أحدث الأخبار مع #الفتنة


الجزيرة
منذ 6 أيام
- سياسة
- الجزيرة
العفو الدولية تدعو الهند للإفراج عن أكاديمي مسلم اعتقل بسبب تغريدة
طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج الفوري عن الأكاديمي المسلم، علي خان محمود آباد، الذي اعتقلته الشرطة الهندية بتهمة "الفتنة" بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي. ودعا آكار باتيل، مدير مكتب منظمة العفو الدولية في الهند ، الشرطة إلى التوقف عن معاملة البروفيسور علي خان محمود آباد كأنه مجرم لمجرد إبداء رأيه على وسائل التواصل الاجتماعي ودعوته لتحقيق العدالة لضحايا الاعتداءات و"الظلم باستخدام الجرافات" في البلاد. وأضاف أن اعتقاله بسبب منشور على وسائل التواصل "انتهاك لحقوقه في حرية التعبير والحرية". وأشارت المنظمة إلى أن اتهام البروفيسور علي خان محمود آباد بالفتنة وتهم أخرى "ليس فقط غير منطقي وغير مبرر إطلاقا، ولكنه أيضا يظهر كيف كانت السلطات تسيء استخدام القانون بشكل مستمر لاستهداف أي شخص لديه وجهة نظر نقدية في البلاد". يذكر أن محمود آباد أستاذ مشارك ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة أشوكا في الهند. وفي الثامن من مايو/أيار، نشر آباد على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدة قال فيها إنه سعيد برؤية ثناء اليمين الهندي على العقيد صوفيا قريشي، التي كانت واحدة من المتحدثين باسم القوات المسلحة الهندية في الإحاطات الإعلامية أثناء المناوشات مع باكستان ، لكنه أضاف بأنهم "يجب أن يعبروا أيضا عن دعمهم لضحايا الاعتداءات بالضرب العشوائي والهدم التعسفي والتحريض على الكراهية من قبل الحزب الحاكم" (بهاراتيا جاناتا). ومع ذلك، اتهمت لجنة المرأة بولاية هاريانا البروفيسور بمحاولة "تشويه الأعمال العسكرية الوطنية". واستنادا على هذا وعلى شكوى زعيم جناح الشباب لحزب بهاراتيا جاناتا، قدمت شرطة هاريانا تقريرا ضد البروفيسور واعتقلته في 18 مايو/أيار من منزله في دلهي.


الغد
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
فتنة العصر (2): حين تسقط المعارضة
الدكتور محمد العايدي تلتزم الدولة الحديثة باحترام حرية التعبير، وتستجيب لمطالب الشعوب فيما لا يتعارض مع مصالح الدولة، ويعود بالنفع للصالح العام، وقد تستغل هذه المساحات من الحرية عند أصحاب النظرة الضيقة للتحول إلى نهج المعارضة، وكأن المعارضة غاية في ذاتها، وليست وسيلة للمطالبة بالحقوق المشروعة، وتنتهي بالحصول عليها ضمن القنوات القانونية، ولذا قد تصبح المعارضة سيف ذو حدّين: إما أن تكون ضميراً يقظاً ينير الطريق لبناء مجتمع سليم، أو تتحول إلى معول هدم وخنجر مسموم في خاصرة الوطن، وبين المعارضة الشريفة والخيانة المقنعة خيط خفيّ، يظهر من خلال السلوكيات والقيم التي لا تخفيها الشعارات، ولا تغطيها الأقنعة. اضافة اعلان فعندما تتماهى بعض الجهات المأزومة داخل الوطن مع الأبواق الخارجية لبث الفتنة، والتشكيك بالمؤسسات الوطنية، معنى ذلك نحن أمام خيانة مقنعة برداء الوطن، حيث تستخدم المنصات الخارجية للنيل من سمعة الوطن والتشكيك في إنجازاته بخاصة عندما تكون هذه الانجازات مرتبطة بمواقف إنسانية لا يمكن المساومة عليها، كالمساعدات التي يتم إرسالها إلى أهلنا في قطاع غزة المدمرة، فمثل هذه المواقف والتصرفات يجعلنا نعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمعارضة، متى تكون شريفة ومتى تسقط في الخيانة ؟ فالمعارضة الشريفة في جوهرها هي فعل ناضج ينبني على الشعور العميق بالمسؤولية، فهي تعارض من أجل أن تبني لا من أجل أن تهدم أو تشوه، وتدافع عن الثوابت الوطنية في الوقت الذي تطالب فيه بالإصلاح، وتمييز بين الدولة ككيان مقدّس لا يجوز المساس به أو العبث، وبين الحكومة كأداة قابلة للنقد والتقويم، فحين تطال المعارضة ثوابت الدولة، وتحرض على مؤسساتها فإنها لا تكون ساعتئذ معارضة، بل خيانة مقنعة بقناع الحرص، وتتغذى على نار الفتنة. المعارضة الشريفة قد تحاسب الحكومات على تقصيرها أو أدائها، فمن يعيش داخل وطنه ويقارع الرأي بالرأي، ويقف في وجه الخلل حباً في وطنه وخوفاً عليه، فهذا ترفع له القبعات، ولكنه لا يهاجم الأرض والتاريخ والرموز، ولا يتصيد في الماء العكر، ولا يختلق الوقائع ويضخم الأخطاء من أجل النيل من سمعة الوطن، والإخلال بصورته محلياً وعالمياً. نحن في عصر أضحى الإعلام فيه مفتوحاً حيث يستطيع الشخص من على شرفة منزله، وهو يحتسي فنجاناً من القهوة أن يوصل صوته للعالم، ويعبر عن رأيه بضغطة زر، ولذا من يريد أن يعارض لا يحتاج إلى فم مفتوح فقط، بل إلى ضمير حيّ واعٍ، فليس كل معارضة يقصد منها الإصلاح، ولا كل معارضة جديرة بالاستماع إليها، فالخيانة قد تتسلل من نافذة المصالح الشخصية والحسابات الفئوية، وتغلّف بثوب الحقوق والخوف على المصالح الوطنية، فندخل بسببها في فتنة العصر، التي تربك العقول، وتفقد البوصلة، وتغري البسطاء بشعارات منمقة، قد تفتك بالمجتمع وتمزق وحدته. والمعارضة الشريفة تعرف أن وقت الشدائد تُختبر المواقف وتنكشف النوايا، فهي تغلق كل الحسابات وتنسى الخصومات والمناكفات، وتضع الوطن في لحظات الشدة أولاً وثانياً وأخيراً، فلا قيمة لمعارضة لا ترى في الوطن ومصالحة خطاً أحمر، ولا كرامة لفكر يرفع شعارات وهو يتواطأ مع كل من يتربص بأمن البلاد واستقرارها. الأردن الذي أثقلته الجغرافيا بالتحديات واستطاع بحنكة قيادته الحكيمة أن يتخطى كل الصعاب، لا يخشى معارضة شريفة تريد للوطن خيراً، فكم من ناقد في وطننا قد ساهم في الإصلاح، ودفع بمسيرة الديمقراطية إلى الإمام، ولكنه لا يرضى في نفس الوقت أن يكون بوقاً لأجندات خارجية قد تنال من ثوابت الوطن وسمعته. وهنا نؤكد أن المعارضة الشريفة وجهاً آخر للوطنية، أما المعارضة المأجورة فهي صورة للخيانة، وإن ارتدت ثوباً نظيفاً، والوطن لا يحتاج إلى الذين يصرخون من الخارج ويسيؤون له بالهاشتاغات، بل هو يحتاج إلى من يبنيه من الداخل ويحمل همه في قلبه. وأخيراً السؤال الذي يجب أن يطرح بجرأة : متى تتحول المعارضة إلى خيانة ؟ الجواب بدون تعقيد: عندما تنتقل المعارضة من ميدان النقد إلى معسكر التحريض ضد الوطن ومؤسساته، عندما تتحدث بلغة التخوين والتحطيم، بدل أن تتحدث بلغة البناء والحرص، عندما تنتقل من المطالبة بالإصلاح إلى التحالف مع خصوم الوطن لإضعافه، عندما تخرج عن الثوابت بحجة الحرص على الوطن.


الشروق
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشروق
'بنات المحروسة' يتفوق على 'معاوية'.. وسهيلة معلم أفضل ممثلة في الدراما العربية
افتك مسلسل 'بنات المحروسة' الذي بث على قنوات الشروق خلال رمضان 2025، لقب أفضل مسلسل عربي عبر الاستفتاء الذي أطلقه موقع 'سوليوود' السعودي لاختيار أفضل الأعمال في موسم دراما رمضان 2025، كما نالت الممثلة الجزائرية سهيلة معلم لقب أفضل ممثلة في الدراما العربية عن دورها في ذات المسلسل. تمكن مسلسل «بنات المحروسة» للمخرج أسامة قبي من حصد نسبة تصويت مقدرة بـ41.39% من أصوات المشاركين في الاستفتاء، متفوقًا على عدد من المسلسلات العربية الأخرى، على غرار مسلسل 'معاوية' لأحمد مدحت الذي جاء في المرتبة الثانية بنسبة تصويت بلغت 25.99%، فيما نال مسلسل 'ابن الباشا' لجوليان معلوف المرتبة الثالثة بنسبة تصويت 7.13%، و6.62% لمسلسل 'رحمة' لمحمد علي المجبود الذي جاء في المرتبة الرابعة. وفازت الممثلة الجزائرية سهيلة معلم بلقب أفضل ممثلة في الدراما العربية عن دورها في مسلسل 'بنات المحروسة' بنسبة تصويت بلغت 33.65% محتلة بذلك المرتبة الأولى، كما تفوقت على بطلة مسلسل 'معاوية' الممثلة عائشة بن احمد التي تحصلت على المرتبة الثانية بنسبة 19.97% وبطلة مسلسل 'ابن الباشا' الممثلة هند نزار التي جاءت في المرتبة الثالثة بنسبة تصويت مقدرة بـ12.07% والممثلة التونسية ريم الرياحي التي نالت المرتبة الرابعة بنسبة 10.87% عن دورها في مسلسل 'الفتنة'. وعرف استفتاء 'سوليوود' فوز مسلسل 'شارع الأعشى' بلقب أفضل مسلسل سعودي، و'إش إش' كأفضل مسلسل مصري، كما توج مسلسل 'أم أربعة وأربعين' بلقب أفضل مسلسل خليجي، و'بالدم' كأفضل مسلسل في الدراما السورية واللبنانية، وافتك الممثل لجين إسماعيل لقب أفضل ممثل في الدراما العربية، فيما نال الفنان خالد صقر لقب أفضل في الدراما السعودية عن دوره في مسلسل 'شارع الأعشى'، واحتل عبد الرحمن نافع المركز الثاني عن أدواره في مسلسلي 'الشميسي'، و'شارع الأعشى'، و'عمتي نوير'، وعاد المركز الثالث للممثل براء عالم عن دوره في مسلسل 'شارع الأعشى'، والممثل إبراهيم الحجاج في المرتبة الرابعة عن دوره في مسلسل 'يوميات رجل عانس' والممثل المصري احمد العوضي لقب أفضل ممثل في الدراما المصرية. أما في الأداء النسوي، فقد فازت الممثلة إلهام علي بلقب أفضل ممثلة في الدراما السعودية عن دورها في مسلسل 'شارع الأعشى'، وعادت المرتبة الثانية للممثلة العنود عبد الحكيم عن دورها في مسلسلي 'شارع الأعشى'، و'الزافر'، أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الممثلة آلاء سالم عن دورها في مسلسل 'شارع الأعشى'، فيما عادت المرتبة الرابعة للممثلة لمى الكناني عن دورها في ذات المسلسل، كما نالت الممثلة المصرية سمية الخشاب لقب أفضل ممثلة في الدراما الخليجية عن دورها في مسلسل 'أم أربعة وأربعين'، وتوجت الممثلة الجزائرية سهيلة معلم بلقب أفضل ممثلة في الدراما العربية عن دورها في مسلسل 'بنات المحروسة'.


٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
محمد علي بن جمعة الساحر العاشق للتجديد
مقنع حدّ التماهي مع وجع الشخصية وفرحتها، له القدرة على استحضار كل الآليات النفسية والفيزيولوجية للشخصية التي قدمها إما على المسرح او في التلفزة او السينما، الممثل المتمكن محمد علي بن جمعة من رموز الدراما للعام 2025 ونجح في شخصية "ادريس" التي قدمها في مسلسل "الفتنة" اخراج سوسن الجمني. محمد علي بن جمعة لا يمثّل امام الكاميرا بل يتقمص الشخصية ويتناص مع كل جزئياتها، في رمضان 2025 ابدع بن جمعة باكثر الشخصيات شرّا، شخصية "ادريس السلامي" التي حققت نسب مشاهدة مرتفعة ونسب كره حتى اصبحت ترند الشرّ الاول في الاعمال التونسية لهذا الموسم لدرجة انّ (الممثل في اطار الدعابة خرج الى الجمهور يطلب منهم بكل اللطف التقليل من الدعاء على شخصه والدعاء على ادريس) بسبب التناص الكلّي بين الشخص والشخصية . بن جمعة اتقن الشخصية بإبعادها التقنية والدرامية، حفر في ذاكرتها ورسم لها ملامح مميزة، هادئة، رصينة في المنطوق، تحترم الواجبات وتحرس على الصداقة، قيم مفقودة تمنحها الشخصية للجميع وفي المقابل، شريرة لا تعرف معنى صلة الرحم ويمكنها شراء الذمم والخيانة فقط لاجل مصلحة الانا على المجموعة، شخصية تكرس للفردانية وتشرّع لها باستعمال كل السبل، فالغاية تبرر الوسيلة هو الشعار الذي عملت به شخصية "ادريس السلامي" طيلة حلقات العمل باستثناء المشهد الاخير من المسلسل. لمحمد علي بن جمعة قدرة رهيبة على الاقناع، في المشهد الواحد يطير الى اقصى درجات الفرحة ثم ينقلب الى قاع الحزن في لحظة واحدة، ملامح وجهه تختزل قصص الشخصية وحكاياتها المتواترة، يتقن آلياته ويعرف كيف يشدّ إليه الجمهور رغم قيم الشرّ الكثيرة التي قدمتها الشخصية في العمل، ليكون بن جمعة ّ"دومينو" العمل يحرّك في فلكه بقية الشخصيات والاحداث حسبب مزاج شخصية "ادريس" وأهوائها النفسية والمادية. تميز محمد علي بن جمعية في شخصيته الجديدة "ادريس السلامي" التي تعيش تناقضات جذرية، فالشخصية تعيش الهدوء والثورة، الحلم والكره، شخصية تبحث عن التموقع في كل الاماكن وفي الوقت ذاته تستعمل جميع اساليب الشر لتحمي ذاتها، شخصية جريئة وانهزامية في الوقت ذاته، متناقضات نفسية عديدة ابدع بن جمعة في ملامستها لتنجح الشخصية وتكون "ترند الشر" على وسائل التواصل الاجتماعي، ولان بن جمعة ممثل متمكن من الياته ويعرف انّ للتمثيل هدف فقد ظهرت الشخصية للجمهور بوجه اخر في الحلقة الاخيرة، تغيرت مساحة الشرّ بعد ان وقفت الشخصية امام مراتها البشعة وحاولت الاصلاح، فالشخصية الشريرة بحثت في ذاتها لتخرج منها النور ويكون سبيلها للاصلاح وحقق المشهد الاخير من العمل. مشهد جمع الانكسار والضعف والعزّة بالانتماء الى الاخوة نسب مشاهدة مرتفعة واحدث الجدل بين متابعي العمل، فلا وجود لشر مطلق او خير مطلق والانسان قادر على الاختيار وتحمّل المسؤولية، ليكون الاصلاح افضل سبل العيش وهي رسالة "ادريس السلامي" الى متابعي العمل. محمد علي بن جمعة نجح في شخصيته الجديدة كما نجح في ادواره السابقة، وان ينجح الممثل في دور او شخصية فالامر متاح، لكن ان يحافظ الممثل على سمة النجاح في كل شخصية يلعبها ويمنحها الكثير من الصدق فهو امر يحسب للمثل، محمد علي بن جمعة حافظ على نجاحه امام الكاميرا، كما سبق وان نجح في السينما والمسرح حدّ ان رسخ دوره في "جنون" في ذاكرة التونسيين، ممثل متمكن من الياته الفنية ومحبّ لفنّ التمثيل، يبدع كلما سنحت له الفرصة، خليفة الراحل فتحي الهداوي كما وصفه بعض المتابعين للشخصية، ليثبت محمد علي بن جمعة ان الممثل كما الصلصال يتشّكل وكل شخصية يمنحها جزء من روحه وافكاره. محمد علي بن جمعة، فنان جامع و شامل، رمزٌ و مثال للجدّية و التواضع و العطاء و ناقل لوباء المسرح لأجيال قادمة في فضائه الثقافي " المَخزَن" و هو الخازن المُختزِن لفنٍّ لا لِقاح ضده و لا دواء كما كتب عنه المسرحي انور الشعافي، فبن جمعة يحرس على تمرير حبه للمسرح الى ابناء حيّه في باب سويقة عبر فضاءه المخزن الثقافي الذي احتضن لأعوام مواهب الشباب وصقل حبّهم للمسرح هواية وممارسة، وحلمه الابرز ان يكون المخزن، مسرح صغير ينصت لأحلام ابناء حومة باب سويقة ويحوّلها الى ابداعات فنية. محمد علي بن جمعة الفنان المتلوّن والممثل المتمكن من شخصياته، لعب الى جانب امهر الممثلين، على غرار "المنشار الحائر" مع رجاء بن عمار، و"كلام الليل" مع توفيق الجبالي، "جنون" مع الفاضل الجعايبي ورافق الفاضل الجزيري طيلة 10اعوام تعلّم فيها الكثير، نجح في السينما في افلام "الجايدة" لسلمى بكار، و"زهرة حلب" مع رضا الباهي، و"بورتوفارينا" لابراهيم لطيّف، وفيلم "هدوء نسبي" مع شوقي الماجي، كما نجح في الدراما في "الدوامة" و"دار نانا" و"جنون القايلة" و"براءة" و"الفلوجة" واخر الاعمال "الفتنة"، ليثبت محمد علي بن جمعة انّه ساحر وحارس امين لفن التمثيل.


Tunisie Focus
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- Tunisie Focus
الفتنة نائمة… لا توقظوها !!! (4) (رابعا و أخيرا)
لئن كانت « الفتنة » في المسلسل التونسي فتنة اجتماعيّة فإنّ « الفتنة » في مسلسل « معاوية » فتنة سياسيّة. و لقد كان بي مَيل إلى متابعة هذا المسلسل منذ البداية. هو بطبيعة الحال مسلسل تاريخيّ. و من هذا الجهة يتوسّم المتفرّج الاستفادة التاريخيّة من مرحلة مهمّة من مراحل تاريخنا الدّيني و السياسي، و يتوسّم قراءة طريفة مجسّدة لفترة من فترات ثقافتنا و حضارتنا الخارجة من البداوة إلى المدنيّة و يتوسّم قراءة في تبيّن ملامح شخصيّة إسلاميّة من أهمّ الشخصيات الفاعلة في منعطف سياسيّ خطير خارج بالدّين و الدّولة من العصر الراشدي إلى العصر الملكيّ و ما دام المسلسل قراءة في التاريخ فإنّه من الطبيعيّ أن يختلف مع كاتبه و مخرجه فيما قد يكون تصوّره من « الحقائق » و الأحداث التاريخيّة أو ما يكون تصوّره من المعالم الجغرافيّة و الثقافيّة أو ما يكون تصوّره من الملامح في شخصيّات الأبطال و إدارة الأحداث و مع كلّ ذلك و غير ذلك فإنّ في و الحقّ أنّ قراءة التاريخ و استحضار الماضي إنّما هو، في الغالب، ضرب من الإسقاط على الحاضر و استئناس في تدبّر المستقبل. و من هذه الجهة كان من المفيد الالتفات إلى سيرة سياسيّ من حجم معاوية في لحظة من لحظات انطلاق العرب نحو الحضارة و العالميّة و أنا، في مثل هذا الموقف المستأنس بالتاريخ، متناسٍ ما ثبت في كتب التاريخ عن دهاء معاوية و إدارته لصالحه لفتنتين إحداهما في إزاحة عليّ بن أبي طالب عن الخلافة بقميص عثمان و الثانية في حشد الأصوات لمبايعة ابنه يزيد و تحويل وجهة الخلافة إلى نظام ملكيّ وراثيّ، و أنا متوقّف عند خصال رأيت أنّ كاتب المسلسل كان حريصا على إبرازها و التّمثيل عليها، منها الشخصية الكارزماتيّة لمعاوية بوزنه البدني و وسامته و رصانته و بلاغة لسانه و ثباته و رجاحة عقله فقد كان لمعاوية في المسلسل سند حزبيّ أمويّ يقابله حرص على ازدهار أمّة جامعة عربيّة و إسلاميّة و ذمّيّة و كان في معاوية قناعة بأنّ مخالفة الناس له حقّ و أنّ الجنوح إلى الصلح و المفاوضة واجب ما استطاع إليه سبيلا و أنّ للكلمة الطيّبة نفوذا أمضى من نفوذ السّيف و إراقة الدّماء وأنّ العفو جميل عند المقدرة و كان في معاوية تفانٍ في خدمة الأمّة و الاستجابة لمطالبها و التأسيس لهياكلها العدليّة و الإداريّة و لا أخفي عليكم أنّني كنت مبصرا لمعاوية بعين و كانت عيني الثانية ترنو، في الوقت نفسه، إلى حاضر عربيّ و تونسيّ مفتقد في إدارته إلى أمثال معاوية من الرجال و النساء الخطّائين قليلا و القادرين الوطنيين كثيرا الدكتور الهادي جطلاوي