logo
#

أحدث الأخبار مع #العضلات

تمارين المقاومة الثقيلة تُبطئ آثار الشيخوخة.. دراسة حديثة
تمارين المقاومة الثقيلة تُبطئ آثار الشيخوخة.. دراسة حديثة

الرجل

timeمنذ 7 أيام

  • صحة
  • الرجل

تمارين المقاومة الثقيلة تُبطئ آثار الشيخوخة.. دراسة حديثة

كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle، أن رفع الأوزان الثقيلة قد يكون واحدًا من أكثر الوسائل فعالية للحفاظ على اللياقة والقوة الجسدية مع التقدم في العمر، لا سيّما لمن تجاوزوا سن الخمسين. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن كبار السن يجب أن يتجنبوا التمارين الشاقة، يؤكد الباحثون أن التدريب بأوزان تعادل 80 إلى 90% من الحد الأقصى للتكرار الواحد يُحقّق فوائد صحية ملموسة. فوائد تتجاوز العضلات أوضح الباحثون أن هذا النوع من التمارين يعزّز القوة العضلية، ويساعد على تحسين سرعة ردّ الفعل، والتوازن، والتنسيق العصبي العضلي، مما يقلّل من خطر السقوط والإصابات لدى كبار السن. وتشير الدراسة إلى أن التمارين بأوزان ثقيلة تحفّز الجهاز العصبي على التكيّف بشكل أسرع، مما ينعكس على الأداء الحركي العام. ورغم أن الإرشادات الحالية توصي كبار السن برفع أوزان خفيفة إلى متوسطة (60–70% من الحد الأقصى) بتكرارات تتراوح بين 10 إلى 15 مرة، يرى الباحثون أن هذه البرامج لا تحقق نفس الفعالية في تعزيز القوة، مقارنة برفع أوزان أثقل بعدد تكرارات أقل (3–5 تكرارات لكل مجموعة). وقاية من الهشاشة والآلام المزمنة أشارت مراجعات بحثية سابقة إلى أن تمارين المقاومة الثقيلة لا تحافظ فقط على الكتلة العضلية، بل تسهم أيضًا في تقوية العظام، والحد من أعراض آلام الظهر، والتعامل مع حالات مثل الألم العضلي الليفي. وتُعد عضلات الساقين الأكثر تأثرًا مع التقدم في العمر، ما يجعل التركيز على الأطراف السفلية أمرًا بالغ الأهمية. وأوصى فريق الدراسة بضرورة إدماج تمارين الأوزان الثقيلة ضمن برامج الرعاية الصحية لكبار السن، لا سيّما للجزء السفلي من الجسم. وأكدوا أن هذه الممارسة الآمنة عند تطبيقها بشكل صحيح، قد تُحدث تحولًا نوعيًا في الحفاظ على الاستقلالية البدنية وجودة الحياة في المراحل المتقدمة من العمر.

قلة الحركة ذات خطرٍ مماثل للتدخين على صحتكِ.. لهذه الأسباب
قلة الحركة ذات خطرٍ مماثل للتدخين على صحتكِ.. لهذه الأسباب

مجلة هي

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • مجلة هي

قلة الحركة ذات خطرٍ مماثل للتدخين على صحتكِ.. لهذه الأسباب

يومًا بعد يوم، يتكشف لنا أكثر فأكثر، أن الحركة هي مفتاح الحياة؛ كما ثبتَ بما لا يقطع الشك، أن العضلات هي مفتاح العمر الطويل. ويتقاطع الإثنان بشكلٍ كبير، فتحريك العضلات من خلال الحركة المنتظمة، يُسهم بالتأكيد في تقوية العضلات وتحسين الصحة، وبالتالي إطالة معدل الحياة. وعندما ننظر إلى العقود الماضية، نجد أن آباءنا وأجدادنا ومن سبقهم، كانوا يعيشون لأعوامٍ طويلة بسبب الحركة الدائمة. فقديمًا، كان الناس ينامون باكرًا ويستيقظون قبل بزوغ الشمس؛ يتناولون فطورهم الصحي في المنزل والذي يُعدَونه بأنفسهم في المنزل (وليس طعامًا جاهزًا للتسخين)، ثم ينطلقون في رحلة العمل اليومية التي تتنوع مهامها بين العمل في البيت أو في الأرض، أو في كافة المهن الأخرى. كانت الحركة هي المقياس الأول لتنفيذ كل المهام المطلوبة يوميًا؛ يمشي المزارع إلى حقله، ويمشي الأستاذ والتلامذة إلى المدرسة، وتذرع النساء المنازل مشيًا وهي تُنظف وتغسل وتطبخ. العالم بأسره كان في حركةٍ دائمة، إلى أن جاء عصر الصناعة والتكنولوجيا؛ وجعلنا نعتمد بشكلٍ أساسي (ومقلق) على الأجهزة الالكترونية والسيارات والدراجات، بحيث لا يمكننا اليوم الذهاب لشراء شيءٍ ما من البقالة، دون استخدام السيارة أو الدراجة. والأنكى من ذلك، بتنا لا نحتاج لقطع هذه المسافة للتبضع، كل ما علينا فعله هو طلب الأشياء أونلاين لتصلنا دون عناء. وماذا نحكي عن الأجهزة التقنية، كالحواسيب والهواتف الذكية والتلفزيون وغيرها، التي نتسمر حولها وأمامها لساعات دون حركة، أو حتى رمش للجفون؟ مخيفٌ جدًا الخمول الذي قادتنا إليه التكنولوجيا اليوم، بحيث بات الصغار والكبار قليلي الحركة والنشاط بصورةٍ مخيفة. هذا الكسل والخمول، يعادل التدخين في خطورته على صحتنا؛ بنظر أحد المختصين في صحة القلب، الذي رفع الصوت عاليًا محذرًا من قلة الحركة التي قد تُلحق الضرر بالصحة تمامًا كالتدخين. فما الذي دفع الطبيب ستيفن ويليامز، طبيب القلب في مركز لانغون بجامعة نيويورك، إلى دقَ ناقوس خطر الخمول على الصحة، وما هي الوسائل الأفضل لتنشيط الجسم وحمايته من خطر المرض والموت؟ هذا ما نستكشفه سويًا في مقالة اليوم.. المشاكل الصحية الناتجة عن قلة الحركة يرفع النشاط البدني من معدل ضربات القلب ويحميه من الأمراض في التفاصيل، التي نقلها موقع "العربية.نت" عن صحيفة "نيويورك بوست"، قال ويليامز؛ وهو طبيب قلبِ شهير، تمَ تكريمه كأحد أفضل الأطباء في كاسل كونولي 2025، وهو تمييزٌ مرموق يُمنح من خلال ترشيح الأقران والتقييم الدقيق للخبرة والقيادة والالتزام بالتميز في رعاية المرضى؛ إنه "من الخطأ الكبير أن يعتقد البعض أنهم يعيشون حياةً نشطة لمجرد أنهم يقفون على أقدامهم طوال اليوم"، موضحًا أن هذه الحركة قد لا تتم بوتيرةٍ تُناسب تعريف "النشاط البدني" الذي يُفضي إلى تحسين الصحة والحفاظ عليها. أهمية النشاط البدني في تعزيز الصحة كل أنواع الحركة التي تتيح لكِ تحسين صحة قلبكِ يمكنكِ القيام بها الحركة رائعة ومهمة؛ أكدَتها لنا ورود شاكر، أخصائية التغذية العلاجية في المستشفى السعودي الألماني في مقابلةٍ سابقة على موقع "هي"؛ مشيرةً إلى أن للحركة تأثيراتٌ إيجابية جمة على الصحة الجسدية والنفسية. كما أنها تساعد في تسريع التعافي من المرض والجراحات، وتحمي من الأمراض المزمنة. في السياق ذاته، يُشدَد الدكتور ويليامز على ركيزة الحركة كأساس الحياة الصحية. ويقول في هذا الصدد: "الحركة هي الأساس، حيث يُوفَر النشاط البدني فوائد جمة، بما يشمل التحكم في الوزن وخفض ضغط الدم وتحسين مستوى الكوليسترول وتقوية العظام والعضلات وتقليل الالتهابات. كما أن الحركة الدائمة تُعزَز وظائف الدماغ، ويمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب. لكن الحقيقة المحزنة هي أن الكثيرين لا يتحركون بما يكفي." هذه الحقيقة تُظهرها الأرقام المخيفة الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC في الولايات المتحدة الأمريكية؛ والتي تُقدَر أن أقل من ثلث البالغين يمارسون 150 دقيقة من النشاط المعتدل الموصى به أسبوعيًا. والأسوأ من ذلك، أن واحدًا من كل أربعة بالغين، يجلس لأكثر من ثماني ساعات يوميًا. لماذا 150 دقيقة من النشاط البدني الأسبوعي مهمة؟ التمرين لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا يحمي من أمراض القلب بحسب موقع American Medical Association، فإن ممارسة ما بين 75 و150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الرياضية الشاقة، أو ما بين 150 و300 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني المعتدل، يُقلَل من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبةٍ تتراوح بين 22% و31%. كما أن ممارسة التمارين الهوائية لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، أمرٌ أساسي لفقدان الوزن؛ لأنها تساعد على حرق السعرات الحرارية، وتزيد من التمثيل الغذائي، وتُحسَن حرق الدهون، كما تدعم صحة القلب، وتقدم فوائد عاطفية ونفسية. في المقابل؛ فإن قلة الحركة الجلوس لوقتٍ طويل (ثماني ساعات للبعض كما ذكرنا آنفًا) قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وزيادة الوزن والاكتئاب، وحتى بعض أنواع السرطان. وقد توصلت إحدى الدراسات التي أُجريت على 8000 بالغ، إلى وجود صلةٍ مباشرة بين الجلوس لفترات طويلة وزيادة خطر الوفاة المبكرة. وهو ما ترجمه ويليامز بالتأثير السلبي المماثل للتدخين على صحتنا؛ موضحًا "يُنظر إلى نمط الحياة الخامل الآن على أنه (نمط حياة التدخين الجديد). إنه أمرٌ سيئ للغاية." تصوري عزيزتي، أنكِ لا تدخنين في العادة؛ لكنكِ بقلة حركتكِ وجنوحكِ نحو الكسل والجلوس لفترةٍ طويلة، حتى للعمل، قد تتسببين بخطرٍ مماثل للتدخين على صحة قلبكِ. أعتقدُ أن الوقت حان الآن للتوقف عن قراءة هذه المقالة، والنهوض من مكانكِ للحركة قليلًا، ثم استئناف الحركة من جديد. الوقوف لوقتٍ طويل.. لا يحمي من الخطر هذا الحل الذي يتمَ التسويق له لعلاج قلة الحركة، ليس مفيدًا أيضًا في درء خطر أمراض القلب. حتى وإن ساعدكِ الوقوف لفترةٍ طويلة في حرق المزيد من السعرات الحرارية وخسارة الوزن، فإنه ليس الحل الأمثل بنظر بن غرينفيلد، خبير اللياقة البدنية؛ الذي يؤكد على أن "العواقب الصحية السلبية لعدم الحركة لأكثر من 60-90 دقيقة تنطبق على أي وضعية، بما يشمل الوقوف". حلول المشاكل الصحية الناتجة عن قلة الحركة المشاكل الصحية الناتجة عن قلة الحركة والحلول-رئيسية واولى ما هو الحل إذن؟ الحركة بالطبع.. هذا ما يُشدَد عليه ويليامز من جديد، مشيرً إلى ضرورة تحريك الجسم باستمرار وليس التركيز على الوقوف فحسب. فتحريك الجسم يُعزَز من رفع معدل ضربات القلب وتحسين صحته؛ ويؤكد ويليامز على وجوب قضاء فتراتٍ قصيرة في صالة الألعاب الرياضية أو الركض لمسافاتٍ قصيرة لتعزيز صحة قلوبنا، مشيرًا إلى أن مجرد رفع معدل ضربات القلب لمدة 10-15 دقيقة في كل مرة، لمدة 30 دقيقة يوميًا، سيكون مفيدًا. وأشار ويليامز إلى وجود طريقةٍ أخرى لقياس كثافة التمارين، ألا وهي "مراقبة معدل ضربات القلب أثناء النشاط والتأكد من أنها ضمن 50-70% من أقصى معدلٍ لضربات القلب، والذي يتم حسابه عن طريق طرح العمر من رقم 220." ومثله، يُوصي خبراء القلب والصحة بوجوب النهوض من المكتب كل 30 دقيقة تقريبًا والتحرك؛ وذلك للحفاظ على صحةٍ جيدة ومنع الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة. أنواع الحركة اليومية (غير الرياضة) للاستفادة منها ليس لديكِ وقتٌ كاف للتمرين كل يوم؟ لا مشكلة، هناك العديد من "أنواع الحركة اليومية" التي يمكنكِ توظيفها ضمن "نشاطكِ البدني" وبطرقٍ سهلة، تقدمها لكِ شاكر فيما يلي: • استخدام الدرج بدلًا من السلالم، عند الصعود للمنزل أو العمل أو حتى أثناء التواجد في المركز التجاري للتسوق. • استخدام الدراجة الهوائية بدلًا من السيارات، أو المشي، للذهاب الى الأماكن المجاورة مثل البقالة والصيدلية وغيرها. • الاستغناء عن الجلوس في السيارات والمنزل لوقتٍ طويل. في الختام؛ فإن الحد الفاصل بين الصحة الجيدة والصحة السيئة، ليس كبيرًا للغاية، وقد يتلخص في مفردةٍ واحدة: الحركة، ثم الحركة ثم الحركة.. فالنشاط البدني، خاصةً الذي يزيد من معدل ضربات القلب بشكلٍ صحي، يُسهم بما لا يقطع الشك بحماية قلبكِ من الأمراض، وتعزيز صحتكِ على كافة المستويات الجسدية والنفسية والعقلية.

علماء يابانيون يحولون أعضاء الجسد البشري إلى حاسوب
علماء يابانيون يحولون أعضاء الجسد البشري إلى حاسوب

الجزيرة

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الجزيرة

علماء يابانيون يحولون أعضاء الجسد البشري إلى حاسوب

في وقت تزداد فيه سيطرة التكنولوجيا على كل جوانب حياتنا ووجود الأجهزة حولنا طوال الوقت، قد يبدو غريبا أن يتجه العلم لاستخدام الجسم البشري نفسه كأداة للحوسبة. لكن دراسة حديثة من جامعة أوساكا اليابانية منشورة في دورية "آي تريبل إي أكسيس" العلمية تقلب الموازين وتطرح السؤال الصعب، ماذا لو كانت العضلات قادرة على التفكير؟ وماذا لو استطعنا استخدام أجسامنا لأداء الحسابات؟ طرح يو كوباياشي، المؤلف الرئيسي والوحيد في الدراسة، فكرة ثورية ضمن ما يُعرف باسم "الحوسبة بخزانات الأنسجة البيولوجية". يستخدم في هذا النهج الأنسجة الرخوة داخل الجسم البشري، وبشكل خاص العضلات، كبيئة حيوية لمعالجة المعلومات، تشبه في عملها طريقة عمل نماذج تعلم الآلة المعروفة باسم الشبكات العصبية. وتقول مي مبروك، أستاذة المعلوماتية الحيوية الطبية بجامعة النيل الأهلية المصرية، وغير المشاركة في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "نحن لا نتحدث عن حاسوب داخل الجسم، بل عن جسم يتحول نفسه إلى حاسوب. فمن الممكن أن تتفوق الحوسبة عبر العضلات في بعض المجالات، خصوصا في الأمور التي تتعلق بالجسم البشري أو التي تحتاج إلى استجابة طبيعية وسريعة". عضلات تفكر الحوسبة بالخزّانات هي طريقة ذكية لمعالجة المعلومات، تقوم على مبدأ بسيط، بدلا من تصميم نظام يفهم البيانات خطوة بخطوة، نمرر البيانات من خلال "خزّان" مُعقد، مثل شبكة من العقد المتصلة عشوائيا. ويتفاعل هذا الخزان مع البيانات ويحفظ آثارا من الماضي، ثم يأتي دور طبقة بسيطة تُسمى "القراءة" لاستخراج النتيجة المطلوبة. وتشرح مبروك: "العضلة ليست مجرد لحم، إنها عقل صغير! ففي هذه الدراسة، استخدم الباحثون عضلات اليد كأنها عقل صغير يقوم بعمليات حسابية. فعندما يحرك الإنسان يده، تتحرك العضلات بطريقة معقدة، وتُضغَط وتتمدد" وتضيف "هذه الحركات الدقيقة تمثل 'لغة العضلة' التي تُستخدم لمعالجة معلومات، وكأن العضلة تُفكّر من خلال حركتها!". الحوسبة بالخزانات الفيزيائية تستخدم جسما فيزيائيا بدلا من شبكة إلكترونية، فيستقبل الجسم الإشارة ويتفاعل معها بطرق معقدة، مثل تفاعل سطح الماء بالتموجات عند رمي حجر فيه. هذه التفاعلات تعالج البيانات بطريقة طبيعية، ثم تُقرأ النتائج باستخدام أدوات بسيطة. والفرق أن الخزان هنا ليس جزءا من برنامج حاسوبي، بل مادة أو جسم يتحرك ويستجيب فيزيائيا. المعالج التقليدي أم العضلة؟ تستخدم أجهزة الحاسوب العادية أشياء مثل الأسلاك والرقائق لمعالجة المعلومات. ففي الدراسة، جرّب العلماء شيئا جديدا، حيث استخدموا أنسجة عضلية حقيقية (من خلايا حية) بدلا من الأسلاك والرقائق. لماذا؟ تتفاعل أنسجة العضلات بشكل طبيعي مع الإشارات (مثل النبضات الكهربائية أو المواد الكيميائية)، ويمكن استخدام هذه التفاعلات لإجراء "حسابات" بسيطة، تماما مثل جهاز حاسوب عادي. فمثلا يمكن أن يرسل العلماء إشارات كهربائية دقيقة إلى العضلة، ثم يقيسون رد فعل العضلة (كيف تنقبض أو تتغير)، ويمكن أن يمثل هذا التفاعل إجابات (مثل "نعم" أو "لا"، أو أرقاما). وفي التجارب الحقيقية التي قام بها كوباياشي كان الأمر أكثر تعقيدا، حيث طلب من المشاركين تحريك معصمهم بزوايا مختلفة (20°، 40°، 60°). أثناء ذلك، استخدم جهاز موجات فوق صوتية، مثل السونار المستخدم في الكشف عن الأجنة، لتصوير العضلات أثناء الحركة، ثم استخرج الباحث ألف نقطة حركة مميزة من الصور باستخدام تقنيات رؤية حاسوبية متطورة. وكل صورة عضلية أنتجت ما يُعرف باسم "مجال التشوه"، وهو الوضع المكاني للنقاط المميزة في لحظة معينة. هذا يشبه ما تفعله بعض الطبقات في الشبكات العصبية الحاسوبية ضمن نماذج تعلم الآلة، إذ تحول الإشارة إلى فضاء عالي الأبعاد. تخيل أنك ترمي كرة مطاطية في غرفة مليئة بالجدران المائلة والوسائد، سترتد الكرة كل مرة بطريقة مختلفة حسب قوة الرمية واتجاهها. هنا، لم تحسب الجدران أي شيء، لكنها حوّلت الإشارة بطريقة مفيدة، وهذا هو "الحساب غير المباشر" الذي اعتمدت عليه هذه الطريقة. وتوضح مبروك: "ربما تتفوق الحواسيب التقليدية في السرعة والدقة، لكنها لا تملك ما تملكه عضلاتنا من المرونة، والذاكرة القصيرة، والاستجابة الطبيعية للبيئة. الدراسة أثبتت أن العضلة يمكنها محاكاة نماذج رياضية معقدة وتقديم نتائج أدق من الطرق التقليدية في بعض الحالات". الإنسان الآلة واحدة من أهم نتائج الدراسة أن الأنسجة الرخوة موجودة في جميع أنحاء الجسم، وهذا يعني إمكانية بناء أنظمة حوسبة "موزعة" داخل الجسد. ويمكن لتلك الأجهزة أن تستفيد من الجسد نفسه كمورد حسابي، بدلا من تحميل الأجهزة الذكية بكميات ضخمة من الشرائح والمعالجات. لقد أصبح جسدك، دون أي جهاز إضافي، قادر على تحليل إشارات معقدة، ويتحكم في أجهزة طبية فقط من خلال حركته الطبيعية. يوضح كوباياشي في دراسته أن استخدام هذه الفكرة قد يحسّن من أداء الأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية أو الأجهزة الطبية التي تراقب الحالات الصحية، دون الحاجة لمعالجات ضخمة. لكن العضلات ليست ثابتة، فهي تتحرك بحرية، تتمدد وتنقبض، وتتغير اتجاهاتها، مما يجعل تتبع النقطة نفسها بدقة عالية على مدى عدة ثوانٍ أمرا صعبا تقنيا، فأي انزياح بسيط أو ضياع لنقطة مميزة داخل العضلة قد يُفسد سلسلة البيانات المطلوبة للحوسبة. كذلك، تختلف عضلات كل إنسان عن الآخر، فسُمك العضلة، ودرجة الليونة أو الصلابة، وشكل الألياف العضلية واتجاهها، وكمية الدهون تحت الجلد، قد تختلف من شخص لآخر. وبالتالي، فإن الوصول إلى مرحلة دمج هذه التقنية في أجهزة قابلة للارتداء يتطلب حلولا هندسية دقيقة تحترم طبيعة الجسم البشري وتضمن سلامته، بحسب مبروك. وعند الوصول إلى هذا الحد من الدمج بين الجسم والتكنولوجيا، تقول مبروك: "من يملك البيانات التي تُولدها عضلاتنا؟ وهل يمكن التحكم في أجسامنا عن بُعد يومًا ما؟ مثل هذه الأسئلة الأخلاقية تزداد أهمية كلما اقتربنا من الدمج بين الإنسان والتكنولوجيا. عندما نبدأ باستخدام أجزاء من جسم الإنسان، مثل العضلات، للقيام بعمليات حسابية، قد يصبح من الصعب التفرقة بين ما هو بشري وما هو آلي". هذه المخاوف لم تعد مجرد افتراضات بعيدة ورفاهية فكرية، بل قد تصبح قضايا فعلية في المستقبل القريب، مع تطور الذكاء الهجين الذي يمزج بين الإنسان والآلة.

كيف يُسرّع العمل الليلي شيخوخة العضلات ويهدد صحة الملايين؟
كيف يُسرّع العمل الليلي شيخوخة العضلات ويهدد صحة الملايين؟

الغد

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الغد

كيف يُسرّع العمل الليلي شيخوخة العضلات ويهدد صحة الملايين؟

كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون في كلية كينجز لندن، ونُشرت الاثنين في وقائع الأكاديمية الوطنية، أن خلايا العضلات تحتوي على "ساعات بيولوجية داخلية"، تُنظّم عمليات تجديدها، ومن شأن تعطيلها، كما يحدث في ظروف العمل الليلي، أو بنظام المناوبة، أن يؤدي إلى تسريع الشيخوخة، وتدهور العضلات. اضافة اعلان استخدم الباحثون أسماك الزرد الشفافة، التي تشترك مع البشر في نحو 70% من الجينات، لدراسة هذا التأثير بدقة، وتمّ تلوين أغشية عضلاتها بصبغة مضيئة لتسهيل قياس حجم العضلة، وتتبع وظائفها مع التقدم في العمر. وأضعف الباحثون الساعة البيولوجية داخل خلايا العضلات، من خلال إدخال بروتين مختل الوظيفة، وعبر مراقبة هذه الأسماك لمدة عامين، لاحظ العلماء أن الأسماك التي تعطلت ساعتها العضلية بدت أصغر حجماً، وأقل وزناً، وسبحت أقل، وببطء أكبر في عمر السنتين، وهي علامات شبيهة بما نراه في الشيخوخة العضلية، أو ما يُعرف بـ(ساركوبينيا). الشيخوخة العضلية الشيخوخة العضلية، أو الساركوبينيا، حالة تنكسية تصيب العضلات مع التقدم في العمر، وتؤثر على القوة والقدرة البدنية بشكل تدريجي، ومن المفترض أن تبدأ بعد سن الأربعين، وتتفاقم مع تقدم السن، أو نتيجة لعوامل بيئية مثل قلة النشاط البدني، وسوء التغذية، واضطراب الساعة البيولوجية. ومن أبرز علامات الشيخوخة العضلية انخفاض الكتلة العضلية، إذ تتحول الألياف العضلية إلى دهون، أو أنسجة ضامّة، ما يؤدي إلى ضعف القوة والقدرة على التحمل. ويلاحظ المصابون بها بطء الحركة، وصعوبة في أداء المهام اليومية كالنهوض من الكرسي، أو حمل المشتريات، بالإضافة إلى اختلال في التوازن، وزيادة احتمال السقوط والإصابات. ومن أشهر علامات تلك الشيخوخة التعب المزمن بعد مجهود بسيط، وفقدان الوزن غير المبرر، وانخفاض النشاط الحركي العام من العلامات الإضافية. ولا تؤثر هذه الأعراض فقط على جودة الحياة، بل ترتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وتزيد من معدلات الاعتماد على الآخرين، أو الدخول في رعاية طويلة الأجل. وفي حين لم تُرصَد فروق كبيرة في الأشهر الأولى من عمر الأسماك، فإن مظاهر التدهور العضلي ظهرت بوضوح في السن المتقدمة، وهو ما يشير إلى تأثير تراكمي طويل الأمد لاضطراب الساعة البيولوجية. وعن آلية هذا التدهور، قال الباحثون إن الساعة البيولوجية العضلية تنشط ليلاً لتنظيف العضلة من البروتينات التالفة الناتجة عن الاستخدام اليومي، وهي عملية أساسية للحفاظ على كتلة العضلات، وعندما تتعطل هذه "الصيانة الليلية"، تتراكم البروتينات التالفة، مما يؤدي إلى ضعف العضلة، وتسارع الشيخوخة. وأكد الباحثون أن الدراسة تسلّط الضوء على مخاطر كبيرة، تهدد نحو أربعة ملايين عامل مناوبة في المملكة المتحدة وحدها. أضرار العمل الليلي ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، جيفري كيلو: "علينا أن ندرك أن العمل الليلي لا يؤثر فقط على النوم، بل على الجسم من الداخل، حتى على مستوى الخلية، وتعطيل الساعة البيولوجية قد يؤثر على العضلات، والقلب، والمناعة أيضاً". وأشار الباحثون إلى أن دراسات تمهيدية تُجرى حالياً لاختبار أدوية تستهدف بروتينات الساعة البيولوجية، مما يفتح المجال أمام تطوير علاجات وقائية ضد تدهور العضلات لدى العاملين بنظام المناوبة. من جهته، قال البروفيسور سايمون هيوز، المتخصص في بيولوجيا الخلية، إن هذه النتائج تُظهر كيف يمكن أن نكتشف أشياء معقَّدة جداً من خلال كائنات بسيطة مثل أسماك الزرد، "الأمر الآن يتطلب فقط التأكد من أن ما وجدناه هناك ينطبق أيضاً على البشر". وتضيف هذه الدراسة إلى الأدلة المتزايدة حول الأثر العميق للساعة البيولوجية في تنظيم الصحة العامة، ليس فقط في الدماغ، بل في العضلات أيضاً، وتطرح تساؤلات مهمة حول ضرورة إعادة التفكير في أنظمة العمل الليلية، وسبل حماية من لا غنى عن عملهم في ساعات الليل.- وكالات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store