أحدث الأخبار مع #الفينيقيين

القناة الثالثة والعشرون
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- القناة الثالثة والعشرون
الليرة عبر التاريخ... طلعات ونزلات هل يستعيد النقد الوطني حضوره؟
تاريخ الليرة اللبنانية هو سجل حيّ للتحولات الاقتصادية والسياسية التي مر بها لبنان، إذ يعكس بشكل واضح التقلبات الاقتصادية والأحداث السياسية الكبيرة التي أثرت على وضعها كعملة وطنية. من بداياتها كمجرد عملة معدنية في المراحل التاريخية القديمة إلى تطورها كأداة نقدية مستقلة في العصر الحديث، شهدت الليرة العديد من التحولات التي أبرزت دورها المحوري في الاقتصاد الوطني. كانت الليرة دائما مؤشراً لتغيرات تاريخية وسياسية، وهي لا تزال تحمل رمزية خاصة حتى في ظل الأزمات الراهنة. المرحلة الفينيقية بدأ استخدام العملات المعدنية في لبنان في العصور الفينيقية، حيث كانت مدن مثل صور وصيدا من بين أولى المدن التي سكّت عملاتها من المعادن الثمينة مثل الفضة والذهب. هذه العملات كانت تستخدم في التجارة بين الفينيقيين وحضارات أخرى، مما يعكس الدور الاقتصادي الحيوي لهذه المدن في البحر الأبيض المتوسط. الليرة السورية بعد الانتداب الفرنسي للبنان في أوائل القرن العشرين، أصبحت الليرة السورية هي العملة المتداولة في البلاد، حيث كانت مرتبطة بالفرنك الفرنسي. ولكن بعد الاستقلال في عام 1943، ظهرت الحاجة إلى عملة لبنانية مستقلة، فتم تأسيس مصرف لبنان في عام 1963 ليصبح مسؤولًا عن إصدار الليرة اللبنانية رسمياً. خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، فقدت الليرة اللبنانية جزءاً كبيراً من قيمتها بسبب التدمير الذي لحق بالبنية التحتية الاقتصادية والتضخم الهائل الذي شهدته البلاد. شهدت الأسواق المالية اضطرابات كبيرة مع زيادة المطالبات بعملات أخرى، مثل الدولار الأميركي، على حساب الليرة. في فترة ما بعد الحرب، وتحديداً في عام 1997، تم تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار عند 1507.5 ليرة للدولار. ورغم أن هذا القرار ساعد على استعادة نوع من الاستقرار النقدي، إلا أن التراكمات المالية والديون العامة كانت تهدد استدامته. انهيار الليرة منذ عام 2019، بدأ سعر صرف الليرة اللبنانية يتدهور بسرعة هائلة بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي ضربت لبنان والتي صنفها البنك الدولي واحدة من أسوأ الأزمات المالية في التاريخ الحديث. فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار. هذا الانهيار، غيّر وجَه لبنان المالي والاقتصادي بشكل دراماتيكي. الرمزية الوطنية العملات المعدنية التي أُصدرت في مراحل مختلفة من تاريخ لبنان كانت دائما تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية، فضلاً عن دورها الاقتصادي في تسهيل المعاملات التجارية. يُعتبر سحب فئة الـ 500 ليرة من التداول عام 2002 حدثاً بارزاً في تاريخ النقد اللبناني، حيث اعتبر هذا التغيير خطوة نحو تطور النظام النقدي، ولكن في الوقت ذاته ساهم في رفع الأسعار بشكل غير مباشر، مما أثر على الاقتصاد الوطني. كان لهذه العملة وزن رمزي خاص، ما جعل سحبها بمثابة "ثقل" اقتصادي على الشرائح الضعيفة في المجتمع. متحف مصرف لبنان يُعد متحف مصرف لبنان من أهم المشاريع التي تعنى بتوثيق تاريخ العملة اللبنانية. وهو يضم مجموعة نادرة من العملات المعدنية والورقية التي تم تداولها عبر العصور. يتيح المتحف للزوار فرصة فريدة لفهم التطورات النقدية في لبنان عبر العصور، وتأثيراتها على الاقتصاد الوطني والسياسات النقدية المتبعة. كما يعتبر المتحف منصة حيوية للأنشطة التعليمية التي تهدف إلى توعية الأجيال الجديدة بتاريخ النقد اللبناني وأهمية استقرار النظام المالي في لبنان. ومن خلال المعارض الدورية، يمكن للزوار الاطلاع على الأحداث التاريخية التي أثرت على قيمة العملة، واكتساب فهمٍ أعمق لدور الليرة في تطور الاقتصاد الوطني. الليرة مقابل العملات الأوروبية يعتبر اليورو نموذجاً للاستقرار النسبي، حيث يمثل سياسات نقدية موحدة عبر منطقة اليورو التي تضم 19 دولة أوروبية. في المقابل، لا يمتلك لبنان بنية نقدية موحدة، حيث تعتمد السياسات النقدية على قرارات مصرف لبنان التي لا تنسجم دائما مع السياسات الحكومية الاقتصادية. فقدت الليرة اللبنانية القدرة على التفاعل مع أسواق المال العالمية بشكل فعال، خصوصا بعد عام 2019. ومن أبرز أسباب تفوق اليورو على الليرة، يمكن تعداد الأمور التالية: الاستقرار المؤسسي: البلدان التي تتداول باليورو تمتلك مؤسسات مالية راسخة، بما في ذلك سياسة نقدية موحدة. دعم البنك المركزي الأوروبي: يوفر البنك المركزي الأوروبي استراتيجيات فعالة للتعامل مع التضخم والأزمات المالية. الشفافية: مقارنةً بلبنان، تتمتع أوروبا بمستوى عالٍ من الشفافية في السياسة الاقتصادية والنقدية. تظل الليرة اللبنانية واحدة من أبرز رموز الاقتصاد الوطني، رغم الأزمات المتلاحقة التي عصفت بها. فقد شهدت انهياراً متسارعاً نتيجة عوامل متراكمة، أبرزها غياب الاستقرار السياسي، وتغييب دور الدولة، ومكافحة الفساد. ومع ذلك، يبقى الأمل باستعادة رونق الليرة قائماً، لا سيما في ظل بروز سلطة جديدة تحمل مشروعاً واضحاً لإنهاء واقع الدويلة، وإعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها. وإذا ما اقترن هذا التوجّه الجاد بإصلاحات جذرية، وبربط فعّال مع عواصم القرار الغربية والعربية، فإن الليرة ستكون قادرة على استعادة حضورها وفعاليتها في قلب الاقتصاد الوطني. جوزيان الحاج موسى - "نداء الوطن" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
جناح الجزائر في أوساكا إكسبو: تاريخ عريق ورؤية واعدة
رحلة إلى المستقبل تبدأ من هنا... استكشف أوساكا إكسبو 2025 سياحة وسفر ثقافة 09/05/2025 الجزائر، أكبر بلدان القارة الإفريقية من حيث المساحة، تحمل بين رمالها وجبالها وتضاريسها المتنوعة تاريخًا يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام. تاريخٌ متجذر في إرث الأمازيغ، ومطرّز بتأثيرات حضارات كبرى مرّت على أراضيها. من الفينيقيين الذين شيّدوا مدنًا ساحلية في القرن التاسع قبل الميلاد، مرورًا بالرومان الذين خلفوا مواقع خالدة مثل تيمقاد، وصولًا إلى العهد العثماني وفترة الاستعمار الفرنسي التي أسهمت في تشكيل ملامح الجزائر الحديثة—تتجسد في الجزائر فسيفساء حضارية فريدة تجمع بين الأصالة والطموح. وسط الصحراء الكبرى، التي تخترق قلب البلاد، تبرز مواقع أثرية نادرة كمنطقة طاسيلي ناجر المصنفة ضمن التراث العالمي، بما تحتويه من فنون صخرية تعود إلى العصر الحجري. وعلى امتداد سواحلها المطلة على المتوسط، ينبض الجمال الطبيعي متشابكًا مع عمق التاريخ، ليعكس التنوع الثقافي الثري الذي تتميز به البلاد. في قلب معرض إكسبو أوساكا 2025، الذي افتتح أبوابه في 13 أبريل/ نيسان، يطل جناح الجزائر بشعاره 'روعة الجزائر'، دعوة مفتوحة للغوص في أعماق الحضارة الجزائرية واستكشاف مؤهلاتها الاقتصادية والسياحية. يعرض الجناح سبعة مواقع مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، مثل وادي ميزاب بعماراته المتناسقة، وقلعة بني حماد، ومدينة جميلة الرومانية، إلى جانب لوحات طبيعية تتدرج من جبال الأطلس التلي، إلى الكثبان الذهبية، حتى مياه البحر اللامعة. وتحت عنوان 'أرض البدايات'، يعرض الجناح أدوات حجرية تعود إلى نحو 2.4 مليون سنة، تُظهر عمق الجذور البشرية في المنطقة، كما يبرز جمال الحرف التقليدية من خلال مجوهرات أمازيغية مصنوعة من الفضة والمرجان، تجسد براعة الصنعة وروح الهوية. يقود الزوار عبر أروقة الجناح شخصية تُدعى 'نور' التي ابتكرت بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعرف الزوار بالجزائر من خلال شاشات عرض تفاعلي متعدد الوسائط يروي حكاية الجزائر من ماضيها العريق إلى حاضرها النابض ومستقبلها الطموح. ويقدم الجناح لمحة عن مشاريع واعدة، مثل مبادرة تخضير الصحراء لمواجهة التصحر عبر زراعة الأشجار المقاومة والجفاف وتطوير أنظمة ريّ مستدامة، في إطار تعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة. كما يُبرز التقدّم في مجالات الصحة من خلال إنشاء مستشفيات حديثة وبرامج تطعيم شاملة، ويعرض إنجازات التعليم العالي، لا سيما في البحث العلمي المرتبط بالتكنولوجيا والطاقة المتجددة، ما يرسّخ مكانة الجزائر كشريك عالمي في التنمية المستدامة. وخصص الجناح فضاءً حيًا لتجسيد التراث المادي واللامادي: من الرقصات الفولكلورية، إلى الموسيقى الأندلسية، وصولًا إلى المأكولات التقليدية مثل الكسكس والطاجين. وتُقام فيه فعاليات متميزة لتعزيز الحوار الثقافي وإبراز حلول إبداعية للتحديات العالمية. إنه عرض غامر يستمر حتى 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، يُقدّم الجزائر بكل ما تحمله من إرث وتنوع وجمال، ويجسّد رؤيتها لمستقبل مزدهر، ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية واعدة وبيئة جاذبة للاستثمار والانفتاح الثقافي على العالم. (المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية التقرير والنص: أوتشياما كينيتشي و مساعدة في التصوير الفوتوغرافي بواسطة كورويوا ماساكازو من (96BOX). صورة العنوان © ثقافة أوساكا ثقافة شعبية


اليمن الآن
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
ملخص كتاب: الهجرات اليمنية لـ'الشماحي'.. الكتاب الذي قدم له الرئيس إبراهيم الحمدي
استعرض الكتاب لـ'يمن ديلي نيوز' عبدالله العطار: (الهجرات اليمنية من بون صنعاء إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا)، للمؤلف القاضي/عبدالله عبدالوهاب المجاهد الشماحي، الطبعة الأولى1976م دار البيان في لبينان في 115 صفحة. تصدرت هذا الكتاب مقدمةٌ كتبها الرئيس اليمني الراحل المعروف بحب الشعب اليمني له وهو المقدم إبراهيم الحمدي، والذي شهد بتميز المؤلف وأهمية الموضوع الذي طرقه بالنسبة لليمن وللعرب. يقول الحمدي: استعرضتُ هذه النبذة التاريخية لمؤلفها مستشار العدل الوالد القاضي العلامة عبد الله بن عبد الوهاب المجاهد الشماحي، وإنها لتحفة تكمن متعتها في أنها طرقت مواضيع تاريخية جديدة مدعمة بالأدلة العلمية استوحى المؤلف منها أن سكان شمال إفريقيا ما فيهم القبائل البربرية ترجع أنسابهم إلى (البونيين) اليمنيين الذين هم من منطقة صنعاء المتناولة (بون عمران) نزحوا قبل عصور التاريخ إلى شمال إفريقيا وغيرها إلى ما هناك من مواضيع تاريخية جديدة كانت في أصدافها محجوبة، ففتح المؤلف إليها الطريق لمن يطلب الارتواء من التاريخ. وإنا لنرجو من المؤلف وأمثاله المزيد من الجهود لبعث تراثنا التاريخي الغني بكل مقومات الحضارة، وفقنا الله جميعاً لما يرضيه. إبراهيم محمد الحمدي. إثبات عروبة شمال إفريقيا وقد وضح الشماحي في بداية الكتاب بأن سبب تأليف هذا الكتاب هو إثبات عروبة شمال إفريقيا، وفضح اليهود الذين زوروا التاريخ وغالطوا المؤرخين والنسابين. بدأ الكتاب أيضا بمقدمة قال فيها إن الدراسات قد أثبتت أن الجزيرة العربية هي الأصل للإنسان الأول، وأن اليمن هي أصل الإنسان سواء الأفريقي أو البريطاني أو الذي كان في بلاد الرافدين وغيرها، والدليل على ذلك أن بعض المدن في أروبا وغيرها ما زالت تحمل أسماء تدل على ذلك. وذكر أن البربر ليسوا من الفينيقيين ولا الكنعانيين ولا الحميريين ولا العدنانيين كما قال اليهود بل هم أقدم من هؤلاء جميعا، فالبربر هم من استقبلوا الفينيقيين والكنعانيين وتمازجوا معهم، ولذلك فالبربر هم من اليمن، فاليمن هي مهد الحضارة وهي الأصل، وهو ما أثبتته الدراسات والدلائل. التاريخ والأنساب والبشرية والعبرانيون: إن ما أثبته العلم يدل على أن العرب ليسوا فرعاً من السامية بل هم الأصل، بل أن هناك من قال إن اللغة الحميرية ليس لها صلة باللغة العربية وهذا ليس صحيحاً، والمشكلة الكبرى كما يقول المؤلف أن الإسرائيليين هم من قزموا العرب بهذه الأفكار الكاذبة وتبعهم المؤرخون للأسف مع أن القرآن الكريم قد فضحهم وفضح كذبهم بكثير من الآيات القرآنية التي أورد المؤلف كثيراً منها. تاريخ العبرانيين لقد بدا تاريخ العبرانيين من يعقوب بن إسحاق عليه السلام وليس قبل ذلك، وهذا كله من كذب الإسرائيليين. ثم وضح بأن اليهود حكموا مصر وغيرها بمساعدة بعض حكامها آنذاك، لكنهم كانوا متعصبين لمذهبهم ويهوديتهم ولم يوفوا لمصر ولا لحكامها الذين ترجع أصولهم إلى العبرانيين الذين سكنوا لبنان وسورية وأجزاء من فلسطين. فترة الرخاء القصيرة خلال حكم داود عليه السلام بعد انتصاره على الفلسطينيين ومن بعده ابنه سليمان عليه السلام، عاشت فلسطين برخاء في فترة حكمهما وقد كانت هذه الفترة 72عاماً فقط، فبعد أن مات سليمان عليه السلام انقسمت فلسطين، وقويت مصر، وهجم الآشوريون على مملكة إسرائيل حينها وقضوا على مملكتهم نهائيا، وفي عام 604 ق.م غزا 'نبوخذ نصر' مملكة يهوذى ودمر القدس وقضى على كل اليهود. بابل واليهود بعد القضاء على اليهود هم في فلسطين لجأ بعضهم إلى بابل وتجمعوا فيها حينها تذكروا ما لحق بهم من قبل المصريين والسوريين والآشوريين وبدأوا بالتخطيط للانتقام. يقول المؤلف إن اليهود قبل بابل لم يكونوا متحضرين، لكن في بابل ظهرت النزعة اليهودية والأفضلية التي ما زالوا حتى اليوم يدعونها، أما الفارسيون فقد استغلوا اليهود في بابل واتخذوا منهم جواسيس أو ما يسمى اليوم بالطابور الخامس، ودعموهم حتى استطاع اليهود مع دعم الفارسيين من ابتلاع الامبراطورية البابلية واحتلال عاصمتها، بعدها قاموا بتزييف التوراة وتحريفها لما يخدمهم. الإيحاء المناخي والأثري أثبتت السجلات الجيولوجية والأثرية أن الجزيرة العربية هي أصل الإنسان، وقد بدأت الحياة فيها في حين ان أروبا وإفريقيا والهند والصين كانت مازالت نائمة في سراديب الجليد الرابع. وقد تكاثر الإنسان في الجزيرة العربية وجمعتهم اللغة، بل إن الاستقرار أدى إلى زيادة العدد. لكنهم مع كثرة العدد انتقلوا إلى باقي الأمصار حاملين حضارتهم التي شيدوها، فحضارة الإنسان نشأت في الجزيرة العربية وخصوصاً في جنوبها ،ثم بسبب الجفاف انتقل كثير منهم إلى مناطق أخرى، وهذه الهجرات امتدت إلى البلقان وإفريقيا وأسبانيا. لقد هاجر البونيون الذين كانوا في عمران اليمن إلى مناطق عديدة منها الجزائر وتونس ومصر وألمانيا وإيطاليا وغيرها. وكثير من المؤرخين الأوروبيين وغيرهم أثبتوا أن اليمن هي أصل الحضارة والإنسان الأول. ثم يوضح المؤلف بأن الفينيقيين العرب وهبوا العالم الأوروبي أبجديتهم، لكن الخط الفينيقي هو نفسه منقول من بلاد العرب فالخط المعيني وجد قبله، ثم يقول بأن اليمن هم الذين بلغوا مطالع الشمس ومغاربها بسلطتهم وفتوحاتهم، بل هم من أقاموا سد الصين العظيم، بل إنهم هم أول من بنى المنارات في بحر الظلمات، وأول من وصل أمريكا وغيرها. ولهذا فإن ما سبق يثبت بأن الأصل هم العرب وليس السامية والحامية، وأن سكان شمال إفريقيا هم عرب دماً ولغة، وأن الحضارة العربية هي أقدم حضارة في العالم، وأن العرب في القرن الخامس عشر قبل الميلاد تقلدوا زمام العالم سياسياً واقتصادياً وهو ما أثبتته الدراسات والأدلة كما وضح ذلك مسبقا. الفصل الأول حمل الفصل الأول عنوان ما قبل التاريخ، وهدف المؤلف منه إلى الاشارة إلى زمان ما قبل الكتابة التصويرية والصوتية لتدوين أفكاره وأعماله، حيث قال إن نهاية هذه القبلية تختلف بين الشعوب وأول ما انتهت هذه المرحلة في اليمن والعراق ومصر والمنطقة الايجية في حين لم تنته هذه المرحلة إلا في عهود متأخرة. واعتمد المؤلف في هذه الجزئية إلى خمسة مصادر هي البحوث الجيولوجية، وعلم الإنسان، وما خلفه الإنسان من آثار قبل العصر الحجري الحديث وما بعده، والكتاب المقدس القرآن الكريم وليس التوراة أو الإنجيل، والأساطير مع غربلتها. ثم يقول إن كل الدلائل توحي بأن نوح من اليمن وهو رأيه الشخصي كما يقول. الفصل الثاني وحمل عنوان 'العرب العاربة وفجر العشرة آلاف عام قبل الميلاد' حيث قال المؤلف إن فجر التاريخ الإنساني كان مع الألف العاشر قبل الميلاد، والجزيرة العربية حينها كان بها قوم عاد وصالح وثمود وغيرها، والتوراة لم تذكر هذا عن قصد لأنه تم تحريفها. ثم يقول إن الأحقاف هي موطن عاد في جنوب اليمن، وقد كانت ذات جنات ورخاء واستقرار، وأن (يعرب) حكم الجزيرة العربية كلها وهو قائد قحطاني تغلب على العمالقة وثمود ثم حكم الجزيرة كلها، وقد كان من أولاده عبد شمس المسمى (سبأ). ومن خلال التتبع والاطلاع خلص الباحث إلى أن الحضارة الإيجية بدأت في الظهور في الألف الخامس قبل الميلاد ولم يأت الألف الرابع إلا وهي تضاهي حضارات العراق ومصر والجزيرة العربية، وأن الجفاف وتكاثر السكان هو من جعل الناس ينزحون نحو العراق ومصر وإفريقيا وغيرها. كما توصل إلى أن الشعوب البونية التي سكنت عمران وصنعاء هي التي هاجرت إلى المنطقة الإيجية وشمال الجزيرة العربية ونزلوا البحر المتوسط وإفريقيا، وقد أخذوا أسماء مختلفة في تلك المناطق ماعدا الذين في شمال أفريقيا فقد احتفظوا باسمهم (البونيون) وهو ما يؤكد أصلهم اليمني، ثم أطلقوا بعض الأسماء على أجزاء منهم مثل (البربر) وهم من البونيين. فالبونيون هم الأصل وهم من استقبل الكنعانيين والفينيقيين وتزاوجوا وتكاثروا لكن الاسرائليين هم من زوروا التاريخ ولفقوا أخباراً كاذبة ومن ترهاتهم أن اليهود والفرس هما من أصل سام وغير ذلك وللأسف أن ابن خلدون تبعهم في مثل هذه الترهات كما يقول المؤلف. الفصل الثالث وفي الفصل الثالث الذي عنونه بـ 'المعينيون والسبئيون والفينيقيون والبونيون' قال المؤلف إن معين وسبأ وحمير هم أسرة واحدة يتصل نسبها بعبد شمس المتصل بالملك يعرب، وعبده شمس له عدة ألقاب منها: معين وسبأ. وقد تعددت الأسر المالكة في معين بسبب التفاهم فيما بينها. وقد كانت هناك صلة بين سكان شمال أفريقيا والمعينيين والسبئيين وخصوصاً في الاقتصاد، لذاك تحكما في البحر الأحمر والبحر المتوسط مما أثار أحقاد الآخرين مثل الأسكندر المقدوني الذي حاول ابتلاع اليمن وفشل ومات قبل تحقيق أمنيته. والرومان حاربوا البونيين قرناً ونصف القرن، وفي الأخير تغلبوا عليهم في 141ق.م. وبسبب الانتصار على البونيين تنبه السبئيون لذلك وأعدوا العدة وجهزوا أنفسهم عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وحينما حاول الرومان ابتلاع اليمن قام الملك (اليشرح اليحصبي) بسحق الرومان ثم قام بإعادة سد مأرب وبنى قصر غمدان وغيره، لذلك نجد أن العنصر الآري هزم شر هزيمة في اليمن. الفصل الرابع أما الفصل الرابع فخصصه المؤلف لعلاقة اليمن بالمغرب العربي قبل الإسلام، وأشار فيه إلى أن الجزيرة العربية ظلت المعقل الوحيد والأخير الذي صمد في وجه الطوفان الآري منذ عام 141ق.م. وقد كان هذا الصمود أقوى الإرهاصات للنبوة المحمدية وظهور الإسلام وانتشاره. لذلك كان العرب مهيئين للإسلام ونشره وقد اندمجوا مع من هم في شمال أفريقيا وهذا الاندماج دليل على الثقة والوحدة بين الجميع بل إن الصلة كانت قوية حتى مع البربر. ثم يعرج المؤلف على علاقة اليمن والجزائر وأنها كانت علاقة قوية، فاليمنيون هم من فتحوا الجزائر وكانت تربطهم علاقة قوية في جوانب كثيرة، ثم يتحدث عن التلاحم الذي ظهر في القمة التي عقدت في الرياض وكيف أعجب بكلمة الأمير فيصل التي عبرت عن التلاحم العربي القوي وهذا الإعجاب قد ترجمه المؤلف بقصيدة شعرية طويلة، ليصل في النهاية ليؤكد أن عام1962م كان يوم قيام الثورتين اليمنية والجزائرية وهو ما يدل على العلاقة بين البلدين. خاتمة: هذا الكتاب مهم جداً كونه اعتمد على البحوث والدلائل التي تثبت أن الجزيرة العربية وبالأخص اليمن هي أصل الإنسان الأول والحضارة الأولى في العالم، وأن اليمنيين انتشروا في كل بقاع الأرض ونشروا حضارتهم التي أخذوها معهم، وأن الإسرائيليين هم من زوروا التاريخ وحاولوا تقزيم العرب بجزء صغير ينتمي إلى سام أو حام وأنهم بسبب الحقد حرفوا التوراة وشوهوا التاريخ من أجل مصالحهم ومذهبهم. وللأسف أن هناك من المؤرخين العرب من تبعهم في كذبهم وتزويرهم مثل ابن خلدون كما يقول المؤلف وما جاء به المؤلف لم يكن اعتباطا بل قائما على الدراسات والدلائل التي أثبتت ذلك. مرتبط كتاب الهجرات اليمنية من بون صنعاء إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا الكاتب القاضي/عبدالله عبدالوهاب المجاهد الشماحي الطبعة الأولى


لكم
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- لكم
حفريات تكشف عن أقدم استقرار بشري بشمال المغرب.. 'مستوطنة برونزية' تُوثق حياة متكاملة قبل 4000 عام
اكتُشفت مؤخرا مستوطنة تعود إلى العصر البرونزي عمرها نحو 4000 عام في شمال المغرب بنواحي تطوان، وتحديدا في منطقة 'كاش كوش' القريبة من نهر 'واد لاو' وهضبة 'كاش كوش'، ما يمثل نقطة تحول جوهرية في فهم تاريخ المغرب الكبير (المَغرِب) وعلاقاته مع الحضارات المحيطة في حوض البحر الأبيض المتوسط. ويقلب هذا الاكتشاف الجديد النظرة السائدة منذ عقود، والتي كانت تفترض أن المنطقة ظلت شبه خالية من التجمعات البشرية المنظمة قبل وصول الفينيقيين من المشرق حوالي 800 سنة قبل الميلاد. وفقا لما نشره الباحث حمزة بنعطية، أستاذ ما قبل التاريخ في جامعة برشلونة، في مقال له على منصة 'ذا كونفيرسايشن' ، فإن هذا الاكتشاف جاء نتيجة لحفريات جديدة قادها فريق من الباحثين الشباب المغاربة تابعين للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث. ويُعد موقع 'كاش كوش' الآن أقدم مستوطنة معروفة من العصر البرونزي في المغرب الكبير، تعود جذورها إلى نحو 2200 سنة قبل الميلاد، ما يجعلها معاصرة لحضارات البحر الأبيض المتوسط الشرقية مثل الميسينيين Mycenaean. رغم أن الموقع كان قد تم التعرف عليه لأول مرة عام 1988 وأجريت به حفريات أولية عام 1992، إلا أن التقديرات الأولية اعتمدت على وجود فخار فينيقي، ما جعل الباحثين حينها يظنون أن الاستيطان لم يبدأ إلا بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد. غير أن الحفريات الأخيرة، والتي أجريت خلال موسمي 2021 و2022، مستعينة بتقنيات متطورة مثل الطائرات المسيّرة ونظام التموضع العالمي التفاضلي (Differential GPS)، والنماذج ثلاثية الأبعاد، كشفت عن حقائق جديدة كليا. حيث تم اتباع بروتوكول دقيق لجمع العينات، مما مكن الباحثين من استخراج بقايا نباتية متحجرة، وفحم نباتي، واستخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع لتحديد أزمنة التواجد البشري بدقة. وتشير النتائج إلى أن الموقع عرف ثلاث فترات سكنية رئيسية، أولاها تمتد من حوالي 2200 إلى 2000 قبل الميلاد، لكنها كانت قصيرة ومحدودة، إذ لم يُعثر إلا على ثلاث شظايا فخارية غير مزخرفة، ورقاقة صوان، وعظمة بقرة. السبب في ندرة اللقى قد يعود لعوامل التعرية الطبيعية أو إلى طبيعة الاستيطان المؤقت. ثم جاءت المرحلة الأهم والتي بدأت حوالي 1300 قبل الميلاد، حيث استقر السكان بشكل دائم. وكان عددهم لا يتجاوز المئة نسمة، وقد بنوا مساكن دائرية من الخشب والقصب والطين، ونقبوا صوامع في الصخور لتخزين محاصيلهم الزراعية. أظهرت تحليلات العينات أن السكان زرعوا القمح والشعير والبقوليات، وربّوا الماشية من أبقار وأغنام وماعز وخنازير. كما استخدموا أدوات حجرية لطحن الحبوب، وقطع صوانية، وفخار مزخرف يدويا. وفي مفاجأة أثارت اهتمام الأوساط الأكاديمية، وُثّق أقدم قطعة معدنية برونزية معروفة في شمال أفريقيا (باستثناء مصر)، وهي قطعة قد تكون ناتجة عن إزالة فائض المعدن بعد عملية صبّ في قالب. ما بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وبالتزامن مع فترة بداية الاستقرار الفينيقي في مواقع قريبة مثل 'ليكسوس'، استمرت الحياة في 'كاش كوش' بنفس النمط السابق، مع دخول عناصر ثقافية جديدة نتيجة التواصل مع الفينيقيين. فقد بدأ بناء منازل مربعة الشكل بجانب المساكن الدائرية التقليدية، باستخدام مزيج من الحجر والطين والخشب، كما ظهرت محاصيل جديدة مثل العنب والزيتون، واُستخدمت أدوات حديدية. كما عُثر على فخار عجيني مصنوع بالعجلة، مثل الأمفورات (Amphorae) والأطباق، وهي كلها من الطراز الفينيقي. وتم التخلي عن الموقع تدريجيا بحلول سنة 600 قبل الميلاد دون دلائل على حدوث عنف، ما يشير إلى انتقال سلمي للسكان نحو مستوطنات مجاورة، ربما نتيجة تحولات اجتماعية واقتصادية. ولا تزال هوية هؤلاء السكان غامضة من حيث التنظيم السياسي أو القبلي، إذ لا توجد مؤشرات واضحة على وجود هرم اجتماعي صارم. لكن يُعتقد أنهم كانوا يعيشون ضمن وحدات عائلية، وربما تحدثوا لغة قريبة من الأمازيغية الحالية، والتي لم تُكتب إلا بعد إدخال الأبجدية الفينيقية. ويقترح الباحثون أن سكان 'كاش كوش' هم على الأرجح أسلاف الموريتانيين الأوائل الذين سكنوا شمال غرب أفريقيا في العصور اللاحقة. وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في كونه يعيد موضعة شمال أفريقيا داخل خارطة التاريخ المتوسطي القديم. فالاكتشاف يدحض الروايات التقليدية، والتي غالبا ما تأثرت بالمنظور الاستعماري، والتي كانت تُصوّر المغرب الكبير كأرض 'فارغة' أو 'بدائية' إلى أن جاءت 'الحضارة' من الخارج. وتشير أدلة 'كاش كوش' إلى وجود تواصل قديم بين المنطقة ومحيطها المتوسطي والأطلسي، وحتى مع المناطق الصحراوية جنوبا. يرى بنعطية أن هذا الحدث يمثل لحظة فاصلة في البحث الأثري، وفرصة لإعادة كتابة تاريخ شمال أفريقيا، ومنح المنطقة المكانة التاريخية التي لطالما استحقّتها. يدعو هذا الاكتشاف إلى مراجعة شاملة للفرضيات القديمة، وفتح المجال لأبحاث أعمق حول العلاقات الثقافية والتجارية بين ضفتي البحر المتوسط خلال عصور ما قبل التاريخ. بحسب ما جاء في المقال المنشور عبر 'ذا كونفيرسايشن'، فإن هذه النتائج تأتي لتكمل سلسلة من الاكتشافات الحديثة التي أظهرت أن شمال غرب أفريقيا لم يكن معزولا كما افترضت السرديات السابقة، بل كان فاعلا ومشاركا في شبكات التبادل والثقافة منذ آلاف السنين.


سواليف احمد الزعبي
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- سواليف احمد الزعبي
اكتشاف مستوطنة في المغرب يعيد كتابة تاريخ شمال إفريقيا
#سواليف اكتشف #علماء #الآثار في #المغرب بقايا #مستوطنة يعود تاريخها إلى 4200 عام، أي قبل وصول #الفينيقيين إلى المنطقة، وهو اكتشاف مفاجئ، لأن المنطقة كانت تعد غير مأهولة في ذلك الوقت. وعرف الفينيقيون باستيطانهم #شمال_إفريقيا وحروبهم لاحقا ضد روما، لكن #الحفريات الجديدة في موقع 'كاش كوش' الأثري تكشف أن شمال غرب المغرب كان مأهولا قبل وصول الفينيقيين بنحو 800 عام. وتتحدى هذه الاكتشافات 'فكرة أن شمال غرب إفريقيا كان أرضا بلا سكان قبل وصول الفينيقيين'، كما كتب فريق البحث في الدراسة التي نشرتها مؤخرا مجلة 'أنتيكويتي'. كما تشير الحفريات إلى أن الفينيقيين لم يستولوا على الموقع فحسب، بل اندمجت ثقافتهم مع الثقافة المحلية. فقد بنى السكان القدماء منازل باستخدام مزيج من الأساليب المعمارية الفينيقية والمحلية. وأقدم دليل على الاستيطان في 'كاش كوش' يعود إلى الفترة بين 2200 و2000 قبل الميلاد، حيث عثر الباحثون على ثلاث قطع من الفخار وعظم بقرة وحجر مشظى قد يكون جزءا من أداة حجرية. ومع ذلك، لا يعرف ما إذا كانت هناك مستوطنة دائمة في ذلك الوقت، كما أوضح حمزة بن عطية، الباحث في جامعة برشلونة والمؤلف الرئيسي للدراسة. وبدأت مرحلة جديدة من الاستيطان البشري في الموقع نحو 1300 قبل الميلاد، عندما عاد البشر إلى 'كاش كوش' وحولوها إلى مستوطنة مزدهرة. واكتشف علماء الآثار بقايا منازل بنيت بتقنية تعرف باسم 'البناء بالخشب والطين'، حيث تستخدم إطارات خشبية تملأ بمواد طينية. وقد ساهم تنوع المحاصيل الزراعية، مثل الشعير والقمح والفاصوليا والبازلاء، في ازدهار الموقع. كما عثر على أكثر من 8000 عظمة حيوانية، ما يشير إلى تربية الماشية والأغنام والماعز. وتغير الموقع حوالي 800 قبل الميلاد، مع وصول الفينيقيين. وظهرت الفخاريات الفينيقية، وتطورت هندسة المنازل لتصبح مبنية على قواعد حجرية، وهي تقنية فينيقية. وهذا يشير إلى حدوث 'تمازج' بين الثقافة المحلية والفينيقية، كما كتب الفريق في الدراسة. وتم التخلي عن 'كاش كوش' حوالي 600 قبل الميلاد دون أي دليل على عنف أو غزو. وفي تلك الفترة، كانت قرطاج، الواقعة في تونس، تزداد قوة، ما قد يكون جعلها مركز جذب للسكان الذين تركوا مواقع مثل 'كاش كوش'. ولكن، أدى توسع قرطاج إلى صراعات مع القوى الأخرى في المنطقة ودخلت لاحقا في سلسلة حروب مع الجمهورية الرومانية أدت إلى تدميرها عام 146 قبل الميلاد. ومع توسع روما في البحر المتوسط، سيطرت على المدن الفينيقية في المنطقة، ما أدى إلى نهاية الوجود الفينيقي كقوة مستقلة في المنطقة.