logo
#

أحدث الأخبار مع #الضفة

'أشعر أحيانا أننا نرقص في العتمة'.. حوار مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي
'أشعر أحيانا أننا نرقص في العتمة'.. حوار مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • ترفيه
  • الجزيرة

'أشعر أحيانا أننا نرقص في العتمة'.. حوار مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي

لا نطالب بفرص أفضل بل فرصة العيش فقط.. نشارك حكاياتنا مع العالم لفكّ العزلة عن غزة الضوء مسلط بشدة هذه الأيام على غزة، في المدن الفرنسية كافة، ليس بسبب صور المجازر التي لا تعرض منها المحطات التلفزيونية الفرنسية إلا أقلّ القليل، ولا بفضل بعض التظاهرات الداعمة من أناس لم ينسوا إنسانيتهم، بل بفضل فيلمين يعرضان في نحو 100 قاعة فرنسية، ويقدمان قدر المستطاع صورة واقعية معيشة عن الشعب الفلسطيني، في غزة وفي مدن الضفة. ما يميز فيلم 'من المسافة صفر' (2024) كونه آتيا من داخل غزة، مصنوعا بأيدي ناسها، معبرا عن حقيقة الواقع اليومي في صور إنسانية تُعنى بالإنسان، اسمه وشكله وحياته، لا بصورته العابرة رقما من بين آلاف فقدوا الحياة. كانت هذه فكرة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، فقد طلب من مخرجين ومصورين ومهتمين بالفنون إخراج 22 قصة، ليجمعها في فيلم واحد. في لقاء مع الجزيرة الوثائقية في باريس، يحدثنا مشهراوي عن هذا الفيلم، وعن فيلمه 'أحلام عابرة' (2024)، الذي صوره قبل 7 أكتوبر في الضفة والمخيمات. يعرض الفيلمان في صالات فرنسا، وفي 'بانوراما سينما المغرب والشرق الاوسط'، الذي اختار مشهراوي ضيف شرف في دورته العشرين هذا العام، ليعرض أفلامه ويسلط بها ضوءا مؤثرا على معاناة أفراد وعائلات. دار فيلم 'غزة، المسافة صفر' حول معظم دول العالم، وقدم صورة واقعية مؤثرة عما يعانيه أهل غزة منذ العدوان الإسرائيلي. متى أتتك فكرته؟ وهل كان هدفه مخاطبة الأجنبي بطريقة أكثر فعالية، للحديث عن حياة الفلسطينيين اليومية؟ عندما تقع أحداث كبرى في فلسطين، أسعى -وأنا مخرج- لتحقيق عمل سينمائي روائي أو وثائقي، طويل أو قصير.. لأكون متدخلا لا متفرجا. فبعد 7 أكتوبر فكرت بفيلم وثائقي طويل، وبعد 3 أسابيع كان حجم الإبادة والمجازر كبيرا، لدرجة جعلتني أفكر بأن من الواجب أن يكون الفيلم مشروع مخرجات ومخرجين موجودين هناك. هم يعايشون القصف ويعانون، واحتياجاتهم كبيرة، إنهم أحق مني، فأنا لا أعيش في غزة، وكنت قد قضيت فيها طفولتي وشبابي، وفقدت 37 إنسانا من عائلتي في هذه الحرب، لكن بالمقارنة مع من يعيش هناك، فالكلمة يجب أن تكون لهم. قررت اختيار 22 مخرجا، لعمل فيلم قصير من 3-6 دقائق، لا يهم نوعه، سواء كان تحريكا أو وثائقيا أو روائيا.. ثم أتولى المونتاج مع طاقم فني. كيف اخترتهم؟ وهل كانت لديك رؤية واضحة عن مواضيع الأفلام؟ ما كان دورك؟ فرضت علينا الظروف رؤية واضحة، فكانت لدي 3 أهداف: حكايات لم تُحك بعد. أشخاص بأسماء وأحلام. حياة لا أرقام. تخيلي إلى أين وصلنا، لنقول نحن بشر. (يقولها متأثرا). اشترطت أن يكون صانع فيلم موهوبا اشتغل سابقا في الفن، أو يريد العمل به، فبعضهم كان فنانا تشكيليا، أو مصورا تلفزيونيا، أو مسرحيا، وكان هذا أول فيلم لمعظمهم، واتخذت هذا المشروع ورشة تدريبية، وذلك ما أفعل عادة، إضافة إلى عملي الإخراجي. والآن نحن -برغم المشاق- نصور في غزة فيلم 'من المسافة صفر وأقرب'، وهي عبارة عن 10 أفلام وثائقية طويلة وقصيرة. هل رفضت أفكار بعض المشاركين؟ وهل وضعت شروطا للعمل؟ نعم لأن كثيرين لديهم رغبة في الشكوى بلغة تشبه ما نرى في وسائل الإعلام ليل نهار، أي تقديم قصص بديهية ومتوقعة، وهذه لم تكن تهمنا. في المقابل أعجبتنا أفكار، لكننا لم نتابعها بسبب الظروف على الأرض من تنقلات، أو أوضاع صاحب الفكرة. مثلا فقد أحدهم عائلته وبيته وكل الأجهزة قبل التصوير، فكان همه إيجاد مكان لإنقاذ حياته ومن بقي من عائلته. ففي فيلم 'تاكسي' مات الجميع بعد يومين، وظهر المخرج في النهاية ليعلن هذه المأساة. كما لم أعتمد أي أرشيف للمصورين، ولا أي فيلم مصور قبل الحالة، فقد رغبت بتجربة فنية سينمائية وعمل يدوم. وقد عُرضت الأفلام في أكثر من 300 مهرجان، وفي 150 دار عرض في الولايات المتحدة، ووصل الفيلم للقائمة القصيرة للأوسكار. هل كان هدفك مخاطبة الجمهور الأجنبي في هذا الفيلم؟ رغبت بإدخال الجمهور لتفاصيل حياة الأبرياء اليومية الصغيرة تحت الحرب، بلا شعارات ولا انتماءات لأطراف سياسية داخلية أو خارجية. كان جزءا من الفكرة التعبير عن هذا الشعور الطاغي بأننا متروكون، وأن ثمة صمتا عالميا. سعينا إلى تشارك الحكايات مع العالم، والتأثير على هذه العزلة التي يعيشها أهل غزة، عبر هؤلاء السينمائيين الذين يستحقون الحياة. ها نحن نردد نفس الأقوال بعد 18 شهرا! أعطوهم فرصة للعيش، لا نطالب بفرص أفضل بل فرصة العيش فقط. فيلمك الأخير'أحلام عابرة' عن طفل من المخيمات في الضفة يريد استرجاع الحمامة التي طارت ولم تعد. تدور الأحداث في يوم واحد، ومن خلاله يتأكد ميل لديك لأفلام الطريق، أي الانطلاق في مهمة نكتشف بها حياة الفلسطينين اليومية. صحيح، أميل للأفلام التي تحصل في يوم واحد، مثل 'عيد ميلاد ليلى' (2007)، و'كتابة على الثلج' (2017)، و'حتى إشعار آخر' (1993)، وهو فيلمي الروائي الأول الذي عرض في مهرجان كان. أرى في هذه الأفلام نوعا من التجربة والتحدي النابع من الارتباط بمكان وزمان محددين. ففي 'أحلام عابرة' نرافق الشخصيات خلال يوم واحد، من الصبح إلى الليل، مع تصعيد للأحداث وتطوير للشخصيات. ألا يصعب تطوير الشخصية في يوم؟ ألا يتطلب هذا تكثيفا للأحداث؟ في هذا النوع من الأفلام، تبدو الشخصيات عند الانطلاق في مهمة ما غيرها في الإياب. نعم، ففي النص السينمائي تكثيف، وربما أميل إلى هذا لأني ولدت في مخيم الشاطئ، ولعبت في الأزقة، وكنا 6 نسكن غرفة واحدة، لا مساحات ولا خصوصية. قد يكون هذا تجلى من أفلامي الأولى، ففيلمي القصير 'الملجأ' (1987) عن حكاية في غرفة، تدور في يوم واحد. والآن يدفعني السؤال للتفكير بأني أخذت أشياء من الطفولة وثقافة المخيمات، وهذا يظهر بوعي أو بدون وعي في أفلامي، والمخيم مثلا موجود دائما فيها، و'أحلام عابرة' ينطلق من مخيم قلنديا وإليه يؤوب. كيف اخترت الأمكنة في الفيلم؟ لعلّ لكل منها رمزا معينا. لكل مكان رمزيته، فبيت لحم -بطابعها المسيحي- المدينة التاريخية التابعة للإنسانية جمعاء، أما الاحتلال فلا يحترم أحدا ولا تاريخا ولا ديانات. والقدس بواقعها داخل السور، وحيفا بكونها من أجمل المدن مع جبل الكرمل المطل عليها. كل هذه المدن التي تعبرها شخصيات الفيلم في بحثها عن الحمامة لم تأت صدفة، بل جولة جغرافية في فلسطين، واستعارة بأن كل هذه المدن وهذا الجمال والتاريخ والثقافة تحت احتلال وجدران وحواجز وممنوعات. هذا ما رغبت بإظهاره بشكل غير مباشر، فهو لم يكن الهدف بل الطائر، ولكن الطرق مليئة بالعواقب والتفاصيل الموجعة. بما أنك لا تبحث في السرد عامة عن أحداث مدهشة أو مفاجئة، فما علاقتك مع الزمن في أفلامك؟ أنجزت 9 أفلام روائية، عرضت في أماكن مهمة ومهرجانات كثيرة، لكنني أتتبع الوثائقي، حتى أفلامي الروائية فيها نفس وثائقي، لأني من الواقع وأميل للواقع. أنا من هنا، ولم أدرس في مدارس سينمائية، ولم أتأثر بأحد، وخطي السينمائي يتميز بالبساطة والعمق، أتعمق في دواخلي وفي المجتمع، وأعمل سينما لمفرداتها، وفيها ضحك وعبث. هذا يشبهني، أي السخرية السوداء، وهي نابعة من العبث الذي نعيشه، فنحن على نفس الوتيرة، كمن يضرب بنفس الشاكوش بعد 40 سنة، والوضع يتراجع، لكن السخرية السوداء في التعبير عن النفس هي منفذ لنا. حين تختار -كما قلت- إظهار أشياء محددة على نحو غير مباشر، هل ترغب بتسليط الضوء على أوضاع، أم إنها رسالة ما؟ هل تفكر بهذا قبل الكتابة، أم إنه يحضر تلقائيا؟ ماذا تريد أن يعلق بذهن الجمهور؟ اكتشفت مبكرا من أفلامي -ولا سيما الروائي الطويل الأول- أن للسينما قوة تعبيرية وثقافية، تسهم بحصول تبادل مع العالم، فنحن الفلسطينيين نُرسم بصورة معينة، وأما السينما فتنقل حقيقتنا وواقعنا، نحن غير أقوياء سياسيا ولا عسكريا، ولا يمكن مقارنتنا بأحد، فنحن نعيش اقتصاديا على المعونات. أنا أؤمن بأن أهم العناصر التي تضمن بقاءنا على الأرض هو مشروعنا الثقافي من آداب وفنون، وهو الذي يحصن هويتنا وتاريخنا وعاداتنا، ويمكن للسينما احتواء كل الفنون معا، ويمكن في السينما عمل وطن فلسطيني لا يحتله أحد، منطقة تابعة للخيال والحب والأحلام والأفكار. هم يقتلون البشر ويدمرون البنى التحتية، لكن برغم كل ما يصيبنا فلا خشية لديّ على الوجود الفلسطيني في فلسطين، لأننا نحمل هذه الهوية وهذه الثقافة التي نتشارك بها مع الجمهور في العالم، ليس مهما أن يحبنا الناس، المهم أن يتشاركوا معنا إنسانيتنا. في فيلم 'عيد ميلاد ليلى' مثلا، ثمة تجسيد لعاطفة كونية عن حب أب لابنته، أريد أن يتعرف الجمهور علينا وعلى ثقافتنا، وأن لدينا سينما متعددة بلغات سينمائية مختلفة باختلافنا، فنحن نعيش في مدن أو مخيمات أو منافٍ، ولكل تجربته. أريد أن يعرف الجمهور من هؤلاء الذين يفقدون الحياة، وأن يحسوا بهم. في فيلم 'عيد ميلاد ليلى' مشهد لمحمد بكري وهو يصرخ موجها أنظاره نحو الطيران في السماء: نريد أن نعيش عادي.. أن نربي أولادنا. هذا الكلام كتبته عام 2007، واليوم أكرره وأعمل أفلاما تقول ذات الشيء. تخيلي هذا! وإن اختلفت القصص فالمغزى واحد، أسمع نفسي وأنا أردد أشياء بديهية لكننا بحاجة إليها، يا للأسف! هل لديك أمثلة على ردود أفعال من الجمهور، الفرنسي مثلا؟ رأينا تعاطفا وهيجانا في المشاعر، وإعجابا بالفيلم الذي يحكي حكاياتنا، وما أرجوه أن يولّد هذا مع الوقت شيئا ملموسا لا دعما معنويا فقط، وقد بكى بعضهم وهو يشاهد 'من المسافة صفر'، لكننا لا نرى أشياء ملموسة على الأرض. إنها مشاعر صادقة وقوية، لكن جرحنا مفتوح، وينتابني أحيانا شعور أننا نرقص في العتمة (كناية عن عدم اكتراث الناس بنا)، وحتى السياسيون فهم يشجبون ويدينون، ويثيرون قضية حقوق الإنسان، لكنها كشيكات بلا رصيد. وهل قدمت عروضا للفيلم أمام السياسيين؟ عرضنا في اليونسكو وكلهم تأثروا، لكني في نهاية المطاف أجد نفسي تتساءل: طيب وبعدين؟ ماذا يعني لك الالتزام؟ أن تكون صادقا مع نفسك وما تشعر به، حتى لو كانت حساباتك السياسية خطأ، فالجمهور يغفر لك حين تكون صادقا، وتدافع عن مواقفك. ليس لدي أي التزام لأي سلطة، وأمارس النقد الذاتي، وأضغط على الجروح لتشفى.

حين تمشي الفلسطينية بثقل حكاياتها
حين تمشي الفلسطينية بثقل حكاياتها

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الجزيرة

حين تمشي الفلسطينية بثقل حكاياتها

الحقيبة التي لا تُرى في صباحٍ عاديٍّ من أيام العمل في إحدى مدن الضفة، تفتح الفلسطينية باب بيتها بثيابٍ أنيقة وعقلٍ مزدحم، تحمل حقيبة يدها، لكن لا أحد يرى الحقيبة الأثقل.. تلك التي على ظهر روحها! تمرُّ بين الناس، تبتسم، تلوّح، وتجلس إلى مكتبها أو فصلها، كأنها لم تكن منذ لحظات تغالب دمعةً علقت بطرف عينها وهي تودّع صغيرها، أو ترتّب عبثًا كلماتٍ في رأسها تحاول أن تقولها لشريك لم يسمعها منذ زمن، أو لنفسها التي لم تجد وقتًا تُحادثها. قد تكون ذاهبة إلى مكان بعيد، ولكنها دائمًا تحمل قصصًا ترويها في عقلها. هي لا تودّ أن تسمح لهذه القصص بأن تُسمع بالكامل، ولكن هناك من يراقبها بحذر، يسألها عن تفاصيل حياتها، على الرغم من أنّها في أغلب الأحيان لا تملك وقتًا لالتقاط أنفاسها. هذه الحقيبة -رغم كثافة ما فيها- لا يراها أحد إلا من خلال انعكاسات خفية على وجهها، تعبيرات حزنٍ تفضحها ابتساماتها. المرأة الفلسطينية لا ترى نفسها بطلةً، بل هي تمشي لأنه ليس أمامها خيار آخر! هي لم تتوقع أن ينقلب العالم من حولها مرارًا، ولكنها تعلم أن الحياة تُفرض عليها رغم كل ما يحدث حكايات لا تموت تحت الركام ليست وحدها في هذا، فالمرأة الفلسطينية لا تدخل يومها خالية الوفاض؛ تصطحب معها سردياتٍ كثيرة: أمّها التي كانت تنهض فجرًا رغم هشاشتها في مخيمات الشتات، وجدّتها التي حكت لها عن اللجوء الأول والبيوت التي سُرقت، وصديقتها التي لم تحتمل كل ذلك وغابت. هي لا تحمل حقيبة يد فقط، بل تحمل تاريخًا من الصبر، والخذلان، والبدايات المجهضة، والأمل العنيد. لا تكفّ عن العيش وسط تحديات الحياة المختلفة، بينما كل شيء حولها يعيد رسم تلك القصص في صمت. كلما نظرت إلى وجهها، ترى خطوطًا تذكرها بالظروف التي مرت بها، ولكنها أيضًا تمثل تطلعاتها المتجددة. الحروب، الفقد، الخذلان.. أشياء لا تتوقف، لكن الأمل يظلّ دومًا ينمو بين الضغوطات! تحمل على عاتقها أكثر من مجرد حياة يومية، بل هي حاملة لثقل ذاكرة الأمة الفلسطينية. التوازن المستحيل في ظلّ اللاممكن المرأة العاملة في فلسطين توازن بين دورها كأمّ، وكزوجة، وكمعيلة أحيانًا، وكعاملة في بيئة مضغوطة سياسيًّا واجتماعيًّا. تعيش يومها وهي تُوازن بين ما يُطلب منها خارج البيت، وما يصرخ بداخلها من بيتها.. لا أحد يرى جيدًا تلك الفجوة بين عطاءٍ يُنتظر منها، وتعبٍ لا يُفسَّر.. لا أحد يقرأ في عينيها الأسئلة التي لا تُقال: من يعتني بي؟ متى أضع رأسي وأبكي دون أن أبدو منهزمة؟ بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجز آخر تقف أمامه هذه المرأة الفلسطينية كل يوم: القيود التي تفرضها ظروف الاحتلال، سواء على الحركة أو على الوصول إلى الخدمات الأساسية. ومع كلّ خطوة تخطوها نحو الأمام، قد تجد نفسها عالقة في مكانها بسبب إغلاق الطرق أو حواجز عسكرية، ما يزيد من العبء النفسي والجسدي الذي تحمله. هي تمشي رغم كل شيء لكنها -رغم كل شيء- تمشي؛ لا لأن الطريق معبّد، بل لأن التوقّف ليس خيارًا. تمشي بثقلها، لكنها تمشي.. تحضر الاجتماعات، تُدرّس الدروس، تُشرف على المهام، تُربّي وتُواسي وتُصغي وتُصلح. وبمجرد أن تظن أنّها التقطت أنفاسها، تهتف حياة جديدة بطلب جديد، أحيانًا يأتي على هيئة غارةٍ فجائية أو خبر شهيد. المرأة الفلسطينية لا ترى نفسها بطلةً، بل هي تمشي لأنه ليس أمامها خيار آخر! هي لم تتوقع أن ينقلب العالم من حولها مرارًا، ولكنها تعلم أن الحياة تُفرض عليها رغم كل ما يحدث. تمشي، حتى وإن كانت قد أضاعت توازنها في بعض اللحظات، فذلك هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا. بطولة يومية بلا تصفيق لا تنتظر الفلسطينية التصفيق، ولا حتى التفهُّم، فقط تُراكم أيامًا تُشبه بعضها، وتُخفي انتصاراتٍ صغيرة بين طيّات التفاصيل: كأن تُنهي يومًا دون أن تنفجر، أو تُضحك صغيرها رغم خذلانٍ طازج، أو تُعيد الكهرباء إلى بيتها الذي انقطعت عنه الحياة. هذه اللحظات اليومية لا يتم الاحتفاء بها كثيرًا، لكنها تتراكم لتصبح في النهاية شهادة على صمودٍ حقيقي، صمود يشبه الأرض الفلسطينية التي تتعرض للتهديدات المستمرة لكنها تظل ثابتة. في داخلي امرأة مثلها، وربما في داخلك أيضًا، لا تطلب أكثر من اعترافٍ بأن مشيها بهذا الثقل بطولة، وبأن الحكايات التي تمشي بها ليست ضعفًا، بل هي دليلٌ على أنّها لا تزال تختار الحياة، كل يوم، من جديد.. إنها تمشي بثقلها، لكنها تمشي. إنها ليست بطلة في معركة عسكرية، لكنها بطلة في معركة الحياة اليومية! تمشي بثقلها، ولكنها تمشي، وتستمر في السعي وراء العيش رغم كل التحديات. هذه هي فلسطين، وهذا هو وجه المرأة الفلسطينية، التي لا تكلّ ولا تملّ في مواجهة كل ظروف الحياة.

النكبة.. 77 عامًا من النزيف الفلسطينى
النكبة.. 77 عامًا من النزيف الفلسطينى

اليوم السابع

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • اليوم السابع

النكبة.. 77 عامًا من النزيف الفلسطينى

لم تكن النكبة حدثًا عابرًا فى التاريخ، بل جرحًا مفتوحًا لا زال ينزف منذ 1948، فأثرها الغائر تحت مسام الجسم، يغذى عذابات الفلسطينيين المبعدين عن أرضهم بالقوة، ويخرج صور الذاكرة إلى البوح عن تاريخ أول مجزرة، وأول نزوح، وأول غربة عن البيت والوطن. هناك الكثير من القصص، التى أثقلت صدور كبار السن من الفلسطينيين، الذين تم تهجيرهم بعد النكبة، تحولت إلى سردية تاريخية، تتناقلها الأجيال، يحفظ كل طفل وشاب قصص الجد والجدة مع النكبة، حتى أنها أصبحت إرثا ثقيلا يوثق حق لا يسقط بالتقادم ولا يضيع. 77عامًا من النزيف الفلسطينى، نكبة أولى، وثانية، إلى يومنا هذا لا يزال الدم الفلسطينى يسيل بعد ما يقرب من عامين على حرب انتقامية، يشنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة وفلسطين وشعبها، خلفت أكثر من 50 ألف شهيد و100 ألف مصاب حتى الآن. سنوات متواصلة، والوجع مستمر من تهجير الأمس إلى دماء اليوم فى غزة، وكتابة فصل جديد، لتنفيذ مخطط ممنهج لتهجير ما تبقى من الفلسطينيين، و ترك الأرض لطمس الهوية الفلسطينية، ليكتمل المشروع الاستيطانى الصهيونى. مخطط مستمر منذ النكبة الأولى التى شهدت تدمير قوى الاحتلال الاسرائيلى لأكثر من 530 قرية، والسيطرة على 700 قرية ومدينة وتهجير ما يقرب من مليون شخص، أى نحو 50% من سكان فلسطين، كل تلك السنوات تحاول إسرائيل تكذيب الروايات الدموية عن النكبة الأولى والثانية، لكن اليوم تثبت الوقائع صحتها، ويعاد التاريخ مرة أخرى، وتوثق الشاشات المجازر الوحشية ومحاولات دفع الشعب الفلسطينى للإبادة الكاملة أو التهجير الكامل. ما بين 1948 و2025 يعيد التاريخ نفسه، فى المرة الأولى واجه الشعب الفلسطينى الأعزل الإبادة الجماعية، من العصابات الصهيونية التى شكلت نواة جيش الاحتلال، واليوم يطلق عمليات إجرامية وحشية على غزة والضفة وأماكن أخرى، بهدف تمزيق فلسطين التى تدفع ما تبقى من شعبها فى محاولة يائسة منهم للتخلى عن أرضهم، لكن يأبى إلا أن يبقى ثابتًا. ‏‎ 77عامًا وعلى الرغم من السياسات الإسرائيلية التى أدت إلى عمليات التهجير لـ70% من الشعب بين 1948 و1967 وما تلاها من سنوات حتى يومنا هذا، لكن مع كل هذه السياسات لا يزال 80% من الفلسطينيين يتمركزون على حدود فلسطين التاريخية، والدول العربية المجاورة، و50% يسكنون داخل فلسطين التاريخية كأشجار الزيتون ممتدة فى الأرض، لتفسد المشروع الصهيونى، ومحاولة تهويد الأرض مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

السعود: النكبة ليست ذكرى… بل جرح مفتوح في صدر الأمة
السعود: النكبة ليست ذكرى… بل جرح مفتوح في صدر الأمة

رؤيا نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • رؤيا نيوز

السعود: النكبة ليست ذكرى… بل جرح مفتوح في صدر الأمة

قال رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب المهندس سليمان السعود في الخامس عشر من أيار، لا نُحيي ذكرى النكبه ، بل نُفتح على جرحٍ لم يندمل، ونستحضر مأساةً لا تزال قائمة، واحتلالًا ما زال يتغذى على الصمت والتخاذل والتواطؤ. وعبر السعود في تصريح صحفي على ان النكبة ليست رواية ماضٍ نرويها، بل واقع حيّ نعيشه، وجريمة مستمرة ارتكبت بحق شعب أعزل طُرد من أرضه، وهُجّر من وطنه، في أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرون، تحت غطاء دولي سافر، وسكوت أممي معيب. مشيرا ان النكبة، لم تُغتصب الأرض فحسب، بل سُرقت الرواية، واغتُصب التاريخ، وقُدّم الجلاد باعتباره ضحية، بينما طُمس صوت الضحية الحقيقية، الشعب الفلسطيني، الذي لم ينكسر رغم سبعة وسبعين عامًا من الجراح ولفت ان النكبة لم تنتهِ، والجريمة لم تتوقف، والاستيطان يتوسع وغزة تُحاصر، والضفة تُجتزأ، واللاجئ ما زال بلا حق عودة، والأسير بلا حرية. واضاف السعود فلسطين ليست بندًا في جدول أعمال، ولا ملفًا دبلوماسيًا على طاولة المفاوضات، بل هي قضية حقّ لا يسقط بالتقادم، ووطن لا يُختصر بخارطة، وهوية لا تمحوها محطات التهجير. وإنّ القدس ستبقى عربية إسلامية والوصاية هاشمية وإنّ حق العودة مقدّس، لا مساومة عليه، وإنّ الأردن، بقيادته الهاشمية، باقٍ في خندق فلسطين حتى النصر أو الشهادة ودورنا النيابي لا يقتصر على التصريحات، بل نحمّله واجب الرقابة والمساءلة، وأن تكون فلسطين جزءًا أصيلًا من التشريع، من الموقف، من السياسات العامة. سنظل نذكّر العالم أن حقوق الشعب الفلسطيني ليست موضع نقاش، وأنّ من يحاول طمس هويته لن يحصد سوى الخزي. وختم السعود النكبة ليست ذكرى، بل معركة مستمرة بين الصمت والخيانة، من جهة، وبين الكرامة والحق، من جهة أخرى. ونحن اخترنا أن نكون في صف الكرامة، حتى النهاية.

الرئيس الفلسطينى: أولويتنا وقف العدوان وإدخال المساعدات لغزة
الرئيس الفلسطينى: أولويتنا وقف العدوان وإدخال المساعدات لغزة

اليوم السابع

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اليوم السابع

الرئيس الفلسطينى: أولويتنا وقف العدوان وإدخال المساعدات لغزة

اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى حسين ابراهيم طه، وذلك على هامش مشاركته احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على النازية، التي تستضيفها العاصمة الروسية موسكو. وأطلع الرئيس الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، لدى استقباله في مقر إقامته في موسكو، على الجهود المبذولة لوقف العدوان على غزة، وحرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة؛ بما فيها القدس، وأدت إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف. وقال الرئيس الفلسطيني - حسبما أذاعت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) الجمعة - "أولويتنا هي وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة من طعام وماء ودواء ووقود إلى القطاع المحاصر، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وتولي دولة فلسطين مهامها لإعادة النازحين إلى مناطقهم، وإعادة الإعمار". وجدد التأكيد على الرفض القاطع لدعوات التهجير، موكدا "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها لعقود طويلة". من ناحيته، جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي دعم المنظمة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وإدانته لما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان إسرائيلي، مؤكدا محورية القضية الفلسطينية بالنسبة للمنظمة. وشدد على ضرورة وقف العدوان في غزة، لافتا إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس، هي أساس الاستقرار في المنطقة والعالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store