logo
#

أحدث الأخبار مع #الفيليين

الكرد الفيليون في العراق: جذور عميقة وآلام مُستمرة وتطلعات نحو الإنصاف..!
الكرد الفيليون في العراق: جذور عميقة وآلام مُستمرة وتطلعات نحو الإنصاف..!

وكالة أنباء براثا

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة أنباء براثا

الكرد الفيليون في العراق: جذور عميقة وآلام مُستمرة وتطلعات نحو الإنصاف..!

الخبير بالشأن السياسي والأمني طه حسن الأركوازي || الكرد الفيليون ، شريحة أصيلة من النسيج الاجتماعي العراقي ، يستوطنون المناطق الحدودية بين العراق وإيران ، وتمتد جذورهم التاريخية عميقاً في هذه الأرض ، يتوزع أبناء هذا المكون في محافظات بغداد وديالى وواسط وميسان ، وصولًا إلى إقليم كردستان ، حاملين معهم لهجتهم الفيلية المتميزة ، المنبثقة من الكردية الجنوبية ، وثقافتهم الغنية وتقاليدهم العريقة ، وعلى الرغم من إسهاماتهم التاريخية في مختلف جوانب الحياة العراقية ، الاقتصادية والتجارية ، والثقافية ، فقد واجه الكرد الفيليون فصولًا قاسية من التمييز والاضطهاد الممنهج على امتداد تاريخ العراق الحديث ، تاركة جراحاً عميقة لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم ، أسعى من خلال هذا المقال إلى إلقاء الضوء على هذه المظالم الجسيمة التي لحقت بالكرد الفيليين ، مع التعريف بهذا المكون العراقي الأصيل وعشائره وتقديرات أعداده ، وربط هذه المأساة بسياق الواقع العراقي الراهن وتطلعاتهم نحو تحقيق العدالة والإنصاف . الكرد الفيليون : مكون أصيل بتطلعات مشروعة فهم ليسوا مجرد مجموعة سكانية على هامش التاريخ، بل هم مكون عراقي أصيل ذو جذور عميقة وإسهامات واضحة. إن معاناتهم الطويلة والمريرة تستدعي وقفة جادة من الدولة والمجتمع العراقيين لإنصافهم وجبر ضررهم بشكل كامل. إن تحقيق العدالة واستعادة الحقوق وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في بناء عراق ديمقراطي تعددي يمثل ضرورة وطنية وأخلاقية. من هم الكرد الفيليون ، جذور تاريخية وإسهامات مجتمعية : للكرد الفيليين تاريخ عريق في العراق ، حيث سكنوا مناطقهم الحالية لقرون طويلة ، لعبوا دوراً هاماً في الحياة الاقتصادية ، خاصة في بغداد ، حيث برز العديد منهم في الأنشطة التجارية المختلفة ، مساهمين بذلك في ازدهار العاصمة ، كما كان لهم بصمات واضحة في الجوانب الثقافية والاجتماعية للمجتمع العراقي بتنوعه . عشائر الكرد الفيليين وتنوعهم : يُشير اتحاد الأكراد الفيليين إلى وجود 15 عشيرة رئيسية ضمن هذا المكون ومع ذلك ، يظل تحديد هذه العشائر بدقة موضوعاً لتعدد المصادر واختلافها ، فبينما تُشير بعض المراجع إلى تقسيمات أوسع مثل اللور ( بفرعيها الكبرى والصغرى التي تضم أكثر من مئة قبيلة وعشيرة )، واللك ، والكلهور ، والگوران ، والشبك ( الذين يشكل الفيليون نحو 70% منهم مع وجود خليط من الكورمانج والقزلباشية )، تذكر مصادر أخرى عشائر وقبائل محددة مثل: الاركوازية ، الزنگنه ، داوودي ، باجلان ، روژبياني ، بيات كلهور ، شوانكاره ، شيخ بزيني ، بختياري ، لك ، گوران بيچگ ، هذا التنوع العشائري يعكس عمق الروابط الاجتماعية والثقافية داخل هذا المكون العراقي . وطأة الظلم سجل مُرّ من التمييز والاضطهاد : لقد تحمل الكرد الفيليون وطأة سياسات تمييزية واضطهاد ممنهج ، بلغت ذروتها في عهد نظام حزب البعث، وتركت ندوباً عميقة في ذاكرة هذا المجتمع ، تتجلى هذه المظالم في صور متعددة : 1- إسقاط الجنسية والتهجير القسري : جريمة بحق الإنسانية في أواخر الستينيات وبداية السبعينات ، تصاعدت حملات التهجير القسري التي أستهدفت الكرد الفيليين ، وبلغت أوجها في عام 1980 ، مستغلةً أجواء الحرب العراقية الإيرانية ، تجسدت قسوة هذه الحملات في قرارات تعسفية ، وعلى رأسها القرار سيئ الصيت رقم ( 666 ) ، الذي جرّد عشرات الآلاف من الكرد الفيليين من جنسيتهم العراقية ، ليُصنفوا زوراً وبهتانًا كـ 'إيرانيين بالتبعية'. ونتيجة لهذه السياسات اللاإنسانية ، تم تهجير ما يُقدر بنحو نصف مليون كردي فيلي قسراً عبر الحدود إلى إيران ، مصحوباً بمصادرة تعسفية لأموالهم وممتلكاتهم الثابتة والمنقولة ، في أنتهاك صارخ لحقوق الإنسان . 2- إحصائية ودليل : تُشير التقديرات الموثقة إلى أن قرابة نصف مليون كردي فيلي تم تهجيرهم قسرًا إلى إيران في عهد صدام حسين ، تاركين خلفهم تاريخاً وجذوراً وممتلكات نُهبت . 2- الاختفاء القسري والإعدامات : جرح غائر في الذاكرة الوطنية لم تتوقف فصول المأساة عند التهجير ، بل أمتدت لتطال أرواح الآلاف من شباب الكرد الفيليين ، الذين طالتهم يد الاختفاء القسري ، خاصة أولئك الذين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية ، حيثُ تشير الإحصائيات المؤلمة إلى أن ما يقارب 20 ألف شخص من أبناء هذا المكون غيبتهم آلة القمع البعثية ، ولا يزال مصير غالبيتهم مجهولًا حتى اليوم ، مما يضاعف من حجم المأساة ويُبقي جرح الفقد مفتوحاً . كما نفذ النظام عمليات إعدام ممنهجة بحق العديد من الكرد الفيليين في بغداد وديالى وواسط ومناطق أخرى ، في محاولة لإرهاب هذا المكون وكسر إرادته . 3- إحصائية ودليل : يُقدر عدد المختفين قسرًا من الكرد الفيليين بحوالي 20 ألف شخص ، ولا يزال مصيرهم مجهولًا ، يمثلون علامة سوداء في سجل حقوق الإنسان في العراق . 4- التمييز والحرمان من الحقوق : إقصاء ممنهج حيث عانى الكرد الفيليون من التمييز والإقصاء في مختلف مناحي الحياة ، حيث حُرموا من فرص متكافئة في العمل والتعليم والمشاركة السياسية الفاعلة كما قُيدت حرياتهم وحقوقهم المدنية والسياسية بسبب نظرة النظام إليهم بعين الشك والريبة ، مما أثر سلبًا على تقدمهم واندماجهم الكامل في المجتمع العراقي . 5- تم أستخدامهم كدروع بشرية وتجارب للأسلحة الكيميائية: فصول وحشية خيث تشير تقارير موثوقة إلى أستخدام أعداد من الكرد الفيليين كدروع بشرية في الخطوط الأمامية خلال الحرب العراقية الإيرانية ، في أنتهاك صارخ لقوانين الحرب والإنسانية ، بل وتذهب بعض الشهادات إلى حد الإشارة إلى إخضاع بعضهم لتجارب الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ، مما يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان . 6- إحصائية ودليل : أدانت المحكمة الجنائية العراقية العليا مسؤولين في عهد صدام حسين في قضايا تتعلق بأستخدام مدنيين كدروع بشرية ، وتشير بعض الأدلة إلى تورط النظام في استخدام الكرد الفيليين في تجارب للأسلحة الكيميائية ، وهي جرائم تستدعي تحقيقًا ومحاسبة كاملة . 7- تغيير التركيبة السكانية : محاولات طمس الهوية سعت سياسات النظام البعثي إلى تغيير التركيبة السكانية في المناطق التي يقطنها الكرد الفيليون عبر تهجيرهم قسراً وإحلال سكان آخرين مكانهم ، في محاولة لمحو هويتهم وتاريخهم في تلك المناطق ، الاعتراف المتأخر ومسارات جبر الضرر المتعثرة . بعد سقوط نظام حزب البعث في عام 2003، بدأت بعض الخطوات المتأخرة للاعتراف بحجم المظالم التي تعرض لها الكرد الفيليون ومحاولة جبر الضرر ، ففي عام 2011 ، خطا البرلمان العراقي خطوة مهمة عندما صوت على أعتبار ما تعرض له الكرد الفيليون في عهد صدام حسين 'إبادة جماعية'، وهو أعتراف رمزي يحمل دلالات قانونية وأخلاقية ، كما تم أستعادة الجنسية العراقية لنحو 100 ألف كردي فيلي ممن سُلبت منهم ، مما يمثل بارقة أمل للكثيرين إلا أن مسيرة جبر الضرر لا تزال تواجه تحديات كبيرة ، فالكثير من القضايا العالقة لم تُحل بعد ، وعلى رأسها قضية المفقودين والمختفين قسراً ، وأستعادة الممتلكات المصادرة ، وتحقيق العدالة الانتقالية الشاملة التي تضمن عدم تكرار هذه المآسي . خلاصة : إن المظالم التي تعرض لها الكرد الفيليون في العراق تمثل وصمة عار في تاريخ البلاد الحديث ، لقد دفع هذا المكون العراقي الأصيل ثمناً باهظاً من التمييز والاضطهاد الممنهج لعقود طويلة ، وعلى الرغم من بعض الخطوات الإيجابية المتخذة ، لا يزال الطريق طويلًا نحو تحقيق العدالة الكاملة وإنصاف الضحايا وعائلاتهم ، إن الاعتراف الكامل بهذه المظالم ، وجبر الضرر المادي والمعنوي ، وضمان عدم تكرارها ، يمثل امتحانًا حقيقيًا لقدرة العراق على بناء مستقبل يسوده العدل والمساواة لجميع مكوناته ، بما في ذلك الكرد الفيليون الذين يستحقون مكانتهم اللائقة كمواطنين عراقيين متساويين في الحقوق والواجبات ، إن فهم هذه المأساة وخصوصية هذا المكون الثقافي والاجتماعي يمثل خطوة أساسية نحو بناء عراق مُوحد وقوي يحتضن تنوعه ويحترم تاريخ جميع أبنائه …

حدّاد: أوضاع الفيليين لم تشهد أي تحسّن
حدّاد: أوضاع الفيليين لم تشهد أي تحسّن

الزمان

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الزمان

حدّاد: أوضاع الفيليين لم تشهد أي تحسّن

الإقليم يناقش خفض تسعيرة الكهرباء في مشروع روناكي يناقش مجلس وزراء إقليم كردستان، تسعيرة الكهرباء ضمن مشروع روناكي، استجابة لمطالب المواطنين بتخفيض الفاتورة الشهرية. وقالت مصادر أمس إن (وزارة الكهرباء أعدّت مقترحاً رسمياً لخفض سعر الكهرباء في المشروع، ومن المقرر أن يُعرض على طاولة مجلس الوزراء للمصادقة عليه)، واشارت إلى أن (الخطوة تأتي ضمن سياسة الحكومة للتخفيف عن كاهل المواطنين، وتوفير خدمات أكثر عدالة وشمولاً)، واكد المصادر إن (المشروع لا يستهدف زيادة الإيرادات كما يُشاع، بل يسعى إلى تمكين المواطنين من الاستفادة من الكهرباء المستقرة بأسعار مناسبة، بديلاً عن الإنفاق المضاعف على الكهرباء الوطنية والمولدات الأهلية). بيئة نظيفة وأوضح المصادر إن (مشروع روناكي أسهم حتى الآن في إزالة ما يقارب 600 مولدة أهلية من شوارع الإقليم، ضمن التوجه العام نحو بيئة نظيفة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الملوثة). ويُنفذ المشروع حالياً في 26 حياً بمحافظة أربيل، و7 أحياء في السليمانية، وحيين في دهوك، ويستفيد منه أكثر من 415 ألف مواطن، على أن يُوسّع نطاقه قريباً ليشمل مناطق إضافية، ضمن خطة الحكومة لتأمين الكهرباء 24 ساعة يومياً في عموم الإقليم بحلول نهاية العام المقبل. واعلن رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني، في 17 تشرين الأول 2024، عن إطلاق مشروع روناكي كجزء من برنامج شامل لتحسين مستوى الخدمات وتوفير الطاقة المستدامة في عموم كردستان. فيما أكد الأمين العام للتيار الوطني الكردي الفيلي منير حداد، أن اوضاع الفيليين لم تشهد أي تحسن منذ سقوط النظام ،وحتى الان. وأشار حداد في تصريح أمس إلى (التهميش والإهمال الذي تعرض له شهداء الاكراد الفيليين وغيرهم من أبناء العراق)، وأضاف (لم يتغير شيء من 2004 وحتى الآن، من سقوط النظام وإلى الآن، وكل الشهداء سواء من الفيليين وغير الفيليين، يعانون من تقصير وإهمال من قبل الحكومات المتعاقبة)، مؤكداً إن (الحكومات المتعاقبة انشغلت بالمحاصصة والفساد والمحسوبيات، ما أدى إلى إهمال حقوق الشهداء)، وطالب حداد (بحقوق الفيليين أسوة بكل من يطالب بحقه من أبناء الشعب)، واضاف (لدينا 22 ألف شهيد، ولم نحصل على عظم واحد من هؤلاء الشهداء). تقصير واضح ومضى الى القول إن (هناك تقصيرا واضحا في ما يتعلق بشهدائنا، وبتضحياتنا، ولاسيما إن بيوتنا لحد الآن لم يسلموها لنا)، مبيناً إن (هناك آلافاً من الفيليين يعيشون في معسكرات بظروف مأساوية، دون دعم حكومي). وكان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، قد أكّد سعيه لاستعادة حقوق الاكراد الفيليين وتحقيق العدالة لهم، داعياً الحكومة الاتحادية إلى تعويضهم بشكل شامل، وإعادة الجنسية والأموال والممتلكات المصادَرة، وفق قرار المحكمة الجنائية العليا الذي صنّف ما تعرضوا له كجريمة إبادة جماعية. واعرب البارزاني في بيان أمس عن (التزامه بمواصلة العمل لاستعادة حقوقهم، وتحقيق العدالة لهم)، مضيفاً (لن نقصر في اتخاذ كل ما يلزم في هذا السياق). واصدرت المحكمة الجنائية العليا عام 2010 قراراً بشأن الجرائم المرتكبة بحق الفيليين، واعتبرت ما تعرضوا له من تهجير قسري، وتغييب، ومصادرة للحقوق والممتلكات، جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.

في الملف الكوردي الفيلي
في الملف الكوردي الفيلي

شفق نيوز

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

في الملف الكوردي الفيلي

فاضل ميراني مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني: في تصاعد اجرائي لسياسات سابقة- قد يبدو أن بعضا منها انحسر و لم تنعدم او تنحسر كلها- اسقطت حكومة بغداد الأوراق الثبوتية عن مواطنين عراقيين وصادرت أموالهم وهجرت قسما بعد ان سفّرت قبلا مواطنين عائديتهم عراقية، واحتجزت قسما وغيبت و استخدمت منهم عينات لتجارب أمنية تحقيقية و عينات لتجارب السلاح. انهم الكورد الفيليون، والكورد الفيليون من اتباع المذهب الجعفري وهم قوميا كورد، و فكريا هم موزعون مثل اي جماعة إنسانية على مدارس فكرية متنوعة وكذلك اجتماعيا، ولهم تداخلات عميقة في البنى الأساسية بخاصة في مجتمع دولتين هما العراق وايران، وبعد ذلك في المهاجر التي تم دفعهم لها دفعا. كان الرئيس الراحل الزعيم مصطفى البارزاني و في خطوة جبارة للفت انتباه الحكم العراقي لجرمه بحق الفيليين قد سمى الراحل حبيب محمد كريم الفيلي مرشحا لمنصب نائب رئيس الجمهورية العراقية، لإثبات ان الفيليين هم ضمن القانون العراقي و تواجدهم عيشا انهم عراقيون واكثر اصالة من المشككين بعراقيتهم، وان جمعهم لقومية كوردية و مذهب ديني مثل المذهب الجعفري انما هو تنوع يبعث على القوة لا على الضعف، لكن النظرة السياسية المغايرة لنظرة البارزاني وعموم ابناء العراق و قواه السياسية كانت تريد توجيه ضربات عدائية استباقية مستهدفة النسيج العراقي العام و الكوردي الخاص و الحركة التحررية الكوردية و الوطنية العراقية و مراكمة ملفات على خصومة مفتتحة مع ايران التي تبدل النظام فيها بمجيء اية الله العظمى روح الله الخميني، هذا مع الاستحواذ على ممتلكات ضخمة لقرابة المليون مواطن اغلبهم من العاملين في القطاع الخاص. تاريخيا وسياسيا ومع ضرورة محاكمة الحدث وفق احكام و تصورات وقته، فأن اي شخص يمتلك ادنى حدود الفهم و الوعي سيقطع بجاهلية الفكر الذي يصطنع حربا داخل نظام يفترض انه هو الحاكم فيه، والا فأن المكاسب المالية المتحصلة من العمليات الامنية التي طالت الفيليين لهي على ارباحها ليست الا خسارة لشعارات النظام ولنظرة عموم العراقيين والمجتمع الدولي له بل واضافة قوة ساخطة للدولة التي جرى تسيير الفيليين لها. لا يمكن هنا اغفال تكرار حدوث عين تلك الافعال مع الكورد ومنها عملية الانفال بسلسلتها المقيتة وكذلك تعرض عرب شيعة لعمليات امنية و عسكرية و انضباطية في محور يتنقل بين مراحل من الاقصاء مرة من حق في الحياة و مرات من الحياة كلها في ترجمة حية لمعنى وجود نظام سلطة تفردي احادي عقائدي. تاريخيا كانت للعملية شبيهات في اغلب انظمة الحكم، لكن كل النتائج التي تترتب على تحول النظام لمجرم تكون كارثية و تكون عملية اصلاحها و تجاوزها طويلة الامد. لقد دفع الفيليون ثمنا فادحا لسلعة سياسية من انتاج نظام اعتمد للمواطنة معايير دخيلة حتى على نظامه القانوني الاساس اذ ساوى بين قرارات مجلس قيادة الثورة وبين القانون من حيث التشريع ثم قدم قوة قرار المجلس على القاعدة القانونية الضابطة، فخول بقرار منه وزير الداخلية اسقاط الاوراق الثبوتية عن اي مواطن مشكوك بولائه للثورة( يقصد بها حركة 17-30 تموز 1968) وتم وضع معايير امنية من وحي جهاز الامن حيث صار المواطن برىء الذمة مشكوك به لحين اثبات العكس من عين الجهاز الامني. لقد تم اعدام الوف الفيليين من كلا الجنسين و بأعمار مختلفة بلا دليل محايد و وفق ادعاء امني بلا دفاع، كما تم تسيير ألوف آخرين للحدود الدولية بلا ذنب وبظروف قاسية، والانكى من ذلك ان الوف الفيليين فيهم اختصاصات علمية متقدمة تم هدرها بقرار معيب لا اركان قانونية له و لا شروط سليمة. لقد ابتدع المجرمون بحق الفيليين انموذجا لضحية تدفع ثمنا لعقيدة اباحها الدين وتتصل بأشرف بيت في الرسالة الاسلامية، وبقومية اصيلة بكل المعاني هي القومية الكوردية، وذاك الاجراء ان دل على شيء فأنما دل و يدل على تحقق الطفرات الجاهلية في لتصل الى العقل الحاكم الذي و في مغامرة منه اراد احداث بيئة مجتمعية نقية بحسب فهمه بحيث يزيل كل مختلف عنه قوميا و معتقد دين، لكن حتى الذين اشتركوا معه في قوميته و مذهبه لم يسلموا من بطشه تحت طائلة معايير يحددها هو متى احتاج للبطش. كل عمليات ازالة الفيليين لم تنجح فقد عاد السالمون منهم الى العراق واعيدت لهم قسم من ممتلكاتهم، لكن الدم والقهر لا يعوضه شيء، وحتى لا تتكرر المأساة فعلى العاقل الحاكم اخذ العبرة من سابقه.

بين الثقافة والإدارة.. مسيرة مرواريد والكورد الفيليين
بين الثقافة والإدارة.. مسيرة مرواريد والكورد الفيليين

شفق نيوز

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

بين الثقافة والإدارة.. مسيرة مرواريد والكورد الفيليين

شفق نيوز/ لطالما شكّلت محافظة إيلام نقطة وصل ثقافية واجتماعية بين إيران والعراق، خصوصاً في سياق ما يجمع الكورد الفيليين على جانبي الحدود من أواصر اللغة والتاريخ والمصير المشترك. ضمن هذا الإطار، يطلّ محمد رضا مرواريد بوصفه شخصية تحمل خبرات متنوعة في المجالين الإداري والسياسي بإيران، فضلاً عن كونه شاهد عيان على واحدة من أشد مراحل الاستهداف التي طالت الكورد الفيليين في العراق إبّان حكم نظام البعث. وُلد مرواريد في إيلام عام 1957، وتخرّج في تخصصَي الهندسة الزراعية والإدارة، ثم انخرط في العمل الحكومي وتسنّم مناصب عديدة، من بينها محافظ محافظة إيلام لأربع سنوات، والمدير الإداري للشحن البحري الإيراني-الروسي، ونائبٌ في وزارتي الطرق والتنمية الحضرية وجهاد البناء. كما شغل منصب رئيس الطاقم الخاص للرئيس بزشكيان خلال الانتخابات الرئاسية، وهو حالياً عضو في المجلس الاستراتيجي لرئاسة الجمهورية الإيرانية. أولى مرواريد اهتماماً خاصاً بالجانب الثقافي، فأصدر قبل نحو ثلاثة عقود مجلة "هفتنامه پیک إيلام" التي كانت الثانية في المحافظة، مخصّصاً صفحات باسم "زوان ئيمه" (لغتنا)، بإشراف الأستاذ كامران رحيمي، لدعم اللغة والأدب الكوردي الجنوبي الفيلي في إيلام. وعلى مدى مسيرته العملية، دعم الفعاليات والأنشطة الثقافية، وسعى إلى تعزيز الروابط بين الكورد الفيليين في العراق ونظرائهم في إيران. في هذا الحوار الذي أجرته معه وكالة شفق نيوز، يتحدث مرواريد عن جملة من القضايا المتعلّقة بالهوية الكوردية الفيلية، وتجربته الشخصية في بغداد زمن استهداف الكورد الفيليين، فضلاً عن رؤيته للواقع الثقافي والاجتماعي في محافظة إيلام. مرواريد: بداية أود أن أشكركم على اهتمامكم بالقضايا الاجتماعية والثقافية في محافظة إيلام، آمل أن يُسهم هذا الاهتمام بالروابط اللغوية والثقافية بين الكورد الفيليين العراقيين والإيلاميين في تحقيق أقصى قدر من التنمية في مختلف المجالات. - شكراً على إتاحة الفرصة لإجراء هذه المقابلة، نبدأ من مرحلة بدايات الأنشطة الصحفية والإعلامية في إيلام. مرواريد: أتفق معكم في ضرورة تقسيم أنشطة الصحافة والإعلام في المحافظة إلى ثلاث فترات. الفترة الأولى سبقت ظهور وسائل الإعلام الإقليمية، حيث كانت الأخبار المتعلقة بالمحافظة تُنشر بشكل متفرق، وغالباً ما انحصرت في تقارير الأداء الإداري أو الأخبار الرياضية. وبعد الثورة وفي أيامها الأولى، اكتسب هذا الإعلام طابعاً مناطقياً وسياسياً، ولم تكن هناك منشورات كوردية مستقلة بعيدة عن التوجهات السياسية، بل كانت في الأغلب منشورات حزبية تُوزّع في إيلام. في ثمانينيات القرن العشرين، وبسبب وجود شخصيات من الكورد الفيليين ومكاتب بعض الأحزاب العراقية في المحافظة، ظهرت منشورات جرى توزيعها على نطاق واسع في العراق، وأحياناً كانت تُعاد طباعتها من قبل الكورد الفيليين المقيمين في إيلام وأقربائهم في المحافظة. يمكن القول إن جمهورها حينذاك كان من الناشئة والشباب المهتمين بالثقافة واللغة الأم، وهم ذاتهم الذين نشطوا في مجال الثقافة والأدب والصحافة الكوردية في إيلام خلال التسعينيات. في تلك الأثناء، لم أكن قريباً جداً من تلك الأنشطة بسبب انشغالي في المجالين السياسي والإداري بمناطق أخرى، لكن في فترة الحرب الإيرانية - العراقية تداخلت نشاطاتي مع بعضهم، لوجودنا معاً في خط مواجهة البعث الصدامي. - حدِّثنا عن وصول مجلة "هفتەنامە پیک إيلام" إلى الثقافة والأدب الكوردي. مرواريد: في الثمانينيات، حصلتُ على ترخيص لإصدار مجلة "هفتەنامە پیک إيلام" باعتبارها المجلة الثانية في المحافظة، وتلاه السيد محمد حايري بالحصول على ترخيص مجلة "صبح إيلام". من خلال هاتين المطبوعتين تشكلت مساحة إعلامية في إيلام، ودخلت مجلة "پیک إيلام" على نحو متواصل حقل اللغة والثقافة الكوردية عبر تخصيص صفحة بعنوان "زوان ئيمه= لغتنا". - في حديث سابق، وصفتَ إيلام بأنها "المركز الذهبي للصحافة الكوردية والكتابة الكوردية في إيران". ماذا تقصد بذلك؟ مرواريد: في البداية، انقسمت الأنشطة الثقافية والصحفية الكوردية في إيران إلى مجالين متوازيين: الأول في كوردستان، ويعود تاريخه إلى قرابة مئة عام. الثاني في المنطقة الكوردية الجنوبية، وينطلق إلى العقود الثلاثة أو الأربع الماضية، أي مع تسفير الكورد الفيليين إلى إيران وإيلام تحديداً، وبدء الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينيات، والأعوام التي تلتها عند إصدار الصحف الإقليمية. آنذاك، لم تكن محافظة كرمانشاه قد دخلت جدّياً في هذه الأنشطة، باستثناء مجلة "آوينه" الشهرية التي أطلقت قسماً للكوردية الجنوبية والفارسية كملحق باسم "بيستون"، وأعيد إصدارها لاحقاً بسبب وجود الكورد الفيليين والإيلاميين في مكتبها الرئيس، وبالتعاون مع ناشطين ثقافيين من كرمانشاه وإيلام. كذلك كانت مجلة "سروه" الشهرية في أروميا تتابع نشاطاً مشابهاً بشكل متفرق. لكن الانتشار الأوسع لهذا النشاط ومواظبته بدأ في إيلام، ويعود الفضل في ذلك إلى "زوان ئيمه= لغتنا" التي أدارها السيد كامران رحيمي، وقد أدّت دوراً خاصاً في هذا المضمار. - وبصفتك محافظاً سابقاً لإيلام، ما الإجراءات التي اتخذتها في المجالين الثقافي والاجتماعي واللغوي؟ مرواريد: تعلمون أن محافظة إيلام تضم حالياً مكونات من الكورد واللور واللك والعرب، وجميعهم يعيشون جنباً إلى جنب في تآلف كامل منذ قرون. وبما أن العدد الأكبر من السكان هم من الكورد، لا سيما في مركز المحافظة، فمن الطبيعي أن يكون إنتاجهم الثقافي أكثر بروزاً نظراً للإمكانات المتاحة لهم. خلال فترة ولايتي، كنت أحرص على المشاركة في جميع الفعاليات الثقافية التي تخصّ المجموعات العرقية في المحافظة، وأعدّها جزءاً من التنمية الثقافية. بعض هذه الفعاليات كانت تتعلق بحفلات توقيع الكتب المنشورة، وبعضها الآخر مثل حفل تأبين "محمد رحيم خان كرد"، الذي حظي بالتكريم كواحد من أعلام المحافظة. - كيف ترون توجهات الأعمال الكوردية اليوم؟ مرواريد: تُعدّ الثقافة واللغة الكوردية من المكوّنات الأصيلة للثقافة الإيرانية. وفي المادة 15 من الدستور، أُجيز تعليم اللغة الكوردية. ولو عدنا إلى تاريخ المنطقة، لوجدنا أنه في الوقت الذي كانت فيه الهوية الكوردية مخفية في تركيا وسوريا والعراق، منحت إيران هذه الفرصة للمكوّنات العرقية. آمل أن تعمل وزارتا التعليم العالي والتربية على توسيع الأرضية اللازمة لتعليم اللغة الكوردية. ولحسن الحظ، هناك نظرة ثقافية عامة للعمل الكوردي في إيلام. تعمل حالياً عدة مؤسسات رسمية في هذا المجال، ويُديرها أشخاص متعلّمون وواسعو الاطّلاع، وآمل أن تستمر هذه العملية العلمية والثقافية في إعادة تعريف هويتنا المحلية، وأن تتعاون الجهات المعنية في هذا الصدد. - أخبرنا عن تدابير أخرى اتُّخذت في هذا السياق. مرواريد: إن اللغة هي أبرز المؤشرات الثقافية وربما أهمها. لكن إلى جانب اللغة، لا يمكن إهمال إقامة تماثيل لشخصيات مثل "غلام رضا خان أركوازي" كشاعر وصوفي من إيلام، و"ولي محمد أوميد" المعروف بـ"فردوسي إيلام" وصاحب ملحمة "ميمك". فضلاً عن تكريم نشطاء المحافظة المهتمين بالموسيقى والفنون الأخرى، إذ ينبغي الاعتناء بهم في إطار شامل للنهوض بالثقافة والفن في إيلام. - ماذا عن وسائل الإعلام؟ مرواريد: نظراً لأن شبكات التواصل الاجتماعي وفّرت مجالاً واسعاً للناشطين الثقافيين للعمل بحرية نسبية، فمن المتوقع أن يسعى مدراء القنوات والمجموعات الافتراضية والناشطون الثقافيون إلى ردم الفجوات قدر الإمكان، تفادياً لأن يستغل بعض الأفراد هذه المنصّات لطرح أنفسهم أبطالاً أو قادة للأنشطة الاجتماعية والثقافية الكوردية، بما قد يُشوِّه المساحة الصحية القائمة. - خلال فترة توليك منصب المحافظ، كنت حاضراً باستمرار في حفل تأبين 2000 شهيد من الكورد الفيليين في طهران. لماذا؟ مرواريد: إن تكريم الشهداء واجبٌ علينا دائماً، ومنهم شهداء الكورد الفيليين الذين قُتِلوا ظلماً نتيجة التطهير العرقي واللغوي لنظام البعث الصدامي. لقد حرصتُ على حضور هذه الفعاليات على الدوام، لكنني أتمنى أن يُعاد النظر في هذه الإبادة الجماعية الكبيرة والمهملة، التي حصلت منذ نحو نصف قرن ضد هذا الشعب النبيل والأصيل المقيم في بغداد وشرق دجلة. لا بد من دراستها أكاديمياً، لتحصيل حقوقهم الدولية، وليحظوا بدعمٍ دوليٍّ مستمر بوصفهم شعباً معرضاً لخطر الإيذاء. للأسف، لعدة عوامل من بينها البيروقراطية المعقدة والعجز المالي عن المتابعة، ما زال آلاف منهم في إيران والعراق محرومين من الحصول على الجنسية في كلا البلدين. وهذا لا يليق بإيران ولا بالعراق، خصوصاً بعدما صار منصب رئيس جمهورية العراق بعد سقوط صدام بيد شخصية كوردية، ورئيس الوزراء شخصية شيعية، وغالبية البرلمان من الكورد والشيعة معاً، وهما الصفتان اللتان يمتلكهما الكورد الفيليون، واللتان تسببتا في العداء التاريخي لصدام ضدهم. - يُقال إن والدك كان على علاقة جيدة بالكورد الفيليين العراقيين؟ مرواريد: نعم، كان ذلك لأسباب عائلية وأسباب تتعلق بإقامته فترة في العراق قبل الثورة وبعدها. كانت علاقته بالكورد الفيليين العراقيين ممتازة، وكان يذكرهم دائماً بالخير. لقد درس والدي في النجف لفترة عام 1969، مع بداية حكم البعثيين. عشتُ أنا شخصياً في العراق لمدة عام، ودرستُ في المدرسة الابتدائية الإيرانية في الكاظمية ببغداد، وتزامنت تلك الفترة مع أشد الضغوط التي فرضها النظام البعثي على الكورد عامة، وعلى الكورد الفيليين خاصة، متّهماً إياهم بأنهم إيرانيون لتبرير استهدافهم. في تلك الأيام، عُرفت الحملات باسم "کوردبگیر" أي (أمسِك الكوردي)، إذ كان النظام يلاحق الكورد الفيليين في العراق ويعتقلهم أو يزجّ بهم في السجون أو يُعدمهم أو يشرّدهم إلى إيران. وكان يُقبض كل يوم على العشرات في أحياء مختلفة من بغداد، حتى إن عمي الذي كان يقيم هناك اضطُر إلى الاختباء في منزلنا في الكاظمية قرابة ثلاثة أشهر، ثم تمكن من العودة إلى إيران. آنذاك، ومن خلال قرارات تعريب الكورد الفيليين، أجبر العديد منهم على إخفاء هويتهم العرقية واللغوية تحت أغطية عشائرية عربية، واتخذوا لأنفسهم أسماء عشائرية عربية مثل الحداد، الصفار، السراج، الصحّاف وغيرها، كي يتجنبوا الإبادة الجماعية البعثية. وبعد الحرب العراقية الإيرانية، تبيّن أن بعضهم اكتُشف وأُعدم، وبعد سقوط صدام ظهرت المقابر الجماعية لشبابهم. أما الذين تمكنوا من اللجوء إلى الكويت وسوريا وإيران بشق الأنفس، فقد بدأوا إعادة بناء حياتهم من جديد. ولحسن الحظ، بعد سقوط صدام، استعاد الكورد الفيليون قدراً من التعافي، وعقدوا مؤتمراً كبيراً في بغداد بعنوان "إحياء ذكرى شهداء الكورد الفيليين" بحضور السلطات العراقية، تحت شعار "القضية الفيلية قضيتنا". كما أسسوا قنوات إعلامية، منها قناة "الإشراق" التي بثت برامج بلغتهم، إلى جانب إعادة نشر مسلسلات إيرانية وإيلامية توثّق هويتهم. كذلك شاركوا في العمل السياسي ضمن مجالس المدن والمحافظات الواقعة شرق دجلة، من واسط إلى السليمانية وأربيل وكركوك. والآن باتت شوارع مدينة مندلي الفيلية الأصيلة مزدانة بأسماء بعض القبائل الكوردية الفيلية كعشائر أركوازي وشوهان وملكشاهي. وقبل سنوات، شهدت النجف اجتماعاً لوجهاء الكورد الفيليين مع أحد كبار علماء النجف. ونأمل أن نرى يوماً بعد يوم تطوراً كمياً ونوعياً للغة الكوردية، وخاصة اللهجة الفيلية، بما ينعكس إيجابياً على محافظة إيلام وسائر أنحاء البلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store