أحدث الأخبار مع #الغارات


الشرق الأوسط
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
ماذا تعني غارات بورتسودان لمسار الحرب؟
الغارات العنيفة التي تعرضت لها مدينة بورتسودان في الأيام الماضية، يكمن سرها في توقيتها. فالمدينة رغم أهميتها كونها العاصمة الإدارية المؤقتة منذ بدايات الحرب، ومنفذاً أساسياً للسودان على العالم، وشرياناً حيوياً لحركة التجارة، فإنها بقيت آمنة وبعيدة عن مرمى الاستهداف إلى حد كبير، قبل الغارات الأخيرة. بعض التحليلات ذهبت إلى تفسير الهجمات على أنها كانت انتقامية رداً على الغارات النوعية التي شنّها الجيش السوداني على مطار نيالا ودمّر فيها طائرة كانت تنقل السلاح لـ«قوات الدعم السريع»، كما دمّر أهدافاً حيوية أخرى، وقتل خلالها عدداً من «المستشارين» والمرتزقة الأجانب. الفارق الزمني الوجيز بين ضرب نيالا واستهداف بورتسودان، ربما يعطي بالفعل إيحاءات بوجود رابط بين الحدثين، لكنه ليس كافياً وحده لقراءة أبعاد الهجمات. الهدف الأبعد في تقديري للغارات على بورتسودان كان محاولة إرباك قيادة الجيش، وتشتيت انتباهها، بهدف تعطيل الهجوم الشامل على مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في معاقلها الأخيرة سواء كانت الجيوب المتبقية في أم درمان، أو في مناطق وجودها الأكبر في ولايات كردفان ودارفور. هذا الهجوم يعد الوثبة الثانية الكبرى للجيش والقوات التي تقاتل في صفوفه، بعد الوثبة الأولى التي انطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي وحررت كل المناطق من جبل موية وسنار، ثم الجزيرة، وصولاً إلى استعادة السيطرة على الخرطوم. وكما حدث في الحالتين فإنه قبل انطلاق العمليات الكبرى كان التخطيط لها يستمر لأشهر تطول أو تقصر حسب الظروف. منذ تحرير العاصمة، عكف الجيش على وضع خططه، وتكثيف استعداداته، وتحريك قواته استعداداً للمرحلة التالية، التي أعلن قادته في أكثر من تصريح على مدى الشهرين الماضيين، أن هدفها هو تحرير باقي مناطق كردفان، ثم دارفور وصولاً إلى آخر نقطة حدودية، وبالتالي فإنها قد تكون المرحلة الأخيرة الحاسمة. كان رد «الدعم السريع»، اللجوء إلى حرب المسيّرات واستهداف المنشآت الخدمية المدنية، وبشكل خاص قطاع الكهرباء، فقُصفت السدود ودُمرت محطات توليد الكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار لفترات في أكثر من منطقة. وكلما أصلحت السلطات المولدات وأعادت الخدمات، كانت المسيّرات تعود لاستهدافها، مع العلم بأنها جرائم حرب وفقاً للقوانين الدولية. ولأن المسيّرات وحدها لا تحسم حرباً، فإن الهدف الواضح كان هو الضغط لإرباك الجيش ومحاولة تعطيل خططه وتحركاته، وزيادة المعاناة على المواطنين على أمل أن تحدث حالة ضيق تدفعهم لمطالبة الحكومة بالتفاوض ووقف الحرب. وفي هذه المرحلة لوحظ دخول المسيّرات بأعداد كبيرة إلى الميدان، مع ظهور المسيّرات الاستراتيجية المتطورة وبعيدة المدى، وهو ما جعل بصمة الخبراء والمستشارين والمرتزقة الأجانب، أكثر وضوحاً وخطورة عن ذي قبل. فـ«الدعم السريع» ليست لديها القدرات ولا الخبرات ولا الإمكانات للأسلحة المتطورة التي دخلت المعركة، وبعضها أسلحة لا تباع لميليشيات وحركات مسلحة. وفي هذا الإطار جاءت الغارات على بورتسودان بإمكانات عسكرية أكثر تطوراً، لأن المدينة تقع على بُعد 1100 كيلومتر تقريباً عن آخر نقطة انطلاق محتملة من مناطق «الدعم السريع»، وهو مدى أطول من أي مسيرات استخدمت قبل ذلك. في كل الأحوال فإن هذه الغارات التي استهدفت أيضاً ضمن ما استهدفت منشآت حيوية مدنية مثل المطار والميناء ومستودعات الوقود، فشلت في عرقلة الحياة، أو في تعطيل عمليات الجيش. فمظاهر الحياة في المدينة لم تتوقف، مثلما لم تتوقف في كل المدن الأخرى التي طالتها هجمات المسيّرات، وهو أمر يحسب للسودانيين الذين أثبتوا طوال عامين وأزيد قليلاً، هي عمر الحرب، قدرة مذهلة على الصبر والصمود. من ناحية أخرى، وقبل أن تنطفئ حرائق مستودعات الوقود في بورتسودان، أطلق الجيش هجومه الشامل في مختلف المحاور المتبقية تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، وحقق انتصارات كبيرة ومهمة في أم درمان وفي كردفان، وحتى في محيط الفاشر، حاضرة دارفور الكبرى. وقياساً على ما تحقق في الوثبة الأولى التي لم تتوقف حتى إنجاز أهدافها في تحرير كل المناطق من سنار وحتى الجزيرة والخرطوم، فإن الوثبة الثانية يتوقع أن تتواصل وتتسارع في كردفان وفي دارفور، ما يعني أن الحرب تدخل الآن مرحلتها الحاسمة التي ستحدد ملامح نهايتها.


الميادين
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
فلسطين المحتلة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 42 جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر يوم الإثنين
فلسطين المحتلة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 42 جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر يوم الإثنين


الشرق الأوسط
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
بيروت ترى في القصف الإسرائيلي شمال الليطاني «رسائل نارية»
حملت الغارات الإسرائيلية المفاجئة التي استهدفت محيط مدينة النبطية في جنوب لبنان الخميس، رسالة نارية وسياسية للسلطات اللبنانية، تفيد بأن إسرائيل ستتحرك لتدمير المنشآت العسكرية المنسوبة لـ«حزب الله» في شمال الليطاني، إذا لم يتولَّ الجيش اللبناني هذه المهمة، حسبما قالت مصادر نيابية ووزارية لـ«الشرق الأوسط». ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية لتلال محيطة بمدينة النبطية الواقعة شمال نهر الليطاني، وقالت السلطات اللبنانية إنها «مفاجئة»، ووصفتها بـ«الأعنف» و«الأكثر كثافة» منذ استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوعين. واستهدفت موجتا قصف الأودية، والمرتفعات، والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، والنبطية الفوقا، وكفر رمان، وأسفرت عن مقتل شخصين من «حزب الله»، وقالت إسرائيل إن جيشها قصف «موقع بنية تحتية في جنوب لبنان يستخدمه الحزب في إدارة منظومته لإطلاق النار والدفاع»، «بالإضافة إلى أسلحة، وفتحات أنفاق». وجاء التصعيد الإسرائيلي في ظل نقاش لبناني حول نزع سلاح «حزب الله» في شمال الليطاني أيضاً، بعد تفكيك الجيش اللبناني لنحو 90 في المائة من منشآت الحزب في جنوب الليطاني الحدودية مع إسرائيل، وهي منطقة عمل قوات «اليونيفيل». وبدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون بمحادثات ثنائية مع الحزب لتفكيكه، وتعهد بالتوصل إلى معالجة لهذه النقطة المطلوبة من المجتمع الدولي، فيما يضع «حزب الله» أربع أولويات قبل البدء بالنقاش حول آلية تسليم سلاحه، تتمثل في انسحاب إسرائيلي من المناطق المحتلة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، ومعالجة ملف النقاط الـ13 الحدودية التي كان لبنان وإسرائيل يتنازعان عليها منذ عام 2006. غير أن إسرائيل، تصر على تفكيك أسلحة الحزب في كامل الأراضي اللبنانية، ويلتقي مطلبها مع مطالب دولية تدفع باتجاه حصرية السلاح. وقالت مصادر حكومية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الضربات الإسرائيلية يوم الخميس «تحمل رسالة بأن إسرائيل ستتحرك ميدانياً في حال لم تتحرك السلطات اللبنانية لسحب سلاح الحزب وتفكيك منشآته في شمال الليطاني». وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل «تحظى بغطاء أميركي في عمليات القصف التي تنفذها». هذه المعطيات، تؤكدها مصادر نيابية لبنانية أيضاً، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الغارات، بكثافتها وحجمها وتوقيتها المفاجئ، تحمل رسائل إسرائيلية بأن تل أبيب ستتصرف، في حال لم يبادر الجيش اللبناني لتفكيك منشآت الحزب وسحب سلاحه شمال الليطاني، وأن إسرائيل لا تكترث للمهل والتوازنات اللبنانية القائمة لمعالجة ملف السلاح، مشيرة في الوقت نفسه إلى «غطاء أميركي للضربات الإسرائيلية». الدخان يتصاعد من جراء غارات إسرائيلية عنيفة على محيط مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب) ويعوّل لبنان على دور أميركي للضغط على إسرائيل وضبطها لوقف انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رغم تقديرات مسؤوليه أن معالم أي تدخل أو اتفاق لن تظهر قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة، وقبل زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، المتوقعة أواخر الشهر الحالي، حسبما قالت مصادر وزارية، مؤكدة أن المعلومات عن زيارة وشيكة جداً «لم تُبَلّغ بها الحكومة اللبنانية بعد، ولم يتم تحديد أي موعد». وانعكست تلك التعقيدات السياسية بين المساعي اللبنانية ومطالب «حزب الله» والاندفاعة الإسرائيلية، على ملف المنطقة الحدودية وإعادة الإعمار. وإزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، باتت المنطقة الحدودية أشبه بمنطقة معزولة، لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية، وتفرض فيها إسرائيل حظراً بالنار على العائدين لجهة الاستهدافات المباشرة والقنابل الصوتية وترسيم حدود تحرك السكان واستهداف البيوت الجاهزة، بما يمنع السكان من العودة، وباتت إثرها المنطقة شبيهة إلى حد بعيد بواقعها قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، حيث كانت تحت الاحتلال شبه معزولة عن المناطق اللبنانية الأخرى التي تدور فيها الحياة بشكل مختلف. أما ملف إعادة الإعمار، فيبدو متعذراً في الوقت الراهن، على ضوء «إحجام الدول المؤثرة في الملف اللبناني عن تمويله، قبل معالجة ملف سلاح حزب الله بالكامل في لبنان»، حسبما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، في وقت يعد «حزب الله» هذا الملف أولوية، وقد بحثه المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في 23 أبريل (نيسان) الماضي خلال لقاء جمعهما، وأعاد فيه التذكير بموقف الحزب حيال ضرورة تحرك الحكومة لمعالجة هذا الملف والشروع بإعادة الإعمار. ويتمسك لبنان بالمعالجة الدبلوماسية لأزمة الجنوب، كما يتمسك بدور قوات حفظ السلام المؤقتة في الجنوب (اليونيفيل)، وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي خلال لقائه برئيس البعثة الجنرال أرولدو لاثارو، «تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب»، مشدداً على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية التي حددها لها مجلس الأمن، والتي يُرتقب تمديدها في أغسطس (آب) المقبل. وعرض اللواء لاثارو على الوزير رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تطرق إلى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبين.


سكاي نيوز عربية
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- سكاي نيوز عربية
غارات صنعاء.. رسائل لطهران أم تمهيد لتغيير قواعد الاشتباك؟
فالغارات التي هزّت العاصمة اليمنية لم تأتِ في سياق ميداني منعزل، بل تقف خلفها إشارات سياسية واستراتيجية أكثر تعقيدًا، تتجاوز حدود الجغرافيا اليمنية لتلامس أبعادا إقليمية ترتبط مباشرة بالصراع الإيراني الأميركي الإسرائيلي. في ظل تصاعد الدور الإيراني في اليمن من خلال دعم جماعة الحوثي بالسلاح والتكنولوجيا، بدأت كل من واشنطن و تل أبيب تنظر إلى الساحة اليمنية باعتبارها الخاصرة الرخوة التي يمكن من خلالها ممارسة ضغوط غير مباشرة على طهران. وفي هذا السياق، تأتي الغارات الأخيرة على صنعاء كجزء من مشهد إقليمي متشابك يتقاطع فيه الأمن مع الجيوسياسة، وتتشابك فيه الأدوات بين الضربات الجوية والرسائل الدبلوماسية المشفرة. إسرائيل وأميركا تتحركان لكبح التمدد الإيراني يرى الخبير العسكري اليمني، خالد النسي خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن هذه الغارات ليست منفصلة عن موجة التصعيد التي تقودها إسرائيل ضد النفوذ الإيراني في أكثر من جبهة. ويقول في تحليله: "الضربات على صنعاء تُقرأ ضمن تنسيق مباشر بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة التمدد الإيراني في اليمن، خصوصًا بعد أن تحولت صنعاء إلى منصة إيرانية تهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر". ويضيف النسي أن إسرائيل تنظر إلى اليمن باعتباره نقطة استراتيجية تمكّن إيران من تطويقها من الجنوب، وهو ما يشكل تهديدًا وجوديًا إذا ما تُرك دون رد. ويؤكد أن "الغارات تمثل رسالة مزدوجة: تحذير للحوثيين، وإشارة صريحة لإيران بأن تحريك أدواتها من صنعاء لن يمر دون تكلفة". من منظور النسي، فإن إسرائيل، بدعم أميركي، تسعى إلى تغيير قواعد الاشتباك، ونقل المعركة إلى ما يسميه "الخطوط الخلفية للنفوذ الإيراني"، وهو ما يعني أن الضربات المستقبلية قد تشمل مواقع أخرى تُستخدم لتمويل أو دعم وكلاء طهران في المنطقة. الضربة تكتيكية.. لكن الرسالة استراتيجية أما الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد الزغول، فيقدّم قراءة أكثر شمولًا تضع الضربات ضمن إطار سياسي أوسع. ويرى أن "إيران لا تستخدم الحوثيين في اليمن فقط كأداة عسكرية، بل كرافعة استراتيجية للضغط على الغرب في ملفات متعددة، من بينها الملف النووي والعقوبات الاقتصادية". ويضيف: "الغارات الأخيرة على صنعاء تهدف إلى تقليص هامش المناورة الإيراني عبر استهداف أدواته في المنطقة، وبشكل خاص الجماعات التي تهدد أمن البحر الأحمر والممرات الدولية". ويؤكد الزغول أن وجود تنسيق أميركي إسرائيلي في الضربات يعكس تطورا مهمًا في طبيعة الردع، حيث تتحرك تل أبيب بدعم واشنطن لتقليص القدرة الإيرانية على استخدام اليمن كساحة خلفية للصراع. الزغول يشير أيضًا إلى أن "الرسالة الأهم في الغارات هي أن صبر الغرب تجاه التوسع الإيراني بدأ ينفد"، وأن هناك تحولات جارية في أدوات المواجهة، من العقوبات إلى الضربات المركزة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمصالح استراتيجية مثل أمن الملاحة الدولية. من زاويته الأمنية، يرى الخبير العسكري منصور معدي أن الغارات على صنعاء تمثل نقطة تحول مهمة في ما يسميه "قواعد الاشتباك الإقليمي". ويقول: "ما جرى ليس مجرد استهداف تكتيكي لمخازن أو مواقع عسكرية حوثية، بل بداية لمرحلة جديدة تُستخدم فيها القوة الجوية كرسالة سياسية لضبط ميزان النفوذ". ويضيف معدي أن العمليات الأخيرة تحمل بصمات واضحة لتعاون استخباراتي عالي المستوى، وتكشف عن تحوّل في فلسفة التعامل مع الحوثيين، حيث لم يعد يُنظر إليهم كحركة محلية متمردة، بل كجزء من منظومة إيرانية واسعة تهدد مصالح واشنطن وتل أبيب. ويؤكد أن "إسرائيل تنقل المعركة إلى مناطق النفوذ الإيراني غير التقليدية، والولايات المتحدة بدأت تعتمد مقاربة هجومية بدلًا من الدفاع الاستراتيجي"، مشيرًا إلى أن الضربات قد تتكرر في حال استمر الحوثيون في استهداف السفن الدولية أو تنفيذ هجمات نيابة عن طهران. ما يجمع بين تحليلات النسي والزغول ومعدي هو قناعة واضحة بأن الساحة اليمنية لم تعد ساحة حرب داخلية، بل تحوّلت إلى ساحة اشتباك إقليمي دولي، تتقاطع فيها مصالح قوى متعددة، من بينها الولايات المتحدة، إسرائيل، وإيران. وفي الوقت الذي تحاول فيه طهران الاستفادة من الورقة اليمنية كورقة ضغط، تبدو الغارات الأخيرة محاولة لقصقصة أجنحة هذا التمدد من خلال ضرب الأدوات دون الدخول في مواجهة شاملة. الرسائل واضحة، والمرسل معروف، لكن تبقى استجابة طهران – أو تجاهلها – هي التي سترسم ملامح المرحلة القادمة. رغم أن طهران لم تعلّق مباشرة على الغارات، فإن صمتها ليس بالضرورة علامة ارتياح، بل ربما تفكير في كيفية الرد دون دفع الأمور إلى صدام مباشر. فإيران تدرك أن تحركاتها في اليمن باتت تحت المجهر، وأن أي تصعيد عبر الحوثيين سيقابله رد أكثر شراسة. ومع تصاعد المؤشرات على تحول نوعي في قواعد الاشتباك الإقليمي، تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت الغارات على صنعاء مجرد بداية لسلسلة ضربات، أم أنها تمثل ذروة الضغط قبل العودة إلى طاولة التفاوض. في كل الأحوال، يبدو أن اليمن لم يعد مجرد ساحة داخلية، بل ساحة اختبار مكشوفة لإرادات كبرى تتصارع فوق ترابه.


ليبانون 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ليبانون 24
وسائل إعلام تابعة لأنصار الله: ارتفاع عدد قتلى الغارات الأميركية الإسرائيلية على الحديدة إلى 4
وسائل إعلام تابعة لأنصار الله: ارتفاع عدد قتلى الغارات الأميركية الإسرائيلية على الحديدة إلى 4 Lebanon 24