أحدث الأخبار مع #الغزالي


24 القاهرة
منذ 11 ساعات
- صحة
- 24 القاهرة
دعاء العين والحسد في الدراسة.. اغتنموه قبل الامتحانات لتحصيل النجاح
يبحث العديد من الطلاب وأولياء أمورهم عن دعاء العين والحسد في الدراسة، فربما يشعر البعض بعلامات العين والحسد المتمثلة في انعدام التركيز وانخفاض الرغبة في المذاكرة، بل والشعور بالفشل والإحباط وعدم القدرة على التحصيل الدراسي رغم الجهد المبذول، وهو ما يصيب الطالب بالخوف الشديد من الامتحانات، فضلا عن التشتت والكسل والعزلة الاجتماعية، ولأن العين حق، يقدم لكم القاهرة 24 دعاء العين والحسد في الدراسة ليتم اغتنامه قبل انطلاق امتحانات آخر العام الدراسي. دعاء العين والحسد في الدراسة ترتفع معدلات البحث عن دعاء العين والحسد في الدراسة، فالحاسد يحسد غيره على النعمة ويتمنى زوالها من الآخرين، وربما تكون هذه النعمة هي النجاح والتفوق الدراسي وتحصيل أعلى الدرجات، وحينها سيكون على الطالب التحصن بـ دعاء العين والحسد في الدراسة، بالإكثار من الدعاء والمواظبة على أذكار الصباح والمساء والرقية الشرعية. وأوضح الإمام الغزالي رحمه الله تعريف الحسد "فالحسد حدُّه كَرَاهَةُ النِّعْمَةِ، وَحُبُّ زَوَالِهَا عَنِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ"، كما قال النووي رحمه الله تعالى في رياض الصالحين: "الْحَسَدُ هُوَ تَمَّنِي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا، سواءٌ كَانَتْ نعمة دينٍ، أَوْ دنيا"، وأما العين فهي قوة نفسية تؤثر في الأبدان، والنفوس، ويقال لصاحبها عائن، وكثيرًا ما كان الحسد سببًا لتسلط العائن على صاحب النعمة، فيضره بهذه القوة النفسية. وقال ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي عن العين "وَهِيَ سِهَامٌ تَخْرُجُ مِنْ نَفْسِ الْحَاسِدِ، وَالْعَائِنِ نَحْوَ الْمَحْسُودِ، وَالْمَعِينِ تُصِيبُهُ تَارَةً، وَتُخْطِئُهُ تَارَةً، فَإِنْ صَادَفَتْهُ مَكْشُوفًا لَا وِقَايَةَ عَلَيْهِ، أَثَّرَتْ فِيه"، وقال أيضا: " فَكُلُّ عَائِنٍ حَاسِدٌ، وَلَيْسَ كُلُّ حَاسِدٍ عَائِنًا، فَلَمَّا كَانَ الْحَاسِدُ أَعَمَّ مِنَ الْعَائِنِ كَانَتِ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْهُ اسْتِعَاذَةً مِنَ الْعَائِنِ". وللوقاية من العين والحسد في الدراسة، فعلى الطالب ألا يتحدث بشأنه مذاكرته من حيث الكم والكيف أمام الآخرين، وألا يتكلم بالنعم التي ينفرد بها سواء درجات أو شهادات أو معرفة، وإذا ما تحدث فليكثر من قول ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، وعليه كذلك التحصن بالدعاء والرقية، وهو واجب الآباء والأمهات أيضا تجاه أبنائهم لحفظهم ووقايتهم من العين والحسد. دعاء العين والحسد في الدراسة دعاء العين والحسد في الدراسة: أعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ. أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ. أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ ونَفثِهِ. بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ. اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري. اللَّهمَّ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نفسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ. بسم الله أرقي نفسي من كلّ شيء يؤذيني، ومن شر كلّ نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي مرضى المسلمين. أعوذ بالله العلي العظيم من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، ومن شر الأشرار وشر الأخطار وشر الأمراض. اللهم إني نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك. أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُ. أفوض أمري إلى الله، والله بصير بالعباد، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم يا من تعيد المريض لصحته، وتستجيب دعاء البائس، اللهم إنا نسألك بكل اسمٍ لك أن تشفي كل مريض. بسم الله أرقي نفسي من كلّ شيء يؤذيني، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي مرضى المسلمين». لا إله إلا الله بيده مفاتيح الفرج، والحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من أهل الكفر والشرك والسحر والضلال، نصلي ونسلم على الهادي البشير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم يا واسع العطاء يا منزل الشفاء يا رافع البلاء يا مجيب الدعاء، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاءً من شفائك، على كل مرض وسقم وبلاء، يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك نستغيث. اللهم أبطل تأثير العين والحسد، اللهم أخرج كل عين لامّة، اللهم أخرج كل العيون اللامّة، اللهم أخرج كل عين قوية، اللهم أخرج كل عين قديمة، اللهم أخرج كل عين نظرت استحسنت وتمعنت وركزت، اللهم أخرج كل عين نظرت وأمرضت وأهلكت، وكل نظرة تكررت وما بركت. أعوذ بالله العلي العظيم من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن شر إبليس وجنده، ومن شر شياطين الإنس والجن، ومن شر كل معلن ومسر، ومن شر ما يظهر بالليل ويكمن بالنهار، ومن شر ما يظهر بالنهار ويكمن بالليل، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها. بسم الله أرقيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاقد إذا حقد ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر ساحر إذا سحر ومن شر ناظر إذا نظر ومن شر ماكر إذا مكر. يا إلهي، اسمك شفائي، وذكرك دوائي، وقربك رجائي، وحبّك مؤنسي، ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة، وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم. دعاء العين والحسد في الدراسة دعاء تحصين من العين أوضح الداعية الإسلامي مصطفى حسني 5 أذكار للتحصن والحماية من الحسد والعين، وعلى الطالب الذي يشعر بعلامات الحسد في الدراسة، أن يردد: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة – 3 مرات صباحا ومساء. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق – 3 مرات صباحا ومساء. قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين الفلق والناس – 3 مرات صباحا ومساء. قراءة آية الكرسي صباحا ومساء. بسم الله لذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم – 3 مرات صباحا ومساء. وأضاف مصطفى حسني في فيديو سابق له على قناته الرسمية بموقع يوتيوب، أن هذه الأذكار بمثابة أسباب روحانية للتحصن من الحسد والعين، ونصح بعدم الحكي عن النعم أمام غير المستأمن، فإذا ما غلب على ظن الإنسان أن من أمامه لا يحب له الخير فله ألا يحكي أمامه عن النعم لوقاية نفسه من العين. وحذر الداعية الإسلامي مصطفى حسني، من تحول الإنسان إلى شخص منافق خبيث خشية تعرضه للعين والحسد، فإذا ما سئل عن أمرا لا يحب التحدث عنه، أجاب لا أرغب في الحديث، أو أجاب بالصدق وهو مطمئنا لقوله الأذكار المحصنة له ولاتي تعد بمثابة الدواء الشافي له. دعاء العين والحسد في الدراسة دعاء العين والحسد في الدراسة: اللهم علم أبنائي وبناتي ما جهلوا، وذكّرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والأرض إنّك سميع الدعاء، اللهم إنّي أسألك لهم قوة الحفظ، وسُرعة الفهم، وصفاء الذهن، اللهم اجعلهم هُداةً مهتدين. اللهم اجعلهم أوفر عبادك حظًا في الدنيا والآخرة، واجعلهم من أوليائك وخاصتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم وإيمانهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعلهم حفظةً لكتابك، ودعاةً ومجاهدين في سبيلك، ومبلّغين عن رسولك محمدٍ- صلّى الله عليه وسلّم. اللهم اغفر ذنوبهم، وطهر قلوبهم، وحصّن فروجهم، وحسّن أخلاقهم، واملأ قلوبهم نورًا وحكمةً، وأهلّهم لقبول كلّ نعمةٍ، اللهم اجعلهم من الذاكرين والمذكورين، وعلّق قلوبهم بطاعتك، واجعلهم من أوجه من توجّه إليك وأحبك. اللهم رب الأرباب ربِ لي صغيرهم، وقوّي لي ضعيفهم، وعافيهم في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم وأنفسهم وجوارحهم، اللهم أشدد بهم عضدي، وأقم بهم أودي، وكثّر بهم عددي، وزيّن بهم محضري، وأحيي بهم ذكري، واكفني بهم في غيبتي، وأعنّي بهم على قضاء حاجتي، واجعلهم لي مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين ولا خاطئين، وأعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرهّم، واجعلهم لي قرة عينٍ في الدنيا والآخرة، وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى يا حي يا قيوم، أن تبارك لي في أبنائي وذرّيتي، ولا تضرّهم وأن توفّقهم لطاعتك، وأن ترزقني برّهم، اللهم هب لأولاد المسلمين مثل ما سألتك لأولادي يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبهم، وشفاءً لصدورهم، ونورًا لأبصارهم، اللهم فرّح بهم نبيك المختار، وأهدهم لما تحبّه وترضاه، واجعلهم ممن تواضع لك، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آلهِ وصحبه أجمعين. اللهم عافهم في أبدانهم ظاهرًا وباطنًا، واحفظهم من كل سوءٍ ومكروهٍ، وعافهم في أنفسهم ودينهم ودنياهم وأخلاقهم، وارزقهم عيشًا قارًّا ورزقًا دارًّا، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم مُن على ببقاء أولادي، وبإصلاحهم لي، وبإمتاعي بهم، وأمدد في أعمارهم مع الصحة والعافية في طاعتك ورضاك. اللهم علمهم ما جهلوا، وذكرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والأرض، إنك سميعٌ مُجيبٌ، اللهم يا معلم موسى عليه السلام علمهم، ويا مفهم سليمان -عليه السلام- فهمهم، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتيهم الحكمة وفصل الخطاب. دعاء الحسد.. أدعية وأذكار وآيات تحمي من حسد الأقارب والسحر والعين


النهار
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- النهار
"كلام على شفير الميتافيزيقا" لوليد الخوري: حفر دقيق في أصالة "العقلنة" بالخطاب التراثي
يضعنا الدكتور وليد كميل الخوري في كتابه الجديد الصادر عن مركز دراسات فلسفة الدين – بغداد، ودار التنوير (لبنان)، بعنوان "كلام على شفير الميتافيزيقا" في مواجهة مباشرة مع جملة من القضايا التي شغلت حيزاً أساسياً وواسعاً في الفكر الفلسفي العربي والإسلامي والغربي والمسيحي. ففي البدء كان الكلمة والكلمة استحالت إلى كل ما في الأعيان وانتظمت في الأدهان مفاهيم وشبكة معرفيات متجاوزة للطبيعي إلى ما هو فوقه الذي اعتدنا على تسميته "ما ورائي" أو "ميتافيزيقي" متأرجح بين القبول والتسليم لوضوحه ونقائه أو إنكاره ورفضه جملة وتفصيلا. وبين القبول والرفض درب أو صراط رفيع يفصل بين بر أمان أو لجة ندم سحيقة. واختار الدكتور وليد الخوري اسم الشفير حيث تتزاحم على ضفاف تاريخ الفكر البشري، المديد، سيول المذاهب والتيارات والملل: الناجية الراسخة في العلم أو الساقطة الخاسرة الضالة. وسبق للإمام الغزالي أن شبه الحالة هذه بـ"بحر عميق غرق فيه الأكثرون وما نجا منه إلا الأقلون" (الغزالي: المنقذ من الضلال). شفير الميتافيزيقا مع الدكتور وليد الخوري مختلف عن المعهود في المباحث الفلسفية: في ذات الله الواحد الأوحد، وملكوته، وفيض العقول عنه، وقدم العالم أو حدوثه ومخلوقاته النباتية والحيوانية، ونجوم وكواكب سماواته، والإنسان وقواه الغذائية والجنسية والحسية والعقلية. إنه إحاطة بخطاب نقدي في أركان الثقافة العربية والإسلامية المزروع "في تربة مالحة" تجلت في الموقف من المعتزلة، في ركونهم إلى أصالة العقل وحرية التفكير، وتتبع رصين لمسار الفكر العربي مع الأشعرية والمذاهب التي قبحت الفلسفة وأهلها ورميهم بالبدعة والكفر. ونظر ثاقب في فكر النهضويين وغربة الخطاب النقدي وأسبابها. مفتاح الإشكالية المحورية التي ترعرعت وعايشت الفكر العربي والإسلامي في حقباته المتتابعة يلخصها الدكتور وليد في تعليقه على مناظرة جرت بين السيرافي (لغوي - نحوي) ومتى (فيلسوف- منطقي، ومترجم) في مجلس الوزير الفضل ابن جعفر ابن الفرات (326 هج)، بين أصيل ودخيل. أصالة مشبعة بحرارة الحضارة العربية والإسلامية وما تحمله من امتيازات معنوية وأخلاقية وما أثارته الدخالة من " مشاعر التشكيك عبرت عنها المواقف المكفرة والمبدعة للفلاسفة الذين رأوا إلى الآخر اليوناني، في ما أنتجه في علوم الفلسفة والمنطق، إنجازاً معرفياً، يثري الحضارة الإنسانية الجامعة. الانطباع الذي ولدته المناظرة عند الحضور والحاكم الحكم أن كلام السيرافي "مبيض الوجوه .. طراز خالد لا يبليه الزمن .. وعليه، لقد انتهت المناظرة إلى نتيجة تعلي من شأن اللغة على حساب المنطق، وترفع الأصيل والموروث وتحط من قدر الوافد الدخيل" ويخلص المؤلف أي نتيجة مفادها أن هناك "فجوة عميقة تفصل بين علمين (النحو والمنطق) عززت تطوراً على شفير مرجعيتين (العقل والنص) تختلفان عند الأفق الميتافيزيقي لكل منهما'. ويرى صديقنا أن إشكاليات هذه المناظرة بطرفيها لم تغب عن الخطاب العربي المعاصر، ويورد أسماء المناصرين كالجابري الذي ناصر متى، ودفاع طه عبد الرحمن عن السيرافي. وفي مطلق الأحوال يعتبر سياق المناظرة والظروف التي أحاطت بها "شوهت معنى الحوار" وظهرت تداعياته في مواقف الغزالي وابن تيمية والأفغاني ومحمد عبده وغيرهم من النهضويين والمعاصرين. ويتطرق الكتاب إلى قضية بالغة الأهمية وهي معنى المعنى في ميادين العلوم التي نمت على هامش القرآن، وبشكل خاص في علوم اللغة وعلم أصول الفقه، لجهة أن هذا النوع من النظر "أملته الوقائع والمستجدات التي فرضها ويفرضها صخب الحياة وتجارب المجتمعات وحراكها اليومي الضاغط" وهذا مبحث موغل في التركيب الذهني عند المفكرين العرب والمسلمين على حد سواء. غلاف الكتاب. وتضمن الكتاب قراءات نقدية لمنهجيتي الغزالي وابن رشد في كتاب "مختصر المستصفى" لابن رشد. ويكشف الدكتور وليد عن معالم سمات العقلانية المتوسطية (التي سادت على ضفاف البحر المتوسط) عند طه حسين الداعية إلى أصالة العقل وحرية الإنسان في اختيار أفعاله (بدأت مع المعتزلة) والنسج على نول ارسطو في التفلسف، والضرب على أوتار الحداثة الثلاثة الذهبية : الحرية والديمقراطية والعقلانية. ويختم بإطلاق صرخة الأرض المدوية بسبب تغييب العقلانية والتحامل الصارخ على الحرية. وأزمة الفكر العربي مستمرة وإن تعددت المناهج التفكيكية الحديثة للنص التراثي، والقرآني بشكل خاص، بصنفيها: تلك التي تعمل على إعادة تركيب الحقل الدلالي للنص القرآني بما يتوافق مع شروط التفكير الحديث والمعاصر، وتلك التي ترى أن هكذا فعل يخلخل مبنيات العقيدة الدينية بضرب الثوابت في بنيتها وتجريدها من صفة القداسة المتأتية من أصلها الإلهي. ويستعرض المؤلف جملة من المناهج، كتفكيكية جاك داريدا، والألسنة السوسورية وشكلية اللغة، ليقول بأن التفكيك "لعب بالنار" . وغير خاف على أحد أن محنة الاختلاف مستمرة في طيات التاريخ العربي حيث "يتماهى فيه الديني والزمني، وتحركه، في كل الاتجاهات، لعبة القبض على المعنى من أجل الفوز بالجنتين : السلطة في الدنيا، والجنة في الآخرة"، وهي محنة تسقط كل محاولات الإبداع والترقي. ويستعرض المؤلف في حنايا كتابه أعمال ثلة من المفكرين المعاصرين والمتقدمين تحت عناوين ملفتة كالغزالي واللعب في حديقة الاسم المشترك، وتجربة كمال يوسف الحاج وفلسفته الملتزمة، والعقلانية الرشدية في ميزان الفكر المعاصر، ومسلك رفع التضليل والحيرة عن العقيدة بين ابن رشد وابن ميمون، والحقيقة المغيبة في نهضوية فرح انطون، وبسط السؤال على ساحة المعنى : صيغ ومنازل، والتأثيلية والتعبيرية: مسلكان منهجيان لوضع المصطلح الفلسفي العربي المنقول. هذا مع حفر دقيق في أصالة "العقلنة" في الخطاب التراثي، وتحديد تمايز المفاهيم المتعلقة بالعقلنة والعقلانية والتبرير العقلاني. من ذلك أن العقلنة تختلف عن العقلانية في كون "العقلانية تقدم رؤية للعالم تترجم الكلي بين ما هو عقلي فيه، أي التناسق والنظام وواقع الكون نفسه، ولعل في هذا المفهوم للعقلانية ما يؤول بها في رؤيتها للواقع، إلى إقصاء اللامعقول فيه، أو ما ليس ذا طابع عقلي'. وعليه يمكن أن تكون الأفعال الإنسانية لمجتمع ما عقلانية في مبادئها ونظام علاقاتها، وفي ذلك ابتعاد عن "التبرير العقلاني الذي يبني رؤية كليّة للكون ، انطلاقاً من واقعة جزئية، أو عامل واحد، مع تهميش وتغييب ما قد يكون من أسباب ووقائع أخرى. وعلى ضوء هذه الاختلافات يتعقب المؤلف العقلنة في مسارها التراثي. ولا يخفى أن ازدحام الكلام على شفير الميتافيزيقا تجمع شتات منازله عروة السؤال الملازمة لكل فعل تفلسف، جديده وقديمه. وما من إجابة إلا وتحف بها سيول النقد، في تعدديتها واختلافاتها. والطامة الكبرى معاناة حضورها في الثقافة العربية المهيمنة، إذ رموزها مهمشون مضطهدون ، وملاحقون لأنهم متهمون من "أهل الجمود" بخلخلة الأصيل وإحداث الاضطراب في العقيدة وعلومها بأدوات معرفية دخيلة، وزحزحة التقليد بمعرفيات الحداثة وقيمها. وهكذا يبقى العقل العربي "معتقلا" في زنزانة الخوف والتردد، ليس له إلا اجترار ماضيه الذي سطعت أنواره في لحظات مضيئة من لحظات حريته التي رميت في سلة تاريخه.


نافذة على العالم
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة : ريم بسيوني:أبو حامد الغزالي أهم المتصوفة..وبذلت مجهودا لتصحيح بعض المعلومات
الأربعاء 14 مايو 2025 03:15 مساءً نافذة على العالم - قالت الدكتورة ريم بسيوني، إنها في أحدث رواياتها "الغواص" اطلعت على روايات فارسية كشفت لها جانبا مهما من حياة وفكر أبو حامد الغزالي، وأن هناك بعض المعلومات المغلوطة تم تصحيحها بعد نشر الرواية التي ضمت المعلومات الحقيقية. وقالت الدكتورة ريم بسيوني، في ملتقى اليوم السابع للفنون والثقافة، إنه كانت لدي فرصة للاطلاع على مجموعة كبيرة من الكتب سواء بالعربية أو الأجنبية، واطلعت على كتاب عن فلسفة الغزالي ذكر مخطوطة "أسد الغواص"، وكذلك الرسائل الفارسية، ومع البحث وجدت تلك الرسائل مترجمة إلى اللغة العربية في منتصف الخمسينات وغير متداولة أو منتشرة، وهو ما جعل الرسائل المترجمة غير شائعة، كما أن عدم وصول المعلومة إلى القارئ لا يعني عدم وجودها، بل إنها غير متداولة أو منتشره، وبالحديث عن معارك الغزالي وابن رشد، نجد أن هناك مجموعة كبيرة من مؤلفات الغزالي لم تصل إلى ابن رشد، لدرجة أن مجموعة كبيرة من المؤرخين أكدوا أنه إن كانت مؤلفات الغزالي قد وصلت لابن رشد، حينها لم يكن هناك أي خلافات أو معارك بينهما، وهو عكس ما حدث معي عندما وجدت مرجعا هاما يضم الرسائل الفارسية مترجمة، أما عن شخصية الغزالي داخل الرواية فهو حسب رؤيتي الشخصية. كما تحدثت الروائية والدكتورة ريم بسيوني عن صلاح الدين الأيوبي والذي ظهر في روايتها "الحلواني"، حيث قالت إن صلاح الدين شخصية كبيرة ومهمة يجب أن نقرأها في سياقها وفي ظرفها التاريخي. الجمهور له تأثير على الكاتب.. وتعلقي بالصوفية بدأ بسؤال من أحد القراء كما تحدثت الدكتورة ريم بسيوني عن تأثير الجمهور والقراء على حياة الكاتب وطريقة سرده بالأعمال الأدبية، حيث أوضحت أن بسبب تفاعلها الدائم مع الجمهور من خلال الجولات الميدانية والندوات الثقافية المتنوعة أنه أحيانًا ما تستفيد من الجمهور عندما يلفت نظرها أحدهم إلى شيء ما، سواء بقصد أو بدون قصد، وعلى سبيل المثال، فإن اهتمامي بالصوفية الذي بدأ ضعيفًا في عمر الـ 18، ازداد بعد ذلك عندما كنت في أحد الجولات وسألني أحدهم عن معنى الصوفية حيث قال: ما هي الصوفية؟ وهل يمكن أن تعطينا محاضرة عنها؟ حينها قررت البحث والتعمق أكثر في الصوفية، ولذلك فإنه من الممكن أن يكون هناك دور كبير للقارئ في توجيهك إلى شيء ما ويغير من طريقتك وتفكيرك، ولكن المعادلة المهمة للروائي أن يكتب ما يصدقه نفسه وليس ما يطلبه الجمهور أو الوسط الأدبي، كما يعد الروائي مستمع أكثر من كونه متحدث ويجب عليه أن يتملك وقت فراغ كبير للقراءة والكتابة. الدكتورة ريم بسيوني فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع تتحدث جانب من تكريم ريم بسيوني فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون أحمد إبراهيم الشريف أحمد الشريف خالد إبراهيم د. ريم بسيوني رامي سعيد ريم بسيوني توقع أعمالها فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون ريم بسيوني فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون ريم بسيوني خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع محمد سالمان محمد غنيم محمد فؤاد ريم بسيونى وبسنت جميل الدكتورة رسم بسيونى مع عبد الرحمن حبيب ريم بسيوني ومحمد عبد الرحمن الدكتورة ريم بسيوني مع علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع هناء أبو العز خلال ملقتى اليوم السابع للثقافة والفنون أميرة شحاتة تكريم ريم بسيوني فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون علا الشافى رئيس تحرير اليوم السابع تكرم الدكتورة ريم بسيوني


فيتو
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
محمد الغزالي، حجة الإسلام في القرن العشرين
روى أبو هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوله: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني. ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف. وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين. ما زلت أحتفظ بمسودات لعشرات المقالات التي خطها بيده الشيخ محمد الغزالي، منذ كنت أعمل بصحيفة "الشعب"، التي كان يصدرها حزب العمل الاشتراكي، قبل عدة عقود.. وما احتفاظي بتلك المقالات إلا تيمنا، وتبركا، واعتزازا بقيمة هذا الإمام المجدد، الذي اعتبره عديدون حجة في الإسلام، كأبي حامد الغزالي. محمد الغزالي هو واحد من دعاة الإسلام البارزين، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين؛ فهو مؤمن صادق الإيمان، مجاهد في ميدان الدعوة، ملك الإسلام حياته؛ فعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخر قلمه وفكره في بيان مقاصده وجلاء أهدافه. من هو؟ هو محمد الغزالي أحمد السقا، ولد في 5 ذي الحجة عام 1335هـ = 22 سبتمبر 1917، وتوفي في 9 مارس 1996= 9 شوال 1416هـ، عالم ومفكِّر إسلامي مصري، يعدّه الكثيرون من المهتمين بالفكر الإسلامي أحد أهم أعلام هذا الفكر في النصف الثاني من القرن العشرين. الشيخ محمد الغزالي، فيتو ويعتبر الغزالي أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، اشتهر بالتجديد في الفكر الإسلامي، وكونه من "المناهضين للتشدد والغلو في الدين"، كما يقول أبو العلا ماضي. سببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية. مولده ونشأته كان مولده في قرية نكلا العنب، بإيتاي البارود، بمحافظة البحيرة. أسماه والده بـ"الغزالي" تيمنا بالإمام أبي حامد الغزالي، فقد رأى في منامه الشيخ الغزالي وبشره بأنه سوف ينجب ولدا، ونصحه أن يسميه على اسمه 'الغزالي'، فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه. وكانت نشأته في أسرة متدينة، وله خمسة إخوة، فأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة من عمره. ويقول الغزالي عن نفسه: 'كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة'. التحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الإبتدائي وحصل منه على شهادة الكفاءة ثم الثانوية الأزهرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356هـ = 1937م)، والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف. وبدأت كتاباته في مجلة "الإخوان المسلمين" أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية، بعد تعرفه على الإمام حسن البنّا مؤسس الجماعة, وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة (1360هـ = 1941م)، وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة (1362هـ = 1943م) وعمره ست وعشرون سنة فقط. الشيخ محمد الغزالي، فيتو بدأت رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة، وتلقى الشيخ العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور محمد يوسف موسى وغيرهم من علماء الأزهر الشريف. سافر إلى الجزائر في بداية الستينيات للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة, ودرس فيها رفقة العديد من الشيوخ كالشيخ يوسف القرضاوي والشيخ البوطي حتى تسعينات القرن العشرين. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، مثل جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1989 م. علاقته بجماعة الإخوان أعجب محمد الغزالى، فى شبابه، بجماعة الإخوان، وتأثر بمرشدها الأول حسن البنا، فانضم إليهم، ثم اعتقل مع عدد من أفراد الجماعة عقب حلها عام 1948، إلا أنه فى عام 1952، قام خلاف بينه وبين حسن الهضيبى، مرشد الجماعة وقتها، انشق على إثره الغزالى عن الجماعة. ترجع أسباب هذا الخلاف إلى ما أورده الغزالى فى كتابه "من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث"، والذى كشف فيه الكثير من أسرار الإخوان، حيث أكد فيه أنه تيقن من وجود أصابع هيئات سرية عالمية تعبث داخل الجماعة، متهما أكبر قادة الإخوان وأبرزهم، وهو المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبي، بأنهم من الماسونيين. سياسة الخوارج وقال في هذا الكتاب: 'عزّ علىّ أن تتجدّد سياسة الخوارج مرة أخرى، وأن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، فيُلعَن أهل الإيمان ويُترَك أهل الطغيان. وبم؟ باسم أن القائد وبطانته لهم حق السمع والطاعة، بيد أن تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس! أىّ إسلام هذا؟ ومَنْ من علماء الأولين والآخرين أفتى بهذا اللغو؟ وكيف تُلبسون الدين هذا الزىّ المنكر؟ وهيهات.. فقد تغلغل هذا الضلال فى نفوس الناشئة؛ حتى سأل بعضهم: هل يظن المسلم نفسه مُسلمًا بعدما خرج من صفوف الجماعة؟'!!. الشيخ محمد الغزالي، فيتو وذكر الغزالى فى كتابه، معلقا على تولى المستشار حسن الهضيبى لمنصب المرشد: "لقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم حسن الهضيبى المرشد الثانى لجماعة الإخوان نفسه، ولكن لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على هذا النحو، وربما يكشف المستقبل أسرار هذه المأساة". مؤلفاته ترك محمد الغزالي تراثا هائلا للمكتبة الإسلامية، ومن مؤلفاته: الإسلام والأوضاع الاقتصادية.. الإسلام والمناهج الاشتراكية.. حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة.. الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسمالين. التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام.. فقه السيرة.. في موكب الدعوة.. ظلام من الغرب.. جدد حياتك. نظرات في القرآن.. كيف نتعامل مع القرآن.. مع الله.. دراسات في الدعوة والدعاة.. معركة المصحف في العالم الإسلامي. الإسلام والاستبداد السياسي.. هذا ديننا.. دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين.. الجانب العاطفي في الإسلام.. الإسلام في وجه الزحف الأحمر.. قذائف الحق. فن الذكر والدعاء عن خاتم الأنبياء.. دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين.. هموم داعية.. سر تأخر العرب والمسلمين. المحاور الخمسة للقرآن الكريم.. الطريق من هنا.. السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.. مستقبل الإسلام خارج أرضه. وفاته تحققت أمنيته بأن يدفن في البقيع، فتوفي في 9 مارس 1996م، في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


شبكة أنباء شفا
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- شبكة أنباء شفا
دانشمند … ملحمة الخروج من المتاهة ، بقلم : بروين حبيب
دانشمند … ملحمة الخروج من المتاهة ، بقلم : بروين حبيب كتب الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو يوما – وكان يرى قراءة الرواية مثل تسلق جبل: اقترح عليَّ أصدقائي الناشرون أن أتخفف من الصفحات المئة الأولى من اسم الوردة التي وجدوها عسيرة وتحتاج إلى كثير من الصبر. ودون أن أعيد التفكير رفضت، لأن تلك الصفحات المئة الأولى هي أشبه بكفّارة أو تدريب، وإذا لم يحببها المرء فالأمرُ أمره، وسيبقى عند سفح التل. خطر لي هذا الرأي لأيكو وأنا أنهي قراءة رواية دانشمند للروائي الموريتاني أحمد فال الدين، التي حجزت لها مقعدا ضمن ست روايات وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية هذه السنة. فحجم الرواية (630 صفحة) والموضوعات التي تناولتها تجعل القارئ المعتاد على الروايات ذات المئتي صفحة، والموضوعات العاطفية والاجتماعية، يتهيّبها، ولكن ما أن يدخل أجواءها حتى تتكشف له عوالم روائية مختلفة تشده بتفاصيلها وأحداثها، خاصة أنها تروي سيرة حياة غير عادية، لواحد من علماء الإسلام الكبار، الذي لا يزال تأثيره راهنا. فالإمام أبو حامد الغزالي لا يقل جاذبية علمية عن الشافعي أو عن شيخه الجويني كما لا يقل جاذبية صوفية عن ابن عربي وجلال الدين الرومي. ولم يكن أحمد فال الدين الروائي الوحيد الذي استلهم شخصية الإمام الغزالي في عمل روائي، فقد سبقه الروائي المغربي عبد الإله بن عرفة، باثني عشر عاما، لما كتب روايته طواسين الغزالي وإن كان ركز في روايته على الرموز وحساب الجمّل واحتجاز الغزالي في قلعة الحشاشين، كما ربط بين تصوف الحلاج صاحب الطواسين وتصوف الغزالي وهذا واضح بدءا من عنوان الرواية. أما الرواية الثانية التي استلهمت شخصية الغزالي فهي الغواص للروائية المصرية ريم بسيوني، وقد صدرت بعد سنة من رواية أحمد فال الدين، وكذلك كانت لها رؤيتها الخاصة لشخصية الغزالي، مع منح مساحة أكبر لحضور المرأة في حياته، خاصة زوجته. وهذه الروايات الثلاث تدخل ضمن خط بدأ يتسع في معمار الرواية العربية يستلهم الشخصيات التاريخية الكبرى، خاصة العرفانية منها، وما كتب عن جلال الدين الرومي وابن عربي يغنينا عن الأمثلة. ورواية دانشمند تقع ضمن هذا السياق، وهي تلفت انتباه القارئ من عتبتها الأولى مثيرة التساؤل حول معنى هذا العنوان الغريب. نقرأ في الغلاف الخلفي أن هذه الكلمة الفارسية تعني عالم العلماء، وقد وضح أحمد فال الدين في بعض لقاءاته المصورة، أنه اللقب الذي كان ينادي به تلاميذ الغزالي أستاذهم ومنهم تلميذه الفقيه الأندلسي أبو بكر بن العربي، ورغم أن الغزالي ملقب في الأدبيات الإسلامية بحجة الإسلام إلا أن لقب دانشمند أكثر غرابة وجاذبية، وأصلح أن يكون عنوانا لنص إبداعي، وقد نجح في لفت النظر إلى الرواية، كما نجحت العتبة الثانية كذلك في إثارة فضول القارئ، وهي أشبه بالمقدمة، حيث استلّ الروائي الفصل 55 من روايته وافتتح به كتابه، وأعطاه عنوان الميلاد الثاني فكانت هذه الطريقة أشبه بالإعلان الترويجي المصور للأفلام، وحسنا فعل أحمد فال الدين، فلولا ذلك لبدأت الرواية بداية تقليدية من طفولة الغزالي، التي كانت الميلاد الأول، لكنه قدّم الميلاد الثاني على الأول لأنه اللحظة المحورية التي قلبت حياة الغزالي رأسا على عقب أي لحظة التحول من عالِم مشهور يجالس الخلفاء والسلاطين، ويفحم الخصوم ويتبعه التلاميذ، إلى درويش صوفي يلبس المرقّعة وتدمى رجلاه من السير حافيا ويعاني من الفقر والجوع، تاركا وراءه حياة كاملة فيها زوجة وبنتان صغيرتان، يرى كل ما مضى من حياته غزْلا فاسدا لا بد من نقضه خيطا خيطا. وهذه الحيلة الفنية بتقديم هذا الفصل تغري القارئ بولوج عوالم الرواية بحثا عن فك لغز هذا التحول. قسم أحمد فال الدين روايته إلى خمسة أقسام هي: اليتيم، دانشمند، الهارب، الناسك، بقلب سليم. تتجزّأ هذه الأقسام بدورها إلى 95 فصلا مرقّما، بعض هذه الفصول مسبوق بأقوال مفتاحية لجلال الدين الرومي وغيره. وقد بدأت الرواية من الطابران -وهي جزء من مدينة طوس التاريخية قرب مدينة مشهد الإيرانية حاليا – سنة 456هـ وانتهت في المدينة نفسها سنة 505هـ ، وهو تاريخ وفاة الغزالي، أي غطت نصف قرن من حياته التي امتدت خمسا وخمسين سنة. أما مداها المكاني فقد امتد من كليرمونت في فرنسا إلى القدس مرورا بالقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وكبرى المدن الإسلامية في القرن الخامس الهجري، كنيسابور وأصفهان وبغداد ودمشق، وكان كل فصل يفتتح باسم المكان والزمان، الذي جرت فيه الأحداث وكأننا أمام كتاب حوليات. لا تكتفي هذه الرواية التاريخية العرفانية بتتبع حياة الغزالي ممّا بعد الولادة إلى الوفاة فقط، بل هي سجل دقيق لنصف قرن مائج بالأحداث السياسية والعسكرية والحروب والمؤامرات ووصف للمدن القديمة بأسواقها وحاراتها وبيوتها، بل حتى طعام أهلها وشرابهم ولبسهم، في دلالة واضحة على الجهد البحثي الكبير الذي سبق كتابة الرواية، حيث بنى أحمد فال الدين عوالم القرن الخامس حتى كأن القارئ يراها رأي العين، مما يغفر له استغراقه أحيانا في التفاصيل التي أثثت نصه الروائي. تقوم رواية دانشمند على صراعين خارجي وداخلي، فالصراع الخارجي متعدد الوجوه نجده بين المذاهب الإسلامية كالحنفية والشافعية في نيسابور وأصفهان، وبين الحنابلة والشيعة في بغداد، كما نجده بين السنّة ممثلين بالخليفة العباسي في بغداد، أو السلطان السلجوقي وبين الفرقة الباطنية وعلى رأسها حسن الصبّاح، ونجده أيضا بين السلطان السلجوقي ملكشاه مدفوعا من زوجته تركان خاتون، ووزيره الذي رباه نظام الملك، بل بين أبناء ملكشاه أنفسهم بعد وفاة والدهم وتقاتلهم على الملك، وأسوأ الصراعات ما كان بين الصليبيين الذين قادوا حملة لأخذ القدس، والمسلمين الذين أضعفتهم الانقسامات وأنهكهم الاقتتال في ما بينهم، ما يدفع القارئ إلى عقد مقارنة مع واقعنا الحالي وهو تشابه ذكره أحمد ولد فال في لقاء له وحصره في ستة أوجه: الغزو الأجنبي، الشقاق السياسي، الباطنية الدينية، الخلاف المذهبي، غياب خليفة مركزي، تسلط العساكر. ويتجلى واضحا هذا الإسقاط على الواقع في مشهد دخول الصليبيين إلى القدس، حيث يطابق ما حدث ويحدث الآن في هذه المدينة المقدسة فنقرأ في الرواية، كان صراخ النساء والأطفال الذين لاذوا بالمسجد يملأ المكان، مختلطا بأدعية العبّاد.. وحيث كانت الأصوات ترتفع من كل أطراف المدينة، صرخات استغاثة ممزوجة بأصوات المطعونين، ولكن في النهاية توغلت الخيول الصليبية داخل المسجد فما أشبه اليوم بالبارحة. أما الصراع الداخلي فقد استغرق القسم الأكبر من الرواية، في رحلة بدأت بالشك في جدوى حياته أستاذا مرموقا في المدرسة النظامية، يعيش في راحة مادية يجالس الخليفة ووزير السلطان، ويؤلف الكتب الرائجة، ولكن كل هذا لم يمنحه السكينة الروحية إلى متى هذه الحيرة وهذا العناء؟ إلى متى ستظل يدي ممدودة إلى السماء وهي تزداد بعدًا وتمنعا؟، وبعد حوارات طويلة داخلية استبطن فيها الروائي نفسية الغزالي الذي تقلب فيها من الفلسفة إلى التصوف ليصل إلى مرحلة التصالح مع الذات ووضوح الرؤية، وهي الفترة التي ألف فيها كتابه الأشهر إحياء علوم الدين. وفي أثناء تتبع حياة الغزالي من طفولته إلى مماته يحرص أحمد فال الدين على الإضاءة على الجوانب الإنسانية من حياة دانشمند فهو يتأثر بالحضور النسوي حين يقول مثلا: لماذا أجدني صلبا أمام كل شيء إلا النساء، حتّى إذا مرّت فتاة ريع قلبي، أو فاح عطر من أردان امرأة كاد فؤادي يطير، كما كانت له قطة يعطف عليها شعرت بوفاته فخرجت تموء مواء منكرا، إضافة إلى مقاطع كثيرة من الرواية تعرض إلى علاقته بزوجته خلوب التي كانت جارية أهداها له الوزير نظام الملك وولدت له ابنتين. عوالم الرواية متشعبة مكتوبة بلغة عالية تقمصت روح ذلك العصر، تُميّزها عن الكثرة الغالبة من الروايات التي نقرأها، وبعض كلماتها أصبحت غير متداولة في عربيتنا الحالية مثل (الدرّاعة، صكّت الباب، معتجرين، الخدلة، الشيضم، عيبة الملابس، من قُلّة إلى قُلّة)، ولم يثقل الرواية في رأيي سوى الاستفاضة في نقل بعض النصوص مثل النقول عن كتب الباطنية، أو فقرات من كتاب سياست نامه لنظام الملك، أو المناظرات الطويلة مثل مناظرته مع الشيخ صفي الدين الهمداني أو مناظرته عن قدم العالم وحدوثه مع العالم النصراني حتى البغدادي، أو بعض القصص الفرعية المقحمة التي كان يمكن الاستغناء عنها، مثل قصة الرجل الميت الذي حين أرادوا تغسيله وجدوه منقبض اليد على ورقة كأنها وصيته. وهذه الملاحظة لا تقدح في رواية جعلتنا نعيش مع الصوفية في الخانقاه، والعلماء في النظامية، والحكام في قصورهم، والعامة في معايشهم، والحشاشين في جحورهم، والصليبيين في خيامهم، بل جعلتنا نستذكر بعد أن نتم 630 صفحة من داشمند، جملة لأيكو أيضا يقول فيها تسلّق الجبال متعب طبعا، لكنه يجذب لأنه متعب. تلك هي اللذة التي تمنحنا إياها الأعمال الجيدة.