أحدث الأخبار مع #القطيف


الرياض
منذ 10 ساعات
- صحة
- الرياض
مستشفى القطيف المركزي يحقق نسبة 99.06٪ في تقييم المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية
حقق مستشفى القطيف المركزي، أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي، إنجازا نوعيا بعد اجتيازه تقييم المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي) بنسبة بلغت 99.06 بالمائة، ما يعكس التزامه بأعلى معايير الجودة والسلامة في تقديم الخدمات الصحية. ويأتي هذا التقييم ضمن برنامج الاعتماد المؤسسي الذي يهدف إلى ضمان جودة وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وتعزيز بيئة آمنة للمستفيدين والعاملين على حد سواء. وشمل التقييم مجموعة من المعايير الصارمة المتعلقة بالسلامة الإكلينيكية، والبنية التحتية، وتجربة المريض، وإدارة المخاطر، والممارسات الصحية المبنية على الدليل. وقد جاء هذا الإنجاز بقيادة رئيس تشغيل شبكة القطيف الصحية أ. سعد بن محمد الدوسري، وجهود متكاملة من إدارة الجودة وسلامة المريض و الكوادر الإدارية والطبية والفنية في المستشفى، الذين عملوا بروح الفريق الواحد لتحقيق هذا المستوى المتميز من الاعتماد. إلى ذلك الدوسري عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكداً أن ما تحقق هو ثمرة للاستراتيجية التي يتبناها تجمع الشرقية الصحي في رفع كفاءة المنشآت الصحية، وتحسين تجربة المريض، وضمان سلامته وجودة الخدمات المقدمة له. يشار إلى أن هذا الإنجاز يعكس التزام مستشفى القطيف المركزي المستمر بتطبيق أعلى معايير الجودة، وحرصه على تحسين الأداء المؤسسي، بما يواكب تطلعات رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع الصحي وتحقيق التحول الوطني المنشود.


الرياض
منذ 5 أيام
- أعمال
- الرياض
شدد على أهمية روح الفريق الواحدمحافظ القطيف يناقش إنشاء أول واحد صناعية للمنتجات الزراعية والغذائية
ناقش المجلس المحلي في جلسته صباح اليوم مشروع إنشاء أول "واحة صناعية" متخصصة في الصناعات الغذائية والمنتجات الزراعية، والجلسة التي عقدت صباح اليوم في مقر المحافظة، برئاسة محافظ القطيف إبراهيم الخريف حضرها أعضاء المجلس. ورحّب المحافظ في مستهل الجلسة بالحضور، مشيدًا بالجهود المبذولة خلال الجلسات السابقة، ومؤكدًا على أهمية مواصلة العمل بروح الفريق الواحد لتنفيذ التوجيهات الكريمة من سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه - حفظهما الله -، الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بجودة المشاريع والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين. واستعرض المجلس في جدول أعماله عددًا من المحاور الحيوية، جاء في مقدمتها عرض من لجنة متابعة المشاريع التنموية حول مشروع إنشاء "واحة صناعية" متخصصة في الصناعات الغذائية والمنتجات الزراعية، بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بالمحافظة، واستقطاب الاستثمارات النوعية في مجالات الأمن الغذائي والصناعات التحويلية الزراعية، كما استعرض المجلس تقريرًا مفصلًا عن المشاريع الجاري تنفيذها حاليًا، التي تقع ضمن اختصاصات عدة جهات تنفيذية من أبرزها شركة المياه الوطنية، وشركة الكهرباء، ووزارة النقل، وناقش الأعضاء خلال الجلسة سبل تذليل العقبات التي قد تواجه هذه المشاريع، وآليات المتابعة والتنسيق لضمان معالجتها وتسريع الإنجاز، وفق الجداول الزمنية المعتمدة. وشمل النقاش عددًا من المواقع التي تشهد تنفيذًا ميدانيًا، وتحديدًا على امتداد طريق أحد، وطريق الملك عبدالعزيز، وطريق الخليج، وطريق القطيف - العوامية - صفوى، التي تبرز فيها الحاجة إلى رفع جودة الأداء في التنفيذ. وقدّمت لجنة الخدمات العامة عرضًا حول بعض المخططات السكنية التي لا تزال في انتظار وصول عدد من الخدمات الأساسية، ومن بينها حي البديعة غرب القطيف الذي ينتظر وصول خدمة الصرف الصحي، إضافة إلى غرب حي الناصرة، وهي ضمن مشروع إيصال الخدمات الجاري حاليًا بالمحافظة، وحي الجوهرة في سنابس الذي يترقب إيصال إنارة الشوارع، مع التأكيد على أهمية التنسيق مع الجهات المعنية لاستكمال تلك الخدمات، بما يحقق بيئة عمرانية مكتملة ومستدامة. وفي ختام الجلسة، شدد الخريف على ضرورة تعزيز المتابعة الميدانية لمشاريع المحافظة، والرفع الدوري بالتقارير الفنية والإدارية إلى المجلس، مع أهمية قياس مؤشرات الأداء ومخرجات التنفيذ بطرق منهجية، تضمن الوصول إلى الأهداف المرسومة، والوفاء باحتياجات وتطلعات أهالي محافظة القطيف. كما أكد على أهمية مواصلة الجهود التنسيقية بين اللجان والجهات التنفيذية، لمتابعة تنفيذ التوصيات السابقة، والتفاعل مع ما يستجد من أعمال ومبادرات مستقبلية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.


الرياض
منذ 5 أيام
- أعمال
- الرياض
رئيس بلدية القطيف يبحث سبل تطوير الحرف اليدوية واستدامتها مع الحرفيين
بحث رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس صالح القرني، مع عدد من الحرفيين المحليين، أوجه التعاون المشترك، والعمل على تطوير الحرف اليدوية بالمحافظة، وذلك بما يسهم في الحفاظ عليها واستدامتها، وذلك خلال لقائه معهم اليوم في مقر البلدية، ويأتي اللقاء ضمن جهود بلدية محافظة القطيف لتعزيز الهوية الثقافية. ويأتي هذا اللقاء في إطار مبادرة عام الحرف اليدوية 2025، التي تهدف إلى إبراز أهمية الحرف اليدوية كأحد روافد الاقتصاد المحلي، وتعزيز مكانتها في المجتمع من خلال توفير بيئة داعمة للحرفيين وتشجيع الابتكار في هذا المجال، منوها خلال اللقاء إلى حرص البلدية على توفير الدعم اللازم للحرفيين، والعمل على تهيئة مواقع مناسبة لممارسة أنشطتهم. إلى ذلك عبّر الحرفيون عن تقديرهم لهذه المبادرة، مشيدين بالدور الذي تقوم به بلدية القطيف في دعم قطاع الحرف اليدوية والحفاظ على الطابع المحلي. يشار إلى أن بلدية القطيف تعمل على تنفيذ عدد من المبادرات النوعية التي تسهم في تعزيز التنمية الثقافية والاقتصادية في المحافظة، من خلال دعم الحرفيين في مختلف المجالات التراثية والإبداعية.


الرياض
منذ 6 أيام
- صحة
- الرياض
محافظ القطيف يُدشّن برنامج "القطيف مدينة صحية"
دشّن محافظ القطيف رئيس اللجنة الرئيسية لبرنامج المدينة الصحية بالمحافظة إبراهيم الخريف، صباح اليوم، برنامج "القطيف مدينة صحية"، وذلك بحضور ممثلة وزارة الصحة بالشرقية أمل بنت أحمد العنزي، وأعضاء اللجنة الرئيسية، ورؤساء ومدراء الدوائر الحكومية بالمحافظة. واستُهل اللقاء في مقر المحافظة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة ألقاها الخريف رحب فيها بالحضور، مشيرًا إلى المقومات التي تمتلكها المحافظة وتمكنها من أن تكون أنموذجًا وطنيًا في تطبيق أعلى معايير المدن الصحية، مؤكدًا أن البرنامج يأتي امتدادًا لما تحققه القطيف من تطور في مختلف المجالات، بدعم القيادة الرشيدة – أيدها الله – ومتابعة سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه – حفظهما الله. وأوضح الخريف أن البرنامج يُمثل نقطة انطلاق نحو تفعيل المبادرات المجتمعية، وتعزيز روح الابتكار، وبناء نموذج متكامل للتعاون المؤسسي والمجتمعي، بما ينعكس إيجابًا على صحة الإنسان وجودة الحياة. عقب ذلك، أطلق الخريف شعار وهوية برنامج «القطيف مدينة صحية»، تلاه عرض مرئي تعريفي قدّم لمحة شاملة حول مفهوم المدن الصحية، وأبرز أهدافها ومعاييرها الدولية. وألقى منسق البرنامج بمحافظة القطيف الدكتور هادي آل شيخ ناصر كلمة أشار فيها إلى أهمية هذه المبادرة التنموية، مؤكدًا أنها تنسجم مع رؤية السعودية 2030 في تحسين جودة الحياة وبناء مدن صحية ومستدامة من خلال تبني معايير دولية شاملة. وبيّن آل شيخ ناصر أن البرنامج يعكس ثمرة تعاون مشترك بين الجهات الرسمية والمجتمعية، حيث تعمل المحافظة على تحقيق أكثر من 80 معيارًا موزعة على تسعة محاور تشمل: الصحة، البيئة، السلامة، المشاركة المجتمعية، والتعليم، وغيرها، بهدف توفير بيئة حضرية داعمة للرفاه وجودة الحياة. وأضاف أن المشروع سيسهم في تمكين صناع القرار بمعلومات دقيقة، وتقليص الفوارق الصحية، وتحفيز العمل الجماعي نحو نموذج حضري متكامل، يعزز مكانة القطيف ضمن المدن السعودية الساعية لتحسين حياة السكان عبر التخطيط المجتمعي والمبادرات الوقائية. وفي ختام اللقاء، حثّ الخريف جميع الأعضاء ورؤساء ومدراء الدوائر الحكومية على الاستمرار في العمل بروح الفريق الواحد، مثنيًا على الجهود المبذولة، ومؤكدًا أهمية تضافرها لتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات وتحقيق الأهداف المنشودة.


الشرق الأوسط
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
مع الجاسر... بين شراء مخطوط وشواء سمكة!
أوّل ما سمعتُ بحمد الجاسر من والدي، وأنا ما زلتُ في غِرارةِ الصِّبا، حيث فاجأ الشيخُ والدي، وهو يستحمّ في حمّام "أبو لوزة" الشهير بقُبَّته التي بناها جدّه لأبيه مهدي بن نصرالله، بناءً على نصيحة طبيبٍ تُركي، بوصف مياههِ المتدفّقة الدافئة مياهًا معدنيّة. كان الجاسر في أواخر سنة ١٩٤٣ قد استوطنَ الخبر، بعدما أخبره الملك فيصل – نائب الملك وقتها في الحجاز – بتوجيهٍ من الملك عبدالعزيز أن ينتقل إلى الإقليم الشرقيّ بوظيفة مراقب تعليم على المدارس التي بدأت شركة "أرامكو" – في منتصف الأربعينات – بإقامتها في الأحساء والقطيف والجبيل، قبل نشوء المدن الجديدة في الدمام والخبر والظهران ورأس تنورة، مع اكتشاف النفط في حقل الغوار. وبين حين واخر كان يتردّد على جارِنا وصديقه خالد الفرج، الذي أصبح أوّلَ مديرٍ لبلدية القطيف، بعد استقدامه وأفراد قبيلته (الدواسر) من البحرين إلى الخبر، إثر المشادّة التي جرت بين الشاعر الوطنيّ القوميّ وبلغريف، معتمدِ بريطانيا المستعمِرة للبحرين – وقتذاك – بعد إلقاء الفرج قصيدةً وطنيّةً، استحثّ فيها أهالي البحرين للتخلّص من ربقةِ المستعمِر. في أحد أيّام الخميس، نزل الجاسرُ متبضّعًا من سوق القطيف الأسبوعيّ، واقفًا في دُكّان علي الكسّار، الرجل الأُمّيّ، الذي يبيع قلّات التمر، وأنواعَ الخضروات، وسمكًا يصطاده الأهالي من ساحلِ مدينتِهم. وفي جانبٍ من حانوته (السّعفيّ) المتواضع، خصّصه الكسّار لبيع المخطوطات، فاشترى الجاسر بريالات قليلة سمكة، وكذلك مخطوطًا بعنوان الرّاموز في اللغة، تأليف الأدرنوي (٨٦٦–١٤٦٢). يعرفه الزّركلي في الأعلام بأنّه: "محمد بن حسن بن علي الأدرنوي: لغويّ بالعربيّة، من أهل أدرنة في بلادِ التُّرك. مات في طريقه إلى مكّة. له كتاب جامع اللغة، وله الرّاموز". اقتناه الشيخ حمد الجاسر بخطّ مؤلفه، ثم باعه إلى أحد أدباء مكّة" ويُقصد به الأستاذ أحمد عبدالغفور عطّار، إذ اضطرّ الجاسر لبيعه إيّاه بمبلغ مئتي جنيهٍ مصريّ، حين كان الجنيه – وقتذاك – يُعادل عشرة ريالات. ولنفاسة المخطوط، لم يكن الجاسرُ راضيًا بهذا المبلغ، بسبب ما أوهم به العطّارُ دارَ المخطوطات المصريّة بوجود نسخةٍ أُخرى من المخطوط في مكتبةِ الحرمِ المكّي ! ممّا زَهَّدَ فيه مسؤولَ الدار، فَقَدّره بأربعةَ عشرَ جنيهًا!! على أيّ حال، فقد غادر الجاسر دُكّانَ الكسّار متأبّطًا المخطوطَ القديم، وحاملًا السمكةَ الطازجة إلى حمّام "أبو لوزة"، حيث حاول أن يُشبعَ جوعه بشواء السمكة، متسبّبًا في إشعال حريقٍ صغير، فرّ الناسُ منه بسبب دخانه الخانق. وقد جرى الجاسر هاربًا من هذا المأزق، بالقفز في ماء الحمّامِ الجوفيّ العميقِ الغَوْر. وهناك فوجئ به والدي، الذي كان موجودًا وحده، مستوحشًا من هذا البدويّ الأشعثِ الشعر، المُغَبَّرِ الوجه. فراح يبتعد عنه كلّما اقترب منه، غير أنّه استغرب من سؤاله عن تاريخ القطيف، ليدرك والدي على الفور أنّ السائل لم يكن سوى حمد الجاسر، إذ كان والدي يتابع مقالاته الأولى في مجلة "المنهل"، لصاحبها الأديب والمؤرّخ عبدالقدّوس الأنصاري. وبعد المؤانسة والمحادثة، طلب من والدي أن يوافيه بكتاب مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصفهاني، مؤلف كتاب الأغاني. إلا أنّ والدي ضنّ بالكتاب عليه. وما هي إلا أيام حتى كان الجاسر يلبّي دعوة عمه عبدالله بن نصرالله – معتمد الملك عبدالعزيز، ومدير ماليّته في القطيف – إلى غداء في بيته على شرف وجيه الحجاز الأديب محمد سرور الصبّان، الذي أصبح وكيلاً لوزير المالية عبدالله بن سليمان. وبما أنّ المدعوّين من عليةِ القوم، تولّى والدي صبّ الماء من الإبريق لغسل أياديهم في الطشت. وحين جاء دور الجاسر، حدّق في وجه والدي، قائلًا له: "أنت صاحبي في الحمّام!"، فكفّ يديه عن الغسيل حتى جاءه والدي بالكتاب المطلوب. لقد ذكر الجاسرُ في (سوانح ذكرياته) أنّه كان يُكثِرُ التردّدَ على القطيف، غاشيًا مكتباتِ أدبائها، وزائرًا بيوتَها العلميّة، مطّلعًا على نوادرَ المخطوطاتِ فيها. وممّا رآه مُجلَّدًا من كتاب مسالك الأبصار لابن فضل الله العُمري، يحوي أخبارَ الشعراء، وأجزاءً من خريدة العصر لابن بسّام الأندلسي. وقد صوّر صفحاتٍ من أحدها، وبعث بها إلى صديقه الدكتور عبدالوهاب عزّام، الذي كان من المساهمين في نشر الكتاب. وممّا اطّلع عليه الجاسرُ في مكتباتِ القطيف نسخةً يصفها بالقيّمة من كتاب سلافة العصر لابن معصوم الموسوي، وهي نسخةُ المؤلّفِ الأصليّة، إذ وجد في طُرّتها ختمَ ابن معصوم وكتاباتٍ بخطّه. لعلّ هذا ما بعثه لأن يمخرَ عبابَ البحرِ إلى البحرين، مستكشفًا عوالمَها، ومطّلعًا على نوادرِ نفائسِها، ومجتمعًا في نادي العروبة ببعضِ مثقّفيها وأدبائها (إبراهيم العريّض، وعبدالرحمن المعاودة، وعلي التاجر، وعبدالعزيز الشملان، وحسن جواد الجشي). وقد أبدى الجاسرُ لوالدي إعجابَه بالأخير، بعدما استمعَ إلى محاضرته عن المذاهبِ الأدبيّةِ الحديثة. وكان الجشيّ واحدًا ممّن تحلّقَ حولَ مشروعِ أصدقائه التنويريّ في إصدارِ مجلة (صوت البحرين) سنة ١٩٤٨، صوتًا ثقافيًّا بنبرةٍ تجديديّةٍ وجرأةٍ في مطارحةِ القضايا الوطنيّة والقوميّة. أَحسِبُ أنّ هذا هو ما شجّعَ الجاسرَ على التقدّمِ إلى الملك سعود – وليّ العهد آنذاك – بطلبِ إصدارِ جريدةٍ باسم "الرياض" سنة ١٩٥٠، تحوّلَ اسمُها لاحقًا إلى "اليمامة"، مستقطبًا للكتابةِ فيها أبرزَ أوائلِ خرّيجي الجامعاتِ المصريّةِ واللبنانيّةِ من الشبابِ النجديّ. وكان ما يدفعه إلى هذا المشروعِ الصحفيّ ما شاهده قبل ذلك في القاهرة، حين ابتُعثَ لدراسةِ التاريخِ في جامعتِها، "جامعة فؤاد الأوّل"، سنة ١٩٤٣. ولأنّه لم يكن حاصلًا على الثانويّةِ العامّة، ارتأى المؤرخ محمد شفيق غربال، عميدُ كليّةِ الآداب، أن يُحيلَ أمرَه إلى عميدِها السابق، الدكتور طه حسين، الذي امتحنَه شفويًّا، فوجدَ ما في جُعبةِ الجاسرِ من علم، وفي عقلِه من فِطنة، ما يؤهّله للقبولِ فورًا، وهو كذلك ما لمسه أيضًا الموسوعي أحمد أمين – الممتحنُ الآخر – في الجاسر. إلّا أنّه لم يدرسْ سوى سنةٍ واحدة، مقتنعًا بأنّ ما في حصيلته خيرٌ ممّا يتلقّاه في الجامعة، فعاد مع جُملةِ الطلّابِ السعوديين إلى المملكةِ إثرَ اندلاعِ الحربِ العالميّةِ الثانية. ولا شك فان ابتعاثه إلى القاهرة سنة ١٩٤٣ ، قد اثرى وعيه العام وهو يمكث في الدمام والخبر مدة اربع سنوات ، مستطيبا العيش في ربوع المنطقة الشرقية، وقد استقلت بحكمها الإداري تزامنا مع توسع أعمال شركة ارامكو ٠٠ فراح ينتقد أداءها في ما يتعلق بمهمته مراقبا للتعليم في مدارسها ، وقد اكتشف ان. الشركة ( الأمريكية ) لم تقم بواجبها على الوجه المطلوب، معبرا عن استيائه امام يوسف ياسين رئيس الشعبة السياسية في ديوان الملك عبدالعزيز ، متبرما من الأمكنة المتواضعة في بنائها وتجهيزاتها المدرسية ، حيث يلقي معلمو ( أرامكو )فيها على صغار العاملين السعوديين من البدو والفلاحين ، كلمات انجليزية نطقا وكتابة ،قبل ان يلموا بمعرفة لغتهم الأصلية ، وان أرامكو تعدهم لا لتولي أعمال رفيعة ، بل القيام من الأعمال أيسرها ، وأقلها جدوى في مستقبل حياتهم - كما يعبر الجاسر في كتابه ( سوانح الذكريات ). لذلك حاولَ الاستقالةَ من هذه المهمّةِ التي فُرضت عليه، والبقاء في المنطقة الشرقية، لكنّه أضطر العودةِ إلى الرياض سنة ١٩٤٩، في وظيفةِ معتمدِ معارفِ نجد، محاولا بث روح من التجديد في مدارسها ، ثمّ عامِلًا على تأسيسِ كليّةِ الشريعةِ وكليّةِ اللغةِ العربيّة، وغيرها من المعاهد، التي كانت هي النواةَ لقيامِ جامعةِ الإمامِ محمد بن سعود الإسلاميّة منتصفَ السبعيناتِ الميلاديّة. بعد إقالته من إدارة الكليّتَيْن سنة ١٩٥٦، بسبب اصطدامه مع المحافظين، خاصّةً بعد زوبعة مقاله الشهير في مجلة "اليمامة" بعنوان (نهرو رسول السلام) – الزائر للرياض وقتذاك – انصرف الجاسر إلى الاهتمام بتطوير "اليمامة" جريدةً فمجلة، ومتفرّغًا للبحث العلميّ الميدانيّ في مشروعه الضخم (المعجم الجغرافيّ الحديث للبلاد السعوديّة)، إضافةً إلى اشتغاله الدؤوب في تحقيق المخطوطات التراثيّة المتعلّقة به. وقد زار من أجل ذلك عددًا وافرًا من المكتبات الوطنيّة، ودور المخطوطات في عواصم العرب، والشرق الآسيوي، والغرب الأوروبي، والأمريكي – طالع كتبه عن رحلاته – ممّا لفت إليه أنظار الباحثين ومحقّقي المخطوطات، وعلماء اللغة العربيّة، فانتُخب بقرارٍ رئاسيّ سنة ١٩٥٨ عضوًا عاملًا في مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة. وقد استقبله الدكتور عبدالوهاب عزّام، عضو المجمع، بكلمةٍ ترحيبيّةٍ ضافيةٍ عن جهود الجاسر العلميّة ورحلاته البحثيّة وردّ الجاسر عليها في الصفحات ( ٥٧٠–٥٨٨ ) من المجلّد السادس من مجلّة "العرب" وهذا ما عبّر به الدكتور طه حسين، رئيس المجمع، عن الجاسر بقوله في محضر اجتماع المجمع في دورته الخامسة والعشرين سنة ١٩٥٩: «ملاحظاتُ الأستاذِ الزميلِ حمدِ الجاسرِ قيّمةٌ جدًّا، وللأستاذِ الزميلِ تخصّصُهُ ومعرفتُهُ الكاملةُ بالأماكنِ في الجزيرةِ العربيّة. فهو متخصّصٌ في هذا الموضوع، وأرجو أن يتفضّلَ بكتابةِ ملاحظاتِه على (المعجم العربيّ) ويزوّدَ اللجنةَ بها، وليثقْ أنّ اللجنةَ ستقدّره، فهو أعلمُ منّا بجزيرة العرب». بهذه الشهادةِ المجمعيّةِ العاليةِ استندتُ في ردّي على الأستاذ عزيز ضياء، الذي لم يكن مستطيبًا تلقيبِ حمدِ الجاسر بـ(علامة الجزيرة)، كما ورد في عددِ جريدة "الندوة" بتاريخ ٧ ذو القعدة ١٤١١هـ، موضّحًا أنّ تلقيبَ حمدِ الجاسرِ ، لم يأت من احد سوى الدكتور طه حسين، فهو اول من أطلقه و كان دائمًا ما يلقّب الجاسرَ في اجتماعاتِ المجمع بـ(العالِم). هذا والجاسرُ يحدد منهجه في تحديد المواقع القديمة كما جاء في مقدّمة كتابه (شمال غرب الجزيرة)، بقوله : «لقد قمتُ بجولاتٍ طويلةٍ، قطعتُ فيها آلافَ الأميالِ في شرق الجزيرة ووسطها وشمالها وغربها وجنوبها، فخرجتُ من كلّ ذلك بملاحظاتٍ عنها. إنّ كثيرًا من معالم الجزيرة لا يزال مجهولًا، ومنها ما يقوم عليه الشعرُ العربيُّ القديمُ فهمًا ودراسةً محقّقةً. فهناك آلافُ المواقعِ – ولا أقول مئاتِها – لم يردْ لها ذِكرٌ في ما بين أيدينا من كتبِ الأمكنة... غيرَ أنّني رأيتُ أنّ هناك بعضَ المواقعِ التي ورد لها ذِكرٌ في الشعرِ القديم، هُيِّئ لي أنّني مررتُ بها أو عرفتها، فحدّدتُ مواضعَها... ورأيتُ أنّني في رحلاتي مررتُ بمواضعَ كثيرةٍ لم يُوفِّها المتقدّمونَ حقَّها من التحديد، وهي مواضعُ أثريّةٌ قديمةٌ، وردت كثيرًا في الشعرِ القديم، فحاولتُ أن أُوضّحَ ما أعرفُ عنها، معرفةً قائمةً على أساسِ المشاهدة». يقف المرءُ إعجابًا أمامَ سيرةِ الجاسرِ العصاميّة الملهمة ببحثِه الدؤوب، ومواجهتِه الشجاعةِ لعديدٍ من التحدّياتِ التي مرّ بها ، منذ تفتّحِ وعيِه على التعلّمِ الدينيّ صبيا في مساجدِ الرياض، والدراسةِ شاباً في معاهدِ مكةَ المكرّمة، والعمل بعد ذلك بين مراقبةِ التعليمِ في "أرامكو"، ثمّ معتمديّةِ نجد، وخوضِ ريادةِ العملِ الصحفيّ. وكان نهجُه في مسيرته – كما يُعبّر في كتبِ رحلاتِه الممتعةِ وسيرتِه الشيّقة – «طأطئْ رأسَكَ حتى تمرّ!»؛ دون أن ينحنيَ أمامَ العواصف، شجاعًا في رأيه الحر ، شامخًا بشخصيّتهِ الفذّة، التي انتزعتِ الإعجابَ الرسميَّ قبلَ الشعبيّ، والنخبويَّ قبلَ الجماهيريّ، انتزاعًا تجاوزَ الحدودَ الوطنيّةَ إلى آفاقِ العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ ودوائرِ الاستشراقِ الغربيّ. ومع هذه المكانةِ العاليةِ التي حَظيَ بها، لم يتردّدْ في الأخذِ عمّن يقدّمُ له نقدًا أو يلفتُ نظرَه إلى قصور، بل إنّه – في سبيلِ حصولِه على المعلومةِ الدقيقة – كان يعرضُ ما لديه أمامَ أصغرِ تلاميذِه. أتذكَّر هنا أنني كنتُ مدعوًّا إلى حفلِ عشاءٍ أقامه أحمد زكي يماني، في ذروةِ شهرتهِ وزيرًا للبترولِ والثروةِ المعدنيَّة، تكريمًا للشاعرِ محمَّد حسن فقي، بحضورِ أبرزِ أدباءِ الرعيلِ السعوديِّ الأوَّل، وفي طليعتهم حمد الجاسر. فلمَّا قمنا إلى مائدةِ العشاء، مالَ عليَّ الشيخُ الجليل، طالبًا مني أن أُبديَ ملاحظاتي على ما كتبه عن القطيف في موسوعته (المعجم الجغرافي الحديث للبلاد السعوديَّة). فأجبتُه: هناك من هو أعلمُ منِّي وأقدر، ممن بقي من أصدقائك القُدامى... فلماذا لا تُجدِّد عهدك بقطيف الأربعينات؟ وكان وقتها قد دعا والدي، في أحدِ أيَّامِ سنةِ ١٤٠٤هـ، إلى تناولِ طعامِ الإفطارِ معه في بيته الواقع في الشارع الذي يحمل اسمه، وما هي إلَّا أيَّامٌ إذا به يفاجئني بزيارةِ بيتِ والدي. لم أكن موجودًا ولا أبي في البيت وقتها، لكنَّه – إذ وجد البابَ مفتوحًا – دخل إلى حديقةِ البيت، مستظلًّا بشجرةِ اللوز التي يستطعم اكل ثمرها ، مستروحًا بعليلِ هواء اوراقها الخضراء ، الذي أنعش في نفسه ذكرياتِ السنواتِ الخوالي. وقد أقام له والدي بعدَ يومٍ عشاءً دعا إليه أصدقاءه من العلماءِ والأدباءِ والشعراءِ، الذين لم يُضيفوا شيئًا ذا بالٍ إلى ما كتبه الجاسر عن مدينتهم ! . بعدَ هذهِ الزيارةِ بعامٍ، وجدَ الجاسر نفسَه محفوفًا بمشاعر حاشدةٍ وغامرةٍ من مجتمعِ القطيف، وهو يحضرُ حفلَ زفافي الأدبيَّ في حسينيَّةِ العوَّامي، إذ استمعَ الحضورُ إلى كلمةٍ منه، بجانبِ كلمةِ محمد سعيد المسلم، وقصيدةٍ مطوَّلةٍ من محمدٍ حسنٍ فقي، وأخرى من عدنان العوامي، ومداعبةٍ شعريَّةٍ من الدكتورِ غازي القصيبي، وأخرى مفاكهة من حسنِ السبع. كما انه تفضَّلَ عليّ أكثرَ من مرَّةٍ بالتعقيبِ على ما نشرتُه في زاويتي (أصوات) بجريدة الرياض ، ومنها ما وجدتُه وأنا أراجعُ مؤخَّرًا بعضَ كتبِه ورحلاتِه، فوجدته يُعقِّب على مقالٍ نشرتُه فيها بتاريخ ١٧/٨/١٤١٧هـ، حولَ أوراقِ عبدالله فيلبي ووثائقِه، التي نُقلت إلى شركة "أرامكو" في ثمانيةٍ وثلاثينَ صندوقًا كبيرًا، ثم اكتُشف لاحقًا وجودها في كليَّة "سانت أنتوني" بلندن ! . كما اوضح ذلك الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن في تعقيبه على مقالي ذاك الذي دار حول زيارة فيوليت ديكسون ( ام سعود ) زوجة المعتمد البريطاني في كتابها ( أربعون عاماً في الكويت) في اليوم الذي كان فيه جورج رنتز من علاقات ارامكو يشرف على الصفقة التي عقدها مع عبده العنزي وكيلاً عن زوجة فيلبي البلوشية بمبلغ عشرة الاف دولار لنقلها إلى مكتبة شركة ارامكو. وكنت طالبت بنقلِ أصولِها إلى دارةِ الملك عبدالعزيز، وهو ما ذكره الجاسر مؤيدًا فحوى المقالِ في كتابِه (رحَّالون غربيُّون في بلادِنا، ص ٢٦٩–٣٠٦)، مؤكِّدًا ما ذهبتُ إليهِ بقوله: "ما أوردتَه عن السيدة ديكسون هو الأقربُ إلى الحقيقة، إذ تشيرُ كلُّ الدلائلِ إلى أنّ وصولَ محتوياتِ مكتبةِ فيلبي إلى كليَّةِ سانت أنتوني في أوكسفورد تمَّ عن طريقِ أرامكو، وربَّما ليس عن طريق أرامكو كشركةٍ، وإنَّما بجهودٍ ذاتيَّةٍ من الدكتورِ رنتز، الصديقِ الشخصيّ للسيد فيلبي، وربما تنفيذًا لوصيَّة كتبها فيلبي قبلَ وفاتِه المفاجئة في بيروت عام ١٩٦٠. والغريبُ أنّ كليةَ سانت أنتوني، ومركزَ دراساتِ الشرقِ الأوسطِ بها – الذي يضمُّ الأوراقَ الخاصَّة لمعظمِ السياسيين البريطانيين الذين عملوا في المنطقة، وخصوصًا في الجزيرةِ العربيَّة، والمقام بدعمٍ من حكومة دولة الكويت – لم يذكر فيه الدكتور ديريك هوبارد، المتخصِّصُ في دراسات الشرقِ الأوسط، والمشرفُ على المركزِ، الذي أعدَّ قوائمَ ببليوغرافيَّةً بمحتوياتِه، الكيفيَّةَ التي وصلت بها أوراقُ فيلبي إلى ذلكَ المركز، وما إذا كانت بالشراءِ، أو تنفيذًا لوصيَّةٍ مسبقة، أم كانت برغبةٍ من أسرتِه، أو من صديقِه الدكتور رنتز" وكانَ الشيخُ الجاسرُ قد زارَ، برفقةِ عبدالعزيز بن معمر، مستشارِ الملكِ سعود، عبداللهَ فيلبي في أخريات حياتِه، فوجدَ في إحدى غرفِ بيتِ فيلبي غرفةً مملوءةً بالأوراقِ والوثائقِ والكتبِ النادرة، تتعلّقُ برحلاتِ فيلبي في ربوعِ المملكة، والتي شكّلت الأساسَ لما أصدرَه فيلبي عنها في كتبٍ عديدةٍ، تمركزت حولَ تاريخِها وجغرافيّتِها.