أحدث الأخبار مع #الكعكي


النهار
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- النهار
أنسنة العمارة: نحو مدن تُشبهنا أكثر
في ظل التحولات العمرانية المتسارعة التي تشهدها مدننا، بدأ يبرز مفهوم "أنسنة المباني" ضرورةً ملحة لإعادة التوازن بين الإنسان والفراغ المعماري. فلم يعد كافياً أن تكون المباني مزودة بأحدث التقنيات، بل بات ضرورياً أن تكون مريحة، حاضنة، تراعي حاجات الإنسان النفسية والاجتماعية. في هذا السياق، يتجه العديد من المبادرات والتوجهات المعمارية، خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، نحو تصميم مبانٍ تنبض بالحياة، تدمج الإنسان بالطبيعة، وتعيد إليه الشعور بالانتماء داخل مدينته. فكيف يمكن أن تبدو المدن عندما تصبح المباني أكثر إنسانية؟ وماذا يعني مصطلح "أنسنة المباني" في واقعنا العمراني اليوم؟ ترى المهندسة المعمارية والباحثة في الهوية المعمارية نُعمى الكعكي أن التصميم المعماري يجب أن يُوجَّه دائماً نحو الإنسان، "فمنذ العصور القديمة، كانت العلاقة بين العمارة والإنسان تكاملية؛ إذ يُعد الإنسان جزءاً أساسياً من عملية تصميم المباني. ويجب أن يخدم التصميم النهائي للمبنى مستخدميه، فيشعرون بالراحة، ويستطيعون ممارسة أنشطتهم بكفاءة. لذلك، تُصمَّم العمارة في جوهرها وتُفكَّر على مقياس الإنسان وطبيعته". أكثر إنسانية في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشار المباني الشاهقة في المدن الإماراتية، وأصبحت لكل مدينة تقريباً منطقتها المركزية (CBD) ومبانيها الأيقونية. مع ذلك، نلاحظ أن كثيراً من هذه المباني يشيَّد لأغراض الحجم والشكل الفريد، من دون أن تعكس هوية المكان. تؤكد المهندسة الكعكي وجوب أن نولي ابتكار ما يعكس مجتمعاتنا وهويتنا اهتماماً أكبر، باستخدام الحلول المستدامة. وتُعرّف "أنسنة العمارة" بـ"أن توجّه لجعل المباني أكثر إنسانية، وأكثر قرباً من حاجات الناس، ومتوافقة مع هويتهم وتفاعلاتهم اليومية، مع أخذ مقياس الإنسان (human scale) في الحسبان، لضمان التأثير الإيجابي على البيئة والمجتمع. وتشمل العناصر الأساسية لهذا التوجّه: الراحة النفسية والبصرية، الاستدامة والانسجام مع البيئة، إمكان الوصول والتفاعل، ومقياس الإنسان". في هذا السياق، أعلنت حكومة الإمارات أن عام 2025 سيكون "عام المجتمع"، بهدف أنسنة المباني وتعزيز جودة الحياة من خلال التنمية المستدامة. وأطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية مشروع "أنسنة المباني"، أحد المشاريع التحولية ضمن مشاريع الحزمة الثالثة التي تسعى إلى تحقيق مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031"، وتركز على بناء مجتمع مزدهر، وممكن، ومتلاحم، ومتقدم عالمياً، إلى جانب دعم رؤية الإمارات 2071 لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً. وتقول الكعكي لـ"النهار": "هذه المبادرة تتضمن شهادة فريدة من نوعها في المنطقة، تتماشى مع المعايير العالمية لخلق بيئات معيشية صحية. وقد أكدت دولة الإمارات أن هذا المشروع يركّز على رفاهية المستخدم من خلال تحسين جودة الهواء، والإضاءة الطبيعية، والراحة الحرارية، إضافة إلى تعزيز النشاط البدني. وتهدف هذه المعايير إلى دعم تصميم حضري مستدام يحترم الهوية الثقافية والمناخ المحلي، مع توقعات أن يُحدث المشروع تحولاً في شكل المساكن والبنية التحتية المستقبلية، من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص". اجتماعياً وصحياً وبحسب الكعكي، تساهم أنسنة المباني في تحسين جودة حياة السكان من خلال فوائد نفسية مثل الإحساس بالمجتمع، وتعزيز الروابط الاجتماعية، وتقليل الشعور بالعزلة، إلى جانب الرفاهية العاطفية التي توفرها البيئات الجذابة والمريحة، ودور الطبيعة والفن في تخفيف التوتر والقلق. أما على المستوى الصحي، فإن تصميم مساحات مخصصة للمشي والدراجات يعزز النشاط البدني، "في حين أن القرب من الطبيعة يرتبط بتحسين صحة القلب والجهاز التنفسي. كما تساهم المساحات الخضراء في تحسين جودة الهواء، فيما تؤدي الروابط المجتمعية القوية إلى نتائج صحية أفضل"، كما تقول. ورغم أهمية المشروع، تلفت الكعكي إلى عدد من التحديات التي تواجه تطبيق معايير أنسنة المباني في المدن الكبرى، منها: "التوفيق بين التصاميم الحديثة والقيم التقليدية، وتحديث الإطار التنظيمي الذي قد يكون عائقاً بسبب بعض القوانين الحالية، إضافة إلى ضرورة تصميم مبانٍ تتناسب مع درجات الحرارة المرتفعة مع الحفاظ على الاستدامة". كذلك تشير إلى أن الأكلاف المرتفعة "قد تُثني بعض الجهات عن اعتماد التصاميم المتمحورة حول الإنسان، فضلاً عن القيود المساحية في المناطق ذات الكثافة الحضرية، التي قد تُعقّد إدماج المساحات المفتوحة والخضراء. وفي الوقت نفسه، فإن التوسع الأفقي قد يخلق تحديات في الربط بين أجزاء المدينة". التقنية والإنسان دمج التقنيات الذكية لتحسين تجربة المستخدم والتنسيق بين الحكومة والمطورين والمجتمعات، إلى جانب الحاجة إلى تحديثات في البنية التحتية، عناصر أخرى تتطلب المعالجة لتحقيق الأهداف المرجوة. تقول الكعكي: "التكنولوجيا الذكية تؤدي دوراً كبيراً في دعم أنسنة العمارة، من خلال نمذجة معلومات البناء (BIM) التي تعزز التعاون والمرونة في التصميم، وتقنيات الواقعين المعزز (AR) والافتراضي (VR) التي تساعد المستخدمين على تصور الفضاءات والتفاعل معها قبل بنائها، ما يضمن تصميماً يتمحور حول الإنسان. كما تبرز أنظمة المباني الذكية التي تستخدم أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) لتحسين الإضاءة ودرجة الحرارة وجودة الهواء، فضلاً عن أهمية إعادة الاستخدام التكيفي والتصميم المعياري لتعزيز الاستدامة والمرونة في إنشاء المساحات". وتضيف: "للفن العام دور جوهري في أنسنة المشهد الحضري، وإضفاء لمسة قُرب على المدينة، فهو لا يجمّل المكان فحسب، بل يخلق أيضاً جسور تواصل بين الناس والأماكن التي يعيشون فيها". وتشير إلى أن إشراك المجتمع في هذا المسار هو عنصر أساسي لفهم الأثر الاجتماعي وتعزيز التفاعل الإنساني مع البيئة العمرانية. كما تُلفت إلى "تجربة ملهمة في "إكسبو 2020 دبي"، إذ اختارت المدينة أن تكرّم بأناقة وامتنان أكثر من 200 ألف عامل حول العالم ساهموا في هذا الحدث، "في لفتة تعبّر عن تقدير عميق للجهد الإنساني الكامن خلف العظمة المعمارية". وتختتم الكعكي حديثها بتسليط الضوء على الدور المحوري للقطاع الخاص والمطورين العقاريين في تعزيز أنسنة المباني، "من خلال إشراك السكان المحليين في التخطيط، وتطوير مشاريع استخدام متعدد تجمع بين السكن والتجارة والترفيه، إلى جانب التصميم المستدام، وإدماج المساحات العامة الخضراء، والتصميم الشامل الذي يراعي حاجات جميع الأفراد". وتشير إلى "أهمية إدماج الثقافة المحلية في التصاميم ضمن بيئة ذات جنسيات مختلفة، مع تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، والمكافآت التنظيمية، وخيارات التمويل، وبرامج التقدير، والتعاون مع المنظمات غير الربحية، والدعم التنظيمي لتسهيل التصاريح الخاصة بهذه المشاريع".


الديار
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الديار
تابع اتصالاته لإلزام "إسرائيل" على الانسحاب ...وتسلّم رسالة تهنئة من ملك النروج عون للإعلاميين: انتقدونا إذا اخطأنا... فالانتقاد البنَّاء يُصحِّح الأداء وللمغتربين: وجودكم في انحاء العالم يشكّل ثروة لبلدنا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، نقيب الصحافة عوني الكعكي على رأس وفد من النقابة هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية. بعد اللقاء، قال الكعكي في تصريح للصحافيين: "لقد رحب الرئيس عون بوفد نقابة الصحافة، منوها بدور الاعلام، ومتمنياً ان تتحقق آمال اللبنانيين". اضاف الكعكي نقلا عن عون: "انا رئيس جمهورية كل لبنان، وامامنا الآن فرصة علينا ان نستفيد منها، لنعيد بناء لبنان على أسس وطنية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والتبعية السياسية. طموحي ان ابني بلدا يعيش فيه أولادنا واحفادنا بامان وطمأنينة، وذلك لن يكون الا من خلال بناء الدولة. وانا على ثقة انه اذا توافرت الإرادة الصافية، فإننا قادرون على بناء لبنان ولدينا من الإمكانات ما يسمح لنا بذلك". أضاف عون: "امامنا صعوبات سنعمل على تذليلها، وفي مقدمها الوضع في الجنوب لا سيما انجاز الانسحاب "الإسرائيلي" في 18 شباط الجاري. ونحن نتابع الاتصالات لالزام "إسرائيل" على الانسحاب، ونتواصل مع الدول المؤثرة لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، للوصول الى الحل المناسب". وتحدثعون عن الحرية، فاكد ايمانه المطلق بها، لافتا "الى ان الحرية مسؤولية، ودور الاعلام اما ان يكون معمّراً او مدمّراً. وعليكم انتم ان تقرروا، لكن انا اريد ان تساهموا معنا في مسيرة النهوض والإنقاذ". ودعا الإعلاميين الى "عدم التهجم على الدول الشقيقة والصديقة"، وقال "قولوا رأيكم من دون تهجم او تجريح. نريد ان نستعيد ثقة الدول، ونشجع على مجيء اشقائنا في الدول العربية ودول الخليج كي يستثمروا في لبنان. ان إعادة البناء والإنقاذ لا تكون بعمل فردي، لان يدا واحدة لا تصفق. المهم ان تصفو النوايا لان هدفنا بناء دولة، واليوم الفرصة متاحة امام الإصلاح"، مضيفا "لا فرق عندي بين لبناني وآخر، كلنا اخوة نعيش معا ونبني معا لبنان الذي نريد. أقول لكم: انتقدونا اذا اخطأنا، وليكن نقدكم بناء من دون تجنّ، فالانتقاد البناء يصحح الأداء. وهدفنا واحد مع رئيس الحكومة والوزراء الجدد وهو مصلحة لبنان". وختم الرئيس عون بالقول: "انا بدي اترك بعد 6 سنوات وضميري مرتاح". سفراء واستقبل عون سفيرة النروج HILDE HARALDSTAD التي سلمته رسالة من ملك النروج هارالد الخامس هنأه فيها على انتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا للشعب اللبناني الرخاء والازدهار. وتم خلال اللقاء عرض للعلاقات بين البلدين وسبل تفعيلها على مختلف الأصعدة. واستقبل سفير لبنان لدى جمهورية ليبيريا هنري قسطون، الذي نقل لعون تحيات ابناء الجالية اللبنانية في ليبيريا، وتطلعهم "لان يشكل العهد الرئاسي بداية جديدة نحو تحقيق الاستقرار والازدهار في لبنان". وأعطى عون السفير قسطون توجيهاته للمرحلة المقبلة. واستقبل رئيس الجمهورية سفير كوريا الجنوبية بارك إيل في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان. وشكر عون لـ"السفير الكوري الجهود التي بذلها خلال فترة وجوده في لبنان وامتدت ثلاث سنوات". وتقديرا للدور الذي لعبه السفير الكوري في تعزيز العلاقات بين البلدين ومساعدة عدد من الإدارات الرسمية والجيش اللبناني، منحه رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط اكبر. ورد السفير إيل معبرا عن "سعادته للفترة التي قضاها في لبنان"، مؤكدا أنه "سيحمل معه دائماً اجمل الذكريات عن هذا البلد وشعبه". واستقبل سفير لبنان لدى سلطنة عمان البير سماحة، وجرى عرض العلاقات بين لبنان والسلطنة. كما اطلع رئيس الجمهورية على أوضاع أبناء الجالية اللبنانية هناك. العلاقات اللبنانية- الكويتية وفي قصر بعبدا رئيس المعهد العربي للتخطيط في دولة الكويت عبد الله فهد الشامي، يرافقه مدير العلاقات العامة في المعهد كريم درويش ، وممثلة الدولة اللبنانية في مجلس الأمناء لميا المبيض بساط. وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات اللبنانية -الكويتية، حيث اعرب الشامي عن الاستعداد للمساهمة في إعادة اعمار لبنان. من جهة أخرى، تلقى عون رسالة تهنئة لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية من رئيس مجلس الأعمال اللبناني في دولة الكويت علي حسن خليل. وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وكان رئيس الجمهورية استقبل وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، حيث ألقى رئيسها عباس فواز كلمة قال فيها: "نحن نؤكد لفخامتكم أننا كمغتربين على استعداد تام للمساهمة في إعمار وازدهار وطننا يدا بيد، ونطمئنكم إلى أن ثقة الإغتراب اللبناني في مكانها الصحيح. ونحن جاهزون لكل ما يتطلبه وطننا منا، وهكذا كنا دائما وسنظل مستمرين على العهد مع فخامتكم". ورد الرئيس عون، مشددا على "أهمية الانتشار اللبناني في العالم"، ومثنيا على "الدور الذي تضطلع به الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم". ولفت الى أن "المغترب اللبناني كان على الدوام العمود الفقري للبنان، وأثبت ذلك خصوصا بعد الازمة الاقتصادية التي بدأت في عام 2019، حيث جسد المغتربون ايمانهم بوطنهم من خلال المساعدات التي كانوا يقدمونها، وقد قدر البنك الدولي العام الماضي تحويلات المغتربين الى لبنان بعشرة مليارات دولار أميركي في السنة". وأسف لـ"هجرة الكثير من شباب لبنان إلى الخارج"، وقال: "رغم ذلك، فإن وجودهم في انحاء العالم يشكل ثروة لبلدهم". وشدد على أن "المغترب لديه ايمان بوطنه، لكنه يحتاج الى ان يثق بحكومة بلده ليقدم على الاستثمار فيه. وبهذا، يستفيد لبنان من نجاح مغتربيه"، وقال: "اللبنانيون في الخارج ناجحون ومدعاة فخر لنا، ويشاركون في مختلف جوانب الحياة في البلدان التي يعيشون فيها، وحتى داخل مؤسسات الدولة". وتوجه الى أعضاء الوفد قائلا: "أنا الى جانبكم، واصلوا ما تقومون به بهمة ووطنية، ولا تنغمسوا في العمل السياسي، وحافظوا على وحدتكم، لان في الاتحاد قوة". كما عرض عون مع وزير العدل عادل نصار وضع القضاء وسبل تفعيله وحمايته.