logo
#

أحدث الأخبار مع #الضمير

الهجوم الإسرائيلي على "الضمير"
الهجوم الإسرائيلي على "الضمير"

الغد

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • الغد

الهجوم الإسرائيلي على "الضمير"

ميديا بنجامين* - (كودبينك) 2/5/2025 ترجمة: علاء الدين أبو زينة لم تكن "الضمير" تحمل أي أسلحة. ولم تكن تشكل أي تهديد. كانت جريمتها الوحيدة أنها تجرأت على تحدي حصار وحشي ومجزرة أدانتهما الأمم المتحدة باعتبارهما غير قانونيين وغير إنسانيين. هذا هو التهديد الحقيقي الذي تخشاه إسرائيل -ليس السفينة بحد ذاتها، وإنما التضامن العالمي الذي تمثّله. اضافة اعلان * * * في الساعات الأولى من صباح يوم 2 أيار (مايو)، تمزق سكون الليل على متن سفينة "الضمير"، السفينة المدنية الراسية في المياه الدولية على بُعد 17 كيلومترا من سواحل مالطا. كان على متن السفينة 18 من أفراد الطاقم والركاب، استيقظوا على وقع انفجارين، وسرعان ما امتلأ الهواء باللهب والدخان. لقد تعرضت السفينة للهجوم -ويقول أفراد الطاقم أن الهجوم نُفذ بطائرات مسيرة. في نفس يوم الهجوم، كان المزيد من الركاب من 21 دولة ينتظرون في مالطا ليتم نقلهم إلى "الضمير". ومن بين الذين كان من المفترض أن ينضموا إلى الرحلة: الناشطة البيئية العالمية غريتا ثونبرغ؛ والعقيد المتقاعدة في الجيش الأميركي آن رايت؛ والناشط المعروف في حركة "كودبينك" تايغ باري. "الضمير" هي جزء من تحالف "أسطول الحرية"، وهو شبكة من النشطاء الدوليين الذين يواجهون الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة منذ العام 2008. ويتهم التحالف إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم على السفينة، وهي تهمة دعمتها تحقيقات شبكة (سي. إن. إن). ووفقا لشبكة التلفزة، أظهرت بيانات تتبع الرحلات من منصة ADS-B Exchange أن طائرة نقل عسكرية إسرائيلية من طراز C-130 هيركوليس أقلعت من إسرائيل بعد ظهر الخميس وحلّقت على ارتفاع منخفض فوق شرق مالطا لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن الطائرة لم تهبط، إلا أن مسارها وضعَها بالقرب من المنطقة التي وقع فيها الهجوم على سفينة "الضمير". وعادت الطائرة إلى إسرائيل بعد حوالي سبع ساعات. وقد رفضت "قوات الدفاع الإسرائيلية" التعليق على بيانات الرحلة. وقد ألحق الهجوم أضرارا كبيرة بالسفينة، ولحسن الحظ لم يُصب أحد بأذى. لكنَ الأمر لم يكن كذلك في العام 2010 عندما تعرض "أسطول الحرية" لهجوم قاتل. ويأتي هذا الهجوم الأخير في 2 أيار (مايو)، قبل أسابيع فقط من الذكرى الخامسة عشرة للهجوم الشهير على السفينة التركية "مافي مرمرة"، التي كانت تقود أسطولا سابقا إلى غزة في العام 2010. في 31 أيار (مايو) من ذلك العام، اقتحمت قوات كوماندوز بحرية إسرائيلية السفينة في المياه الدولية، وقتلت في الهجوم 10 أشخاص وجرحت العشرات. كانت "مافي مرمرة" تحمل أكثر من 500 ناشط وإمدادات إنسانية. وأثار ذلك الهجوم إدانات عالمية ودعوات إلى إجراء تحقيق دولي -وهي دعوات رفضتها إسرائيل. أحد منظمي الأسطول لهذا العام، إسماعيل بهشتي، هو ابن أحد الذين قُتلوا في هجوم العام 2010. وفي مقاطع مصورة انتشرت بعد الضربة الأخيرة، يظهر بهشتي وهو يتجول داخل السفينة المتضررة، وتحدث بصوت حازم وهو يدين ما يعتقد أنه عمل عدواني آخر من إسرائيل ضد مدنيين في مهمة إنسانية. وقال تايغ باري من ميناء مالطا: "الناس يتساءلون كيف يمكن لإسرائيل أن تفلت من مهاجمة سفينة مدنية في المياه الدولية. ولكن منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، أظهرت إسرائيل استخفافا كاملا بالقانون الدولي -من قصف الأحياء المدنية إلى استخدام الجوع كسلاح عبر منع دخول الغذاء إلى غزة. هذا مجرد مثال آخر على إفلاتها من العقاب". وأضاف باري: "أين الغضب؟ الولايات المتحدة تدين الحوثيين لأنهم أوقفوا سفنًا تحمل أسلحة إلى إسرائيل -وتقصف اليمن بلا رحمة بسبب ذلك. ولكن هل سيدينون إسرائيل لأنها هاجمت سفينة سلمية في مهمة إنسانية إلى غزة؟" يدعو "تحالف أسطول الحرية" وجماعات ناشطة مثل "كودبينك" الحكومات والهيئات الدولية إلى الخروج عن صمتها واتخاذ موقف. لم تكن "الضمير" تحمل أي أسلحة. ولم تكن تشكل أي تهديد. كانت جريمتها الوحيدة أنها تجرأت على تحدي حصار وحشي ومجزرة أدانتهما الأمم المتحدة باعتبارهما غير قانونيين وغير إنسانيين. هذا هو التهديد الحقيقي الذي تخشاه إسرائيل -ليس السفينة بحد ذاتها، وإنما التضامن العالمي الذي تمثّله. فهل سيرتفع صوت العالم ضد أحدث فظائع إسرائيل؟ أمأن هذا الحدث سيُدفن أيضًا بهدوء في أعماق البحر؟ *ميديا بنجامين: الشريكة المؤسسة لحركة "كودبينك: نساء من أجل السلام"، ومؤلفة العديد من الكتب، منها مملكة الظلم: خلف العلاقة الأميركية-السعودية وداخل إيران: التاريخ والسياسة الحقيقية للجمهورية الإسلامية في إيران.

صنع الله إبراهيم.. شرف المثقف
صنع الله إبراهيم.. شرف المثقف

صحيفة الخليج

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

صنع الله إبراهيم.. شرف المثقف

اكتسب رمزيته من قوة نموذجه الإنساني، فهو مبدع كبير من جيل الستينات لا يتلون بتغير العصور، يقول ما يعتقده تحت كل الظروف، كأنه صوت ضمير يأبى على اعتبارات البيع والشراء. هو تلخيص رمزي ل«شرف المثقف». لعله أكثر من يستحق في حياتنا المعاصرة أن يكون تجسيداً حياً لتعريف المثقف عند الفيلسوف الفرنسي جوليان بندا- «المثقف الضمير». لم تؤثر معاناته لخمس سنوات في المعتقل إثر الصدام بين ثورة يوليو وحركة «حدِتو» الماركسية عام (1959) على عمق رؤيته. عندما أدخل المعتقل في الثانية والعشرين من عمره، كان يدرس القانون في كلية الحقوق، ويعمل موظفاً بمكتب ترجمة حتى يواصل تعليمه. رأى بعينيه الوقائع الشائنة لمقتل المفكر اليساري «شهدي عطية الشافعي» تحت الضرب المبرح في معتقل «أبو زعبل» يوم 17 يونيو 1960. لأسباب تتعلق بضعف بنيته الجسدية جرى تنحيته على جنب حتى لا تزهق روحه من أول ضربة. رفض الإدلاء بأقواله أمام سلطات الأمن خشية على حياته، وتحدث بما رأى أمام النيابة العامة بشجاعة. استقرت التجربة في وجدانه بكل آلامها، غير أنها لم تمنعه من أن يرى عمق التحولات في مجتمعه ولا تناقضات المشروع الناصري مع نظامه. عندما انكسرت مصر في 5 يونيو 1967 لم يشمت في آلامها، ولا أخفى ما عاينه بنفسه يوم 9 يونيو إثر إعلان عبدالناصر التنحي من إرادة مقاومة عمّت الشوارع. «كان الظلام ينتشر بسرعة والناس تجري في كل اتجاه وهم يصيحون ويهتفون. ثم أخذوا يشكلون اتجاهاً واحداً إلى مصر الجديدة. وهم يرددون في جنون اسم ناصر. وظهرت بعض الأنوار في المحلات والمنازل ثم دوّت أصوات مدافع فوق رؤوسنا فساد الظلام من جديد». روى ما شهده بعينه، في روايته «1967»، من أحداث ومشاعر انفجار بالبكاء وتشنج وانهيار وخروج بعفوية للشوارع. كان الروائي الشاب في ذلك الوقت مطارداً سياسياً. لم يكن هناك ما يدعوه إلى أن يُضفي على «تمثيلية» مصطنعة طابع الحقيقة المصدقة. إنه شرف المثقف. «لماذا تدافع عمن سجنك لخمس سنوات؟». طارده هذا السؤال عبر السنين والعقود مستغرباً دفاعه بحماس بالغ بأي محفل وفي كل وقت عن عبدالناصر. لم يتراجع يوماً، ولا غيّر أفكاره بيوم آخر، لكنه لم يُتَح له أن يعبّر عن كامل وجهات نظره في الرجل وعصره، حتى كتب روايته «1970». النص الروائي أقرب إلى مناجاة طويلة مع رجل رحل قبل أكثر من نصف قرن، يخاطبه كأنه يسمع، يراجع معه مواطن الخلل في تجربته التي أفضت إلى الانقضاض عليها، ينقده بقسوة أحياناً ويعاتبه أحياناً، ولا يخفي محبته وتماهيه مع عذابه الإنساني في مرضه الأخير. شأن أغلب رواياته فهو يعتنى بالتسجيل والتوثيق، كأنه يرسم بالأخبار والوقائع يوماً بيوم صورة تلك السنة، أزماتها وتحدياتها والأحوال الثقافية والفنية فيها، تكاليف المعيشة والإعلانات المنشورة، وكذلك حرب الاستنزاف وشهداؤها، المقاومة الفلسطينية والانقضاض عليها في «أيلول الأسود». فلسطين حاضرة في أعماله، بصورة مباشرة، أو في خلفية الأحداث. العمل الروائي يكتسب قيمته من فنيته وما ينطوي عليه من فلسفة حياة، لا هو موضوع في التحليل السياسي ولا تأريخ لمرحلة، غير أن التاريخ بصراعاته وتناقضاته مادة ثرية للدراما. في واقعتين مدويتين وجد نفسه طرفاً مباشراً في الصراع حول أي مصر نريد؟ الأولى، عام 2003 عندما رفض جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة. كان المشهد مثيراً، فقد جرى الرفض أثناء الإعلان عن الجائزة. فيما كان يعتقد أن الفائز سوف يلقي كلمة شكر لمانحي الجائزة، أعلن رفضه الحصول عليها مُديناً السلطة التي منحتها. كانت تلك رسالة غضب أقرب إلى «وثيقة أخيرة» قبل إسدال الستار. أسبابه المعلنة كلها سياسية تنطق بما يجيش في عقول وقلوب المصريين. بعض الذين منحوه الجائزة، هنّأوه بالاعتذار عنها. كانت تلك رسالة أخرى عن تصدّع نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. لم يرفض الجائزة لأنها مصرية، بل لأن وجودنا الإنساني في محنة، ووجودنا السياسي كارثة، ووجودنا كوطن وأمة في خطر. في ذلك الوقت ترددت تكهنات أنه قد يعتقل، أو يحدث له مكروه. نقل تلك المخاوف وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني إلى الرئيس، الذي أبلغه أن شيئاً من ذلك لن يحدث. كانت تلك إشارة عن قدر من التعقل السياسي لنظام بدأت قوائمه تهتز من تحته. والثانية، عام 2013 قبل احتجاجات 30 يونيو عندما تصدر مع الروائي الكبير بهاء طاهر اعتصام المثقفين في مبنى وزارة الثقافة. بقوة إلهام الأديبين الكبيرين تدفق على مكان الاعتصام فنانون ومبدعون من جميع الأجيال والاتجاهات الوطنية، طلباً للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. بعده حدث انكفاء المثقفين دون التفات يذكر إلى خطورته على مناعة البلد وقدرته على الإبداع وتجديد قوته الناعمة وبناء تصورات تساعد على تأسيس مشروع ثقافي له طاقة الالتحاق بعصره. عودة الروح إلى الحياة الثقافية، وأدوار المثقفين، ضرورة وجود للبلد في مواجهة تحدياته وأزماته. هنا- بالضبط- معنى وقيمة أن يكون بيننا صنع الله إبراهيم، الذي يستحق عن جدارة تاريخ وإبداع دعوات المصريين والعرب كلهم بالشفاء العاجل من محنته الصحية.

الناس تصنع الألقاب.. لا العكس
الناس تصنع الألقاب.. لا العكس

اليوم السابع

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليوم السابع

الناس تصنع الألقاب.. لا العكس

في عالمٍ تتهادى فيه الأسماء على الأرصفة كالأزياء الموسمية، تلمع ألقاب هنا وتخفت هناك، تتراقص الأوسمة على صدور البعض وتُغرس في سير البعض الآخر كما تُغرس المسامير في نعوش الخشب، يحق لنا أن نسأل: من يصنع المجد حقًا؟ أهي الألقاب، أم أولئك الذين يُلبسونها معنى؟ ليس كل "دكتور" طبيبًا يُداوي، ولا كل "باشا" قائدًا يُهتدى به، ولا كل "فنان" صاحب ريشة أو صوت أو حضور، كثيرون يلبسون الألقاب كما يُلبَس القناع في مسرح الحياة، لكن القليل من البشر هم من يجعلون للألقاب وزنًا، وللكلمات ظلًا، وللمعاني جذورًا لا تذروها رياح الزيف. خذ مثلاً لقب "الزعيم"، كم زعيمًا مرّ علينا في دفاتر التاريخ بالعالم، لكنه ظل حبرًا على ورق، لا يذكره الناس إلا في قوائم الخيبات! بينما رجل كـ"سعد زغلول" لم يكن يحتاج إلى لقب يسبق اسمه، لأن اسمه وحده كان يكفي ليوقظ وطنًا من سباته. الألقاب مثل النقود القديمة: إن لم تُنفق في مواقف تستحقها، فلن تساوي شيئًا، مهما زُيّنت بالذهب، والأسماء مهما علت لا ترتفع إلا حين تعلو بها الأفعال. الناس تصنع المجد حين تقف عارية من كل مسمى، وتواجه الحياة بضمير حيّ، وموقف شجاع، ويد لا ترتجف حين يُطلب منها أن تكتب كلمة حق، أو ترفع ظلمًا، أو تنقذ ما يمكن إنقاذه، هؤلاء الناس هم الذين ينفخون الروح في الألقاب، فيصبح لقب "معلّم" وسامًا، و"أم" تاجًا، و"شهيد" منزلة من منازل الخلود. في مصر حيث التاريخ لا يُكتب، بل يُنقش لم يكن المجد يوماً حكراً على من نال لقباً، المجد كان دومًا حليف من عاش نزيهًا، ومات واقفًا، وترك خلفه فعلاً لا وصفًا، وسيرة لا سيرة ذاتية. وها نحن نعيش في مجتمع يُعطى فيه اللقب قبل الفعل، ويُصفّق فيه للعنوان قبل المحتوى، فاختلط الحابل بالنابل، وصار اللقب غاية لا وسيلة، لكن الحقيقة تبقى رغم كل الضجيج: أن القيمة لا تأتي من كلمة تُقال أمام الاسم، بل من أثر يُقال بعده. ليس كل من يُدعى "الأستاذ" يُعلّم، وليس كل من يُقال له "اللواء" يحمي، ولا كل من يُلقب بـ"الإعلامي" ينير، بعضهم يزيد العتمة، وبعضهم يُضيء الطريق دون لقب، فقط باسمه، فقط بفعله، فقط بصدقه. فلتكن الألقاب زينة، لا ستاراً، دعها تتبع الفعل، لا تسبقه، ولا تنسَ أبدًا: أن المجد لا يسكن فوق الياقات، بل في الأعماق.

فلسطين المحتلة: حماس: هذه المواقف الأخلاقية والمسؤولة تمثل صرخة ضمير حي في وجه جرائم الاحتلال ومجازره المتواصلة بحق أبناء شعبنا
فلسطين المحتلة: حماس: هذه المواقف الأخلاقية والمسؤولة تمثل صرخة ضمير حي في وجه جرائم الاحتلال ومجازره المتواصلة بحق أبناء شعبنا

الميادين

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الميادين

فلسطين المحتلة: حماس: هذه المواقف الأخلاقية والمسؤولة تمثل صرخة ضمير حي في وجه جرائم الاحتلال ومجازره المتواصلة بحق أبناء شعبنا

فلسطين المحتلة: حماس: هذه المواقف الأخلاقية والمسؤولة تمثل صرخة ضمير حي في وجه جرائم الاحتلال ومجازره المتواصلة بحق أبناء شعبنا

​​​​​​​"أسطول الحرية" لـ"فلسطين أون لاين": (إسرائيل) فشلت في قمع رمزية التضامن مع غزة
​​​​​​​"أسطول الحرية" لـ"فلسطين أون لاين": (إسرائيل) فشلت في قمع رمزية التضامن مع غزة

فلسطين أون لاين

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فلسطين أون لاين

​​​​​​​"أسطول الحرية" لـ"فلسطين أون لاين": (إسرائيل) فشلت في قمع رمزية التضامن مع غزة

لندن-غزة/ نبيل سنونو على الرغم من القصف الليلي الذي استهدف سفينة "الضمير" في المياه الدولية، ومحاولات العرقلة المتكررة التي تنفذها (إسرائيل) بحق قوافل كسر الحصار، يؤكد تحالف أسطول الحرية، أن الهجوم الأخير لم ينجح في إغراق رمزية التضامن الدولي مع غزة. ويقول العضو المؤسس في التحالف زاهر بيراوي، لـ "فلسطين أون لاين": إن البحر لم يعد مجرد معبر للغذاء والدواء، بل ساحة نضال رمزية لكسر الحصار، وكسر الصمت. وبرأي بيراوي، وهو رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، فإن أهمية هذه التحركات تكمن في رسائلها السياسية والإعلامية والإنسانية، فهي رسالة تضامن مع غزة، ورفض لتطبيع الحصار، ومحاولة لتحريك الرأي العام الدولي. ويضيف: "نحن لا نستسلم.. بل نُصر على كسر الصمت حتى لو لم نستطع كسر الحصار". ويشير إلى أن المحاولات السابقة لم تغب، حتى وإن لم تنجح في كسر الحصار فعليا. "باستثناء فترة كورونا، لم تتوقف المحاولات"، يقول بيراوي، موضحا أنه في عام 2023 وصلت إحدى السفن إلى مالطا بالفعل قبل اندلاع الحرب على غزة. لكن التجربة البحرية باهظة الثمن، ومحفوفة بالمخاطر، وتُواجه بقمع وعنف إسرائيلي. "كل محاولة تحتاج إلى تخطيط، وتمويل، ومجموعات بشرية وإعلامية"، يوضح، "ومع ذلك، الاحتلال لم ينجح في دفعنا للاستسلام أو التطبيع مع الحصار، وهذه بحد ذاتها إنجازات". ويرى بيراوي أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا غير مسبوق في التضامن الشعبي العالمي مع غزة، خاصة في المجتمعات الغربية: "هناك أحزاب، تحالفات، حملات مقاطعة، أصوات فنية ورياضية... هذا الزخم الشعبي له أثر استراتيجي بدأ يتشكل". ويشدد على ضرورة تكرار المحاولات وعدم التراجع: "إذا لم نكسر الحصار فعليا، فعلينا على الأقل أن نكسر الصمت الدولي، ونبقي على رمزية المقاومة، ونرفض تطبيع الظلم والحصار". استهداف "الضمير" وعن تفاصيل استهداف السفينة "الضمير"، في الثاني من الشهر الجاري، يوضح أنه في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، وبينما كانت السفينة تبحر في المياه الدولية على بعد 14 ميلاً بحريا من السواحل المالطية، تعرضت لهجوم مباشر من طائرة مسيرة إسرائيلية، أطلقت ضربتين متتاليتين تسببتا في اشتعال النيران وحدوث خرق في أحد جوانب السفينة. على متن السفينة كان يتواجد 18 شخصا، من المتضامنين الدوليين والفريق الفني والكابتن ومساعديه، أصيب بعضهم بحالات اختناق جراء الحريق، لكن لم تسجل أي إصابات خطيرة أو ضحايا، وفق بيراوي. وبحسب بيراوي، فإنه رغم خطورة الوضع، تمكنت سفينة إغاثة قبرصية من الوصول إلى موقع الحادث لكنها لم تستطع السيطرة على الحريق أو معالجة الخلل الفني. ولاحقا، وصلت سفينة من مالطا استجابت للنداء وتمكنت من إخماد الحريق، والتأكد من أن السفينة لا تواجه خطر الغرق، وأن جميع من كانوا على متنها بخير. ويتابع: السفينة لا تزال متوقفة حتى هذه اللحظة في المياه الدولية قبالة السواحل المالطية، بعدما تسبب الهجوم في تعطيل أحد المحركات وخرق هيكلها، واصفا الأضرار بأنها جسيمة، لكن السفينة ستبقى "شاهدا حيا على جريمة إسرائيلية موثقة في قلب البحر المفتوح". وعقب الحادث، يفيد بأن مفاوضات بدأت مع الحكومة المالطية تم خلالها الاتفاق على فتح تحقيق مشترك بشأن طبيعة الهجوم ونوع السلاح المستخدم. كما وافقت السلطات المالطية على السماح للمتضامنين بالسفر من مالطا إلى بلدانهم، مع وعد بالسماح بتحريك السفينة إلى الوجهة التي يحددها تحالف أسطول الحرية، سواء بهدف الإصلاح أو الاستمرار في مهمتها، بحسب ما يتفق عليه. والثلاثاء، قالت حكومة مالطا إنها ستجري إصلاحات في المياه الدولية على متن سفينة المساعدات الإنسانية "الضمير". وأفادت بأن خبير مسح فحص السفينة ووجد أنها بحاجة إلى إصلاحات طفيفة للإبحار إلى وجهتها التالية. ويؤكد بيراوي أن هذه السفينة جزء من أسطول من ثلاث سفن يملكها التحالف، تسير بشكل متتابع وليس متزامن، في إطار خطة تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، ولو رمزيا. ويعد أن النجاح الحقيقي لهذه المبادرات لا يقاس بوصول السفن إلى غزة بقدر ما يقاس بقدرتها على تعرية الاحتلال وفضح ممارساته. ويقول: "دولة الاحتلال لم تسمح لأي سفينة بالوصول إلى غزة منذ 2010، لكننا ندرك أن الوصول يبقى هدفا، حتى لو لم يتحقق فعليا". ويوضح أن السفينة كانت تحمل على متنها نحو ثمانية أطنان من المساعدات، أغلبها طبية وغير قابلة للتلف، تحسبًا لاحتمال ضئيل للوصول. وفي تقييمه للواقع العربي، لا يُخفي بيراوي خيبة الأمل: "للأسف، الأمة العربية والإسلامية على المستوى الرسمي خرجت من خانة الخذلان إلى خانة التواطؤ". ويضيف أن الشعوب ما زالت تحاول، لكنها تواجه قمعا من أنظمتها: "في بعض الدول، تستخدم الأجهزة الأمنية لمنع أي تضامن مع غزة، حتى لا تنزعج أمريكا أو (إسرائيل)". يذكر أن (إسرائيل) هددت مرارا باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة، وسبق أن هاجمت في 2010 سفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية في سواحل فلسطين، مما أسفر وقتها عن استشهاد 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين. وبدعم أميركي ترتكب (إسرائيل)، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store