أحدث الأخبار مع #العصرالذهبي،


كويت نيوز
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- كويت نيوز
البيت الأبيض: ترمب يتطلع لزيارة السعودية وقطر والإمارات
أكد البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب يتطلع لزيارة السعودية وقطر والإمارات ، مشيرا إلى أن زيارته تعكس دخول الولايات المتحدة في ما وصفه بـ'العصر الذهبي'، لافتا إلى أن هذه المرحلة الجديدة تأتي نتيجة السياسات الاقتصادية والأمنية التي تنتهجها الإدارة الحالية. وفي سياق متصل، أعلنت إدارة ترمب عن تقديم حافز جديد للمهاجرين غير النظاميين لمغادرة البلاد طواعية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لإصلاح نظام الهجرة وتشديد الرقابة على الحدود. على الصعيد الاقتصادي، أوضح البيت الأبيض أن محادثات جمركية مع الصين كانت قد انطلقت منذ مدة لا تزال مستمرة، ومن المقرر أن تُستأنف نهاية هذا الأسبوع، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات تخفف من حدة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. وفيما يتعلق بالقضايا الدولية، أشار البيان إلى أن الرئيس ترمب يولي اهتمامًا خاصًا بالعلاقات بين الهند وباكستان، معربًا عن رغبته في رؤية خفض للتصعيد بين البلدين وتجنب أي مواجهات قد تهدد الاستقرار الإقليمي.

الدستور
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- الدستور
الذكاء الاصطناعي واللغة العربية
الذكاء الاصطناعي اليوم يمثل ثورة غير مسبوقة في العديد من المجالات، إلا أن اللغة العربية تظل واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه تطور هذه التقنية. تمتاز اللغة العربية بتعقيدها وتنوعها، حيث تتضمن نظامًا نحويًا دقيقًا، وأساليب تعبير متعددة، ولهجات إقليمية متنوعة. هذا التحدي يجعل من تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تتعامل بكفاءة مع اللغة العربية مهمة تحتاج الى جهد واستثمار، لكنها تحمل إمكانات هائلة لتعزيز الفهم والإبداع. واحدة من التحديات الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي هي قدرة الأنظمة على فهم النصوص العربية بشكل دقيق. اللغة العربية تعتمد على نظام إعرابي معقد، حيث يمكن للكلمة وتراكيبها أن تتغير معانيها بناءً على موقعها في الجملة، حيث ان كلمة واحدة قد تحمل معاني متعددة تختلف حسب السياق. مثل هذا التحدي يتطلب تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات التي تغطي مختلف أشكال الاستخدام اللغوي، من الفصحى إلى اللهجات العامية. اصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على الإبداع باللغة العربية. الإبداع هنا لا يقتصر على إنشاء نصوص بلاغية أو شعرية تقليدية، بل يمتد إلى تقديم حلول تقنية جديدة تسهم في تحسين حياة المتحدثين بالعربية. تخيل أنظمة قادرة على كتابة قصائد مستوحاة من شعراء العصر الذهبي، أو تقديم نصوص أدبية تساهم في إحياء التراث الثقافي العربي. هذا النوع من الإبداع اصبح واقعا واصبح الذكاء الاصطناعي يفهم روح اللغة وجمالياتها. على الجانب الآخر، تمثل اللهجات العربية تحديًا. كل منطقة لديها لهجة محلية تحمل مفردات وتراكيب خاصة قد تكون غريبة على اللهجات الأخرى. الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى التكيف مع هذا التنوع لتقديم خدمات ملائمة للجميع. مثلاً، أنظمة الترجمة الفورية أو المساعدات الصوتية يجب أن تفهم وتستجيب بفعالية للهجات المختلفة لتكون ذات قيمة حقيقية. في مجال التعليم، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا حاسمًا في تطوير أدوات تعليمية تفاعلية باللغة العربية. من خلال تقنيات التعلم الآلي، يمكن تصميم برامج تعليمية تتكيف مع مستوى كل متعلم وتساعده على تحسين مهاراته اللغوية. هذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على تمكين الأجيال القادمة من استخدام اللغة العربية بثقة وكفاءة في مختلف المجالات. يعد استثمار الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية فرصة لا تُقدر بثمن يجب على العالم العربي اغتنامها. إن دمج الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية بكل تفاصيلها وموروثها الثقافي والأدبي يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الحقيقي. هذا الاستثمار لا يعني فقط تطوير تقنيات تفهم اللغة بشكل أفضل، بل يتجاوز ذلك إلى تصميم أنظمة تتيح للغة العربية أن تكون أداة للتأثير والإبداع في العالم الرقمي. تخيلوا تطبيقات تكنولوجية تُعزز جماليات الشعر العربي، أو منصات تعليمية تُسهم في نشر اللغة العربية عالميًا بطريقة حديثة ومبتكرة. إننا أمام فرصة لجعل اللغة العربية في طليعة اللغات التي تقود المستقبل الرقمي، ولإعادة تقديمها للعالم كرمز للثقافة والتنوع والإبداع. ولكن مع كل هذه الإمكانات، يجب أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإنسان. تطوير هذه التقنيات يجب أن يتم بالتعاون مع الخبراء اللغويين والمثقفين العرب لضمان احترام خصوصية اللغة العربية والحفاظ على هويتها الثقافية. بدون هذا التوازن، قد نخسر جزءًا كبيرًا من جوهر اللغة في خضم السباق نحو الابتكار. اخيرا، الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة غير مسبوقة لدعم اللغة العربية وتعزيز مكانتها عالميًا. لكنه يتطلب رؤية استراتيجية تجمع بين التكنولوجيا واللغة، وتسعى إلى تحقيق التوازن بين الفهم والإبداع. من خلال الاستثمار في هذا المجال، يمكن أن تصبح اللغة العربية ليست فقط قادرة على التفاعل مع العالم الرقمي، بل أيضًا قائدة للإبداع والابتكار في عصر الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم.


النهار
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
"قهقهة فوق النيل"... في نقد كلاسيكيات الكوميديا السينمائية المصرية
صدر في كانون الثاني/ يناير الماضي كتاب "قهقهة فوق النيل" للناقد والأكاديمي وليد الخشاب عن "دار المرايا للثقافة والفنون" في القاهرة. في دراسته الجديدة، يواصل الخشاب تأصيله وتطبيقه لفرعين من الدراسات الثقافية والسينمائية في العالم العربي عموماً، وفي مصر على وجه الخصوص: دراسات الاقتباس ودراسات فن الكوميديا في مجال الإنتاج السينمائي. يستدعي عنوان الكتاب "قهقهة فوق النيل" مشاهد كوميدية ناقدة لأزمات المجتمع الناصري في الفيلم الشهير "ثرثرة فوق النيل"(1971) من إخراج حسين كمال، المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ بالعنوان نفسه. لكن الأفلام التي يتعرض لها الكتاب بالتحليل هي كلاسيكيات من الكوميديا السينمائية في العصر الذهبي، من الأربعينات إلى الستينات المصرية، ولا شك في انتمائها الصريح إلى عالم الفكاهة. ولا يدعي أي من تلك الأفلام أنه يقدم نقداً فكرياً أو اجتماعياً أو فلسفياً للمجتمع المصري في تلك الفترة من تاريخ التحرر الوطني. يعتبر كتاب "قهقهة فوق النيل" امتداداً لمشروع الباحث والأكاديمي الخشاب الذي بدأ بدراسة الكوميديا السينمائية في كتابه السابق المعنون: "مهندس البهجة: فؤاد المهندس ولاوعي السينما" الصادر عام 2022 عن "دار المرايا" أيضاً. وكأن الفصل الأخير في كتاب "مهندس البهجة" والمخصص للاقتباس، لاسيما بالذات في فيلم "فيفا زلاطا" من بطولة فؤاد المهندس، قد تحول مع كتاب "قهقهة فوق النيل" إلى دراسة كاملة شاملة عن ظاهرة الاقتباس في الكوميديات المصرية الكلاسيكية، المحببة إلى الملايين من الناطقين بالعربية، من أفلام "غزل البنات" و"أبو حلموس" إلى "إسماعيل يس في الطيران" إلى "الزوجة السابعة" إلى "عروس النيل" إلى "آه من حواء". يتكون الكتاب من أربعة فصول: واحد لأفلام الأربعينات، واحد للخمسينات، واثنين لأفلام الستينات: واحد لأفلام ما قبل حرب حزيران/يونيو 1967 وواحد لما بعد الهزيمة. ربما يتساءل القارئ لماذا يستلهم الخشاب في كتابه عنوان فيلم "ثرثرة فوق النيل" والرواية التي كتبها نجيب محفوظ بالعنوان نفسه. يشرح الباحث في مقدمة الكتاب، أن استخدام عنوان "قهقهة فوق النيل" كمعارضة لعنوان رواية محفوظ وفيلم حسين كمال المقتبس عنها، يرتكز إلى كون الفكاهة في كتاب الخشاب وفي فيلم حسين كمال على السواء، تمتزج بالسخرية ولا تنفصل عن النقد الاجتماعي/الثقافي والنقد السياسي. لكن باستثناء مناقشة المؤلف هذه القضية في المقدمة، لا تبدو الأعمال التي يحللها الخشاب في مختلف فصول كتابه على صلة وثيقة بالذائقة الفنية التي يمثلها فيلم "ثرثرة فوق النيل". فجميع الأفلام التي يناقشها كتاب "قهقهة فوق النيل" تنتمي من دون لبس إلى عالم الكوميديا التجارية النظيفة التي يطلق عليها في أميركا الكوميديا العائلية أو الكوميديا المناسبة للأسرة، بمعنى أنها كوميديات لا تتطرق إلى فحش في اللفظ أو عري للجسد أو مواضيع صادمة اجتماعياً. وهي كوميديات لا تتعرض للسياسة بشكل مباشر، على عكس المشاهد الساخرة، أو المصبوغة بالفكاهة السوداوية، في فيلم "ثرثرة فوق النيل". لكن لا يمنع هذا أن كتاب الخشاب الجديد يحذو حذو الكتاب السابق الذي يمثل دراسة ثقافية نقدية متكاملة عن فن فؤاد المهندس السينمائي وتفاعل أفلامه مع سياقها التاريخي والاجتماعي في ستينات القرن العشرين وسبعيناته في مرحلة التحرر الوطني. في الكتابين تناول جاد لأفلام كوميدية، يكشف عن تفاعل الفكاهة مع قضايا اجتماعية ملحة تطرأ بفضل التحديث المجتمعي بعد رحيل الاستعمار وقيام الدولة الوطنية. وفي الكتاب الأحدث "قهقهة فوق النيل"، تركيز أكبر على قضية اقتباس الكوميديا في السينما المصرية. بل أن مجمل الكتاب ينصب تحديداً على تحليل العلاقة بين أفلام أميركية وفرنسية محددة وأفلام مصرية اقتبست عن الأصول الغربية، ويتابع الكتاب تحويل الأفلام الغربية إلى أفلام تبدو منغمسة في الواقع المصري والعربي، ليرصد التغييرات النفسية والاجتماعية في الشخصيات والأحداث التي تتم على الفيلم المقتبس، كما يرصد عملية التمصير اللغوية والثقافية والتاريخية التي يتعرض لها الفيلم الغربي ليتحول إلى فيلم عربي. يجد القارئ متعة في تحليل الخشاب كيفية انتقال فيلم فرنسي أو أميركي إلى الشاشة المصرية من دون أن يبدو الاقتباس ركيكاً. ومن المدهش أن الباحث يرصد تواتر ظاهرة فنية/ ثقافية في تاريخ اقتباس السينما المصرية للكوميديات الهوليوودية، وهي أن الفيلم الأميركي التجاري الخفيف كثيراً ما يتحول إلى فيلم يناقش قضايا سياسية ويتفاعل مع تحديات التحديث في المجتمع المصري، مثلما حدث عندما تحولت الكوميديا الرومنسية الأميركية "عروس البحر" إلى الفيلم المصري الشهير "عروس النيل". فـ"عروس البحر" مجرد حكاية خفيفة عابثة عن رجل مغرم بالنساء يقع في غرام جنية البحر، ويمضي الفيلم كله في محاولة إخفاء علاقته بتلك المخلوقة الخيالية. لكن يظل الفيلم مجرد كوميديا خفيفة من نوع "الفودفيل" عن خيانة زوجية، بينما الفيلم المصري "عروس النيل" أكثر أخلاقية واحتراماً لتقاليد المجتمع المصري آنذاك، وهو يركز على مطاردة عروس النيل -القادمة من عصر الفراعنة- المهندس الشاب بطل الفيلم. يرفض الشاب الاستجابة لغزل عروس النيل احتراماً لخطيبته -فهو مرتبط بخطيبة وليس بزوجة كما في الفيلم الأميركي- إلى أن يفسخ خطبته ليتفرغ لعروس النيل، عندما يوقن أنه واقع في حبها. لكن الفيلم المصري يضيف إلى تلك التعديلات الثقافية خطاباً سياسياً قومياً غير مباشر، عندما تتحول العلاقة الناشئة بين عروس النيل والمهندس الشاب إلى مناسبة لزيارة كل معالم العزة المصرية التحررية من مصانع حديثة ومؤسسات عصرية ومن مواقع أثرية تبعث على الفخر وتذكر المشاهد بمجد تليد. يتميز كتاب "قهقهة فوق النيل" بتقديم تحليلات لأفلام غير مشهورة يندهش حتى المتابع الوفي لكلاسيكيات الكوميديا المصرية من علاقتها بالتاريخ الفني والتاريخ الاجتماعي السياسي لمصر في مرحلتي ما قبل التحرر الوطني وما بعده، بالإضافة إلى تحليلات مدهشة في جدتها لأفلام كنا نتصورها مجرد أوعية للتسلية الخالصة مثل إسماعيل يس في الأسطول وفي الطيران وعفريتة إسماعيل ياسين، وهي دهشة لا تقتصر على اكتشاف المؤلف أن لكل هذه الأفلام أصولاً أميركية. لكن المؤلف يصاحبنا في اكتشاف فيلم كوميدي من اقتباس يوسف وهبي وإخراجه وبطولته بعنوان "عريس من إسطنبول". اشتهر يوسف وهبي كمخرج سينمائي بتقديم الأفلام المأسوية التي تنتمي إلى النوع الفني المعروف بالميلودراما، المعتمد على الإفراط في الانفعالات الحزينة والمواقف المأسوية من اضطهاد البطلة أو تعذيبها نفسياً، بل وبدنياً، وتعرض البطل لنوائب القدر من يتم وفقر وغربة. لكن الكتاب يكشف عن تحفة سينمائية كوميدية كتبها يوسف وهبي وأخرجها وقام ببطولتها عام 1941 وهو فيلم مقتبس عن مسرحية "لعبة الحب والصدفة" الكاتب الكوميدي الفرنسي الشهير ماريفو. ووفقاً للكتاب تمكنت الكوميديا السينمائية المصرية من التعرض لقضايا حساسة، وإن لم تكن صادمة، باحتمائها خلف قصص مقتبسة عن الغرب. هكذا تنتقد الكوميديا تعدد الزوجات في "الزوجة رقم 13" والإفراط في الإنجاب في "إمبراطورية ميم"، على سبيل المثال. وربما كانت الرقابة أكثر تساهلاً مع الكوميديا، لأنها فن لا يؤخذ على محمل الجد. لكن المؤكد في رأي الخشاب، أن كل عملية اقتباس كانت تحمل فكرة التنوير والتحديث ولو بشكل غير مقصود من صناع الفيلم.