلى نتيجة، ودراسات أكثر دقة لتحديد ما إذا كان هذا مرتبطاً بالدواء نفسه أم مجرد فقدان الوزن». أكد الجراح على أهمية التواصل الوثيق مع مقدمي الخدمات الطبية للمهتمين بهذه الأدوية، أو الذين يعانون من تقلبات مزاجية أثناء تناولها. وقال: «مثل أي دواء آخر، قد يكون لهذه الأدوية آثار جانبية محتملة». وأوصى غانم بالبحث عن متخصصين وعيادات تتبع «نهجاً شمولياً» لفقدان الوزن، وتقدم الدعم النفسي بالإضافة إلى الأدوية. وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة برونيلدا نازاريو، رئيسة تحرير الشؤون الطبية في موقع «ويب ميد»، لقناة «فوكس نيوز ديجيتال»، إن «السمنة أمر معقَّد». وأضافت: «يبدي اختصاصيو السمنة اهتماماً حذراً بمدى فعالية هذه الأدوية». ومع تضارب نتائج الدراسات الحالية حول اضطرابات المزاج واستخدام أدوية فقدان الوزن الشهيرة، من المهم لجميع الأطباء الذين يصفون هذه الأدوية أن يكونوا على دراية بها، وأن يتحققوا من تاريخ المريض قبل وصفها. وأكدت نازاريو على أهمية أن يستمع مستخدمو تلك الأدوية إلى أجسامهم، ويحثّوهم على الانتباه لمشاعرهم ومعرفة أعراض اضطرابات المزاج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store