logo
#

أحدث الأخبار مع #القرن_العشرين

كارثية الترميز وحشد الأتباع: دروس من الصحوة !
كارثية الترميز وحشد الأتباع: دروس من الصحوة !

عكاظ

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عكاظ

كارثية الترميز وحشد الأتباع: دروس من الصحوة !

حين يُرفع الشخص فوق الفكرة، ويرسّخ الولاء والتبعية لاسم ورسم، نكون أمام أخطر معضلات الوعي وهي ترميز الشخص وحشد الأتباع حوله، وتحريك الغوغاء وهذه الظاهرة كانت حكرًا على مرحلة «الصحوة» الدينية التي عصفت بمجتمعاتنا العربية في نهاية القرن العشرين، حتى أصبحت نموذجًا كاشفًا لانهيار البنية العقلية للمجتمع حين تتحول الفكرة إلى شخص، والرمز إلى وصي على العقول، وطمس أي فكرة أخرى عندما تَشَكّل حول هؤلاء «الرموز» جيلٌ كامل لم يُعطِ نفسه فرصة التفكير خارج أطر ما يقدمه «الواعظ»، وتم ربط كل نقد له أو لهم بـ«عداء للدين» أو «خروج عن الثوابت» وفسق وزندقة إلخ، فتحول النقد إلى جريمة فكرية، والرأي إلى ارتياب وتشكيك في جوهر الدين وثوابته ! الشخصنة في الفكر داءٌ خبيث اكتوينا به، والتعبئة ضد المخالف بالرأي معضلة تؤجج الكراهية ومخرجات بغيضة تصيب العقول بالشلل النقدي فتتحول الفكرة إلى وجه، والموقف إلى نبرة صوت، والنص إلى فتوى والرأي إلى مشادة، ومع الوقت، تنشأ طبقات من الأتباع لا يتبعون الفكر، بل يتبعون الأشخاص، فيختلط الولاء العقائدي بالولاء الشخصي، وتفقد المبادئ مرونتها وواقعيتها ويتحول الحوار إلى معارك فكرية تتفرع إلى معارك أخرى (عنصرية، طائفية إلخ). نشهد جميعاً حراكاً غوغائياً على منصات التواصل وبالأخص في مساحات (x) من مهاترات وسجالات هزيلة تعتمد بشكل كلي على الشخصنة والتحريض وإسقاط المخالف وتشويهه، وهذا ليس بالأمر الجديد ولكن التطور الذي لاحظته -وربما لاحظه غيري- هو ترميز بعض الأسماء ليس دينياً أو سياسياً أو أو ... لا لا بل ترميز بلا أية معايير فكرية سوى الأذية والتراشقات وتبادل الاتهامات فيرتفع اسم فلان (الكفو) الذي أسقط فلاناً أو فلانة ونشر تفاصيلهم الشخصية أو فضحهم بما فيهم أو ما ليس فيهم، أما قواميس اللغة في هذه المهاترات فحدث ولا حرج، فالترميز يفوز به صاحب أقذع المفردات وأدنى الألفاظ ليعتلي المنصة ويحشد الغوغاء ليصبح أبو فلان أو أم فلان الكفو الذي ألجم فلاناً وفلانة وألقمهما حجراً... ألا يذكركم هذا بمرحلة ما...؟! هنا؛ يتحتم علينا قراءة التاريخ بوعي ثم تجاوز ظاهرة الترميز، فالمجتمعات الحرة لا تُبنى على الأتباع، بل على المواطن المخلص، ولا على المريدين، بل على تجارب وإرث المفكرين، وحين نعي أن الصحوة -مثلاً- لم تكن مجرد حركة دينية وعظية، بل كانت مشروعاً سياسياً مقنّعاً بغلاف ديني، سعى دهاقنتها المُرمزون إلى إعادة تشكيل هوية المجتمع وتوجيه ولائه نحو أهدافهم التي في ظاهرها فكرية وفي جوهرها سياسية إخوانية معاصرة وكانت الجماهير الصحوية تسير خلف «الرمز» وهي مستعدة للدفاع عن رأيه حتى لو خالف النص، وتبرر سقطاته حتى لو خالفت الأخلاق؛ حينها سوف تستقر في العقول ثقافة نبذ التبعية واستنتاج مآلاتها (اللا أخلاقية) والاتكاء على المنطق ومخرجات الواقع الحقيقي دون أي تغييب للوعي ودون أي إحلال للعاطفة مكان (العقل) حتى وإن سلمنا بأن الحالة الآنية فوضوية ودون أجندات، فالمجتمعات المتوازنة هي من يُعلي من قيمة المؤسسات لا الأفراد، والأفكار لا الوجوه، والحوار لا التلقين، وهي التي تحتفي بالمبادئ لا بالأصوات، وبالعقل لا بالهالة، وتعرف جيداً أن القدوة ليست معصومة، وأن الفكر لا يُختزل في شيخ ولا مفكر ولا غوغائي يعتلي منصة، فالرموز زائلة، والوعي وحده هو الباقي. نعم، ترميز الأشخاص ليست ظاهرة جديدة، لكنها انتشرت في عصرنا بسب تأثير الإعلام ووسائل التواصل، حيث تُصنع «الرموز» بسرعة وتُهدم أيضاً بسرعة. الدرس الأهم هو أن الأفكار يجب أن تقاس بقيمتها، لا بمن يقولها وأن النقد الموضوعي ليس عدواناً، بل ضرورة لاستمرار أي نهضة حقيقية، وأن الصوت والحجة والكاريزما ليست بالضرورة قوة، بل قد تكون غطاء لعقل عارٍ من الأخلاق أو شخصية منبوذة. أخبار ذات صلة

أهلاً بكم في العصر «الجيواقتصادي» الجديد
أهلاً بكم في العصر «الجيواقتصادي» الجديد

البيان

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • البيان

أهلاً بكم في العصر «الجيواقتصادي» الجديد

قد يتساءل البعض. ولا عجب في ذلك، فحتى وقت قريب لم تكن هذه الكلمة تُستخدم إلا نادراً؛ ذلك لأن الكلمة تصف كيف يمكن للحكومات استخدام السياسات الاقتصادية والمالية لفرض النفوذ جغرافيا. ولكن في الإطار الفكري للسوق الحرة في القرن العشرين، وهو الإطار الذي بنى فيه معظم المهنيين الغربيين مسيرتهم المهنية، ساد الاعتقاد بأن المصلحة الذاتية الاقتصادية العقلانية هي المسيطرة، لا السياسة، التي بدت وكأنها مشتقة من الاقتصاد، وليس العكس. لم يعد الأمر كذلك الآن، فقد صدمت الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من المستثمرين، لأنها تبدو غير عقلانية بمعايير الاقتصاد النيوليبرالي. وسواء أكان هذا «عقلانياً» أم لا، فإنه يعكس تحولاً نحو عالم تراجع فيه الاقتصاد إلى مرتبة ثانوية مقارنة بالألعاب السياسية، ليس فقط في أمريكا، بل في أماكن أخرى كثيرة حول العالم. ويحث دان أليفاريوس، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، الشركات الآن على إنشاء منصب جديد هو «كبير مسؤولي الجغرافيا السياسية»، أو «كبير مسؤولي الجغرافيا السياسية»، «للتعامل مع الخطوط الفاصلة التي تزداد ضبابية بين التجارة وحكم الدولة»، خاصة بعد أن «غيّرت الحكومات القواعد». وجاء تحول آخر بعد الحرب العالمية الثانية، عندما ترسخت مبادئ الاقتصاد الكينزي، ثم في ثمانينيات القرن الماضي، عندما حلت أفكار السوق الحرة النيوليبرالية محل الكينزية. وحقيقة أن البندول الفكري يتأرجح الآن مرة أخرى نحو المزيد من الحمائية القومية (مع جرعة من الكينزية العسكرية)، تتناسب مع نمط تاريخي، على الرغم من أن قلة فقط توقعت أن يتخذ هذا التأرجح هذا الشكل. ويجب على المستثمرين أيضاً ملاحظة أن داليو يشير إلى أن مثل هذا الصراع نادراً ما يُحل بسرعة أو بسلاسة، وخاصة عندما تكون هناك دورة ديون متضمنة. أو كيف تستخدم اليابان حيازاتها من سندات الخزانة «كورقة» في محادثات التجارة. وهذا يعني أن سياسات التكنولوجيا والتجارة والمالية والعسكرية تتداخل بطريقة لم نشهدها خلال العصر النيوليبرالي. ولفهم ذلك، لننظر إلى كتاب جديد لافت بعنوان «السياسة الصناعية للولايات المتحدة» لمارك فاستو، وإيان فليتشر، وهما اقتصاديان مفضلان لدى جمهور ماغا، وهما يؤيدان الرسوم الجمركية، لكنهما يشددان أيضاً على ضرورة تطبيق سياسات صناعية أخرى، مستشهدين بكوريا الجنوبية واليابان والصين وألمانيا كأمثلة تحتذى. وذلك كله يرعب العديد من المراقبين، خاصة أولئك الذين نشأوا في تلك الحقبة النيوليبرالية. ومن المهم ألا تتوقعوا أن يعود البندول الفكري إلى مساره قريباً، فحتى لو أبرمت الولايات المتحدة بعض الصفقات التجارية، كما يشير دان إيفاسكين من شركة بيمكو، فإن شغف ترامب بالرسوم الجمركية متأصل.

كي لا نخسر قوتنا الناعمة
كي لا نخسر قوتنا الناعمة

العربية

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • العربية

كي لا نخسر قوتنا الناعمة

يقول المعلق الأمريكي فريد زكريا، في برنامجه My Take، إن سياسات الرئيس ترامب المتعلقة بالتعرفة أخذت اهتماماً كبيراً، لما تسببت به من خسائر ضخمة، لكن سياساته المتعلقة بالهجرة والتعليم ودعم الابحاث، ستكون لها آثار سلبية أكبر، على المدى الطويل. فأمريكا التي قادت العالم تكنولوجياً، لدرجة اعتقدنا أنها كانت كذلك منذ نشأتها، لكنها حقيقة كانت متأخرة عن غيرها علمياً، تتقدم عليها ألمانيا وبريطانيا في الفوز بجوائز نوبل العلمية، لكن طرأت 3 عوامل غيّرت الوضع مع منتصف القرن العشرين: الأول: وصول هتلر للحكم في ألمانيا، واتباعه سياساته العنصرية، دفع أجيالاً من أفضل العقول العلمية للهرب إلى أمريكا، وأغلبيتهم من اليهود، الذين شكلوا تالياً العمود الفقري للمؤسسة العلمية فيها. مع استمرار أمريكا في جذب أفضل العقول العلمية والطلبة المتفوقين، من الصين والهند، للدراسة والبقاء فيها تالياً. الثاني: خروج ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا من الحرب العالمية الثانية منهكة ومحطمة باقتصادات منهارة، وخسائر بشرية بالملايين، بينما لم تصب أمريكا إلا بأقل الأضرار، ليتيح لها ذلك تسيّد العالم اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً. الثالث: قرار الحكومة الأمريكية أن تصبح الأكبر صرفاً على البحث العلمي، بحيث وصل دعمها في عام 1953 إلى %2.4 من إجمالي دخلها القومي، وفتح ذلك المجال للجامعات الأمريكية، الحكومية والخاصة، للتنافس على تلقي ذلك الدعم، فنتج عن تلك الخطة الكريمة، والحرية المطلقة لها بالعمل، في خلق النموذج العلمي الأمريكي الحديث، الأكثر نجاحاً في التاريخ. لكن تم التخلّي عن هذه العوامل في العهد الحالي، مع التهديد بوقف الدعم المالي للجامعات، إذا لم تتعهد بالالتزام بتعليمات الحكومة في ما يتعلق بصميم وظائفها العلمية، وهذا ما لم يحدث من قبل، وحتى مراكز الأبحاث الحكومية لم تسلم من تدخلات الحكومة. أصبحت الصين، خلال آخر 10 سنوات في الصدارة، وصاحبة الحصة الأكبر في تسجيل الاختراعات، متخطية أمريكا. وحتى في مجال أفضل 500 جامعة في العالم، فقد كانت حصتها 27 جامعة في 2010 فأصبحت 76 جامعة، بينما انخفضت حصة أمريكا من 154 إلى 133 جامعة! لكن بقي أمر مهم ووحيد لم تستطع الصين الانتصار فيه على أمريكا، وهو القدرة على جذب العقول والخبرات، ففي الفترة من سنة 2000 إلى 2014 شكّل المهاجرون إلى أمريكا ثلث عدد الفائزين بجوائز نوبل. وارتفعت نسبتهم إلى 40 في المئة بين فئة مطوري برامج الكمبيوتر، وإلى 62 في المئة في مجال مكافحة الأمراض، لكن كل ذلك انقلب تماماً مؤخراً، مع البدء بإلقاء القبض على أعداد كبيرة من الطلبة وترحيلهم، وتعرّض باحثين من الصين بالذات للتحقيق من الـFBI، فقرر الكثيرون الهجرة إلى كندا وأستراليا وأوروبا. قامت مجلة Nature العلمية المرموقة بإرسال استبيان للمشتركين فيها، وكلهم من العلماء، وسؤالهم عما إذا كانوا يفكرون في الهجرة، فجاءت ردود 75 في المئة من أصل 1600 مشارك؛ بنعم! علماً بأن هؤلاء يمثلون قوة أمريكا الحقيقية، التي تم خلقها طوال 100 عام، والتي تم بدء العمل على تفكيكها في الـ100 يوم الأخيرة! * * * تميّزت الكويت، طوال تاريخها، مقارنة بشقيقاتها، بأنها بلد مهاجرين، وفاق ما قدمه هؤلاء لمجتمعهم ومحيطه الأوسع، على مدى ثلاثة عقود، كل ما قدمه غيرها، بحرياً وتجارياً وثقافياً وفنياً، وكل ذلك نتيجة تمازج مكونات المجتمع المتعدد الأعراق والثقافات! لهذا السبب لا يجب وقف تجنيس الكفاءات، خاصة أن أغلبية الشقيقات تسعى إلى ذلك بكل قوة، من خلال تقديم مختلف المغريات لها، فنحن سنبقى مثلهم بحاجة إلى دماء جديدة، وأفكار جديدة، علماً بأن قوتنا لا تزال تكمن في تعدد خلفياتنا، وولائنا لوطننا وإخلاصنا لقيادتنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store