أحدث الأخبار مع #الكروموسومات،


الجزيرة
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
'رسالة إلى العالم'.. غوص في أعماق نفوس مرضى التوحد
'صوت 'ماكايلا': رسالة إلى العالم' (Makayla's Voice: A Letter to the World) هو فيلم وثائقي متوسط الطول، عُرض عام 2024، ومدار قصته على المراهقة ذات الأصول الأفريقية 'ماكايلا'، التي تعاني من خلل نادر في الكروموسومات، يسمى متلازمة حذف الجين (22q13). يخلف هذا المرض إعاقة نمو شاملة، حتى في القدرات الذهنية، فيجعل المصاب به ينخرط في حالة من التوحد العميق، ونتيجة لذلك كانت الفتاة عاجزة عن الكلام تماما. ينطلق المخرج 'خوليو بالاسيو' من حالتها الفريدة، ليغوص في عوالم هؤلاء المرضى المجهولة، وينفذ إلى مشاعرهم التي تظل منيعة عنا، ويعرض رؤاهم وعوالمهم الخاصة. اضطراب غامض يعيق النمو العصبي وفقا للموسوعات العلمية، ينشأ مرض التوحد عن اضطراب يعيق النمو العصبي العادي في دماغ الطفل، وبسبب اختلاف حالاته أصبح يصطلح عليه اليوم باضطراب طيف التوحد (ASD). وقد اعتمد هذا المصطلح الشامل، ليغطي مستويات المرض المتباينة، الذي ما تزال عناصر كثيرة منه مجهولة. وغالبا ما تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة، فيتحقق النمو بصورة طبيعية، ظاهريا على الأقل، ثم يحدث ارتداد ونكوص بين الشهرين 18 و24 من العمر، وتبدأ تلك الأعراض تعلن عن نفسها. ووفقا للإحصائيات المعتمدة، فإن اضطراب طيف التوحد يؤثر على نحو 1 من كل 44 طفلا يبلغون من العمر 8 سنوات. ومن وجوه تعقد هذا المرض العجز عن التشخيص المبكر على توقعه، وعدم وجود وسائل لوقاية الأطفال منه. أنا ذكية جدا.. أعالج المعلومات بسرعة شديدة أنا مختلفة، لكنني هنا أتعلم بالاستماع عقلي كإسفنجة تمتص المعرفة. ويضيف المختصون إلى ذلك تباين أعراضه من مصاب إلى آخر واختلاف شدتها، فلكل طفل نمطه الفريد، فإلى اليوم لم يحسم العلم سبب الإصابة به، وتكتفي بعض الدراسات بترجيح دور التكوين الوراثي أو البيئة أو تشنج الأم ومرورها بحالات عصبية أثناء الحمل. ومن تبعاته تأخر التحصيل اللغوي أو انعدامه تماما، كحالة 'ماكايلا'، وكذلك العسر الشديد في عمليات التواصل غير اللفظي، فيجد المصاب صعوبة في التواصل البصري وفهم الإيماءات وقراءة تعبيرات الوجه. وبديهي إذن أن يسبب له ذلك معضلات على المستوى الاجتماعي، فيعسر على مريض التوحد تمييز من يحيطون به، ويعجز عن ضبط طريقة التعامل معهم، ولذلك يرد الفعل بالانطواء على نفسه، أو بانتهاج السلوك العدواني. ومع أن الطب لم يهتد بعد إلى علاج ناجح لاضطراب طيف التوحد، فإن الانتباه إلى إصابة الأطفال به مبكرا ومساعدتهم المتبصرة تترك وقعا مؤثرا على حياتهم، وتساعد أغلبهم على تخطي معضلاتهم، وتجعل الأعراض أكثر اعتدالا. إيمان الوالدين بالقدرة على التحرر.. بداية الطريق يعاني مرضى التوحد من ظلم 'الأسوياء'، فيصورون المرض على أنه عطب، يسبب الانفصال بين العقل والجسد، بحيث يفقد كلاهما القدرة على أداء وظائفه، وينزلان صاحبهما في مرتبة دنيا من الإنسانية، ولذلك يعيشون ألوانا من التهميش. وربما كانت 'ماكايلا' أوفر حظا من نظرائها، فوالداها كانا مؤمنين بقدرتها على التحرر من عزلتها، وكانت لديهما قدرة على تحمل نفقات علاجها، فعهدا للمعالجة النفسية الخبيرة في التهجئة 'روكسي سيويل' بالإشراف على علاجها منذ نحو 8 أشهر. وانطلاقا من طرق مبتكرة في التهجئة باعتماد لوحة الحروف، استطاعت مدرّستها أن تتدارك عجزها عن التواصل اللفظي، وأن تطور مهاراتها في التواصل الحركي، وأن تفتح نوافذ عالمها المغلق على الفضاء الخارجي. وبسرعة مذهلة، أصبحت قادرة على التعبير عن أفكارها بجلاء، والتفاعل مع محيطها. وهنا مكمن التميز في الفيلم، فهو وثائقي يسرد قصته بضمير الأنا، والعنصر المفاجئ أن السارد ليس غير 'ماكايلا' نفسها. فقد جعلها المخرج تحدثنا عن نفسها، فتخبرنا بما تحبه وما تكرهه، وبكل ما يدور في خلدها من أفكار، فتعرض تصوراتها لنفسها وللعالم من حولها ولمرض التوحد، وتخاطب والديها برسائل في غاية الشاعرية، وكل ذلك اعتمادا على مساعدة معالجتها 'روكسي'. ولا شك أن للحيل التقنية دورا في إنطاق 'ماكايلا'، فبفضلها حوّل المخرج الكلمات المكتوبة على لوحة الحروف إلى نص شفوي، يرد من خارج الإطار ويعلق على الوقائع، بعد أن جعل 'ماكايلا' تختار بنفسها الصوت الذي تجده معبرا عنها. 'ترى روحي ما لا يراه الآخرون'.. لغة شاعرية عادة ما يكون التواصل مع المصاب باضطرابات طيف التوحد عسيرا، فعوالمه تكاد تكون مغلقة، وحياته تظل أشبه بصندوق أسود يعسر جمع بياناته أو قراءتها. أما عالم 'ماكايلا' فهو مضاعف الإغلاق، فهي غير قادرة على الكلام تماما. والقيمة المضاعفة لفيلم 'صوت ماكايلا: رسالة إلى العالم' تكمن في اختراقه للجدران السميكة المضروبة حول المراهقة، وفي نجاحه في جعلها تخاطب الجمهور فيما يزيد على 140 صفحة، فتخاطب المتفرج قائلة: أنا ذكية جدا، أعالج المعلومات بسرعة شديدة، أنا مختلفة، لكنني هنا أتعلم بالاستماع، عقلي كإسفنجة تمتص المعرفة. كما أنها تجد في اختلافها عنصر ثراء، فتقول: إن أعمق الرسائل تأتي من أولئك الذين هم مثلي ومثل 'فان غوخ'، فهم يتواصلون بشكل مختلف. وجلي في نصها الذي نسمعه بصوت يردنا من خارج الإطار أن 'ماكايلا' مأخوذة بثنائية الصمت الذي يرغمها مرضها عليه، والصخب الذي تعيشه في داخلها أو تسمعه من حولها. تقول: أتمنى لو أستطيع أن أكون مثل إخوتي، فأنا أعيش كثيرا من الوحدة، بسبب التوحد، آمل أن أتمكن من إنهاء هذا الصمت. نحن صوت الجمال الخفي. وتحدثنا عن حفيف الريح فتقول: أجمل صوت سمعته في حياتي هو صوت تدفق الهواء بين الأشجار، يمر هذا الصوت من دون أن يلاحظه معظم الناس، لكنه في رأيي يغني، يصدر ألحانا تشبه صمتي، أنا أنتمي إلى الطبيعة، الريح ملهمة، تلهمني لأشع على طريقتي، فنحن صوت الجمال الخفي ورياح التوحد، أحلق بين الأشجار. تدرك 'ماكايلا' جيدا أنها تتحرر من سجن الصمت الذي كانت تقبع فيه منذ ولادتها، والعجيب هو قدرتها على التعبير عن هذه الحالة بلغة شاعرية وتصورات عميقة، جعلت بعض المقالات النقدية تذهل لجمالها، أو تحترز فتشكك في مصداقية المخرج، وتتهمه بالتدخل لتعميق معاني أقوالها أو تجميلها أسلوبيا على الأقل. يقول الصوت المرافق الذي يزعم الفيلم أنه قراءة لنص 'ماكايلا': إنها هديتي للعالم أن أغني صمتي بصوت عال، فجميع حواسي متيقظة، ويمكنني الشعور بالعواطف من خلالها كأنها موسيقى، أرى كيف يعكس العقل التوحدي الروح بطريقة كونية، يرى الألوان في الصوت، والموسيقى في الريح، ترى روحي ما لا يراه الآخرون، فالحقيقة والصدق والحب ألوان تحيط بالقلب، أرى ذلك حرفيا، إنها موسيقى. بلاغة الصورة والموسيقى والإضاءة يبدو أن 'ماكايلا' تدرك جيدا أن الفيلم بصدد نقلها إلى الحياة من جديد، وإخراجها من عزلتها. فتقول: 'صوتي هو طريقي إلى الحرية'. ويقول التعليق الصوتي: 'أمضيت عمري أصرخ داخليا، والآن أستطيع أن أغني أغنيتي'. ولعل هذه الثنائية بين الصمت والصوت، وبين العزلة والاندماج، هي ما جعل الفيلم أقرب إلى قصيدة مرئية، فتوشحت مشاهده بعناصر شاعرية عالية، تتكرر فيه لقطة الريح التي تحرك أغصان الأشجار وأوراقها، وتتردد صور الطيور الحرة تطير في الفضاء الرحب، وأزهار التوليب وهي تتفتح، والمياه تنساب رقراقة، وكأن كل عناصر الكون تصغي لـ'ماكايلا' وتحتفي بتحررها. ولم يكن الأسلوب المشهدي وحده حاملا لهذه الشعرية، بل كانت الموسيقى التصويرية الهادئة المؤلفة خصيصا للفيلم، تعمّق الإحساس بالسكينة والتأمل. فقد اعتمد المخرج 'خوليو بالاسيو' أسلوبا بصريا متقشفا، لا يضج بالألوان الزاهية ولا بالانتقالات السريعة، بل يركز على اللقطات الثابتة نسبيا، وعلى التصوير القريب (Close-Up) لوجه 'ماكايلا'، الذي ينطق صمتا وتأملا، وبذلك يمنح المتفرج فسحة للتفكر وللتماهي مع معاناة هذه الفتاة، كما عمد إلى استخدام إضاءة طبيعية خافتة، تضاعف الإحساس بالحميمية والواقعية. ليس فيلم 'صوت ماكايلا.. رسالة إلى العالم' مجرد وثائقي عن حالة طبية نادرة، بل هو عمل فني عميق، يحفز المشاهد على طرح أسئلة وجودية: ما معنى التواصل؟ ما حدود اللغة؟ كيف نعبر عن ذواتنا إذا خذلتنا الكلمات؟ وكيف نعيد الإنصات إلى أولئك الذين أجبرهم المرض أو الإعاقة على الصمت؟ استقبال نقدي بهيج وتساؤلات حظي الفيلم باستقبال نقدي إيجابي منذ عرضه الأول، فأُدرج في قائمة الأفلام الوثائقية التي ستنافس في عدد من المهرجانات الكبرى عام 2024، ومنها مهرجان 'صاندانس' (Sundance Film Festival) ومهرجان 'تريبيكا (Tribeca Film Festival). وأشاد النقاد بقدرة الفيلم على أن يجعل المتفرج يعيش تجربة داخلية حقيقية مع شخصية توحدية، بعيدا عن الصور النمطية والتناول السطحي المعتاد، فقد كتب الناقد 'بيتر ديبروج' في مجلة 'فارياتي': لقد صنع 'بالاسيو' عملا فنيا يجعل الصمت ناطقا، والاختلاف مصدرا للشعر. وقال عن الفيلم: ليس مجرد وثائقي عن مرض نادر، بل مرآة لأسئلتنا عن ماهية الإنسانية. أما مجلة 'هوليود ريبورتر'، فقد أثنت على الأداء الصوتي المصاحب لنص 'ماكايلا' المكتوب، وقالت: إنه من أنجح محاولات إعطاء صوت حقيقي لفاقدي النطق. ومع ذلك الحماس النقدي، فقد أثارت بعض المقالات تساؤلات حول حدود التدخل الإخراجي في نقل نصوص 'ماكايلا'، فطرحت صحيفة 'ذا غارديان' احتمال أن يكون النص خضع لتحرير فني، جعله أكثر شاعرية مما قد تعبر عنه فتاة في عمرها ووضعها، مما يطرح قضية صدق الوثائقيات ذات الطابع الشخصي. بين الفن والرسالة.. التوثيق بعين شاعرية يعكس الفيلم ميل السينما الوثائقية المعاصرة لتجاوز التوثيق البارد إلى التعمق العاطفي والجمالي. فالمخرج 'خوليو بالاسيو' لم يكتفِ بسرد وقائع حياة فتاة توحدية، بل جعل قصتها مدخلا لمساءلة نظرتنا التقليدية إلى الاختلاف والإعاقة. وقد يكون في هذا تجاوز لمفهوم الحياد الوثائقي، لكنه في المقابل مكّن المتفرج من الدخول إلى عالم داخلي، كان سيظل مغلقا لولا الانحياز العاطفي الواضح، الذي طبعه المخرج على عمله. لقد اختار أن يعطي لـ'ماكايلا' الصوت الذي حرمت منه حرفيا، وأن يجعلها تتكلم، وأن يجعلنا نحن نصمت قليلا، لننصت لما لا نسمعه عادة؛ ألا وهو همسات الأرواح المعزولة.


مجلة سيدتي
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- مجلة سيدتي
بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون: معلومات هامة ومطمئنة عن طفلك المُصاب بمتلازمة داون
ربما نستطيع أن نقول إن الأم قد تعرضت للخديعة حين أخبروها أن طفلها الذي وُلد مصاباً بمتلازمة داون هو طفل غير طبيعي، وتوقفوا عند هذا الوصف، ولكن الحقيقة أن الطفل المُصاب بمتلازمة داون يكون لديه إمكانيات خاصة، بالإضافة لما يتصف به من صفات وتصرفات ومظهر يدل عليه، ولكن يجب أن تعرف الأم أن لديها طفلاً مميزاً بسلبيات وإيجابيات الإصابة بهذه المتلازمة. اهتم العالم بالأطفال المصابين بمتلازمة داون، وخصص لهم يوماً عالمياً يُصادف الحادي والعشرين من مارس من كل عام، ولذلك وبمناسبة هذا اليوم فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بطبيبة الأسرة الدكتورة خولة عبد ربه؛ حيث أشارت إلى معلومات هامة ومطمئنة عن طفلك المصاب بمتلازمة داون؛ منها ما يختص بصحته وما يختص بقدراته في الآتي: تعريف متلازمة داون اعلمي أن جسم الإنسان يتكون من خلال اتحاد الكروموسومات التي تكوِّن الخلايا والصفات؛ وحيث يحتوي جسم الإنسان على 23 زوجاً من الكروموسومات، وفي حال حدوث زيادة في كروموسوم واحد، فذلك يعني حدوث اضطراب في انقسام الخلايا عند تكوّن الجنين، وهذا يعني أن زيادة هذا الكروموسوم يؤدي إلى حدوث متلازمة داون عند الجنين، بمعنى أنه يصبح مصاباً وهو في رحم الأم؛ حيث إنها لا تكون بسبب ظروف خارجية بل إنها تحدث أثناء تكوّن الجنين في رحم الأم. لاحظي أنه وعلى الرغم من أن الإصابة بهذه المتلازمة لا تكون لأسباب وراثية في معظم الحالات؛ إلا أن ذلك لا يمنع أن تكون هناك بعض العوامل التي ترفع من نسب حدوثها لدى بعض الحوامل دون غيرهن، مع عدم إهمال العامل الوراثي وتاريخ العائلة بالنسبة لوجود وانتقال أمراض وراثية من جيل إلى جيل، وبناءً على ذلك فمن الضروري على الأم التي تخطط للحمل ولديها تاريخ عائلي، ومن أجل حماية جنينها من الإصابة بهذه الحالة التي ليس لها علاج أن تفكر جيداً قبل اتخاذ هذا القرار علماً أن العمر المثالي لحمل المرأة يلعب دوراً أيضاً في حدوث الحالة أي وجود كروموسوم زائد. كيف تكتشفين طفلك المُصاب بمتلازمة داون عند الولادة؟ لاحظي أن المولود الذي يولد وهو مصاب بمتلازمة داون يتميز بفم صغير ولسان عريض يتدلى من فمه، ويغلق كل تجويف الفم غالباً، ويكون المولود لديه رقبة قصيرة بشكل واضح، ولا تكاد تظهر فيبدو رأسه غائراً بين كتفيه، كما يتميز المولود بقصر القامة، ويولد وهو يبدو عليه قصر القامة بشكل ملحوظ. توقعي أن يكون وزن المولود المصاب بمتلازمة داون أقل من وزن المولود الطبيعي عند الولادة، والذي يتراوح ما بين 3_4 كيلو جرامات، كما تلاحظ الأم أن مولودها يعاني من تسطح مؤخرة الرأس. لاحظي أن الطبيب حين يُخضع المولود للفحص العميق، فسوف يكتشف وجود تشوهات في القلب مثل وجود ثقوب في القلب أو تشوهات في الصمامات، كما يلاحظ الطبيب وجود اضطرابات في آلية عمل وأداء الجهاز التنفسي لدى المولود. صفات الطفل المُصاب بمتلازمة داون لاحظي أن طفلك المصاب بمتلازمة داون سوف يكون أكثر عرضة للإصابة بطيف التوحد؛ مقارنة بالأطفال الآخرين، كما ستلاحظين أنه سوف يعاني من تأخر في النطق مقارنة بالأطفال الأصحاء. توقعي أن يكون طفلك المصاب بهذه المتلازمة لديه ضعف في المهارات الحركية؛ مثل أن يتأخر في الجلوس بمفرده لما بعد عمر ستة أشهر وهو العمر الطبيعي للجلوس، كما أنه سوف يتأخر في الحبو والمشي منفرداً؛ وبالتالي فالإصابة بهذه المتلازمة تكون أحد أسباب تأخر المشي عند الأطفال ، وقد يبلغ طفلك العامين ولم يصل إلى مرحلة المشي دون مساعدة. معلومات مطمئنة عن طفلك المُصاب بمتلازمة داون في يومه العالمي لاحظي أن العالم حين حدد اليوم العالمي لمتلازمة داون، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر من عام 2011، للدعم والتوعية بالأطفال المصابين بمتلازمة داون وعائلاتهم، فقد كان يهدف إلى التأكيد للأمهات القلِقات من حالة أطفالهن المصابين بهذه المتلازمة أن الهدف من إقرار هذا اليوم هو نقل الطفل من كونه يندرج تحت فئة تحتاج إلى مجرد الرعاية، إلى كونه من فئة من الأفراد الذين يمتلكون طاقات وقدرات وإبداعات متميزة وخاصة وبناءة؛ إذا أُتيحت لهؤلاء الفرصة المناسبة لكي يبرزوها. تابعي الشخصيات البارزة حول العالم لأشخاص مبدعين وبارزين في كل مجالات الفنون والرياضة، وهم في الأساس مصنفون ضمن مرضى متلازمة داون، ولكن بفضل الإيمان بقدراتهم، فقد استطاعوا تجاوز الصعوبات والحصول على مراكز متقدمة في المجتمع، ولذلك فالعالم أجمع يهتم بنقل الطفل المصاب بمتلازمة داون من الدعم إلى التمكين، ويكون ذلك من خلال دور الأم في الإيمان بقدرات طفلها، وأنه سوف يكون شخصاً عادياً في المجتمع وغير مهمش، وأن تتعامل معه بناء على هذا الأساس؛ لكي تساعده على استغلال كل ما يمتلك من قدرات مميزة. لاحظي أن الإصابة بحالة داون قد تكون مؤسفة ومحزنة بالنسبة للأم، ولكن هناك طرقاً وقائية لتقليل فرص إصابة المواليد بها مثل التباعد عند الزواج؛ أي أنه يُفضل عدم زواج الأقارب خاصة لدى العائلات التي لديها تاريخ وراثي للحالة؛ وحيث تبين أنه وفي حال كان الأبوان وبمحض الصدفة يحملان لما يُعرف بالتبدل الصبغي الجيني فسوف يتم نقله من أحدهما إلى الجنين ، ومن الممكن أن يحمله أحد الأبوين أو كلاهما، كما أن عمر الأم عند الزواج وحدوث الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين تكون الأم قد تجاوزت سن الخصوبة المحددة عالمياً؛ مما يرفع من نسبة احتمال حدوث هذه الحالة عند الأجنة، ولذلك فمن الضروري أن تهتم الأم أن يتم الحمل في سن الخصوبة المناسبة التي يجب ألا تزيد على الخامسة والثلاثين في كل الأحوال.


المدينة
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- المدينة
«هنريتا لاكس».. المرأة الخالدة
إنَّ خلود الذِّكر بعد مفارقة الحياة، فكرةٌ شغلت الإنسان منذ القدم، وخاض الكثيرُون مغامرات من أجل نَيل هذه الصِّفة، لكن يبدو أنَّ امرأةً فقيرةً امتلكتها على الرغم من أنَّها فارقت الحياة قبل حوالى سبعة عقود من الآن.في سنة 1951م، وبالتَّحديد قبل ولادة طفلها الخامس، بدأت أعراض المرض تظهر على السيِّدة «هنريتا لاكس» الأمريكيَّة من أصول إفريقيَّة، حيث لاحظ الأطباء أنَّها تفقد الكثير من الدَّم.فارقت الحياة هذه المرأة بعد معاناة من المرض، وهي شابَّة في سن واحدٍ وثلاثين عامًا، لم يدر في خلدها أنَّها ستكون سببًا لإنقاذ حياة الملايين من البشر؛ بسبب خلاياها التي مازالت حيَّةً وتتكاثر، وكانت أحد الأسباب في حماية أجيال من البشر من الإصابة بمرض شلل الأطفال، وأمراض أُخْرى عديدة.بدأت القصَّة من مستشفى جامعة جون هوبكنز في بالتيمور، حينما اكتشف طبيبُ أمراض النساء «هاورد جونز»، أنَّ السيدة «هنريتا لاكس» مصابة بسرطان عنق الرَّحم، فقام بأخذ عيِّنات من خلاياها السرطانيَّة؛ وأرسلها للمختبر للتَّحليل.في مختبر التحليل لاحظ عالِم الأحياء «جورج أتو جاي»، أنَّ الخلايا تتكاثر بسرعة كبيرة، مع تضاعف عددها، كما أنَّها تحتوي على عدد كبير من الكروموسومات، وأنَّها تفتقد الآليَّات التي تحدُّ من عدد المرَّات التي يمكن أنْ تنقسم فيها الخلايا السَّليمة، لذلك عُرفت بأنَّها خلايا خالدة، وأُطلق عليها لقب «خلايا هيلا»، نسبة للأحرف الأولى من اسم صاحبتها.أثبتت تلك الخلايا، جدوى كبيرة على مر السنين في البحوث الطبية، وفهم العديد من الأمراض، وتطوير اللقاحات، وتم استخدامها لدراسة تأثير الإشعاع والمواد السامة على جسم الإنسان، وفي تطوير لقاح لشلل الأطفال بعد مرور عام من وفاة «هنريتا»، وبفضل «خلايا هيلا»، تم كذلك تطوير العديد من الأدوية لمرض السرطان والإيدز، وفازت الأبحاث المتعلقة بها بخمس جوائز نوبل.وحول ذلك يقولُ «روبرتو سيتيا»؛ أستاذ البيولوجيا في جامعة ميلانو: «إنَّ خلايا هيلا تكاثرت منذ عام 1951م حتَّى اليوم؛ مرَّات عديدة في مختبرات العالم، إلى درجة أنَّها قادرة على تغطية سطح الأرض مرَّتين».ويعود معرفة هذه القصَّة الفريدة إلى كتاب «الحياة الخالدة لهنريتا لاكس»، وهو ثمرة جهدٍ صحفيٍّ أجرته الكاتبة الأمريكيَّة «ريبيكا سكلوت».. فقد تمكَّنت الكاتبة من كسب ثقة ابنة «هنريتا» الصُّغرى «ديبورا»؛ التي كانت تبلغ من العمر بضعة أشهر عندما تُوفِّيت والدتها بسبب السرطان، ودوَّنت سيرة هذه المرأة التي يتم استخدام خلاياها لحدِّ اليوم في البحوث الطبيَّة.تقول «سكلوت» -في كتابها- إنَّه قبل وقت قصير من وفاة السيِّدة «هنريتا لاكس»، اقترب مدير مختبر زراعة الخلايا في مستشفى جون هوبكنز من سريرها، وهمس قائلًا: «خلايَاكِ ستجعلُكِ خالدةً»، ابتسمت المرأة -وقتها- وأخبرته أنَّها سعيدة؛ لأنَّ كل هذا الألم سيكون مفيدًا لبني البشر.في سنة 2017م، أخرج الكاتبُ المسرحيُّ الأمريكيُّ «جورج ولف»، فيلمًا استند في أحداثه إلى ما جاء في كتاب «سكلوت»، وحمل العنوان نفسه، ولعبت دور البطولة فيه الإعلاميَّة الشَّهيرة «أوبرا وينفري»، والممثِّلة الأستراليَّة «ماري روز بيرن».