#أحدث الأخبار مع #العجيبالشروق٠١-٠٣-٢٠٢٥سياسةالشروقاستيقظوا فقد حلّ نور الصّباحيبدو أنّ التّاريخ فعلا لا يُجامل أحدا، و أنّ الأيّام كواشف و أنّ الجميع ،عبادا و أمما و دولا، مدينون لتاريخهم و أفعالهم، و صدق رسول الرّحمة و الإنسانية صلى الله عليه وسلم حين قال'… و افعل ما شئت فإنّك مَجزيّ به'. ضاقت الأرض بما رحبت على سلطات الفرنسيس، و وجدوا أنفسهم أصغر بكثير ممّا أوهموا أنفسهم به من علو و استكبار فقد طلعت الشّمس و لا حاجة لضوء القنديل. هيجان إعلام فرنسا الإستعماري الروح و اليمينيّ التّوجه السّياسي كشف عن سوءته مرة أخرى هذه الأيّام برائحة نتنة ووجه قبيح، و كلّما حاولنا أن نتناسى و نقلب صفحتهم سارعوا من جديد للعودة إلى قذارتهم، و أزاحوا النّقاب عن عُقدتهم من الجزائر و الجزائريين الذين كسروا شوكتهم و كشفوا كيدهم كما دحروا عدوانهم من قبل. العجيب أنّ فرنسا هذه ما زالت تعتقد أنّ علاقتها بالجزائر خاصة تكون من مشمولات وزارة داخليتها، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أنّها ما زالت تعيش عقلية ما قبل 1962. إعتدت فرنسا على بلادنا سنة 1830 مُستغِلّة ضعفا ظرفيا كانت تمر به الجزائر حينها، و برّرت عدوانها بكذبة كبرى حينها مفادها نقل الحضارة إلى شعب همجي. و دون أن أُذكِّر بما أكّده المؤرخون عن نسبة المتعلّمين الجزائريين حينها و نسبة الأمّية في فرنسا، و دون العودة إلى الإحصائيّات المؤكّدة على نسبة المتمدرسين في الجزائر بعد 132 سنة من الإستعمار، و نسبة الأثرياء، و نسبة امتلاك الأراضي الخصبة بين الجزائريين و المحتل، دون العودة إلى كل ذلك أريد فقط أن أنبّه إلى حقيقة لا تريد فرنسا و لا عُشّاقها القدامى و المحدثون سماعه و لا جعْله موضوع نقاش سياسي وعلمي و إعلامي، و من ذلك مثلا: – طبيعي جدا أن يكون السارق ضد شريعة قطع اليد – و أن يكون الزّاني المُعتدي على الحرمات و الأعراض ضدّ الجَلد و الرّجم – و أن يكون المُخنّث و دُعاة المثلية و عديمو الرّجولة من قوم لوط ضدّ التّغييب و العزل و التّشريد – و أن يكون عدو الحق و العدل قاتلا همجيّا مُستكبرا إذا امتلك القوة و وسيلة البطش، و عبدا ذليلا إذا فقدها – و أن يكون المُفسِد في الأرض ضد عقوبة الإجتثاث من المجتمع بصورة مؤبّدة أو مُؤقّتة. إذن، طبيعي جدا أن تكون فرنسا اليمينيّة 'كالإستعمارية المُتحضِّرة' ضدّ الحق و العدل و الحرية صديقة و مُحِبّة لعُبّاد الهوى و مُمارِسي العدوان و الإحتلال و الإغتصاب و الفساد و الإستكبار. إنّ الذي تعيشه فرنسا اليوم من مشكلات إجتماعية و ثقافية و سياسية و اقتصادية داخلية، و فُقدان وزن على المستوى الدّولي هو نتيجة طبيعية لتاريخها و حصاد منطقي لتصرّفاتها اللاأخلاقية بنهب ثروات الآخرين المادّية و غير المادّية. يجب أن يعلم الفرنسيس أنّ الجزائر بلد سيّد مستقل حرّره أبناؤه بالنّفس و الدّم، و أنّ هذه الجزائر دائنة لفرنسا على كل المستويات الإقتصادية و الثّقافية و الإنسانية و الإجتماعية و أنّ عليها ردَّ دَيْنها عاجلا أو آجلا، و أنّ هروبها من التزاماتها التّاريخية بالتّهريج و التّهييج و التّحريض لن يُجدي نفعا و لن يخلي ذمّتها اليوم و لا غدا. يجب أن تعلم فرنسا الرّسمية أنّ ديونها قِبَل الجزائر ثقيلة جدّا و أنّها مُلزَمة بدفعها ابتداء من احترام الإنسان الجزائري باعتباره دائنا سواء أكان عاملا في الأشغال العمومية أو إطارا أو باحثا أو أستاذا أو طبيبا أو مهندسا، و أنّ تعليمه أو تعلُّمه في فرنسا ليس مِنّة من هذا البلد المدين. و إذا كانت فرنسا الإستعمارية قد قتلت الجزائري و نهبت ثرواته و احتلّت أرضه و استغلّت أراضيه الفلاحية فإنّه من واجبها اليوم أن تُرجع ما عليها من ديون لهذا الجزائري الذي برهن على تجذّر قيم الحرية عنده و أنّ الحقّ عنده مرتبط بالعدل، خلافا للفرنسي الذي يعتقد أنّ مصالحه مُرتبطة بالقوة، و هو الفارق الحضاري بين الجزائر و فرنسا. درستُ و درّست القانون الدّولي، و عملت دبلوماسيا لمدّة طويلة و خاصّة مع الإتحاد الأوروبي، و أعلم يقينا أنّ العالم اليوم يعتمد دبلوماسية (صفر عداوة) وهو خيار حكيم و ضروري، غير أنّ اعتماد هذا المبدأ مرتبط بقاعدة المُعاملة بالمِثل. إنّك لا تستطيع أن تتعامل مع دولة ما زالت حبيسة تاريخها الاستعماري، سجينة لسياسة تيّار عنصري عدو للحرّية و الحياة و الإنسانية، و ما لم تتحرّر فرنسا من تاريخها الاستعماري و من ضغط و تعليمات اليمين المتطرّف عندها فإنّه لا حاجة للجزائر بها، و أنّ ذلك لا يُعفِي فرنسا من مديونيّتها اتّجاه الجزائر الحرّة المُستقلة و السّيدة. إنّنا نعيش تغييرات جذرية على مستوى العلاقات الدولية و تغييرات كبرى في توازنات القوى الإقتصادية و المعرفية و الأمنية، و فرنسا في عالم اليوم ليست فاعلة بالدّرجة التي تعتقد معها أنّها قادرة على التّأثير كما كانت تفعل في بداية القرن العشرين لأنّ بعض السّاسة من صُنّاع القرار و المُؤثّرين فيها ما زالوا يعتقدون ما يعتقده (مدّاح السّوق) الذي يظنّ أنّ جميع من في السوق يسمعه و يتأثّر بما يقول بمجرد الصّياح فيه. استيقظوا يرحمكم الله فقد زال الظّلام و حلّ نور الصباح.
الشروق٠١-٠٣-٢٠٢٥سياسةالشروقاستيقظوا فقد حلّ نور الصّباحيبدو أنّ التّاريخ فعلا لا يُجامل أحدا، و أنّ الأيّام كواشف و أنّ الجميع ،عبادا و أمما و دولا، مدينون لتاريخهم و أفعالهم، و صدق رسول الرّحمة و الإنسانية صلى الله عليه وسلم حين قال'… و افعل ما شئت فإنّك مَجزيّ به'. ضاقت الأرض بما رحبت على سلطات الفرنسيس، و وجدوا أنفسهم أصغر بكثير ممّا أوهموا أنفسهم به من علو و استكبار فقد طلعت الشّمس و لا حاجة لضوء القنديل. هيجان إعلام فرنسا الإستعماري الروح و اليمينيّ التّوجه السّياسي كشف عن سوءته مرة أخرى هذه الأيّام برائحة نتنة ووجه قبيح، و كلّما حاولنا أن نتناسى و نقلب صفحتهم سارعوا من جديد للعودة إلى قذارتهم، و أزاحوا النّقاب عن عُقدتهم من الجزائر و الجزائريين الذين كسروا شوكتهم و كشفوا كيدهم كما دحروا عدوانهم من قبل. العجيب أنّ فرنسا هذه ما زالت تعتقد أنّ علاقتها بالجزائر خاصة تكون من مشمولات وزارة داخليتها، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أنّها ما زالت تعيش عقلية ما قبل 1962. إعتدت فرنسا على بلادنا سنة 1830 مُستغِلّة ضعفا ظرفيا كانت تمر به الجزائر حينها، و برّرت عدوانها بكذبة كبرى حينها مفادها نقل الحضارة إلى شعب همجي. و دون أن أُذكِّر بما أكّده المؤرخون عن نسبة المتعلّمين الجزائريين حينها و نسبة الأمّية في فرنسا، و دون العودة إلى الإحصائيّات المؤكّدة على نسبة المتمدرسين في الجزائر بعد 132 سنة من الإستعمار، و نسبة الأثرياء، و نسبة امتلاك الأراضي الخصبة بين الجزائريين و المحتل، دون العودة إلى كل ذلك أريد فقط أن أنبّه إلى حقيقة لا تريد فرنسا و لا عُشّاقها القدامى و المحدثون سماعه و لا جعْله موضوع نقاش سياسي وعلمي و إعلامي، و من ذلك مثلا: – طبيعي جدا أن يكون السارق ضد شريعة قطع اليد – و أن يكون الزّاني المُعتدي على الحرمات و الأعراض ضدّ الجَلد و الرّجم – و أن يكون المُخنّث و دُعاة المثلية و عديمو الرّجولة من قوم لوط ضدّ التّغييب و العزل و التّشريد – و أن يكون عدو الحق و العدل قاتلا همجيّا مُستكبرا إذا امتلك القوة و وسيلة البطش، و عبدا ذليلا إذا فقدها – و أن يكون المُفسِد في الأرض ضد عقوبة الإجتثاث من المجتمع بصورة مؤبّدة أو مُؤقّتة. إذن، طبيعي جدا أن تكون فرنسا اليمينيّة 'كالإستعمارية المُتحضِّرة' ضدّ الحق و العدل و الحرية صديقة و مُحِبّة لعُبّاد الهوى و مُمارِسي العدوان و الإحتلال و الإغتصاب و الفساد و الإستكبار. إنّ الذي تعيشه فرنسا اليوم من مشكلات إجتماعية و ثقافية و سياسية و اقتصادية داخلية، و فُقدان وزن على المستوى الدّولي هو نتيجة طبيعية لتاريخها و حصاد منطقي لتصرّفاتها اللاأخلاقية بنهب ثروات الآخرين المادّية و غير المادّية. يجب أن يعلم الفرنسيس أنّ الجزائر بلد سيّد مستقل حرّره أبناؤه بالنّفس و الدّم، و أنّ هذه الجزائر دائنة لفرنسا على كل المستويات الإقتصادية و الثّقافية و الإنسانية و الإجتماعية و أنّ عليها ردَّ دَيْنها عاجلا أو آجلا، و أنّ هروبها من التزاماتها التّاريخية بالتّهريج و التّهييج و التّحريض لن يُجدي نفعا و لن يخلي ذمّتها اليوم و لا غدا. يجب أن تعلم فرنسا الرّسمية أنّ ديونها قِبَل الجزائر ثقيلة جدّا و أنّها مُلزَمة بدفعها ابتداء من احترام الإنسان الجزائري باعتباره دائنا سواء أكان عاملا في الأشغال العمومية أو إطارا أو باحثا أو أستاذا أو طبيبا أو مهندسا، و أنّ تعليمه أو تعلُّمه في فرنسا ليس مِنّة من هذا البلد المدين. و إذا كانت فرنسا الإستعمارية قد قتلت الجزائري و نهبت ثرواته و احتلّت أرضه و استغلّت أراضيه الفلاحية فإنّه من واجبها اليوم أن تُرجع ما عليها من ديون لهذا الجزائري الذي برهن على تجذّر قيم الحرية عنده و أنّ الحقّ عنده مرتبط بالعدل، خلافا للفرنسي الذي يعتقد أنّ مصالحه مُرتبطة بالقوة، و هو الفارق الحضاري بين الجزائر و فرنسا. درستُ و درّست القانون الدّولي، و عملت دبلوماسيا لمدّة طويلة و خاصّة مع الإتحاد الأوروبي، و أعلم يقينا أنّ العالم اليوم يعتمد دبلوماسية (صفر عداوة) وهو خيار حكيم و ضروري، غير أنّ اعتماد هذا المبدأ مرتبط بقاعدة المُعاملة بالمِثل. إنّك لا تستطيع أن تتعامل مع دولة ما زالت حبيسة تاريخها الاستعماري، سجينة لسياسة تيّار عنصري عدو للحرّية و الحياة و الإنسانية، و ما لم تتحرّر فرنسا من تاريخها الاستعماري و من ضغط و تعليمات اليمين المتطرّف عندها فإنّه لا حاجة للجزائر بها، و أنّ ذلك لا يُعفِي فرنسا من مديونيّتها اتّجاه الجزائر الحرّة المُستقلة و السّيدة. إنّنا نعيش تغييرات جذرية على مستوى العلاقات الدولية و تغييرات كبرى في توازنات القوى الإقتصادية و المعرفية و الأمنية، و فرنسا في عالم اليوم ليست فاعلة بالدّرجة التي تعتقد معها أنّها قادرة على التّأثير كما كانت تفعل في بداية القرن العشرين لأنّ بعض السّاسة من صُنّاع القرار و المُؤثّرين فيها ما زالوا يعتقدون ما يعتقده (مدّاح السّوق) الذي يظنّ أنّ جميع من في السوق يسمعه و يتأثّر بما يقول بمجرد الصّياح فيه. استيقظوا يرحمكم الله فقد زال الظّلام و حلّ نور الصباح.