أحدث الأخبار مع #القرضالحسن»


تيار اورغ
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- تيار اورغ
الأخبار: كذب وتحريض وإسناد لإسرائيل: «الجديد»... رصاصة الرحمة على الإعلام اللبناني
الأخبار: زكية الديراني- اختصر أحد المعلّقين على التقرير الاستخباراتي الذي بثته قناة «الجديد» صباح الجمعة الماضي حول ضريح الشهيد السيّد حسن نصرالله، بالقول إنّ «فريقاً من جهاز الموساد أعدّه وترجمته وبثته محطة «الجديد»». تناول التقرير حيثيات إنشاء ضريح السيد نصر الله في منطقة قريبة من طريق المطار، ضمن نطاق بلدية برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية. ونفخ في نار الفتنة، مدّعياً أنّ الضريح وموقعه يشكّلان «تهديداً لهوية بيروت وخطراً على الطوائف الأخرى»! تضمّن التقرير معلومات مضلّلة وأكاذيب مفبركة عن الأرض التي أُنشئ عليها الضريح، معتبراً أنّ «البناء كلّف ملايين الدولارات على حساب المهجّرين الذين تضرّرت منازلهم في الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان». كما صوّب على «جمعية القرض الحسن» التي تتعرّض لهجوم أميركي وإسرائيلي بهدف تضييق الخناق المالي على المقاومة. صباح الجمعة الماضي، أطلّت جوزفين ديب في برنامج «الحدث» الصباحي الذي تعرضه قناة «الجديد» واستضافت الصحافي طوني بولس. في سياق الحديث مع الضيف، طلبت المقدّمة منه الاستماع إلى تقرير قائلةً: «في فيديو هلق بدك تخبّرني عنه. أنا ما كتير اطّلعت عليه... شو الفيديو؟ بدي تشرحلي قبل ما نعرضه»، وسيتضح لاحقاً أنّ ما قالته كان تمهيداً لغسل يدي القناة من محتوى التقرير. في هذا السياق، كشفت المعلومات لنا أنّ جوزفين ديب اتصلت يوم الخميس الماضي بزميلتها سمر أبو خليل، طالبةً منها تولي الحلقة بدلاً من أبو خليل، فوافقت الأخيرة بحكم أنّ هذه التغييرات تحصل في أي مؤسسة إعلامية. اتضح لاحقاً أنّ ظهور ديب لم يكن عفوياً، بل تنفيذاً لأوامر آل خياط، على اعتبار أنّ أبو خليل المعروفة بمواقفها الوطنية الداعمة للمقاومة، ما كانت لترضى ببثّ التقرير ضمن برنامجها الحواري. ستسافر كرمى خياط برفقة جوزفين ديب إلى واشنطن في «مهمات إعلامية» أثار التقرير تساؤلات عدة حول طريقة تنفيذه، إذ تخطّت مدّته التسع دقائق وشابه الأسلوب الوثائقي لا التقريري وعُرض بلغة عربية ولهجة غير مألوفة على المشاهد اللبناني، ولم يحمل توقيع أي صحافي من القناة، واختبأ خلف مقابلات وهمية وادعاءات غير مثبَتة بوثائق أو صور. في المقابل، تشير المصادر إلى أّن القائمين على «الجديد» وعلى رأسهم كرمى خياط، المتواجدة حالياً في الإمارات، ستسافر في اليومين المقبلين برفقة ديب إلى واشنطن في «مهمات إعلامية». بالتالي، مهّدت خياط لتلك الخطوة ببث التقرير المسموم على شاشتها، قبل أن تنفض القناة يديها منه، متحججةً بأنها «لم تتبنَّ ما ورد فيه». وتلفت المصادر إلى أنّ ذريعة القناة تعرّي قلّة مهنيتها وغياب مصداقيتها، وتستغفل الجمهور الذي يعرف سياسة «الجديد»، وتنفيذها لأجندات أميركية وخليجية في مقابل الدعم المالي، خصوصاً أنّ التقرير عُرض في وقت تُصوَّب فيه السهام نحو ضريح السيد، لتتماهى المحطة مع سياسة العدو ببث الفتن الطائفية والمذهبية. وتلفت المعلومات إلى أنّ القناة تعمّدت عرض التقرير صباح الجمعة لجذب أكبر نسبة مشاهدة في لبنان والخليج، باعتبار أن الجمعة هو يوم عطلة في الدول الخليجية، وبالتالي تطبيقاً لشعار «هلا بالخميس». على الضفة نفسها، تعتبر المصادر أنّ «الجديد» لم تحترم رأي الجزء الأكبر من موظفيها العاملين لديها من مناطق البقاع وجنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية. هذا الأمر دفع مجموعة من الموظفين إلى توقيع عريضة لإدارة القناة، مطالبين إياها بحمايتهم أثناء قيامهم بواجبهم في تغطية الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت أمس في محافظة جبل لبنان. ولمّحت العريضة، التي أطلقها الصحافي محمد فرحات المعروف بأدائه المهني أثناء تغطيته للحرب الأخيرة، إلى أنّ ذريعة القناة بأنها لم تتبنَّ ما ورد في التقرير، غير مقنعة. وأثنى بعضهم على خطوة الموظفين، التي وُصفت بأنها أشبه بحالة تمرّد على إدارة القناة، خصوصاً أنّ التقرير المشبوه نسف جهود بعض مراسلي القناة في تغطيتهم للحرب التي شنّها العدو. مع العلم أن موظفي «الجديد» يعانون من ظروف مالية صعبة بسبب رواتبهم المتدنية. لم تغفل قناة «المنار» عن الردّ، بل بثّت تقريراً كشفت فيه بالأدلة ملكية الأرض التي أُقيم عليها الضريح، عبر مقابلة مع رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور. واعتبرت أنّ ما جرى محاولة مدفوعة لضرب بيئة المقاومة. وتساءلت القناة: «على ماذا يعملُ البعض الآخر في لبنان مع هذا التحريضِ السياسي والإعلامي المتطابقِ مع الأهدافِ الصهيونية والمخططات الفتنويةِ لبلدِنا ومنطقتِنا». بعد عرض التقرير، راحت التساؤلات تُطرح عن دور «المجلس الوطني للإعلام» الغارق في سبات عميق. إذ لا تكفي حملات التحريض على النازحين في الحرب، بل مضت «الجديد» في استكمال تلك الحرب التحريضية التي تضرب بيئة المقاومة ورموزها.


العرب اليوم
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
هل من تغيير بعد التشييع؟
مع يوم تشييع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، نشر موقع «شفاف» مقالاً مع فيديو عن جنازة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، بعنوان: «وفاة طاغية»، ومما جاء في المقال: «هنالك الأفلام السوفياتية الرسمية لجنازة الديكتاتور السوفياتي الذي نافسَ أدولف هتلر في عدد ضحاياه، وهنالك فيلم وحيد (غير رسمي) تم التقاطه من إحدى شرفات السفارة الأميركية في موسكو. إحدى اللقطات المقربة تُظهر التابوت مغطى باللون الأحمر ومزيناً بقبعة ستالين العسكرية الشهيرة، وتبدو فيه نافذة لرؤية وجهه للتأكد من وفاته. طبعاً، أقسمت القيادة السوفياتية على (الاستمرار في خط جوزيف ستالين)، لكن نيكيتا خروتشوف كشف في خطاب سرّي أثناء مؤتمر لـ(الحزب الشيوعي) عن أن ستالين كان ديكتاتوراً ومجرماً». نصل إلى مراسم دفن نصر الله وصفي الدين، التي كانت أكثر من عملية تكريم لقادة قتلهم العدو الإسرائيلي، فالتحشيد الذي سعى إليه المنظمون والجهد وتكلفة الاحتفال فاقت كل تصور، في الوقت الذي توقفت فيه «مؤسسة القرض الحسن» عن سداد إيداعات الزبائن، وأصبح معلوماً أن «الحزب» لم يدفع معاشات المقاتلين وعائلات الشهداء منذ بداية هذا العام. وقد نشط مَن بقي من القادة الميدانيين والنواب في الاتصال الحثيث بفعاليات لبنان من جميع الأطياف والإلحاح على حضورهم، إلا إن الجهد الأكبر كان السعي لتأمين حضور شعبي ضخم وعارم. ولقد أعلن رجال دين الطائفة الشيعية في خطب صلاة الجمعة التي سبقت الدفن أن حضور المراسم تكليف شرعي لا مناص منه مهما كانت الصعاب، وأن عدم الحضور هو عدم وفاء وتقدير لنصر الله وخليفته. وإلى جانب ذلك، أطلق «الحزب» أبواقاً في الإعلام التابع ومنصات التواصل نادت بشعارات المظلومية والإهانة للشيعة واتهام الدولة، ممثلة في رئيسها ورئيس الحكومة، بالخيانة والصهينة، وافتعل مؤيدون لـ«الحزب» أحداثاً، مثل «مظاهرات الدراجات»، كانت تطلق شعارات طائفية مستفزة في مناطق عدة. وأقفل بعض العناصر التابعين لـ«الحزب» طريق المطار الدولي؛ احتجاجاً على عدم إعطاء تصريح بالهبوط لطائرة «ميهان» الإيرانية، التي أعلنت إسرائيل أنها تنقل أموالاً إلى «الحزب» وحذرت بأن هبوطها سيؤدي إلى ضرب المطار. ثم افتعل بعض المؤيدين إشكالاً في صالة المسافرين بالمطار انتشرت صوره على منصات التواصل، وتعالت فيه صيحات مؤيدة لـ«الحزب» ومهينة لمن يعارضه. كل ذلك أحدث فوضى قبل تولي حكومة العهد الأولى مهامها التي، لأول مرة منذ عقود من الزمن، لا يملك «حزب الله» أي قدرة على تعطيل القرارات فيها. لم يحدث في أي بلد بالعالم أن تكون الدعوات ملحة لحضور مراسم دفن القادة كما فعل «الحزب»، ففي كل الجنازات يحدث تحرك شعبي عفوي دون دعوات ولا مناشدات، ويتدافع الناس من تلقاء أنفسهم وراء نعوش القادة الكبار لوداعهم حتى يُوارَوا الثرى. هكذا كانت جنازات المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو في الهند، وجمال عبد الناصر، وياسر عرفات، وبشير الجميل، ورفيق الحريري، ووينستون تشرشل في بريطانيا، والملكة إليزابيث الثانية قبل 3 سنوات، التي وقف خلالها الناس لساعات طويلة على أرصفة الطرق لرمي زهرة وإلقاء تحية خلال مرور الموكب... وجميعها كانت حضوراً شعبياً عفوياً دون دعوات ولا مبارزة أو تبجح بأعداد الحضور التي مهما كبرت لا تُبنى بها دولة. إلا إن الأمر يتعدى قضية تشييع قادة لـ«حزب الله» اغتيلوا خلال المعارك، فقد ألحقت إسرائيل هزيمة عسكرية بـ«الحزب»، وفرضت «وقفاً لإطلاق نار» شروطه فعلياً استسلامٌ يشمل جميع أراضي لبنان، وبهذا تبخر وعد نصر الله الصادق الذي لخصه بعبارة: «نحمي ونبني»، وادعاءات ردع العدو بـ«الصواريخ الذكية» التي تصل إلى «ما بعد بعد حيفا». وقد لمس اللبنانيون عموماً، وبيئة «حزب الله» خصوصاً، أن وعود نصر الله لم تكن صادقة، وأن البناء تهدم ولم يستطع حمايتهم وهم في حالة ضياع بين واقع على الأرض يدل، بما لا جدال فيه، على أن «الحزب» مُني بهزيمة كبيرة، وما تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض فوق بيروت خلال التشييع إلا تذكير بمن له الغلبة (خصوصاً أن تلك الطائرات، «إف35» و«إف16»، من النوع ذاته الذي رمى قنابله وأطلق صواريخه وقضى على الأمينَين)، وبين ادعاءات النصر التي يرددها قادة «الحزب» الذين يقولون إن «حزب الله» لما يزل موجوداً أمام جبروت وبطش أقوى جيوش العالم، «وعليه فهو منتصر»!. لقد سعى بعض القادة في «حزب الله»، الذين بقوا على قيد الحياة، وعلى رأسهم نعيم قاسم، إلى رفع المعنويات وتنفيس الاحتقان من خلال جنازة نصر الله وخليفته، وإظهار مدى تكاتف البيئة الشيعية من ورائه رغم تفوق إسرائيل العسكري الذي قتل وهدم وأحرق المدن والقرى. وهؤلاء القادة يعلمون جيداً أنه في اليوم التالي بعد الدفن لن يستطيعوا معالجة الأزمة المالية ولا فتح معابر الإسناد البرية، ولن يغيروا في بنود اتفاق وقف إطلاق النار التي تقيد حركة «الحزب» جنوب نهر الليطاني وشماله، وهؤلاء يعلمون أن عمليات التخريب والفوضى والتعطيل لن تجدي، وأنها ستواجَه بحزم لم يُختبر قبلاً. وفي قراءة لخطاب التأبين الذي ألقاه نعيم قاسم مؤشرات عدة بالتسليم لسلطة الدولة، و«دستور الطائف»، وحماية الوحدة الوطنية. إلا إن هناك البعض في «الحزب»، الذين يعارضون هذا التسليم ويعدّون أن المعركة مستمرة، سيحاولون إبقاء نهج الممانعة والمقاومة والتعطيل، تلبية لأوامر إيرانية، وسيكون على لبنان أن يتحمل نتائج أفعالهم قبل أن تتمكن الدولة من بسط كامل سلطتها.


الشرق الأوسط
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
هل من تغيير بعد التشييع؟
مع يوم تشييع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، نشر موقع «شفاف» مقالاً مع فيديو عن جنازة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، بعنوان: «وفاة طاغية»، ومما جاء في المقال: «هنالك الأفلام السوفياتية الرسمية لجنازة الديكتاتور السوفياتي الذي نافسَ أدولف هتلر في عدد ضحاياه، وهنالك فيلم وحيد (غير رسمي) تم التقاطه من إحدى شرفات السفارة الأميركية في موسكو. إحدى اللقطات المقربة تُظهر التابوت مغطى باللون الأحمر ومزيناً بقبعة ستالين العسكرية الشهيرة، وتبدو فيه نافذة لرؤية وجهه للتأكد من وفاته. طبعاً، أقسمت القيادة السوفياتية على (الاستمرار في خط جوزيف ستالين)، لكن نيكيتا خروتشوف كشف في خطاب سرّي أثناء مؤتمر لـ(الحزب الشيوعي) عن أن ستالين كان ديكتاتوراً ومجرماً». نصل إلى مراسم دفن نصر الله وصفي الدين، التي كانت أكثر من عملية تكريم لقادة قتلهم العدو الإسرائيلي، فالتحشيد الذي سعى إليه المنظمون والجهد وتكلفة الاحتفال فاقت كل تصور، في الوقت الذي توقفت فيه «مؤسسة القرض الحسن» عن سداد إيداعات الزبائن، وأصبح معلوماً أن «الحزب» لم يدفع معاشات المقاتلين وعائلات الشهداء منذ بداية هذا العام. وقد نشط مَن بقي من القادة الميدانيين والنواب في الاتصال الحثيث بفعاليات لبنان من جميع الأطياف والإلحاح على حضورهم، إلا إن الجهد الأكبر كان السعي لتأمين حضور شعبي ضخم وعارم. ولقد أعلن رجال دين الطائفة الشيعية في خطب صلاة الجمعة التي سبقت الدفن أن حضور المراسم تكليف شرعي لا مناص منه مهما كانت الصعاب، وأن عدم الحضور هو عدم وفاء وتقدير لنصر الله وخليفته. وإلى جانب ذلك، أطلق «الحزب» أبواقاً في الإعلام التابع ومنصات التواصل نادت بشعارات المظلومية والإهانة للشيعة واتهام الدولة، ممثلة في رئيسها ورئيس الحكومة، بالخيانة والصهينة، وافتعل مؤيدون لـ«الحزب» أحداثاً، مثل «مظاهرات الدراجات»، كانت تطلق شعارات طائفية مستفزة في مناطق عدة. وأقفل بعض العناصر التابعين لـ«الحزب» طريق المطار الدولي؛ احتجاجاً على عدم إعطاء تصريح بالهبوط لطائرة «ميهان» الإيرانية، التي أعلنت إسرائيل أنها تنقل أموالاً إلى «الحزب» وحذرت بأن هبوطها سيؤدي إلى ضرب المطار. ثم افتعل بعض المؤيدين إشكالاً في صالة المسافرين بالمطار انتشرت صوره على منصات التواصل، وتعالت فيه صيحات مؤيدة لـ«الحزب» ومهينة لمن يعارضه. كل ذلك أحدث فوضى قبل تولي حكومة العهد الأولى مهامها التي، لأول مرة منذ عقود من الزمن، لا يملك «حزب الله» أي قدرة على تعطيل القرارات فيها. لم يحدث في أي بلد بالعالم أن تكون الدعوات ملحة لحضور مراسم دفن القادة كما فعل «الحزب»، ففي كل الجنازات يحدث تحرك شعبي عفوي دون دعوات ولا مناشدات، ويتدافع الناس من تلقاء أنفسهم وراء نعوش القادة الكبار لوداعهم حتى يُوارَوا الثرى. هكذا كانت جنازات المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو في الهند، وجمال عبد الناصر، وياسر عرفات، وبشير الجميل، ورفيق الحريري، ووينستون تشرشل في بريطانيا، والملكة إليزابيث الثانية قبل 3 سنوات، التي وقف خلالها الناس لساعات طويلة على أرصفة الطرق لرمي زهرة وإلقاء تحية خلال مرور الموكب... وجميعها كانت حضوراً شعبياً عفوياً دون دعوات ولا مبارزة أو تبجح بأعداد الحضور التي مهما كبرت لا تُبنى بها دولة. إلا إن الأمر يتعدى قضية تشييع قادة لـ«حزب الله» اغتيلوا خلال المعارك، فقد ألحقت إسرائيل هزيمة عسكرية بـ«الحزب»، وفرضت «وقفاً لإطلاق نار» شروطه فعلياً استسلامٌ يشمل جميع أراضي لبنان، وبهذا تبخر وعد نصر الله الصادق الذي لخصه بعبارة: «نحمي ونبني»، وادعاءات ردع العدو بـ«الصواريخ الذكية» التي تصل إلى «ما بعد بعد حيفا». وقد لمس اللبنانيون عموماً، وبيئة «حزب الله» خصوصاً، أن وعود نصر الله لم تكن صادقة، وأن البناء تهدم ولم يستطع حمايتهم وهم في حالة ضياع بين واقع على الأرض يدل، بما لا جدال فيه، على أن «الحزب» مُني بهزيمة كبيرة، وما تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض فوق بيروت خلال التشييع إلا تذكير بمن له الغلبة (خصوصاً أن تلك الطائرات، «إف35» و«إف16»، من النوع ذاته الذي رمى قنابله وأطلق صواريخه وقضى على الأمينَين)، وبين ادعاءات النصر التي يرددها قادة «الحزب» الذين يقولون إن «حزب الله» لما يزل موجوداً أمام جبروت وبطش أقوى جيوش العالم، «وعليه فهو منتصر»!. لقد سعى بعض القادة في «حزب الله»، الذين بقوا على قيد الحياة، وعلى رأسهم نعيم قاسم، إلى رفع المعنويات وتنفيس الاحتقان من خلال جنازة نصر الله وخليفته، وإظهار مدى تكاتف البيئة الشيعية من ورائه رغم تفوق إسرائيل العسكري الذي قتل وهدم وأحرق المدن والقرى. وهؤلاء القادة يعلمون جيداً أنه في اليوم التالي بعد الدفن لن يستطيعوا معالجة الأزمة المالية ولا فتح معابر الإسناد البرية، ولن يغيروا في بنود اتفاق وقف إطلاق النار التي تقيد حركة «الحزب» جنوب نهر الليطاني وشماله، وهؤلاء يعلمون أن عمليات التخريب والفوضى والتعطيل لن تجدي، وأنها ستواجَه بحزم لم يُختبر قبلاً. وفي قراءة لخطاب التأبين الذي ألقاه نعيم قاسم مؤشرات عدة بالتسليم لسلطة الدولة، و«دستور الطائف»، وحماية الوحدة الوطنية. إلا إن هناك البعض في «الحزب»، الذين يعارضون هذا التسليم ويعدّون أن المعركة مستمرة، سيحاولون إبقاء نهج الممانعة والمقاومة والتعطيل، تلبية لأوامر إيرانية، وسيكون على لبنان أن يتحمل نتائج أفعالهم قبل أن تتمكن الدولة من بسط كامل سلطتها. إن الانقسام داخل قيادة «الحزب» سيستمر، وستستمر معه حال الضياع في البيئة بين الانهزام والانتصار؛ بين تسليم السلاح واستمرار المقاومة، إنما هذه المرة في الداخل اللبناني، وبين سلطان الدولة وفوضى الميليشيا المذهبية.