أحدث الأخبار مع #الفقر


الغد
منذ يوم واحد
- سياسة
- الغد
ظهرة الرمل.. مساكن منسية خارج الزمن
حابس العدوان اضافة اعلان دير علا– ظهرة الرمل تلك البلدة الهادئة التي تتبع للواء دير علّا ما تزال بعض أحيائها تعيش خارج نطاق الزمان والمكان، إذ تفتقر لأبسط مقومات الحياة العصرية وكأنها منسية.ففي كل حكاية الكثير من الغصّة والألم، قصص تجسد بؤس الفقر المدقع، وغياب فرص العمل والتلوث وانعدام الخدمات الأساسية كالنقل والكهرباء والماء.واقع البلدة لا يختلف كثيرا عن واقع عدد من التجمعات السكنية المترامية على امتداد وادي الأردن حيث تتجلى مشاهد انعدام البنية التحتية الأساسية، فضلا عن العوز والفقر والتعب الذي يفرضه الواقع المعيشي والاقتصادي.ورغم المطالبات المتكررة من السكان إلا أن الوعود بقيت حبيسة الأدارج بحجة أن منازل الأهالي مقامة على أراضٍ تعود ملكيتها لخزينة الدولة بحسب عضو مجلس محافظة البلقاء وأحد سكان البلدة مطر أبودية، قائلا "تستمر الوعود وتغيب الأفعال ويبقى الخاسر الوحيد هم سكان تلك المنازل البالغ عددهم نحو مائة أسرة."ويبين أبو دية أن غالبية الأسر التي تقطن المنطقة جرى ترحيلهم سابقا من مناطق سكناهم بعد أن تم تخصيصها لمزرعة الجامعة، فاضطروا الى الزحف خارج هذه الأراضي إلى أراضي الخزينة المجاورة، موضحا أن غالبية السكان هم من محدودي الدخل ولا يمكنهم بأي حال شراء أراض والبناء عليها.ويضيف "نعيش في القرن الحادي والعشرين وما تزال تلك المنازل بلا كهرباء أو ماء أو أي خدمات تذكر ما اضطر البعض الى اللجوء لاستخدام الأساليب التقليدية التي عفا عليها الزمن أو المخاطرة بأرواحهم وأرواح أبنائهم في سبيل مد سلك كهربائي موصول بإحدى الشبكات،" مشيرا إلى أن مطالب الأهالي تتلخص في إيصال التيار الكهربائي والماء والخدمات الأخرى التي لا تقل أهمية كتخصيص الأراضي التي يعيشون عليها منذ حوالي خمسة عقود وأكثر.أما موسى عبيدالله فيبين أن أهالي المنطقة المحرومة يلجأون إلى طريق خطرة للحصول على التيار الكهربائي سواء الاستجرار من الشبكات او بمد أسلاك كهربائية خارجية للحصول على الكهرباء من المنازل القريبة التي تتوفر فيها الكهرباء بطرق قانونية، لافتا إلى أن معظم الأسر تعتمد على الصهاريج للتزود بالمياه ما يكبدهم أعباء مادية كبيرة في ظل عدم وجود شبكة مياه.وينوه إلى أن الأهالي رغم فقرهم وعوزهم إلا أنهم ما زالوا يأملون بحياة ينعمون فيها بأبسط الخدمات الإنسانية والحياتية وخصوصا الأمن والاستقرار، لافتا إلى أن بقاءهم في هكذا وضع يضعهم على الدوام تحت التهديد والإخلاء حتى إن بعضهم يعيش في بيوت الشعر خوفا من تكبد بناء منزل وخسارته لاحقا.المشلكة الأكبر وفق عبيدالله أن هذه الأسر "فرخت" الكثير من الأسر الصغيرة التي باتت تشكل عبئا على بيت العائلة، فغالبية الشباب تزوجوا وأسسوا أسرا جديدة إلا أنهم هم أيضا انخرطوا في المعاناة في ظل ازدحام منزل الأسرة وغياب الخدمات، منوها إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحول دون تأسيس حياة أسرية في منزل مستقل، فالدخل محدود والايجارات مرتفعة ولا يوجد أراض سكنية للبناء عليها.ويقول محمد عبدالله إن أهالي القرية يرزحون منذ سنين طويلة تحت عذاب الظلام والعطش والخوف، مبينا ان الجهات المعنية ترفض ايصال المياه للمنازل لعدم حصول اصحابها على أذونات أشغال ما يحملهم كلفا باهظة خصوصا خلال فصل الصيف مع ازدياد الاحتياج للماء.ويبين أن المنطقة التي تقع أطراف بلدة ظهرة الرمل تعاني فقراً وضعفاً في خدمات أخرى كالنظافة والطرق التي ما تزال ترابية وبعضها مليء بالحفر والمطبات، قائلا "لماذا يتم تجاهل أهالي المنطقة الذين يسكنون منازل قائمة منذ أكثر من خمسة عقود رغم أنهم مواطنون كغيرهم."ويؤكد عبدالله أن الحلول سهلة وممكنة ولكنها تحتاج إلى قرار، فشركة الكهرباء بإمكانها إيصال التيار للمنازل المقامة بصورة مؤقتة لتجنيب السكان مخاطر العبث بالشبكات والاستجرار غير القانوني ما يقلل من الفاقد الكهربائي، وكذلك المياه فبإمكان سلطة المياه إيصال اشتراكات مياه مؤقتة للمواطنين وهو الأمر نفسه الذي يجب على البلدية وسلطة وادي الأردن القيام به بفتح الشوارع وتوفير الخدمات الضرورية للسكان.ويرى موسى علان أن هؤلاء السكان يعيشون معاناة يومية بدون ماء وكهرباء، نهارهم مؤلم وليلهم معتم، فيما تحيط بهم مخاطر الكلاب الضالة والمشاكل البيئية الناجمة عن اضطرارهم إلى حرق نفاياتهم في الجوار، مشيرا إلى أن أسرا بأكملها تفتقد إلى أدنى مقومات الحياة، ناهيك عن خوفهم المستمر من هدم منازلهم بحجة أنها مقامة على أراضي الدولة.ويجمع السكان على ضرورة أن تقوم الحكومة بتخصيص الأراضي التي عليها منازلهم في ظل عدم وجود أراض سكنية على غرار تلك التي خصصتها سلطة وادي الأردن إلى سكان الوادي وإلا فإن هذه المنطقة المنسية لن تجد طريقها إلى التنمية والخدمات الأساسية.ويؤكد رئيس بلدية معدي الجديدة فيصل النعيمات أن جميع المساكن التي لم تصلها الخدمات في منطقة ظهرة الرمل مقامة على أراضي الخزينة، ولا يمكن بأي حال إعطاء أذونات أشغال لإيصال الخدمات لها إلا بعد أن يتم تخصيصها للمواطنين وإدخالها للتنظيم، موضحا أنه يوجد مشروع الأراضي الشفا غورية التي يتم العمل حاليا على إعداد الدراسات الهندسية اللازمة لتوزيعها كوحدات سكنية لأبناء الوادي ومن ضمنهم أبناء منطقة ظهرة الرمل إلا أن العائق الأكير في حال تم توزيعها ان هذه الأراضي تحتاج إلى موازنات كبيرة لتأهيلها وإيصال الخدمات لها والبلدية في ظل الظروف الراهنة غير قادرة على ذلك.ويشاركه الرأي مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الوسطى والشمالية المهندس فيصل الفقير أن الأراضي المقام عليها الأبنية هي أراضي خزينة وإيصال الخدمات إلى ساكنيها يحتاج إلى قرار حكومي، موضحا أن مجلس الوزراء أصدر قرارا في العام 2013 بمنع إيصال الخدمات لأي منازل مقامة على أراضي الخزينة.ويؤكد الفقير أن السلطة شرعت بإعداد المخططات اللازمة للأراضي الشفا غورية ليصار إلى تخصيصها كأراض سكنية لأهالي المنطقة بهدف الحد من الزحف على الأراضي الزراعية، وسيتم بعد الانتهاء من إعداد المخططات اللازمة توزيعها على المواطنين من أصحاب الاستحقاق.يذكر أن عددا كبيرا من سكان عدة مناطق في وادي الأردن يعاني من نفس المشكلة خصوصا في سويمة والنهضة وسد الكرامة في لواء الشونة الجنوبية وما يزالون يعانون بانتظار إيجاد حل جذري لمعاناتهم.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- سياسة
- الجزيرة
يضحون بالبشر.. من هم أنصار "تحسين النسل" في أميركا؟
"إن صورة أغنى رجل في العالم وهو يقتل أفقر أطفال العالم ليست جميلة"، قالها مؤسس مايكروسوفت، الملياردير الخيري بيل غيتس عن إيلون ماسك خلال مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، في وقت سابق من هذا الشهر. وقد أشار غيتس بشكل غير مباشر إلى دور ماسك في تقويض الوكالة الفدرالية للمساعدات الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وهي الوكالة التي تم توجيه مليارات الدولارات عبرها لعقود نحو الحد من الفقر العالمي، والقضاء على الأمراض. لكن ذلك تغيّر، عندما قاد ماسك الحملة لإنشاء وزارة الكفاءة الحكومية غير الرسمية التابعة للرئيس دونالد ترامب (DOGE) لتفكيك الوكالة في فبراير/ شباط. وقال غيتس في مقابلة لاحقة في برنامج (The Late Show with Stephen Colbert)، موسعًا تعليقاته السابقة: إنّه "ما لم نعكس المسار بسرعة، فإننا سنشهد وفاة أكثر من مليون طفل إضافي حول العالم". لكن بغضّ النظر عمّا يراه بيل غيتس أو غيره، فإن استخفاف إيلون ماسك بحياة البشر لا يقتصر فقط على دوره في قيادة وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE). بل إن هذا النهج الفكري لا يخصّ ماسك وحده، بل يُعبّر عن توجّه أوسع داخل إدارة ترامب وعلاقاته مع عدد من المليارديرات. فقد أفسح ترامب المجال لنفوذ مجموعة من أنصار فكر "تحسين النسل"، سواء من التيارات القديمة أو بصيغها المعاصرة. ويؤمن بعض هؤلاء بفلسفة تُعرف بـ"المدى الطويل" (longtermism)، والتي تقوم على فكرة أن بقاء البشرية وامتدادها عبر المجرة بمليارات من البشر مستقبلًا يتطلب قيادة نُخبوية تتخذ قرارات صعبة، من بينها التضحية بأعداد كبيرة من البشر المعاصرين لحماية هذا المستقبل البعيد. وضمن هذا السياق، يشارك ماسك وآخرون في توجيه السياسات الأميركية، داخليًا وخارجيًا، على أسس تجمع بين أفكار "تحسين النسل" و"المدى الطويل"، ما يجعل ملايين البشر عرضة لأخطار فعلية أو محتملة. أبرز رموز تحسين النسل التقليدي في محيط ترامب ربما أبرز مثال على فكر تحسين النسل التقليدي في دائرة ترامب، هو روبرت ف. كينيدي الابن، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية (HHS). وهناك موقفان له يُظهران بوضوح تبنّيه فكرَ تحسين النسل في القرن العشرين. أولهما موقفه المعادي للقاحات على مرّ السنين، خصوصًا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR). ففي التسعينيات، ادعى عدد محدود من العلماء أن هذا اللقاح مسؤول عن ازدياد تشخيص التوحد لدى الأطفال. ورغم أن العديد من الدراسات فنّدت تلك المزاعم، فقد استمر مناهضو اللقاحات أمثال كينيدي في تقويض الثقة العامة في برامج اللقاحات. وقال كينيدي في عام 2015 عن لقاح MMR: "يتلقون اللقاح، وفي تلك الليلة يصابون بحمى تصل إلى 103 درجات، ينامون، وبعد ثلاثة أشهر يتلف دماغهم. هذه محرقة، ما يفعله هذا الأمر ببلدنا". وقد اعتذر لاحقًا عن مقارنته المهينة بين التوحد والمحرقة. الموقف الثاني هو نزعة التمييز ضد ذوي الإعاقة لديه، المتداخلة مع نزعة عنصرية. ففي أبريل/ نيسان، انتقد كينيدي ازدياد حالات التوحد في أميركا باعتبارها أمرًا "يدمر العائلات"، مضيفًا أن الأطفال الذين "تراجعوا.. إلى التوحد.. لن يدفعوا ضرائب أبدًا، ولن يعملوا أبدًا، ولن يلعبوا البيسبول، ولن يكتبوا شعرًا، ولن يواعدوا، والكثير منهم لن يستخدموا المرحاض دون مساعدة". أصرّ كينيدي على تجاهل البيانات العلمية التي تؤكد أن التوحد ليس مرضًا في طور الانتشار، بل إن المجتمع بات يمتلك أدوات أدق وأكثر تطورًا تساعد على تشخيص من هم ضمن طيف التوحد، وهم أشخاص يشارك كثير منهم في الحياة الاجتماعية والعقلية بشكل نشط. وفي السياق نفسه، روّج كينيدي عام 2023 لشائعة مناهضة للقاحات تنطوي على مضمون عنصري وتمييزي ونزعة تآمرية. ففي يوليو/ تموز من ذلك العام، وخلال فعالية لجمع التبرعات لحملته الرئاسية التي أُلغيت لاحقًا، ظهر في مقطع مصوّر زاعمًا أن "كوفيد-19 يستهدف البيض والسود، بينما يتمتع اليهود الأشكناز والصينيون بأعلى درجات المناعة". غير أن هذا الادعاء يفتقر تمامًا إلى أي دليل علمي؛ فلا توجد مؤامرة تستهدف أعراقًا بعينها، كما لا توجد فئة سكانية محصّنة من الفيروس بطبيعتها. ومن الواضح أن تصريحات كينيدي العنصرية تنطوي أيضًا على معاداة للسامية. استخدام بيانات خاصة لأهداف تحسين النسل في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن كينيدي أنه خوّل برنامجَي "ميديكيد" و"ميديكير" بمشاركة البيانات الخاصة مع معاهد الصحة الوطنية (NIH) لإنشاء قاعدة بيانات وطنية للمصابين بالتوحد "لكشف الأسباب الجذرية للتوحد" – والذي يعتبره "مرضًا يمكن الوقاية منه"- بحلول سبتمبر/ أيلول. ويتجاوز هذا التصريح مجرّد الرأي ليذكّر بممارسات دعاة تحسين النسل في القرن الماضي. فقد استخدمت حكومات الولايات الأميركية، والحكومات الفاشية مثل النازية، مثل هذه القوائم لعزل المصابين بالتوحد وغيرهم من ذوي الإعاقات عن المجتمع. في الولايات المتحدة، كانت التعقيم القسري الوسيلة لحماية "نقاء الجينات"، بينما استخدم النازيون القتل الرحيم. من الواضح أن كينيدي يمثل نموذجًا تقليديًا لداعية تحسين نسل معادٍ للقاحات ولذوي الإعاقة وعنصري في آنٍ واحد. تحسين النسل الجديد: فلسفة المدى الطويل غير أن فكر "تحسين النسل" في القرن الحادي والعشرين لم يختفِ، بل أعاد إنتاج نفسه في صورة جديدة تُعرف بفلسفة "المدى الطويل" (Longtermism). هذه الفلسفة تُعد امتدادًا حديثًا لمبادئ "الداروينية الاجتماعية" و"البقاء للأصلح" والحركات الإقصائية التي نشأت عنها. وعلى الرغم من أنها لا تروّج صراحة لفكرة الحفاظ على "عرق أبيض متفوق"، فإنها تتقاطع بوضوح مع منطق تحسين النسل. يؤمن أنصار "المدى الطويل" بأن إنقاذ البشرية من الانقراض يكمن في تطوير الإنسان ذاته وخلق "بشرٍ أفضل" قادرين على حمل مشعل الحضارة نحو المستقبل البعيد. لكن هذا "التحسين" يرتكز على فرضيتين أساسيتين: الأولى أن الرجال البيض من أصحاب الثروة والنفوذ -مثل إيلون ماسك، وبيل غيتس، وجيف بيزوس- هم الأجدر باتخاذ القرارات المصيرية نيابة عن البشرية جمعاء. والثانية أن عليهم أن يُحدّدوا مَن مِن البشر يُمكنه الاستمرار في استخدام موارد الكوكب، ومن يُفترض التضحية به، إذ يُنظر إلى مليارات من البشر الحاليين على أنهم عقبة محتملة في وجه "مستقبل أفضل" يستحق -في نظرهم- إنقاذه حتى لو تطلب الأمر إقصاءهم. ماسك ونظرية "الانتحار الحضاري عبر التعاطف" كشف ماسك عن قناعته العميقة بشأن من يستحق الحياة ومن لا يستحقها خلال مقابلة مطوّلة استمرت ثلاث ساعات في بودكاست جو روغن في فبراير/ شباط. قال ماسك حينها: "نحن نعيش حالة من التعاطف الانتحاري على مستوى الحضارة.. الضعف الجوهري في الحضارة الغربية يكمن في التعاطف. إنه استغلال للتعاطف. إنهم يستغلون ثغرة في الحضارة الغربية، وهي الاستجابة العاطفية". وبحسب رؤيته، فإن أولئك الذين لا يظهرون تعاطفًا مع "الحضارة ككل" -أي من منظور شامل وبارد- يساهمون، في رأيه، في انتحارها الجماعي. أما "هم" الذين يشير إليهم ماسك وروغن طوال المقابلة، فهم فئات متعددة تشمل: المهاجرين غير النظاميين، الليبراليين البيض، التقدميين، أعضاء الحزب الديمقراطي، وغيرهم من أفراد مجتمع الميم. الضمان الاجتماعي وسياسات شيخوخية قاسية في دائرة أنصار فلسفة "المدى الطويل" ضمن عالم ترامب، يبرز اسم الملياردير التقني بيتر ثييل، الذي يصف نظام الضمان الاجتماعي الأميركي بأنه "احتيال بين الأجيال". هذا التصريح يعكس دعمه الصريح لسياسات ماسك في إطار وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي تستهدف تقليص برامج الرعاية الاجتماعية، لا سيما تلك المخصصة لكبار السن. كما يُظهر ذلك توجه إدارة ترامب نحو تبنّي سياسات تتسم بالتمييز العمري والوظيفي، تحت غطاء "تقليص الإنفاق الحكومي"، بينما تُعد هذه السياسات في جوهرها امتدادًا لفكر تحسين النسل، حيث يجري التلميح -أو التمهيد- لإقصاء الفئات التي تُعتبر عبئًا اقتصاديًا أو غير منتجة، مثل المسنين وذوي الإعاقات. وهي مقاربة قد تفضي فعليًا إلى تعريض هذه الفئات للهلاك. إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية على صورة دعاة تحسين النسل جنبًا إلى جنب مع ترامب، عمل كينيدي وماسك على إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية على صورتهم الخاصة كدعاة تحسين نسل. وقد تعاون كينيدي مع DOGE التابعة لماسك لقطع التمويل عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ومعاهد الصحة الوطنية، وبرامج اللقاحات، والوقاية من الأوبئة، وأبحاث السرطان، منذ توليه منصبه في منتصف فبراير/ شباط. وهناك حاليًا أمر حظر فعلي يمنع مسؤولي مراكز مكافحة الأمراض من التحدث عن انتشار سلالات إنفلونزا الطيور بين الحيوانات والبشر العاملين في صناعة الدواجن. وعندما تم استجوابه في جلسة استماع بالكونغرس في 14 مايو/ أيار حول عمله كوزير للصحة في تفكيك الوزارة، اعترف كينيدي بأنه "ربما" سيلقّح أطفاله ضد الحصبة في عام 2025. لكنه، في الجلسة ذاتها، عاد وشكّك في لقاح MMR، مما يشير إلى موقفه المتحيز ضد الأشخاص المصابين بالتوحد، بينما تمر الولايات المتحدة، وتحديدًا ولاية تكساس، بأحد أسوأ تفشيات الحصبة خلال الخمسين عامًا الماضية، حيث سُجل أكثر من ألف حالة حتى الآن، معظمها بين الأطفال غير الملقحين، توفي منهم اثنان.


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
سكان صنعاء يقبعون تحت طائلة الفقر وشعارات الحوثيين
في حين تغطي شعارات الحوثيين شوارع العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، يهيمن البؤس على السكان في المدينة، مع زيادة حدة الفقر، والنقص الشديد في حجم المساعدات الدولية التي تراجعت إلى أكثر من النصف للمرة الأولى منذ بداية الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل عشرة أعوام. وفي حالة تستحضر نماذج من حكم الأنظمة العسكرية الأمنية التي كانت تطلق على نفسها «ثورية» في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، يلفت نظر الزائر للمدينة اللافتات الضخمة التي رُفعت في تقاطعات الشوارع والميادين العامة، التي تمجّد قادة الحوثيين والقيادات الإيرانية وأخرى من «حزب الله» اللبناني، الذين لقوا مصرعهم إما بضربات أميركية أو على يد الإسرائيليين. في المقابل، يتعامل الحوثيون بقسوة شديدة مع الموظفين المطالبين بصرف رواتبهم أو من ينتقد تفشي الفقر والجوع، ويتهم هؤلاء بأنهم «عملاء للأعداء». ووسط خطاب تعبوي يُلزم الموظفين والمجندين والسكان في أحياء صنعاء بحضور التظاهرة الأسبوعية التي يقيمها الحوثيون في ساحة العروض الرئيسة بالقرب من المجمع الرئاسي (ميدان السبعين). صور قاسم سليماني والمهندس تزاحم المتسولين في شوارع صنعاء (إعلام محلي) ويكون لزاماً على الحاضرين ترديد شعار الثورة الإيرانية والهتافات المنددة بأميركا، في حين يعتلي أحد قادة الجماعة المنصة للحديث بإسهاب عما يصفها بـ«البطولات الخارقة» وهزيمتهم للولايات المتحدة وإسرائيل. ويمتد هذا الخطاب إلى المساجد، حيث يُجزم الخطباء بأن الجيشين الأميركي والإسرائيلي يفرضان تعتيماً إعلامياً على هزيمتهما. رصد نشطاء يمنيون تسجيلاً لأحد خطباء الحوثيين في مدينة إب وهو يُقسم بأن الجماعة، التي قطعت رواتب الموظفين منذ ثمانية أعوام، تمكنت من تدمير مقر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وأن حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور هربت من البحر الأحمر نتيجة ضرباتهم. وفي محاولة لتبرير قرار الحوثيين وتسويقه بمنع تصوير المواقع التي تستهدفها الضربات الإسرائيلية ومن قبلها الأميركية، وكذا منع الحديث عن عدد القتلى نتيجة تلك الضربات، يجزم الخطيب بأن الدولتين تمنعان أيضاً تصوير المواقع التي أُطلقت نحوها صواريخ ومسيَّرات الحوثيين؛ حتى لا يُفتضح أمرهما أمام العالم! مسن أنهكه البحث عما يُطعم به أسرته (إعلام محلي) وفي حين تروّج وسائل إعلام الحوثيين والمساجد عن نصر مزعوم على أميركا وإسرائيل، يسخر أحد سكان صنعاء واسمه الأول منصور من هذا الخطاب، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنها محاولة فاشلة من الحوثيين للتغطية على البؤس الذي يعيشه الناس والذي بات ظاهراً على الوجوه. ويشير منصور إلى أن الفقر اتسعت مساحته لتمتد إلى كل الأرصفة والتقاطعات وأبواب المساجد وبالقرب من المطاعم، حيث ينتشر الآلاف من الباحثين عن لقمة عيش في صورة لم تعرفها البلاد منذ الإطاحة بنظام الإمامة مطلع ستينات القرن الماضي. في حين يذهب ساكن آخر، وهو موظف حكومي ويدعى عبد الله، إلى التأكيد بأن الفقر والجهل والمرض تجثم حرفياً على المدينة، وأصبح يُشاهد في كل شارع وبيت، باستثناء قلة من الميسورين أو المستفيدين من الحرب، ويقول إنه يستحيل على شخص يعيش خارج المدينة منذ 10 سنوات أن يتصور الحال والمأساة التي يعيشها السكان وكل مناطق سيطرة الجماعة الحوثية. بحسب ما أفاد به عاملون في قطاع الصرافة، فإن الحوثيين منعوا تسليم الحوالات الواردة إلى مناطق سيطرتهم بالدولار، وأنهم يقومون بجمع هذه التحويلات التي تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار سنوياً لدى وكلاء شركات الصرافة في الخارج ثم يقومون باستخدامها في فتح اعتمادات لاستيراد الوقود عبر الشركات التي أسسها قادة الحوثيين؛ لأنهم لا يمتلكون السيولة اللازمة لفتح مثل تلك الاعتمادات. وطبقاً لهذه المصادر، فإن الحوثيين يصرّون على فرض سعر مُلزم للدولار الواحد بـ535 ريالاً يمنياً بينما سعره في مناطق سيطرة الحكومة تجاوز الـ2500 ريال وهو السعر الحقيقي بحسب تأكيدات تجار ومصادر في الغرفة التجارية تحدثت إليها «الشرق الأوسط». حوثويون خلال حشد في صنعاء يرفعون صور زعيمهم وصورتَي قاسم سليماني وحسن نصر الله (إ.ب.أ) وهذا الأمر يجعلهم - وفق المصادر - يستفيدون من هذا الفارق لأنهم لو أرادوا فتح اعتمادات مستندية سيكونون مُجبرين على شراء الدولار من مناطق سيطرة الحكومة بالسعر المختلف. وذكر سكان في مناطق سيطرة الحوثيين أن فرع البنك المركزي في صنعاء كان ألزم شركات الصرافة بتسليم الحوالات المالية بالريال السعودي، لكنه عاد مؤخراً عن هذا القرار، وألزم الشركات العاملة في مجال الصرافة والبنوك بتسليم الحوالات بالريال اليمني فقط. وأكد السكان أنه وفي حال أصر الشخص على استلام حوالاته بالريال السعودي، فإنه يُلزم بدفع فارق يصل إلى 2500 ريال يمني عن كل 100 ريال سعودي يتسلمها. وطبقاً لتأكيدات مصادر حكومية وأخرى عاملة في المجال الإنساني، فإن تحويلات المغتربين اليمنيين حالت دون تفشي المجاعة في البلاد، حيث يتولى المغتربون مسؤولية قطاع عريض من السكان كما تُشكّل تحويلاتهم أهم مصدر للعملة الصعبة تتجاوز عائدات تصدير النفط خلال السنوات الأخيرة. يأتي الواقع المأساوي في مناطق سيطرة الحوثيين في وقت أكّد فيه صندوق اليمن الإنساني أنه على الرغم من الانخفاض الحاد في تمويل الجهات المانحة، فقد ظلت هناك آلية تمويل مرنة وموثوقة لدعم الأنشطة الحيوية المنقذة. وعلى مدار العام الماضي قال الصندوق الأممي إنه خصص 36.9 مليون دولار للوصول إلى أكثر من مليون شخص في تسع من المحافظات. عنصران حوثيان خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (إ.ب.أ) وأوضح الصندوق في تقرير حديث أنه اتبع نهجاً تصاعدياً قائماً على أساس المناطق لتحديد الأولويات، مُمكّناً الجهات الفاعلة الأقرب إلى الأشخاص المتضررين من توجيه عملية تحديد الأولويات بفاعلية؛ وهو ما ساعد على ضمان مواءمة المخصصات بشكل مباشر مع الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، استناداً إلى معلومات كاملة من المجتمعات المحلية نفسها. كما حقق الصندوق الإنساني تقدماً ملحوظاً في تعزيز دعمه للجهات الفاعلة المحلية، حيث خُصص 70 في المائة من التمويل للمنظمات الإنسانية الوطنية، مقابل 44 في المائة في عام 2023. وإلى جانب جهود التدريب وبناء القدرات الكبيرة، مكّنت هذه المخصصات الشركاء اليمنيين؛ ما ضمن أن تكون التدخلات أكثر ملاءمة للسياق وأكثر استجابة لاحتياجات السكان المتضررين. وفق ما جاء في التقرير.


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- أعمال
- الشرق الأوسط
معدل التضخم السنوي في المغرب يتباطأ خلال أبريل
أعلنت المندوبية السامية للتخطيط يوم الخميس أن معدل التضخم السنوي في المغرب، المقيس بمؤشر أسعار المستهلك، انخفض إلى 0.7 في المائة في أبريل (نيسان)، مقارنة بـ1.6 في المائة في الشهر السابق، نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، وغير الغذائية. وبلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني السلع الأكثر تقلباً والمنتجات الخاضعة للرقابة، 1.2 في المائة على أساس سنوي، و0.2 في المائة على أساس شهري. كما أظهرت إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط تراجع عدد الفقراء في المغرب من أربعة ملايين نسمة في 2014 إلى 2.5 مليون في 2024. ونشرت المندوبية دراسة حول خريطة الفقر في المغرب استناداً إلى معطيات الإحصاءين لعامي 2014 و2024، والتي أشارت إلى انخفاض نسبة السكان في حالة فقر من 11.9 في المائة إلى 6.8 في المائة. وأوضحت الدراسة أن الفقر متعدد الأبعاد في المغرب «ظاهرة قروية بالدرجة الأولى»، حيث يقيم نحو 72 في المائة من الفقراء في المناطق القروية في 2024، مقارنة بـ79 في المائة في 2014. وتراجع معدل الفقر في المناطق القروية من 23.6 في المائة إلى 13.1 في المائة، رغم أنه ما زال يتجاوز بأكثر من أربعة أضعاف معدل الفقر في المناطق الحضرية، الذي بلغ 3 في المائة في 2024 مقابل 4.1 في المائة في 2014. وأشارت الدراسة إلى أن مقاربة الفقر متعدد الأبعاد لا تقتصر على القدرة الشرائية فقط، بل تشمل أيضاً صعوبات الولوج إلى الحاجات الأساسية، وعلى رأسها التعليم، والصحة، وظروف العيش.


مباشر
منذ 4 أيام
- أعمال
- مباشر
عدد الفقراء في المغرب يتراجع إلى 2.5 مليون
مباشر- أفادت إحصائيات من المندوبية السامية للتخطيط في المغرب اليوم الخميس بأن عدد الفقراء في البلاد تراجع من أربعة ملايين نسمة في 2014 إلى 2.5 مليون في 2024. ونشرت المندوبية نتائج دراسة عن خريطة الفقر في المغرب اعتمادا على معطيات الإحصاء الذي أجرته في كل من 2014 و2024، والتي أشارت إلى انخفاض نسبة السكان في وضعية الفقر من 11.9 في المئة إلى 6.8 في المئة. وخلصت الدراسة إلى أن "الفقر متعدد الأبعاد" في المغرب "ظاهرة قروية بالدرجة الأولى"، وأن نحو 72 في المئة من الفقراء في المغرب يقيمون في الوسط القروي في العام 2024، مقابل 79 في المئة في 2014. وفي حين تراجع معدل الفقر في المناطق القروية من 23.6 في المئة إلى 13.1 في المئة، لا يزال يفوق بأكثر من أربع مرات المعدل المسجل في المناطق الحضرية التي بلغ فيها ثلاثة في المئة في 2024 مقابل 4.1 في 2014. وجاء في الدراسة أن "مقاربة الفقر متعدد الأبعاد... لا تقتصر على القدرة الشرائية، بل تشمل أيضا صعوبات الولوج إلى الحاجيات الأساسية، وعلى رأسها التعليم والصحة وظروف العيش".